مشاهدة النسخة كاملة : وما ضرهم ألا يعرفهم أمير المؤمنين لكن الله يعرفهم .
احمد ابو انس
2015-01-30, 09:47 PM
ذكر ابن كثير في تاريخه ، أن السائب بن الأقرع قدم على
عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يبشره بنصر المسلمين
في معركة ( نهاوند ) ، فسأله عمر عن قتلى المسلمين ، فعدَّ
فلاناً وفلاناً من أعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال لعمر :
وآخرون من أفناد الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين .. فجعل
عمر يبكي ويقول : ( وما ضرهم ألا يعرفهم أمير المؤمنين؟!
لكن الله يعرفهم ، وقد أكرمهم بالشهادة ، وما يصنعون
بمعرفة عمر ؟! ) .
ما صحة هذا الأثر؟
احمد ابو انس
2015-01-30, 10:22 PM
2826 - " كان إذا غزا فلم يقاتل أول النهار لم يعجل حتى تحضر الصلوات و تهب الأرواح و
يطيب القتال " .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 785 :
أخرجه ابن جرير الطبري في " التاريخ " ( 2 / 233 - 235 ) و ابن حبان ( 1712 -
الموارد ) و السياق له من طريق : مبارك بن فضالة : حدثنا زياد بن جبير بن حية
قال : ( أخبرني أبي أن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال للهرمزان : أما إذ
فتني <1> بنفسك فانصح لي . و ذلك أنه قال له : " تكلم لا بأس " ، فأمنه ، فقال
الهرمزان : نعم ، إن فارس اليوم رأس و جناحان . قال : فأين الرأس ؟ قال :
نهاوند مع بندار <2> ، قال : فإنه معه أساورة كسرى و أهل أصفهان . قال : فأين
الجناحان ؟ فذكر الهرمزان مكانا نسيته ، فقال الهرمزان : اقطع الجناحين توهن
الرأس . فقال له عمر رضوان الله عليه : كذبت يا عدو الله ، بل أعمد إلى الرأس
فيقطعه الله ، فإذا قطعه الله عني انقطع عني الجناحان . فأراد عمر أن يسير إليه
بنفسه ، فقالوا : نذكرك الله يا أمير المؤمنين أن تسير بنفسك إلى العجم ، فإن
أصبت بها لم يكن للمسلمين نظام ، و لكن ابعث الجنود . قال : فبعث أهل المدينة
و بعث فيهم عبد الله بن عمر بن الخطاب ، و بعث المهاجرين و الأنصار ، و كتب إلى
أبي موسى الأشعري أن سر بأهل البصرة ، و كتب إلى حذيفة بن اليمان أن سر بأهل
الكوفة حتى تجتمعوا بنهاوند جميعا ، فإذا اجتمعتم فأميركم النعمان بن مقرن
المزني . فلما اجتمعوا بنهاوند أرسل إليهم بندار [ العلج ] أن أرسلوا إلينا يا
معشر العرب رجلا منكم نكلمه ، فاختار الناس المغيرة بن شعبة ، قال أبي : فكأني
أنظر إليه : رجل طويل أشعر أعور ، فأتاه ، فلما رجع إلينا سألناه ؟ فقال لنا :
وجدت العلج قد استشار أصحابه في أي شيء تأذنون لهذا العربي ؟ أبشارتنا و بهجتنا
و ملكنا ؟ أو نتقشف له فنزهده عما في أيدينا ؟ فقالوا : بل نأذن له بأفضل ما
يكون من الشارة و العدة . فلما رأيتهم رأيت تلك الحراب و الدرق يلمع منها البصر
، و رأيتهم قياما على رأسه ، فإذا هو على سرير من ذهب ، و على رأسه التاج ،
فمضيت كما أنا ، و نكست رأسي لأقعد معه على السرير ، فقال : فدفعت و نهرت ،
فقلت : إن الرسل لا يفعل بهم هذا . فقالوا لي : إنما أنت كلب ، أتقعد مع الملك
؟! فقلت : لأنا أشرف في قومي من هذا فيكم ، قال : فانتهرني و قال : اجلس .
فجلست . فترجم لي قوله ، فقال : يا معشر العرب ، إنكم كنتم أطول الناس جوعا ،
و أعظم الناس شقاء ، و أقذر الناس قذرا ، و أبعد الناس دارا ، و أبعده من كل
خير ، و ما كان منعني أن آمر هذه الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسا
لجيفكم لأنكم أرجاس ، فإن تذهبوا يخلى عنكم ، و إن تأبوا نبوئكم مصارعكم . قال
المغيرة : فحمدت الله و أثنيت عليه و قلت : والله ما أخطأت من صفتنا و نعتنا
شيئا ، إن كنا لأبعد الناس دارا ، و أشد الناس جوعا ، و أعظم الناس شقاء ، و
أبعد الناس من كل خير ، حتى بعث الله إلينا رسولا فوعدنا بالنصر في الدنيا ، و
الجنة في الآخرة ، فلم نزل نتعرف من ربنا - مذ جاءنا رسوله صلى الله عليه وسلم
- الفلاح و النصر ، حتى أتيناكم ، و إنا والله نرى لكم ملكا و عيشا لا نرجع إلى
ذلك الشقاء أبدا حتى نغلبكم على ما في أيديكم أو نقتل في أرضكم . فقال : أما
الأعور فقد صدقكم الذي في نفسه . فقمت من عنده و قد والله أرعبت العلج جهدي ،
فأرسل إلينا العلج : إما أن تعبروا إلينا بنهاوند و إما أن نعبر إليكم . فقال
النعمان : اعبروا فعبرنا . فقال أبي : فلم أر كاليوم قط ، إن العلوج يجيئون
كأنهم جبال الحديد ، و قد تواثقوا أن لا يفروا من العرب ، و قد قرن بعضهم إلى
بعض حتى كان سبعة في قران ، و ألقوا حسك الحديد خلفهم و قالوا : من فر منا عقره
حسك الحديد . فقال : المغيرة بن شعبة حين رأى كثرتهم : لم أر كاليوم قتيلا <3>
، إن عدونا يتركون أن يتناموا ، فلا يعجلوا . أما والله لو أن الأمر إلي لقد
أعجلتهم به . قال : و كان النعمان رجلا بكاء ، فقال : قد كان الله جل و عز
يشهدك أمثالها فلا يحزنك و لا يعيبك موقفك . و إني والله ما يمنعني أن أناجزهم
إلا لشيء شهدته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. ( فذكر الحديث ) . ثم قال النعمان : اللهم إني أسألك أن تقر عيني بفتح
يكون فيه عز الإسلام و أهله ، و ذل الكفر و أهله . ثم اختم لي على أثر ذلك
بالشهادة . ثم قال : أمنوا رحمكم الله . فأمنا و بكى فبكينا . فقال النعمان :
إني هاز لوائي فتيسروا للسلاح ، ثم هازها الثانية ، فكونوا متيسرين لقتال عدوكم
بإزائكم ، فإذا هززتها الثالثة فليحمل كل قوم على من يليهم من عدوهم على بركة
الله ، قال : فلما حضرت الصلاة وهبت الأرواح كبر و كبرنا . و قال : ريح الفتح
والله إن شاء الله ، و إني لأرجو أن يستجيب الله لي ، و أن يفتح علينا . فهز
اللواء فتيسروا ، ثم هزها الثانية ، ثم هزها الثالثة ، فحملنا جميعا كل قوم على
من يليهم . و قال النعمان : إن أنا أصبت فعلى الناس حذيفة بن اليمان ، فإن أصيب
حذيفة ففلان ، فإن أصيب فلان [ ففلان ] حتى عد سبعة آخرهم المغيرة بن شعبة .
قال أبي : فوالله ما علمت من المسلمين أحدا يحب أن يرجع إلى أهله حتى يقتل أو
يظفر . فثبتوا لنا ، فلم نسمع إلا وقع الحديد على الحديد ، حتى أصيب في
المسلمين عصابة عظيمة . فلما رأوا صبرنا و رأونا لا نريد أن نرجع انهزموا ،
فجعل يقع الرجل فيقع عليه سبعة في قران فيقتلون جميعا ، و جعل يعقرهم حسك
الحديد خلفهم . فقال النعمان : قدموا اللواء ، فجعلنا نقدم اللواء فنقتلهم و
نهزمهم ، فلما رأى النعمان قد استجاب الله له و رأى الفتح ، جاءته نشابة فأصابت
خاصرته ، فقتلته . فجاء أخوه معقل بن مقرن فسجى عليه ثوبا ، و أخذ اللواء ،
فتقدم ثم قال : تقدموا رحمكم الله ، فجعلنا نتقدم فنهزمهم و نقتلهم ، فلما
فرغنا و اجتمع الناس قالوا : أين الأمير ؟ فقال معقل : هذا أميركم قد أقر الله
عينه بالفتح ، و ختم له بالشهادة . فبايع الناس حذيفة بن اليمان . قال : و كان
عمر بن الخطاب رضوان الله عليه بالمدينة يدعو الله ، و ينتظر مثل صيحة الحبلى ،
فكتب حذيفة إلى عمر بالفتح مع رجل من المسلمين ، فلما قدم عليه قال : أبشر يا
أمير المؤمنين بفتح أعز الله فيه الإسلام و أهله ، و أذل فيه الشرك و أهله . و
قال : النعمان بعثك ؟ قال : احتسب النعمان يا أمير المؤمنين ، فبكى عمر و
استرجع ، فقال : و من ويحك ؟ قال : فلان و فلان - حتى عد ناسا - ثم قال : و
آخرين يا أمير المؤمنين لا تعرفهم . فقال عمر رضوان الله عليه - و هو يبكي - :
لا يضرهم أن لا يعرفهم عمر ، لكن الله يعرفهم ) . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله
ثقات ، قد صرح مبارك بن فضالة بالتحديث ، و قد تابعه سعيد بن عبيد الله الثقفي
: حدثنا بكر بن عبد الله المزني و زياد بن جبير عن جبير بن حية به إلى قوله : "
و تحضر الصلوات " . أخرجه البخاري ( 3159 و 3160 ) ، و فيه زيادة : " و الجناح
قيصر " ، و أشار الحافظ ( 6 / 264 ) إلى شذوذها ، لمخالفتها لطريق مبارك بن
فضالة هذه ، و طريق معقل بن يسار الآتية ، و فيها : " أصبهان الرأس ، و فارس و
أذربيجان الجناحان " . و هذا أولى كما قال الحافظ فراجعه . قلت : و لعل الوهم
في هذه الزيادة الشاذة من سعيد بن عبيد الله الثقفي ، فقد تكلم فيه بعضهم من
قبل حفظه ، و قال الحافظ نفسه في " التقريب " : " صدوق ربما وهم " . و للحديث
طريق أخرى من رواية حماد بن سلمة قال : أخبرني أبو عمران الجوني عن علقمة بن
عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في فارس و
أصبهان و أذربيجان الحديث بطوله مع اختصار بعض الجمل . أخرجه ابن أبي شيبة ( 13
/ 8 - 13 ) . قلت : و إسناده جيد ، رجاله رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله
المزني ، و هو ثقة " . و قال الحافظ في " مقدمة الفتح " ( ص 405 ) : " سنده قوي
" . و عزاه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 6 / 215 - 217 ) للطبراني ، و قال :
" و رجاله رجال الصحيح غير علقمة بن عبد الله المزني ، و هو ثقة " . و روى منه
أحمد و غيره حديث الترجمة ، و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 2385 ) .
-----------------------------------------------------------
[1] الأصل ( أمتني ) ، و التصحيح من " الإحسان " ( 4736 ) .
[2] الأصل ( بيداد ) ، و التصحيح من " الإحسان " و " تاريخ الطبري " ، و منهما
صححت بعض الأخطاء الأخرى .
[3] و كذا في " الإحسان " ، و في " التاريخ " ( فشلا ) . اهـ .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.