تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من حِكَم المتنبي



عزام محمد ذيب الشريدة
2015-01-20, 08:42 PM
من حِكَم المتنبي
عَجَب المتنبي
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول المتنبي :

ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه //أنِّي بما أنا شاكٍ منه محسود
لا يتعجب المتنبي من حسد الحسَّاد ، فهذا لا يدعو للعجب ، بل الذي يدعو للعجب أنه محسود بما يشتكي منه ،ولهذا تقدم مطلوب خبر إنَّ نحو قوله "وأعجبه" بحسب الأهمية المعنوية عدولا عن الأصل من العام إلى الخاص ،لأن هذا الشيء هو الذي يدعو للعجب ،والأصل في بيت المتنبي أن يكون كذلك بحسب الأهمية المعنوية من الخاص إلى العام :

ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه //أنِّي محسود بما أنا شاكٍ منه
ولكن تم العدول عن الأصل بالضابطين :المعنوي وكذلك اللفظي من أجل الوزن والقافية ، والكلام يترتب بحسب الأهمية المعنوية أصلا وعدولا ،وهناك علاقة احتياج معنوي بين أجزاء التركيب سواء أتقدم الكلام أم تأخر.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار : الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.