المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتشبه بالكفار آثم وإن لم ينوِ



محمد طه شعبان
2014-12-16, 12:52 PM
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع)) (2/ 196):
((وقد قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ تَشبَّه بقومٍ فهو منهم».
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «أقلُّ أحوال هذا الحديث التحريم، وإن كان ظاهره يقتضي كُفْرَ المُتشبِّه بهم». إذاً؛ فلا يقتصر على الكراهة فقط، لأننا نقول: إن العِلَّة في ذلك أن يُشَابه زُنَّار النَّصارى، وهذا يقتضي أن يكون حراماً؛ لقول الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام: «مَنْ تَشَبَّه بقوم فهو منهم» وليس المعنى أنه كافر، لكن منهم في الزِّيِّ والهيئة المشابهة لهم، ولهذا لا تكاد تُفرِّقُ بين رَجُل متشبِّه بالنَّصارى في زِيِّه ولباسه وبين النَّصْرَاني، فيكون منهم في الظَّاهر.
قالوا: وشيء آخر، وهو: أن التشبّه بهم في الظَّاهر يجرُّ إلى التشبّه بهم في الباطن. وهو كذلك، فإن الإنسان إذا تشبَّه بهم في الظَّاهر؛ يشعر بأنه موافق لهم، وأنه غير كاره لهم، ويجرُّه ذلك إلى أن يتشبَّه بهم في الباطن، فيكون خاسراً لدينه ودُنياه، فاقتصار المؤلِّف على الكراهة فيما يُشبه شَدَّ الزنَّار فيه نظر، والصَّواب: أنه حرام.
فإن قال قائل: أنا لم أقصد التشبُّهَ؟ قلنا: إن التشبُّهَ لا يفتقر إلى نيَّة؛ لأن التشبُّهَ: المشابهة في الشَّكلِ والصُّورة، فإذا حصلت، فهو تشبُّه سواء نويت أم لم تنوِ، لكن إن نويت صار أشَدَّ وأعظم؛ لأنك إذا نويت، فإنما فعلت ذلك محبَّةً وتكريماً وتعظيماً لما هم عليه))اهـ.

أبو عبد الله المسعودي
2014-12-18, 09:39 AM
جزاك الله خيرا , أشار ابن تيمية لهذا والذهبي في " نهي الخسيس" إلى أن التشبه لا يفتقر إلى نية ومن أدلتهم النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس وغروبها والتعليل سجود الكفار لها كما في الحديث والصحابة قطعا لا يقصدون هذا ومع ذلك نهاهم فدل على ماتكرمت به نقلا عن ابن عثيمين رحمه الله وفرع عليه هل ينهى عن سجود التلاوة ونحوه مما عده الفقهاء صلاة ؟

إذا سلمنا بأنه صلاة فنعم وإن قلنا ليس بصلاة فلا , ولكن لعل الصحيح والله أعلم هو النهي - قلنا أنه صلاة أو لا -, لأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على السجود .

محمد طه شعبان
2014-12-18, 02:13 PM
بارك الله فيكم أخانا الحبيب

ابن الصديق
2014-12-18, 08:47 PM
بارك الله فيكم

الطيبوني
2020-12-10, 05:55 PM
فإن قال قائل: أنا لم أقصد التشبُّهَ؟ قلنا: إن التشبُّهَ لا يفتقر إلى نيَّة؛ لأن التشبُّهَ: المشابهة في الشَّكلِ والصُّورة، فإذا حصلت، فهو تشبُّه سواء نويت أم لم تنوِ، لكن إن نويت صار أشَدَّ وأعظم؛ لأنك إذا نويت، فإنما فعلت ذلك محبَّةً وتكريماً وتعظيماً لما هم عليه))اهـ.



«غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود.» دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا، ولا فعل بل بمجرد ترك تغيير ما خلق فينا وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية.

اقتضاء الصراط المستقيم

و قال رحمه الله في موطن آخر

وهذا اللفظ دل على الأمر بمخالفتهم والنهي عن مشابهتهم فإنه إذا نهى عن التشبه بهم في بقاء بيض الشيب الذي ليس من فعلنا، فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى، ولهذا كان هذا التشبه يكون محرما بخلاف الأول.