المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذهب عائشة في خروج المعتدة من وفاة للعمرة....



أبو البراء محمد علاوة
2015-01-22, 03:15 PM
من المعلوم أن جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم على عدم جواز المبيت للمعتدة من وفاة خارج بيت الزوجية لحديث الفُريعة بنت مالك أخت أبي سعيد الخدري، مع الخلاف في صحته وضعفه؛ لكن ورد أن عائشة خرجت بأختها أم كلثوم للعمرة، كما عند عبدالرزاق في مصنفه: (12054) - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: (خَرَجَتْ عَائِشَةُ بِأُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ حِينَ قُتِلَ عَنْهَا طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى مَكَّةَ فِي عُمْرَةٍ)، قَالَ عُرْوَةُ: (كَانَتْ عَائِشَةُ تُفْتِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا بِالْخُرُوجِ فِي عِدَّتِهَا).

لكن ورد أيضًا أن سبب خروجها الفتنة وخوفها، كما عند عبد الرزاق في المصنف: (12055) - عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: (حَجَّتْ عَائِشَةُ بِأُخْتِهَا فِي عِدَّتِهَا فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ وَخَوْفُهَا)، قَالَ الثَّوْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: (أَبَى النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا).

وسؤالي: ما معنى كلام القاسم بن محمد: (فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ وَخَوْفُهَا)؟

أبو البراء محمد علاوة
2015-01-31, 11:20 PM
سبحان الله.

أبو مالك المديني
2015-02-01, 09:44 PM
بارك الله فيك أبا البراء .
معناه : أنه إذا خيف على المرأة أن تجلس في بيتها وقت العدة من فتنة ما كلصوص تخاف منهم أو سقوط منزلها ، أو أي شيء تخافه ، فيجوز لها أن تخرج من بيتها إلى مكان آخر تأمن فيه من تلك الفتنة.

قال الإمام الطحاوي في شرح معاني الآثار 3 / 81 : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ , قَالَ : حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , قَالَ : سَمِعْت عَطَاءً يَقُولُ : إنَّ عَائِشَةَ حَجَّتْ بِأُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ , قَالَ : حَدَّثَنِي جَرِيرٌ , قَالَ : سَمِعْت عَطَاءً يَقُولُ : ( حَجَّتْ عَائِشَةُ بِأُخْتِهَا فِي عِدَّتِهَا مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ . حَدَّثَنَا ابْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَفْلَحُ , عَنْ الْقَاسِمِ ,"....عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا حَجَّتْ بِأُخْتِهَا أُمِّ كُلْثُومٍ فِي عِدَّتِهَا . حَدَّثَنَا رَبِيعٌ الْمُؤَذِّنُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ , عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنْ عَائِشَةَ مِثْلَهُ . قِيلَ لَهُ : إنَّمَا كَانَ ذَلِكَ لِلضَّرُورَةِ , لِأَنَّهُمْ كَانُوا فِي فِتْنَةٍ , قَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَهْبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَسَارَتْ عَائِشَةُ إلَى مَكَّةَ , بَعَثَتْ عَائِشَةُ إلَى أُمِّ كُلْثُومٍ وَهِيَ بِالْمَدِينَةِ , فَنَقَلَتْهَا إلَيْهَا , لِمَا كَانَتْ تَتَخَوَّفُ عَلَيْهَا مِنْ الْفِتْنَةِ , وَهِيَ فِي عِدَّتِهَا . فَهَكَذَا نَقُولُ : إذَا كَانَتْ فِتْنَةٌ , يُخَافُ عَلَى الْمُعْتَدَّةِ مِنْ الإِقَامَةِ فِيهَا مِنْ تِلْكَ الْفِتْنَةِ , فَهِيَ فِي سَعَةٍ مِنْ الْخُرُوجِ فِيهَا إلَى حَيْثُ أَحَبَّتْ مِنْ الأَمَاكِنِ الَّتِي تَأْمَنُ فِيهَا مِنْ تِلْكَ الْفِتْنَةِ , وَبِاَللَّهِ التَّوْفِيقُ ".

أبو مالك المديني
2015-02-01, 09:51 PM
وقال بدر الدين العيني في " نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار" 11 / 197 :
( قوله ) وهكذا نقول : إذا كانت فتنة يخاف على المعتدة من الإقامة فيها، فهي في سعة من الخروج فيها إلى حيث أحبت من الأماكن التي تأمن مَنْ فيها من تلك الفتنة.أي قيل لهذا القائل، وأراد به الجواب عما اعترضه، بيانه: أن ما ذكرتم من حج عائشة مع أختها أم كلثوم وهي في العدة إنما كان لأجل الخوف من عائشة على أم كلثوم؛ لأن زوجها طلحة بن عبيد الله قتل يوم الجمل كما ذكرنا، وكانت أم كلثوم في المدينة، ولما قدمت عائشة إلى مكة بعثت وراءها فنقلتها إلى مكة عندها؛ خوفًا عليها من الفتنة، قال: وقد بيَّن هذا المعنى القاسم بن محمد في حديثه.......
قوله : "وهكذا القول" يعني بجواز انتقال المعتدة عن الوفاة إلى حيث شاءت إذا كانت فتنة تخاف عليها، وكذا إذا خافت سقوط منزلها، أو خافت على متاعها من اللصوص، أو كان المنزل بأجرة ولا تجد ما تؤديه من أجرته. والله أعلم.

أبو البراء محمد علاوة
2015-02-11, 06:00 PM
بارك الله فيك شيخنا، على هذا التأويل، فلماذا أنكر عليها أهل زمانها، حيث قال القاسم: (أَبَى النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهَا).

أبو مالك المديني
2015-02-11, 11:26 PM
وفيك بارك الله أبا البراء .
أبوا عليها أن أفتت بخروج المرأة في وقت العدة ، ولم يروا ما أخرجتها عائشة من أجله ضرورة للخروج .
قال عبد الرزاق ـ كما في التمهيد لابن عبد البر ـ : أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخذ المترخصون في المتوفى عنها بقول عائشة ، وأخذ أهل العزم والورع بقول ابن عمر.

أبو البراء محمد علاوة
2015-08-06, 03:05 PM
وفيك بارك الله أبا البراء .
أبوا عليها أن أفتت بخروج المرأة في وقت العدة ، ولم يروا ما أخرجتها عائشة من أجله ضرورة للخروج .
قال عبد الرزاق ـ كما في التمهيد لابن عبد البر ـ : أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخذ المترخصون في المتوفى عنها بقول عائشة ، وأخذ أهل العزم والورع بقول ابن عمر.


وعليه لا يُعد هذا مذهبًا لعائشة مطلقًا، وإنما في حال الضرورة وفقط، وما عِيب عليها من أهل زمانها إنما لاعتبار ما حدث ضرورة تستحق ترك أم كلثوم للمبيت في بيت الزوجية أو لا؟

أبو مالك المديني
2015-08-10, 09:09 PM
نعم ، هذا صحيح .

أبو البراء محمد علاوة
2015-08-11, 12:42 AM
الحمد لله.

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-19, 07:12 PM
الله المستعان