المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للمناقشة (6) الاقتباس من القرآن .



أبو البراء محمد علاوة
2014-10-07, 06:17 PM
انتشر في كلام كثير من طلبة العلم ، بل وكثير من العوام التلفظ ببعض جمل وفقرات من القرآن الكريم واستخدامها في الحياة العامة ، فما رأيكم في هذا دام فضلكم ؟

محمد طه شعبان
2014-10-08, 07:52 AM
الاقتباس من القرآن.. محل الجواز والحرمة
السؤال:
أريد تفصيلا في أحكام الاقتباس من القرآن، فأنا مثلا أجد بعض الناس يستخدمون جملا من القرآن في غير معناها فأقول إنهم قالوا كفرا لو أنهم يقصدون تحريف معاني القرآن و لا أكفرهم، و قد يكون هذا المعنى حرام . و قد قلت على شخص يقول في أغنية (أفتوني في رؤياي) و يقولها على نفسه و كان بها معازف قلت عليه إنه كافر لأنه استهزأ بالقرآن . و أحيانا أجد بعض بائعي العصائر يكتبون ( و سقاهم ربهم شرابا طهورا) فأقول إنهم فعلوا كفرا و لا أكفرهم و ما حكم الاقتباس في الأناشيد الدينية؟
الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالتسرع في إطلاق الكفر ليس مما يحمد، وقد نبهناك مرارا على أن عندك غلوا في هذا الباب كما يظهر من أسئلتك، فاتق الله وانته عن هذا الغلو فإنه يجر إلى ما لا تحمد عاقبته.
وأما الاقتباس فقد عرفه الجلال السيوطي بقوله: الِاقْتِبَاسُ تَضْمِينُ الشِّعْرِ أَوِ النَّثْرِ بَعْضَ الْقُرْآنِ لَا عَلَى أَنَّهُ مِنْهُ بِأَلَّا يُقَالَ فِيهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَنَحْوُهُ. انتهى.
وحاصل حكم الاقتباس أنه إن كان في غرض محمود فهو حسن وإلا فهو مكروه أو حرام.
قال ابن مفلح رحمه الله في الآداب: [فَصْلٌ فِي الِاقْتِبَاسِ بِتَضْمِينِ بَعْضٍ مِنْ الْقُرْآنِ فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ] سُئِلَ ابْنُ عَقِيلٍ عَنْ وَضْعِ كَلِمَاتٍ وَآيَاتٍ مِن الْقُرْآنِ فِي آخِرِ فُصُولِ خُطْبَةٍ وَعْظِيَّةٍ؟ فَقَالَ تَضْمِينُ الْقُرْآنِ لِمَقَاصِدَ تُضَاهِي مَقْصُودَ الْقُرْآنِ لَا بَأْسَ بِهِ تَحْسِينًا لِلْكَلَامِ، كَمَا يُضَمَّنُ فِي الرَّسَائِلِ إلَى الْمُشْرِكِينَ آيَاتٌ تَقْتَضِي الدِّعَايَةَ إلَى الْإِسْلَامِ، فَأَمَّا تَضْمِينُ كَلَامٍ فَاسِدٍ فَلَا يَجُوزُ كَكُتُبِ الْمُبْتَدِعَةِ . وَقَدْ أَنْشَدُوا فِي الشِّعْرِ:
وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ... وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَا
وَلَمْ يُنْكَرْ عَلَى الشَّاعِرِ ذَلِكَ لِمَا قَصَدَ مَدْحَ الشَّرْعِ وَتَعْظِيمَ شَأْنِ أَهْلِهِ، وَكَانَ تَضْمِينُ الْقُرْآنِ فِي الشَّعْرِ سَائِغًا لِصِحَّةِ الْقَصْدِ وَسَلَامَةِ الْوَضْعِ. انتهى.
وقد فصل الجلال السيوطي رحمه الله القول في حكم الاقتباس وبين ما للعلماء فيه ورجح نحو ما ذكره ابن مفلح عن ابن عقيل، ونحن نسوق من كلامه طرفا يتبين به المقصود، قال رحمه الله: وَقَدِ اشْتُهِرَ عَنِ الْمَالِكِيَّةِ تَحْرِيمُهُ -أي الاقتباس- وَتَشْدِيدُ النَّكِيرِ عَلَى فَاعِلِهِ وَأَمَّا أَهْلُ مَذْهَبِنَا -يعني الشافعية- فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ الْمُتَقَدِّمُو نَ وَلَا أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِي نَ مَعَ شُيُوعِ الِاقْتِبَاسِ فِي أَعْصَارِهِمْ وَاسْتِعْمَالِ الشُّعَرَاءِ لَهُ قَدِيمًا وَحَدِيثًا. وَقَدْ تَعَرَّضَ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِي نَ فَسُئِلَ عَنْهُ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بن عَبْدِ السَّلَامِ فَأَجَازَهُ وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِمَا وَرَدَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا: "وَجَّهْتُ وَجْهِيَ: "إِلَى آخِرِهِ وَقَوْلِهِ: "اللَّهُمَّ فَالِقَ الْإِصْبَاحِ وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانَا اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَأَغْنِنِي مِنَ الْفَقْرِ ". وَفِي سِيَاقِ كَلَامٍ لِأَبِي بَكْرٍ: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} . وَفِي آخِرِ حَدِيثٍ لِابْنِ عُمَرَ: "قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ". انْتَهَى.
وَهَذَا كُلُّهُ إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِهِ فِي مقام المواعظ وَالثَّنَاءِ وَالدُّعَاءِ وَفِي النَّثْرِ لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى جَوَازِهِ فِي الشِّعْرِ وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ، فَإِنَّ الْقَاضِيَ أَبَا بَكْرٍ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ صَرَّحَ بِأَنَّ تَضْمِينَهُ فِي الشِّعْرِ مَكْرُوهٌ وَفِي النَّثْرِ جَائِزٌ.
وَفِي شَرْحِ بَدِيعِيَّةِ ابْنِ حُجَّةَ: الِاقْتِبَاسُ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: مَقْبُولٌ، وَمُبَاحٌ، وَمَرْدُودٌ. فَالْأَوَّلُ: مَا كَانَ فِي الْخُطَبِ وَالْمَوَاعِظِ وَالْعُهُودِ. وَالثَّانِي: مَا كَانَ فِي الْقَوْلِ وَالرَّسَائِلِ وَالْقِصَصِ. وَالثَّالِثُ: عَلَى ضَرْبَيْنِ أَحَدُهُمَا مَا نَسَبَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ - وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِمَّنْ يَنْقُلُهُ إِلَى نَفْسِهِ كَمَا قِيلَ عَنْ أَحَدِ بَنِي مَرْوَانَ أَنَّهُ وَقَّعَ عَلَى مُطَالَعَةٍ فِيهَا شِكَايَةُ عُمَّالِهِ: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} - وَالْآخَرُ تَضْمِينُ آيَةٍ فِي مَعْنَى هَزْلٍ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ، كقوله:
أوحى إِلَى عُشَّاقِهِ طَرْفَهُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ وَرِدْفُهُ يَنْطِقُ مِنْ خَلْفِهِ لِمِثْلِ ذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ
قُلْتُ: وَهَذَا التَّقْسِيمُ حَسَنٌ جِدًّا وَبِهِ أَقُولُ. ثم ذكر أمثلة استعمال جماعة من الأفاضل للاقتباس ثم قال: وَيَقْرُبُ مِنْ الِاقْتِبَاسِ شَيْئَانِ: أَحَدُهُمَا: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ يُرَادُ بِهَا الْكَلَامُ.
قَالَ النَّوَوِيُّ فِي التِّبْيَانِ: ذَكَرَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ فِي هَذَا اخْتِلَافًا فَرَوَى النَّخَعِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُتَأَوَّلَ الْقُرْآنُ لِشَيْءٍ يَعْرِضُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا... نقول: وقد قَالَ فِي الْمُغْنِي وَالشَّرْحِ: لَا يَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ الْقُرْآنُ بَدَلًا مِنْ الْكَلَامِ لِأَنَّهُ اسْتِعْمَالٌ لَهُ فِي غَيْرِ مَا هُوَ لَهُ. ذكره ابن مفلح. قال السيوطي: الثَّانِي: -مما يقرب من معنى الاقتباس- التَّوْجِيهُ بِالْأَلْفَاظِ الْقُرْآنِيَّةِ فِي الشِّعْرِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ جَائِزٌ بِلَا شك. انتهى.
وبه تعلم أن الاقتباس على هذا النحو في الأغنية المذكورة محرم، وكذا اقتباس صاحب المحل المذكور مما لا ينبغي البتة، وأما الاقتباس في الأناشيد فهو على التفصيل المتقدم.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/Fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=173255

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-08, 09:52 AM
جزاك الله خيرا

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-08, 09:58 AM
قال الشيخ أحمد معبد في كتابه نفحات في علوم القرآن (66 - 67) :

ما هو الاقتباس؟ وما حكمه ؟ج : الاقتباس : هو تضمين الشعر أو النثر شيء من القرآن، لا على أنه منه بحيث لا يقال: قال الله تعالى ونحو ذلك، فإذا قيل لا يكون اقتباسًا.


وقد اشتهر عن المالكية تحريمه وتشديد النكير لفاعله ، وغير المالكية لم يتعرضوا له من المتقدمين، ولكن الاقتباس شاع عند بعض المتأخرين ، فقد سئل عنه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فأجازه واستدل له بما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وفي غيرها: (وجهت وجهي .. إلخ)، وقوله:
(اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا؛ اقض عني الدين وأغنني من الفقر) وكما ورد في سياق كلام لأبيّ رضي الله عنه وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ.
وهذا كله يدل على جوازه في المواعظ والثناء والدعاء، وفي النثر أيضا.
ولا دلالة فيه على جوازه في مقام الشّعر لعدم وروده عند الرسول صلّى الله عليه وسلم.
وقد ورد عن الشريف إسماعيل بن المقري في شرح بديعته. الاقتباس ثلاثة أقسام:
مقبول ومباح ومردود.
فالأول: ما كان منه في الخطب والمواعظ والعهود، وهذا مقبول.
والثاني: وهو المباح، وهو ما كان في الغزل والرسائل والقصص.
والثالث: وهو المردود، وهذا على صورتين:
إحداهما: ما نسبه الله تعالى إلى نفسه، ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه هو، وهذا مثل ما قيل عن أحد بنى مروان، أنه وقع على شكوى من عماله فقال إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.
والثانية: ما يقع في تضمين آية كريمة في معنى هزل أو استهزاء، ونعوذ بالله من ذلك كله، ويتضح من الصورتين تحريم الاقتباس على هذه الحالة.
وأما استعمال الاقتباس في الشعر ففيه خلاف بين أهل العلم: فمنهم من يبيحه ومنهم من يمنعه، وممن رأى استعماله في الشعر الإمام السيوطي في الإتقان حيث نقل عن أئمة أجلاء منهم الإمام أبو القاسم الرافعي حيث قال:
الملك لله الذي عنت الوجو ... هـ له وذلت عنده الأرباب
متفرد بالملك والسلطان قد ... خسر الذين تجاذبوه وخابوا
دهم وزعم الملك يوم غرورهم ... فسيعلمون غدا من الكذاب
والله تعالى أعلم.

محمد طه شعبان
2014-10-08, 10:31 AM
بارك الله فيك

أم علي طويلبة علم
2014-10-08, 02:41 PM
فإن كان الاقتباس من ألفاظ الحديث مثل " التقوى ها هنا " وغيرها ويقصد بها غرض آخر غير ظاهر اللفظ ؟

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-08, 02:47 PM
فإن كان الاقتباس من ألفاظ الحديث مثل " التقوى ها هنا " وغيرها ويقصد بها غرض آخر غير ظاهر اللفظ ؟

بارك الله فيكم ، يشمل السنة أيضًا الخلاف المذكور والله أعلم .

أبو مالك المديني
2014-10-14, 09:12 PM
فإن كان الاقتباس من ألفاظ الحديث مثل " التقوى ها هنا " وغيرها ويقصد بها غرض آخر غير ظاهر اللفظ ؟
نفع الله بكم .
إن كان يقصد بهذا اللفظ تزكية لنفسه فيشير إلى صدره ويقول : التقوى ههنا . فيحرم ذلك للتزكية ، وإن كان يقصد الإخبار أن التقوى وحقيقتها في القلب ، فهذا صحيح ، وكل ذلك بحسب القاصد ، ويجري في ذلك الخلاف المذكور ، كما قال أخونا أبو البراء وفقه الله .

أم علي طويلبة علم
2014-10-14, 09:39 PM
جزاكم الله خيرا

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-14, 10:16 PM
بارك الله في الجميع

أبو مالك المديني
2014-10-27, 04:19 PM
وقصة المرأة التي اشتهرت بين بعض الناس في جوابها لكل شيء بالقرآن ، عليها ملامح الوضع ، والله أعلم .

أبو فراس السليماني
2014-10-27, 04:22 PM
بورك فيكم



======================


داعية الشرك محمد علوي مالكيالصوفي


http://majles.alukah.net/t132151/

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-27, 05:32 PM
وفيكم بارك الله

بوقاسم رفيق
2014-10-28, 09:24 PM
أحسن الله إليك أبا البراء الاقتباس لا إشكال فيه هو من أساليب العرب و من يعرف البلاغة يعرف الاقتباس و كيف يقتبس لكن الإشكال في الذي لا يعرف اللغة فيذكر جملة من القرآن ظنا أنه يقتبس و ليس كذلك ثم لابد من معرفة معاني القرآن فنتج عندنا علمان علم باللغة و علم بالتفسير فمن تأهل لذلك اقتبس و من لا فلا
و العوام لهم اقتباسات عجيبة نسأل الله السلامة

أبو البراء محمد علاوة
2014-10-28, 09:38 PM
وإليكم أحسن الله

ابن الصديق
2014-10-28, 11:20 PM
جزاكم الله خيرا
ابا مالك جزاك الله خيرا قصه المتحدثه بالقرأن كما اشرت
موضوعه

أبو مالك المديني
2014-11-02, 09:14 PM
نعم ، هو كذلك ، نفع الله بكم .

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-02, 09:37 PM
جزاكم ربي وإيِّاي الجنة

أبو البراء محمد علاوة
2015-08-23, 01:04 PM
نفع الله بكم .
إن كان يقصد بهذا اللفظ تزكية لنفسه فيشير إلى صدره ويقول : التقوى ههنا . فيحرم ذلك للتزكية ، وإن كان يقصد الإخبار أن التقوى وحقيقتها في القلب ، فهذا صحيح ، وكل ذلك بسحب القاصد ، ويجري في ذلك الخلاف المذكور ، كما قال أخونا أبو البراء وفقه الله .


وإن كان استهزاءً فالأمر أقبح وأشد ...