مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة حديث: "لا يزداد الأمر إلا شدة ولا المال إلا إفاضة .." ؟!
أبو آدم البيضاوي
2014-09-17, 01:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد ؛
فقد أخرج الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 486 ) من طريق أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي ، عن القاسم ، عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزداد الأمر إلا شدة ولا المال إلا إفاضة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار من خلقه " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " .
وقال الذهبي : " صحيح "
وجزاكم الله خير الجزاء .
أبو مالك المديني
2014-09-17, 07:26 PM
قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه الطبراني ورجاله وثقوا ، وفيهم ضعف ، ورواه بإسناد آخر ضعيف .أهـ
أما قوله : "ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس". هذه الجملة صحيحة من حديث ابن مسعود ، أخرجه مسلم وغيره .
أبو فراس السليماني
2014-09-17, 11:01 PM
بارك الله فيكم
أبو آدم البيضاوي
2014-09-18, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على الإفادة ؛
وكما تعلمون فالحديث ورد من عدة طرق وهي كالآتي :
الأولى : عن أبي أمامة رضي الله عنه عند الحاكم (4/ 486) والطبراني في " الكبير " ( 8/ 182 و 227)
والثانية : عن أنس بن مالك رضي الله عنه عند ابن ماجة ( 2/ 1340) و البزار في " المسند " ( 13/ 64) والطبراني في " " الصغير " ( 1/ 293) والحاكم في " المستدرك " ( 4/ 488) من طريقين وأبي نعيم في " الحلية " ( 9/ 161)
والثالثة : عن عمران بن حصين رضي الله عنه في " الحلية " ( 7/ 262)
والرابع : عن معاوية رضي الله عنه عند الطبراني في " الكبير " (19/ 357 ) وفي " مسند الشاميين " (3/ 134) والهيثمي في " المجمع " (3/ 134 ) وقال معلقا على هذا سند الطبراني هذا : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح "
قلت : وقول الهيثمي الذي تفضلتم به جزاكم الله خيرا ، هو حكم على سند الطبراني إلى أبي أمامة رضي الله عنه ( ويضاف إليه سند الحاكم فإنهما يلتقيان في عبد الله بن صالح ) وحده مع الإشارة إلى ضعف سند آخر، والحكم على سند ما على الإنفراد جائز عند أهل الحديث ، ولكن لا يلزم من ضعف سند واحد للحديث ضعف الحديث ، فقد يكون له طرق أخرى سالمة من الضعف ، أو يحسن أو يصحح لمجموع طرقه وشواهده ، ولا يحكم على الحديث ككل إلا بعد جمع طرقه كما تعلمون ، وهذا ما نبهتم عليه مشكورين ، بكون بعض جمله صحيحة .
و حاصل الأمر أن هذا الحديث يحتاج إلى جمع طرقه وشواهده، والمقارنة بينها ودراستها على ضوء قواعد علم الحديث ، حتى يكون الحكم عليه شاملا مفصلا لحكم جميع جمله وأجزائه ، و مبينا للحكم الراجح والصحيح المطابق للواقع ،
والله تعالى أعلى وأعلم
أبو مالك المديني
2014-09-18, 03:11 PM
نفع الله بكم .
وكل شواهده لا تخلو من مقال إلا ما كان من حديث معاوية فقد قال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح . لكن بالنظر إلى إسناده عند الطبراني في الكبير 19 / 357 ( 835 ) ، والبيهقي في بيان خطأ من أخطأ على الشافعي ص 301 ، وجد في سنده ضعف ؛ فإن الحسن لم يصرح بسماعه من معاوية ، وقد عنعن ، والله علم .
.
أبو آدم البيضاوي
2014-09-19, 12:32 AM
جزاكم الله خيرا وزادكم توفيقا وسدادا ؛
نعم فقد عنعن الحسن البصري سنده عن معاوية ومالك رضي الله عنهما ، وطرقه التي وقفت عليها لا تخلوا من مقال بعضها خفيف والآخر شديد ، كما تفضلتم مشكورين ؛ إلا أن هناك شواهد معتبرة لبعض جمل الحديث ، وقد يحسن الحديث بمجموع طرقه إذا كان ضعفها محتملا ، ووردت من طرق متعددة ، وهذا الأمر مرهون بدراستها دراسة رصينة شاملة ، ولعلي أتفرغ لتخريجه والحكم عليه إن بقي في العمر بقية ، أو ينبري له بعض إخواننا الموفقين ، فينفع الله بهم الإسلام والمسلمين ، والله تعالى أعلم .
أبو مالك المديني
2014-09-19, 06:46 PM
بارك الله فيكم .
وقد قال النسائي عن حديث أنس : منكر ـ كما نقله ابن الجوزي في العلل المتناهية ( 1449 ) ـ
وقال البيهقي في معرفة السنن والآثار تحت حديث ( 6148 ) : محمد بن خالد يتفرد به ، وقد حدث به مرة عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. وهذا المتن بأبان بن أبي عياش أشبه، والله أعلم.
أبو القاسم البيضاوي
2014-09-20, 12:17 AM
... " لا يزداد الأمر إلا شدة ... "
قال البخاريّ: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الحَجَّاجِ، فَقَالَ: «اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ» سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" [الصَّحيح ح:7068]
أبو مالك المديني
2014-09-20, 06:24 PM
أما قوله : "ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس". هذه الجملة صحيحة من حديث ابن مسعود ، أخرجه مسلم وغيره . قلنا لبعض متنه شواهد صحيحة كهذه .
أبو البراء محمد علاوة
2014-09-21, 05:45 PM
بارك الله فيكم
أبو مالك المديني
2014-09-21, 06:01 PM
وفيكم بارك الله .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-09-22, 10:54 PM
قلنا لبعض متنه شواهد صحيحة كهذه .
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم أبا مالك.
ولكن كلامك أوهم السائل-وأنا كذلك-، أن هذه الفقرة (الأخيرة)، فحسب، هي التي لها شاهد صحيح، وما دونها من الفقرتين اللَّتين قبلها؛ لا شاهد لهما، فلا لوم عليه إذن!
والظاهر أنه كان يريد تخريج الحديث بطرقه وشواهده باستفاضة، وهل هناك ما يشهد لفقراته -كلها أو بعضها-، أم لا.
أم علي طويلبة علم
2014-09-23, 12:03 AM
... ولا المال إلا إفاضة ...
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تقومُ الساعةُ حتى يَكثُرَ فيكُمُ المالُ . فيَفيضَ حتى يُهِمَّ ربَّ المالِ مَن يَقبَلُه منه صدقةٍ . ويَدعي إليه الرجلَ فيقولُ : لا أرَبَ لي فيه ) .
أبو مالك المديني
2014-09-23, 04:52 PM
بارك الله فيكم .
قد يروى الحديث من وجوه عدة ، بلفظ معين ، فيحكم عليه الحفاظ بالنكارة أو الضعف أو غير ذلك ، مع أنه روي بألفاظ أخرى في غير هذا الحديث ، لكنهم يحكمون على هذا الحديث بعينه والأسانيد التي رويت به ، فالذي أردت أن أبينه أن الحديث باللفظ المذكور لا يخلو من مقال في كل طرقه ، لكن له شواهد أخرى وصح معناه في أحاديث أخرى ، ولذلك أوردت شيئا منها ، وأورد بعض إخواني شيئا آخر ، جزاهم الله خيرا .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-07, 12:35 AM
جزاكم الله جميعا خير الجزاء على هذه المشاركات العلمية القيمة ، وقد شرعت بحمد الله تعالى وتوفيقه في جمع طرقه ومتابعاته وشواهده ، أرجوا الله تعالى أن ييسر دراستها عما قريب .
أبو مالك المديني
2014-10-07, 06:16 PM
ننتظر فوائدك ، نفع الله بك .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-08, 07:27 PM
جزاكم الله خيرا ، وزادكم سدادا وتوفيقا .
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 01:20 AM
قد شرعت بحمد الله وتوفيقه في دراسة أسانيد هذا الحديث ، منذ أربعة أيام نسألكم الدعاء .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-10-14, 03:15 AM
قد شرعت بحمد الله وتوفيقه في دراسة أسانيد هذا الحديث ، منذ أربعة أيام نسألكم الدعاء .
يسر الله لنا ولكم. ووفقنا وإياكم إلى الصواب والسداد.
أبو آدم البيضاوي
2014-10-14, 01:02 PM
جزاكم الله خيرا ، وجعلنا الله وإياكم من الهداة المهتدين .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-18, 03:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ؛
فقد من الله تعالى علي بتخريج هذا الحديث فقد أتممت تخريجه منذ بضعة أيام بشكل موسع حسب قواعد علم المصطلح، وعما قريب أدونه في ملتقى أهل الحديث توسيعا للفائدة تحت إسم " الثمرات الجنية الفدة في تبوث حديث " لا يزداد الأمر إلا شدة ..."
تأليف أبو آدم عبد المنعم بن محمد شيبة البيضاوي .
أسأل الله تعالى أن يكتب له القبول ؛ وينفع به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-11-18, 11:51 AM
بارك الله فيك أبا آدم.
ودونه هنا أيضًا حتى تعم الفائدة، بإذن الله.
أبو آدم البيضاوي
2014-11-24, 02:35 PM
وفيكم بارك الله ، أدونه في هذا الملتقى المبارك أيضا إن شاء الله تعالى
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-11-26, 12:12 AM
وفيكم بارك الله ، أدونه في هذا الملتقى المبارك أيضا إن شاء الله تعالى
لم تنته بعد أبا آدم ؟!
شوقتنا يارجل !
أبو آدم البيضاوي
2014-11-26, 02:02 AM
جزاكم الله خيرا ، قد انتهيت من البحث في هذا الحديث وقد شرعت في تدوينه في ملتقى أهل الحديث منذ البارحة بعنوان : " الثمرات الجنية المده في ثبوت حديث : " لا يزداد الأمر إلا شدة .." تحث إسم أبو آدم عبد المنعم البيضاوي ، وسأدونه في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله تعالى كما ذكرت ، أحسن الله إليكم ورزقنا الله وإياكم جنة الفردوس أخي الحبيب أبا عاصم
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-11-26, 01:55 PM
سددك الله أبا آدم.
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 05:33 PM
الثمرات الجنية المده في ثبوت حديث : " لا يزداد الأمر إلا شدة ..."
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله .
أما بعد ؛
فمن رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين أن بين لهم أوامره ليمتثلوها ، ونواهيه ليجتنبوها ، ومن عليهم ببيانها أحسن بيان ، وتفصيلها أحمل تفصيل .
ومن هذا البيان تحذيرهم مما يقع في آخر الزمان من الفتن والأحوال المخالفة لهدي الإسلام .
وقد أولى العلماء عامة والمحدثين منهم خاصة هذا الأمر ببالغ الاهتمام ، في كتبهم ومصنفاتهم العلمية تحت باب الفتن والملاحم .
وهذا الحديث جزء منها ، وقد ارتأيت تخريحه للناس ، وبيان حكمه إذ لم أجد من سبقني إلى بيان ذلك بشكل مفصل شامل لطرقه وشواهده حسب علمي .
وهذا تخريجه بحمد الله تعالى وتوفيقه أهديه لأول مرة للمسلمين عامة ، ولأهل الحديث وطلبته خاصة ، لعل الله تعالى أن يتجاوز عني بفضله وكرمه ويتقبله مني إنه جواد سميع مجيب .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 05:48 PM
أولا متن الحديث :
فعن أبي أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا المال إلا إفاضة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلقه ".
ثانيا تخريج الحديث :
أخرجه القضاعي في " المسند " (2/ 70) من طريق محمد بن الحسين النيسابوري ، نا القاضي أبو طاهر ، نا أحمد ، نا محمد بن أبان البلخي ، نا معن بن عيسى ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي ، عن القاسم عنه به .
وسنده حسن لذاته رجاله ثقات عدا العلاء بن الحارث الدمشقي ،
فقد قال عنه الحافظ في " التقريب " (ص 759) : " صدوق فقيه لكن رمي بالقدر " .
فحديثه من قبيل الحسن ، وقد روى له مسلم في " الصحيح " متابعة .
ومعاوية بن صالح قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص955) :
" صدوق له أوهام " .
ومعناه أنه حسن الحديث ما لم يظهر وهمه فيه ، وقد وافقه العديد من الرواة الثقات والصدوقين كما سيأتي بيانه عما قريب .
قلت : فهذا السند سلسلة الذهب في هذا الحديث ؛ فهو الوحيد الذي سلم من العلل القادحة المسقطة له عن رتبة الحسن لذاته ، وما عداه من طرقه ومتابعاته وشوهده ؛ لا تخلوا من مقال أغلبها خفيف وبعضها شديد ، وسيأتي تفصيل أمرها إن شاء الله تعالى .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 06:05 PM
أ - متابعات الحديث :
المتابع الأول : عبد الله بن صالح
تابع معن بن عيسى عن معاوية بن صالح
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 486) من طريق أبي زكريا بن محمد العنبري ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي به .
بنفس لفظه إلا أنه أضاف حرف [ من ] فقال : " ..ولا تقوم الساعة إلا على شرار [ من ] خلقه " والباقي مثله سواء .
قلت : وسنده فيه ضعف يسير ينجبر بما قبله وما بعده ؛
لأن فيه عبد الله بن صالح ، وقد اختلف أهل العلم فيه اختلافا شديدا ، ومن أجود من أنصفه فيما قرأت الإمام الذهبي في " السير " (10/ 405) حيث قال :
" قد شرحت حاله في " ميزان الاعتدال " ، وليناه ،
وبكل حال ، فكان صدوقا في نفسه ، من أوعية العلم ، أصابه داء شيخه ابن لهيعة ، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ، ولم يترك بحمد الله ، والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى ".
وقال عنه في :" من تكلم عنه وهو موثق " (1/ 109) :
" صالح الحديث " .
قلت والراجح عندي فيه قول ابن حجر في " التقريب " ( ص515) :
" صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وفيه غفلة " .
فهو صدوق في نفسه ؛ ولكنه كثير الغلط ، فحديثه ضعيف متى انفرد وخالف الثقات .
وهو مما يصلح للمتابعات والشواهد ، بل مما ينفع الحديث خاصة ؛ إذا لم يخالف الثقات أو أتى بما ينكر عليه ، فيكون حديثه حينئذ صحيحا أو حسنا إن شاء الله تعالى ،
والله أعلم .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 06:24 PM
وانظر ترجمته في : " تهذيب الكمال " ( 15/ 98) للمزي ، و" تاريخ دمشق " ( 29/ 182 فما بعدها ) لابن عساكر ، و" تاريخ الإسلام " ( 16/ 224 فما بعدها ) و " تذكرة الحفاظ " (1/ 284 ، 286) كلاهما للذهبي .
و " تاريخ بغداد " ( 11/ 155 فما بعدها ) للخطيب ، و " تهذيب التهذيب " ( 5/ 256، 261) و " السان الميزان " ( 7/ 264) كلاهما لابن حجر العسقلاني .
قلت : وقد أخرج له البخاري ولكن روايته عنه ليست على شرطه ، بل أخرج له ما صح من حديثه مما انتقاه له .
يشهد لذلك قول ابن حجر في " الفتح " ( 1/ 415) :
" وأما التعليق عن الليث من رواية عبد الله بن صالح عنه فكثير جدا ، وقد عاب ذلك الإسماعيلي على البخاري وتعجب منه كيف يحتج بأحاديثه حبث يعلقها؛ فقال هذا عجيب يحتج به إذا كان منقطعا ولا يحتج به إذا كان متصلا .
وجواب ذلك أن البخاري إنما صنع ذلك اما قررناه أن الذي يورده من أحايثه صحيح عنده ، قد انتقاه من حديثه لكنه لايكون على شرطه الذي هو أعلى شروط الصحة ، فلهذا لا يسوقه مساق أصل الكتاب وهذا الاصطلاح له قد عرف بالاستقراء من صنيعه فلا مشاقة فيه ،
والله أعلم " اتنهى .
قلت : فهذه فائدة عزيزة عزة الكبريت الأحمر ، فاغتنمها يرحمك الله .
وباقي رجاله لا مطعن فيهم .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 07:00 PM
وقال الحاكم عقبه : " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ".
ووافقه الذهبي !
قلت : وقد هما في الإستدراك على الشيخين رحمة الله عليهم أجمعين ؛ لأن حديث عبد الله بن صالح من قبيل الحسن لا الصحيح اللهم إن كان باصطلاح ما قبل الترمذي فنعم ؛ وإذا لم يخالف وقد خالف الثقات بزيادة [ من ] ولم يتابعه عليها أحد فيما أعلم .
المتابع الثاني : كثير بن العلاءتابع العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 8/ 182) وفي " مسند الشاميين " ( 3/ 134) من طريق بكر بن سهل الدمياطي ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن كثير بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن به مثله .
مع زيادة جملة [ ولا يزداد الناس إلا شحا ] بعد الجملة الثانية ؛
وزيادة كلمة [ يزداد ] قبل قوله ( ..المال إلا إفاضة ) ولفظ ( الناس ) بدل لفظ ( خلقه ) في آخر الجملة .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 07:21 PM
وسنده ضعيف فبالإضافة إلى ضعف عبد الله بن صالح ضعفا يسيرا ؛
فيه بكر بن سهل الدمياطي أبو محمد ؛
ترجم له الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 21/ 134) فقال :
" وكان شيخا أسمر ، مربوعا ، كبير الأذنيين .
ولد سنة ستة وتسعين ومائة .
وقال أبوالشيخ : وكان قد جمعوا له بالرملة خمسمائة دينار ليقرأعليهم التفسير ، فامتنع . وقدم بيت المقدس ، فجمع له من الرملة وبيت المقدس ألف دينار فقرأ عليهم الكتاب .
ومات في هذه السنة ، أي سنة تسع وثمانين .
( قلت : أي بعد المائتين ) .
قال النسائي : ضعيف
وقال ابن يونس : توفي بدمياط في ربيع الأول ، سنة تسع وثمانين ، وهذا أصح " .
قلت : فقد ضعفه النسائي ولم يعدل بما يدفع عنه الضعف ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
وانظر ترجمته أيضا في " تاريخ دمشق " ( 1/ 70) لأبي سعيد الصدفي و" تاريخ دمشق " ( 10/ 379) لابن عساكر ، و " الأنساب " ( 5/ 378)
وباقي رجاله لا مطعن فيهم .
( تنبيه : وحيث أقول " لا مطعن فيهم " ففيهم الثقات والصدوقين ؛ وإذا كانوا كلهم ثقات قلنا " وباقي رجاله ثقات " ؛
فإن كانوا صدوقين قلنا : " وباقي رجاله " صدوقين " .
فاعلم هذا يرحمك الله ) .
وفيه متابعة للفضل بن محمد الشعراني من طرف بكر بن سهل كذلك .
وقد أخرجه البيهقي في " المجمع " ( 7/ 285) وقال عقبه :
" رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ، ورواه بإسناد آخر ضعيف " .
قلت : وهو كما قال عدا بكر بن سهل فهو ضعيف ولم يوثق ؛
وأما كثير بن الحارث أبو أمين الدمشقي ، فقد لخص الحكم عليه ابن حجر في " التقريب " ( ص 807) فقال :
" مقبول " .
أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث وقد توبع ولله الحمد .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 07:36 PM
وانظر ترجمته في " تهذيب الكمال " ( 24/ 108) و" التاريخ الكبير " ( 7/ 214) للبخاري ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 50/ 18-19) .
وأما القاسم بن عبد الرحمن فهو ثقة قد جاوز القنطرة ولله الحمد والمنة .المتابع الثالث : أبي مالكتابع العلاء بن كثير وكثير بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن
أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 8/ 227) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن أبي مالك ، عن القاسم به .
بلفظ : " كلمات حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا يزداد المال إلا إفاضة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .وسنده ضعيف فيه أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني وهو ضعيف ضعفا ليس بيسير ؛
قال عنه الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( 1/ 116) :
" عن أبي جعفر النفيلي .
قال أبو عروبة : ليس بمؤتمن على دينه .
قلت : يروي عنه ابن عدي ، والطبراني .
يكنى أب الفوارس " .
وانظر ترجمته في " الكامل " ( 1/ 334-335) لابن عدي ، و" المغني " ( 1/ 46) للذهبي .
" وقال ابن عدي بعدما ساق له حديث النهي عن الشرب قائما " فقال :
" ولم أرى له أنكر من هذا وهو ممن يكتب حديثه " .
وانظر " لسان الميزان " ( 1/ 213) لابن حجر العسقلاني .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 08:05 PM
وفيه كذلك أبي عبد الملك وهو علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ، أبو عبد الملك ؛ قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 707) :
" ضعيف " .
قلت : وباقي رجاله ثقات لاغبار عليهم .
وفي هذه المتابعات علة أخرى وهي الإضطراب ؛
فقد زيد في بعضها حرف وجملة ، وفيها اختلاف في ترتيب جمل متنه ، كما هو مشاهد ، وهذا وإن كان يزيد ضعف هذه المتابعات إلا أنه لا يوهن الحديث عن رتبة الحسن لرجحان لفظ " المسند " للقضاعي .
فقد ثبت من طريق حسن لذاته ، ولا يسمى الحديث مضطربا حتى تستوي ألفاظه ولا مرجح فأما إذا لو تستوي ألفاظه من حيث الصحة أو الحسن فلا يسمى مضطربا .
وأما إذا كان تساوت ألفاظه وهي صحيحة أو حسنة ولا مرجح بينها فهذا هو المضطرب فتنبه !.وهذه فائدة عزيزة قررها الشيخ الألباني في مقدمة كتابه الماتع " تمام المنة " ( ص 17) فقال نقلا عن " المقدمة " ( ص 103-104)
لابن الصلاح في تعريف الحديث المضطرب :
" هو الذي تختلف الرواية فيه ، فيرويه بعضهم على وجه ، وبعضهم على وجه أخر مخالف له ، وإنما نسميه مضطربا إذا تساوت الروايتان ، وأما إذا ترجحت إحداهما بحيث لاتقاومها الأخرى ، بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه ، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات المعتمدة ؛ فالحكم للراجحة ، ولا يطلق عليه حينئذ وصف المضطرب ، ولا له حكمه " .
وهذا تحقيق دقيق منهما رحمة الله عليهما .
ثم رواه البوصيري في " إتحاف المهرة "( 8/ 98) بنفس لفظ " مسند " القضاعي ؛ وقال عقبه :
" رواه أبو يعلى الموصلي ، ورواتهة ثقات وله شاهد من حديث أنس رواه ابن ماجه والحاكم " .
قلت :وولم أجد الحديث عند أبي يعلى في " المسند " في النسخة التي عندي . والله
أعلم .
فمن ثبتت عنده فليفدنا بها وأجره على الله تعالى .
أبو البراء محمد علاوة
2014-11-28, 08:20 PM
قلت : وقد أخرج له البخاري ولكن روايته عنه ليست على شرطه ، بل أخرج له ما صح من حديثه مما انتقاه له .
نعم، بارك الله فيكم: فعبدالله بن صالح ليس على شرط البخاري، فهو ليس من رجاله الذين أخرج لهم في الأصول؛ وإنما أخرج له في المعلقات كما أشار ابن حجر.
وقال أيضًا: (قال: عبد الله بن صالح عن الليث: (ولك الحمد)، يعني أن ابن صالح زاد في روايته عن الليث الواو في قوله: (ولك الحمد) وأما باقي الحديث فاتفقا فيه وإنما لم يسقه عنهما معا وهما شيخاه؛ لأن يحيى من شرطه في الأصول وبن صالح إنما يورده في المتابعات). الفتح (2/ 273).
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 08:22 PM
ب - شواهد الحديث :
وللحديث شواهد لنفس الحديث ، وشواهد أخرى شاهدة لمعناه وهي كالآتي :
أولا : شواهد لنفس الحديث :
الشاهد الأول : عن معاوية" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .
رواه الطبراني في " الكبير " ( 19/ 357) من طريق زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا معاذ بن هاشم ، حدثني أبي عن قتادة ، عن الحسن قال عنه به .
قلت : وسنده ضعيف لعدم تصريح الحسن البصري بالسماع أو التحديث وهو ثقة فاضل مدلس معروف ؛
وباقي رجاله ثقات عدا معاذ بن هاشم الدستوائي ؛ فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 952) :
" صدوق ربما وهم " .
وهو حديث تفرد به عن أبيه عن قتادة عن الحسن به .
ورواه ابن كثير في " جامع المسانيد " ( 8/ 36) والبيهقي في " المجمع " ( 8/ 13-14) وقال عقبه :
" رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح " .
قلت : نعم رجاله رجال الشيخين ، عدا زكريا بن يحيى الساجي فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص 339) :
" ثقة فقيه "
ولم يخرجا له في الصحيحين شيئا فيما أعلم والله أعلم .
والحديث مما يصلح للمتابعات والشواهد بقوة ،لأن رجاله ثقات رجال الشيخين سوى الساجي فهو ثقة وليس فيه سوى عنعنة الحسن ؛ ولا شك أن هذا السند مما يشد عضد الحديث ويزيد من قوته .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 08:39 PM
الشاهد الثاني :عمران بن الحصين
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن هذا الأمر لا يزداد إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .
أخرجه أبي نعيم في " الحلية " ( 7/ 262) من طريق أحمد بن جعفر بن مسلم ، ثنا محمد بن يوسف التركي ، ثنا إدريس بن علي ، ثنا يحيى بن ضريس ، ثنا مسعر ، عن قتادة ، عن الحسن به .
وسنده ضعيف فيه علتان وهما :العلة الأولى : جهالة إدريس بن علي ولم يروي عنه سوى محمد بن يوسف الرازي ، ومحمد بن يوسف التركي ، ومهدي بن هارون الصدي ، ولم يترجم له أحد فيما أعلم ؛ ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ؛
فهو مجهول الحال .والعلة الثانية : عنعنة الحسن البصري عن عمران بن الحصين ، ولم يصرح بالتحديث من طريق آخر .
وباقي رجاله ثقات عدا يحيى بن ضريس فقد قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 1058) :
" صدوق "
وقال أبي نعيم عقبه :
" تفرد به إدريس ، عن يحيى " .
قلت : وهو كما قال .
والحديث مما يصلح للمتابعات والشواهد ليسر ضعفه ، ويقوي من شأن الحديث كذلك .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-11-28, 09:21 PM
بارك الله فيكم أخي الطيب أبا آدم.
لم تستهويني هذه الطريقة في عرض الحديث، من أجل تقطيعه هكذا، مما شوَّش عليَّ استيعاب المعلومة جملة واحدة، بربط سابقها بلاحقها، فلو كان لديك في ملف؛ ضَعْه هنا مشكورًا.
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 09:29 PM
الشاهد الثالث :أنس بن مالك
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدبارا و[ لا ] الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا [ ال ] مهدي إلا عيسى ابن مريم " .
أخرجه ابن ماجه في " السنن " ( 2/ 134) وسياق سنده له ، وعنه المزي في " تحفة الأشراف " ( 1/ 168) والبوصيري في " مصباح الزجاجة " (4/ 192) والسيوطي في " الجامع الصغير وزيادته " ( 1/ 14489) والقضاعي في " المسند " (2/ 68) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 47/ 515-516) و ( 47/ 517) .
كلهم من حديث يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن إدريس الشافعي ، قال حدثني محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن عنه به .
والزيادة الأولى للقضاعي والبوصيري ،
والزيادة الثانية لهم سوى السيوطي وابن عساكر في الموضعين معا.
وفي لفظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " في الموضع الثاني : ( والزمان وقال ابن الجارود الدنيا إلا إدبارا) والباقي مثله سواء
وهذا لفظ منكر مخالف لما رواه الثقات .
قلت : وسنده ضعيف فيه ثلاثة علل وهي كالآتي :
العلة الأولى : ضعف ونكارة محمد بن خالد الجندي
وقد اختلف أهل العلم فيه وهذه ترجمته من " تهذيب التهذيب " ( 9/ 143-145) لابن حجر ، قال رحمه الله :
" محمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن .
روى عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس حديث لا مهدي إلا عيسى وعن شبل بن عباد وعبد الصمد بن معقل .
روى عنه الشافعي وزيد ويقال يحيى بن السكن الجندي ، وعبد الحميد بن عمر .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 10:00 PM
ومنصور بن محمد بن مروان البلخي العابد .
... وروى الآبري في " مناقب الشافعي " بإساد له عن يونس قال جاءني رجل عليه منطقة وبإزار فقال لي تعرف من محمد بن خالد ؟ قلت : لا ، فقال : هذا مؤذن الجند وهو ثقة فقلت أنت ابن معين ؟ قال : نعم .
قال الآبري : محمد بن خالد غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قي المهدي وأنه من أهل بيته ...
وقال البيهقي : قال أبو عبد الله الحافظ : محمد بن خالد مجهول ، .. قال أبو عمر : محمد بن خالد والمتنى بن الصباح متروكان ...
وقال أبو الفتح الأزدي : في الضعفاء وذكر محمد ا وحديثه لا يتابع عليه وإنما يحفظ عن الحسن مرسلا ورواه جرير بن حزم عنه " انتهى .
قلت : فقد حكم بجهالته الحاكم أبو عبد الله الحافظ وتبعه البيهقي ، وتركه أبو عمر وحكم بضعفه الأزدي وأنه لا يتابع على حديثه .
وتبعهم ابن حجر في " التقريب " ( ص840) فقال :
" مجهول " .
ووافقه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 1/ 175) .وقد خالفهم ابن كثير فقال في " البداية والنهاية " ( 19/ 16)
بعدما ذكر حديث ابن ماجه :
" فإنه شيخ مشهور بمحمد بن خالد الجندي الصنعاني المؤذن ، شيخ الشافعي ، وروى عنه غير واحد أيضا ، وليس بمجهول كما زعمه الحاكم ، بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه " .
ووافقه الذهبي في ترجمته في " المغني في الضعفاء " ( 2/ 576) فقال مانصه :
" قال الحاكم مجهول
قلت : بل هو مشهور من شيوخ الشافعي " .
قلت : والتحقيق في المسألة أن نقول أنه مجهول عند البعض معروف عند غيرهم ، وجهالته ليس معناها ما قرره ابن حجر في مقدمة
" التقريب " ( ص81) أن المجهول : " من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق " .
: فقد روى عنه الشافعي وزيد ويقال يحيى بن السكن الجندي وعبد الحميد بن عمر ومنصور بن محمد بن مروان البلخي العابد " .
كما سبق ذكره في " تهذيب التهذيب " ( 9/ 143-145)
وإنما هو مجهول بالمعنى الذي ذكرع الآبري : أي " غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل " .
وعلى هذا يتنزل كلام من حكم بجهالته ، أو من رأى أنه لم يروي عنه غير واح تحقيقا ولم يوثق .
والذي أدين الله تعالى به أنه معروف ضعيف منكر الحديث ، فمن عرفه حجة على من لم يعرفه ، والمتبث مقدم على النافي ، لأن معه زيادة علم ، فقوله أرجح ،
والله أعلم .
وهذا الذي يترجح من كلام الأزدي ويؤكده ما ذكره الذهبي في " تاريخ الإسلام " (13/ 363) فقد ختم كلامه بقوله :
" قلت : هو صاحب ذاك الحديث المنكر : " لا مهدي إلا عيسى ابن مريم " .
وما ختم به ترجمته في " المغني في الضعفاء " ( 2/ 576) حيث قال :
" وقال الأزدي : منكر الحديث " .
وهذه مسألة دقيقة من دقائق علم الجرح والتعديل فتأمل منصفا .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 10:07 PM
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبا عاصم ، للأسف ليست عندي في ملف واحد ، أرجوا المعذرة إن حصل تشويش ما فكل مقطع يعبر عن صفحة عندي مخطوطة بخط يدي ، وقد سيرت على هذه الطريقة كذلك نظرا لانقطاع التردد عندي مرة مرة ، فأرجوا المعذرة وجزاكم الله خيرا على المتابعة والتشجيع .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 10:32 PM
وفيكم بارك الله أخي الكريم أبو البراء ، وجزاكم الله خيرا على هذه الإضافة المفيدة .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-28, 11:00 PM
وانظر ترجمته في " تهذيب الكمال " ( 25/ 146) للمزي و " الكاشف " ( 2/ 167) للذهبي .
و" المقدمة " لابن الصلاح في " النوع الثالث والعشرين " ففيها تفصيل اختلاف العلماء في حد المجهول .
والعلة الثانية : عنعنة الحسن البصري وهو مدلس معروف ولم يثبت لدي تصريحه بالسماع من طريق آخر .
والعلة الثالثة : نكارة الجملة الأخيرة وهي ( لا مهدي إلا عيسى ابن مريم ) فإنها مخالفة لما دلت عليه السنة النبوية الصحيحة من وجود المهدي وأن اسمه على إسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه .
وأنه يخرج في زمن نزول عيسى عليه الصلاة والسلام ، وعلى هذا علماء أهل السنة والجماعة قديما وحديثا ؛
هذا من جهة ؛ ومن جهة أخرى فهذه الزيادة مخالفة للرواية الحسنة التي ثبتت بدونها ، ولعلها من مناكير محمد بن خالد الجندي .
وهذه بعض النقول في الرد على هذا الجزء المنكر من الحديث :
" قال الآبري : محمد بن خالد غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل وقد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا وأن عيسى صلى الله عليه وسلم يخرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه لأمة وعيسى خلفه في طول من قصته وأمره " .
انظر " تهذيب التهذيب " ( 9/ 143-145) لابن حجر ، و" مناقب الشافعي " ( 1/ 15) للآبري .
القول الثاني : للنسائي والبيهقي والحاكم :
" قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي هذا حديث منكر ، وقال البيهقي : تفرد بهذا الحديث محمد بن خالد الجندي قال : قال أبوعبد الله الحاكم محمد بن خالد رجل مجهول ، وقال صامت عدلت إلى الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت على محدث لهم فطلب هذا الحديث فوجدته عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منقطع ، والأحاديث قبله في التنصيص على خروج المهدي أصح إسنادا "
راجع " العلل المتناهية " ( 2/ 379-380) لابن الجوزي .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 12:25 AM
قلت : ومن أهل العلم من حاول التوفيق ما بين هذا الحديث النافي لوجود مهدي غير عيسى عليه الصلاة والسلام ، والأحاديث التي تنص على وجود المهدي ! .
قلت : وهذا ليس بصحيح .
قال ابن كثير رحمه الله في " النهاية في الفتن والملاحم " ( 1/ 57-58):
" فأما الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه حيث قال رحمه الله : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي ، حدثني محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يزداد الأمر إلا شدة ، ولا الدنيا إلا إدبارا ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، وما المهدي إلا عيسى ابن مريم " .
إما قبل نزوله فظاهر والله أعلم ، وأما بعده فعند التأمل لا منافاة بل يكون المراد من ذلك أن يكون المهدي حق المهدي هو عيسى ابن مريم ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهدي أيضا .
والله أعلم " .
وبنحوه في " البداية والنهاية " ( 19/ 66-67) .
وعلق القرطبي على قول الآبري المتقدم في " التذكرة بأحوال الموتى أمور الآخرة " ( 1/ 1205-1206) بقوله :
" قلت : ويحتمل أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام " ولا مهدي إلا عيسى " أي ولا مهدي كاملا معصوما إلا عيسى ، وعلى هذا تجتمع الأحاديث ، ويرتفع التعارض " انتهى .
قلت : وهذا عجيب من ابن كثير رحمه الله تعالى فقد كان حافظا عالما بالسنة ! ؟
، كيف يصح لديه هذا الحديث بهذا السند وقد علمت ما فيه من العلل المتقدمة !.
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 03:18 PM
والحق أنه قبل الجمع بين الحديثين والتوفيق بينهما لابد أن يكون كليهما صحيح أو حسن ؛ أما الضعيف فلا يصح أن يكون معارضا للصحيح لأن هذا الأخير قاض عليه وحاكم عليه .ورحم الله الشيخ الألباني الذي طالما ردد مقولته الشهيرة في نفس هذا الموضع :
" أثبت العرش ثم انقش " .
فلابد أولا من صحة الدليل ثم بعد ذلك يأتي صحة الإستدلال .
فهذه الزيادة منكرة وسندها معلول فلا يصح الجمع بينها وبين الطريق الحسن لذاته الذي لم يذكر هذه الزيادة .
قلت : والنصوص الدالة على خروج المهدي صحيحة ولله الحمد .
ولعل ابن كثير والقرطبي قد توهما صحة الحديث أو حسنه ، وإلا فهما أجل من تعمد مخالفة السنة النبوية الصحيحة ؛ ولذلك حرصا على تأويل المعنى غير المستقيم وهو ظاهر النفي للجمع ما بين الأحاديث المثبتة لخروجه وهذا الحديث النافي ؛ فرحمة الله عليهما رحمة واسعة .
وباقي رجاله لا مطعن فيهم ، فقد درست حال كل راوي ووقفت على درجته من الجرح والتعديل ؛ والفضل لله تعالى أولا ثم للشيخ الألباني ثانيا الذي تتلمذت على كتبه ومصنفاته العلمية الماتعة ، فرحمة الله عليه رحمة واسعة .
ويشهد للجمل الأربعة الأولى حديث أبي أمامة ومعاوية وعمران بن حصين رضي الله عنهم .
وقد تابع يونس بن عبد الأعلى عدد من الرواة وهم كالآتي :
الراوي الأول : أبو العباس الأقطع
تابعه من طريق محمد بن الفرج بن علي البزاز ، قال حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن عيسى المعروف بالمالكي ، قال حدثنا أبو العباس الرازي عند دار موسى وانجوا سنة إحدى وتسعين ومائتين في المحرم قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى المصري ، قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي به مثله .
أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 5/ 360) .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 03:34 PM
وعنه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/ 379-380) بواسطة أبو منصور القزاز بنفس السند والمتن .
وفيه الزيادة الأولى فقط .
وسندهما ضعيف فبه بالإضافة إلى العلل الثلاثة المتقدمة ؛
أحمد بن عبد الله الطائي أبو العباس الأقطع وهو مستور الحال ،
ترجم له الخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 360) فقال بعدما ذكر خمسة رواة روى عنهم :
" وروى عنه أحمد بن كامل القاضي ، محمد بن علي بن عيسى الخراز المالكي ، أبو القاسم الطبراني " .
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وله ذكر في أربعة تراجم في " تهذيب الكمال " للمزي
فهو مستور الحال ، وباقي رجاله ثقات .الراوي الثاني :علي بن محمد ابن الخرساني الأزدي
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 43/ 190) من طريق أبي القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو القاسم السميساطي ، أنا غبد الوهاب الكلابي ، إجازة ، أنا علي بن محمد بن علي الأزدي ابن الخرساني ، قراءة عليه ، نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي به سواء .
وفيه الزيادة الأولى فقط .
وسنده ضعيف فبه بالإضافة إلى العلل الثلاثة علي بن محمد الأزدي ،
وهو أبو الحسن القطان ، ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 43/ 189-190)
وقد روى عنه أكثر من اثنين من الرواة ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ؛
فهو على هذا الحال مستور الحال .
وله ذكر في ترجمة بحر بن نصر في " تهذيب الكمال " ( 4/ 18) للحافظ المزي .
وباقي رجاله ثقات .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 07:53 PM
الراوي الثالث : أبو الفوارس
من طريقه قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى به سواء
أخرجه عبد الرحمن بن عمر الشيباني ابن نصر في " الفوائد " ( 1/ 40)
وسنده ضعيف فبه بالإضافة إلى العلل الثلاثة ضعف أبي الفوارس هذا ؛
وهو أحمد بن محمد بن الحسين السندي مولى بني هاشم ،
ترجم له الذهبي في " السير " ( 15/ 542) فقال رحمه الله :
" وهو صدوق في نفسه ، وليس بحجة وقد أدخل عليه حديث باطل فرواه " .
وقال في " تاريخ الإسلام " ( 25/ 414) :
" عالي الإسناد لا يحتج به ، لأنه أدخل عليه حديث فرواه عن الظهراني ، ثقة مشهور " .
قلت : فهو ثقة في نفسه فيه غفلة ، لا يحتج به في أصل الصحيح أو الحسن ، أما في المتابعات والشواهد فنعم ،
والله أعلم .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 08:09 PM
الراوي الرابع: أبو الحريش الكلابي وسليمان بن إسحاق الطلحي
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (9/ 161) من طريقين وهما :
الأول من طريق القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا إبراهيم ، ثنا سليمان بن إسحاق بن نوح الطلحي .
والثاني من طريق أبي محمد بن حيان ثنا أبو الحريش الكلابي .
كلاهما ثنا يونس بن عبد الأعلى به مثله .
وفيه لفظ ( ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم عليهما السلام )
وفيه الزيادة الأولى فقط .
قلت : وسنده ضعيف فيه العلل الثلاثة المتقدمة وفيه أيضا علتان كذلك وهما كالآتي :
العلة الأولى : جهالة سليمان بن إسحاق بن نوح الطلحي في الطريق الأول ، لم أجد من ترجم له ، ولم يروي عنه سوى محمد بن العسال ،
فهو مجهول .
العلة الثانية : فيه أبو الحريش الكلابي ، ترجم له الجرجاني في " المعجم في أسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي " ( 1/ 342) بقوله :
" أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي الكوفي " .
وله ذكر في " تهذيب الكمال " ( 1/ 279 ؛ 285) للمزي وفي " تاريخ دمشق " ( 19/ 77) وفي " المنتقى " ( 1/ 172) كلاهما للذهبي .
وفي " الأنساب " ( 9/ 110) للسمعاني .
وفي " نزهة الألباب " لابن حجر .
ولم يذكر أحد فيه جرحا ولا تعديلا ، وقد روى عنه أكثر من راوي واحد ، فهو مستور الحال .
وباقي رجاله ثقات .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 08:25 PM
الراوي الخامس :علي بن محمد بن سفيان
رواه القضاعي في " المسند " ( 2/ 68) من طريق القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي العوام ، نا الحسين بن موسى ، إمام مسجد الجامع ، نا علي بن محمد بن سفيان ، نا يونس بن عبد الأعلى به وذكره .
وفيه الزيادة الأولى .
وهو ضعيف فيه العلل الثلاثة الأولى والحسين بن موسى إمام مسجد الجامع ، فليس هو ابن جحيفة المترجم له في " تاريخ ابن يونس " ( 1/ 126)
وفيه كذلك علي بن محمد بن سفيان ، وهما مجهولين ، لم أجد من ترجم لهما .
وباقي رجاله لا مطعن فيهم .الراوي السادس :عيسى بن زيد ين عيسى
فقد روى عنه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 488) وابن حجر في " إتحاف المهرة " ( 1/ 581-582) فقال :
حدثنا عيسى بن زيد بن عيسى بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ، ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي به سواء .
وفيه الزيادة الأولى فقط .
وسنده واه جدا فبه بالإضافة إلى العلل الثلاثة المتقدمة ، عيسى بن زيد الهاشمي شيخ الحاكم وهو كذاب ولا كرامة .
قال ابن عنه ابن حجر في " لسان الميزان " ( 4/ 395) :
" عيسى بن زيد الهاشمي العقيلي عن الحسن بن عرفة لحقه الحاكم كذاب انتهى " .
ثم بين ابن حجر شيوخه وتلامذته .
وانظر ترجمته جزاك الله خيرا في " الميزان " ( 3/ 312) و " المغني في الضعفاء " ( 2/ 497) كلاهما للإمام الذهبي رحمه الله .
أبو آدم البيضاوي
2014-11-30, 08:48 PM
الراوي السابع :أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود أبو بكر
من طريق صخر بن عبيد بن صخر بن محمد أبو عبيد الطوسي بقراءتي عليه في المسجد الجامع بطايران قصبة طوس ، قال أنبأ القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد الفخرزادي قراءة عليه ، قال ثنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي ، أنبأ أبو بكر عبد الرحمن بن الجارود الرقي بالعسكر ، ثنا يونس بن عبد الأعلى به مثله .
أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 1/ 435)
وفيه الزيادة الأولى فقط ، وحذف كلمة ( الناس ) من جملة ( ولا تقوم الساعة إلا على شرار ) والباقي مثله . ولعلها سقطت من بعض الرواة .
وسنده واه جدا فيه أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي ، وهو كذاب .
قال عنه الذهبي في " ميزان الاعتدال " ( 1/ 116) :
" عن الربيع المرادي والكبار .
لقيه أبو نعيم في حدود الستين وثلاثمائة وسمع منه ،
قال الخطيب : كان كذابا " .
ونقل ابن حجر في " لسان الميزان " ( 1/ 213)
قول ابن طاهر فيه : " كان يضع الحديث ويركبه على الأسانيد المعروفة " .
وفيه صخر بن عبيد بن صخر أبو عبيد الطوسي قال عنه السمعاني في " المنتخب " ( 1/ 909) :
" شيخ معمر مسن من بيت الحديث وأهله " .
وترجم له الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 37/ 189) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
قلت : فهو صدوق إن شاء الله تعالى .
وفيه أبو سعيد محمد بن سعيد الفخرزادي قال عنه الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( 1/ 70) :
" شيخ مشهور صدوق " .
وقال عنه السمعاني في " الأنساب " ( 32/ 206) :
" فاضل ، عالم ، سديد السيرة مكثر من الحديث " .
وفيه أبو عمر بن الحسين القاضي البسطامي ، ترجم له الخطيب في " تاريخه " ( 3/ 41) فقال :
" حدثني عنه الحسين بن محمد الخلال ، وذكر لي أنه قدم بغداد في حياة أبي حامد الإسفراييني وقال : وكان إمام نظارا ، وكان أبو حامد يعظمه ويجله " .
ثم ساق له حديث : " أنا بدك اللازم فاعمل لبذك " وقال :
" وهذا حديث موضوع المتن ، مركب على هذا الإسناد ، وكل رجاله مشهورون معروفون بالصدق إلا ابن الجارود فإنه كذاب " .
وترجم له الذهبي في " السير " ( 13/ 352) فقال :
" شيخ الشافعية ... زين أهل الحديث " .
وانظر " تاريخ الإسلام " ( 28/ 180) له كذلك .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-01, 01:57 AM
وفيكم بارك الله أخونا الفاضل أبو فراس ، ونفع بكم الأمة الإسلامية
أبو آدم البيضاوي
2014-12-01, 02:02 AM
جزاكم الله خيرا ، لا زال في البحث تتمة أدونها إن شاء الله تعالى ؛ كلما سنحت لي الفرصة بذلك ، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أحمد السكندرى
2014-12-01, 02:02 AM
الحديث خرجته منذ 3 سنوات على هذا الرابط، فانظره غير مأمور، وجزاكم الله خيرا:
تنزيه السنة الشريفة عن الأحاديث الموضوعة و الضعيفة: حديث : " لاَ يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلاَّ شِدَّةً ، وَلاَ الدُّنْيَا (http://alsakandry1.blogspot.com/2011/03/blog-post_27.html)
أبو آدم البيضاوي
2014-12-02, 12:55 AM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل أحمد السكندري على الإفادة الكريمة ، وتخريجكم الطيب لم أره إلا الساعة ، ولي إن شاء الله تعالى بعض الإستدراكات أود الإشارة إليها إن شاء الله تعالى حول الحكم على رجال سند القضاعي في " المسند " من رواية أبي أمامة في تخريجكم الكريم ، بحول الله وقوته عما قريب .
أجزل الله تعالى مثوبتكم وأحسن أجركم .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-02, 02:02 AM
قلت : فهولاء الرواة الثلاثة ثبتت تزكيتهم بما يوجب الاعتقاد بصدقهم على أقل الأحوال ؛ ولم يثبت فيهم جرح لعلماء الحديث ، فهم على هذا الحال صدوقين إن شاء الله تعالى .وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه من أفراد الشافعي ولم يتابع عليه !
والصحيح أنه توبع عليه فليس من أفراده .
قال أبو نعيم في " الحلية " ( 9/ 16) بعدما ساق الحديث :
" غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث الشافعي والله أعلم " .
وقال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ( 4/ 192) بعدما ذكر الحديث ( وهو الشاهد الثالث في هذه الرسالة ) :
" قلت : رواه الحاكم في المستدرك من طريق يحيى بن السكن عن محمد بن خالد الجندي بإسناده ومتنه سواء وقال هذا حديث يعد في أفراد الشافعي وليس كذلك فقد حدث به غيره وله شاهد من حديث إبي أمامة رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده " .
قلت : وهذا صحيح فقد تابعه عليه يحيى بن السكن
أخرجه ابن حجر في " إتحاف المهرة " ( 1/ 581-582) [ الحسين بن أبي الحسن ، عن أنس ] [ كم ] من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد ببخارى ، من أصل كتابه ، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ، ثنا المفضل بن محمد الجندي ، ثنا صامت بن معاذ ، ثنا يحيى بن السكن ، ثنا محمد بن خالد به مثله .
( راجع سنده ومتنه في الشاهد الثالث : أنس بن مالك من هذا البحث ) وفيه بإضافة إلى العلل الثلاثة المتقدمة ، عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد فقد ترجم له ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 35/ 71) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ولم يروي عنه سوى الحاكم فهو مجهول .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-12-02, 02:20 AM
وفقكم الله أبا آدم.
نرجو بعد الانتهاء من تخريج الحديث، أن يجمع بعضه إلى بعض مرتبًا، في ملفٍ واحدٍ، حتى يسهل علينا الاطلاع عليه، فإلى الآن لم أطالع جيدًا ما سطرته يداك (أو بالكيبورد)، سلَّمها الله (سلَّمه الله)!
أبو آدم البيضاوي
2014-12-02, 02:35 AM
وفيه صامت بن معاذ قال عنه ابن حبان في " تاريخ دمشق " ( 8/ 324) :
" صامت بن معاذ بن شعبة بن عقبة الحندي أبو محمد يروي عن سفيان بن عيينة وكان راويا لأبي قرة حدثنا عنه المفضل بن محمد الجندي يهم ويغرب " .
وترجم له ابن حجر في " اللسان " ( 3/ 178) ونقل قول ابن حبان المتقدم وساق له حديث : " لا تشد الرحال إلى أربعة مساجد " وعقب عليه بقوله :
" والذي أظنه أنه من أوهام صامت " وحديث : " نساء كاسيات .." وقال الدارقطني :
" تفرد به صامت بن معاذ بهذا الإسناد " .
قلت : فهو ضعيف يهم ويغرب كما قال ابن حبان رحمه الله .
وفيه أيضا يحيى بن السكن وهو ضعيف ؛
ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير "( 8/ 280) وسكت عنه .
وقال عنه الذهبي في " ميزان الآعتدال " ( 4/ 380) :
" عن شعبة ليس بالقوي ،
وضعفه صالح جزرة ". وانظر ترجمته أيضا في " المغني " ( 2/ 735) له أيضا .
قلت : ويحتمل اتصال السند بين عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد وعبد الرحمن بن أحمد بن رشدين .
وكذلك بين صامت بن معاذ ويحيى بن السكن ؛
وبقية رجاله لا مطعن فيهم .
وتابع الشافعي أيضا زيد بن السكن
أخرجه القضاعي في " المسند " ( 2/ 68) من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن الخضر الخولاني ، نا أبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان ، نا أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي بمكة ، نا صامت بن معاذ ، نا زيد بن السكن ، نا محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح ، عن الحسن عن أنس به
بنفس متن الشاهد الثالث وفيه الزيادة الأولى فقط .
وفيه بإضافة إلى العلل الثلاثة علل أخرى وبيانها كالآتي : العلة الأولى : عبد الرحمن بن الخضر الخولاني أبو محمد ، لم أجد له ترجمة إلا ذكرا في ترجمة شيخه محمد بن سعيد الجندي في " تاريخ دمشق " ( 53/ 88) فهو مجهول والله أعلم .والعلة الثانية : صامت بن معاذ وهو ضعيف يهم ويغرب كما تقدم قبل قليل .
والعلة الثالثة : زيد بن السكن وهو منكر الحديث ؛
ترجم له الذهبي في " الميزان " ( 2/ 104) فقال :
" حدث عنه إسحاق بن الضيف قال الأزدي : منكر الحديث " .
وأضاف ابن حجر في " اللسان " ( 2/ 507) :
" من رهط هشام بن يوسف " .
وفيه متابعة لشيخ الشافعي محمد بن خالد الجندي من طرف زيد بن السكن هذا .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-02, 02:44 AM
ووفقكم الله تعالى أخونا الفاضل أبا عاصم ، وأجزل الله مثوبتكم ، أفعل إن شاء الله تعالى ، سلمكم المولى جل جلاله وسددكم ، وأيدكم بنصره المبين في الدنيا والآخرة .
أبو البراء محمد علاوة
2014-12-02, 09:52 PM
وفيكم بارك الله أخي الكريم أبو البراء ، وجزاكم الله خيرا على هذه الإضافة المفيدة .
وفيكم بارك الله.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-12-03, 11:23 AM
وقد أخرجه البيهقي في " المجمع " ( 7/ 285) وقال عقبه :
" رواه الطبراني ، ورجاله وثقوا وفيهم ضعف ، ورواه بإسناد آخر ضعيف " .
قلت : وهو كما قال عدا بكر بن سهل فهو ضعيف ولم يوثق ؛.
الصواب: وذكره الهيثمي......
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-12-03, 11:47 AM
أ - متابعات الحديث :
المتابع الأول : عبد الله بن صالح
تابع معن بن عيسى عن معاوية بن صالح
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 486) من طريق أبي زكريا بن محمد العنبري ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن العلاء بن الحارث الدمشقي به .
بنفس لفظه إلا أنه أضاف حرف [ من ] فقال : " ..ولا تقوم الساعة إلا على شرار [ من ] خلقه " والباقي مثله سواء .
قلت : وسنده فيه ضعف يسير ينجبر بما قبله وما بعده ؛
لأن فيه عبد الله بن صالح ، وقد اختلف أهل العلم فيه اختلافا شديدا ، ومن أجود من أنصفه فيما قرأت الإمام الذهبي في " السير " (10/ 405) حيث قال :
" قد شرحت حاله في " ميزان الاعتدال " ، وليناه ،
وبكل حال ، فكان صدوقا في نفسه ، من أوعية العلم ، أصابه داء شيخه ابن لهيعة ، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ، ولم يترك بحمد الله ، والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى ".
وقال عنه في :" من تكلم عنه وهو موثق " (1/ 109) :
" صالح الحديث " .
قلت والراجح عندي فيه قول ابن حجر في " التقريب " ( ص515) :
" صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه وفيه غفلة " .
فهو صدوق في نفسه ؛ ولكنه كثير الغلط ، فحديثه ضعيف متى انفرد وخالف الثقات .
وهو مما يصلح للمتابعات والشواهد ، بل مما ينفع الحديث خاصة ؛ إذا لم يخالف الثقات أو أتى بما ينكر عليه ، فيكون حديثه حينئذ صحيحا أو حسنا إن شاء الله تعالى ،
والله أعلم .
وكذا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي في "صفوة التصوف/خ/جوامع" (12)، من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ، فِيمَا انْتَقَى أَهْلُ بَغْدَادَ عَلَيْهِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ به.
وكذا أخرجه ابن عدي في "الكامل" (ترجمة معاوية بن صالح) (8/145)، فقال: حدثنا الحسن بن عثمان عن عبد الرحمن بن عمرو، عن ابن مهدي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي، حدثنا معن عن معاوية بن صالح به.
وقال بعد أن ذكر جملة من حديث معاوية ذا، منها هذا: "ولمعاوية بن صالح غير ما ذكرت حديث صالح عند بن وهب عنه كتاب وعند أبي صالح عنه كتاب وعند بن مهدي ومعن عنه أحاديث عداد وحدث عنه الليث وبشر بن السري وثقات الناس وما أرى بحديثه بأسا، وهو عندي صدوق إلا أنه يقع في أحاديثه إفرادات".
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 01:03 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ، وجعل مشاركاتكم القيمة في ميزان حسناتكم ،
وما ذكرتم من فوائد هو مما يؤكد ثبوت الحديث ، فجزاكم الله خيرا .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 02:19 PM
وتابع الشافعي كذلك المزني في " الجامع " ( 1/ 604) من طريق أحمد بن عبد الله بن محمد ، نا الميمون بن حمزة الخشني بمصر ، نا الطحاوي ، قال حدثنا المزني ، نا الشافعي به
وفيه الزيادة الأولى فقط .
قلت : وفيه العلل الثلاثة المتقدمة وباقي رجاله ثقات .
وقد تابع الشافعي أيضا أبان بن أبي عياش
قال صامت بن معاذ عدلت إلى الحند مسيرة يومين من صنعاء ، فدخلت على محدث لهم فطلبت هذا الحديث فوجدته عنده ، عن محمد بن خالد الجندي ، عن أبان بن أبي عياش ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
وفيه الزيادة الأولى فقط .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 488) وابن حجر في " إتحاف المهرة " ( 1/ 581-582) والبيهقي في " معرفة السنن والآثار " ( 14/ 476) وابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/ 379-380) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 47/ 518) .
قلت : وسنده واه جدا مرسل فيه أربعة علل وهي كالآتي :
العلة الأولى : محمد بن خالد الجندي وهو منكر الحديث العلة الثانية : صامت بن معاذ ضعيف يهم ويغربالعلة الثالثة : أبان بن أبي عياش وهو متروك ، قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 103) :
" متروك " .
العلة الرابعة : إرسال الحسن البصري وهو تابعي لم يلقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ولذلك قال ابن الجوزي عقبه :
" وهو منقطع والأحاديث قبله في التنصيص على خروج المهدي أصح إسناداَ " .
قلت : وليس فيه هذه العلة فقط كما علمت ؛ وقد يطلق الانقطاع على الحديث المرسل ولا مشاحة في الاصطلاح ما دام المعنى قد تبين ، ودل على شيء واحد معلوم .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 02:38 PM
وقد ذهب الذهبي إلى أن الحديث مدلس عن الشافعي من طرف يونس بن عبد الأعلى ؛
فقال في " السير " ( 8/ 264-265) بعدما ذكر الحديث بسنده :
" أخرجه ابن ماجه عن يونس ، فوافقناه وهو خبر منكر تفرد به يونس بن عبد الأعلى الصدفي أحد الثقات ، ولكنه ما أحسبه سمعه من الشافعي بل أخبره به مخبر مجهول ليس بمعتمد ، وقد جاء في بعض طرقه الثابتة عن يونس قال : حدثت عن الشافعي فذكره " .
وقال في ترجمة يونس بن عبد الأعلى من " السير " ( 10/ 55) :
" وأما الحديث الذي انفرد به عن الشافعي ، حديث " لا مهدي إلا عيسى " فلعله بلغه عن الشافعي فدلسه ، وقد رأيت أصلا عتيقا يقول فيه : حدثت عن الشافعي .قلت : وهذا قد يكون تصرفا من بعض الرواة أو زلة قلم ؛ وإلا فقد صرح كثير من الرواة بالتحديث بين يونس بن عبد الأعلى والشافعي مما يكفي ويثبت سماعه منه ، ولم يتهم بالتدليس فيما أعلم .
ولهذا قال السبكي في " طبقات الشافعية الكبرى " ( 2/ 171) بعدما نقل قوله المتقدم :
" وأنا أقول قد صرح الرواة عن يونس بأنه قال حدثنا الشافعي " .
ثم استدل بالأحاديث التي تنص على ذلك ، وقد ذكرنا جملة منها فيما سبق تكفي في تأكيد سماعه من الشافعي ،
والله أعلم .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 02:58 PM
وقد ضعف الشيخ الألباني هذا الحديث بهذا السند الذي فيه الزيادة المنكرة كما في " السلسلة الضعيفة " ( 1/ 175) ( رقم الحديث : 77) فقال رحمه الله :
" " لا مهدي إلا عيسى "
منكر
أخرجه ابن ماجه (2/ 495) والحاكم ( 4/ 441) وابن الجوزي في " الواهيات " ( 1447) وابن عبد البر في " جامع العلم " ( 1/ 155) وأبو عمرو الداني في " السنن الواردة في الفتن " ( 3/ 3/ 2، 4/ 9 / 1، 5/ 22 / 2 ) والسلفي في " الطيوريات " ( 62/ 1) والخطيب ( 4/ 221) من طريق محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس مرفوعا بلفظ :
" لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراَ ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ، ولا مهدي إلا عيسى بن مريم " .
قلت : وهذا إسناد ضعيف فيه علل ثلاثة :
الأولى : عنعنة الحسن البصري ، فإنه قد كان يدلس .
الثانية : جهالة محمد بن خالد الجندي ، فإنه مجهول كما قال الحافظ في " التقريب " تبعا لغيره كما يأتي .
الثالثة : الاختلاف في سنده ..."
إلى أن قال :
" ( تنبيه ) قوله في هذا الحديث : " ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " هذه جملة منه صحيحة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن مسعود ! خرجه مسلم وأحمد " انتهى .
وضعفه كذلك عن أنس في " ضعيف الجامع الصغير وزياداته " (1/ 916) ( رقم 6348)
قلت : وقد بينا ضعف هذه الرواية في الشاهد الثالث وفصلنا القول فيه ؛ وهذا لا يعني ضعف كل الأسانيد الواردة في هذا الحديث ، فقد بينا حسن سند أبي أمامة ومتابعاته وشواهده فيما تقدم ؛ بما يغني عن إعادتها في هذا الموضع .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 03:35 PM
وقد تابع الحسن البصري عبد العزيز بن صهيب عن أنس
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4/ 488) من طريق الحسن بن علي التميمي رحمه الله ، ثنا محمد بن إسحاق الإمام ، ثنا علي بن الحسين الدراهمي ، ثنا مبارك أبو شحيم ، ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لن يزداد الزمان إلا شدة ، ولا الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .
وسنده واه جدا فيه مبارك بن سحيم ، قال عنه الحافظ في " التقريب " ( ص 918) :
" متروك " .
وفيه حرف ( لن ) بدل حرف ( لا ) ولفظ ( الزمان ) وهذا منكر تفرد به مبارك بن سحيم ؛ وقد خالف الثقات .
وباقي رجاله ثقات إلا علي بن الحسين الدراهمي فهو صدوق .
(فائدة ) قال الحاكم عقبه :
" فذكرت ما انتهى من علة هذا الحديث تعجبا لا محتجا به في المستدرك على الشيخين رضي الله عنهما فإن أولى من هذا الحديث ذكره في هذا الموضع " .
وقال الذهبي : صحيح !
قلت : يعني كلامه لا الحديث بهذا السند والمتن .
وهذه من فوائد أبو عبد الله الحاكم في كتابه الماتع " المستدرك " فلله دره .
وقد أخرجه ابن حجر في " إتحاف المهرة " ( 2/ 121) .
وأخرجه البزار في " المسند " ( 13/ 63-64) من طريق محمد بن مرداس الأنصاري ، حدثنا مبارك بن سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب به : " لن يزداد الأمر إلا شدة .." الحديث مثله .
وسنده واه جدا فيه نفس العلة السابقة وأما محمد بن مرداس فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب " ( ص894) :
" مقبول " .
قلت : وباقي رجاله ثقات .
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-12-03, 08:19 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ، وجعل مشاركاتكم القيمة في ميزان حسناتكم ،
وما ذكرتم من فوائد هو مما يؤكد ثبوت الحديث ، فجزاكم الله خيرا .
وإيَّاكم صديقي الغالي. واصل أبا آدم، نفع الله بكم.
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 09:36 PM
وتابعه أيضا عبد الله بن هانئ
رواه الطبراني في " الصغير " ( 1/ 293) من طريق سلامة بن جعفر الرملي الحجندري ، حدثنا عبد الله بن هانئ النيسابوري ، حدثنا مبارك بن سحيم به .
بلفظ ( لا يزداد الزمان إلا شدة ، ولا يزداد الناس إلا شحا ، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " .وسنده واه جدا دمر عليه ، فيه مبارك بن سحيم وهو متروك كما تقدم ، وفيه أيضا سلامة بن جعفر الرملي فهو مجهول الحال ، ترجم له السمعاني في " الأنساب " ( 4/ 282) فقال :
" سلامة بن جعفر الرملي الجندري ، يروي عن عبد الله بن هانئ النيسابوري .
روى عنه أبو القاسم بن أحمد بن أيوب الطبراني " .
قلت : وقد روى عنه أيضا أحمد بن الحسن الرازي في " مسند الشهاب " ( 2/ 327) للقضاعي .
وباقي رجاله ثقات .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 09:51 PM
ثانيا : شواهد لمعنى الحديث
وقد ثبتت عدة أحاديث شاهدة لبعض جمل الحديث ومنها ما يلي :
الشاهد الأول : عبد الله بن مسعودعن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
" لا تقوم الساعة ، إلا على شرار الناس "
أخرجه مسلم ( 4/ 2268) وأحمد ( 6/ 280) ( 7/ 209) وابن حبان ( 15/ 264) والطبراني في " الكبير " ( 10/ 103) وغيرهم .
كلهم من حديث شعبة ، عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عنه به .
الشاهد الثاني : أنس بن مالك
من طريق محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان ، عن الزبير بن عدي قال أثينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال :
" اصبروا ، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم " .
أخرجه البخاري ( 9/ 49) وابن حبان ( 13/ 282) والطبراني في " الصغير " ( 1/ 319) وغيرهم .
وأخرجه الترمذي ( 4/ 492) بلفظ :
" ما من عام إلا والذي بعده شر منه ..." الحديث ، والباقي مثله سواء .
وهو شاهد لرواية متقدمة ذكرت لفظ ( الزمان ) بدل لفظ ( الأمر ) في حديث الباب .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 10:02 PM
الشاهد الثالث : عن أبي هريرةعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال ، فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه ، فيقول الذي يعرضه عليه : " لا أرب لي " .
وفي لفظ : " ... فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقة ، ويدعى إليه الرجل فيقول لا أرب لي فيه " . وبدايته مثله سواء .
أخرجه البخاري ( 2/ 108) واللفظ الأول له ، ومسلم ( 2/ 701) واللفظ الآخر له ، وأخرجه غيرهما .
قلت : وقد أفادني الإخوة الأفاضل ببعض هذه الشواهد في منتدى المجلس العلمي الألوكة ؛ فجزاهم الله خيرا ، ونفع بهم الأمة الإسلامية ، وبارك في علومهم وجهودهم الطيبة في خدمة السنة النبوية المشرفة .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-03, 10:47 PM
والحاصل أن هذا الحديث حسن لوجود طريق سالمة من الضعف ، ولمتابعاته وشواهده المتعددة التي تعضده وتقويه ؛ وإن كان بعضها شديد الضعف فأغلبها ضعيف ضعفاً محتملا ، يصلح للمتابعات والشواهد بقوة .
اللهم الزيادة الأخيرة وهي :
" ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم " ؛ فهي زيادة منكرة ، مخالفة للأحاديث الصحيحة الثابتة في خروج المهدي ؛ ومخالفة كذلك لباقي الروايات التي لم تذكرها وهي أصح إسناداً .
وهذا ما تيسر لي جمعه ودراسته في هذا الحديث النبوي الشريف ، على فترات ومدد متباعدة ، أسأل الله تعالى أن أكون قد وفقت إلى الحق والصواب ، وأن يتقبله مني بقبول حسن ، ويدخر لي أجره إلى يوم لقائه إنه كريم سميع مجيب .
ولتوسيع دائرة المستفيدين منه خاصة قراء الكتب والرسائل العلمية الورقية ؛ فقد أذنت لكل من أراد طبعه ونشره من المطابع ودور النشر ، والمجلات وأهل العلم وطلبته وأهل الخير ، حتى يعم النفع بما فيه من عظات وعبر نبوية عزيزة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، بشرط إلتزام الأمانة العلمية في النقل والتحقيق ، والله الموفق والهادي إلى سواء السيبل .
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
والحمد لله رب العالمين ، والله تعالى أعلى وأعلم .
كتبه أبو آدم عبد المنعم بن محمد شيبة البيضاوي
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين .
بتاريخ 25 محرم 1436 ه
الموافق ل 19 نونبر 2014 م
في مجاط والدار البيضاء
المغرب .
أبو مالك المديني
2014-12-04, 01:28 AM
بارك الله على جهودك ، وفي الحقيقة أميل إلى نكارة الحديث بلفظه المذكور ، كما حكم عليه بعض الحفاظ بالنكارة كالنسائي وغيره . كما رجحه أخونا السكندري في بحثه الذي أشار إليه ، ووقع فيه بعض الأمور تحتاج إلى تتبعها ، ومنها قوله:
وقال البيهقي :"قَالَ أَحْمَدُ: وَقَدْ رَوَاهُ صَامِتُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ السَّكَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُنْدِيِّ، فَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ يَنْفَرِدُ بِهِ، وَقَدْ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةً، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا. وَهَذَا الْمَتْنُ بِأَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، أَشْبَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ"
و قال السبكي :" وَالصَّحِيح فِيهِ أَن الجندى تفرد بِهِ" .
و قال أَبُو بَكْرِ بْنُ زِيَادٍ: وهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ....أهـ
فقوله : وقال البيهقي : قال أحمد ....
البيهقي هو أحمد نفسه ، فلينتبه .
أبو آدم البيضاوي
2014-12-04, 02:00 AM
وفيكم بارك الله ، قد ذهب بعض أهل العلم إلى نكارة لفظ " ولا مهدي إلا عيسى " ووافقناهم على ذلك بالدليل العلمي ؛ وهذا لا يدل على نكارة كل ألفاظ الحديث أو ضعفها ، لما بيناه وحققنا القول فيه فيما تقدم ، وخاصة إذا علمتم حسن سند أبي أمامة ، وما للحديث من متابعات صالحة قوية ؛ وشواهد تعضد الحديث ؛ وفيها شواهد أخر لعدة جمل بعضها في الصحيحين وغيرهما ؛
ولا شك إنه إذا زاد االبيان للمواضع التي وقع فيها الخلاف ؛ خاصة في الرواة الذين انتقد عليهم هذا الحديث ، فبين حالهم بشكل مفصل مع بيان الراجح في حقهم ، سوف يزيد هذا الأمر توضيحا ؛ ويرفع إن شاء الله تعالى الإختلاف حول الحكم على الحديث ،
أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم إلى الصواب ، ويهدينا إليه إنه سميع مجيب ، وجزاكم الله خيرا .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.