المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاناة الرسول صلى الله عليه وسلم سكرات الموت



محمد طه شعبان
2015-02-13, 10:32 PM
السؤال :
لماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم ينج من سكرات الموت ؟
الجواب :
الحمد لله
روى البخاري (6510) عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت : " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فِيهَا مَاءٌ ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، وَيَقُولُ : ( لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ) ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: ( فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى ) حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ " .
وروى الحاكم (119) عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ : " أنه دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَوْعُوكٌ ، عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَوَجَدَ حَرَارَتَهَا فَوْقَ الْقَطِيفَةِ ، فَقَالَ: مَا أَشَدَّ حَرَّ حُمَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ !، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الْبَلَاءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الْأَجْرُ ) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (3403).
فقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت ، وذلك حتى يصبر عليها فترتفع درجته عند الله تعالى وينال جزاء الصابرين : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) . الزمر/10 ، وقد أمره الله تعالى أن يصبر فقال : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) الأحقاف/ 35، فكان لابد من ابتلائه صلى الله عليه وسلم بالمرض وأذية أعدائه له وسائر أنواع الابتلاءات التي منها سكرات الموت ، حتى يظهر صبره صلى الله عليه وسلم ، ويكون مضرب المثل في الصبر.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء ، وبالشدة والرخاء ، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم ؛ كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز" (4/ 370) .
فما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت ، ومن الحمى الشديدة ، وغير ذلك من البلاء ، فإنما هو لرفع درجته ، ومضاعفة الأجر له ، ولتقتدي به أمته في ذلك .
وانظر إجابة السؤال رقم : (13210 (http://islamqa.info/ar/13210)) ، و(72265 (http://islamqa.info/ar/72265)).
http://islamqa.info/ar/222848

أم علي طويلبة علم
2015-02-14, 12:09 AM
وفي غزوة أحد :

" فركز المشركون حملتهم على رسول الله -r- حتى أصابته حجارة وقع لأجلها على شقه ، وأصيب رباعيته اليمنى السفلى وجرحت شفته السفلى وهشمت البيضة على رأسه . فشجت جبهته ورأسه . وضرب بالسيف على وجنته فدخلت فيها حلقتان من حلق المغفر ، وضرب أيضاً بالسيف على عاتقه ضربة عنيفة اشتكى لأجلها أكثر من شهر . وكان قد لبس درعين فلم يتهتكا . " [ كتاب روضة الأنوار]

وفي كتاب فتح الباري لابن حجر رحمه الله :
" وأن الأنبياء قد يصابون ببعض العوارض الدنيوية من الجراحات والألام والأسقام ليعظم لهم بذلك الأجر وتزداد درجاتهم رفعة ، وليتأسى بهم أتباعهم في الصبر على المكاره ، والعاقبة للمتقين."

محمد طه شعبان
2015-02-14, 05:12 PM
وفي ((الصحيحين)) عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ» فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَلْ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ لَهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».