محمد عبد المجيد
2008-03-21, 02:55 AM
عرض لكتاب « مكانة التربية في العمل الإسلامي»
الكتاب طباعة دار الشروق .
عدد الصفحات :97
الطبعة:الأولى
تاريخ الطباعة:1427هـ-2007م.
محتويات الكتاب :-
-مقدمة.
-تساؤلات .
-مجالات تحتاج إلى تذكير
1-التجرد لله .
2-الشورى .
3-أخلاقيات .
(أ)التعامل المالي.
(ب)تعاملات أخرى.
مجالات تحتاج إلى الالتفات إليها
1-الوعي السياسي والوعي الحركي.
2-الثلاثي المعوق عن النهوض.
الإسلام قادم.
مقدمة الكتاب :-
حين ننادي بضرورة الاهتمام بالتربية في العمل الإسلامي تثور عند بعض الناس تساؤلات :ما المقصود بالتربية؟ إلى متى نربي دون أن نعمل أو قبل أن نعمل ؟ وفريق من الناس يقول: ربينا بما فيه الكفاية , فلنبحث فيما يجب عمله بعد ذلك.
بل قال بعض الناس: ما جدوى العمل في مجال التربية إذا كان الأعداء يأخذون الذين ربيناهم فيسجنونهم أو يقتلونهم أو يحاصرونهم فيضيع الجهد الذي بذلناه في تربيتهم؟
وقد كتبت هذه الصفحات للرد على مثل هذه التساؤلات , ولأبين أهمية التربية في العمل الإسلامي , وأهمية الاستمرار فيها وأنها عمل دائب لا يتوقف عند حد معين في زمان ولا مكان.
كذلك أردت في هذه الصفحات أن أشير إلى بعض المجالات التربوية التي أرى أنها لم تستوف حظها من الاهتمام أو لم تكن موضع الاهتمام أصلا لكي نوجه عنايتنا إليها.
ويجب أن أذكر أن حديثي في هذه الصفحات لم يكن للبحث في المناهج التطبيقية في مجال التربية, إنما كان فقط للرد على التساؤلات السالفة الذكر، أما البحث في الوسائل التطبيقية فهذا مبحث مستقل , وميدان مفتوح الاجتهاد يجتهد فيه كل من يأنس في نفسه القدرة والموهبة , ولكن ينبغي أولا أن نعرف ما المطلوب , لنبحث في الوسائل التي تحقق المطلوب.
كما ينبغي أن أذكر أنني في الحديث عن مكانة التربية في العمل الإسلامي أو عن الجوانب التي أرى أنها لم تستوف حظها من الاهتمام كان مرجعي كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ والجهد الذي قام به رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في تربية أصحابه رضوان الله عليهم سواء في مكة أو في المدينة خلال ثلاثة وعشرين عاما.
وحين ندعو إلى إتباع المنهج فلا يحسبن أحد أننا نتوقع الخروج بذات الحصيلة التي خرج بها المربي الأعظم _صلى الله عليه وسلم_ فذلك الجيل الفريد لم يتكرر في التاريخ , وإن لم يخل جيل من أجيال المسلمين من أفراد يرتفعون إلى المستوى السامق , وما تؤهله له ظروفه وما يؤهله له الجهد الذي يبذله في التحصيل.
ونضرب مثالا من مجال التعليم ربما يقرب القضية إلى الأذهان؟
إن وزارات التربية والتعليم في العالم كله تضع منهجا محددا لكل فرقة من فرق الدراسة ولكل نوع من أنواع التعليم , فالطالب المتفوق يستوعب المنهج كله على درجة عالية من التمكن ,والطالب العادي يأخذ منه بنصيب معقول , أما الطالب الضعيف فيرسب , بينما المنهج واحد للجميع.
ومجال التربية كذلك , هو للجميع فقد أنزل الله كتابه للبشرية كافة , وأرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ للبشرية كافة:" {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } (لأعراف:158)، ولكن تختلف أحوال أناس ودرجاتهم ، فمنهم_ابتداءً_ مهتد ومعرض عن الهدى , ثم إن المهتدين أنفسهم درجات كما بين رب العالمين: " (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر:32) وكما قال تعالى(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) (الأنعام:132) ويجب أن أذكر أخيراً أنني حين أشير إلى بعض الجوانب التي لم تستوف حظها من الاهتمام أو لم يوجه إليها الاهتمام أصلا لا أقصد جماعة معينة , أو شخصا بعينه , إنما أتحدث عن العمل الإسلامي عامة ، وعن الصورة التي ينبغي أن يكون عليها ، وهو أمر يشارك فيه الجميع وتقع مسئوليته على الجميع , كما أنني حين أشير إلى هذه الجوانب لا اقصد إغفال الجوانب التي قام العاملون بجهد مميز فيها , ووصلوا فيها إلى نتائج محسوسة ملموسة ،ولكني أدعو فقط إلى إتمام الجهد لكي يؤتي ثماره المرجوة بإذن الله.
اللهم ألهمنا أن نسلك طريق الصواب وأن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) " (هود:88).
الكتاب طباعة دار الشروق .
عدد الصفحات :97
الطبعة:الأولى
تاريخ الطباعة:1427هـ-2007م.
محتويات الكتاب :-
-مقدمة.
-تساؤلات .
-مجالات تحتاج إلى تذكير
1-التجرد لله .
2-الشورى .
3-أخلاقيات .
(أ)التعامل المالي.
(ب)تعاملات أخرى.
مجالات تحتاج إلى الالتفات إليها
1-الوعي السياسي والوعي الحركي.
2-الثلاثي المعوق عن النهوض.
الإسلام قادم.
مقدمة الكتاب :-
حين ننادي بضرورة الاهتمام بالتربية في العمل الإسلامي تثور عند بعض الناس تساؤلات :ما المقصود بالتربية؟ إلى متى نربي دون أن نعمل أو قبل أن نعمل ؟ وفريق من الناس يقول: ربينا بما فيه الكفاية , فلنبحث فيما يجب عمله بعد ذلك.
بل قال بعض الناس: ما جدوى العمل في مجال التربية إذا كان الأعداء يأخذون الذين ربيناهم فيسجنونهم أو يقتلونهم أو يحاصرونهم فيضيع الجهد الذي بذلناه في تربيتهم؟
وقد كتبت هذه الصفحات للرد على مثل هذه التساؤلات , ولأبين أهمية التربية في العمل الإسلامي , وأهمية الاستمرار فيها وأنها عمل دائب لا يتوقف عند حد معين في زمان ولا مكان.
كذلك أردت في هذه الصفحات أن أشير إلى بعض المجالات التربوية التي أرى أنها لم تستوف حظها من الاهتمام أو لم تكن موضع الاهتمام أصلا لكي نوجه عنايتنا إليها.
ويجب أن أذكر أن حديثي في هذه الصفحات لم يكن للبحث في المناهج التطبيقية في مجال التربية, إنما كان فقط للرد على التساؤلات السالفة الذكر، أما البحث في الوسائل التطبيقية فهذا مبحث مستقل , وميدان مفتوح الاجتهاد يجتهد فيه كل من يأنس في نفسه القدرة والموهبة , ولكن ينبغي أولا أن نعرف ما المطلوب , لنبحث في الوسائل التي تحقق المطلوب.
كما ينبغي أن أذكر أنني في الحديث عن مكانة التربية في العمل الإسلامي أو عن الجوانب التي أرى أنها لم تستوف حظها من الاهتمام كان مرجعي كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ والجهد الذي قام به رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في تربية أصحابه رضوان الله عليهم سواء في مكة أو في المدينة خلال ثلاثة وعشرين عاما.
وحين ندعو إلى إتباع المنهج فلا يحسبن أحد أننا نتوقع الخروج بذات الحصيلة التي خرج بها المربي الأعظم _صلى الله عليه وسلم_ فذلك الجيل الفريد لم يتكرر في التاريخ , وإن لم يخل جيل من أجيال المسلمين من أفراد يرتفعون إلى المستوى السامق , وما تؤهله له ظروفه وما يؤهله له الجهد الذي يبذله في التحصيل.
ونضرب مثالا من مجال التعليم ربما يقرب القضية إلى الأذهان؟
إن وزارات التربية والتعليم في العالم كله تضع منهجا محددا لكل فرقة من فرق الدراسة ولكل نوع من أنواع التعليم , فالطالب المتفوق يستوعب المنهج كله على درجة عالية من التمكن ,والطالب العادي يأخذ منه بنصيب معقول , أما الطالب الضعيف فيرسب , بينما المنهج واحد للجميع.
ومجال التربية كذلك , هو للجميع فقد أنزل الله كتابه للبشرية كافة , وأرسل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ للبشرية كافة:" {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } (لأعراف:158)، ولكن تختلف أحوال أناس ودرجاتهم ، فمنهم_ابتداءً_ مهتد ومعرض عن الهدى , ثم إن المهتدين أنفسهم درجات كما بين رب العالمين: " (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر:32) وكما قال تعالى(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا) (الأنعام:132) ويجب أن أذكر أخيراً أنني حين أشير إلى بعض الجوانب التي لم تستوف حظها من الاهتمام أو لم يوجه إليها الاهتمام أصلا لا أقصد جماعة معينة , أو شخصا بعينه , إنما أتحدث عن العمل الإسلامي عامة ، وعن الصورة التي ينبغي أن يكون عليها ، وهو أمر يشارك فيه الجميع وتقع مسئوليته على الجميع , كما أنني حين أشير إلى هذه الجوانب لا اقصد إغفال الجوانب التي قام العاملون بجهد مميز فيها , ووصلوا فيها إلى نتائج محسوسة ملموسة ،ولكني أدعو فقط إلى إتمام الجهد لكي يؤتي ثماره المرجوة بإذن الله.
اللهم ألهمنا أن نسلك طريق الصواب وأن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ) " (هود:88).