مشاهدة النسخة كاملة : هل صح عن الإمام أحمد بن حنبل أنه أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-19, 01:06 AM
ما رأيكم دام فضلكم في هذا الكلام ؟
السائل : السؤال الثاني يقول : ينقل عن الإمام أحمد أنه يجيز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، فما صحة ذلك .؟ وما رأيكم .؟.
الشيخ الألباني : أما صحة ذلك فعلى الطريقة الحديثية فلا نستطيع إثباتها ، وليس كل قول ينقل عن إمام من أئمة المسلمين بإمكاننا أن نثبته على طريقة علماء الحديث ، ولكن لا يسعنا إلا أن نعتمد على العلماء الذين سبقونا زمنًا وعلمًا ، لا يسعنا إلا أن نعتمد عليهم فيما ينقلونه من أقوال ومن روايات ؛ حتى يتبين لنا خطؤهم في ذاك النقل ، فكون الإمام أحمد رحمه الله أجاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، أذكر أنني قرأت ذلك قديمًا في رسالة : (التوسل والوسيلة) ، لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فهو ينقل ذلك كقول عن الإمام أحمد ، ومستنده في ذلك حديث الأعمى .
وكما قلت آنفًا: ما دام أن ابن تيمية ينقل ذلك وهو موضع للثقة ، والاعتماد عليه فيما ينقل ، فنحن نقول بما نقل حتى يثبت عندنا ضعف ما نقل ، هذا بالنسبة لجواب السؤال .
لكني أريد أن أذكر شيئًا مهمًا - في اعتقادي - بالنسبة لمثل هذا القول : لا علينا ولا ضرر علينا أن يثبت عن الإمام أحمد هذا القول أو أن لا يثبت ، كلاهما بالنسبة إلينا سواء ؛ ذلك لأننا لسنا أحمديين ، وإنما كما سبق أن قلت آنفًا : نحن نقدر هؤلاء الأئمة ونجلهم ونستفيد من علمهم ومناهجهم ، لكننا لا نُسَلِّم قيادة عقيدتنا وأركاننا لهم ، إلا من تبين لنا أن الحق معهم .
فإذًا : إذا كان هذا النقل من ابن تيمية عن الإمام أحمد أنه كان يجيز ذلك، وأن دليله في ذلك هو حديث الأعمى ، وحين دراسة حديث الأعمى يتبين أنه لا يفيد التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، بعد موته ؛ لأن الأعمى إنما توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشروح في نفس كتاب ابن تيمية المذكور آنفًا ، وكما كنت زدت بيانًا في رسالتي التوسل أنواعه وأحكامه ، فالحديث - حديث الأعمى- كله يدور على التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذًا : لا يجوز لنا أن نقول بأنه يجوز التوسل الآن بالرسول ؛ لأنه لا يمكن أن نبلغه ما الذي نحن نريد منه أن يدعو لنا ربه ، ولا نحن نستطيع إذا هو دعا - مثلًا - في حالة البرزخ أن نعرف أنه دعا ، فالقضية في حديث الأعمى لها علاقة بحياته عليه السلام ، ولا علاقة لها بوفاته .
المصدر: موقع تفريغات أشرطة العلامة محمد ناصر الدين الألباني طيب الله ثراه
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-19, 10:56 PM
نحن نقدر هؤلاء الأئمة ونجلهم ونستفيد من علمهم ومناهجهم ، لكننا لا نُسَلِّم قيادة عقيدتنا وأركاننا لهم ، إلا من تبين لنا أن الحق معهم .
[/CENTER]
أقول لا ردا على الموضوع بذاته ولكن ردا على هذه الجملة فقط :
لو كان لنا من العلم عُشر ما للإمام أحمد رضي الله عنه لما حل لنا رغم ذلك أن نترك آراءه ونجتهد. إذ لا يرد على العالم إلا من هو أعلم منه أو مثله على الأقل. فكيف ولسنا نملك حتى عشر علم هذا الإمام !!!
ويزعم البعض بكل برود ووقاحة أن فلانا أو فلانا من أكابر علماء المسلمين قد خالف النص الفلاني و ...و ...
ألا يعلم أمثال هؤلاء أن أدلتهم التي يستندون إليها لا تخفى على أولئك الفحول الذين هم أوسع علما واطلاعا وأكثر إحاطة وفهما، بل يحتمل اطلاعهم على نصوص لم تصل إلينا بعد أن أتلفتها الحوادث والآفات وقد وقع ذلك بالفعل.
والعلم الذي ميز الله به العلماء عن غيرهم وجعله نورا في صدورهم إنما هو فهم ما ورد في النصوص وخفي عن عامة الناس، لذا فكل من رد على عالم كأنما يزعم أنه أكثر منه فهما ونورا. وكفى بذلك سبة في حقه.
محمد طه شعبان
2014-10-19, 11:08 PM
أقول لا ردا على الموضوع بذاته ولكن ردا على هذه الجملة فقط :
لو كان لنا من العلم عُشر ما للإمام أحمد رضي الله عنه لما حل لنا رغم ذلك أن نترك آراءه ونجتهد. إذ لا يرد على العالم إلا من هو أعلم منه أو مثله على الأقل. فكيف ولسنا نملك حتى عشر علم هذا الإمام !!!
ويزعم البعض بكل برود ووقاحة أن فلانا أو فلانا من أكابر علماء المسلمين قد خالف النص الفلاني و ...و ...
ألا يعلم أمثال هؤلاء أن أدلتهم التي يستندون إليها لا تخفى على أولئك الفحول الذين هم أوسع علما واطلاعا وأكثر إحاطة وفهما، بل يحتمل اطلاعهم على نصوص لم تصل إلينا بعد أن أتلفتها الحوادث والآفات وقد وقع ذلك بالفعل.
والعلم الذي ميز الله به العلماء عن غيرهم وجعله نورا في صدورهم إنما هو فهم ما ورد في النصوص وخفي عن عامة الناس، لذا فكل من رد على عالم كأنما يزعم أنه أكثر منه فهما ونورا. وكفى بذلك سبة في حقه.
هل أنت تزعم بهذا الكلام أن الأئمة معصومون ولا يقع منهم الخطأ، ويجب تقليدهم في كل ما يقولون؟!
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-20, 03:28 PM
هل أنت تزعم بهذا الكلام أن الأئمة معصومون ولا يقع منهم الخطأ، ويجب تقليدهم في كل ما يقولون؟!
معاذ الله ... ولكن أقواما يخطئون الأكابر وهم أقل منهم علما وفهما ... فبأي حق يفعلون ذلك ؟
لأن أتبع المجتهد في خطئه - وأنا لا أعرف إن كان مخطئا لأني مجرد طالب مقلد - خير لي من أن أتبع من لا يحل له استنباط الأحكام من النصوص ولو أصاب. لأن هذا عاص بفعله ولو أصاب بتجرئه على ما لا يحل له، ويحرم على من علم أنه غير مجتهد ان يتبعه.
فالله تعالى لم يأمرنا باتباع غير العلماء المجتهدين دون من سواهم. قال تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فخص المستنبطين منهم وهم المجتهدون دون غيرهم.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-20, 04:46 PM
معاذ الله ... ولكن أقواما يخطئون الأكابر وهم أقل منهم علما وفهما ... فبأي حق يفعلون ذلك ؟
لأن أتبع المجتهد في خطئه - وأنا لا أعرف إن كان مخطئا لأني مجرد طالب مقلد - خير لي من أن أتبع من لا يحل له استنباط الأحكام من النصوص ولو أصاب. لأن هذا عاص بفعله ولو أصاب بتجرئه على ما لا يحل له، ويحرم على من علم أنه غير مجتهد ان يتبعه.
فالله تعالى لم يأمرنا باتباع غير العلماء المجتهدين دون من سواهم. قال تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فخص المستنبطين منهم وهم المجتهدون دون غيرهم.
بارك الله فيك مفاد كلامك هذا يقضي بإن الألباني ليس مجتهدًا ، بل ينحى بنا إلى منحى آخر وهو سد باب الاجتهاد ، أما اتباع العلماء فيما أصابوا فيه عين الحق لا فيما تبين أنهم جانبوا الصواب ، وكما قيل : (كم ترك الأول للآخر) ، ولله درُّ الشيخ الحويني حيث قال في طليعة كتابه النافلة (1/ 4) : (فلا يقعن في روع أحد أن ذلك هو من الحط عليهم ، وعدم ذكرهم بالجميل ، فضلًا عن أن يكون اغتيابًا لهم ، وكان يقال : (اعف عن ذي قبر) ! فإنا نبرأ إلى الله العظيم من ذلك . وكيف يكون تعقبنا لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا هو من الطعن عليهم : وبهم ذكرنا ، وبشعاع ضيائهم تبصرنا ، وباقفاء واضح رسومهم تميزنا ، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا ، وما مثلنا إلا كما ذكر أبو عمرو ابن العلاء قال : ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال . من مقدمة : موضح الأوهام للخطيب (1/ 5) .
بل من أمعن النظر ، وأعمل الفكر وجد أن بيان ما أهملوا ، وتسديد ما أغفلوا ، هو غاية الإحسان إليهم فإن هؤلاء الأئمة يوم وضعوا الكتب ، أو تكلموا في العلم إنما كانوا يريدون بيان وجه الحق ، فإذا أخطأ الواحد منهم كان هذا نقيض ما أحب وقصد ، فالتنبيه على خطئه من أجل إعادة الأمر إلى قصده ومحبوبه واجب على كل من له حق عليه ، إذ لم يكن أحد من هؤلاء الأئمة معصومًا من الزلل ، وآمنا من مقارفة الخطل ، وإن كان ما يتعقب به عليهم لا يساوي شيئًا في جنب ما أخروه من صواب ، فشكر الله مسعاهم ، وجعل الجنة مأواهم ، وألحقنا بهم بواسع إحسانه ومَنِّهِ . وحسبنا أن نسوق على كل مسالة دليلها العملي ، حتى لا نرمي بسوء القصد ، أو شهوة النقد . وإني على يقين من وقوع الخطأ في بعض ما أذكره . والسبب واضح لكون المرء غير معصوم ، فإن كان السالفون مع علمهم وروعهم وقع منهم بعض الخطأ لهذه العلة ، فنحن أحق بذلك منهم ...) .
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-20, 08:01 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
بارك الله فيك مفاد كلامك هذا يقضي بإن الألباني ليس مجتهدًا ،
نعم يا اخي ... الألباني عندي ليس مجتهدا وإن كان عالما كبيرا. وهذا لا يحط من قيمته.
وقديما صرح بعضهم بانسداد باب الاجتهاد إلى يوم القيامة، وهو وإن كان مخطئا في ذلك بلا شك، إلا أن كلامه نشأ عن معرفته بخطورة الاجتهاد وصعوبة الوصول إليه. والاجتهاد حقا كذلك.
وحتى على فرض كون الألباني مجتهدا، أليس هو دون الإمام أحمد رتبة بلا منازع ؟
فكيف تأخذ إذن بكلام المفضول وتترك كلام الفاضل ؟ هذا عين الخطأ والحيف!
وكيف يكون تعقبنا لكبراء شيوخنا وعلماء سلفنا هو من الطعن عليهم
...
بل من أمعن النظر ، وأعمل الفكر وجد أن بيان ما أهملوا ، وتسديد ما أغفلوا ، هو غاية الإحسان إليهم
لا أخالفكم. ولكن أنىَّ لنا أن نعرف الخطأ من الصواب ونحن دونهم رتبة ؟
وهل تصحيح كلامهم أو تخطئتهم إلا فرع من فروع الاجتهاد ؟ فهل وصلنا إلى تلك الرتبة ؟
عن هذا أتكلم.
فأنت إن صححت لهم فبفهمك وعلمك القاصرين عن بلوغ رتبتهم. وما يدرينا أن الذي حسبناه فاتهم من نصوص أو فهم قد اطلعوا عليه قبلنا وردوه لعلة أو سبب ؟
وما يدرينا أن نصوصا معارضة أو مؤيدة قد وصلتهم ولم تصلنا بعد أن فقدت ولم يكتب لها البقاء. ومثل هذا قد حصل بالفعل.
بل ما يدرينا أن الذي فهمناه وتوصلنا إليه هو صواب أم خطأ حتى نصحح لهم ؟
لهذا وجب على المقلد الأخذ بكلام المجتهدين من الأكابر إن أراد السلامة لدينه.
وقد رأيت والله من يتطاول على الأكابر ويخطئهم وهو لا يحسن حتى العربية، فترى في كتاباته من الأخطاء النحوية والإملائية والتعبيرية ما لا يقع فيه صغار الطلاب، وهو مع ذلك متمسك برأيه لا يقبل نصيحة ولا تصويبا. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-20, 10:32 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
نعم يا اخي ... الألباني عندي ليس مجتهدا وإن كان عالما كبيرا. وهذا لا يحط من قيمته.
.
بارك الله فيك ، وعندي وعند كثير غيري يراه مجتهدًا .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-20, 10:35 PM
فأنت إن صححت لهم فبفهمك وعلمك القاصرين عن بلوغ رتبتهم. وما يدرينا أن الذي حسبناه فاتهم من نصوص أو فهم قد اطلعوا عليه قبلنا وردوه لعلة أو سبب ؟
وما يدرينا أن نصوصا معارضة أو مؤيدة قد وصلتهم ولم تصلنا بعد أن فقدت ولم يكتب لها البقاء. ومثل هذا قد حصل بالفعل.
بل ما يدرينا أن الذي فهمناه وتوصلنا إليه هو صواب أم خطأ حتى نصحح لهم ؟
من الواضح أن الأمر يعود إلى ما قاله لك أخونا محمد بن طه .
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-21, 01:37 PM
من الواضح أن الأمر يعود إلى ما قاله لك أخونا محمد بن طه .
لا يا أخي الكريم، أنت لم تفهمني جيدا. فليس معنى قولي بضرورة اتباعهم أني أراهم معصومين. لأني أرى فقط أن اتباعهم ولو فيما أخطؤوا فيه هو غاية ما في وسعنا ولا حساب علينا فيه إن شاء الله تعالى، لأن الله تعالى قد أمرنا باتباعهم. وإن كان الله تعالى يعذرهم فيما أخطؤوا فيه فهو يعذرنا أيضا لو اتبعناهم في خطئهم إذ التقليد غاية ما في وسعنا. والذي لا يعذر هو المجتهد الذي وسعه النظر ثم لم يجتهد وقلد مجتهدا آخر. أما نحن فلو حاولنا أن نصحح أو نخطئ فهذا هو عين الاجتهاد في دين الله وهو حرام علينا بل علينا الوزر ولو أصبنا بتجرئنا على ما لا يحل لنا.
وكما قلت لك من قبل : ما دليلنا على صحة أو خطإ ما توصلنا إليه نحن ؟
فحتى المجتهد الكبير نفسه لا يعلم إن كان مصيبا أو مخطئا بدليل انه قد يخطئ فيكون له أجر واحد، ولو كان يعلم أنه مخطئ لكان عليه الوزر لتمسكه بخطإ.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-10-21, 02:32 PM
إذ لا يرد على العالم إلا من هو أعلم منه أو مثله على الأقل..
كلام غير صحيح.
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-21, 03:01 PM
كلام غير صحيح.
إعلم قبل كل شيء يا أخي أني أقصد بالعالم المجتهدَ لا غير. فهل كلامي رغم ذلك غير صحيح ؟
عبدالعزيز السميطي
2014-10-21, 03:49 PM
اللهم اشفي فلاناً من اهلي .. اللهم عافي فلانا ًمن اصحابي
فهل ان مخطئ حينما ادعوا لأحد او ان سألني احد ان ادعوا له بالخير ؟
فكذلك ابن حنبل لم يخطئ في هذا النقل الله يرحمه
http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaDetails.aspx?BookID=3&View=Page&PageNo=1&PageID=284
http://islamqa.info/ar/112131
أحمد البكري
2014-10-21, 07:05 PM
معاذ الله ... ولكن أقواما يخطئون الأكابر وهم أقل منهم علما وفهما ... فبأي حق يفعلون ذلك ؟.
بناء على مبدئك أين أنت من الألباني حتى تخطئه!! لعلك من الأكابر!
في ردودك ومشاركاتك تسرع شديد فهون عليك!
أحمد البكري
2014-10-21, 07:11 PM
لا يا أخي الكريم، أنت لم تفهمني جيدا. فليس معنى قولي بضرورة اتباعهم أني أراهم معصومين. لأني أرى فقط أن اتباعهم ولو فيما أخطؤوا فيه هو غاية ما في وسعنا ولا حساب علينا فيه إن شاء الله تعالى، لأن الله تعالى قد أمرنا باتباعهم. وإن كان الله تعالى يعذرهم فيما أخطؤوا فيه فهو يعذرنا أيضا لو اتبعناهم في خطئهم إذ التقليد غاية ما في وسعنا. والذي لا يعذر هو المجتهد الذي وسعه النظر ثم لم يجتهد وقلد مجتهدا آخر. أما نحن فلو حاولنا أن نصحح أو نخطئ فهذا هو عين الاجتهاد في دين الله وهو حرام علينا بل علينا الوزر ولو أصبنا بتجرئنا على ما لا يحل لنا.
كلامك في الاقتباس أعلاه لم يقل به إمام مجتهد! فهل اجتهدتَ فخرجتَ علينا بهذا الرأي الفاسد!
ولعلك لا تُفرِّق بين الاتباع والتقليد!
قال سبحانه وتعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}, قال الآلوسي في "روح المعاني": (والآية ناعية على كثير من الفرق الضالة الذين تركوا كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام لكلام علمائهم ورؤسائهم) .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-21, 07:18 PM
لا يا أخي الكريم، أنت لم تفهمني جيدا. فليس معنى قولي بضرورة اتباعهم أني أراهم معصومين. لأني أرى فقط أن اتباعهم ولو فيما أخطؤوا فيه هو غاية ما في وسعنا ولا حساب علينا فيه إن شاء الله تعالى، لأن الله تعالى قد أمرنا باتباعهم. وإن كان الله تعالى يعذرهم فيما أخطؤوا فيه فهو يعذرنا أيضا لو اتبعناهم في خطئهم إذ التقليد غاية ما في وسعنا. والذي لا يعذر هو المجتهد الذي وسعه النظر ثم لم يجتهد وقلد مجتهدا آخر. أما نحن فلو حاولنا أن نصحح أو نخطئ فهذا هو عين الاجتهاد في دين الله وهو حرام علينا بل علينا الوزر ولو أصبنا بتجرئنا على ما لا يحل لنا.
وكما قلت لك من قبل : ما دليلنا على صحة أو خطإ ما توصلنا إليه نحن ؟
فحتى المجتهد الكبير نفسه لا يعلم إن كان مصيبا أو مخطئا بدليل انه قد يخطئ فيكون له أجر واحد، ولو كان يعلم أنه مخطئ لكان عليه الوزر لتمسكه بخطإ.
بارك الله فيك ، كلامك هذا في غاية الغرابة والبعد ، ولا نعلم أحد من أهل العلم كبيرًا كان أو صغيرًا على حد تعبيرك قال بوجوب اتباع الأئمة في خطئهم ، فعلك تذكر لنا سلفًا في ذلك .
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-21, 09:16 PM
بارك الله فيك ، كلامك هذا في غاية الغرابة والبعد ، ولا نعلم أحد من أهل العلم كبيرًا كان أو صغيرًا على حد تعبيرك قال بوجوب اتباع الأئمة في خطئهم ، فعلك تذكر لنا سلفًا في ذلك .
يبدو انك ما فهمت من كلامي شيئا إلى الآن.
أنا إذا قلت لك أتبعهم على الخطإ فليس معنى ذلك أني أعلم موضع الخطإ من الصواب في كلامهم ثم اتبعهم فيما اخطؤوا فيه، وهل هناك مقياس تعرف به أنت الخطأ من الصواب حتى تجتنبه أو تتبعه ؟ ليس لك إلا الترجيح وهذا أمر ظني لا قطعي.
بل إن المجتهد نفسه لا يعرف إن كان على خطإ في اجتهاده أم لا، لأنه لو عرف لتراجع عن رأيه، فأحرى أن أعرف أنا ذلك بعده. ولعل الذي ظهر لي أنه أخطأ فيه هو خطأ وقعت فيه أنا لقصور علمي.
فقولي باتباعهم في الخطإ اعني به اتباعهم وترك العهدة عليهم حتى ولو كانوا مخطئين في حقيقة الأمر وأنا لا أدري فهذا كل ما في وسعي لأني لا أقدر على معرفة الحق من الباطل، ولو عرفته لما احتجت إليهم أصلا.
واعلم أن قولك أخطأ فلان أو فلان هو اجتهاد في الدين فاحذر أن تقع في مثل ذلك فتهلك ما لم تكن مجتهدا. لأنك بردك على مجتهد تقرر عكس الحكم وتجعله هو الصواب وهذا اجتهاد كما لا يخفى.
ولو زعمت انك تعرف الحق من الباطل فتلك والله فرية لا برهان عليها إلا أن تتكلم بوحي، لأن الوحي وحده هو المعصوم وأنىَّ لك ذلك. فما الذي يجعلك تجزم أن فلانا أو فلانا قد أخطأ حتى تتجنب اتباعه فيما اخطأ فيه ؟
إسمح لي فقد بينت بما يكفي وإذا لم تفهم قصدي فلا طاقة لي بتوضيح الواضحات.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-21, 10:51 PM
يبدو انك ما فهمت من كلامي شيئا إلى الآن.
أنا إذا قلت لك أتبعهم على الخطإ فليس معنى ذلك أني أعلم موضع الخطإ من الصواب في كلامهم ثم اتبعهم فيما اخطؤوا فيه، وهل هناك مقياس تعرف به أنت الخطأ من الصواب حتى تجتنبه أو تتبعه ؟ ليس لك إلا الترجيح وهذا أمر ظني لا قطعي.
بل إن المجتهد نفسه لا يعرف إن كان على خطإ في اجتهاده أم لا، لأنه لو عرف لتراجع عن رأيه، فأحرى أن أعرف أنا ذلك بعده. ولعل الذي ظهر لي أنه أخطأ فيه هو خطأ وقعت فيه أنا لقصور علمي.
فقولي باتباعهم في الخطإ اعني به اتباعهم وترك العهدة عليهم حتى ولو كانوا مخطئين في حقيقة الأمر وأنا لا أدري فهذا كل ما في وسعي لأني لا أقدر على معرفة الحق من الباطل، ولو عرفته لما احتجت إليهم أصلا.
واعلم أن قولك أخطأ فلان أو فلان هو اجتهاد في الدين فاحذر أن تقع في مثل ذلك فتهلك ما لم تكن مجتهدا. لأنك بردك على مجتهد تقرر عكس الحكم وتجعله هو الصواب وهذا اجتهاد كما لا يخفى.
ولو زعمت انك تعرف الحق من الباطل فتلك والله فرية لا برهان عليها إلا أن تتكلم بوحي، لأن الوحي وحده هو المعصوم وأنىَّ لك ذلك. فما الذي يجعلك تجزم أن فلانا أو فلانا قد أخطأ حتى تتجنب اتباعه فيما اخطأ فيه ؟
إسمح لي فقد بينت بما يكفي وإذا لم تفهم قصدي فلا طاقة لي بتوضيح الواضحات.
قد أفدت وأجدت وأولى الناس بهذا الكلام أنت ، ولي عندك سؤال من يجب اتباعه من العلماء ، وما الخطب إذا اختلف أحدهم مع الآخر ؟.
ابن الصديق
2014-10-21, 11:14 PM
غفر الله للجميع
انزل الله كتابه وارسل رسوله للناس كافه
وجعل العلماء ورثه الانبياء
والذى علينا اتباعه هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم
لانه المنزل عليه وحى السماء
الذى لا ينطق عن الهوى ..اعلم الامه بربه
وجعل الله له شرفا ولامته ان كرم علمائها فجعلهم حمله ميراث الانبياء
وقد قال الامام المعظم احمد بن حنبل (رحمه الله )
لا تقلدنى ولا تقلد مالكا او ابا حنيفه
وخذ مما اخذوا او كما قال رحمه الله
وقال الامام مالك (رحمه الله ):كل يؤخذ من قوله ويترك الا النبى صلى الله عليه وسلم . او كما قال رحمه الله
وكلام الائمه فى هذا كثير
فلا يجوز او يحل لاحد ان يقلد احد دون دليل الا العامى الذى اجيز له تقليد الاعلم والاورع فى مسائل عباداته
ومادام كلا يؤخذ من قوله ويترك فلا احد من الائمه معصوم ولا نغالى فى احد ولا نحط من رتبه احد
ولو كان بالاسبقيه فى العمر لكان فينا اعلمنا اكابرنا سنا
الا ان التقدم للائمه محفوظ ومعلوم لكن العصمه ماتت مع موت النبى صلى الله عليه وسلم
ومسائل الاجتهاد وان كان الدليل ظنى لوجود الترجيحات
الا ان الكلام فى التوسل والوسيله مبنى على عمومات ونصوص .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-21, 11:23 PM
غفر الله للجميع
انزل الله كتابه وارسل رسوله للناس كافه
وجعل العلماء ورثه الانبياء
والذى علينا اتباعه هو النبى محمد صلى الله عليه وسلم
لانه المنزل عليه وحى السماء
الذى لا ينطق عن الهوى ..اعلم الامه بربه
وجعل الله له شرفا ولامته ان كرم علمائها فجعلهم حمله ميراث الانبياء
وقد قال الامام المعظم احمد بن حنبل (رحمه الله )
لا تقلدنى ولا تقلد مالكا او ابا حنيفه
وخذ مما اخذوا او كما قال رحمه الله
وقال الامام مالك (رحمه الله ):كل يؤخذ من قوله ويترك الا النبى صلى الله عليه وسلم . او كما قال رحمه الله
وكلام الائمه فى هذا كثير
فلا يجوز او يحل لاحد ان يقلد احد دون دليل الا العامى الذى اجيز له تقليد الاعلم والاورع فى مسائل عباداته
ومادام كلا يؤخذ من قوله ويترك فلا احد من الائمه معصوم ولا نغالى فى احد ولا نحط من رتبه احد
ولو كان بالاسبقيه فى العمر لكان فينا اعلمنا اكابرنا سنا
الا ان التقدم للائمه محفوظ ومعلوم لكن العصمه ماتت مع موت النبى صلى الله عليه وسلم
ومسائل الاجتهاد وان كان الدليل ظنى لوجود الترجيحات
الا ان الكلام فى التوسل والوسيله مبنى على عمومات ونصوص .
أحسن الله إليكم
ابن الصديق
2014-10-21, 11:41 PM
أحسن الله إليكم
ابو البراء غفر الله لكم
ونفع بكم مواضيعكم ماشاء الله اكثر ثراء
اثابكم الله خيرا
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-21, 11:45 PM
قد أفدت وأجدت وأولى الناس بهذا الكلام أنت ، ولي عندك سؤال من يجب اتباعه من العلماء ، وما الخطب إذا اختلف أحدهم مع الآخر ؟.
من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
وإذا وقع الاختلاف فآراء كبار المجتهدين كالأربعة مقدمة لعلو رتبتهم وبعدهم عن الخطإ إلا نادرا. ولا يقال في كل اختلاف إن أحدهم مخطئ ولابد لأن الاختلاف قد يكون رحمة من الله تعالى يوسع بها على عباده حتى يأخذ كل بما يناسب زمانه أو مكانه أو طبيعته، والكل إن شاء الله تعالى على هدى. فبأيهم اقتديت اهتديت ما دامت الأمة قد شهدت لهم بالتقدم والرسوخ في العلم. لكن لا تتبع من اختلف الناس في صلاحيتهم للاجتهاد إن كنت تريد السلامة لدينك. فإن لشهادة الناس في بعضهم البعض قدرا عظيما عند الله لا يستهان به حتى قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : " من أثْنيتُم عليه خيرًا وجبَتْ له الجنةُ . ومن أثْنيتُم عليه شرًّا وجبت له النارُ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ "
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 09:20 AM
ابو البراء غفر الله لكم ونفع بكم مواضيعكم ماشاء الله اكثر ثراءاثابكم الله خيراوجزاك مثله ووعافاني الله وإياكم وجملنا بستره في الدنيا والآخرة .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 02:40 PM
من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
وإذا وقع الاختلاف فآراء كبار المجتهدين كالأربعة مقدمة لعلو رتبتهم وبعدهم عن الخطإ إلا نادرا. ولا يقال في كل اختلاف إن أحدهم مخطئ ولابد لأن الاختلاف قد يكون رحمة من الله تعالى يوسع بها على عباده حتى يأخذ كل بما يناسب زمانه أو مكانه أو طبيعته، والكل إن شاء الله تعالى على هدى. فبأيهم اقتديت اهتديت ما دامت الأمة قد شهدت لهم بالتقدم والرسوخ في العلم. لكن لا تتبع من اختلف الناس في صلاحيتهم للاجتهاد إن كنت تريد السلامة لدينك. فإن لشهادة الناس في بعضهم البعض قدرا عظيما عند الله لا يستهان به حتى قال صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم : " من أثْنيتُم عليه خيرًا وجبَتْ له الجنةُ . ومن أثْنيتُم عليه شرًّا وجبت له النارُ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ . أنتم شهداءُ اللهِ في الأرضِ "
ولماذا لم تسلك هذا المنهج في مسألة تأويل الصفات بارك الله فيكم ؟
وانظر هنا للمناقشة (5) هل في القرآن مجاز ؟ (http://majles.alukah.net/t134344/)
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-22, 02:52 PM
ولماذا لم تسلك هذا المنهج في مسألة تأويل الصفات بارك الله فيكم ؟
وانظر هنا للمناقشة (5) هل في القرآن مجاز ؟ (http://majles.alukah.net/t134344/)
كيف لم أسلكه يا أخي، هل قلت لكم شيئا من عندي أم نقلت كلام السلف ؟
آخر ما نقلته تأويلات ابن عباس رضي الله عنه ولازال عندي الكثير مما لم أذكره. فإن ثبت عندكم تأويل ابن عباس رضي الله عنه للصفات لزمكم القول بتأويلها، وإن لم يثبت فبينوا ذلك وسأطرح المزيد حينها. لكني حتى الآن لم أقل شيئا من عقلي وإنما استندت إلى أقوال الأكابر فأين رأيت مني مخالفة لما ذكرت ؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 02:57 PM
كيف لم أسلكه يا أخي، هل قلت لكم شيئا من عندي أم نقلت كلام السلف ؟
آخر ما نقلته تأويلات ابن عباس رضي الله عنه ولازال عندي الكثير مما لم أذكره. فإن ثبت عندكم تأويل ابن عباس رضي الله عنه للصفات لزمكم القول بتأويلها، وإن لم يثبت فبينوا ذلك وسأطرح المزيد حينها. لكني حتى الآن لم أقل بتأويلها من عقلي وإنما استنادا إلى أقوال الأكابر فأين رأيت مني مخالفة لما ذكرت ؟
منهجك الذي أصلت له ، القول بقول الأكثرية ، فلماذا لم تجنح له في مسألة التأويل على فرض أنه قول ابن عباس وقول الإمام أحمد ، فعلى قولك هذا نَعُد في كل مسألة من قال بها ، فمن كان أكثر عددًا قلنا بقوله ، وهذا عجيب في الترجيح بارك الله فيكم .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 03:11 PM
تأويل الصفات
السؤال الأول من الفتوى رقم ( 5082 ):
س1: تعلمنا في المدارس أن مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو الإِيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل وأن لا نصرف النصوص الواردة فيها عن ظواهرها ولكننا بعد ذلك التقينا بأناس زعموا لنا أن هناك مدرستين في مذهب أهل السنة والجماعة ، المدرسة الأولى مدرسة ابن تيمية وتلاميذه رحمهم الله، والمدرسة الثانية: مدرسة الأشاعرة ، والذي تعلمناه هو ما ذكره ابن تيمية وتلاميذه أما بقية أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فإنهم يرون أن لا مانع من تأويل صفات الله وأسمائه إذا لم يتعارض هذا التأويل مع نص شرعي ويحتجون لذلك بما قاله ابن الجوزي رحمه الله وغيره في هذا الباب، بل إن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قد أول في بعض الصفات مثل قوله صلى الله عليه وسلم: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/54.jpg قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/55.jpg ، وقوله صلى الله عليه وسلم: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/54.jpg الحجر الأسود يمين الله في الأرض http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/55.jpg وقوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/56.jpg وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/57.jpg وغير ذلك.
والسؤال الآن: هل تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين
بهذا الشكل صحيح؟ وما هو رأيكم فيما ذكروه من جواز التأويل إذا لم يتعارض مع نص شرعي، وما هو موقفنا من العلماء الذين أولوا في الصفات مثل ابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم هل نعتبرهم من أئمة أهل السنة والجماعة أم ماذا؟ وهل نقول: إنهم أخطأوا في تأويلاتهم أم كانوا ضالين في ذلك؟ ومن المعروف أن الأشاعرة يؤولون جميع الصفات ما عدا صفات المعاني السبعة فإذا وجد أحد العلماء يؤول صفتين أو ثلاثة هل يعتبر أشعريًّا ؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 03:16 PM
ج1: أولاً: دعوى أن الإِمام أحمد أول بعض نصوص الصفات؛ كحديث http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/54.jpg
قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن... http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/55.jpg ، وحديث http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/54.jpg الحجر الأسود يمين الله في الأرض... http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/55.jpg إلخ - دعوى غير صحيحة، قال الإِمام أحمد بن تيمية : (وأما ما حكاه أبو حامد الغزالي عن بعض الحنبلية أن أحمد لم يتأول إلاَّ ثلاثة أشياء: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض" و "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن" و "إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن" فهذه الحكاية كذب على أحمد ، لم ينقلها أحد عنه بإسناد، ولا يعرف أحد من أصحابه نقل ذلك عنه، وهذا الحنبلي الذي ذكر عنه أبو حامد مجهول لا يعرف، لا علمه بما قال، ولا صدقه فيما قال). ا هـ. من ص 398 من ج 5 من [مجموع الفتاوى].
وبيان ذلك أن للتأويل ثلاثة معان:
الأول: مآل الشيء وحقيقته التي يؤول إليها، كما في قوله تعالى عن يوسف عليه السلام: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/56.jpg
هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/57.jpg ، أي حقيقتها التي آلت إليها وقوعًا، وليس هذا مقصودًا في النصوص المذكورة في السؤال.
الثاني: التأويل بمعنى صرف الكلام عن معناه الظاهر المتبادر منه إلى معنى خفي بعيد لقرينة، وهذا المعنى هو المصطلح عليه عند علماء الكلام وأصول الفقه، وليس متحققًا في النصوص المذكورة في السؤال، فإن ظاهرها مراد لم تصرف عنه؛ لأنه حق كما سيأتي شرحه في المعنى الأخير للتأويل.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 03:17 PM
الثالث: التأويل بمعنى التفسير وهو شرح معنى الكلام بما يدل عليه ظاهره ويتبادر إلى ذهن سامعه الخبير بلغة العرب وهو المقصود هنا، فإن جملة الحجر الأسود يمين الله في الأرض ليس ظاهرها أن الحجر صفة لله وأنه يمينه حتى يصرف عنه، بل معناه الظاهر منه أنه كيمينه بدليل بقية الأثر وهو جملة: فمن صافحه فكأنما صافح الله، ومن قبّله فكأنما قبل يمين الله فمن ضم أول الأثر إلى آخره تبين له أن ظاهره مراد لم يصرف عنه وأنه حق، وهذا ما يقوله أئمة السلف كالإِمام أحمد وغيره منهم، وهو تأويل بمعنى
التفسير لا بمعنى صرف الكلام عن ظاهره، كما زعمه المتأخرون، علمًا بأن ما ذكر لم يصح حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القول في حديث http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/54.jpg
قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/55.jpg فإن ظاهره لا يدل على مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على إثبات أصابع للرحمن حقيقة، وقلوب للعباد حقيقة، ويدل إسناد أحد ركني الجملة إلى الآخر على كمال قدرة الرحمن وكمال تصريفه لعباده كما يقال: فلان وقف بين يدي الملك أو في قبضة يد الملك. فإن ذلك لا يقتضي مماسة ولا مداخلة وإنما يدل ظاهره على وجود شخص وملك له يدان، ويدل ما في الكلام من إسناد على حضور شخص عند الملك وعلى تمكن الملك من تصريفه دون مماسة أو مداخلة، وكذا القول في قوله تعالى: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/56.jpg
بِيَدِهِ الْمُلْكُ http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/57.jpg ، وقوله: http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/56.jpg
تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/57.jpg ، وأمثال ذلك.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 03:18 PM
ثانيًا: تقسيم أهل السنة والجماعة إلى طائفتين بهذا الشكل غير صحيح وبيانه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا أمة واحدة عقيدة وسياسة حتى إذا كانت خلافة عثمان رضي الله عنه بدرت بوادر الاختلاف في السياسة دون العقيدة، فلما قتل وبايع عليًا جماعة وبايع معاوية آخرون رضي الله عنهم وكان ما بينهم من
حروب سياسية خرجت عليهم طائفة فسميت: الخوارج ولم يختلفوا مع المسلمين في أصول الإِيمان الستة ولا في الأركان الخمسة التي بني عليها الإِسلام وإنما اختلفوا معهم في عقد الخلافة والتكفير بكبائر الذنوب والمسح على الرجلين في الوضوء وأمثال ذلك، ثم غلت طائفة من أصحاب علي فيه حتى عبده منهم من عبده فسموا الشيعة ، ثم افترق كل من الخوارج والشيعة فرقًا، ثم أنكر جماعة القدر، وكان ذلك آخر عصر الصحابة رضي الله عنهم فسموا القدرية، ثم كان الجعد بن درهم فكان أول من أنكر صفات الله وتأول ما جاء فيها من نصوص الآيات والأحاديث على غير معانيها فقتله خالد القسري ، وتبعه في إنكار ذلك وتأويله تلميذه الجهم بن صفوان واشتهر بذلك فنسبت إليه هذه المقالة الشنيعة، وعرف من قالوا بها بالجهمية، ثم ظهرت المعتزلة فتبعوا الجهمية في تأويل نصوص الصفات وسموه تنزيهًا، وتبعوا القدرية في إنكار القدر وسموه عدلاً، وتبعوا الخوارج في الخروج على الولاة وسموه الأمر بالمعروف إلى غير ذلك من مقالاتهم، وقد نشأ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري على مذهبهم واعتقد مبادئهم ثم هداه الله إلى الحق فتاب من الاعتزال ولزم طريق أهل السنة والجماعة ، واجتهد في الرد على من خالفهم في أصول الإِسلام رحمه الله، لكن بقيت فيه شوائب من مذهب المعتزلة كتأويل نصوص صفات الأفعال وتأثر بقول جهم بن صفوان في
أفعال العباد، فقال بالجبر وسماه: كسبًا، وأمور أخرى تتبين لمن قرأ كتابه [الإِبانة] الذي ألفه آخر حياته، كما يتبين مما كتبه عنه أصحابه الذين هم أعرف به من غيرهم وما كتبه عنه ابن تيمية في مؤلفاته رحمهم الله.
مما تقدم يتبين أن أهل السنة والجماعة حقًّا هم الذين اعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم في عقائدهم وسائر أصول دينهم، ولم يعارضوا نصوصهما بالعقل أو الهوى، وتمسكوا بما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من دعائم الإِيمان وأركان الإِسلام فكانوا أئمة الهدى ومنار الحق ودعاة الخير والفلاح؛ كالحسن البصري وسعيد بن المسيب ومجاهد وأبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي وأحمد وإسحاق والبخاري ومن سلك سبيلهم والتزموا نهجهم عقيدة واستدلالاً.
أما هؤلاء الذين خرجوا عنهم في مسائل من أصول الدين ففيهم من السنة بقدر ما بقي لديهم مما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة الهدى من مسائل أصول الإِسلام، وفيهم من البدع والخطأ بقدر ما خالفوهم فيه من ذلك قليلاً كان أو كثيرًا، وأقربهم إلى أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري ومن تبعه عقيدة واستدلالاً.
وبهذا يعرف أن ليس لأهل السنة والجماعة مدرستان، إنما هي مدرسة واحدة يقوم بنصرتها والدعوة إليها من سلك طريقهم وابن تيمية ممن قام بذلك ووقف حياته عليه وليس هو الذي أنشأ
هذه الطريقة، بل هو متبع لما كان عليه أئمة الهدى من الصحابة ومن تبعهم من علماء القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير وكذلك مناظروه إنما قاموا بنصر مذهب من قلدوه ممن انتسب إلى أهل السنة والجماعة كأبي الحسن الأشعري وأصحابه بعد أن رجع عن الاعتزال وسلك طريق أهل السنة إلاَّ في قليل من المسائل ولذا كان أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف.
ثالثًا: من تأول من الأشعرية ونحوهم نصوص الأسماء والصفات إنما تأولها لمنافاتها الأدلة العقلية وبعض النصوص الشرعية في زعمه، وليس الأمر كذلك فإنها ليس فيها ما ينافي العقل الصريح وليس فيها ما ينافي النصوص فإن نصوص الشرع في أسماء الله وصفاته يصدق بعضها بعضًا مع كثرتها في إثبات أسماء الله وصفاته على الحقيقة وتنزيهه سبحانه عن مشابهة خلقه.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 03:19 PM
رابعًا: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي وأبي الفرج بن الجوزي وأبي زكريا النووي وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها - أنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله
سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاء
عضو
نائب رئيس اللجنة
الرئيس
عبد الله بن قعود (http://www.alifta.net/Fatawa/MoftyDetails.aspx?languagename =ar&Type=Mofty§ion=tafseer&ID=3)
عبد الرزاق عفيفي (http://www.alifta.net/Fatawa/MoftyDetails.aspx?languagename =ar&Type=Mofty§ion=tafseer&ID=1)
عبد العزيز بن عبد الله بن باز (http://www.alifta.net/Fatawa/MoftyDetails.aspx?languagename =ar&Type=Mofty§ion=tafseer&ID=2)
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-22, 05:44 PM
منهجك الذي أصلت له ، القول بقول الأكثرية ، فلماذا لم تجنح له في مسألة التأويل على فرض أنه قول ابن عباس وقول الإمام أحمد ، فعلى قولك هذا نَعُد في كل مسألة من قال بها ، فمن كان أكثر عددًا قلنا بقوله ، وهذا عجيب في الترجيح بارك الله فيكم .
عجيب فهمك يا أخي ! إذا ثبت عندك تأويل ابن عباس فماذا تريد بعده يرحمك الله ؟
والله لا يعدل الأئمةُ الأربعةُ بمجموعهم حبرَ الأمة ابن عباس رضي الله عنهم أبدا، فبركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الفهم قد رفعت من قدره أيما رفعة.
أما إن أردت قول الجمهور فهاك مثالا واحدا من فتح الباري لابن حجر :
(( قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهورلأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك ))
وهل معنى استغرابك لأخذي بقول الجمهور أنك تأخذ بالشاذ أو الضعيف ولا تبالي ؟
هذا شأنك ... وأنا أحق بالاستغراب من صنيعك حينئذ.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-22, 05:51 PM
عجيب فهمك يا أخي ! إذا ثبت عندك تأويل ابن عباس فماذا تريد بعده يرحمك الله ؟
والله لا يعدل الأئمةُ الأربعةُ بمجموعهم حبرَ الأمة ابن عباس رضي الله عنهم أبدا، فبركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يرزقه الفهم قد رفعت من قدره أيما رفعة.
أما إن أردت قول الجمهور فهاك مثالا واحدا من فتح الباري لابن حجر :
(( قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهورلأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله عن ذلك ))
وهل معنى استغرابك لأخذي بقول الجمهور أنك تأخذ بالشاذ أو الضعيف ولا تبالي ؟
هذا شأنك ... وأنا أحق بالاستغراب من صنيعك حينئذ.
وهذه المرة أنا أقول لك ما فهمت ما رميت إليه ؛ لذلك نقدت بنفسك ما أصلته في أغلب مشاركاتك ، إلا وهي الأخذ بقول الأكثر ؛ لذا أطالبك بقول الصحابة الذين قالوا بما قلت به من التأويل على ما فهمته ، وأخيرًا أنا لم أقل أن ابن عباس رضي الله عنه قال بالتأويل ، وكل ما نقل عنه إما ضعيف وإما اختلف في الآية هل هي من آيات الصفات أصلًا أم لا ، بارك الله فيكم .
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-22, 06:25 PM
وهذه المرة أنا أقول لك ما فهمت ما رميت إليه ؛ لذلك نقدت بنفسك ما أصلته في أغلب مشاركاتك ، إلا وهي الأخذ بقول الأكثر
إن قلت باتباع الجمهور فحيث لا وجود لقول الصحابة رضوان الله عليهم، أما مع وجوده فكيف تظن أن أقدم كلام غيرهم على كلامهم رضوان الله عليهم وهم أقرب الناس إلى الصواب ؟
مثل هذا لا يحتاج إلى بيان أو تذكير، فلا تكن ظاهريا بارك الله فيك.
وأخيرًا أنا لم أقل أن ابن عباس رضي الله عنه قال بالتأويل ، وكل ما نقل عنه إما ضعيف وإما اختلف في الآية هل هي من آيات الصفات أصلًا أم لا.
بين ذلك أولا فليس كل الكلام يقبل هكذا بلادليل.
أبو فراس السليماني
2014-10-22, 08:39 PM
بورك فيكم
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-23, 12:03 AM
إن قلت باتباع الجمهور فحيث لا وجود لقول الصحابة رضوان الله عليهم، أما مع وجوده فكيف تظن أن أقدم كلام غيرهم على كلامهم رضوان الله عليهم وهم أقرب الناس إلى الصواب ؟
مثل هذا لا يحتاج إلى بيان أو تذكير، فلا تكن ظاهريا بارك الله فيك.
بين ذلك أولا فليس كل الكلام يقبل هكذا بلادليل.
راجع المقال المشار إليه من قبل وهو هل المجاز في القرآن .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-23, 12:04 AM
بورك فيكم
وفيكم بارك الله
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-23, 03:41 PM
راجع المقال المشار إليه من قبل وهو هل المجاز في القرآن .
ليتك تحيل على رقم المشاركة التي فيها الرد على تفسيرات ابن عباس لو سمحت. فما ظهر لي سوى ردود على تأويلات الإمام أحمد.
وشكرا لك.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-23, 05:13 PM
على سبيل المثال إنَّ مِن أهل العلم من ضعَّف ما ورد عن ابن عباس من تفسير آية ﴿يَوْمَ تُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ بشدَّة الأمر والهَوْلِ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (والرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد) . [«الردُّ على البكري»: (293)].
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-23, 05:18 PM
وعلى فرض ثبوت هذا التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما ، فليس من باب التأويل لصفة من صفات الله تعالى ؛ لأنَّ كلمة : (الساق) ، في الآية نكرةٌ غير مضافة إلى الله تعالى ، فلا يلزم من تفسير (الساق) ، في الآية بالشدَّة تفسيرها كذلك إذا وردت مضافة إلى الله تعالى ، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند البخاري (4919) بلفظ: (يكشف ربُّنا عن ساقه) .
قال القاضي أبو يعلى: (والذي رُوي عن ابن عباس والحسن فالكلام عليه من وجهين : أحدهما : أنه يحتمل أن يكون هذا التفسير منهما على مقتضى اللغة ، وأنَّ الساق في اللغة هو الشِّدَّة ، ولم يقصدَا بذلك تفسيره في صفات الله تعالى بموجب الشرع ، والثاني : أنه يعارض ما قاله قول عبد الله بن مسعود...) . [«إبطال التأويلات» للقاضي أبي يعلى: (1/160)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (ليس في ظاهر القرآن أنَّ ذلك صفة لله تعالى ؛ لأنه قال : (يوم يكشف عن ساق) ، ولم يقل : عن ساق الله ، ولا قال : يكشف الرب عن ساقه ، وإنما ذكر ساقًا منكَّرة غير معرفة ولا مضافة ، وهذا اللفظ بمجرَّده لا يدلُّ على أنها ساق الله ، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسِّر للقرآن ، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرَّج في الصحيحين الذي قال فيه : (فيكشف الرب عن ساقه) . [«بيان تلبيس الجهمية» لابن تيمية: (5/473)، وانظر: «مجموع الفتاوى» له: (6/394-395)].
أحمد البكري
2014-10-23, 06:31 PM
من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة.
ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-23, 11:54 PM
ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟
ما قلته هو عين الصواب بارك الله فيكم
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-24, 12:30 AM
على سبيل المثال إنَّ مِن أهل العلم من ضعَّف ما ورد عن ابن عباس من تفسير آية ﴿يَوْمَ تُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ بشدَّة الأمر والهَوْلِ .
لا تقل على سبيل المثال يرحمك الله، فإنك لو أبقيت تأويلا واحدا دون رد فهذا يكفي حجة عليك في إثبات التأويل. إذ لو كان التأويل ممنوعا في الصفات أو غيرها لما جاز في أي موضع من القرآن.
وحتى لو رددت كل التأويلات بما في ذلك ما تركته ولم أذكره ( على كثرته ) فسيبقى حجةً عليك وجودُ التأويل في آية ( ولنبلونكم حتى نعلم ... ) والتي يفيد ظاهرها نسبةَ العلم الحادث إلى الله تعالى والعياذ بالله من ذلك. فثبوت التأويل في هذه الآية وحدها يكفي لابطال زعم من منعه في صفات الله تعالى أو في القرآن عموما. ورده بحجة وجود سبب أو مسوغ يدعو للتأويل هو رد باطل، لأنه من جهة تناقض واضح مع القول بعدم وجود التاويل في الصفات ، ومن جهة أخرى لأن المتأول أصلا لم يتأول إلا لوجود سبب دعاه لذلك، فالانكار عليه يستلزم الانكار أيضا على من أول تلك الآية .
ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟
ما كنتَ لتقبل مني كلاما بلا دليل، حتى لقد نقلت لك الدليل مرة فأنكرت علي عدم التحقق من صحته، فكيف تسمح لنفسك أنت بنقل كلام لا دليل عليه أصلا.
ضع بارك الله فيك نقلا يثبت كلامك لأنظر فيه أولا، ثم نتناقش بعد ذلك إن شاء الله.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 10:58 AM
لا تقل على سبيل المثال يرحمك الله، فإنك لو أبقيت تأويلا واحدا دون رد فهذا يكفي حجة عليك في إثبات التأويل. إذ لو كان التأويل ممنوعا في الصفات أو غيرها لما جاز في أي موضع من القرآن.
.
أتعجب جدًا من إسرارك بل وهروبك من الإجابات الواضحه فكلما أجبنا لك على ما تقول يكون جوابك عندي الكثير ، فهل الحق بكثرة ما قيل ؟
ومرة تقول الحق مع الأكثرية ، فعندما نقول لك في التأويل المذموم الذي تميل إليه ليس بأكثرية القائيلين به لو سلمنا لك بذلك ، فتجيب بإن ابن عباس لا يوزيه أحد ، فلماذا لم تقل بالكثرية هنا ؟
وعندما نجيب لك على تلك الشبهات تقول أجيبوا عن الباقي وكأن الحق يوزن بالكيلو أو يقاس بالمتر !!!!
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 11:04 AM
التوسل
أنواعه وأحكامه
http://majles.alukah.net/t133041/
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 11:14 AM
وحتى لو رددت كل التأويلات بما في ذلك ما تركته ولم أذكره ( على كثرته ) فسيبقى حجةً عليك وجودُ التأويل في آية ( ولنبلونكم حتى نعلم ... ) والتي يفيد ظاهرها نسبةَ العلم الحادث إلى الله تعالى والعياذ بالله من ذلك. فثبوت التأويل في هذه الآية وحدها يكفي لابطال زعم من منعه في صفات الله تعالى أو في القرآن عمومًا. ورده بحجة وجود سبب أو مسوغ يدعو للتأويل هو رد باطل، لأنه من جهة تناقض واضح مع القول بعدم وجود التاويل في الصفات ، ومن جهة أخرى لأن المتأول أصلا لم يتأول إلا لوجود سبب دعاه لذلك، فالانكار عليه يستلزم الانكار أيضا على من أول تلك الآية .
.
من الواضح أنك نسيت أني أميل إلى جواز المجاز في القرآن عدا آيات الصفات ، واعتراضك هذا يصلح ردًا على من منع المجاز في القرآن بالكلية ، أما هنا فسؤال هل هذه الآية من آيات الصفات ؟
ثانيًا : إليك بعض أقوال المفسرين في هذه الآية :
(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين...)
قال الله تبارك وتعالى مخاطبًا المؤمنين :
وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31]،
قرأ الجمهور الأفعال الثلاثة بالنون :
( ولنبلونكم حتى نعلم.. ونبلو أخباركم ) .
وقرأ أبو بكر عن عاصم بالتحتية فيها كلها ، أي هكذا :
(وليبلونكم حتى يعلم المجاهدين منكم والصابرين ويبلو أخباركم) .
قال الشوكاني : (( وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ )) أي:
لنعاملنكم معاملة المختبر ، وذلك بأن نأمركم بالجهاد حتى نعلم من امتثل الأمر بالجهاد ، وصبر على دينه ، وعلى مشاق ما كلف به .
وقال القرطبي : أي: نتعبدكم بالشرائع وإن علمنا عواقب الأمور، وقيل : لنعاملنكم معاملة المختبرين .
قوله : ( وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ ) أي : عليه .
قال ابن عباس : ( حَتَّى نَعْلَمَ ) أي : حتى نميز .
وقال علي رضي الله عنه : ( حَتَّى نَعْلَمَ ) أي : حتى نرى .
قوله : (وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) أي : نظهرها ونكشفها امتحاناً لكم ؛ ليظهر للناس من أطاع الله فيما أمره، ومن عصى ولم يمتثل ، وهذا التفسير في غاية الدقة ، وقد تتصورا أنه كلام عادي ، لكن هذا الكلام مبني على الأدلة والاستنباط منها .
إذًا : فيبلون على هذا التفسير (وَلَنَبْلُوَنّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ )، أي : وحتى يعلم أوليائي وأهل طاعتي من هو من حزب الله ، ومن هو من حزب المنافقين .
وروى رويس عن يعقوب : إسكان الواو من نبلو، أي : وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوْ أَخْبَارَكُمْ على القطع مما قبله ، ونصب الباقون ردًا على قوله : (حَتَّى نَعْلَمَ) .
قال البغوي : (ولنبلونكم) أي لنختبرنكم بالأوامر والنواهي : (حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم) ، وليس في تقدم علم اللّه تعالى بما هو كائن شك ولا ريب ، فالمراد حتى نعلم وقوعه ، ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا : إلا نعلم ، أي لنرى .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 11:25 AM
ولنبلونكم حتى [/COLOR]نعلم ... ) والتي يفيد ظاهرها نسبةَ العلم الحادث إلى الله تعالى والعياذ بالله من ذلك. فثبوت التأويل في هذه الآية وحدها يكفي لابطال زعم من منعه في صفات الله تعالى أو في القرآن عموما. ورده بحجة وجود سبب أو مسوغ يدعو للتأويل هو رد باطل، لأنه من جهة تناقض واضح مع القول بعدم وجود التاويل في الصفات ، ومن جهة أخرى لأن المتأول أصلا لم يتأول إلا لوجود سبب دعاه لذلك، فالانكار عليه يستلزم الانكار أيضا على من أول تلك الآية .
أما استشهادك بهذه الآية فيصلح ردًا على من قال بعدم وجود المجاز في القرآن ، أما أنا علَّك نسيت أني أميل إلى جواز وقوع المجاز في القرآن عدا آيات الصفات ، وسؤالي هل هذه الآية من آيات الصفات ؟
ثانيًا : إليك أقوال بعض المفسرين في هذه الآية :
قال البغوي : { ولنبلونكم} أي لنختبرنكم بالأوامر والنواهي { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم} ، وليس في تقدم علم اللّه تعالى بما هو كائن شك ولا ريب، فالمراد حتى نعلم وقوعه، ولهذا يقول ابن عباس في مثل هذا: إلا نعلم، أي لنرى.
قال السيوطي : { ولنبلونكم } نختبرنكم بالجهاد وغيره { حتى نعلم } علم ظهور { المجاهدين منكم والصابرين } في الجهاد وغيره { ونبلوَ } نظهر { أخباركم } من طاعتكم وعصيانكم في الجهاد وغيره بالياء والنون في الأفعال الثلاثة .
قال القرطبي : قوله تعالى { ولنبلونكم} أي نتعبدكم بالشرائع لان علمنا عواقب الأمور. وقيل : لنعاملنكم معاملة المختبرين. { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} عليه. قال ابن عباس { حتى نعلم} حتى نميز. وقال على رضي الله عنه. { حتى نعلم} حتى نرى. وقد مضى في [ البقرة ]. وقراءة العامة بالنون في { نبلونكم} و { نعلم} { ونبلو} . وقرأ أبو بكر عن عاصم بالياء فيهن. وروى رويس عن يعقوب إسكان الواو من { نبلو} على القطع مما قبل. ونصب الباقون ردا على قوله { حتى نعلم} . وهذا العلم هو العلم الذي يقع به الجزاء، لأنه إنما يجازيهم بأعمالهم لا بعلمه القديم عليهم. فتأويله : حتى نعلم المجاهدين علم شهادة، لأنهم إذا أمروا بالعمل يشهد منهم ما عملوا، فالجزاء بالثواب والعقاب يقع على علم الشهادة. { ونبلو أخباركم} نختبرها ونظهرها. قال إبراهيم بن الأشعث : كان الفضيل بن عياض إذا قرأ هذه الآية بكى وقال : اللهم لا تبتلنا فإنك إذا بلوتنا فضحتنا وهتكت أستارنا.
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-24, 01:36 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أيا كانت التفاسير المتعلقة بمعنى الآية فالنتيجة واحدة، لأن حصول ذلك سيكون في المستقبل بعد الاختبار، مع ملاحظة أن الآية قد وقع فيها التعبير بنسبة العلم إلى الله تعالى بصريح العبارة ( أيا كان تأويله )، لكن الله تعالى لا يحتاج إلى زمن مستقبل كي يستفيد شيئا، سواء كان ذلك علما أو تمييزا أو رؤية ... الخ.
الحاصل أن كل ما جئت به هو التأويل عينه.
أما هل هذه من الصفات أم لا فهي من الصفات قطعا لتعلقها بالله تعالى ولأن العلم صفة من الصفات بلا خلاف، بل إن مجرد نسبة ذلك إلى الله تعالى يقتضي إدخاله ضمن الصفات. وحيث عبر بها الله تعالى عن نفسه وتأولها المفسرون كل حسب فهمه فهذا يفيد جواز التأويل في الصفات أيضا.
وإذا كان البعض قد أثبت لله صفة الظل ( إنطلاقا من حديث يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ) وهي أغرب من صفة العلم، فكيف لا تكون هذه الأخيرة من جملة الصفات!.
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 02:40 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أيا كانت التفاسير المتعلقة بمعنى الآية فالنتيجة واحدة، لأن حصول ذلك سيكون في المستقبل بعد الاختبار، مع ملاحظة أن الآية قد وقع فيها التعبير بنسبة العلم إلى الله تعالى بصريح العبارة ( أيا كان تأويله )، لكن الله تعالى لا يحتاج إلى زمن مستقبل كي يستفيد شيئا، سواء كان ذلك علما أو تمييزا أو رؤية ... الخ.
الحاصل أن كل ما جئت به هو التأويل عينه.
أما هل هذه من الصفات أم لا فهي من الصفات قطعا لتعلقها بالله تعالى ولأن العلم صفة من الصفات بلا خلاف، بل إن مجرد نسبة ذلك إلى الله تعالى يقتضي إدخاله ضمن الصفات. وحيث عبر بها الله تعالى عن نفسه وتأولها المفسرون كل حسب فهمه فهذا يفيد جواز التأويل في الصفات أيضا.
وإذا كان البعض قد أثبت لله صفة الظل ( إنطلاقا من حديث يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ) وهي أغرب من صفة العلم، فكيف لا تكون هذه الأخيرة من جملة الصفات!.
عجلت إليك ربي لترضى !!!!!!!!!!
ومن قال لك أن صفة العلم أنكرها أحد حتى تقول ما قلته ، صفة العلم أثبتها الأشاعرة أنفسهم .
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 02:52 PM
الحاصل أن كل ما جئت به هو التأويل عينه.
.
ليتك تراجع أقسام التأويل التي ذكرتها لك آنفًا نقلًا عن اللجنة الدائمة .
أحمد البكري
2014-10-24, 03:30 PM
ما كنتَ لتقبل مني كلاما بلا دليل، حتى لقد نقلت لك الدليل مرة فأنكرت علي عدم التحقق من صحته، فكيف تسمح لنفسك أنت بنقل كلام لا دليل عليه أصلا.
كثيرا ما تحيد عن الاجابة وإلا فأثبت أن هذا قول الجمهور!
ثم أنك تتهرب من الموضوع بفتح مواضيع أخرى نوقشت من قبل في مشاركات مستقلة!
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 03:49 PM
وإذا كان البعض قد أثبت لله صفة الظل ( إنطلاقا من حديث يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ) وهي أغرب من صفة العلم، فكيف لا تكون هذه الأخيرة من جملة الصفات!.
أنا لا أدري مرادك بالغربة التي نسبتها لبعض من نسب الظل بإنها صفة لله !!!!!!!
وللفائدة :
اعلم رحمني الله وإياك أنَّ الظل جاء تارة مضافًا إلى الله تعالى ، وتارة مضافًا إلى العرش .
أبو فراس السليماني
2014-10-24, 04:11 PM
بورك فيكم
أحمد البكري
2014-10-24, 05:16 PM
لهذا وجب على المقلد الأخذ بكلام المجتهدين من الأكابر إن أراد السلامة لدينه.
فلماذا لَم تأخذ بقول الصحابة في كفر تارك الصلاة!؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-10-24, 05:24 PM
الأخ الفاضل عبدالواحد بن عبدالصمد عنده كثير من التناقضات ، أسأل الله أن يكفيه شر تحكيم العقل والتخبط وضرب الأدلة بعضها ببعض .
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-24, 08:20 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أتعجب جدًا من إسرارك بل وهروبك من الإجابات الواضحه فكلما أجبنا لك على ما تقول يكون جوابك عندي الكثير ، فهل الحق بكثرة ما قيل ؟
عندي الكثير من تأويلات السلف المتعلقة بالصفات والتي يلزمك إبطالها كلها إن اردت أن أسلم لك القول بعدم تأويل آيات الصفات، ولو أبقيت واحدا من تلك التأويلات دون رد فقد بطل زعمك.
هذا ما أعنيه.
ومرة تقول الحق مع الأكثرية ، فعندما نقول لك في التأويل المذموم الذي تميل إليه ليس بأكثرية القائيلين به لو سلمنا لك بذلك ، فتجيب بإن ابن عباس لا يوزيه أحد ، فلماذا لم تقل بالكثرية هنا ؟
القول باتباع الجمهور لا يراد به سوى التثبت من صحة الكلام، فإن ثبت عن عدل فوق كل شبهة مثل ابن عباس فماذا تريد بعد قوله ؟!
الغرض هو اتباع الحق كيفما أمكن التحقق من ذلك إما باتباع قول الجمهور لأن قول الجمهور أقرب للصواب أو باتباع قول من لا نشك في صحة كلامه ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
لعلك فهمت الآن.
ومن قال لك أن صفة العلم أنكرها أحد حتى تقول ما قلته ، صفة العلم أثبتها الأشاعرة أنفسهم
هذا ما فهمتُه من قولك : وسؤالي هل هذه الآية من آيات الصفات ؟
فأجبتك بما يدل على أنها كذلك.
فإن كنت قد أخطأت فهمك فوضح لي أكثر.
----------
كنت قد قلتُ في مشاركة سابقة : "من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة."
فعلق الأخ أحمد البكري على هذا قائلا : "ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟"
ولازلت أنتظر جوابه على هذه الدعوى، وكذا الاجابة على سؤال وجهته له في الموضوع المتعلق بالمجاز في القرآن.
فهما سؤالان طرحتهما عليك يا أخي البكري وتهربت منهما ثم تتهمني الآن بالتهرب وأنا ما تهربت كما تزعم.
أما عدم قولي بكفر تارك الصلاة فلأنهم لم يجعلوه كفرا مخرجا عن الملة بل هو كفر دون الكفر المعروف الذي يخلد صاحبه في النار.
وقد ذكر ابن قدامة في كتابه المغني ما ملخصه ( ولا أذكر الموضع بالضبط ) أن تارك الصلاة لو كان كافرا لما صحت الصلاة عليه عند موته ولوجب التفريق بينه وبين زوجته وحرمانه من الميراث والتوريث ولكن شيئا من ذلك لم يقع عبر العصور الطويلة مع وجود علماء في كل زمان ومكان يحرسون الدين وينهون عن المنكر ومع كثرة تاركي الصلاة في كل زمان واشتهار تركهم لها بين الناس، فتبين من ذلك أن العلماء لم يفهموا من كفر تارك الصلاة الكفر المخرج عن الملة والموجب للخلود في النار وأنه كفر دون الكفر البواح.
وهذا نص يفيد في الموضوعرواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنه :
(( أخبرنا أحمد بن سليمان الموصلي ، ثنا علي بن حرب ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن حجير ، عن طاوس ، قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما : إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } : كفر دون كفر ". )) اهـ
قال الحاكم في المستدرك (3279) : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وقال الذهبي في تلخيص المستدرك : صحيح
وقال الالباني في الصحيحة (6/51) : و حقهما أن يقولا : على شرط الشيخين . فإن إسناده كذلك
وأقره الحافظ ابن كثير في تفسيره : وزاد انه على شرط الشيخين
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-24, 08:40 PM
قد عثرت على ما ذكره صاحب المغني حول تارك الصلاة وسأنقله هنا للفائدة ( ج 2 - ص 331 - الناشر : مكتبة القاهرة ) :
وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ ، يُقْتَلُ حَدًّا ، مَعَ الْحُكْمِ بِإِسْلَامِهِ ، كَالزَّانِي الْمُحْصَنِ ، وَهَذَا اخْتِيَارُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ ، وَأَنْكَرَ قَوْلَ مَنْ قَالَ : إنَّهُ يَكْفُر .
وَذَكَرَ أَنَّ الْمَذْهَبَ عَلَى هَذَا ، لَمْ يَجِدْ فِي الْمَذْهَبِ خِلَافًا فِيهِ .
وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ ، وَقَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَمَالِكٍ ، وَالشَّافِعِيِّ .
وَرُوِيَ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مَعَهُمْ مِنْ الْإِسْلَامِ إلَّا قَوْلُ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ .
فَقِيلَ لَهُ : وَمَا يَنْفَعُهُمْ ؟ قَالَ : تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ، لَا أَبَا لَكَ .
وَعَنْ وَالَانَ ، قَالَ : انْتَهَيْت إلَى دَارِي ، فَوَجَدْت شَاةً مَذْبُوحَةً ، فَقُلْت : مَنْ ذَبَحَهَا ؟ قَالُوا : غُلَامُك .
قُلْت : وَاَللَّهِ إنَّ غُلَامِي لَا يُصَلِّي ، فَقَالَ النِّسْوَةُ : نَحْنُ عَلَّمْنَاهُ ، يُسَمِّيَ ، فَرَجَعْتُ إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَسَأَلْته عَنْ ذَلِكَ ، فَأَمَرَنِي بِأَكْلِهَا .
وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ } .
وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : أَتَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : { مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ ، إلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ } .
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : { مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ ، وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ } .
وَعَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ { : يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً } .
مُتَّفَقٌ عَلَى هَذِهِ الْأَحَادِيثِ كُلِّهَا ، وَمِثْلُهَا كَثِيرٌ .
وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { : خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعَبْدِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ ، لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ ، إنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ } .
وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَمْ يُدْخِلْهُ فِي الْمَشِيئَةِ .
وَقَالَ الْخَلَّالُ ، فِي " جَامِعِهِ " : ثنا يَحْيَى ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي شَمِيلَةَ ، { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إلَى قُبَاءَ فَاسْتَقْبَلَهُ رَهْطٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَحْمِلُونَ جِنَازَةً عَلَى بَابٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : مَمْلُوكٌ لِآلِ فُلَانٍ ، كَانَ مِنْ أَمْرِهِ .
قَالَ : أَكَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ وَكَانَ .
فَقَالَ لَهُمْ : أَمَا كَانَ يُصَلِّي ؟ فَقَالُوا : قَدْ كَانَ يُصَلِّي وَيَدَعُ .
فَقَالَ لَهُمْ : ارْجِعُوا بِهِ ، فَغَسِّلُوهُ ، وَكَفِّنُوهُ ، وَصَلُّوا عَلَيْهِ ، وَادْفِنُوهُ ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ كَادَتْ الْمَلَائِكَةُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ } .
وَرَوَى بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { : صَلَّوْا عَلَى مَنْ قَالَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ } .
وَلِأَنَّ ذَلِكَ إجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ فِي عَصْرٍ مِنْ الْأَعْصَارِ أَحَدًا مِنْ تَارِكِي الصَّلَاةِ تُرِكَ تَغْسِيلُهُ ، وَالصَّلَاةُ عَلَيْهِ ، وَدَفْنُهُ فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا مُنِعَ وَرَثَتُهُ مِيرَاثَهُ ، وَلَا مُنِعَ هُوَ مِيرَاثَ مُوَرِّثِهِ ، وَلَا فُرِّقَ بَيْنَ زَوْجَيْنِ لِتَرْكِ الصَّلَاةِ مِنْ أَحَدِهِمَا ؛ مَعَ كَثْرَةِ تَارِكِي الصَّلَاةِ ، وَلَوْ كَانَ كَافِرًا لَثَبَتَتْ هَذِهِ الْأَحْكَامُ كُلُّهَا ، وَلَا نَعْلَمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ خِلَافًا فِي أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهَا ، وَلَوْ كَانَ مُرْتَدًّا لَمْ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاءُ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ .
وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الْمُتَقَدِّمَة ُ فَهِيَ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيظِ ، وَالتَّشْبِيهِ لَهُ بِالْكُفَّارِ ، لَا عَلَى الْحَقِيقَةِ ، كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ { : سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ } .
وَقَوْلِهِ { : كُفْرٌ بِاَللَّهِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ } .
وَقَوْلُهُ { : مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ .
فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا } .
وَقَوْلُهُ { : مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ } .
قَالَ { : وَمَنْ قَالَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْكَوَاكِبِ .
فَهُوَ كَافِرٌ بِاَللَّهِ ، مُؤْمِنٌ بِالْكَوَاكِبِ } .
وَقَوْلُهُ { : مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ } .
وَقَوْلِهِ { : شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ } .
وَأَشْبَاهِ هَذَا مِمَّا أُرِيدَ بِهِ التَّشْدِيدُ فِي الْوَعِيدِ ، وَهُوَ أَصْوَبُ الْقَوْلَيْنِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . انتهى.
أحمد البكري
2014-10-25, 07:38 AM
[RIGHT]كنت قد قلتُ في مشاركة سابقة : "من أراد السلامة لدينه فعليه بقول الجمهور لأن الله تعالى أكرم من أن يضل الجماعة ويهدي قلة قليلة."
فعلق الأخ أحمد البكري على هذا قائلا : "ولكن الجمهور يُخالفك في هذا! فلماذا تخالف الجمهور في هذه المسألة!؟"
وهل ترى خلاف ذلك!
هل أنقل لك أقوال الأئمة في ذلك أم تثبت لنا أن قولك هو قول الجمهور!
أما عدم جوابي لك السؤال في قضية المجاز هو أن سؤال طرح في مشاركة لا علاقة لها بالمسألة وقد ذكرتُ لك أن المسألة ينبغي أن تُطرح في موضوع مستقل حتى لا نحيد عن موضوع المسألة التي كنا نناقشها !
أما عدم قولي بكفر تارك الصلاة فلأنهم لم يجعلوه كفرا مخرجا عن الملة بل هو كفر دون الكفر المعروف الذي يخلد صاحبه في النار.
ما الدليل على ذلك وما نقلتَه عن ابن عباس - على فرض صحة الاسناد إليه- لا يصح لك الاستشهاد به في هذه المسألة!
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- (لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وعن عبد الله بن شقيق: (كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر), وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- : (من لم يُصل فلا دين له) [تعظيم قدر الصلاة ص899], ومن ما رواه محمد بن نصر المروزي عن شيخه الإمام إسحاق بن راهويه حيث قال "سمعت إسحاق يقول: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا: أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر"[تعظيم قدر الصلاة ص565].
وقال المزني: «وقد جعل -أي الشافعي- تارك الصلاة بلا عذر كتارك الإيمان فله حكمه في قياس قوله؛ لأنه عنده مثله» [مختصر المزني ص53].
فكيف تقول أنه كفر دون كفر!؟
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-25, 02:08 PM
وهل ترى خلاف ذلك!
هل أنقل لك أقوال الأئمة في ذلك أم تثبت لنا أن قولك هو قول الجمهور!
أنت صاحب الدعوى فأنت من يلزمك النقل.
على ان قولي هذا لا يحتاج إلى دليل، لأن المراد منه تحري الصواب باتباع الجمهور، وقد اوصى الله تعالى باتباع الجماعة ولزومها فأي جماعة في رأيك ستكون خيرا من جماعة العلماء ؟
أما عدم جوابي لك السؤال في قضية المجاز هو أن سؤال طرح في مشاركة لا علاقة لها بالمسألة وقد ذكرتُ لك أن المسألة ينبغي أن تُطرح في موضوع مستقل حتى لا نحيد عن موضوع المسألة التي كنا نناقشها !
كيف تقول هذا الكلام والموضوع مناسب جدا لأنه يتحدث عن المجاز، فأنا ما خرجت عنه قيد أنملة.
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- (لا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة) وعن عبد الله بن شقيق: (كانوا لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر), وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه- : (من لم يُصل فلا دين له) [تعظيم قدر الصلاة ص899], ومن ما رواه محمد بن نصر المروزي عن شيخه الإمام إسحاق بن راهويه حيث قال "سمعت إسحاق يقول: قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تارك الصلاة كافر وكذلك كان رأي أهل العلم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا: أن تارك الصلاة عمداً من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر"[تعظيم قدر الصلاة ص565].
وقال المزني: «وقد جعل -أي الشافعي- تارك الصلاة بلا عذر كتارك الإيمان فله حكمه في قياس قوله؛ لأنه عنده مثله» [مختصر المزني ص53].
فكيف تقول أنه كفر دون كفر!؟
أنظر ما سبق نقله عن كتاب المغني لابن قدامة بطوله واقرأه كله لتفهم.
اما قول الفاروق رضي الله عنه " لا حظ له في الاسلام " فلا يعني بالضرورة الكفر، لأن المرء إذا قل حظه من شيء فلا يعني عدم حصوله على شيء منه أصلا. والعرب تقول ان فلانا لم يعمل شيئا وتريد بذلك عدم اتقانه للعمل رغم انه عمل ولو شيئا يسيرا.
أحمد البكري
2014-10-25, 02:36 PM
اما قول الفاروق رضي الله عنه " لا حظ له في الاسلام " فلا يعني بالضرورة الكفر، لأن المرء إذا قل حظه من شيء فلا يعني عدم حصوله على شيء منه أصلا. والعرب تقول ان فلانا لم يعمل شيئا وتريد بذلك عدم اتقانه للعمل رغم انه عمل ولو شيئا يسيرا.
وقول عمر - رضي الله عنه- "لا حظ في الإسلام" المراد به نفي أي جزء وأي نصيب ولو كان شيئاً يسيراً ويؤيده قول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه: "مَن لم يُصل فلا دين له"وكذلك إنكار حذيفة على الذي يصلي ولا يتم الركوع (البخاري- 382) وكذلك ما نقله عبد الله بن شقيق وانظر ما فهمه المزني من كلام الشافعي وما نقله محمد بن نصر عن اسحاق بن راهويه!
[/RIGHT]
والعرب تقول ان فلانا لم يعمل شيئا وتريد بذلك عدم اتقانه للعمل رغم انه عمل ولو شيئا يسيرا
وبهذا تكون قد نقضتَ قولك في الموضوع:
http://majles.alukah.net/t135431-3/
عبد الواحد بن عبد الصمد
2014-10-25, 04:40 PM
وقول عمر - رضي الله عنه- "لا حظ في الإسلام" المراد به نفي أي جزء وأي نصيب ولو كان شيئاً يسيراً ويؤيده قول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه: "مَن لم يُصل فلا دين له"وكذلك إنكار حذيفة على الذي يصلي ولا يتم الركوع (البخاري- 382) وكذلك ما نقله عبد الله بن شقيق وانظر ما فهمه المزني من كلام الشافعي وما نقله محمد بن نصر عن اسحاق بن راهويه!
إن كنت ترى أن كلام العرب لا يحتمل غير ظاهره فأنت مخطئ. أما إن كنت تعترف وتقر بأن كلامهم قد يأتي بمعنى نفي الكل ويقصد به نفي البعض فما دليلك على أنه هنا بمعنى نفي الكل ؟
ما دام الاحتمالان موجودان فلا وجه لترجيح أحدهما إلا بدليل.
ولا ترجح بقول صحابي آخر لأن الصحابة قد يختلفون في المسألة الواحدة كما تعلم. بل رجح بكلام آخر للفاروق رضي الله عنه يكون صريحا في نفي الإيمان عن تارك الصلاة جملة واحدة ، وإلا فما أسهل الدعوى.
وبهذا تكون قد نقضتَ قولك في الموضوع:
http://majles.alukah.net/t135431-3/
حقا لا أعرف كيف ناقضتُ كلامي !
فوضح أكثر بارك الله فيك.
أبو أحمد القبي
2017-01-19, 06:54 PM
قول: "نقل عن احمد في منسك المروذي.."، يروى دوما بصيغة نقل وروي وقيل، وهي من صيغ التمريض المجمع عليها، فإثباتها غير مسلم به ولا تقتضي صحة ما نقل عن احمد، ولو كان يجيز التوسل بدعاء الله بذات النبي لوجدت هذا القول ثابت تعج به كتبه، ولكن تفرد عنه المروذي في منسكه ولم نجد كتاب المنسك ولا النص ولا المصدر .
أبو البراء محمد علاوة
2017-02-25, 02:34 PM
قول: "نقل عن احمد في منسك المروذي.."، يروى دوما بصيغة نقل وروي وقيل، وهي من صيغ التمريض المجمع عليها، فإثباتها غير مسلم به ولا تقتضي صحة ما نقل عن احمد، ولو كان يجيز التوسل بدعاء الله بذات النبي لوجدت هذا القول ثابت تعج به كتبه، ولكن تفرد عنه المروذي في منسكه ولم نجد كتاب المنسك ولا النص ولا المصدر .
أحسنت
نجمة الورفلي
2017-02-25, 03:33 PM
هل كل هذه الآراء مفندة؟؟؟؟؟
أبو البراء محمد علاوة
2017-02-25, 03:34 PM
هل كل هذه الآراء مفندة؟؟؟؟؟
؟؟؟
محمد شريف البخاري
2017-11-29, 07:34 PM
ابن قدامة فى " المغني" جاء بالتوسل وكذلك الحافظ ابن الجوزي وغيرهم كثير من أعلام العلماء من مختلف المذاهب، وهذه ليست قضية مذهب واحد بل هي قضية عامة، وأما الألباني فموقفه معروف من القضية حتى أنه عند كلامه عن مذهب الأحناف لم يستطع أن يقول أن ابن عابدين نفسه يتوسل، وكذلك الفتاوي الهندية فيها التوسل بل لم يستطع أن يكتشف أن القول بكراهة التوسل لايثبت قطعا لأن مداره على مانقله القدوري عن بشر بن الوليد عن أبي يوسف القاضي، ومن المعروف أن القدوري لم يولد إلا بعد وفاة بشر بن الوليد بعشرات السنين فأين الواسطة بينهما؟
كذلك الألباني فى رده على من حاول أن يوهم الناس أن ابن قدامة لايقول بالتوسل رغم أن ابن قدامة ذكر التوسل في كتابه " المغني" وفي " وصية ابن قدامة".
الألباني وغيره عندهم الحق أن يقرروا موقفهم ورأيهم، لكن لايحاولوا التمويه وفرض القول الواحد.
أبو البراء محمد علاوة
2017-11-30, 12:31 AM
ابن قدامة فى " المغني" جاء بالتوسل وكذلك الحافظ ابن الجوزي وغيرهم كثير من أعلام العلماء من مختلف المذاهب، وهذه ليست قضية مذهب واحد بل هي قضية عامة، وأما الألباني فموقفه معروف من القضية حتى أنه عند كلامه عن مذهب الأحناف لم يستطع أن يقول أن ابن عابدين نفسه يتوسل، وكذلك الفتاوي الهندية فيها التوسل بل لم يستطع أن يكتشف أن القول بكراهة التوسل لايثبت قطعا لأن مداره على مانقله القدوري عن بشر بن الوليد عن أبي يوسف القاضي، ومن المعروف أن القدوري لم يولد إلا بعد وفاة بشر بن الوليد بعشرات السنين فأين الواسطة بينهما؟
كذلك الألباني فى رده على من حاول أن يوهم الناس أن ابن قدامة لايقول بالتوسل رغم أن ابن قدامة ذكر التوسل في كتابه " المغني" وفي " وصية ابن قدامة".
الألباني وغيره عندهم الحق أن يقرروا موقفهم ورأيهم، لكن لايحاولوا التمويه وفرض القول الواحد.
وهل تابعت الموضوع والردود، من أولها؟
محمد شريف البخاري
2017-11-30, 04:00 AM
أنا تكلمت عن جزئية واضحة وهي أن هذه المسألة منتشرة فى الكتب من مختلف المذاهب مهما حاول البعض التمويه وكنت أربأ بالشيخ الألباني وغيره أن يقتصر
على قول واحد ونرجوا أن يكون ذلك عن عدم اطلاع لاعن تجاهل .
جاء فى الموسوعة الفقهية:( التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ) :
( اختلف العلماء فى مشروعية التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
كقول القائل : اللهم إنى أسألك بنبيك أو بجاه نبيك أو بحق نبيك , على أقوال :
ـ القول الأول :
ذهب جمهور الفقهاء المالكية والشافعية ومتأخروا الحنفية وهو المذهب عند
الحنابلة إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء فى حياة النبي صلى الله عليه وسلم
أو بعد وفاته .
ـ القول الثانى :
مكروه عند أبى حنيفة وأبى يوسف وأبى محمد .
ـ القول الثالث :
ذهب تقي الدين بن تيمية وبعض الحنابلة من المتأخرين إلى أن التوسل بذات النبي
صلى الله عليه وسلم لايجوز . ) هـ 14 / 156 إصدار وزارة الأوقاف والشؤون
الإسلامية الكويت .
تعقيب : الكراهة عن السادة الأحناف لاتثبت لأن مدارها على مارووه عن القدوري
الحنفي فى كتابه " شرح الكرخي " حيث قال :
( قال بشر بن الوليد حدثنا أبويوسف قال أبو حنيفة : لاينبغى لأحد أن يدعوا الله إلا
به , وأكره أن يقول :" بمعاقد العز من عرشك , أو بحق خلقك "... الخ .
لكن هذا سند منقطع وواه لأن بشر بن الوليد الذى نقل الكراهة عن أبى يوسف قد
أصيب بخرف , كما أن القدوري الذى نقل الخبر عن بشر بن الوليد لم يولد إلابعد
موت بشر بن الوليد بفترة طويلة جدا فلايصح سماعه منه إطلاقا فبينهما واسطة
لم تعرف عين صاحبها ولاحاله كما أن هذه الواسطة المجهولة لاندري هل سمعت
من بشر بن الوليد قبل اختلاطه أم بعده .
محمد بن عبدالله بن محمد
2017-11-30, 03:03 PM
قلت :
تعقيب : الكراهة عن السادة الأحناف لاتثبت لأن مدارها على مارووه عن القدوري
الحنفي فى كتابه " شرح الكرخي " حيث قال :
( قال بشر بن الوليد حدثنا أبويوسف قال أبو حنيفة : لاينبغى لأحد أن يدعوا الله إلا
به , وأكره أن يقول :" بمعاقد العز من عرشك , أو بحق خلقك "... الخ .
لكن هذا سند منقطع وواه لأن بشر بن الوليد الذى نقل الكراهة عن أبى يوسف قد
أصيب بخرف , كما أن القدوري الذى نقل الخبر عن بشر بن الوليد لم يولد إلابعد
موت بشر بن الوليد بفترة طويلة جدا فلايصح سماعه منه إطلاقا فبينهما واسطة
لم تعرف عين صاحبها ولاحاله كما أن هذه الواسطة المجهولة لاندري هل سمعت
من بشر بن الوليد قبل اختلاطه أم بعده .
هذه المنهجية خاطئة
ولو عملنا بها لرددنا كل ما في كتب الفقه!!!
أليست كتب الأحناف تثبت كراهة هذين اللفظين بصيغة الجزم؟!!
ففي:
بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (5/ 126): (وَيُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ أَسْأَلُك بِحَقِّ أَنْبِيَائِك وَرُسُلِك وَبِحَقِّ فُلَانٍ؛ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَلَّ شَأْنُهُ.
وَكَذَا يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ أَسْأَلُك بِمَعْقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك وَرُوِيَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ لِوُرُودِ الْحَدِيثِ وَهُوَ مَا رُوِيَ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِمَعْقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِك وَبِاسْمِك الْأَعْظَمِ وَجَدِّك الْأَعْلَى وَكَلِمَاتِك التَّامَّةِ» (وَجْهُ) ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ أَنَّ ظَاهِرَ هَذَا اللَّفْظِ يُوهِمُ التَّشْبِيهَ لِأَنَّ الْعَرْشَ خَلْقٌ مِنْ خَلَائِقِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَلَّ وَعَلَا فَاسْتَحَالَ أَنْ يَكُونَ عِزَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَعْقُودًا بِهِ وَظَاهِرُ الْخَبَرِ الَّذِي هُوَ فِي حَدِّ الْآحَادِ إذَا كَانَ مُوهِمًا لِلتَّشْبِيهِ فَالْكَفُّ عَنْ الْعَمَلِ بِهِ أَسْلَمُ).
الهداية في شرح بداية المبتدي (4/ 380): (قال: "ويكره أن يقول الرجل في دعائه: أسألك بمعقد العز من عرشك" وللمسألة عبارتان: هذه، ومقعد العز، ولا ريب في كراهة الثانية؛ لأنه من القعود، وكذا الأولى؛ لأنه يوهم تعلق عزه بالعرش وهو محدث والله تعالى بجميع صفاته قديم. وعن أبي يوسف رحمه الله أنه لا بأس به. وبه أخذ الفقيه أبو الليث رحمه الله لأنه مأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام. روي أنه كان من دعائه "اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك؛ ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة" ولكنا نقول: هذا خبر واحد فكان الاحتياط في الامتناع.
"ويكره أن يقول الرجل في دعائه بحق فلان أو بحق أنبياؤك ورسلك"؛ لأنه لا حق للمخلوق على الخالق).
بداية المبتدي (ص: 224): (وَيكرهُ أَن يَقُول الرجل فِي دُعَائِهِ أَسأَلك بمعقد الْعِزّ من عرشك وَيكرهُ أَن يَقُول الرجل فِي دُعَائِهِ بِحَق فلَان أَو بِحَق أنبيائك ورسلك).
المحيط البرهاني في الفقه النعماني (5/ 312): (روي عن أبي حنيفة رضي الله عنه أنه قال: يكره للرجل أن يقول في دعائه: اللهم إني أسألك بمقعد العز من عرشك يروى هذا اللفظ بروايتين: بمقعد العز من عرشك عن العقد، وبمقعد العز من عرشك من القعود، فبالرواية الثانية لا شك في الكراهة؛ لأنه وصف الله تعالى بما لا يليق به، وهو القعود والتمكن على العرش، وهو قول المجسمة. وأما في اللفظ الأول؛ فلأنه يوهم تعلق عزه بالعرش، وأن عزه حادث إذا تعلق بالحادث، والله تعالى متعالٍ عن صفة الحدث، وعن أبي يوسف أنه لا يكره؛ قال الفقيه أبو الليث رحمه الله: وبه نأخذ، فقد جاء في الحديث عن رسول الله عليه السلام أنه كان يقول: «اللهم إني أسألك بمعقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم وجدك الأعلى، وكلماتك التامة» .
ويكره أيضاً: أن يقول الرجل في دعائه: اللهم إني أسألك بحق أنبيائك ورسلك؛ لأنه لا حق لأحد من المخلوقين على الله تعالى. وفي «المنتقى» : عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به. ويكره أن يقول: أدعوك بمقعد العز من عرشك قال ثمة: والدعاء المأذون فيه، والمأثور به ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (الأعراف: 10) ، وإنما كره بمقعد العز من عرشك؛ لأنه لا يدعوه به). وتأمل الفرق بين قوله أولا: (روي) بالبناء للمجهول، ثم قوله: (ويكره) بصيغة الجزم.
تحفة الملوك (ص: 236): (وَيحرم قَوْله فِي الدُّعَاء أَسأَلك بمقعد الْعِزّ من عرشك وبحق الْعِزّ من عرشك، وبحق فلَان وبحق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)، وهل يفهم من الكراهة السابقة الكراهة التحريمية؟!، الظاهر لا، بل ظاهر عباراتهم الكراهة التنزيهية.
تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (6/ 31): (قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - (وَالدُّعَاءُ بِمَعْقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك) أَيْ يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِمَعْقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك وَلِلْمَسْأَلَة ِ عِبَارَتَانِ بِمَعْقِدِ وَبِمَقْعَدِ فَالْأُولَى مِنْ الْعَقْدِ وَالثَّانِيَةُ مِنْ الْقُعُودِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، وَلَا شَكَّ فِي كَرَاهِيَةِ الثَّانِيَةِ لِاسْتِحَالَةِ مَعْنَاهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَا الْأُولَى؛ لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ عِزَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِالْعَرْشِ وَالْعَرْشُ حَادِثٌ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ يَكُونُ حَادِثًا ضَرُورَةً وَاَللَّهُ مُتَعَالٍ عَنْ تَعَلُّقِ عِزِّهِ بِالْحَادِثِ بَلْ عِزُّهُ قَدِيمٌ؛ لِأَنَّهُ صِفَتُهُ وَجَمِيعُ صِفَاتِهِ قَدِيمَةٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ لَمْ يَزَلْ مَوْصُوفًا بِهَا فِي الْأَزَلِ، وَلَنْ يَزَالَ فِي الْأَبَدِ، وَلَمْ يَزْدَدْ شَيْئًا مِنْ الْكَمَالِ لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْأَزَلِ بِحُدُوثِ الْعَرْشِ وَغَيْرِهِ، وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ وَبِهِ أَخَذَ الْفَقِيهُ أَبُو اللَّيْثِ لِمَا رُوِيَ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - كَانَ مِنْ دُعَائِهِ «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِمَعْقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِك، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِك وَبِاسْمِك الْأَعْظَمِ وَجَدِّك الْأَعْلَى، وَكَلِمَاتِك التَّامَّةِ» وَالْأَحْوَطُ الِامْتِنَاعُ لِكَوْنِهِ خَبَرَ وَاحِدٍ فِيمَا يُخَالِفُ الْقَطْعِيَّ إذْ الْمُتَشَابِهُ يَثْبُتُ بِالْقَطْعِيِّ، وَلَوْ جُعِلَ الْعِزُّ صِفَةً لِلْعَرْشِ كَانَ جَائِزًا؛ لِأَنَّ الْعَرْشَ مَوْصُوفٌ فِي الْقُرْآنِ بِالْمَجْدِ وَالْكَرَمِ فَكَذَا بِالْعِزِّ، وَلَا يَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّهُ مَوْضِعُ الْهَيْبَةِ، وَإِظْهَارُ كَمَالِ الْقُدْرَةِ، وَإِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى مُسْتَغْنِيًا عَنْهُ.
قَالَ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: (وَبِحَقِّ فُلَانٍ) أَيْ يُكْرَهُ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ بِحَقِّ فُلَانٍ، وَكَذَا بِحَقِّ أَنْبِيَائِك، وَأَوْلِيَائِك أَوْ بِحَقِّ رُسُلِك أَوْ بِحَقِّ الْبَيْتِ أَوْ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ؛ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِلْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنَّمَا يَخُصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ غَيْرِ وُجُوبٍ عَلَيْهِ، وَلَوْ قَالَ رَجُلٌ لِغَيْرِهِ بِحَقِّ اللَّهِ أَوْ بِاَللَّهِ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا لَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ بِذَلِكَ شَرْعًا، وَإِنْ كَانَ الْأَوْلَى أَنْ يَأْتِيَ بِهِ).
وهكذا وهكذا، لا خلاف عندهم إلا خلاف أبي يوسف، حتى حاشية ابن عابدين
الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (6/ 397): ((وَ) كُرِهَ قَوْلُهُ (بِحَقِّ رُسُلِك وَأَنْبِيَائِك وَأَوْلِيَائِك) أَوْ بِحَقِّ الْبَيْتِ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِلْخَلْقِ عَلَى الْخَالِقِ تَعَالَى وَلَوْ قَالَ لِآخَرَ بِحَقِّ اللَّهِ أَوْ بِاَللَّهِ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا لَا يَلْزَمُهُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْأَوْلَى فِعْلَهُ دُرَرٌ).
جاء في الحاشية:
الدر المختار وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (6/ 397)
(قَوْلُهُ وَكُرِهَ قَوْلُهُ بِحَقِّ رُسُلِك إلَخْ) هَذَا لَمْ يُخَالِفْ فِيهِ أَبُو يُوسُفَ بِخِلَافِ مَسْأَلَةِ الْمَتْنِ السَّابِقَةِ كَمَا أَفَادَهُ الْأَتْقَانِيُّ . وَفِي التَّتَارْخَانِ يَّة وَجَاءَ فِي الْآثَارِ مَا دَلَّ عَلَى الْجَوَازِ.
(قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ لِلْخَلْقِ عَلَى الْخَالِقِ) قَدْ يُقَالُ إنَّهُ لَا حَقَّ لَهُمْ وُجُوبًا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ لَهُمْ حَقًّا مِنْ فَضْلِهِ أَوْ يُرَادُ بِالْحَقِّ الْحُرْمَةُ وَالْعَظَمَةُ، فَيَكُونُ مِنْ بَابِ الْوَسِيلَةِ وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]-: وَقَدْ عَدَّ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ التَّوَسُّلَ عَلَى مَا فِي الْحِصْنِ، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْك، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ إلَيْك، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا» الْحَدِيثَ اهـ ط عَنْ شَرْحِ النُّقَايَةِ لِمُنْلَا عَلِيٍّ الْقَارِي
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِحَقِّهِمْ عَلَيْنَا مِنْ وُجُوبِ الْإِيمَانِ بِهِمْ وَتَعْظِيمِهِمْ .
وَفِي الْيَعْقُوبِيَّ ةِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْحَقُّ مَصْدَرًا لَا صِفَةً مُشَبَّهَةً فَالْمَعْنَى بِحَقِّيَّةِ رُسُلِك فَلَا مَنْعَ فَلْيُتَأَمَّلْ اهـ أَيْ الْمَعْنَى بِكَوْنِهِمْ حَقًّا لَا بِكَوْنِهِمْ مُسْتَحَقِّينَ.
أَقُولُ: لَكِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا احْتِمَالَاتٌ مُخَالِفَةٌ لِظَاهِرِ الْمُتَبَادَرِ مِنْ هَذَا اللَّفْظِ، وَمُجَرَّدُ إيهَامِ اللَّفْظِ مَا لَا يَجُوزُ كَافٍ فِي الْمَنْعِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ، فَلَا يُعَارِضُ خَبَرَ الْآحَادِ، فَلِذَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَطْلَقَ أَئِمَّتُنَا الْمَنْعَ عَلَى أَنَّ إرَادَةَ هَذِهِ الْمَعَانِي مَعَ هَذَا الْإِيهَامِ فِيهَا: الْإِقْسَامُ بِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهُوَ مَانِعٌ آخَرُ تَأَمَّلْ.
نَعَمْ ذَكَرَ الْعَلَّامَةُ الْمُنَاوِيُّ فِي حَدِيثِ «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك نَبِيِّ الرَّحْمَةِ» عَنْ الْعِزِّ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ أَنَّهُ يَنْبَغِي كَوْنُهُ مَقْصُورًا عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنْ لَا يُقْسِمَ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِهِ وَأَنْ يَكُونَ مِنْ خَصَائِصِهِ.
قَالَ: وَقَالَ السُّبْكِيُّ: يَحْسُنُ التَّوَسُّلُ بِالنَّبِيِّ إلَى رَبِّهِ، وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَلَا الْخَلَفِ إلَّا ابْنَ تَيْمِيَّةَ فَابْتَدَعَ مَا لَمْ يَقُلْهُ عَالِمٌ قَبْلَهُ اهـ.
وَنَازَعَ الْعَلَّامَةُ ابْنُ أَمِيرِ حَاجٍّ فِي دَعْوَى الْخُصُوصِيَّةِ ، وَأَطَالَ الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْفَصْلِ الثَّالِثَ عَشَرَ آخِرَ شَرْحِهِ عَلَى الْمُنْيَةِ فَرَاجِعْهُ).
فكل هذه النصوص تدل على ثبوت الكراهة عند السادة الأحناف في هذين الدعاءين
ولينظر السؤال بجاه الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالرسول فالظاهر أن حكمها عندهم غير حكم هذين اللفظين
والله أعلم
محمد شريف البخاري
2017-11-30, 04:57 PM
أنا تكلمتُ عن أصل القول ومستنده وبينت أنه لايصح أصلًا ولايثبت ،
محمد بن عبدالله بن محمد
2017-11-30, 05:42 PM
أنا تكلمتُ عن أصل القول ومستنده وبينت أنه لايصح أصلًا ولايثبت ،
أنت تنفي نسبتها لأبي حنيفة أم للأحناف؟!
فإن قلت للأحناف فالنصوص تبطل قولك
وإن قلت لأبي حنيفة فمعتمدو أهل المذهب الحنفي: ذكروها على أنها مذهب أبي حنيفة، وقولهم مقدم عندنا.
فإن زعمتَ أنك جَرَحْتَ هذا السندَ الذي نقلتَه: وهذا إن قبل، فإن هذا لا يلزم منه أن ينفي أنه مكروه عند الأحناف
محمد شريف البخاري
2017-11-30, 07:25 PM
مادام لايثبت بالسند الصحيح عن الإمام فهذا يكفيني،هذا فضلا عن توسلات الأحناف فى كتبهم وهي أشهر من أن تذكر .
محمد شريف البخاري
2017-11-30, 07:28 PM
وأما تقديمكم لقولهم أو قول غيرهم فذلك شأنكم
أبو مالك المديني
2017-11-30, 08:47 PM
اقرأ كتاب:
جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
المؤلف: شمس الدين السلفي الأفغاني
http://waqfeya.com/book.php?bid=1955
محمد شريف البخاري
2017-11-30, 10:06 PM
هذا خارج الموضوع،إلا إذا قلتم أن القائلين بالتوسل قبورية وعندها ستحكمون على ابن قدامة وابن الجوزي والقنوجي وغيرهم من العلماء من مختلف المذاهب بأنهم قبوريون أو دعاة للقبورية،هذا إذا كانت أحكامكم شرعية أما إذا كانت بالمزاج والتشهي فهذه لاقيمة لها . أستودعكم الله
أبو مالك المديني
2017-11-30, 10:29 PM
هذا خارج الموضوع،
ذكرته لك؛ لعلك تنتفع به، كما انتفع به غيرك من الصوفية ممن تاب الله عليهم.
أبو البراء محمد علاوة
2017-12-01, 01:32 AM
ذكرته لك؛ لعلك تنتفع به، كما انتفع به غيرك من الصوفية ممن تاب الله عليهم.
اللهم اهدي عبدك محمد بن شريف البخاري للحق ووفقه للاتباع
ممدوح عبد الرحمن
2017-12-01, 10:04 AM
وَالثَّانِيَةُ مِنْ الْقُعُودِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًاتنبيه هذا كلام جهم
محمدعبداللطيف
2017-12-01, 02:18 PM
http://majles.alukah.net/images/metro/purple/misc/quote_icon.png المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ;محمد بن عبد الله
وَالثَّانِيَةُ مِنْ الْقُعُودِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا
تنبيه هذا كلام جهم من ينفى القعود والجلوس متجهم-- قال بن القيم-وَإِنَّمَا أَنْكَرَهُ بَعْضُ الْجَهْمِيَّة-نقل ابن القيم في الصواعق (4/1303)عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى (الرحمان على العرش استوى)قوله : "وهل يكون الاستواء الا الجلوس--------------قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّارِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ، يَقُولُ: " الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ بَلِّغُوا نِسَاءَهُمْ أَنَّهُنَّ طَوَالِقُ، وَأَنَّهُنَّ لَا يَحْلِلْنَ لِأَزْوَاجِهِنّ َ لَا تَعُودُوا مَرْضَاهُمْ وَلَا تَشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، ثُمَّ تَلَا {طه} [طه: 1] {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} [طه: 2] إِلَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وَهَلْ يَكُونُ الِاسْتِوَاءُ إِلَّا بِجُلُوسٍ "--------------------قال شيخ الإسلام الأنصاري الهروي في تفسيره لآية الاستواء: "الاستواء في اللغة جلوس وصعود والاستقرار" ثم رد على قول الجهمية الذين فسروه بالاستيلاء فقال: " والعرش في اللغة العرب يأتي بمعنى"السرير". وعلى هذا الاعتقاد أئمة أهل السنة والجماعة من لدن مصطفى عليه الصلاة والسلام ومن تبعه بإحسان" هــــ -قال شيخ الإسلام بن تيمية عند ذكر حديث الأطيط: " وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصارًا للجهمية وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم وما فيه من التعطيل أو استبشاعًا لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ ويحتجون بأنه تفرد به محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن جبير ثم يقول بعضهم ولم يقل ابن إسحاق حدثني فيحتمل أن يكون منقطعًا وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع أن هذا الحديث وأمثاله وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى لم يزل متداولاً بين أهل العلم خالفًا عن سالف ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به راد به على من خالفه من الجهمية مُتَلَقين لذلك بالقبول" بيان التلبيس ج3----عبد الله بن خليفة المشهور وفيه: "«إِذَا جَلَسَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى الْكُرْسِيِّ سُمِعَ لَهُ أَطِيطٌ كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ».قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " أَكْثَرَ أَهْلِ السُّنَّةِ قَبِلُوهُ " الفتاوى 16/435------------------------قال الذهبي: " هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة. تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل، لكن هذا الحديث حدث به أبو إسحاق السبيعي مقرًا له كغيره من أحاديث الصفات، وحدث به كذلك سفيان الثوري وحدث به أبو أحمد الزبيري، ويحي بن أبي بكير ووكيع عن إسرائيل.وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "السنة والرد على الجهمية" له، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله ابن خليفة، عن عمر رضي الله عنه، ولفظه "إذا جلس الرب على الكرسي، سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد" ورواه أيضا عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر "إذا جلس الرب على الكرسي" فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع، وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها
قال الإمام الدشتي: " وقد أخرج هذا الحديث عامة العلماء من أئمة المسلمين في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة وتكلموا على توثقة رجاله ، وتصحيح طريقه ، وممن رواه الإمام أحمد بن حنبل، وأبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، وأبو عبدالله ابن بطة. وقد رواه أبو محمد الخلال في كتاب الصفات له، ورواه أبو الحسن الدارقطني في كتاب الصفات الذي جمعه، وضبط طرقه، وحفظ عدالة رواته، وكان الدارقطني من أصحاب الحديث من أصحاب الشافعي وأخرجه أبو الحسن ابن الزاغوني في كتاب له، وقال في بعض مصنفاته: «وقد أوردته في غير هذا الكتاب على وجهٍ لا سبيل إلى دفعه ورده إلا بطريق العناد، ولا طُعِنَ في صحته إلا بطريق المكابرة». وقد أخرجه شيخنا أبو عبدالله المقدسي في كتاب المسند الصحيح، ورواه غيرهم من الأئمة والحفاظ"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا الحديث نقله عامة أئمة الحديث في كتبهم التي قصدوا فيها نقل الأخبار الصحيحة وتكلموا على توثقة رجاله وتصحيح طرقه"
قال ابن القيم: " كَانَ أَفْصَحَ النَّاسِ فِي التَّعْبِيرِ عَنْهَا وَإِيضَاحِهَا وَكَشْفِهَا بِكُلِّ طَرِيقٍ كَمَا يَفْعَلُهُ بِإِشَارَتِهِ وَحَالِهِ.. (فذكر بعض الأحاديث فقال): " وَمِنْ هَذَا حَدِيثُ الْأَطِيطِ، وَقَوْلُهُ: " «إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّهُ لَيَقْعُدُ عَلَيْهِ فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ قَدْرُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، وَإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ» " وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «إِذَا جَلَسَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْكُرْسِيِّ سُمِعَ لَهُ أَطِيطُ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ» ، فَاقْشَعَرَّ رَجُلٌ عِنْدَ وَكِيعٍ وَهُوَ يَرْوِيهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: أَدْرَكْنَا الْأَعْمَشَ وَسُفْيَانَ يُحَدِّثُونَ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَلَا يُنْكِرُونَهَا"----------------قال الإمام أحمد: " قد تلقته العلماء بالقبول"------------قال إسحاق بن راهويه: "يَجب الإِيمَانُ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَالتَّسْلِيمُ لَهُ: مَنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ فَهُوَ جَهْمِي"
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ جَمَاعَةٍ , وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ الْمُحَدِّثِينَ يُنْكِرُهُ , وَكَانَ عِنْدَنَا فِي وَقْتٍ مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الْمَشَايِخِ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ إِنَّمَا تُنْكِرُهُ الْجَهْمِيَّةُ , وَأَنَا مُنْكَرٌ عَلَى كُلِّ مَنْ رَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ , وَهُوَ مُتَّهِمٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
قال أبو عبيد القاسم بن سلام لما سئل عن هذا الحديث: " هَذِهِ الأَحَادِيثُ حَقٌّ لاَ يُشَكُّ فِيهَا , نَقَلَهَا الثِّقَاتُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ حَتَّى صَارَتْ إِلَيْنَا , نُصَدِّقُ بِهَا , وَنُؤْمِنُ بِهَا عَلَى مَا جَاءَتْ"
قال الطبري: " ليس في فرق المسلمين من ينكر هذا"
قال الصغاني: " لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِمَّنْ تَقَدَّمَ , وَلاَ فِي عَصْرِنَا هَذَا إِلاَّ وَهُوَ مُنْكِرٌ لِمَا أَحْدَثَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ رَدِّ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ , عَنْ لَيْثٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} قَالَ : يُقْعِدُهُ عَلَى الْعَرْشِ , فَهُوَ عِنْدَنَا جَهْمِيُّ , يُهْجَرُ وَنَحْذِرُ عَنْهُ قَدْ أَتَى عَلَيَّ نَيِّفٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ إِلاَّ جَهْمِيُّ , وَقَدْ جَاءَتْ بِهِ الأَئِمَّةُ فِي الأَمْصَارِ , وَتَلَقَّتْهُ الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ مُنْذُ نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِئَةِ سَنَة.. فَعَلَيْكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالتَّمَسُّكِ بِالسُّنَّةِ وَالاِتِّبَاعِ"
قال أبو العباس الدوري: " لاَ يَرُدُّ هَذَا إِلاَّ مُتَّهَمٌ"
قال أبو داود السجستاني: "مَنْ أَنْكَرَ هَذَا فَهُوَ عِنْدَنَا مُتَّهَمٌ , وَقَالَ : "مَا زَالَ النَّاسُ يُحَدِّثُونَ بِهَذَا , يُرِيدُونَ مُغَايَظَةَ الْجَهْمِيَّةِ , وَذَلِكَ أَنَّ الْجَهْمِيَّةَ يُنْكِرُونَ أَنَّ عَلَى الْعَرْشِ شَيْء"
قال إبراهيم الحربي: " ما ينكر هذا إلا أهل البدع"
وقال إبراهيم الحربي يَوْمًا , وَذَكَرَ حَدِيثَ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ , فَجَعَلَ يَقُولُ : هَذَا حَدَّثَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمَجْلِسِ عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ فَكَمْ تَرَى كَانَ فِي الْمَجْلِسِ , عِشْرِينَ أَلْفًا , فَتَرَى لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا قَامَ إِلَى عُثْمَانَ , فَقَالَ لاَ تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِيثِ , أَوْ أَظْهَرَ إِنْكَارَهُ , تَرَاهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ ثَمَّ إِلاَّ وَقَدْ قُتِلَ , قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ صَدَقَةَ , وَصَدَقَ , مَا حُكْمُهُ عِنْدِي إِلاَّ الْقَتْلُ"
قال الخلال: " رَدَّ (أي الجهمي) هَذَا الْحَدِيثَ وَخَالَفَ الأَئِمَّةَ وَأَهْلَ الْعِلْمِ , وَانْسَلَخَ مِنَ الدِّينِ"
قال النجاد: "وعلى ذلك من أدركتُ من شيوخنا أصحاب أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل، فإنّهم مُنكِرون على من رَدّ هذه الفضيلة، ولقد بيّن اللهُ ذلك على ألسِنَةِ أهل العلم، على تقادم الأيامِ، فتلقَّاهُ النَّاسُ بالقبولِ، فلا أحد يُنكرُ ذلك، ولا يُنازِعُ فيه"
قال الآجري: " وَأَمَّا حَدِيثُ مُجَاهِدٍ فِي فَضِيلَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَتَفْسِيرُهُ لِهَذِهِ الْآيَةِ: أَنَّهُ يُقْعِدُهُ] عَلَى الْعَرْشِ , فَقَدْ تَلَقَّاهَا الشُّيُوخُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالنَّقْلِ لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , تَلَقَّوْهَا بِأَحْسَنِ تَلَقٍّ , وَقَبِلُوهَا بِأَحْسَنِ قَبُولٍ , وَلَمْ يُنْكِرُوهَا , وَأَنْكَرُوا عَلَى مَنْ رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ إِنْكَارًا شَدِيدًا وَقَالُوا: مَنْ رَدَّ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ قُلْتُ: فَمَذْهَبُنَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ قَبُولُ مَا رَسَمْنَاهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ , وَقَبُولُ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ , وَتَرْكُ الْمُعَارَضَةِ وَالْمُنَاظَرَة ِ فِي رَدِّهِ"
قال ابن بطة وهو يذكر عقائد أهل السنة: " وَيَجْلِسُ مَعَ رَبِّهِ عَلَى العَرْشِ وَلَيْسَ هَذَا لِأَحَدٍ غَيْرَهُ.. وَهَكَذَا فَسَّرَهُ مُجَاهِدٌ فِيمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ اَللَّيْثِ عَنْهُ"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول "
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ: " قيل الشفاعة العظمى، وقيل إِنه إِجلاسه معه على العرش كما هو المشهور من قول أَهل السنة.والظاهر أَن لا منافاة بين القولين، فيمكن الجمع بينهما بأَن كلاهما من ذلك. والإِقعاد على العرش أَبلغ"
قال الدارقطني: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، وَذَكَرَ الْبَابَ الَّذِي، يَرْوِي فِيهِ الرُّؤْيَةَ وَالْكُرْسِيَّ وَمَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ، وَضَحِكِ رَبِّنَا مِنْ قُنُوطِ عِبَادِهِ وَقُرْبِ غِيَرِهِ، وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاءَ، وَأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ فِيهَا فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَأَشْبَاهَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، فَقَالَ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ صِحَاحٌ، حَمَلَهَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، وهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لَا نَشُكُّ فِيهَا، وَلَكِنْ إِذَا قِيلَ كَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ وَكَيْفَ ضَحِكَ؟ قُلْنَا لَا يُفَسَّرُ هَذَا وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهُ" والسند صحيح
-----------------إثبات صفة الجلوس والقعود لله عزَّ وجلَّ كصفة الاستواء والإتيان والمجيء وغيرها من الصفات، لا تستحيل عليه سبحانه، ولا يستوحش الموحِّد من إثباتها بما يليق به سبحانه، إنما يستوحش ذلك أهل التجهم والتعطيل--------- قال الشيخ عبد الرحمن السعدي
في الأجوبة عن الأسئلة الكويتية وذكر أثر خارجة وحديث عبد الله بن خليفة: " ولكنّ استشكالكم إنّما هو ممّا في هذه الآثار في ذكر صفات الله والتّصريح بالجلوس في مسألة الإستواء ، وإذا جلس على كرسيّه فهذه التّصريحات يزول الإشكال عنها إذا بُنِيَت على الأصل الثّابت في الكتاب والسُّنَّة وإجماع سلف الأمّة أنّ الله ليس كمثله شيء ، وأنّه يجب إثبات جميع ماورد في الكتاب والسُّنَّة من صفات الباري وأفعاله الثّابتة على وجه يليق بعظمة الباري ، وأنّ الكلام على الصفات المعنوية والفعلية يتبع الكلام على الذات ، فكما أجمع الناس على أنّ لله ذاتًا لاتشبهها الذّوات فله صفات لا تشبهها الصّفات ، فكما أنّنا نثبت لله العلم والقدرة والرحمة والحكمة ونحوها من الصفات ، ونعلم أنّها صفات عظيمة لاتشبهها صفات خلقه ، لاعلمهم ولاقدرتهم ولارحمتهم ولاحكمتهم ، فكذلك نثبت أنّه استوى على عرشه استواء يليق بجلاله سواء فُسِّر ذلك بالإرتفاع أو بعلوّه على عرشه ، أو بالإستقرار أو بالجلوس .فهذه التّفاسير واردة عن السلف ، فنُثْبِتْ لله على وجه لايماثله ولايشابهه فيها أحد ، ولامحذور في ذلك إذا قرنَّا بهذا الإثبات نفي مماثلة المخلوقات" ------- قال الامام ابن سحمان في كتابه ضياء الشارق
: "وأما قوله: (يفصح عن استواء الله تعالى على العرش بمثل الجلوس عليه).
فالجواب أن نقول: قد جاء الخبر بذلك عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي ضرب الله الحق على لسانه، كما رواه الإمام عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل في كتاب "السنة" له في الرد على الجهمية قال: حدثني أبي وعبد الأعلى بن حماد النرسي قالا حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر قال: "إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد".
وهذا الحديث حدث به أبو إسحاق السبيعي مقرراً له كغيره من أحاديث الصفات، وحدث به كذلك سفيان الثوري، وحدث به أبو أحمد الزبيري ومحمد بن أبي بكر ووكيع عن إسرائيل، ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن حنبل أيضاً عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر رضي الله عنه : إذا جلس الرب على الكرسي. فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذا الحديث ولا ينكرونه.
قلت: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي.
وإذا كان هؤلاء الأئمة أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم، الذين هم سرج الهدى، ومصابيح الدجى، قد تلقوا هذا الحديث بالقبول، وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره، ونتحذلق عليهم، بل نؤمن به.
قال الإمام أحمد: لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته بشناعة شنعت وإن نبت عنه الأسماع.
فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلف سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلون لهذا الحديث
وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "الكافية الشافية":
واذكر كلام مجاهد في قوله ... أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد ... ما قيل ذا بالرأي والحسبان
إن كان تجسيماً فإن مجاهداً ... هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
ولقد أتى ذكر الجلوس به وفي ... أثر رواه جعفر الرباني
أعني ابن عم نبينا وبغيره ... أيضاً أتى والحق ذو تبيان
والدارقطني الإمام يثبت الـ ... آثار في ذا الباب غير جبان
وله قصيد ضمنت هذا وفيـ ... ـها لست للمروي ذا نكران
وجرت لذلك فتنة في وقته ... من فرقة التعطيل والعدوان
والله ناصر دينه وكتابه ... ذا حكمه مذ كانت الفئتان
وهذا نص الأبيات التي أشار إليها ابن القيم رحمه الله تعالى من كلام الدارقطني رحمه الله تعالى:
"حديث الشفاعة في أحمد ... إلى أحمد المصطفى نسنده
وأما حديث بإقعاده ... على العرش أيضاً فلا نجحده
فلا تنكروا أنه قاعد ... ولا تنكروا أنه يقعده
أمروا الحديث على وجهه ... ولا تدخلوا فيه ما يفسده"
فإذا ثبت هذا عن أئمة أهل الإسلام، فلا عبرة بمن خالفهم من الطغام أشباه الأنعام" -------------وقال في كتابه الصواعق: " ومن أعظم ما خصه الله به من الفضائل المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون، قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله على قوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: آية 79] قال: يقعده معه على العرش"-------وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "فَقَدْ حَدَثَ الْعُلَمَاءُ الْمَرْضِيُّونَ وَأَوْلِيَاؤُهُ الْمَقْبُولُونَ : أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجْلِسُهُ رَبُّهُ عَلَى الْعَرْشِ مَعَهُ . رَوَى ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ فَضِيلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ؛ فِي تَفْسِيرِ : { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } وَذَكَرَ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ أُخْرَى مَرْفُوعَةٍ وَغَيْرِ مَرْفُوعَةٍ قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَهَذَا لَيْسَ مُنَاقِضًا لِمَا اسْتَفَاضَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ أَنَّ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ هُوَ الشَّفَاعَةُ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ مِنْ جَمِيعِ مَنْ يَنْتَحِلُ الْإِسْلَامَ وَيَدَّعِيه لَا يَقُولُ إنَّ إجْلَاسَهُ عَلَى الْعَرْشِ مُنْكَرًا وَإِنَّمَا أَنْكَرَهُ بَعْضُ الْجَهْمِيَّة وَلَا ذكره فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ مُنْكَرٌ"
أبو مالك المديني
2017-12-01, 02:42 PM
قد بحثت المسألة غير مرة:
http://majles.alukah.net/t808/
http://majles.alukah.net/t150467/
http://majles.alukah.net/t136841/
محمد بن عبدالله بن محمد
2017-12-03, 10:27 PM
إذا كانت المسألة خلافية، والخلاف فيها مستساغ: فلماذا هذه الشدة والحدة فيها؟؟!!
من أحب أن يتوسل مقلدًا للإمام أحمد والأحناف والمالكية والشافعية فذلك جائزٌ، ولا يُنكر عليه.
ومن أحب ألا يتوسل مقلدا شيخ الإسلام وغيره، فالأمر راجع إليه، ولا يُنكر عليه.
محمدعبداللطيف
2017-12-04, 08:07 PM
إذا كانت المسألة خلافية، والخلاف فيها مستساغ: فلماذا هذه الشدة والحدة فيها؟؟!!
من أحب أن يتوسل مقلدًا للإمام أحمد والأحناف والمالكية والشافعية فذلك جائزٌ، ولا يُنكر عليه.
ومن أحب ألا يتوسل مقلدا شيخ الإسلام وغيره، فالأمر راجع إليه، ولا يُنكر عليه.
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية:لفظ التوسل يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين، ويراد معنى ثالث لم ترد به سنة. فأما الصحيحان باتفاق العلماء فأحدهما هو أصل الإيمان فهو التوسل بالإيمان به وبطاعته، والثاني: دعاؤه وشفاعته ومن هذا قول عمر (وذكر الأثر). قال: ولهذا عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بعمه العباس، ولو كان التوسل هو بذاته لكان هو أولى من التوسل بالعباس، فلما عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس عُلم أن ما يفعل في حياته قد تعذر بعد موته، قال والثالث: التوسل بالنبي بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته فهذا لم يكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياته ولا بعد مماته ولا عند قبره ولا غير قبره، فلو كان التوسل بالأموات والقبور جائزاً ما عدلوا عن الأفضل، وسؤال الله بأضعف السببين مع القدرة على أعلاها وذلك في عام الرمادة، وكذلك الصحابة في الشام لما قحطوا لم يذهبوا إلى مافيها من قبور بل استقسموا بمن فيهم من الصالحين، فلم يبح أحد من الصحابة التوسل بقبور الأنبياء ولا غير الأنبياء ولا الاستعانة بميت مما يظنه بعض الناس ديناً وقربة، وهذا دليل على أن هذه المحدثات لم تكن عند الصحابة من المعروف بل من المنكر. اهـ بتصرف---------------------------------------------------------فشيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله لم يَنْكِر التوسّل جُملة وتفصيلا ! بل أنكَر التوسّل الممنوع ، وأما التوسّل المشروع فهو لا يُنكِره ، بل يُقرّه ويُثبته ويَدعو إليه .
ولو تأمّلت في أحوال أصحاب التوسّل البِدْعِيّ لرأيت أنهم لا يتوسّلون إلا التوسّل الممنوع !فلا يَكادون يَعرفون التوسّل المشروع !
والتوسّل المشروع هو التوسّل إلى الله بأسمائه وصفاته وبمحبة نبيِّه صلى الله عليه وسلم وبالأعمال الصالحة .
ونفي التوسّل الممنوع هو ما دلّ عليه الكتاب والسُّنَّة .
فَمِن الكتاب العزيز قول رب العزة سبحانه : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (56) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) .
وقرأ ابن مسعود : { أولئك الذين تدعون ..}
وهذا في ذم ما كان عليه أهل الشرك من توسّل ممنوع !
قال ابن جُزيّ في تفسيره : المعنى أن أولئك الآلهة الذين تَدعون من دون الله يَبتغون القُرْبَة إلى الله ويرجونه ويخافونه ، فكيف تعبدونهم معه ؟ . اهـ .
ومن السُّنَّة قوله صلى الله عليه وسلم : إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله . رواه الإمام أحمد والترمذي .
ولم يَقُل عليه الصلاة والسلام فاسألوا الله بِجاهي ، أو تَوسّلوا بي . بل أمَر بسؤال الله مُباشَرة .
أنه لم يثبت خبر ولا أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه بل ولا عن أحد من التابعين في التوسّل الممنوع ، ولا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، أو الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام بعد وفاته .
وما صحّ من خبر فليس فيه التوسّل به صلى الله عليه وسلم ولا بِجاهِه ، ولا الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام ، ولا طلب قضاء الحوائج ، أو كشف الكروب ، أو شفاء المرضى .--------يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن
(إن لفظ التوسل صار مشتركاً، فعبّاد القبور يطلقون التوسل على الاستغاثة بغير الله، ودعائه رغباً ورهباً والذبح والنذر، والتعظيم بما لم يشرع في حق مخلوق.
وأهل العلم يطلقونه على المتابعة والأخذ بالسنة فيتوسلون إلى الله بما شرعه لهم من العبادات، وبما جاء به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو التوسل في عرف القرآن والسنة … ومنهم من يطلقه على سؤال الله ودعائه بجاه نبيه أو بحق عبده الصالح. أو بعباده الصالحين، وهذا هو الغالب عند الإطلاق في كلام المتأخرين كالسبكي والقسطلاني وابن حجر – أي الهيتمي ------------------------------------- ويقول الشيخ سليمان بن سحمان- :
(التوسل في عرف الصحابة والتابعين هو طلب الدعاء من الرسول في حياته كما كانوا يتوسلون به عند القحط، فيدعوا الله ويستسقيه، فيسقيهم الله، ثم بعد مماته توسل عمر بدعاء عمه.. فهذا (من) التوسل المشروع، والشيخ – أي محمد بن عبد الوهاب – لا يمنع من هذا ولا ينكره) ( ).
فالتوسل الشرعي معلوم ومفهوم بأدلته وأنواعه، وكما قال أبو السمح: (وأما التوسل إلى الله تعالى فقد أمر تعالى به إجمالاً وتفصيلاً، وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً حتى أصبح من فلق الصبح..)---- ويقول الشيخ حمد بن ناصر بن معمر :
(وأما التوسل بالذات فيقال: ما الدليل على جواز سؤال الله بذوات المخلوقين ومن قال هذا من الصحابة والتابعين.
وأما التوسل بالذات بعد الممات فلا دليل عليه، ولا قاله أحد من السلف، بل المنقول عنهم يناقض ذلك. وقد نص غير واحد من العلماء على أن هذا لا يجوز، ونقل عن بعضهم جوازه، وهذه المسألة وغيرها من المسائل إذا وقع فيها النزاع بين العلماء، فالواجب رد ما تنازعوا إلى الله والرسول. ومعلوم أن هذا لم يكن منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مشهوداً بين السلف، وأكثر النهي عنه.
ولا ريب أن الأنبياء والصالحين لهم الجاه عند الله، لكن الذين لهم عند الله من الجاه والمنازل والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم ومحبتنا، فإذا توسلنا إلى الله بإيماننا بنبيه صلى الله عليه وسلم، ومحبته وطاعته واتباع سنته كان هذا من أعظم الوسائل وأما التوسل بنفس ذاته مع عدم التوسل بالإيمان به وطاعته، فلا يكون وسيلة، فالمتوسل بالمخلوق إذا لم يتوسل بما مرّ من التوسل به من الدعاء للمتوسل وبمحبته واتباعه، فبأي شيء يتوسل به الإنسان إذا توسل إلى غير بوسيلة، فإما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك، مثل أن يقول لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه اشفع لنا عند فلان، وهذا جائز، وإما أن يقسم عليه لا يجوز الإقسام بالمخلوق، كما أنه لا يجوز أن يقسم على الله بالمخلوقين، فالتوسل إلى الله بذات خلقه بدعة مكروهة، لم يفعلها السلف من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان)------------------------------------ ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب:
(وأما التوسل بجاه المخلوقين كمن يقول: اللهم إني أسألك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك بعد موتهم، فهذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر العلماء على النهي عنه، وحكى ابن القيم رحمه الله تعالى أنه بدعة إجماعاً. ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم؛ لأن الذين لهم من الجاه والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ولا ننتفع من ذلك بشيء إلا باتباعنا لهم ومحبتنا لهم) ------------------------------------- ويقول الشيخ السهسواني :
(فالقول الفصل في ذلك: أن السؤال بحق فلان إن ثبت بحديث صحيح، أو حسن فلا وجه للمنع، وإن لم يثبت فهو بدعة، وقد عرفت فيما سلف أن كل حديث ورد في هذا الباب لا يخلو من مقال ووهن، فالأحوط ترك هذه الألفاظ، وقد جعل الله في الأمر سعة، وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم التوسل المشروع على هيئات متعددة، فلا ملجيء إلى الوقوع في مضيق الشبهات..)---------
-سئلت اللجنة الدائمة :
يقول بعض العلماء (إن التوسل قضية فقهية لا قضية عقيدة) كيف ذلك ؟
الجواب :
التوسل إلى الله في الدعاء بجاه الرسول صلى الله عليه و سلم أو ذاته أو منزلته غير مشروع لأنه ذريعة إلى الشرك فكان البحث فيه لبيان ما هو الحق من مباحث العقيدة ، وأما التوسل إلى الله بأسمائه جل شأنه وبصفاته وبإتباع رسوله والعمل بما جاء به من عقيدة وأحكام فهذا مشروع . وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء -------- http://majles.alukah.net/t159768/
أبو البراء محمد علاوة
2017-12-04, 11:22 PM
إذا كانت المسألة خلافية، والخلاف فيها مستساغ: فلماذا هذه الشدة والحدة فيها؟؟!!
من أحب أن يتوسل مقلدًا للإمام أحمد والأحناف والمالكية والشافعية فذلك جائزٌ، ولا يُنكر عليه.
ومن أحب ألا يتوسل مقلدا شيخ الإسلام وغيره، فالأمر راجع إليه، ولا يُنكر عليه.
- ليس كل التوسل الخلاف فيه سائغًا، وقد أجاد في توضيح ذلك الفاضل: محمد بن عبد اللطيف.
- والكثير لا يفرق بين التوسل والاستغاثة والتبرك، وبالأصالة لا يفرقون بين المشروع منه والممنوع.
شبهات حول التوسل وردها (http://majles.alukah.net/t146764/) - حتى في السائغ منه فهذا لا يعني ترك التباحث والتناصح للوصول للحق، فليس كل خلاف لا ينكر فيه، وإنما الانكار لا يكون في مسائل الاجتهاد.
لا يجوز الانكار في مسائل الخلاف الا بشيئين : (http://majles.alukah.net/t158626/)
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.