تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدلة التكبير المطلق والمقيد في العيدين



محمد طه شعبان
2015-01-19, 11:11 AM
فأما التكبير المطلق: فقد قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
فبإكمال عدة صوم رمضان استُحب التكبير.
وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ العِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا، حَتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ اليَوْمِ وَطُهْرَتَهُ.
وفي لفظ: قَالَتْ: الْحُيَّضُ يَخْرُجْنَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، يُكَبِّرْنَ مَعَ النَّاسِ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((أَمَّا التَّكْبِيرُ فَإِنَّهُ مَشْرُوعٌ فِي عِيدِ الْأَضْحَى بِالِاتِّفَاقِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مَشْرُوعٌ فِي عِيدِ الْفِطْرِ عِنْدَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ، وَذَكَرَ ذَلِكَ الطَّحَاوِيُّ مَذْهَبًا لِأَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُمْ خِلَافُهُ، لَكِنَّ التَّكْبِيرَ فِيهِ هُوَ الْمَأْثُورُ عَنِ الصَّحَابَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَالتَّكْبِيرُ فِيهِ أَوْكَدُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ بِهِ بِقَوْلِهِ: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وَالتَّكْبِيرُ فِيهِ: أَوَّلُهُ مِنْ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَآخِرُهُ انْقِضَاءُ الْعِيدِ؛ وَهُوَ فَرَاغُ الْإِمَامِ مِنَ الْخُطْبَةِ عَلَى الصَّحِيحِ، وَأَمَّا التَّكْبِيرُ فِي النَّحْرِ فَهُوَ أَوْكَدُ مِنْ جِهَةِ أَنَّهُ يُشْرَعُ أَدْبَارَ الصَّلَوَاتِ، وَأَنَّهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَأَنَّ عِيدَ النَّحْرِ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَكَانُ وَالزَّمَانُ، وَعِيدَ النَّحْرِ أَفْضَلُ مِنْ عِيدِ الْفِطْرِ))اهـ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) متفق عليه: أخرجه البخاري (971)، ومسلم (890).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) ((مجموع الفتاوى)) (24/ 221، 222).

محمد طه شعبان
2015-01-19, 12:33 PM
وأما التكبير المقيد: ورد عن عمر بن الخطاب وعليٍّ وابن عمر وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم أنهم كانوا يُكَبِّرون بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ، إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنَ النَّحْرِ؛ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وقد نقل النووي الإجماع على ذلك.
قال النووي رحمه الله: ((وَأَمَّا التَّكْبِيرُ الْمُقَيَّدُ فَيُشْرَعُ فِي عِيدِ الْأَضْحَى بِلَا خِلَافٍ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ))([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وأما الفطر فلا يُشرع التكبير المقيد في عيد الفطر لعدم الدليل. والله أعلم.

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) انظر هذه الآثار في ((الأوسط)) لابن المنذر (4/ 300- 302).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (5633)، وابن المنذر في ((الأوسط)) (2204)، والطبراني في ((الكبير)) (9534)، والحاكم في ((المستدرك)) (1115)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (3/ 125).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) ((المجموع)) (5/ 32).