المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السرحان وشرود الذهن في الصلاة هل يعفى عنه أم لا ؟



ابراهيم العليوي
2014-12-02, 08:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فإن أعظم ما يتعبد به المسلم ربه هو الصلاة وهي في اليوم خمس مرات وكثير هي الركعات وخاصة إذا اضاف للفرائض نوافل من قيام الليل وكذا الرواتب ... لكن أين تكمل المشكلة عندنا تكمن في كم تحصل عليها من أجر ؟!
ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم "إن الرجل ليُصلي الصلاة، ولعله لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبُعها أو سدسها حتى أتى على العدد". وجاء في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما (( ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت ...)).... فلو أن المصلي جاء ودخل الصلاة ولم يجاهد نفسه في استحضار ما يقرأ أو لم تكن له نية أن يكون خاشعا لما وسعنا إلا أن نقول كما جاء في الأحاديث نصيبك منها ما عقلت ... لكن يأتي المصلي الى الصلاة وهو يحدث نفسه بالخشوع وأن يستحضر الآيات والأذكار والركوع والسجود حتى لا يفوته أجر الكمال من الصلاة فإذا به ما أن يكبر ويبدأ بالفاتحة إلا وسرح وشرد ذهنه ! جاءته أمور من الدنيا والدين .. فالسعيد من يتذكر في نفس الركعة وإلا احيانا ينتبه وهو يسمع تسليم الإمام .. وأحيانا يتذكر في الركعة الأخرى فيحدث نفسه أن لا يشرد باله ويحاول التركيز فإذا به يعود حاله كسابقه وخاصة في القراءة الجهرية خلف الإمام وهذا يحصل لي أنا كثيرا وجربت وعالجت ولكن لا نتيجة !! ويحز في النفس أن تجلس من نومك في برد الشتاء وتخرج الى المسجد لصلاة الفجر ويحصل أن تنتهي الصلاة وإذا بك شارد ذهنك لم تستحضر من الصلاة إلا القليل !! فما الحل ؟ وهل هذه المجاهدة للنفس يؤجر عليها ؟
اللهم أعنا وأجعلنا من الخاشعين بقلوبنا وجوارحنا يارب العالمين .

أبو البراء محمد علاوة
2014-12-02, 08:54 PM
من أسباب عدم التلذذ بالطاعة، إما ذنب لم نتب منه، وإما عدم أداء الطاعة كما ينبغي.

ابراهيم العليوي
2014-12-02, 09:07 PM
الذنب بالتأكيد سبب رئيس والتوبة واجبة لكننا نريد طريقة عملية بسيطة تساعد في الخشوع وحضور القلب ..فإن كان الأعضاء هنا معافون من هذا فهنيئا لهم وإن كان لهم نصيب مما ذكرت فلنبحث عن حل ... سبحان الله ... قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع الى الصلاة ؟!
هل يمكن أن نقول أن هذا الشرود أحيانا دفعه من تكليف ما لا يطاق ؟ مادام أنه أخذ بالأسباب واستعد للخشوع وهو ساع بكل جهده .

ابراهيم العليوي
2014-12-02, 09:57 PM
وجدت هذا الكلام لابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب .قال :
والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها
الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز و جل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز و جل قرير العين به
فالقسم الأول معاقب
والثاني محاسب
والثالث مكفر عنه
والرابع مثاب
والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز و جل في الآخرة وقرت عينه أيضا به في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات .... .

أبو مالك المديني
2014-12-04, 04:35 PM
أرى أنك لم تُجبْ عن السؤال وهو : هل يعفى عنه أم لا ؟!
أليس كذلك ؟
وسؤالك بعبارة أخرى : هل الصلاة صحيحة إذا كان غالبها عدم الخشوع ؟

أبو مالك المديني
2014-12-04, 04:47 PM
قال ابن القيم في مدارج السالكين :
ومن هذا أيضا اختلافهم في الخشوع في الصلاة وفيه قولان للفقهاء وهما في مذهب أحمد وغيره
وعلى القولين اختلافهم في وجوب الإعادة على من غلب عليه الوسواس في صلاته فأوجبها ابن حامد من أصحاب أحمد وأبو حامد الغزالي في إحيائه ولم يوجبها أكثر الفقهاء
واحتجوا بأن النبي أمر من سها في صلاته بسجدتي السهو ولم يأمره بالإعادة مع قوله : إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يضل الرجل أن يدري كم صلى . ولكن لا نزاع أن هذه الصلاة لا يثاب على شيء منها إلا بقدر حضور قلبه وخضوعه كما قال النبي إن العبد لينصرف من الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها ثلثها ربعها حتى بلغ عشرها ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها ، فليست صحيحة باعتبار ترتب كمال مقصودها عليها وإن سميت صحيحه باعتبار أنا لا نأمره بالإعادة ولا ينبغي أن يعلق لفظ الصحة عليها فيقال صلاة صحيحة مع أنه لا يثاب عليها فاعلها ..أهـ
قلت ، وصحة الصلاة في هذا ، هو مذهب شيخ الإسلام رحمه الله .

عبدالعزيز السميطي
2014-12-04, 06:59 PM
اللهم آمين ..
قبلما ادخل بالموضوع معك .. هل كررت تجربة هذه الطريقة ؟
إذا أحس بوسوسة الشيطان في صلاة الجماعة فكيف يتفل عن يساره؟ - islamqa.info (http://islamqa.info/ar/144942)

غزوان الحيالي ابو يوسف
2014-12-04, 07:35 PM
ارجو من شيوخنا الاكارم العطف على موضوع مهم وهو ... الوسواس القسري ( الجبري ) .... وسواس التهاون
مع تذكر قوله تعالى ( لايكلف الله نفسا الا وسعها ... وقوله ( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا )

ابراهيم العليوي
2014-12-04, 08:41 PM
بارك الله في الجميع
ذكر ابن القيم الصنف الثالث وقال هذا مكفر عنه !!
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
والثالث مكفر عنه .
من يشرح ويبين لنا هذا الكلام [ هو في صلاة وجهاد ] [ مكفر عنه ]
أنا أفهم أن الذي يدافع الوسوسة ويجاهد نفسه على الخشوع واستحضار مايقوله في صلاته أنه مأجور لنيته ولفعله ... وأنه مكفر عنه ما يحصل من شرود لأن الشرود نقص في الواجب وهو الخشوع .... فهل هذا الفهم صحيح أنتظر من يشارك . .

ابراهيم العليوي
2015-05-04, 07:02 AM
هل من جواب ؟
اللهم إني أشكو إليك شرود الذهن وقلة حضور القلب في صلاتي .. فوفقني اللهم أن أكون من الخاشعين

أبوعاصم أحمد بلحة
2015-05-04, 08:07 AM
هل من جواب ؟
اللهم إني أشكو إليك شرود الذهن وقلة حضور القلب في صلاتي .. فوفقني اللهم أن أكون من الخاشعين
يسر الله لك ذلك، وأصدق الله يصدقك، وإن ربك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، وهو يتولى الصالحين، فإنه نعم المولى ونعم النصير.
ولعله لا يخفى عليك أن الأمر يحتاج إلى مجاهدة عظيمة متواصلة، مع دوام المراقبة والمحاسبة، والتخلي عن ذنوب الخلوات والجلوات قدر الاستطاعة، وإحداث الندم والتوبة عند الولوج فيها، مع عدم الإصرار عليها، هذا مع إمعان النظر في سير الصالحين السالفين، كيف كان حالهم في الصلاة، وكيف حققوا هذه المعاني العظيمة فيها!
وبإمكاننا أن نلخص بعض ما يساعد على الخشوع وحضور القلب كالتالي:
1- البعد عن المعاصي، وترك الذنوب، قدر الاستطاعة، والمبادرة بالتوبة عند الوقوع في الذنب، وهذا يصفو للإنسان بدوام (المحاسبة والمراقبة).
2-دوام ذكر الله تعالى (تلاوة قرآن-استغفار-، الصلاة على النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه-التسبيح- التحميد، التهليل..).
3-صلاة الليل، وهي من أنفع ما يكون، لصفاء الذهن، ونقاء القلب وحضوره، وتلذذه بالصلاة في سائر اليوم.
4-الاستغفار عامة، وبالأسحار خاصة.
5-الدعاء والتضرع عامة، وفي ثلث الليل والأوقات المندوب إليها خاصة.
6-العزلة عن مواطن الشهوات والشبهات، وما لا منفعة منه.

أبوعاصم أحمد بلحة
2015-05-04, 08:16 AM
ولا أخفيك سرًا-أخي الحبيب-:
شرود الذهن، وقلة حضور القلب في الصلاة وما سواها= مؤشر على ضعف الإيمان وخلل فيه.
فما عليك إلا أن تتناول ورقة وتسجل فيها المعوقات-فيما ترى-، التي ربما تمنع تحقيق الخشوع والحضور في الصلاة خاصة، وذكر الله عامة.

ابراهيم العليوي
2015-05-04, 11:05 AM
اللهم إني أستغفرك من ذنوب تحول بيني وبين الخشوع ..ز اللهم أغفرلي ذنوبي كلها دقها وجلها علانيتها وسرها .
بقي من يجاهد نفسه للخشوع ...
وهذه مشاركة لي سابقة طلبت تسديدها ..

ذكر ابن القيم الصنف الثالث وقال هذا مكفر عنه !!

الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد


والثالث مكفر عنه
.
من يشرح ويبين لنا هذا الكلام [ هو في صلاة وجهاد ] [ مكفر عنه ]
أنا أفهم أن الذي يدافع الوسوسة ويجاهد نفسه على الخشوع واستحضار مايقوله في صلاته أنه مأجور لنيته ولفعله ... وأنه مكفر عنه ما يحصل من شرود لأن الشرود نقص في الواجب وهو الخشوع .... فهل هذا الفهم صحيح أنتظر من يشارك . .

أبو مالك المديني
2015-05-04, 04:25 PM
بارك الله فيك .
هو في صلاته ، مأجور عليها ، وكذا هو مأجور على جهاده لدفع ما يعرض له من وساوس ، وذلك مكفر لما يحدث من شرود للذهن ، والله أعلم .
ومعلوم أن ابن القيم قسم الناس وأحوالهم في الصلاة إلى خمسة أقسام أو مراتب ذكرها رحمه الله ، وهي ما يلي :
القسم الأول= معاقب.
القسم الثاني= محاسب.
القسم الثالث= مكفر عنه.
القسم الرابع= مثاب.
القسم الخامس= مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه فى الصلاة فاستراح بها .

وقد بين العلماء أن المصلي يحتاج الى أربع خصال حتى ترفع صلاته وهي "حضور قلب، وشهود عقل ، وخضوع أركان ، وخشوع جوارح".
فمن صلى بلا حضور قلب فهم مصل لاه.
ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساه.
ومن صلى بلا خضوع أركان فهو مصل جاف.
ومن صلى بلا خشوع الجوارح فهو مصل خاطىء.
ومن صلى بهذه الأركان فهو مصل واف.
والله أعلم . نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الخشوع في الصلاة .

ابراهيم العليوي
2015-05-04, 05:45 PM
بارك الله فيك .. يعني فهمي لكلام ابن القيم صحيح .؟

أبو مالك المديني
2015-05-04, 06:08 PM
وفيك بارك الله ، نعم ، لكن مع قولك :
لأن الشرود نقص في الواجب وهو الخشوع .
فأكثر العلماء على أنه سنة ، والمسألة فيها خلاف معروف.

ابراهيم العليوي
2015-05-04, 06:48 PM
وابن تيمية وابن القيم يرون الوجوب .. فأنا فسرت كلام ابن القيم قال الثالث : مكفر عنه
وهذا قوله رحمه الله في المدارج يبين ترجيحه للوجوب (( فقد علق الله فلاح المصلين بالخشوع في صلاتهم ، فدل على أن من لم يخشع فليس من أهل الفلاح ، ولو أعتدَّ له بها ثوابا لكان من المفلحين ))
وهذا كلام ابن تيمية رحمه الله (( وإذا كان غير الخاشعين مذمومين ، دل ذلك على وجوب الخشوع )) المجموع
نقلت من هذا الرابط ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26301

أبو مالك المديني
2015-05-04, 07:05 PM
بارك الله فيك .
ولذا قلت : الخلاف فيها معروف .

أم علي طويلبة علم
2015-05-04, 08:08 PM
بارك الله فيكم، نفعنا الله وإياكم بما نتعلم ، البعض تتحول العبادة عنده إلى عادة يألفها دون استشعارها، لابد من تمييز العبادة عن العادة، لذلك علينا بمجاهدة النفس والله أعلم