تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال عن سقط "مريب" في سير أعلام النبلاء



أبو عبدالرحمن الطائي
2008-03-23, 01:16 PM
ورد هذا النص في السير 10/504 هكذا : "قال عباس الدوري: سمعت أبا عُبَيد يقول: عاشرتُ الناس، وكلَّمتُ أهلَ الكلامِ، فما رأيتُ قَومًا أوسَخَ وسخًا، ولا أضعفَ حُجّةً من....، ولا أحمقَ منهم، ولقد وَلِيتُ قَضاءَ الثَّغْرِ، فَنَفَيتُ ثلاثةً، جَهْميَّيْنِ ..... ،... وجَهمياً؟.
وقد عزاه محققا الجزء إلى تاريخ عباس الدوري 480 ، وهو فيه برقم (4992).
وقد جاء فيه تاماً، وفيه: "سمعتُ العباس يقول: سمعت أبا عبيد يقول: عاشرت الناس وكلَّمت أهل الكلام فما رأيت قومًا أوسخ وسخًا، ولا أقذر، ولا أضعف حجة، ولا أحمق من الرافضة. ولقد وليت قضاء الثغور فنفيت منهم ثلاثة رجال جهميين ورافضيًا، أو رافضيين وجهميًا. وقلت: مثلكم لا يساكن أهل الثغور، فأخرجتهم.
قلت: فالسقط في هذا الثلاثة المواضع لا يخلو من ريبة، يزيدها عزو المحقَِّقَينِ النصَّ إلى التاريخ دون بيان الساقط منه.
فهل من الأخوة من يكشف لنا الأمر ويجليه؟

أبو عبيدالله
2008-03-23, 02:00 PM
!!!!!

أبو عبدالرحمن الطائي
2008-03-23, 02:23 PM
وللفائدة ... فقد ذكر الذهبي النص في التاريخ 16/327 تاماً دون سقط. فيُستَأنس بذلك على أن السقط الواقع في السير، ليس منه، والله أعلم.

الفيومي
2009-06-22, 02:16 PM
ويمكن أن تراجع ط العمروي دار الفكر للتأكد

السكران التميمي
2009-06-22, 04:43 PM
فعلا الأمر غريب جدا، ويوحي أن الحذف متعمد من قبل المحققين، أو من قبل مؤسسة النشر.
فإن صدق هذا، فإنه خنجر في الصميم لهذه المؤسسة الناشرة (المدلسة)، أو لهذا المحقق (المدلس).

ولمزيد بيان أيضا، أنظروا غير مأمورين (تاريخ دمشق ج49/ص80) لإبن عساكر؛ فقد روى الخبر بسنده كاملا.

فالله المستعان

الفيومي
2009-06-24, 02:19 PM
منشورات الرسالة الحديثية: من أجود النشرات، ومعلوم عنهم الدقة والضبط في أكثر ما ينشرون.
فلا داعي لهذه التشكيكات حتى نقف على المخطوط الأصلي.

ثم إني لما رجعت إلى المصدر المذكور؛ وجدتهم قد وضعوا مكان السقط نُقطًا؛ إشارة إلى الحذف (كما ذكر الأخ).
فأي تدليس وريبة في ذلك؟!
ثم أحالوا على مصدر الخبر بالجزء والصفحة، والنص فيه كامل بدون حذف لمن أراد التوثّق.
ولو أرادوا التدليس؛ لما وضعوا مكان المحذوف نقطا، ولما أحالوا على مصدر الخبر؛ وهو فيه كامل من غير سقط.
والتنبيه على مثل هذا السقط: طيب. يُشكر مَن نبّه عليه.
ولكن التشكيك في أمانة الدار واتّهامهم -لمجرد سقط يسير كهذا- هو محل النظر.

السكران التميمي
2009-06-24, 10:14 PM
لم نتهم أحدا بعينه رعاك الله، وكلامي كان واضحا جدا، وخطابا عاما:

فإن صدق هذا، فإنه خنجر في الصميم لهذه المؤسسة الناشرة (المدلسة)، أو لهذا المحقق (المدلس)

ثم أخي الفاضل لا أعتقد أن هاتين الكلمتين المتشابهتين _ وهما لا تخفيان عنك _ يكون السقط فيهما في النص فقط، ومن ثم نلتمس أعذارا لا تقبل أو تعقل.
ثم لماذا لم يُشَرْ إلى وجود سقط في المخطوط؟!
كما لا يستلزم وضع النقط أنه يوجد سقط في الأصل المخطوط، فلم لا يكون نقطا لكلام محذوف عمدا؟!

ما زلت أقول: السقط مفتعل متعمد، ونسخة الإمام الذهبي بخطه من محفوظات مكتبة أحمد الثالث بتركيا.

عبد الله الحمراني
2009-06-24, 11:27 PM
ما زلت أقول: السقط مفتعل متعمد، ونسخة الإمام الذهبي بخطه من محفوظات مكتبة أحمد الثالث بتركيا.[/font]
/// نسخة مكتبة أحمد الثالث بتركيا التي اعتمد عليها محققو الطبعة هي نسخة نسخت في حياة المصنف بخط (فرج بن أحمد طوغان) ولم يعثر المحققون على ترجمة له. يراجع مقدمة طبعة الرسالة (ص147).
/// قام بتحقيق الجزء المذكور فيه السقط كل من الشيخ شعيب الأرناؤوط، ومحمد نعيم العرقسوسي.
/// يقول الدكتور الطناحي رحمه الله عن تلك الدار أنها باشرت طبع الكتاب "وتحقيق الكتاب وإخراجه إخراجا جيدا يليق بمكانة الكتاب ومكان صاحبه في المكتبة العربية"..." وقد استعان الشيخ شعيب الأرناؤوط على تحقيق الكتاب بمجموعة محققين ذوي أسماء جديدة في عالم التحقيق، ولكنهم كشفوا عن خبرة جيدة بفن تحقيق النصوص وإدراك خباياه. (مدخل إلى نشر التراث العربي: ص163).
- وإن لم أتفق مع الدكتور رحمه الله في بعض الأمر الأخير من إداركهم الخبرة الجيدة وإدراك خبايا التحقيق مع حداثة أسمائهم وقتئذ، لما سأبينه في أطروحتي، إن شاء الله.
/// وقد شغلت بهذا الكتاب (السير) في أطروحتي لرسالة الماجستير، فوجدت أن الكتاب يحتوي على مشارب شتى سواء في التحقيق أو التعليق. ويشاركني هذا الرأي الأخ الباحث الذي قام بجمع الآثار العقدية وخرجها في رسالة جامعية.
/// لا يعني كلام الدكتور الطناحي أن الكتاب لا يخلو من ثغرات وهفوات وسقطات، فكتاب كبير الحجم مثل السير، لا بد أن تكون فيه هنات بفعل فاعل، أو بسهو ساهٍ.
/// والمعروف أن الأمانة العلمية مقتضية لإثبات مثل هذه الفروق، لكن يبقى الفيصل حتى يرد على المستكِشل، أن (نحصل على مخطوطة مكتبة أحمد الثالث).
ثم إن حصلنا عليها، فحينها ينفصل القول إلى قسمين:
إما أن نجد في هذه المخطوطة هذا المحذوف أو لا، فإن كان هذا المحذوف موجودا فحينها نرجع إلى: الافتعال أو السهو أو استعجال الناشر.
/// وكونه عزا للمصدر ولم يصوب منه - على افتراض السقط من الأصل، فيحتمل أن يكون رجع إلى المصدر، ولم يقابل ما في الأصل عليه، وهذا وارد لعدة محققين، وقد وقع لهم أنفسهم في عدة مواضع في السير، أن يعزو إلى الكتاب ولا يصوب منه.
/// لكن يبقى شيء مهم وهو هل وقع مثل هذا في تحقيق الكتاب وتتايع محققو الكتاب على ذلك؟ هذا يحتاج إلى استقراء وتتبع، فمن المعلوم أن الذهبي رحمه الله يكثر من لعن الرافضة في هذا الكتاب.
ينظر: سير أعلام النبلاء (1 / 140، 6 / 255، 6 / 260، 7 / 154، 9 / 392، وغيرها كثير).
/// تحقيق سير أعلام النبلاء هو هو من الطبعة الأولى، وقد طبع مرات وكرات عديدة، ولم ينقحوا الطبعة، نعم نقحوا التجليد وفخامة الطباعة، لكن النص على ما هو عليه من الطبعة الأولى.

السكران التميمي
2009-06-24, 11:58 PM
أخطأت في جعل نسخة تركيا من خط المؤلف (فسامحوني)

لكني ما زلت أعتقد وجود يدٍ خفية

عبد الله الحمراني
2009-06-25, 12:05 AM
أخطأت في جعل نسخة تركيا من خط المؤلف (فسامحوني)

لكني ما زلت أعتقد وجود يدٍ خفية

مسموح، ولا تثريب عليك أبا تميم.
وإذا أردت ترجيح ما اعتقدته فعليك نسخة تركيا، ننظر إليها، فكما يقال: نثبت العرش ثم ننقش.
ولا نستطيع النقش إلا إذا وجدنا نسخة تركيا!! (ابتسـامة)

خزانة الأدب
2009-06-25, 12:28 AM
لا أظن أننا نحتاج إلى مراجعة نسخ!
فالنقط هي علامة الحذف وليست علامة النقص!

الواحدي
2009-06-25, 02:19 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله


وماذا عن هذه؟


في الجزء نفسه (ص 578، ابتداءً من السطر 11)
"قلتُ: كذا يَنبغي لِلمُحدِّث أن لا يُشهِر الأحاديثَ التي يتشبَّثُ بِظاهرِها أعداءُ السُّنَن من الجَهْميَّة، ....، وأهلِ الأهواء، والأحاديثَ التي فيها صفاتٌ لم تثبت"

عبد الله الحمراني
2009-06-25, 01:28 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله


وماذا عن هذه؟


في الجزء نفسه (ص 578، ابتداءً من السطر 11)
"قلتُ: كذا يَنبغي لِلمُحدِّث أن لا يُشهِر الأحاديثَ التي يتشبَّثُ بِظاهرِها أعداءُ السُّنَن من الجَهْميَّة، ....، وأهلِ الأهواء، والأحاديثَ التي فيها صفاتٌ لم تثبت"


فضيلة الشيخ الواحدي حياك الله وبياك.
هذه جهيزة يا مولانا! (ابتسـامة)
هذا إذا علم أن محققي تلك الدار قد تعهدوا في مقدمة التحقيق بما يلي:
1- "مقابلة المنسوخ على الأصل مقابلة دقيقة، وكان الأستاذ شعيب الأرناؤوط وهو المشرف على تحقيق يمسك الأصل بيده، ويقرأ منه والأستاذ الموكل إليه تحقيق جزء يضبط المنسوخ، ويدون الملاحظات التي يبديها الأستاذ المشرف، وقد كان لهذه المقابلة فائدة عظمى في تدارك السقط والتحريف اللذين وقعا في المنسوخ والاهتداء إلى معرفة أسماء الأعلام على الوجه الصحيح فإن كثيرا منها جاء في الأصل مهملا غير منقوط". مقدمة التحقيق ص155.
2- "راجعنا نصوص الكتاب وأخباره على الموارد التي نقل عنها المؤلف واستمد منها مما أمكننا الوقوف عليه ما طبع منه وما لم يطبع وهو عمل شاق مجهد، لكنه أعان على تدارك ما وقع للمؤلف في بعض الأخبار التي يرويها بالمعنى من سقط أو وهم أو اضطراب وقد بُين كل ذلك في التعليقات المنثورة في الأجزاء".. مقدمة التحقيق ص156.
فعلى يتضح أن الممسك بالمخطوط كان الشيخ شعيب الأرناؤوط، والذي كان يمسك المنسوخ هو العرقسوسي. فيبقى الأخير هو المشار إليه بما حصل من حذف.
ثم ما قام به من المراجعة والتصويب من المصادر فاته في الموضع الأول، فمن أين وضع علامة ... لما هو من قول المصنف.
هذا مدعاة للاسترابة حقا، وإلى الافتعال أقرب من السهو والغفلة.
عجيب أن يصدر مثل هذا الحذف في جزء واحد مرتين!!

أسامة بن الزهراء
2009-06-25, 01:51 PM
هل الحذف مؤثر هاهنا ؟؟
أقصد أن الذهبي ذم الروافض في غير ما موضع من السير، فما الفائدة من الحذف إذن ؟؟!!

عبد الله الحمراني
2009-06-25, 01:55 PM
هل الحذف مؤثر هاهنا ؟؟
أقصد أن الذهبي ذم الروافض في غير ما موضع من السير، فما الفائدة من الحذف إذن ؟؟!!
أظن أن الحذف هنا مقصود لغيره، لا لذاته.

الآجري
2009-06-25, 02:13 PM
* للفائدة :
ممن روى قول أبي عبيد : ابن بطة العكبري في الإبانة الصغرى ، برقم ( 210 ) قال أبو عبيد : عاشرت الناس وكلمت أهل الكلام فما رأيت قوماً أوسخ وسخاً ولا أقذر قذراً ولا أضعف حجة ولا أحمق من الرافضة .

الفيومي
2009-06-27, 11:31 AM
ما زلت أقول: السقط مفتعل ...
أخي الفاضل
أنا لا أخالفك في هذا
ولكني أقول: ما دام أنهم وضعوا مكان المحذوف نقطا؛ فليس في ذلك تدليس -إضافة إلى أنهم أشاروا للمصدر وفيه النص من غير حذف-.
إنما التدليس: لو أنهم سوّوا الكلام وحذفوا منه؛ بدون إشارة؛ فهنا تكون الخطورة كبيرة حقًا.

(فتأمل)
وأنا معكم جميعا في أن هذا خطأ وما كان ينبغي... ويُشكر الأخ الذي نبّه على هذا الحذف.
ولكني فقط أقول: المحققون لم يُدلسوا شيئا مع وضع النقط.

خزانة الأدب
2009-06-27, 11:41 AM
أخي الفاضل
أنا لا أخالفك في هذا
ولكني أقول: ما دام أنهم وضعوا مكان المحذوف نقطا؛ فليس في ذلك تدليس -إضافة إلى أنهم أشاروا للمصدر وفيه النص من غير حذف-.
إنما التدليس: لو أنهم سوّوا الكلام وحذفوا منه؛ بدون إشارة؛ فهنا تكون الخطورة كبيرة حقًا.

(فتأمل)
وأنا معكم جميعا في أن هذا خطأ وما كان ينبغي... ويُشكر الأخ الذي نبّه على هذا الحذف.

ولكني فقط أقول: المحققون لم يُدلسوا شيئا مع وضع النقط.

حذلقة لفظية!
ماذا تسمي بتر النصوص؟
وهل ترضى أن يُحذف جزء من كلامك مع وضع نقاط في محل الحذف؟
وهل هذا (إخراج النص كما وضعه المصنف)، كما يقولون في تعريف التحقيق؟
إن من الواضح أن العرقسوسي أو دار الرسالة كانوا في سياق مجاملة الشيعة أو الخوف منهم!
هذا كل ما في الأمر!

الفيومي
2009-06-27, 02:00 PM
! ! !
عفى الله عنك
لو قرأتَ ما كتبتُ بتأنٍ؛ لما احتجتَ إلى كتابة هذا... (أرجو أن تُعيد قراءته).
ثم ألم تقرأ هذه المشاركة:

... فمن المعلوم أن الذهبي رحمه الله يكثر من لعن الرافضة في هذا الكتاب.
ينظر: سير أعلام النبلاء (1 / 140، 6 / 255، 6 / 260، 7 / 154، 9 / 392، وغيرها كثير)..

؟ ! ! !

الأمر فِعلا مُشكل ! ! !

عبد الله الحمراني
2009-06-27, 02:13 PM
ولكني أقول: ما دام أنهم وضعوا مكان المحذوف نقطا؛ فليس في ذلك تدليس -إضافة إلى أنهم أشاروا للمصدر وفيه النص من غير حذف-.
إنما التدليس: لو أنهم سوّوا الكلام وحذفوا منه؛ بدون إشارة؛ فهنا تكون الخطورة كبيرة حقًا.

(فتأمل)
وأنا معكم جميعا في أن هذا خطأ وما كان ينبغي... ويُشكر الأخ الذي نبّه على هذا الحذف.
ولكني فقط أقول: المحققون لم يُدلسوا شيئا مع وضع النقط.

وضعهم النقاط في مكان المحذوف أمر عجيب يستحق النظر، ثم تكرارهم الأمر مرة أخرى، فهو الأعجب.
قد لا تستيطع أن تقرأ الكلمة من المخطوط وتضع مكانها نقاطا حتى تبين للناس أنك لم تستطع قراءتها وتشير إلى ذلك في الحاشية، فلطالما سودوا أكثر من نصف حجم الكتاب المطبوع هوامش للتعليق على النص بفائدة وبغير!!
ويعلم أنه تدليس من شيئين:
1- أنهم أشاروا في منهج التحقيق برجوعهم إلى الكتب مخطوطة أو مطبوعة، وقد رجعوا إلى الكتب المخطوطة وهي أصعب في البحث، فكيف بالرجوع إلى الكتب المطبوعة وهي أسهل وأيسر!! يحتاج إلى إنعام نظر.
2- أنهم لو يستطعوا قراءة الكلمة على افتراض ذلك فكان يلزمهم وضع حاشية لها ليبينوا للناس ما سبب وضع تلك النقاط.
وانظر:


هذا إذا علم أن محققي تلك الدار قد تعهدوا في مقدمة التحقيق بما يلي:
1- "مقابلة المنسوخ على الأصل مقابلة دقيقة، وكان الأستاذ شعيب الأرناؤوط وهو المشرف على تحقيق يمسك الأصل بيده، ويقرأ منه والأستاذ الموكل إليه تحقيق جزء يضبط المنسوخ، ويدون الملاحظات التي يبديها الأستاذ المشرف، وقد كان لهذه المقابلة فائدة عظمى في تدارك السقط والتحريف اللذين وقعا في المنسوخ والاهتداء إلى معرفة أسماء الأعلام على الوجه الصحيح فإن كثيرا منها جاء في الأصل مهملا غير منقوط". مقدمة التحقيق ص155.
2- "راجعنا نصوص الكتاب وأخباره على الموارد التي نقل عنها المؤلف واستمد منها مما أمكننا الوقوف عليه ما طبع منه وما لم يطبع وهو عمل شاق مجهد، لكنه أعان على تدارك ما وقع للمؤلف في بعض الأخبار التي يرويها بالمعنى من سقط أو وهم أو اضطراب وقد بُين كل ذلك في التعليقات المنثورة في الأجزاء".. مقدمة التحقيق ص156.
فعلى يتضح أن الممسك بالمخطوط كان الشيخ شعيب الأرناؤوط، والذي كان يمسك المنسوخ هو العرقسوسي. فيبقى الأخير هو المشار إليه بما حصل من حذف.
ثم ما قام به من المراجعة والتصويب من المصادر فاته في الموضع الأول، فمن أين وضع علامة ... لما هو من قول المصنف.
هذا مدعاة للاسترابة حقا، وإلى الافتعال أقرب من السهو والغفلة.
عجيب أن يصدر مثل هذا الحذف في جزء واحد مرتين!!

الواحدي
2009-06-28, 05:50 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
"إنّما العِبْرةُ بِكثْرة الـمَحاسِن"
قائل هذا الكلام هو الذهبيّ نفسه. فلْنتأمَّله...
ولا يُنكر أحدٌ أنّ تحقيق "سير أعلام النبلاء" من التحقيقات كثيرة المحاسن، وأنّه من جواهر تحقيق المطوَّلات في عصرنا.
نعم، اعترته هناتٌ هنا وهناك، لكنّها من الشعث الخفيف الذي يُلَمّ أصحابه عليه... وأيُّ الرجال المهذَّبُ؟
وهذه الهنات إنما هي نكت سوداء طفيفة خفيفة، لا تكاد تظهر في الأيادي البيضاء للمحققين.
ولكن العتب على أخينا أبي عبد الرحمن الطائي ووصفه للسقط بأنه "مريب"!
"لا مريب إلا الشيطان"، يا أخي (ابتسامة)
ولو وصفه بـ "المربِك"، لكان أكثر مناسبةً...
وإذا كان "سقط" الصفحة 504 من الجزء العاشر مربِكًا، فإنّ "سقط" الصفحة 578 أشدّ إرباكًا. والفرق بينهما أنّ الأول من مروي الذهبي، فأمكن التحقق من نصّه الكامل؛ أمّا الثاني، فهو من كلام الذهبي، ولا يمكن التثبّت من تمامه إلا بالعودة إلى المخطوط.
والفرق الثاني هو أنّ المحقِّق علَّق على الكلام الذي طرأ عليه "الإسقاط" في الموضع الأول، بينما لم يفعل ذلك في الموضع الثاني، وتركنا حيارى أمام أربع نقاط متتالية...
وهذه النقاط الأربع لغز، وهي من بدع الرقم التي لم يصلنا بيان المراد منها! هل تدل على البياض؟ أم الطمس؟ أم الكشط؟ لست أدري...
ثم إنّني وجدت المحقق في الصفحة 511 من الجزء نفسه استخدم هذه النقاط الأربع، مشيرًا إلى وقوع بياض في الأصل. فهل هذا مطَّرد في الكتاب كلّه؟ الأمر يحتاج إلى تتبُّع واستقراء...
ولكن، هل وقوع هذا "السقط" في موضعين من جزء واحد مدعاة إلى الارتياب في نية المحقق؟
هل هو قرينة على مجاملة الدار أو المحقق للشيعة، كما أومأ إلى ذلك أحد الأفاضل؟
لا أظن ذلك...
والدليل على سحب هذه الريبة من الاعتبار هو أنّ اسم الرافضة جاء في عشرات المواضع من الكتاب المطبوع، وجاء في كثير منها ملحقا بأحكام أَشَدّ وألفاظ أقسى وأشنع من الكلام الذي استوقفنا.
بل في الجزء العاشر نفسه، تجد قول الإمام الشافعي: "لم أرَ أحدًا أشْهَدَ بالزُّور مِن الرّافضة" (ص 89).
وتجد قول الذهبي: "فدأب الروافض رواية الأباطيل، أو ردّ ما في الصحاح والمسانيد" (93).
ولو أنّ المحققين أو صاحب الدار استحضروا هاجس مجاملة الشيعة أو الخوف منهم، لبيَّضوا كلَّ تلك المواضع.
ثم إنّ معرفة صاحب الدار ومعرفة الشيخ نعيم تجعلنا نجزم باستبعاد هذا الاعتبار المرتاب المريب...
بقي الآن تفسير سر هذا "السقط"...
وغالب الظنِّ عندي أنَّ وقوعه في الموضع الأوَّل (ص504) سببه التحرّي والتمحيص. إذ من المحتمل أنّ المحقق وقف على نص كلام أبي عبيد منسوبًا إلى الدوري مع الإحالة في مصدر وسيط، وأنّه –من باب الأمانة العلمية- أثبت الإحالة ولم يقوِّم النص، رجاء الاطلاع على المصدر الأصل، أي: تاريخ الدوري. وهذا يقع أحيانًا للمحقِّقين والباحثين، فتجدهم يضعون هامشًا ونيّتهم العودة إليه لإكماله، ثم يعزب عن بالهم ذلك. وقد أشار إلى هذه المسألة الفاضل عبد الله الحمراني، جزاه الله خيرًا...
لكن يعكِّر على هذا الاعتذار: وقوع نفس السقط، في الجزء نفسه، في الصفحة رقم 578. وفي هذا الموضع، وُضعَت النقاط الأربع بين "الجهمية" و"أهل الأهواء"؛ لكن غاب البيان والتعليق.
وظني أنّ مردّ هذا إلى الناسخ. لعلَّه لم يكتب الكلمة بشكل واضح، أو كتبها مصحفة، فتوقف المحقق بشأنها بغية التأكد، ثم نسي...
ولعل أحد الرافضة أغضب الناسخَ ذلك اليوم، فطمس اسمهم وهو يخطُّه، متمنِّيًا أن يُطمَسوا من الوجود... (ابتسامة).
وهنا تحسن الإشارة إلى أنّ الفرق الأساس بين الموضعين (الصفحة 504 والصفحة 578) هو أنّ الموضع الأول كلام منقول، والثاني من كلام الذهبي. ولو تتبَّع أحدنا كل المواضع التي من كلام الذهبي، لوجد في ضبطها هنات من المحقّقين؛ ذلك لأنه لا مصدر لهم للمقابلة والتثبّت والتحقيق سوى المخطوط، بخلاف المرويات...
وأكتفي هنا بثلاثة أمثلة:

1_ جاء في "سير أعلام النبلاء" (ج11، ص537-538)
"وروى عليُّ بن محمد الـحَبيبي، عن صالح جَزَرة، قال: كان عبّاد يشتِم عثمان، رضي الله عنه، وسمعتُه، يقول: الله أعدلُ من أن يُدخل طلحةَ والزُّبيرَ الجنة، قاتَلا علياً بعد أن بايعاه.
وقال ابنُ جرير: سمعتُه، يقول: من لم يبرأْ في صلاته كلَّ يوم من أعداء آل محمد، حُشر مَعَهم.
قلتُ: هذا الكلامُ مَبْدأ الرفض، بل نَكُفُّ، ونستغفر للأمّة، فإنّ آل محمد في إيَّاهم قد عادى بعضُهم بعضاً واقتتلوا على الملك وتمتْ عظائم، فَمِن أيِّهم نبرأ ؟ !"
ويبدو لي أنّ الصواب: "فإنّ آل محمَّدٍ في أيَّامِهم قد عادى بعضهم بعضًا". والله أعلم.
2_ وفيه (ج10، ص 93):
"فأمّا ما تنقُله الرافضةُ وأهلُ البِدَع في كُتُبِهم من ذلك، فلا نُعَرِّجُ عليه، ولا كرامةَ، فأكثرهُ باطلٌ وكَذِبٌ وافتراءٌ، فدأبُ الروافضِ روايةُ الأباطيل، أو رَدُّ ما في الصحاحِ والمسانيدِ، ومتى إفاقَةُ مَن بِه سَكَران؟!"
و"سَكَران" بفتح السين والكاف: من مصادر "سَكِرَ". لكن سياق كلام الذهبي يدلّ على أنه لم يُرِد المصدر، بل أراد مثنَّى السُّكْر؛ وهو يقصد: رواية الأباطيل، ورَدّ ما في الصحاح. ثم إنّ عبارته تحيلنا على مصدره، وهو قول الخليع الشامي (أو ديك الجن):
سكْران: سُكْر هوى وسُكْر مُدامةٍ --- أَنَّى يفيق فتى به سُكْرانِ
فالصواب: "ومتى إفاقَةُ مَن بِه سُكْرانِ؟!" والله أعلم.
3_ وفيه أيضًا (ج 1، ص 188):
"إياك يا جري أَن تنظر إلى هذا البدري شزْراً لِهفوة بدتْ منه، فإنها قد غُفِرت، وهو من أَهل الجنة.
وإياك يا رافضيّ أن تُلوّح بقذف أم المؤمنين بعد نزول النص في براءتها فتجب لك النار."

ثم قال المحقق في الهامش رقم (2) من الصفحة نفسها:
"سهّل همزة جريء لتتَّسق السجعة مع البدري. وهو على فعيل من جرؤ: إذا هجم على الأمر بدون توقف.
وقد تحرفت في المطبوع إلى " جبري ".
وقوله "لتتسق السجعة مع البدري" غريب!
وظنّي، والله أعلم، أنّ الصواب: "إياك يا حَرُورِيُّ"، وأنّها الْتبستْ على الناسخ فحرّفها، كما فعل في مواضع أخر. ومؤاخذة الناس بالهفوات والحكم عليهم: من دأب الحروريّة...
لكن هذه الهنات وغيرها من محقّقي السِّيَر لا ينبغي أن تصرفنا عن الجهد الجليل الذي بذلوه لإخراج هذا الكتاب. فقد توخّوا الإتقان.. والجودة على عملهم غالبة.. وهو من الأعمال التي إذا قرأتَها لن تقول: "ما أحْوَجَ هذا الكتاب إلى إعادة تحقيق!"
وفي وقوع بعض الهفوات من المجيدين فوائد للمتدبِّرين. منها: أنّه كُتِب للكمال ألاّ يلازم البشر. ومنها: التنبيه إلى ضرورة التحوُّط والتأني والتدقيق لمن اشتغل بهذا الفن...ومنها: لفت انتباه من لم يكن على علم بالكتاب المحقق إليه، فيُقبِل عليه، ولو بنيّة النقد...
ومنها أيضًا: دفع العين، حفظنا الله من شرورها! (ابتسامة)
والهفوات القليلة في التحقيق الجيد، كالندبة في الوجه الجميل...
أمّا مسألة احتمال مجاملة المحققين للشيعة أو الخوف منهم، فهي غير واردة إطلاقًا في نظري، والكتاب المطبوع الذي بين أيدينا يؤيِّد نفي هذه الشبهة عنهم وعن الناشر.
وقبل الختام، أذكِّر بما افتتحت به الكلام: "إنّما العِبْرةُ بِكثْرة الـمَحاسِن"
وأرى من المناسب إيراده ضمن سياقه، لعلّه يكون مادّة لتأمُّل المنصفين:
قال الذهبي، في الصفحة 45-46 من الجزء 20:
"قلتُ: غُلاةُ الـمُعتزلة، وغُلاةُ الشِّيعة، وغُلاةُ الحنابلة، وغُلاةُ الاشاعرة، وغُلاةُ الـمُرجِئَة، وغُلاةُ الجهميّة، وغُلاةُ الكَرّامية، قد ماجت بهم الدنيا، وكثُروا، وفيهم أذكياءُ وعُبّادٌ وعُلماء، نسألُ الله العفوَ والمغفرةَ لأهلِ التوحيد، ونبرَأُ إلى الله من الهوى والبِدَعِ، ونُحِبُّ السُّنَّة وأهلَها، ونُحِبُّ العالِمَ على ما فيه من الاتباعِ والصفاتِ الحميدة، ولا نُحِبُّ ما ابتدعَ فيه بتأويل سائغ، وإنما العِبْرَةُ بكثرةِ الـمَحَاسن."
نسأل الله أن يكثّر محاسننا، وأن يعفو عن مساوئنا، ويسترها علينا، وأن يهدينا إلى إدراكها وتداركها، وأن يقيِّض لنا مَن يبصِّرنا بها لنتجنّبها...

الواحدي
2009-06-28, 06:00 AM
الأخ الفاضل: عبد الله الحمراني
جوزيتَ خيرًا على حسن الظن بأخيك.
ولئن أصبتَ في كلامك كله، فقد أخطأتَ في موضع واحد، وهو وصفك لي بالشيخ.
وهذا من أدبك..
لكن اعلمْ أنّه ليس لي من حظ في هذا اللقب إلا تعليمي لأولادي وبعض أبناء العائلة... بل وبعض هؤلاء ينكِر عليَّ حقَّ المشيخة، تنصُّلا من واجباتهم! (ابتسامة)
بقي الآن أن نحدّد نوع خطئك: هل هو خطأ "مريب"؟ أم غريب؟ أم مربِك؟ (ابتسامة أخرى)
جزاك الله خيرًا..
ولا تنسنا من دعائك.

عبد الله الحمراني
2009-06-28, 07:44 AM
الأخ الفاضل: عبد الله الحمراني
جوزيتَ خيرًا على حسن الظن بأخيك.
ولئن أصبتَ في كلامك كله، فقد أخطأتَ في موضع واحد، وهو وصفك لي بالشيخ.
وهذا من أدبك..
لكن اعلمْ أنّه ليس لي من حظ في هذا اللقب إلا تعليمي لأولادي وبعض أبناء العائلة... بل وبعض هؤلاء ينكِر عليَّ حقَّ المشيخة، تنصُّلا من واجباتهم! (ابتسامة)
بقي الآن أن نحدّد نوع خطئك: هل هو خطأ "مريب"؟ أم غريب؟ أم مربِك؟ (ابتسامة أخرى)
جزاك الله خيرًا..
ولا تنسنا من دعائك.
أستغفر الله!
أما عن وصفي إياكم بـ(الشيخ) فهو من باب (إنزال الناس منازلهم)، ومشاركاتكم يتجلى فيها أصالة علم وحسن تعليم.
ومنكم نتعلم الأدب.
فإذا تقرر ذلك؛ فلا يستقيم أن يحدد قولي بـ"مُريب" أو "غريب" أو "مرِبك". (ابتســـامة)
ونحن أحوج إلى دعواتكم، منكم إلى دعواتنا.