مشاهدة النسخة كاملة : فوائد مستفادة من كيفية تخريج الشيخ الألباني رحمة الله عليه للأحاديث النبوية
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ،
فإن الإقتداء بأهل الحديث في كيفية تخريج الأحاديث النبوية من أهم ما يعين طالب علم الحديث على فهم منهجهم وطريقتهم في التخريج ، ومن أهم ما يدلل الصعاب في دراسة السنة النبوية المطهرة ، خاصة حداق المحدثين وجهابذة المخرجين للأحاديث النبوية ، المشهود لهم بالعلم الغزير والدقة والنجابة في هذا الشأن ، ولا شك أن من أبرزهم في زماننا الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه رحمة واسعة ، والذي كان له الفضل بعد الله تعالى في إحياء علم دراسة الإسناد ، فلله دره وعليه أجره .
وقد إرتأيت أن أقتفي أثره وأبرز جزء من منهجه في التخريج العملي للأحاديث النبوية ، وذلك أنني بحول الله تعالى وقوته أنقل من كتبه النفيسة حديثا مخرجا ، وأعلق عليه مبينا منهجه في هذا التخريج بأوجز عبارة وألطف إشارة ، وبحسب القدرة والإستطاعة ، والله أسأل أن يوفقني لهذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم ، والحمد لله رب العالمين .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-10-11, 02:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد إرتأيت أن أقتفي أثره وأبرز جزء من منهجه في التخريج العملي للأحاديث النبوية ، وذلك أنني بحول الله تعالى وقوته أنقل من كتبه النفيسة حديثا مخرجا ، وأعلق عليه مبينا منهجه في هذا التخريج بأوجز عبارة وألطف إشارة ، وبحسب القدرة والإستطاعة ، والله أسأل أن يوفقني لهذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم ، والحمد لله رب العالمين .
موفق بإذن الله!
كنتُ أرجو أن تسطر لنا بقلمك الذي يفوح طيبًا، طريقة عرض منهج الشيخ في التخريج، والمنهج المتبع في التعليق، وما العائد على القارئ من هذا...آلخ
لكن لعلَّ هذا يظهر بوضوح، من خلال النماذج التي تقدمها بإذن الله.
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 02:57 AM
الحديث الأول " 1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :
" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قالت : فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " ( 1)
-------
(1) رواه البخاري (3/ 156و198و 8/ 114) ومسلم (2/ 67 ) وأبو عوانة (1/ 399) وأحمد ( 6/ 80و 121 و 255) والسراج في " مسنده " ( 3/ 48 / 2 عن عروة عنها.
وأحمد (6/ 146 و 252 ) والبغوي في " شرح السنة " ( ج / 1 ص 415 طبع المكتب الإسلامي ) عن سعيد بن المسيب عنها .
وسنده صحيح على شرط الشيخين ."
----------
( قلت ) : أنظر" تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ( ص 9 _ 10 ) بقلم محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .
1- قدم الشيخ الألباني رحمه للحديث بمدار الحديث وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حتى يسهل عليه عزو السند عنها .
2- قدم في التخريج أصح الكتب ثم الذي يليه وهو صحيح البخاري ثم مسلم ثم المسانيد مع ذكر رقم المجلد والصفحة
3- جمع المصادر التي اشتركت في السند مثال اشتراك البخاري ومسلم وأبوعوانة وأحمد والسراج في عروة عن عائشة رضي الله عنهما .
وأحمد والبغوي في سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها .
3- لم يبين درجة الحديث في المصادر الأولى لأنها علم على الصحيح ( أي صحيح البخاري ومسلم ) ثم ما وافقها من المصادر - وهذا لا يعني عدم دراسة الشيخ لأسانيدها ، فلا شك أنه رحمة الله عليه قد درسها ، ولكن إذا إجتمع صحتها مع صحة مصادرها أي البخاري ومسلم ، فلا حاجة لإردافها بالحكم عليها بقوله : حديث صحيح ، خاصة وقد أطبقت الأمة على ذلك ، ولله الحمد ، بينما بين درجة السند في المصادر الثانية لاحتمالها الصحيح والضعيف .
4- علق على المصادر الثانية بقوله : " وسنده صحيح على شرط الشيخين " ليبين أن رجال سنده من رجال البخاري ومسلم الذين احتج بهم في أصل الصحيحين ، لا في المتابعات أو الشواهد ، ولا في مقدمة مسلم ، أو مقرونين بغيره من الرواة .
5- ذكر المصادر الأخرى مع الصحيحين له فوائد كثيرة ، من أهمها بيان الألفاظ الأخرى للحديث وفوائد ذلك، وكذلك زيادة في تأكيد صحة الحديث .
6 - الإقتداء بالحافظ أبو عبد الله الحاكم في الإستدراك على الشيخين ، بدقة وعلم رصين ، يقويه الدليل الصحيح والفهم السليم لمنهج الشيخين رحمة الله عليهما ، وعلى كل علمائنا الأبرار .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 03:15 AM
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبو عاصم أحمد بلحة ، وجعلنا الله وإياكم وكل المسلمين من أهل الفردوس الأعلى ، ووفقنا الله تعالى وإياكم لما يحبه ويرضاه ، إنه جواد كريم .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-10-11, 03:52 AM
5- ذكر المصادر الأخرى مع الصحيحين له فوائد كثيرة ، من أهمها بيان الألفاظ الأخرى للحديث وفوائد ذلك، وكذلك زيادة في تأكيد صحة الحديث .
6 - الإقتداء بالحافظ أبو عبد الله الحاكم في الإستدراك على الشيخين ، بدقة وعلم رصين ، يقويه الدليل الصحيح والفهم السليم لمنهج الشيخين رحمة الله عليهما ، وعلى كل علمائنا الأبرار .
جزاك الله خيرًا.
بالنسبة لرقم (5):
هذا صحيح، ولكن هل الشيخ يعتني بهذا، بمعنى أنه يوضح الفروق في الألفاظ، واختلاف الروايات وخلافه بما له تعلق بالمتن، عند عزوه لمن خرجه غير الشيخين-مثال هذا المثال-، أو غيرهما، وإن كان يوضح؛ فهل تفاوت نفسه في كتبه أم لا؟
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 06:49 PM
جزاكم الله خيرا ، وبارك في جهودكم الطيبة ، وهذا مثال على أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى يبين الألفاظ المختلفة للحديث في الموضوع الواحد ، فينقل ألفاظ الشيخين ويردفها بألفاظ غيرهما مع بيان درجتها :
قال رحمة الله عليه في " الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب " (1/ 129 ) تحث عنوان : " ولا يشرع الزيادة في الأذان إلا في موضعين منه :
الأول : في الأذان الأول من الصبح خاصة ؛ فيقول بعد قوله : حي على الفلاح : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم (مرتين ) . " إلى أن قال :
" والموضع الثاني : إذا كان برد شديد ؛ فإنه يزيد بعد قوله : حي على الفلاح ، أو بعد الفراغ من الأذان : صلوا في الرحال . أو يقول : ومن قعد فلا حرج عليه .
وفي ذلك أحاديث :
(1) عن ابن عباس رواه عنه عبد الله بن الحارث قال :
خطبنا ابن عباس في ردغ ( مطر ) ؛ فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة ، فأمر أن ينادي : الصلاة في الرحال ، فنظر القوم بعضهم إلى بعض ، فقال : فغل هذا من هو خير منه ، وإنما عزمة .
خ ( 2/ 77 و 78 ) وم ( 2/ 148 ) وابن حزم ( 3/ 142) من طرق عنه .
ورواه أبو داود بلفظ :
أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مطير : إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله ؛ فلا تقل حي على الصلاة ، قل : صلوا في بيوتكم ؛ فكأن الناس استنكروا ذلك ، فقال : قد فعل ذا من هو خير مني ، وإن الجمعة عزمة ، وإني كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين والمطر .
وهو رواية للبخاري ( 2/ 307) ، وكذا مسلم ، ورواه بنحوه ابن ماجه (300) ."
-------
( قلت : لازالت هناك تتمة )
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 07:29 PM
"( 2) عن ابن عمر رواه عنه نافع قال :
أذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان ( جبل بناحية مكة ( ثم قال : صلوا في رحالكم ، فأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤدنا يؤذن ثم يقول على إثره : " ألا صلوا في الرحال " في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر .
أخرجه مالك (2/ 89 - 90 ) وم (2/ 147 ) ود ( 1/ 167 ) وحم (2/ 53) من طريق عبيد الله بن عمر عنه .
ورواه مالك ( 1/ 94) وعنه محمد ( 126) وكذا النسائي ( 107) والدارمي (292) ومسلم وأبو داود أيضا (2-4 و10) من طرق أخرى عن النافع نحوه .
(3) عن عمرو بن أوس قال :
أنبأنا رجل من ثقيف أنه سمع منادي النبي صلى الله عليه وسلم - يعني في ليلة مطيرة في السفر - يقول : حي على الصلاة حي على الفلاح ، صلوا في رحالكم .
أخرجه النسائي ( 106- 107) وأحمد (5/ 373) عن عمرو بن دينار عنه .
وهذا سند صحيح ، وعمروا بن أوس تابعي كبير
(4) عن نعيم بن النحام قال :
سمعت مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة وأنا في لحافي ؛ فتمنيت أن يقول : صلوا في رحالكم ؛ فلما بلغ حي على الفلاح قال : صلوا في رحالكم ، ثم سألته عنها فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أمره بذلك .
أخرجه أحمد ( 4/ 320) : ثنا عبد الرزاق : أنا معمر عن عبيد بن عمير عن شيخ سماه عنه .
وهذا سند رجاله رجال الستة غير الشيخ الذي لم يسم .
وله طريق أخرى عنه بلفظ آخر ، وهو : "
(5) عن نعيم أيضا قال :
نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في مرط امرأتي ؛ فقلت : ليت المنادي قال : من قعد فلا حرج عليه ، فنادى النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أذانه : ومن قعد فلا حرج عليه .
أخرجه أحمد أيضا (5/ 320) من طريق إسماعيل بن عياش قال : ثني يحيى بن سعيد قال : أخبرني محمد بن يحيى بن حبان عنه ".
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 07:43 PM
" " فلما قال : الصلاة خير من النوم ؛ قال : ومن قعد فلا حرج ".
وإسماعيل بن عياش ضعيف في الحجازيين ، وروايته هذه عنهم .
لكن رواه الطبراني من طريق آخر رجاله رجال الصحيح " الصحيح " ؛ كما قال في " المجمع " ( 2/ 78) بنحو رواية " الكبير " وقال :
" رواه عبد الرزاق وغيره بإسناد صحيح "
وبعد كتابة هذا رجعت إلى " المستدرك " ؛ فرأيته قد أخرج الحديث في ( 3/ 259) من طريق عبد الرزاق : أنا ابن جريج عن نافع عن عبد الله بن عمر عن نعيم النحام به نحوه . وقال :
" صحيح " ، ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا ؛ إلا أن فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس .
( تنبيه ) : الرواية الثانية من الحديث الأول تدل على أن المؤذن يحذف الحيعلتين ويجعل مكانهما : الصلاة في الرحال . وقد ذهب إلى ذلك بعض المحدثين ؛ فقد بوب عليه ابن خزيمة وتبعه ابن حبان ثم المحب الطبري : حذف حي على الصلاة في يوم المطر . وهو الذي يقتضيه الحديث ؛ لولا أنه غير ظاهر في رفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإذا رفعه كان المؤذن مخيرا بين حذفها لهذا الحديث وبين إثباتها للأحاديث الأخرى . والله أعلم " . أنظر " الثمر المستطاب " ( 1/ 133 ، 136 )
---------
( قلت : فقد قدم الشيخ الألباني لهذه الفائدة بحديث ابن عباس الذي رواه البخاري ومسلم ثم
أبو آدم البيضاوي
2014-10-11, 08:10 PM
أردفها بشواهد الحديث ، وتفصيل هذا الأمر كالآتي :
أما حديث ابن عباس رضي الله عنه ففيه لفظ : " الصلاة في الرحال " ورواها البخاري ومسلم وابن حزم من طرق عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس ، ثم أتبعها بلفظ أبي داود : " صلوا في بيوتكم " التي رواها البخاري ومسلم في رواية عندهما ، وبنحوه ابن ماجه .
ثم انتقل إلى شواهد الحديث :
الأول : عن ابن عمر رضي الله عنه ولفظه : " ألا صلوا في الرحال " وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد من طريق عبيد الله بن همرو عنه .
ومالك وعنه محمد وكذا النسائي والدارمي ومسلم وأبو داود بنحوه .
الثاني : عن عمرو بن أوس ولفظه : " حي على الصلاة حي على الفلاح ، صلوا في رحالكم " .
أخرجه النسائي وأحمد ، وبين رحمة الله عليه درجته بقوله : " وهذا سند صحيح "
الثالث : عن نعيم بن النحام ولفظه : " صلوا في رحالكم "
رواه أحمد وفيه شيخ مجهول .
الرابع : عن نعيم ولفظه : " ومن قعد فلا حرج عليه "
أخرجه أحمد من طريق إسماعيل بن عياش ، ورواه الطبراني في " الكبير " بلفظ : " الصلاة خير من النوم ، ومن قعد فلا حرج " وبين ضعف إسماعيل بن عياش ، ثم قواه بطريق آخر رجاله رجال الصحيح عند الطبراني ، وبين أن فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس .
وحاصل الأمر أن صنيع الشيخ الألباني رحمه الله يدل على علم كبير في علم الحديث ، بحيث قدم الألفاظ التي اتفق عليها الشيخين وغيرهما ، ثم أردفها بشواهد الحديث التي فيها ألفاظ مشابهة للتي عند الشيخين ، مع بيان درجتها ، والتنبيه في الأخير على التوفيق بينها إذا توهم القارئ تعارضها ، فرحمة الله عليه رحمة واسعة .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 01:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ؛
فلتطوير وتيسير تقديم هذا الموضوع إن شاء الله تعالى ، أقترح على القراء الكرام هذه المنهجية ، في تقديم منهج الشيخ الألباني في التخريج عبر المراحل ، والتي ستكون كالآتي :
المرحلة الأولى : عنوان المنهجية ، أعرض فيها الفكرة الأساسية لمنهجية معينة للشيخ في تخريج الأحاديث النبوية .
المرحلة الثانية : متن الحديث ، أنقل متن الحديث في بداية البحث كما ورد في الكتاب .
المرحلة الثالثة : التخريج ، وفيها أنقل كلام الشيخ رحمه الله في التخريج وأضع أرقاما تساعدني وتسهل علي عملية التعليق .
المرحلة الرابعة : التعليقات : أذكر تعليقي على كل جزئية تخدم عنوان المنهجية .
المرحلة الخامسة : فائدة علمية : أذكر خلالها فائدة لها علاقة بالسند أو المتن أو طريقة التخريج .
أسأل الله تعالى التوفيق والسداد .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 01:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المرحلة الأولى : عنوان المنهجية : الحكم على الحديث بالوضع إذا كان في سنده راوي متهم بالكذب ، ولم يرد من طريق آخر صحيح أو حسن أو ضعيف ضعفا محتملا .
المرحلة الثانية : متن الحديث :
" من قرأ سورة الواقعة وتعلمها لم يكتب من الغافلين ، ولم يفتقر هو وأهل بيته " (1)
المرحلة الثالثة : التخريج :
" موضوع (2) .
أورده ( 3) السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( 277) ( 4) من رواية أبي الشيخ بسنده عن عبد القدوس بن حبيب عن أنس رفعه . (5 ) .
وقال السيوطي : عبد القدوس بن حبيب متروك ( 6 ) .
قلت : وقال عبد الرزاق : ما رأيت ابن المبارك بفصح بقوله : كذاب إلا لعبد القدوس ، وقد صرح ابن حبان بأنه كان يضع الحديث (7) . "
أنظر غير مأمور " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " ( 1/ 459) ( رقم الحديث 291)
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 01:53 PM
المرحلة الرابعة : التعليقات :
(1) ذكر الشيخ رحمه الله المتن مجردا عن ذكر الصحابي الذي رواه وهو أنس بن مالك رضي الله عنه
(2) ذكر الحكم النهائي على الحديث قبل ذكر المصادر والدراسة ، وهو قوله " موضوع " أي مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما هو معروف .
(3) اختيار لفظ مشعر بالضعف وهو " أورده " مما هو مشعر بصيغة التمريض التي يستعلمها المحدثين في الإشارة إلى عدم صحة الحديث .
(4) أحال على المصدر الذي اعتمد عليه في تأكيد الحكم على الحديث بالوضع وهو " ذيل الأحاديث الموضوعة "
(5) في قوله " رفعه " حسن التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لبين أنه لم يقل هذا الحديث ، ولذلك لم يستعمل عبارة " قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، والتي غالبا ما يستعملها الشيخ رحمة الله عليه في ذكر سند الحديث الصحيح أو الحسن كما في " الصحيحة " وغيرها .
(6) ذكر العلة التي من أجلها حكم على الحديث بالوضع ، مع بيان قائلها ، بقوله : " قال السيوطي : عبد القدوس بن حبيب متروك "
قلت : وقد رجعت إلى ترجمة هذا الراوي في " السير " (8/ 136) للذهبي فوجدت اتفاقهم على ضعفه وهاك بعض النقول الأخرى في بيان حاله من هذا الكتاب : " قال ابن معين : مطروح الحديث
وقال الفلاس : تركوه
وقال ابن عمار : ذاهب الحديث
وقال ابن المبارك : لأن أقطع الطريق ، أحب إلي من أن أروي عنه .
وقال النسائي : ليس بثقة ، ولا مأمون "
وانظر " الميزان " (2/ 643) للذهبي وغيرهما من المصنفات في هذا الشأن .
(7) تأكيد الحكم عليه بالكذب بنقل إفصاح ابن المبارك بأنه كذاب وتصريح ابن حبان بقوله يضع الحديث ، ولا شك أن التصريح بهذا الجرح المغلظ أقوى وأشد تأثيرا وجزما بحاله ، من الإشارة بذلك نحو قولهم : اتهم ، أو اتهمه الناس ، مما فيه احتمال وجود خلاف فيه ، فتأمل !
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 02:03 PM
المرحلة الخامسة : فائدة حول الحديث
وافق الإمام الشوكاني السيوطي والشيخ الألباني رحمة الله علهم في الحكم على الحديث بالوضع في " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " (1/ 311) ( رقم الحديث 42) .
فقال بعدما أورد الحديث : " في إسناده : عبد القدوس بن حبيب ، وهو متروك " .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 12:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المنهجية الثالثة
المرحلة الأولى : عنوان المنهجية : ذكر زيادات الحديث في صلب الحديث ودمجها معه مع تمييزها بمعقوفتين إذا كانت ألفاظ الحديث تحتمل زيادتها ودمجها ، وكانت صحيحة أو حسنة موافقة لصحة أو حسن الحديث .
ثم ذكر الشواهد التي فيها ضعف مع بيان ضعفها ؛
ثم ذكر الألفاظ الأخرى للحديث التي قد اختل فيها شرط من شروط الحديث الصحيح أو الحسن .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 12:57 PM
المرحلة الثانية : متن الحديث : " ( وللحديث الآخر (1) : " جاء أعرابي (2)[ بعدما صلى النبي (ص) صلاة(أ) الفجر فأدخل رأسه من باب المسجد ] فقال : من دعا ( أي : من وجد فدعاني ) إلى الجمل الأحمر ؟ فقال النبي (ص) : لا وجدته [ لا وجدته ،(ب) لا وجدته ] إنما بنيت [ هذه (ت)] المساجد لما بنيت له " ) (3).
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 01:22 PM
المرحلة الثالثة : تخريج الحديث :
" هو من حديث بريدة رضي الله عنه . (4)
أخرجه مسلم ( 2/ 82) والزيادة الأولى له (5) ، وابن ماجه ( 1/ 257- 258 ) والطيالسي ( ص 108 رقم 804 ) وأحمد ( 5/ 360 و 361 ) وكذا ابن السني ( ص 53 رقم 147) والبيهقي ( 2/ 447) من طرق عن علقمة بن مرثد (6) عن سليمان بن بريدة عن أبيه به . والزيادة الثانية والثالثة (7) لأحمد في رواية ، وله من الزيادة الأولى : " صلاة الفجر " ، وكذا للطيالسي عدا الزيادة الثانية . والحديث عزاه المنذري ( 1/ 123) للنسائي أيضا ولم أجده فيه ، فلعله في " اليوم والليلة " أو في " السنن الكبرى " له . (8)
وللحديث شواهد :
الأول : عن جابر قال : جاء رجل ينشد ضالة في المسجد ، فقال رسول الله (ص) : " لا وجدت " (9) .
أخرجه النسائي ( 1/ 118) من طريق زيد بن أبي أنيسة عن أبي الزبير عنه (10)
وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات ؛ لولا عنعنة أبي الزبير . ( 11)
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 01:49 PM
الثاني : عن أنس مثل حديث جابر . قال في " المجمع " ( 2/ 24) :
" رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله ثقات ، ورواه البزار بإسناد ضعيف " . وقال في موضع آخر : " فيه موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف " . (12)
الثالث : هن سعد بن أبي وقاص مثله . قال الهيثمي (1/ 170) :
" رواه البزار ، وفيه أبو سعيد الأغشم ولم أعرفه، والحجاج بن أرطأة وهو مدلس " . (13)
الرابع : عن عبد الله بن مسعود قال : أمرنا ( 14) ؟إذا رأينا من ينشد ضالة في المسجد أن نقول له : لا وجدت . (15)
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 02:03 PM
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ؛ خلا محمد بن إسماعيل بن سمرة وهو ثقة ( 16) .
ورواه الطبراني في " الكبير " عن ابن سيرين أو غيره قال : سمع ابن مسعود رجلا ينشد ضالة في المسجد فأنتهره وقال : قد نهينا عن هذا . قال المنذري وتبعه الهيثمي :
" وابن سيرين لم يسمع من ابن مسعود " ( 17)
قلت : ورواه ابن السني ( ص 35 رقم 149 ) من طريق الشعبي قال ... فذكره بلفظ : فأغضبه رجل : يا أبا عبد الرحمن ! ما كنت فاحشا ! فقال : إنا أمرنا بذلك .
ورجاله ثقات إلا أنه منقطع أيضا ؛ فإن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود اتفاقا . " (18)
أبو آدم البيضاوي
2014-10-23, 02:05 PM
المرحلة الرابعة: التعليقات :
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 08:23 PM
المرحلة الرابعة : التعليقات : أما مصدر الحديث فهو " الثمر المستطاب " ( 2/ 686 ؛ 688 ) للشيخ الألباني رحمه الله
( 1) أما تعليقي على عنوان المنهجية فقد علمت من خلال تجربتي المتواضعة في علم التخريج ودراسة الأسانيد ؛ أنه إذا كانت للحديث زيادات من ثقة فإنها تقبل ما لم تكن مخالفة لمن هو أوثق أو أكثر عددا من الثقات أو غير ذلك من المرجحات المبثوتة في كتب أهل العلم .
لأنها إن كانت غير مخالفة فهي زيادة علم وبيان ومن زاد علمه كان حجة على من لم يعلم ، وفوق كل ذي علم عليم .
وأما منهج تخريج الزيادة فكما ذكرت إن كان ممكن دمجها في المتن مع تمييزها بمعقوفتين فذلك حسن وأقوم وأكمل ؛ وإن لم يمكن فتفرد بالذكر بعد ذكر من أخرج المتن الأول والحكم عليها صحة وضعفا .
وهذا الأمر شيبه بالرسم العثماني في القرآن الكريم كما في قوله تعالى فففملك يوم الدين ققق فذكروا ألف محذوفة بين الميم والألف ليبين أنه يحتمل ملك ومالك في القراءات
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 08:43 PM
وإنما تعتبر زيادة إذا لم يذكرها أغلب من خرج الحديث في كتابه ، بمعنى أنه اقتصر بعض المحدثين على تخريجها في مصنفاتهم الحديثية .
هذا الشرط الأول أما الشرط الثاني أن تكون هذه الزيادة صحيحة أو حسنة ؛ أما إذا كانت ضعيفة فينبغي عدم دمجها مع المتن الصحيح أو الحسن ، وإنما تفرد بالذكر في الشواهد والمتابعات ويبن نوع ضعفها بالدليل العلمي وهذا صنيع المؤلفة رحمة الله عليه .
وأما قوله " للحديث الآخر " فالحديث الأول هو قوله عليه الصلاة والسلام : " إنما بنيت المساجد لما بنيت له " وكلا الحديثين ذكرهما الشيخ رحمة الله عليه في بيان المناهي الشرعية في المساجد .
( 2) قال الإمام مسلم في " الصحيح " ( 1/ 398) في بيان من هذا الأعرابي " هو شيبة بن نعامة ، أبو معاوية روى عنه مسعر ، وجرير ، وغيرهما من الكوفيين "
(3) وقد رقمت الزيادات بحروف بين قوسين لكي تتيسر الإحالة إليها : الأولي ( أ ) ؛ والثانية ( ب) ؛ والثالثة ( ت)
قلت وصنيع الشيخ رحمه الله بدمج الزيادات في المتن مع تمييزها يدل على فهم عميق لعلم الحديث ودراية تامة بألفاظه ومنهج فريد في التخريج فلله دره وعليه أجره .
( 4) وهذه طريقة في التخريج لم يذكر الصحابي في بداية الحديث وإ نما في نهايته لسهولة الإ حالة إليه
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 08:53 PM
( 5) ( 6) أي زيادة [ بعد ما صلى النبي (ص) صلاة الفجر فأدخل رأسه من باب المسجد ] ورقمها ( أ ) فهي لمسلم وابن ماجه والطيالسي وأحمد وابن السني والبيهقي كلهم من طرق مختافة ولكنها تلتقي عند علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريد عن أبيه به ( أي بالحديث ) .
( 7) والزيادة الثانية وهي [ لا وجدته ، لا وجدته ] ورمزها (ب ) انفرد بها الإمام أحمد دون ما سواه في رواية له . وقد رجعت إليها فوجدتها من طريق " عبد الله بن الوليد ، ومؤمل ، قالا : حدثنا سفيان حدثنا علقمة به " انظر مسند الإمام أحمد ( 38/ 151 ) ( رقم الحديث 23044) ؛ وله جزء من الزيادة الأولى وهي : " من دعا الجمل الأحمر بعد الفجر " وكذلك الأمر بالنسة للطيالسي ما عدا الزيادة الثانية فليست عنده
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 09:09 PM
( 8) وقد وجدته في " السنن الكبرى " ( 9/ 76 ) ( رقم الحديث 9931) و" عمل اليوم واليلة " ( 1/ 218) ( رقم الحديث 174) كلاهما للنسائي بلفظ : " لا وجدت ، إنما بنيت هذه المساجد للذي بنيت له "
( 9) ( 10) ( 11) ثم ذكر شواهد الحديث مبينا الزيادات الواردة فيها مع بيان حالها من صحة وضعف .
الشاهد الأول من حديث جابر وفيه زيادة " لا وجدت " وهي زيادة ضعيفة لعنعنة أبي الزبير وهو مدلس .
قلت : وهو محمد بن مسلم بن تدرس قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 895) : " صدوق إلا أنه يدلس " وهو في المرتبة الثالثة من المدلسين الذين لا يقبل حديثهم إلا بالتصريح بالسماع أو التحديث انظ : " تعريف أهل التقديس " ( ص 180) لابن حجر
(12) وزيادة الطبراني في " الأوسط " : " لا وجدت " كم قال رحمة الله عليه . وأما سند البزار فهو ضعيف لأن فيه موسى بن عبيد قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 983) : " ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار ، وكان عابدا "
قلت " وباقي رجاله ثقات عدا محمد بن معمر فهو صدوق .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 09:28 PM
( 13) أبو سعيد الأغشم لعله أبو سعيد الأعسم وقع تصحيف من النساخ فذر بالإعجام وبحتث عن الأول فلم أجده كما قال الشيخ وقد دلني على الثاني برنامج جوامع الكلم فرجعت للتحقق فوجدت كلامهم صحيح فقد قال البخاري عن الأعسم في " التاريخ الكبير " ( 9/ 35) :
" أبو سعيد الأعسم الأسدي روى عنه حجاج بن أطأة " وأضاف الإمام مسلم في " الكنى والأسماء " ( 1/ 369) : " عن مصعب بن سعد " وانظر ترجمته بنحو ما سبق في " الجرح والتعديل " ( 9/ 376) لابن أبي حاتم و " فتح الكنى والألقاب " (1/ 368) لابن منده .
وأما الحجاج بن أرطأة فقد قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص222) " صدوق كثير الخطأ و التدليس "
أبو آدم البيضاوي
2014-10-24, 09:48 PM
( 14) ( 15) ( 16)هذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه له حكم الرفع لأن عبارة " أمرنا " مما له حكم الرفع إذا صدر من الصحابي بشروطه لأن المعنى المتبادر منه أن الآمر لهم هم رسول الله (ص) .
( 16) ( 17) وهذا الأثر ثاني عن ابن مسعود من طريق ابن سيرين أو غيره بلفظ : " نهينا عن هذا " وفيه انقطاع كما ذكر الشيخ رحمة الله عليه .
المرحلة الخامسة : فوائد الحديث : قال النووي في " المجموع " ( 5/ 55) : " وفي هذين الحديثين فوائد منها النهي عن نشد الضالة في المسجد ويلحق به ما في معناه من البيع والشراء والإجارة ونحوهما من العقود وكراهة رفع الصوت في المسجد "
قلت : اللهم بالعلم والتعليم فجائز ، والله تعالى أعلم
أم علي طويلبة علم
2014-11-04, 06:47 PM
بارك الله فيكم ، من الأفضل أن يكون حجم الخط أكبر !
وأن تكون هناك بعض الفراغات بين بعض الأسطر لترتاح العين أثناء القراءة !
أبو آدم البيضاوي
2014-11-05, 08:36 PM
وفيكم بارك الله ، جزاكم الله خيرا ونفع بكم
أبوعاصم أحمد بلحة
2015-01-18, 03:09 PM
طبع حديثًا: منهج الالباني في التخريج وبيان الصنعة الحديثية فيه، تأليف محمد أحمد عويس عبدالحكم، دار السلام.
رضا الحملاوي
2015-01-18, 04:20 PM
جزاكم الله خيرا
أبو آدم البيضاوي
2015-01-19, 03:01 AM
جزاكم الله خيرا
محمد طه شعبان
2015-01-19, 05:50 PM
نفع الله بكم أبا آدم
أبو مالك المديني
2015-01-19, 09:19 PM
طبع حديثًا: منهج الالباني في التخريج وبيان الصنعة الحديثية فيه، تأليف محمد أحمد عويس عبدالحكم، دار السلام.
جزاكم الله خيرا .
أبو مالك المديني
2015-01-19, 09:19 PM
نفع الله بك أبا آدم ، جهد طيب .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-20, 01:21 AM
جزاكم الله خيرا شيوخنا الأفاضل، أبا عاصم أحمد بلحة ومحمد طه شعبان وأبا مالك المديني ، وكل الإخوة الكرام ، ونفع الله بكم الأمة الإسلامية .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 01:24 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ؛
فالحمد لله الذي وفقنا لتسليط بعض الضوء على منهج الشيخ الألباني في تخريج الأحاديث النبوية حسب القدرة والاستطاعة ، أرجوا من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم .
وهذه تتمة لما سبق بحول الله وقوته ، أسأل الله تعالى لي وللقراء الكرام والتوفيق والسداد في القول والعمل ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
المنهجية الرابعة
المرحلة الأولى : عنوان المنهجية : موافقة الشيخ الألباني رحمه الله للحاكم والذهبي في الحكم على الحديث بأنه " صحيح على شرط الشيخين " (1) إذا أخرج الشيخان لرواة الحديث في أصل (2) الصحيحين محتجا بهم ، لا في المتابعات أو الشواهد أو مقرونين بغيرهم من الرواة ، أو في مقدمة صحيح الإمام مسلم . (3)
وقد روى بعضهم عن بعض ، وسلموا من الضعف المسقط لهم عن رتبة كمال الصحة ؛ فيقول عقب قولهم : " صحيح على شرط الشيخين " : " وهو كما قالا " . (4)
المرحلة الثانية : متن الحديث
" قول أبي جحيفة (5) : " إن بلالا وضع أصبعيه في أذنيه " (6) (7) رواه أحمد والترمذي وصححه " (8)
المرحلة الثالثة : تخريج الحديث :
" * صحيح . (9)
رواه أحمد (4/ 308) : حدثنا عبد الرزاق أنا سفيان ، عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه (10) قال : "
رأيت بلالا يؤذن ويدور ، وأتتبع فاه هاهنا وها هنا ، وأصبعاه في أذنيه " (11) (12) .
وأخرجه الترمذي (1/ 375- 376 ) والحاكم ( 1/ 202) من طريق عبد الرزاق به (13) .
وقال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . "
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 01:43 AM
" وقال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . ووافقه الذهبي وهو كما قالا .
ورواه أبو عوانه في " صحيحه " ( 1/ 329) من طريق مؤمل قال حدثنا سفيان به (14) .
وهو في الصحيحن عن سفيان به دون الدوران والتتبع ويأتي بعد حديث . (15)
وقد ورد في حديث الرؤيا أن الملك حين أذن وضع أصبعيه في أذنيه . أخرجه أبو الشيخ في " كتاب الأذان " عن زيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عبد الله بن زيد الأنصاري قال : " اهتم رسول الله (ص) للأذان بالصلاة ... قال : فرجعت إلى أهلي وأنا مغتم لما رأيت من اغتمام رسول الله (ص) حتى إذا كان قبيل الفجر رأيت رجلا عليه ثوبان أخضران أنا بين النائم واليقضان ، فقام على سطح المسجد فجعل أصبعيه في أذنيه ونادى ..." الحديث .
قال الزيلعي (16) (1/ 279) : " ويزيد بن أبي زياد متكلم فيه (17) " انتهى .
راجع " إرواء الغليل تخريج أحاديث منار السبيل " ( 1/ 248-249) للشيخ الألباني رحمه الله .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 02:22 AM
المرحلة الرابعة: التعليقات :
(1) أي على شرط البخاري ومسلم في صححيهما .
(2) أي في أصل الباب في كتابيهما ، وما كان كذلك فهو الذي على شرطهما الذي ذكره مسلم في المقدمة ، وما علم بالتتبع من أهل العلم لصنيع البخاري في صحيحه ، وهذا ما يطلق عليه العلماء أنه مما احتج به الشيخين في أصل الصحيح .
(3) قلت : وهذه هي القوادح التي يحترز منها عند اطلاق الحكم على حديث بأنه على شرط الشيخين وتفصيل أمرها كالآتي :
الأولى : أن لا يكون الراوي محتجا به من الشيخين في المتابعات للحديث الذي في أصل الباب ، وذلك أنه لا يذكران في بداية بابهما إلا ماكان على شرطهما في العدالة والضبط ، وماكان دون ذلك بأن يكون صدوقا أو صدوق يهم ونحوهما فيذكرانه في المتابعات لحديث الباب ، وفي الشواهد .
ثانيا :أن لا يكون قد أخرجا للراوي مقرونا بغيره ، وهذا الإقتران يدل على ضعف أحدهما فقرن بمن هو أقوى منه في السند ليعتضد به ويتقوى ، ولا شك أن هذه الصورة ليست على شرطهما في الصحيحين .
الثالثة : أن لا يكون الراوي مما أخرج له مسلم في المقدمة ممن ينزل عن درجة الثقة التام الضبط ، وقد ذكر الإمام مسلم فيها ، ثلاثة طبقات من الرواة فالأولى تمثل أهل العدل التام ضبطهم ، والتي تليها دون ذلك ، والتي تليها ذون ذلك .
فإذا أخرج مسلم في " المقدمة " حديثا لرواي فلا يدل ذلك على أنه على شرطه حتى يكون ممن يخرج له في أصل الصحيح محتجا به ، لا في المتابعات أو الشواهد ، أو مقرونا بغيره . فهذا على شرطه فتأمل ! .
الرابعة : أن يسلم الراوي من الضعف المسقط له عن رتبة الصحيح ؛ فقد يحتج البخاري ومسلم براوي في أصل الصحيح وقد يتعقبهما الشيخ الألباني بأن فيه مقال .
وأضرب مثالا على ذلك بقول : " ابن عمر قال : نهى رسول الله (ص) أن يجلس الرجل في الصلاة معتمدا على يديه [ اليسرى ] " وفي رواية " على يديه " .
قال الشيخ الألباني في " الإرواء " (2/ 103) بعدما ذكر المصنفات التي أخرجت هذا الحديث : " والزيادة للحاكم وقال : " صحيح على شرطهما " ووافقه الذهبي .
قلت : وهو كما قالا ، إلا أن معمرا وإن كان من الثقات الأعلام ، وأخرج له الشيخان ، فقد قال الذهبي :
" له أوهام معروفة ، احتملت له في سعة ما أتقن " .
قلت : فمخالفته لعبد الوارث - وهو ثقة ثبت كما قال الحافظ - قد لا تحتمل ، لكن لم ينفرد بهذا اللفظ .." انتهى كلامه رحمه الله .
قلت : فهذا يوضح أن قول الشيخ الألباني بعدهما : " وهو كما قالا " يدل على كونه قد تحقق من توفر جميع هذه الشروط وانتفاء هذه المحترزات ، وقد تتوفر الشروط وتنتفي المحترزات في راوي ولكنه متكلم فيه ، فيذكر ما قيل فيه ويبين ما وصل إليه اجتهاده إتماما للفائدة في الحديث وتخريجه ، وهذا لا يقدح في حكمه المتقدم إلا إذا رجح هذا القدح فلله دره .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 02:41 AM
(4) قوله رحمه الله : " وهو كما قالا " اتباع لمنهج المحدثين في موفقة بعضهم بعضا على الحكم على حديث ما بأنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والذي ينبغي التنبيه عليه أنهما قد يخرجا أصل الحديث ولكن قول الحاكم هذا يدل على أنهما لم يخرجاه بهذا السند أو بهذا اللفظ ، وهذه فائدة عزيزة قلما يتنبه لها بعض المشتغلين بدراسة السنة النبوية المشرفة .
فإذا لم يستدرك الشيخ على قول الحاكم والذهبي هذا بمستدرك ما ؛ دلت موافقته لهما على توفر شرط الشيخين وانطباقه في الحديث تمام الإنطباق .
(5) نسبة هذا القول إلى أبي جحيفة صحيح وهذ ما ذكره الإمام أحمد والترمذي وغيرهما .
(6) هذا لفظ مختصر وتمامه كالآتي : " رأيت بلالا يؤذن ويدور ، وأتتبع فاه هاهنا ، وأصبعاه في أذنيه ..." الحديث .
قلت : واختصار الحديث جائز من محدث عالم باللغة العربية ، وبشرط عدم اختلال معنى الحديث بهذا الاختصار ، وقد عمل به الصحابة رضي الله عنهم ومن أتى بعدهم ، فلا حرج فيه والحمد لله على توفيقه .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 03:15 AM
(7) ذكر ابن ضويان هذا شرحا لقول مرعي بن يوسف الكرمي الذي ألف " دليل الطالب " فشرحه ابن ضويان في " منار السبيل " ، وقوله الذي شرحه هو : " رافعا وجهه جاعلا سبابتيه في أذنيه " .
قلت : أي ما الذي ينبغي للمؤذن فعله عند الأذان .
(8) هذا تخريج ابن ضويان للحديث باقتصاره على قوله : " رواه أحمد والترمذي وصححه " . ولا شك أن فيه قصورا عن منهج المحدثين في بيان درجة الحديث والكلام على أسانيده ومتنه وفقا لقواعد علم مصطلح الحديث .
(9) هذا حكم الشيخ الألباني على الحديث بأنه صحيح بهذا السند والمتن ؛ أي توفرت فيه شروط صحة الحديث الخمسة المعروفة.
(10) وأبو عون هو وهب بن عبد الله أبو جحيفة السوائي الكوفي ، قال عنه الذهبي في " السير " ( 3 / 202-203) : " صاحب النبي (ص) - واسمه : وهب بن عبد الله ويقال له وهب الخير ، من صغار الصحابة ... اختلفوا في موته ؛ والأصح : موته في سنة أربع وسبعين ، ويقال : عاش إلى ما بعد الثمانين - فالله أعلم - .
حديثه في الكتب الستة ، وآخر من حدث عنه : ابن أبي خالد " .
(11) هذا هو لفظ الحديث التام وقد ابتدأ الشيخ في التخريج بالإمام أحمد ثم الترمذي ثم الحاكم وهم على هذا الترتيب في علو السند .
(12) وهذا السند بهذا الشكل كله لم أجده في الصحيحين ؛ وإنما وجدت رواية سفيان عن عون عن أبيه عندهما ، ولمسلم رواية عن عبد الرزاق عن سفيان .
وهنا فائدة أود الإشارة إليه عرفتها من خلال دراستي المتواضعة لأسانيد الأحاديث التي خرجتها ؛ أن قول الحاكم على " شرط الشيخين " لا يدل على أن كل سنده في المستدرك لذلك الحديث على شرط الشيخين ؛
بل يكتفي ببعض الرواة الموصلون إلى رسول الله (ص) أو إلى الصحابي ، وهذا صنيع الشيخ الألباني رحمه الله في موافقتهما وفي التخريج فتأمل أيها القارئ الكريم .
ولهذا قال الحاكم في مقدمة " المستدرك " ( 1/ 44) : " وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات ، وقد احتج بمثلها الشيخان رضي رضي الله عنهما أو أحدهما ، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الاسلام أن الزيادة في الأسانيد والمتون من الثقات مقبولة ". انتهى
قلت : فإذا قال الحاكم والشيخ الألباني رحمهما الله لحديث أنه " على شرط الشيخين " لا يلزم منه أن جميع رواة ذلك السند هم رجال الشيخين المحتج بهما في أصل الصحيح ؛ بل بعضهم الموصلون إلى رسول الله (ص) فقط ؛ وهذا كاف في إطلاق كون الحديث على شرط الشيخين فتأمل !.
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 03:34 AM
(13) أي أخرجه أيضا الترمذي والحاكم بنفس سنده ابتداء من عبد الرزاق وبنفس متنه ؛ وإلا فإن الترمذي رواه عنه بواسطة محمدود بن غيلان وهو ثقة ، وأما الحاكم فرواه بسند نازل عنه بواسطة عدة رواة آخرهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .
(14) ولفظ أبي عوانة في " المستخرج " (1/ 275) : " .. فأذن بلال فجعل يتبع فاه هاهنا وهاهنا ، ووضع أصبعيه في أذنيه ... " .
قلت : وهذه متابعة لسفيان وعبد الرزاق من طرف مؤمل بن إسماعيل إلا أن الحافظ قد قال عنه في " التقريب " (ص 987) : " صدوق سيء الحفظ " .
وقد أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " وأصحاب السنن .
(15) رجعت إلى الحديث في الصحيحين من رواية سفيان به فإذا فيه التتبع دون الدوران في متنه ، ولعل الشيخ قد وهم فنفاهما عن حديث الشيخين وقد وجدت التتبع فيه دون الدوران ولفظه كالآتي :
" أنه رأى بلال يؤذن ، فجعلت أتتبع فاه ههنا وههنا بالأذان " وهذا لفظ البخاري (1/ 129) عن سفيان به .
وأما لفظ مسلم (1/ 359) فهو كالآتي : " فجعلت أتتبع فاه ، هاهنا ، وههنا ..." الحديث .
والله أعلم .
(16) أي في " نصب الراية " (1/ 278) له وهذا من شواهد الحديث الضعيفة وقد ذكرها الشيخ للفائدة ، وللتنبيه على ضعفها أيضا .
(17) يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي وهو ضعيف ، قال عنه الحافظ بن حجر في " التقريب "(ص1075) : ضعيف ، كبر فتغير وصار يتلقن ، وكان شيعيا " .
أبو آدم البيضاوي
2015-01-28, 03:49 AM
المرحلة الخامسة :فوائد الحديث :نقل الشيخ الألباني عن ابن حجر في " الفتح " (9/ 92) قوله :
" قال العلماء : في ذلك ( أي في وضع الأصبعين في الأذنيين عند الأذان ) فائدتان : إحداهما : أنه قد يكون أرفع لصوته ، ثانيهما : أنه علامة للمؤذن ليعرف من رآه على بعد أو كان به صمم أنه يؤذن "
( تنبيه ) : لم يرد تعيين الأصبع التي يستحب وضعها ، وجزم النووي أنها المسبحة ، واطلاق الأصبع مجاز عن الأنملة ." انتهى
انطر الكتاب الماتع " الثمر المستطاب " (1/ 162 ؛ 165 ) للشيخ الألباني رحمه الله .
قلت : ولا شك أن الخير كل الخير في اتباع الصحابة رضي الله عنهم ، سواء عرفنا الحكمة أم لم نعرفها ، وما ذكره العلماء أمر صحيح دلت على صحته التجربة والحس ، وذلك أن المرئ إذا أغلق أذنيه وتكلم يرفع صوته تلقائيا لظنه أنه يتكلم بصوت منخفظ ، وهذا أمر نافع جدا للمؤذن حتى يرفع صوته بالأذان ، فلله درهم وعليه أجرهم .
والله أعلم .
رضا الحملاوي
2015-01-29, 07:12 PM
جزاك الله خيرا
أبو آدم البيضاوي
2015-01-29, 09:26 PM
وجزاكم الله خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.