سؤالان عن حديثين في الاطعام؟

[لجين الندى]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضلا لدي سؤالين:
الأول:
جاء في صحيح البخاري (9/ 133)
" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال امرئ مسلم، ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك "

السؤال/ ما معنى (ما لم تعمل يداك)؟

الثاني:
جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 278)
" ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه ".

ثم يقول الألباني رحمه الله
(قلت: ورجاله ثقات غير ابن المساور فهو مجهول كما قال الذهبي في " الميزان "..)
(قلت: وضعفه أبو حاتم أيضا، لكن قال الهيثمي:
" رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن ").

السؤال/ الألباني ضعفه، فكيف يذكر الحديث الضعيف في سلسلة الأحاديث الصحيحة؟

[محمد طه شعبان]

السؤال/ ما معنى (ما لم تعمل يداك)؟

قال ابن الجوزي في ((كشف المشكل)) (3/ 453):
((يُرِيد بِهَذَا: أَن الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي خلق المَاء وأنزله من السَّمَاء وأجراه من الْعُيُون)).

[محمد طه شعبان]

وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (5/ 44):
((قَوْلِهِ: مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ: فَإِنَّ مَفْهُومَهُ أَنَّهُ لَوْ عَالَجَهُ لَكَانَ أَحَق بِهِ من غَيره وَحكى بن التِّينِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّهُ قَالَ هَذَا يَخْفَى مَعْنَاهُ وَلَعَلَّهُ يُرِيدُ أَنَّ الْبِئْرَ لَيْسَتْ مِنْ حَفْرِهِ وَإِنَّمَا هُوَ فِي مَنْعِهِ غَاصِبَ ظَالِمٍ وَهَذَا لَا يَرِدُ فِيمَا حَازَهُ وَعَمِلَهُ. قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ حَفَرَهَا وَمَنَعَهَا مِنْ صَاحِبِ الشَّفَةِ أَيِ الْعَطْشَانِ وَيَكُونُ مَعْنَى مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ أَيْ لَمْ تُنْبِعِ الْمَاءَ وَلَا أَخْرَجْتَهُ)).

[محمد طه شعبان]

السؤال/ الألباني ضعفه، فكيف يذكر الحديث الضعيف في سلسلة الأحاديث الصحيحة؟
الألباني رحمه الله صححه بشواهده؛ حيث قال قبل العبارة التي ذكرتموها:
((نعم هو صحيح بما له من الشواهد)).

[لجين الندى]

بارك الله فيكم ..وجزاكم كل خير


الألباني رحمه الله صححه بشواهده؛ حيث قال قبل العبارة التي ذكرتموها:
((نعم هو صحيح بما له من الشواهد)).

الغريب أنه قال ذلك، لكن بعد كل رواية لا يذكر رأيه بها صراحة
وانما يذكر أقوال العلماء

[محمد طه شعبان]

الغريب أنه قال ذلك، لكن بعد كل رواية لا يذكر رأيه بها صراحة
وانما يذكر أقوال العلماء
هذا لا يضر، وما دام أنه ذكر أقوال العلماء في الرواية، ولم يُعقب عليها، فهذا دليل على موافقته لهم فيما قالوه.

[لجين الندى]

بارك الله فيكم ونفع بكم.

آخر سؤال:
حديث «إن في الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها» فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام»

هل يمكننا أن نقول أن في الحديث دلالة على وجوب الاطعام؟

[محمد طه شعبان]

بارك الله فيكم ونفع بكم.

آخر سؤال:
حديث «إن في الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها» فقام إليه أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «هي لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام»

هل يمكننا أن نقول أن في الحديث دلالة على وجوب الاطعام؟
هذا الحديث بمفرده لا يدل على وجوب الإطعام؛ وذلك لأن صيغ الإيجاب معلومة، وليس منها ذِكْر أجر للفاعل؛ وإنما العمل إذا ورد مجردًا عن صيغ الإيجاب، وذُكر لفاعله أجر، فهذا يدل على استحباب هذا العمل.
مثال ذلك:
قَولِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ»([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)).
وَقْولِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2)).
وَقَولِهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
وَحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ، قَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» ([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ»([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5)).
فكل هذا يدل على استحباب هذه الأعمال، وليس على وجوبها.
([1]) صحيح: أخرجه الترمذي (807)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (1746)، وأحمد 4/114، وصحَّحه الألباني في «التعليق الرغيب» 2/95.

([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري (38)، ومسلم (760).

([3]) صحيح: أخرجه مسلم (597).

([4]) صحيح: أخرجه مسلم (1162).

([5]) صحيح: أخرجه مسلم (1162).

[لجين الندى]

زال الاشكال

أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وزادكم علما

[محمد طه شعبان]

زال الاشكال

أحسن الله اليكم .. ونفع بكم .. وزادكم علما
بارك الله فيكم

[محمد طه شعبان]

هذا الحديث بمفرده لا يدل على وجوب الإطعام؛
وإن كان إطعام الجائع واجب على الكفاية كما تقدم