محمد طه شعبان
2015-02-08, 10:21 PM
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ، ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: «لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
والظاهر - والله أعلم - أنَّ وضع الجريدة على القبر واقعة عين خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا تُشرع لأحد غيره صلى الله عليه وسلم؛ ويدل على ذلك أمور:
الأمر الأول: أنه ورد في حديث جابر رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمره أنْ يأتي شجرتين فيقطع منهما غصنين، قال جابر رضي الله عنه: فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فدلَّ الحديث على أنَّ التخفيف حدث بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني: أنه لم يُكشف لنا أنَّ صاحب هذا القبر يُعذَّب، بخلاف النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقد كُشِفَ له عن القبرين.
الأمر الثالث: أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميِّت؛ لأننا ظننَّا به ظَنَّ سوءٍ أنه يُعذَّب، وما يدرينا فلعله يُنَعَّم.
الأمر الرابع: أنَّهُ مخالفٌ لهدي النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فإنه لم يكن يفعل ذلك في كلِّ قَبْرٍ.
الأمر الخامس: أنَّ هذا الأمر لم يكن مِنْ هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (1361)، مسلم (292).
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) أخرجه مسلم (3012).
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) انظر: ((الشرح الممتع)) (3/ 182).
والظاهر - والله أعلم - أنَّ وضع الجريدة على القبر واقعة عين خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا تُشرع لأحد غيره صلى الله عليه وسلم؛ ويدل على ذلك أمور:
الأمر الأول: أنه ورد في حديث جابر رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أمره أنْ يأتي شجرتين فيقطع منهما غصنين، قال جابر رضي الله عنه: فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فدلَّ الحديث على أنَّ التخفيف حدث بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثاني: أنه لم يُكشف لنا أنَّ صاحب هذا القبر يُعذَّب، بخلاف النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقد كُشِفَ له عن القبرين.
الأمر الثالث: أننا إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الميِّت؛ لأننا ظننَّا به ظَنَّ سوءٍ أنه يُعذَّب، وما يدرينا فلعله يُنَعَّم.
الأمر الرابع: أنَّهُ مخالفٌ لهدي النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فإنه لم يكن يفعل ذلك في كلِّ قَبْرٍ.
الأمر الخامس: أنَّ هذا الأمر لم يكن مِنْ هدي سلفنا الصالح رضي الله عنهم([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (1361)، مسلم (292).
[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) أخرجه مسلم (3012).
[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) انظر: ((الشرح الممتع)) (3/ 182).