تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعصب للأشخاص



محمد طه شعبان
2014-11-25, 11:40 AM
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
((وإذا جنى شخص فلا يجوز أن يعاقب بغير العقوبة الشرعية، وليس لأحد من المتعلمين والأستاذين أن يعاقبه بما يشاء، وليس لأحد أن يعاونه ولا يوافقه على ذلك؛ مثل أن يأمر بهجر شخص فيهجره بغير ذنب شرعي، أو يقول: أقعدته أو أهدرته أو نحو ذلك. فإن هذا من جنس ما يفعله القساوسة والرهبان مع النصارى والحزابون مع اليهود ومن جنس ما يفعله أئمة الضلالة والغواية مع أتباعهم؛ وقد قال الصديق الذي هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته: ((أطيعوني ما أطعتُ الله فإن عصيتُ الله فلا طاعة لي عليك))، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقِ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ))، وقال: ((مَنْ أَمَرَكُمْ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلَا تُطِيعُوهُ)).
فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص، أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك، نُظِر فيه؛ فإن كان قد فعل ذنبًا شرعيًّا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنبًا شرعيًّا لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يُحَزِّبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى؛ كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.
وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدًا بموافقته على كل ما يريده؛ وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه؛ بل مَنْ فعل هذا كان من جنس جنكيز خان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقًا مواليًا، ومَنْ خالفهم عدوًّا باغيًا؛ بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله، ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله؛ فإن كان أستاذُ أحد مظلومًا، نصره، وإن كان ظالمًا، لم يعاونه على الظلم؛ بل يمنعه منه؛ كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: انْصُرْ أَخَاك ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ فَذَلِكَ نَصْرُك إيَّاهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))))اهـ.

[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) ((مجموع الفتاوى)) (28/ 15، 16).

المعيصفي
2014-11-25, 01:22 PM
جزك الله خيرا .
ولا يلقيق بالعالم تحزيب الناس حوله .
ولا يليق بطالب العلم التحزب لعالم .
إنما ذلك كله من فعل أصحاب الأهواء والجهال .

ماجد مسفر العتيبي
2014-11-25, 02:16 PM
الله اكبر كلام يكتب بماء الذهب ليته يعلق في كل حلقة علم وكل منتدى اسلامي
وفي هذا الزمان ضعف التعصب للمذاهب الفقهي ونشط التعصب للشيوخ والولاء والبراء على هذا الاساس

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-25, 08:46 PM
بارك الله فيك

الروقي العتيبي
2014-11-25, 09:19 PM
بارك الله فيك أخي محمد طه

محمد طه شعبان
2014-11-25, 11:49 PM
بارك الله فيكم جميعًا، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا خُلُقَ الإنصاف.

فتحي أبو محمد
2014-11-26, 02:35 PM
آمين؛

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة: "وأما من يرى أن الحق وقف مؤبد على طائفته وأهل مذهبه وحجر محجور على من سواهم ممن لعله أقرب إلى الحق والصواب منه فقد حرم خيرا كثيرا وفاته هدى عظيم".

رزقنا الله العلم والفهم، وهدانا للوسطية التي يحبها ويرضاها، وأبعدنا عن الغلو والتعصب والتسيب، إله الحق آمين.

ابن الصديق
2014-11-26, 09:04 PM
جزاكم الله خيرا

محمد طه شعبان
2014-11-28, 08:10 AM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله

أبو مالك المديني
2014-11-30, 05:18 PM
بارك الله فيكم .
وقد ذكرته هنا ضمن المنتخب من كتبه رحمه الله .
http://majles.alukah.net/t133846-2/

ضاحى
2014-12-03, 10:43 AM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:
ومن نصَّب شيخاً كائناً من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول، والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً.
مجموع الفتاوى( 20/8)

"فإن أهل الحق والسنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فهو الذي يجب تصديقه في كل ما أخبر ؛ وطاعته في كل ما أمر وليست هذه المنزلة لغيره من الأئمة بل كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فمن جعل شخصا من الأشخاص غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحبه ووافقه كان من أهل السنة والجماعة ومن خالفه كان من أهل البدعة والفرقة - كما يوجد ذلك في الطوائف من اتباع أئمة في الكلام في الدين وغير ذلك - كان من أهل البدع والضلال والتفرق .
مجموع الفتاوى (3/346)


والتعصب للمشايخ مدخل للشرك باتخاذهم أربابا من دون الله كما فعل اليهود مع الأحبار والنصارى مع الرهبان
فتجد أحدهم يفتى ان الانتخابات والاستفتاءات محرمة لانها تعرض احكام الله على الناس للقبول او الرفض ثم بعد ذلك يفتى انها حلال واذا بالاتباع يحرمونها لما حرموها ثم يحلونها اذا احلوها ففتنوا انفسهم وفتنوا اتباعهم
عَنْ حُذَيْفَةَ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=2324) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِنَّ الْفِتْنَةَ تُعْرَضُ عَلَى الْقُلُوبِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ لا ، فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا مَا كَانَ يَرَاهُ حَلالا ، أَوْ يَرَى حَلالا مَا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا ، فَقَدْ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ " .

محمد طه شعبان
2014-12-03, 09:23 PM
جزاكم الله خيرًا أخانا ضاحي

دحية الكلبي
2014-12-04, 02:58 AM
تقديس الأشخاص واتخاذهم أربابا من دون الله هو سبب من جملة أسباب جعلت هذه الأمة تتراجع للوراء ولا حول ولاقوة إلا بالله .
وليس بالضرورة أن يكون عكس التعصب هو القدح في الشخص ولكن هو الاعتدال وما أحوجنا له هذه الآيام .

ضاحى
2014-12-06, 07:36 PM
جزاكم الله خيرًا أخانا ضاحي

واياك اخى الكريم

الطيبوني
2018-01-20, 01:09 AM
يقول ابن القيم رحمه الله في كلامه على مسالة السماع

( ما من أحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ومأخوذ من قوله ومتروك، ولا يُقتدى بأحد في أقواله وأفعاله وأحواله كلها إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فمن نزَّل غيرَه في هذه المنزلة فقد شرح بالضلالة والبدعة صدرًا، ولا يُغني عنه ذلك الغير من الله شيئًا، بل يتبرأ منه أحوج ما يكون إليه،
قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} [البقرة: 166 - 167].

وكل من بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب عرضُ أقواله وأفعاله وأحواله على ما جاء به الرسول، فإن كانت مقبولة لديه قُبِلَتْ، وإلا رُدَّتْ.

فأبى الظالمون المفتونون إلَّا عَرْضَ ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أقوال الشيوخ وطريقتهم، فأضلَّهم، فعمَّ بذلك المصاب، وعظمت المحنة، واشتدت الرزية، واشتدت غربة الدين وأهله، وظن بهم الجاهلون أنَّهم هم أهل البدع، وأصحاب الطرائق والآراء هم أهل السنة، ويأبى الله إلَّا أن يُقيم دينه، ويُتِمَّ نوره، ويُعلِي كلماته وكلمات رسوله، وينصر حزبه ولو كره المبطلون )