مشاهدة النسخة كاملة : قبس مختار من كتاب (صحيح تفسير ابن كثير)
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:03 AM
الحمد لله، وحده، والصلاة، والسلام على من لا نبي بعده، وبعدُ:
فهذا قبسٌ مختارٌ من كتاب (صحيح تفسير ابن كثير) للشيخ المحدث/ مصطفى العدوي -حفظه الله-، وهذا المختصر هو أفضلُ اختصارٍ وقفت عليه لكتاب (تفسير ابن كثير)؛ ذلك لأنَّ الشيخَ العدوي ما اكتفى في اختصارِه على حذف الأسانيد من الأحاديث، والآثار فقط، بل امتاز مختصَرُه بشيئين، هما:
1- الاقتصار على الأحاديث الصحيحة، والآثار الصحيحة فقط.
2- تخريج ما أثبتَه في المختصَر من أحاديث، وكثير من الآثار.
عملي في هذه الصفحة هو: اقتباسُ بعض الفوائد العزيزة من هذا المختصر؛ عسى أن أنالَ بذلك تثبيتًا للعلم، ونشرًا وتيسيرًا لتفسير كتاب الله العزيز، وثوابًا من الكريم الوهاب.
وسأبدأُ بتفسير سورة المجادلة.
والله المستعان،
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:03 AM
1- سورةُ المجادَلةِ سورةٌ مَدَنِيَّةٌ.
2- "الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ" أَصْلُ الظِّهَارِ مُشْتَقٌّ مِنَ الظَّهْرِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَاهِلِيَّةَ كَانُوا إِذَا تَظَاهَرَ أَحَدٌ مِنِ امْرَأَتِهِ قَالَ لَهَا: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي.
3- فِي الشَّرْعِ كَانَ الظِّهَارُ فِي سَائِرِ الْأَعْضَاءِ قِيَاسًا عَلَى الظَّهْرِ.
4- كَانَ الظِّهَارُ عِنْدَ الْجَاهِلِيَّةِ طَلَاقًا فَأَرْخَصَ اللَّهُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ وَجَعَلَ فِيهِ كَفَّارَةً، وَلَمْ يَجْعَلْهُ طَلَاقًا كَمَا كَانُوا يَعْتَمِدُونَهُ فِي جَاهِلِيَّتِهِم ْ، هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ.
5- قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: كَانَ الْإِيلَاءُ وَالظِّهَارُ مِنْ طَلَاقِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَوَقَّتَ اللَّهُ الْإِيلَاءَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَجَعَلَ فِي الظِّهَارِ الْكَفَّارَةَ.
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:04 AM
-قال تعالى: "وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا" أَيْ كلامًا فاحشًا باطلًا.
7- قوله تعالى: "فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ" أَيْ فَإِعْتَاقُ رَقَبَةٍ كَامِلَةٍ مِنْ قبل أن يتماسا، فههنا الرَّقَبَةُ مُطْلَقَةٌ غَيْرُ مُقَيَّدَةٍ بِالْإِيمَانِ وَفِي كَفَّارَةِ الْقَتْلِ مُقَيَّدَةٌ بِالْإِيمَانِ، فَحَمَلَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ما أطلق هاهنا عَلَى مَا قُيِّدَ هُنَاكَ لِاتِّحَادِ الْمُوجَبِ وَهُوَ عِتْقُ الرَّقَبَةِ.
8- قوله تعالى: "ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ" أَيْ تُزْجَرُونَ بِهِ.
9- يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّنْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَعَانَدُوا شَرْعَهُ "كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ" أَيْ أُهِينُوا وَلُعِنُوا وَأُخْزُوا كَمَا فُعِلَ بِمَنْ أَشْبَهَهُمْ مِمَّنْ قَبْلَهُمْ .
10- "وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ" أي واضحاتٍ لا يعاندُها ،ولا يخالفُها إِلَّا كَافِرٌ فَاجِرٌ مُكَابِرٌ.
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:05 AM
11- "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ" أَيْ مِنْ سِرِّ ثَلَاثَةٍ.
12- "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ" هم: الْيَهُودُ.
13- قوله تعالى: "وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ" أَيْ يَتَحَدَّثُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِالْإِثْمِ وَهُوَ مَا يَخْتَصُّ بِهِمْ، وَالْعُدْوانِ وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بِغَيْرِهِمْ، وَمِنْهُ مَعْصِيَةُ الرَّسُولِ وَمُخَالَفَتُهُ يُصِرُّونَ عَلَيْهَا ويتواصون بها.
14- قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ أَيْ جَهَنَّمُ كِفَايَتُهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
15- يَقُولُ تَعَالَى مُؤَدِّبًا عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، وَآمِرًا لَهُمْ أَنْ يُحْسِنَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فِي الْمَجَالِسِ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ" وَقُرِئَ «فِي الْمَجْلِسِ».
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:05 AM
16- مَعْنَى قَوْلِهِ: "وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا" أَيِ انْهَضُوا لِلْقِتَالِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا أَيْ إِذَا دُعِيتُمْ إِلَى خَيْرٍ فَأَجِيبُوا.
17- قال تعالى: "اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ" أَيِ استحوذ على قلوبِهم الشيطانُ.
18- يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْكُفَّارِ الْمُعَانِدِينَ الْمُحَادِّينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ، يَعْنِي الَّذِينَ هُمْ فِي حَدٍّ وَالشَّرْعُ فِي حَدٍّ، أَيْ مُجَانِبُونَ لِلْحَقِّ مُشَاقُّونَ لَهُ، هُمْ فِي نَاحِيَةٍ وَالْهُدَى فِي نَاحِيَةٍ.
19- "أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ "أَيْ: فِي الْأَشْقِيَاءِ الْمُبْعَدِينَ الْمَطْرُودِينَ عَنِ الصَّوَابِ الْأَذَلِّينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
20- قال السُّدِّيُّ: "كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ" جَعَلَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ أي قواهم.
أحمد بن حسنين المصري
2014-12-10, 01:06 AM
21- قَوْلِهِ تعالى: "رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ" سِرٌّ بَدِيعٌ وَهُوَ أَنَّهُ لَمَّا سَخِطُوا عَلَى الْقَرَائِبِ وَالْعَشَائِرِ في الله تعالى عَوَّضَهُمُ اللَّهُ بِالرِّضَا عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ وَالْفَوْزِ الْعَظِيمِ وَالْفَضْلِ العميم.
22- "أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" أَيْ هَؤُلَاءِ حِزْبُ اللَّهِ أَيْ عبادُ اللهِ، وأهلُ كرامتِهِ.
.............................. .................... ...................تم المقصود بفضل الله -عز وجل-
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.