تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل في قنوت الوتر



محمد طه شعبان
2014-10-10, 07:52 AM
المسألة الأولى: ما هي الألفاظ الواردة في دعاء القنوت؟
الجواب: عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ عَنْهُمَا، عَلَّمَنِي رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))».
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِك َ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2))».
وَعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِي - وَكَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ - أَنَّ عُمَرَ، خَرَجَ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي، فَطَافَ بِالْمَسْجِدِ وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ، فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي أَظُنُّ لَوْ جَمَعْنَا هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَنْ يَقُومَ لَهُمْ فِي رَمَضَانَ، فَخَرَجَ عُمَرُ عَلَيْهِمْ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هِيَ، وَالَّتِي تَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي تَقُومُونَ، - يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ - فَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ، وَكَانُوا يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي النِّصْفِ: اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَلَا يُؤْمِنُونَ بِوَعْدِكَ، وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَأَلْقِ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، إِلَهَ الْحَقِّ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدْعُو لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ خَيْرٍ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ .
قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ لَعْنَةِ الْكَفَرَةِ، وَصَلَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ، وَاسْتِغْفَارِه ِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ، وَمَسْأَلَتِهِ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ رَبَّنَا، وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ لِمَنْ عَادَيْتَ مُلْحِقٌ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَهْوِي سَاجِدًا([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أحمد، وأبو داود (1425)، والترمذي (464)، وقال: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الحَوْرَاءِ السَّعْدِيِّ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ، وَلَا نَعْرِفُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القُنُوتِ فِي الوِتْرِ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا))، والنسائي (1745)، وابن ماجه (1178)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (429).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) أخرجه أحمد (751)، وأبو داود (1427)،والترمذي (3566)، وقال: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ))، والنسائي (1747)، وابن ماجه (1179)، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (430).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) أخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1100)، وصححه الألباني في ((قيام رمضان)) (31).

محمد طه شعبان
2014-10-10, 07:55 AM
المسألة الثانية: هل تُشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت الوتر؟
الجواب: عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ الْقَارِي - وَكَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمَ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ - أَنَّ عُمَرَ، خَرَجَ لَيْلَةً فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي، فَطَافَ بِالْمَسْجِدِ وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّي الرَّجُلُ، فَيُصَلِّي بِصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي أَظُنُّ لَوْ جَمَعْنَا هَؤُلَاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ عُمَرُ عَلَى ذَلِكَ، وَأَمَرَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ أَنْ يَقُومَ لَهُمْ فِي رَمَضَانَ، فَخَرَجَ عُمَرُ عَلَيْهِمْ، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هِيَ، وَالَّتِي تَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنَ الَّتِي تَقُومُونَ، - يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ - فَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ، وَكَانُوا يَلْعَنُونَ الْكَفَرَةَ فِي النِّصْفِ: اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ وَيُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَلَا يُؤْمِنُونَ بِوَعْدِكَ، وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَأَلْقِ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ، وَأَلْقِ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ، إِلَهَ الْحَقِّ، ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَدْعُو لِلْمُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ خَيْرٍ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ لِلْمُؤْمِنِينَ .
قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ لَعْنَةِ الْكَفَرَةِ، وَصَلَاتِهِ عَلَى النَّبِيِّ، وَاسْتِغْفَارِه ِ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ِ، وَمَسْأَلَتِهِ: اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، وَنَرْجُو رَحْمَتَكَ رَبَّنَا، وَنَخَافُ عَذَابَكَ الْجِدَّ، إِنَّ عَذَابَكَ لِمَنْ عَادَيْتَ مُلْحِقٌ، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَهْوِي سَاجِدًا([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وقد وردت زيادة: ((وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ)) في حديث الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما، وهي زيادة ضعيفة لا تصح([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
فالثابت في ذلك عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1100)، وصححه الألباني في ((قيام رمضان)) (31).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) تفرد بها النسائي (1746)، وضعف هذه اللفظة الألباني في ((الإرواء)) (431)، وقال في ((تمام المنة)) (243): ((هذه الزيادة في آخره ضعيفة لا تثبت؛ كما قال الحافظ ابن حجر والقسطلاني والزرقاني، وفي سندها جهالة وانقطاع)).

محمد طه شعبان
2014-10-10, 07:59 AM
المسألة الثالثة: هل يقنت قبل الركوع أم بعده؟
الجواب: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت بعد الركوع؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت قبل الركوع.
فَعَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ القُنُوتِ فِي الصَّلاَةِ؛ قَبْلَ الرُّكُوعِ، أَوْ بَعْدَ الرُّكُوعِ؟ فَقَالَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ، قَالَ: قُلْتُ: فَإِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى أُنَاسٍ قَتَلُوا أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ، يُقَالُ لَهُمُ الْقُرَّاءُ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وعليه؛ فيكون موضعُ القُنُوتِ مِن السُّننِ المتنوِّعةِ؛ التي يَفعلُها أحيانًا هكذا، وأحيانًا هكذا([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)). [1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه البخاري (4560).

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) متفق عليه: أخرجه البخاري (4096)، ومسلم (677).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) ((الشرح الممتع)) (4/ 20).

محمد طه شعبان
2014-10-10, 08:13 AM
المسألة الرابعة: هل يؤمِّن المأمومون خلف الإمام؟
الجواب: ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء النوازل في صلاة الفريضة، فدل على مشروعيته.
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)). [1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أحمد (2746)، وأبو داود (1443)، وصحح إسناده الألباني في ((صحيح أبي داود)) (5/ 187).

محمد طه شعبان
2014-10-10, 08:54 AM
المسألة الخامسة: هل يجمع الإمام الضمير في الدعاء؟
الجواب: نعم، فيقول: «اللَّهُمَّ اهْدِنا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنا فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنا فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ...»؛ وذلك لئلا يخص نفسه دون المأمومين.
وقد ورد عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَؤُمُّ رَجُلٌ قَوْمًا فَيَخُصُّ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ؛ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))».
وهو حديث لا يثبت.[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أحمد (22415)، وأبو داود (90)، والترمذي (357)، وقال: ((حسن))، وابن ماجه (923)، وضعفه الألباني في ((ضعيف الجامع)) (6334)، ومحققو المسند.

محمد طه شعبان
2014-10-10, 09:38 AM
المسألة السادسة: هل يُشرع رفع الأيدي في القنوت؟
الجواب: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ففي حديث أنس بن مالك الطويل في حادثة بئر معونة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم على مَنْ قَتَلَ أصحابَه الكرام، قال أنس رضي الله عنه: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ، وَجْدَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا صَلَّى الْغَدَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أحمد (12402)، وصححه الألباني في ((أصل صفة الصلاة)) (3/ 957).

محمد طه شعبان
2014-10-10, 11:07 AM
المسألة السابعة: هل يُشرع مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من القنوت؟
الجواب: لا يُشرع ذلك، وقد وردت فيه أحاديث شديدة الضعف.
فقد ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَعَوْتَ اللَّهَ فَادْعُ بِبَاطِنِ كَفَّيْكَ، وَلَا تَدْعُ بِظُهُورِهِمَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَامْسَحْ بِهِمَا وَجْهَكَ([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))».
وهو حديث منكر.
وعن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، لَمْ يَحُطَّهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وهو حديث ضعيف جدًّا.
وعن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَعَا فَرَفَعَ يَدَيْهِ، مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
ولا يثبت أيضًا.
قال البيهقي رحمه الله: ((وَرُوِّينَا رَفْعَ الْيَدَيْنِ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ؛ فَأَمَّا مَسْحُ الْيَدَيْنِ بِالْوَجْهِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ دُعَاءِ الْقُنُوتِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمُحْدَثَاتِ([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)))).
والوارد عن أحمد رحمه الله أنه كان لا يفعل ذلك.
قال عبد الله: سَأَلت أبي عَن رفع الْيَدَيْنِ فِي الْقُنُوت، قَالَ لَا بَأْس بِهِ رَوَاهُ لَيْث عَن عبد الرَّحْمَن بن الأسود عَن أبيه؛ أن ابْن مَسْعُود كَانَ يرفع يَدَيْهِ فِي الْقُنُوت.
قَالَ: قلت لأبي: يمسح بهما وَجهه
قَالَ: أرجو أن لَا يكون بِهِ بَأْس.
قَالَ عبد الله: لَمْ أرَ أبي يمسح بهما وَجهه([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
وقال أبو داود رحمه الله: سمعت أحمد، سُئل عن الرجل يمسح وجهه بيده إذا فرغ في الوتر؟ قال: لم أسمع به، وقال مرة: لم أسمع فيه بشيء. قال أبو داود: ورأيت أحمد لا يفعله([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6)).
[1] (http://majles.alukah.net/#_ftnref1))) أخرجه أبو داود (1485)، وابن ماجه (1181)؛ قَالَ أَبُو دَاوُدَ رحمه الله: «رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ كُلُّهَا وَاهِيَةٌ، وَهَذَا الطَّرِيقُ أَمْثَلُهَا وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا»اهـ. وقال الألباني رحمه الله في ((الإرواء)) (2/ 179، 180): ((وهذا سند ضعيف من أجل ابن حسان؛ فإنه منكر الحديث كما قال البخاري. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان صاحب قينات وسماع, وكان يروي الموضوعات عن الأثبات, وقال ابن أبى حاتم فى "العلل" (2/351) : سألت أبي عن هذا الحديث؟ فقال: منكر.
قلت: وقد تابعه عيسى بن ميمون عن محمد بن كعب به, أخرجه ابن نصر.
قلت: ولا يُفرح بهذه المتابعة؛ لأن ابن ميمون حاله قريب من ابن حسان, قال ابن حبان: يروي أحاديث كلها موضوعات. وقال النسائي: ليس بثقة))اهـ. .

[2] (http://majles.alukah.net/#_ftnref2))) أخرجه الترمذي (3386)، وقال: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى، وَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ وَهُوَ قَلِيلُ الحَدِيثِ))، وضعفه الألباني في ((الإرواء)) (433).

[3] (http://majles.alukah.net/#_ftnref3))) أخرجه أحمد (17943)، وأبو داود (1492)؛ قال الألباني رحمه الله في ((الإرواء)) (2/ 178، 179): – بعدما ذكر حديث عمر المتقدم وبيَّن ضعفه – قال: ((وفي الباب عن السائب بن يزيد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه. أخرجه أبو داود، عن ابن لهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن السائب به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ لجهالة حفص بن هاشم, وضعف ابن لهيعة، ولا يتقوى الحديث بمجموع الطريقين؛ لشدة ضعف الأول منهما كما رأيت))اهـ.

[4] (http://majles.alukah.net/#_ftnref4))) ((السنن الصغير)) (1/ 170).

[5] (http://majles.alukah.net/#_ftnref5))) ((مسائل عبد الله)) (95).

[6] (http://majles.alukah.net/#_ftnref6))) ((مسائل أبي داود)) (102).

محمد طه شعبان
2014-10-11, 02:14 PM
المسألة الرابعة: هل يؤمِّن المأمومون خلف الإمام؟
الجواب: ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء النوازل في صلاة الفريضة، فدل على مشروعيته.
ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَنَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ.
وقد نقل الإجماع على ذلك ابن قدامة في المغني