تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنظومة الهائية / للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى



أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:12 PM
المنظومة الهائية




للشَّيخِ العَلاَّمَةِ



حَافِظِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَكَمِيِّ


رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ


1342-1377 ﻫ


====================


[1]




ما لي و للدُّنيا وليستْ ببُغْيَتي



وَ لاَ مُنْتَهى قَصْدي ولستُ أَنا لها



[2]




ولستُ بميّالِ إِليها ولا إِلى



رئاساتِها فتناً وقبْحاً لحالها



[3]




هي الدارُ دارُ الهمِّ والغمِّ والعَنا



سريعٌ تقضِّيها قريبٌ زوالُها



[4]




مياسيرُها عُسْرٌ وحزنٌ سرورُها


وأَرباحُها خسرٌ ونقصٌ كمالُها



[5]




إِذا أَضحكتْ أَبكتْ وإِن رامَ وصلَها



غبيٌّ فيا سُرْعَ انقطاعِ وصالِها



[6]




فأَسأَلُ ربي أَنْ يحولَ بحوله



وقُوَّتِهِ بيني وبين اغتيالِها

أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:14 PM
[7]



فيا طالبَ الدنيا الدنيئةِ جاهداً



أَلا اطلبْ سواها إِنها لا وفا لها




[8]



فَكَمْ قَدْ رأَينا من حريصٍ ومشفقٍ



عليها فلمْ يَظْفَرْ بِها أَن ينالَها



[9]



لَقَدْ جاء في آيِ الحديدِ ويُونسٍ



وفي الكهفِ إِيضاحٌ بضربِ مثالِها



[10]



وَفي آلِ عمرانَ وسورةِ فاطرٍ



وفي غافرٍ قد جاء تِبْيانُ حالِها



[11]



وَفي سورةِ الأَحقافِ أَعظمُ واعظٍ



وكمْ من حديثٍ موجبٍ لاعتزالِها



[12]



لَقَدْ نظروا قومٌ بعينِ بصيرةٍ



إِليها فلمْ تَغْرُرْهُمُ باختِيالها

أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:16 PM
[13]



أُولئك أَهلُ اللهِ حقّاً وحزبُه



لهم جنةُ الفردوسِ إِرثاً ويا لها



[14]



ومالَ إِليها آخرونَ لِجَهْلِهِمْ



فلمَّا اطمأَنُّوا أَرشَقَتْهُمْ نِبالُها



[15]



أولئك قومٌ آثروها فأَعقبوا



بها الخِزْيَ في الأُخرى وذاقوا وَبالَها



[16]



فَقُلْ للذينَ اسْتَعْذَبوها رُوَيْدَكُم


سَيَنْقَلِبُ السُّمُّ النقيعُ زلالَها



[17]



لِيَلْهوا ويغترُّوا بها ما بدا لهُمْ



متى تبلُغِ الحلقومَ تُصْرَمْ حبالُها



[18]




ويوم توفَّى كلُّ نفسٍ بكَسْبِها



تَوَدُّ فداءً لو بَنيها ومالها

أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:18 PM
[19]



وتأْخذُ إما باليمينِ كتابَها



إِذا أَحسنتْ أَو ضدَّ ذا بشِمالِها



[20]



ويبدو لَدَيْها ما أْسَرَّتْ وأَعلنتْ



وما قدَّمَتْ من قولِها وفعالِها



[21]



بأَيدي الكرامِ الكاتبينَ مسطرٌ



فلم يُغْنِ عنها عُذْرُها وجدالُها



[22]



هنالك تدري ربحَها وخسارَها



وإِذ ذاك تَلْقى ما إليه مآلُها



[23]



فإن تكُ من أَهل السعادةِ والتُّقى



فإِنَّ لها الحسنى بِحُسنِ فِعالِها



[24]



تفوزُ بجنَّاتِ النعيمِ وحورِها



وتُحْبَرُ في روضاتِها وظلالِها

أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:21 PM
[25]



وترزقُ ممَّا تَشْتَهي من نعيمِها



وتشربُ من تَسْنيمها وَزُلاَلِها



[26]



وَإِنَّ لهم يومَ المزيدِ لموعداً



زيادة زُلْفى غيرُهُم لاَ ينالُها



[27]



وجوهٌ إِلى وجهِ الإِلهِ نواظرُ



لقد طالَ ما بالدمعِ كانَ ابتلاؤها



[28]



تجلى لها الربُّ الرحيمُ مسلِّماً



فيزدادُ من ذاك التَّجلِّي جمالُها



[29]



بمقْعَدِ صدقٍ حبَّذا الجارُ ربُّهم



ودارِ خلودٍ لم يخافوا زوالَها



[30]



فواكِهُها ممَّا تَلَذُّ عيونهُم



وتَطَّرِدُ الأَنهارُ بين خلالِها

أبو فراس السليماني
2014-09-14, 10:24 PM
[31]



على سُرُرٍ موضونةٍ ثم فرشهم



كما قال فيه ربُّنا واصفاً لها



[32]



بطائِنُها إِسْتَبْرَقٌ كيف ظَنُّكُم



ظواهِرُها لا مُنْتَهى لجمالِها



[33]




وإِن تكنِ الأُخرى فويلٌ وحسرةٌ


ونارُ جحيمٍ ما أَشدَّ نَكالَها



[34]



لهم تحتَهُم منها مهادٌ وفوقَهم



غواشٍ ومِنْ يحمومٍ ساء ظلالُها



[35]


طعامُهُمُ الغسلينُ فيها وإِن سُقُوا



حميماً بهِ الأَمعاءُ كان انْحِلالُها



[36]



أَمانِيُّهم فيها الهلاكُ وما لَهم



خروجٌ ولا موتٌ كما لا فنا لها



[37]


مَحَلَّيْنِ قل للنفسِ ليس سواهما



لِتَكْسَبْ أَو فَلْتَسْكُتْ ما بدا لها



[38]


فطوبى لنفسٍ جَوَّزَتْ وتَخَفَّفَتْ

فَتَنْجو كفافاً لا عليها ولا لها

=================

للحصول على نسخة من المنظومة


http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=2778 (http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=2778)