المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تشتاق إلى الجنة ؟ (متجدد) .



أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 11:35 AM
إن الحديث عن الجنة، وصفتها، وما فيها من النعيم المقيم الذي لا ينفد - تشتاق إليه النفوس، ويزيد به الإيمان، ويحلو به الكلام، وتطمئن به القلوب؛ لأن النفس تميلُ إلى معرفة الثمار التي من أجلها ترك الإنسان المحرَّمات وترك المكروهات؛ كما في الحديث: ((حفِّت الجنة بالمكاره، وحفِّت النار بالشهوات)) . مسلم (2822) وغيره، من حديث أنس بن مالك.


؛ إذ الواجب على الإنسان العاقل الذي يعلم أين السعادة أن يعبد الله؛ رجاءً في الجنة، وخوفًا من النار، لا كما يزعم الصوفية أن مَن يعبد الله طلبًا للجنة، فهذه عبادة التجار، أما عبادة الأحرار، فهو أن تعبد الله من غير رغبة في الجنة! وهذا باطل، وينقضه ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: ((كيف تقولفي الصلاة؟))، قال: أتشهَّد، وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دَنْدَنَتك ولا دَنْدَنة معاذٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((حولها نُدَنْدِن)) .أبو داود (792)، وابن ماجه (910)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3163).

وهكذا ينبغي علينا نحن وكل المسلمين أن ندندن حولها، فاللهم نسألك الجنة، ونعوذ بك من النار، واجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم، وتقبَّله؛ إنك أنت السميع العليم.
وإليك - أخي وحبيبي في الله - صفة الجنة وحال أهلها؛ ليكون لك حافزًا ومطمعًا للسعي في أسباب دخول الجنة، والبعد عن النيران، فالله الموفِّق والمستعان.

كما ادعو مشايخي الأفاضل بذكر ما وقفوا عليه من شأن الجنة وحال أهلها ونعيمهم الدائم المستمر تحفيزًا للنفوس ، بارك الله فيكم :

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 11:41 AM
صدق القائل :

يا سلعةَ الرحمنِ لستِ رخيصةً ... بل أنتِ غاليةٌ على الكسلانِ

يا سلعةَ الرحمنِ ليس ينالُهـا ... في الألفِ إلا واحدٌ لا اثنـانِ

يا سلعةَ الرحمنِ أين المُشتَرِي ... فلقد عُرضِتِ بأيسرِ الأثمـانِ

يا سلعةَ الرحمنِ هل مِن خاطبٍ ... فالمهرُ قبل الموتِ ذو إمكانِ

يا سلعةَ الرحمنِ لولا أنهـــا ... حُجِبتْ بكلِّ مكارهِ الإنسانِ

ما كان عنها قطُّ من متخلِّــفٍ ... وتعطَّلت دارُ الجزاءِ الثاني

لكنها حُجِبتْ بكل كريهــــةٍ ... ليُصَدَّ عنها المبطل المتوانِي

وتنالَها الهممُ التي تسمُو إلــى ... ربِّ العلا بمشيئة الرحمنِ

فاتعبْ ليومِ معادِك الأدنَى تجـدْ ... راحاته يومَ المعاد الثانـي

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 11:51 AM
أسماء الجنة:


ذكر للجنة عدة أسماء في القرآن، نذكر منها:

• دار السلام، في قوله - تعالى -: ﴿ لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 127].

• دار المقام، في قوله - تعالى -: ﴿ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 35].

• دار الحيوان، في قوله: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].
• الفردوس، في قوله: ﴿ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 11].

• المقام الأمين، في قوله: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ [الدخان: 51].

• مقعد صدق، في قوله: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 54 - 55].

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 03:06 PM
- جنات عدن في قوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) غافر : 8

- جنات النعيم في قوله تعال : (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) الحج : 56

- جنة المأوى في قوله تعالى : (عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) النجم : 15

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 03:12 PM
درجات الجنة:


ففي الصحيحين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض)) . البخاري (2790) من حديث أبي هريرة، ومسلم (1884) من حديث أبي سعيد الخدري.


وفي الجنة جنانٌ كثيرة، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن أمَّ الربيع بنت البراء، وهي أم حارثة بن سراقة أَتَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله، ألا تحدِّثني عن حارثة - وكان قُتِل يوم بَدْر أصابه سهمٌ غَرْبٌ - فإن كان في الجنة، صبرتُ، وإن كان غير ذلك، اجتهدتُ عليه في البكاء، قال: ((يا أمَّ حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنَك أصاب الفردوس الأعلى) . البخاري (2809) .

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-01, 11:44 PM
أنواع الجنان:


الجنان نوعان: نوع من ذهب، ونوع من فِضَّة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 46 - 50].

وفي الصحيحين: عن أبي بكر بن عبدالله بن قيس، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((جنَّتان من فضَّة آنيتُهما وما فيهما، وجنَّتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رداءُ الكِبْر على وجهه في جنة عَدْن) . متفق عليه: البخاري (4878)، ومسلم (180) من حديث أبي موسى الأشعري.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-02, 02:03 PM
أبواب الجنة:


للجنة ثمانية أبواب؛

ففي حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمَّى الريَّان، لا يدخله إلا الصائمون)) . البخاري (3257).


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن أنفق زوجينِ في سبيل الله، نُودِي من أبوابِ الجنة: يا عبدالله، هذا خيرٌ، فمَن كان من أهل الصلاة، دُعِي من باب الصلاة، ومَن كان من أهل الجهاد، دُعِي من باب الجهادِ، ومَن كان من أهل الصيام، دُعِي من باب الريَّان، ومَن كان من أهل الصدقة، دُعِي من باب الصدقة))، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِي من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدعَى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم)) . البخاري (1897)، مسلم (1027).


قال القاضي عياض: ذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة، وزاد غيره بقية الثمانية، فذكر منها: باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين، والباب الأيمن يدخل منه مَن لا حساب عليه) . التذكرة للقرطبي (487).

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-03, 10:00 AM
خَزَنة الجنة :


للجنة خَزَنة - جمع خازن - وهم الملائكة.

قال - تعالى -: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [الزمر: 73].

فائدة: مِن الأخطاء تسميةُ رئيس خزنة الجنة رِضْوَان؛ إذ لا يصح في ذلك شيء، لا من الكتاب ولا من السنة.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-03, 10:06 AM
بناء تُرْبَة الجنة :
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قلتُ: الجنة ما بناؤها؟ قال: ((لَبِنة من فِضَّة، ولبنة من ذهب، وملاطُها المسك الأَذْفَر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتُرْبَتها الزَّعْفَران، مَن دخلها ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت، لا تَبْلَى ثيابهم، ولا يَفنَى شبابهم)) . جزء من حديث عند الترمذي (2526)، وأحمد (8043)، واللفظ له، وحسنه لغيره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3711)، وصححه بطرقه وشواهده محققو المسند (13/410).

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-03, 11:23 PM
مساكن أهل الحنة:


إن في الجنة غرفًا وقصورًا، وبيوتًا وخيامًا عظيمة:


قال - تعالى -: ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾ [الزمر: 20] وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ [سبأ: 37].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بَيْنَا نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ قال: ((بَيْنَا أنا نائم رأيتُنِي في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطَّاب، فذكرتُ غيرتَه، فولَّيت مدبرًا))، فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال: أعليك أغار، يا رسول الله؟! .البخاري (3680)، ومسلم (2395).

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتْ، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتْك فاقرأ عليها السلامَ من ربِّها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه، ولا نصب)) . البخاري (2830)، ومسلم (2432).

وعن أبي بكر بن عبدالله بن قيس، عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن للمؤمن في الجنة لَخيمةً من لؤلؤةٍ واحدة مجوَّفة، طولها ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضًا)) . البخاري (4879)، ومسلم (2838)، واللفظ له.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-04, 08:11 PM
طعام أهل الجنة:


قال - تعالى -: ﴿ وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ [الواقعة: 20، 21].
وقد وصف الله الفاكهة:


فقال - تعالى -: ﴿ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25]، وقال - تعالى -: ﴿ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ﴾ [الواقعة: 32 - 33].
وثمارُها دانية قريبة ممَّن يتناولها:


قال - تعالى -: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 21 - 23].
طير الجنة:


ففي الحديث عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن الكوثر، فقال: ((نهرٌ أَعطَانِيه ربي، أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه طير كأعناق الجُزُر))، فقال عمر: يا رسول الله، إن تلك لطير ناعمة، فقال: ((أَكَلتُها أنعم منها، يا عمر)) . الترمذي (2524)، وأحمد (13480)، وصححه الألباني في المشكاة (5641)


وطعام الجنة دائم:


قال - تعالى -: ﴿ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ﴾ [الرعد: 35].
وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ ﴾ [ص: 54].
وحديث جابر بن عبدالله، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيأكلُ أهلُ الجنة؟ قال: ((نعم، ويشربون، ولا يَبُولُون فيها، ولا يتغوَّطون، ولا يتنخَّمون، إنما يكون ذلك جُشَاءً ورشحًا كرشحِ المسك، ويُلهَمُون التسبيح والتحميد، كما يلهمون النَّفَس)) . أحمد (14815)، قال الألباني: (إسناده جيد في المتابعات، ماعز هذا لم يوثِّقه غير ابن حبان)؛ الصحيحة (17/16)، وقال محققو المسند: (حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة ماعز التميمي) (23/119).
قلت: يشهد له حديث جابر بن عبدالله عند مسلم (2835) وغيره، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يتمخطون))، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: ((جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفَس)).

قلت (أبو البراء) : حديث جابر هذا دليلٌ على أن أهل الجنة يأكلون ويشربون، وطعامهم زيادة كَبِد الحوت، وثور الجنة، ففي حديث ثَوبَان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت قائمًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حبرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمد...، فذكر سؤالات، حتى قال اليهودي: فما تُحفَتُهم حين يدخلون الجنة؟ قال: ((زيادة كَبِد النون))، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ((يُنحَر لهم ثور الجنة، الذي كان يأكل من أطرافها))، قال: فما شرابهم عليه؟ قال: ((من عينٍ فيها تسمَّى سلسبيلاً))، قال: صدقتَ . جزء من حديث عند مسلم (315).

أبو مالك المديني
2014-09-04, 11:14 PM
اللهم ارزقنا الجنة . بوركت أبا البراء .

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-04, 11:33 PM
اللهم ارزقنا الجنة . بوركت أبا البراء .

آمين ، وفيك بارك الله شيخنا الهُمام .

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-06, 12:25 AM
شراب الجنة:

قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا﴾ [الإنسان:5 - 6]، وقال - تعالى -: ﴿ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾ [الإنسان: 17 - 18]؛

فشراب أهل الجنة ممزوج بشيئين: الكافور والزنجبيل.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-06, 12:30 AM
أنهار الجنة:
أنهار الجنة كثيرة ومتعددة:

قال - تعالى -: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [البقرة: 25].
وقال - تعالى -: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التوبة: 100].


وقال - تعالى -: ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾ [يونس: 9]؛ ويلاحظ أن الأنهار موجودة حقيقة، وأنها جاريةٌ غير واقفة، وأنها تحت غُرَفهم وقصورِهم وبساتينِهم.
ماء الأنهار من الفردوس:

ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((فإذا سألتُم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسطُ الجنة، وأعلى الجنة، فوقه عرشُ الرحمن، ومنه تَفجَّرُ أنهارُ الجنة)) . جزء من حديث عند البخاري (2790).
ومن أنهار الجنة:

• سَيْحَان، وجَيْحَان، والفرات، والنِّيل.
ففي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سَيْحَان وجَيْحَان، والفُرَات والنِّيل، كلٌّ من أنهار الجنة)) . مسلم (2839).

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-06, 03:16 PM
لباس أهل الجنة:


قال - تعالى -: ﴿ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الدخان: 53].
وقال - تعالى -: ﴿ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ [الكهف: 31].
والسندس الأخضر: هو ما رقَّ من الديباج؛ أي: الحرير، والإستبرقُ أغلظ منه.

حُلِي أهل الجنة:

قال - تعالى -: ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ [الكهف: 31].
وقال - تعالى -: ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [الحج: 23].

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-07, 08:44 AM
حُلِي أهل الجنة:

قال - تعالى -: ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ﴾ [الكهف: 31].


وقال - تعالى -: ﴿ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ [الحج: 23].


غِلْمَان أهل الجنة:

قال - تعالى -: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الطور: 24].
وقال - تعالى -: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19].


فهم مخلَّدون؛ يعني: لا يهرمون، ولا يتغيرون، ولا يموتون، وهم لؤلؤ منثور؛ لما فيهم من البياض وحسن الخلقة.

وللعلماء في الغِلْمَان قولان:

1- قيل: إنهم أولاد المسلمين الذين يموتون وهم صغار.

2- قيل: إنهم مخلوقون في الجنة خدمًا لأهلها كالحُور العِين، وهذا هو الأقرب للصواب، والله أعلم.

أبو مالك المديني
2014-09-07, 07:32 PM
ما شاء الله تبارك الله ، اللهم ارزقنا الجنة ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم ، ولا تؤخذنا بذنوبنا وتقصيرنا يا رب العالمين .

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-07, 07:47 PM
ما شاء الله تبارك الله ، اللهم ارزقنا الجنة ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم ، ولا تؤخذنا بذنوبنا وتقصيرنا يا رب العالمين .

اللهم آمين

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-09, 09:06 AM
سوق الجنة:

ففي الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن في الجنة لسوقًا، يأتونَها كل جُمعة، فتَهُبُّ ريحُ الشمال فتحثُو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً)) . مسلم (2833).

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-09, 06:42 PM
نساء الجنة:


في الجنة صنفان من النساء: وهم الحُور العين، ومؤمنات الدنيا.


الصنف الأول: النساء المؤمنات:


قال - تعالى - في وصفهن: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنّ َ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنّ َ أَبْكَارًا ﴾ [الواقعة: 35، 36].


قال ابن عباس: يخلقهن الله غير خلقهن الأول، ويُصبِحن أبكارًا، ويكنَّ في عنفوان الشباب في سن الثلاث والثلاثين، كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أو سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يدخل أهل الجنةِ الجنةَ جُرْدًا مُرْدًا مكحَّلين، بَني ثلاثين أو ثلاث وثلاثين) . الترمذي (2545) كتاب صفة الجنة، وقال: هذا حديث حسن غريب، وأحمد (22106)، واللفظ له، وحسَّنه لغيره الألباني في المشكاة (5639)، وله شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد (7933) .



الصنف الثاني: الحُور العين:


قد أتى وصفُهن في القرآن في أكثر من موضع، منها:


قال - تعالى -: ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم ْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الدخان: 54].

والحُور: جمع حَوراء، وهي المرأة الشابة الحسناء، الجميلة، البيضاء، شديدة سواد العين.


ومعنى عِين؛ أي: حسناء الأعين.

قال - تعالى -: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 25].


فقد وصفهن بأنهن مطهرات؛ أي: من الحيض والنفاس، والبول، والغائط، والبصاق، وكل قذر أو أذى.

قال - تعالى -: ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ﴾ [الصافات: 48]، وقال - تعالى -: ﴿ وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 52]؛ فهن يقصرن أطرافَهن على أزواجِهن فلا يبغين غيرهم، ولم يطأهنَّ ولم يجامعْهن إنس ولا جان قبل أزواجهن.

وأتراب؛ أي: على سن واحدة، بنات ثلاث وثلاثين سنة.

وقال مجاهد: "أتراب: أمثال"، وقال أبو عبيدة: أقران.

قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 31 - 33]، وقال - تعالى -: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 37].



كواعب: جمع كاعب، وهي الناهد، والمراد أن ثُدِيَّهن نواهدُ مستديرة كالرمان، ليست متدلية لأسفل.

عُرُبًا: جمع عَرُوب، وهن المتحبِّبات إلى أزواجهن.


وقال المبرد: العاشقة لزوجها، وقال أبو عبيدة: الحسنة التبعُّل.

قال - تعالى -: ﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 58].

قال المفسرون: أراد صفاء الياقوت في بياض المرجان.

قال - تعالى -: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]؛ أي: محبوسات في الخيام.

قال قتادة: مقصورات قلوبهن على أزواجهن في خيام اللؤلؤ.

فهذه بعض أوصاف نساء الجنة.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-09, 06:57 PM
وصدق القائل؛ حيث قال:





لَهَاك النومُ عن طلبِ الأماني http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وعن تلك الأوانسِ في الجنانِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

تعيشُ مخلدًا لا موتَ فيها http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وتلهُو في الخيامِ مع الحِسَانِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

تنبَّه من منامِك إنَّ خيرًا http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
من النومِ التهجُّدُ بالقُرانِ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-09, 06:57 PM
ورحم الله مَن قال:





يا خاطبَ الحُورِ في خدرِها http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وطالبًا ذاك على قدرِها http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

انهضْ بجدٍّ لا تكن وانيًا http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

وجاهدِ النفسَ على صبرِها http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

وقمْ إذا الليل بدا وجهُهُ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
وصمْ نهارًا فهو من مهرِها التذكرة للقرطبي (511 - 510)). (http://www.alukah.net/sharia/0/58771/#_ftn25) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-13, 02:33 PM
يا طالب الجنة اسرع :

أيها الناس: اتقوا الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران:133-136].

سارعوا إلى دار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مفتاحها قول لا إله إلا الله وأسنانه شرائع الإسلام فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح له ومن جاء بمفتاح بلا أسنان أوشك أن لا يدخل أبوابها ثمانية فمن أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة .

يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان وقد يدعى الإنسان من جميع الأبواب ما بين مصراعين من مصاريعها كما بين مكة وهجر بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابها الزعفران فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها للمؤمن فيها خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلاً في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مئة عام لا يقطعها ، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} قال الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها قدر ما يسير الراكب في نواحيها مئة عام يخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها ، غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر جنتان فيهما من كل فاكهة زوجان وجنتان فيهما فاكهة ونخل ورمان وليست تلك الفواكه والنخل والرومان كهيئتها في الدنيا وإنما الاسم هو الاسم والمسمى غير المسمى قد ذللت قطوفها تذليلًا إن قام تناولها بسهولة وإن قعد تناولها بسهولة وإن اضطجع تناولها بسهولة كلما قطع منها شيئاً خلفه آخر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأوتوا به متشابها في اللون والهيئة مختلفاً في الطعم ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً يدعون فيها بكل فاكهة آمنين من الموت آمنين من الهرم آمنين من المرض آمنين من كل خوف ومن كل نقص في نعيمهم أو زوال خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ فيها أنهار من ماء غير آسن أي لم يتغير ولا يتغير أبداً وأنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة ولا فساد وأنهار من خمر لذة للشاربين لا يصدع الرؤوس ولا يزيل العقول وأنهار من عسل مصفى تجري هذه الأنهار من غير حفر سواق ولا إقامة أخدود يصرفونها كما يشاؤون يطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم في جمالهم وانتشارهم في خدمة أسيادهم لؤلؤاً منثوراً يطوفون عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة قدروها تقديراً يعطى الواحد منهم قوة مئة في الطعام والشراب ليأكلوا من جميع ما طاب لهم ويشربوا من كل ما لذ لهم ويطول نعيمهم بذلك ثم يخرج طعامهم وشرابهم جشاء ورشحًا من جلودهم كريح المسك فلا بول ولا غائط ولا مخاط لهم فيها أزواج مطهرة من الحيض والنفاس والبول وكل أذى وقذر هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم أنشأهن الله إنشاء فجعلهن أبكاراً كلما جامعها زوجها عادت بكراً وجعلهن عرباً أترابا والعروب هي المرأة المتوددة إلى زوجها؛ أترابا على سن واحد فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون لا يبغون عنها حولا ولا هم عنها مخرجون ينادي مناد إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وفوق ذلك كله أن الله أحل عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم أبداً وفوق ذلك كله ما يحصل لهم من النعيم برؤية ربهم البر الرحيم الذي من عليهم حتى أوصلهم بفضله إلى دار السلام والنعيم فإنهم يرونه عيانا بأبصارهم كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر)) فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا فإن سألتم عن أهل هذه الجنات وساكني تلك الغرفات فهم الذين وصفهم الله في محكم الآيات بقوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِم ْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون:1-11].


اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا إنك أنت التواب الغفور الرحيم.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/593/#ixzz3DC6egWt2

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-13, 02:35 PM
رسالة من الجنة ..






لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
فَجِرَاحُ قَلْبِيَ قَدْ مَضَتْ وَالْقَيْدُ لَنْ أَخْشَاهْ
رُوحِي تُحَلِّقُ فِي الْعُلا وَالْفَجْرُ لاحَ سَنَاهْ
وَالشَّوْكُ بَاتَ حُقُولَ زَهْرٍ مِنْ دَمِي رَيَّاهْ
ظُلْمُ اللَّيَالِي وَانْقَضَى وَتَقَادَمَتْ ذِكْرَاهْ
وَالْحُورُ نَحْوِيَ أَقْبَلَتْ بِالْبِشْرِ يَا أُمَّاهْ
لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
كَمْ مَرَّةٍ عُدْتُ وَقَدْ فَارَقْتُ يَا أُمَّاهْ
كَمْ فَاضَتِ الْعَيْنُ وَكَمْ وَدَّعْتُ مَنْ أَهْوَاهْ
شَوْقٌ حَيَاتِي كُلُّهَا وَالشَّوْقُ مَا أَحْلاهْ
حِينَ يُتَوِّجُهُ اللِّقَا يَا أُمِّ مَا أَحْلاهْ
لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
أَقْسَمْتُ يَوْمًا يَا حَبِيبَةُ أَنْ أَنَالَ رِضَاهْ
وَنَهَرْتُ نَفْسِي وَالهَوَى مُسْتَمْسِكًا بِهُدَاهْ
أَبْقَيْتُ رَأْسِي عَالِيًا لا يَنْحَنِي لِسِوَاهْ
وَهَتَفْتُ مِنْ عُمْقِ الدُّجَى أَللَّهُ يَا أَللَّهْ
لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
نَبَرَاتُ صَوْتِكِ لَمْ تَزَلْ لَحْنًا وَمَا أَشْجَاهْ
فِي جَنَّةِ الرَّحْمَنِ أُصْغِي مُنْصِتًا لِصَدَاهْ
كَمْ كَانَ قَبْلاً نَاصِحِي وَمُوَجِّهِي لِرِضَاهْ
لا تَحْزَنِي لا تَشْتَكِي فَالْغَرْسُ طَابَ جَنَاهْ
لا تَحْزَنِي أُمَّاهْ لا تَشْتَكِي بِالآهْ
قُولِي بُنَيَّ مَضَى وَلَكِنْ فِي غَدٍ أَلْقَاهْ
فِي دَارِ خُلْدٍ قَدْ غَدَتْ بَعْدَ الْعَنَى* (http://www.alukah.net/literature_language/0/1541/#3) سُكْنَاهْ

.. بَعْدَ الْعَنَى* (http://www.alukah.net/literature_language/0/1541/#3) سُكْنَاهْ







رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/1541/#ixzz3DC85yoRs

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-14, 11:17 PM
أعظم نعيم في الجنة :

هو النظر إلى وجه الله الكريم، وهي اللذَّة التي لا تُوازيها لذة، والنعيم الذي ليس فوقه نعيمٌ؛ قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23].
وقال - سبحانه -: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 - 35].

والمزيد هو النظر إلى وجه الله تعالى.

وقد تواتَرت الأحاديث التي تُثبت أن المؤمنين يرون ربَّهم في الجنة بأبصارهم، ومنها ما رواه مسلم عن صُهيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قول الله - عز وجل -: ﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾ [يونس: 26]، قال: ((إذا دخل أهل الجنةِ الجنةَ، نادى منادٍ: إن لكم عند الله موعدًا يُريد أن يُنجزكموه، قالوا: ألم تُبيِّض وجوهنا، وتُنجنا من النار، وتُدخلنا الجنة؟! قال: فيُكشف الحجاب، قال: فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إليه)) . مسلم (181)، والترمذي (3105) واللفظ له.


عن أبي هريرة قال: قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال: ((هل تُضارون في الشمس ليس دونها سحابٌ؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟))، قالوا: لا يا رسول الله، قال: ((فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك.....)) . البخاري (6574)، ومسلم (2968).


فحَيَّ على جنَّاتِ عدْنٍ فإنَّها http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
مَنازِلُكَ الأُولى وفيها المُخَيَّمُ http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

ولكِنَّنا سَبْيُ العَدوِّ فهل تُرى http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif
عود إلى أوطاننا ونُسَلّمُ
حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (209)، طبعة مكتبة الإيمان.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-16, 03:35 PM
قال الغزالي - رحمه الله -:
"فتأمل الآن في غُرَف الجنة واختلاف درجات العُلوِّ فيها؛ فإن الآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً، وكما أن بين الناس في الطاعات والأخلاق الباطنة المحمودة تفاوتًا ظاهرًا فكذلك فيما يُجازون به تفاوتٌ ظاهر، فإن كنتَ تطلب أعلى الدرجات فاجتهد ألا يَسبقِكَ أحد بطاعة الله -تعالى- فقد أمرك الله بالمسابقة والمنافسة فيها؛ يقول -تعالى-: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الحديد: 21]، وقال -تعالى-: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُو نَ ﴾ [المطففين: 26]، والعجب أنه لو تقدَّم عليك أقرانك أو جيرانك بزيادة درهم أو بعلوِّ بناء، ثقل عليك ذلك وضاق صدرك، وتنغَّص بسبب الحسد عيشك، وأحسنُ أحوالِك أن تستقرَّ في الجنة، وأنت لا تسلم فيها مِن أقوام يَسبقونك بلطائف لا تُوازيها الدنيا بحذافيرها) . إحياء علوم الدين" (4: 634)، طبعة دار مصر.

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-16, 03:43 PM
قال ابن كثير - رحمه الله - في "تفسيره":

وقوله: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى ﴾ [الدخان: 56]، هذا استثناء يؤكِّد النفي، فإنه استثناء منقطع، ومعناه: أنهم لا يذوقون فيها الموت أبدًا، كما ثبت في "الصحيحين" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يُؤتَى بالموت في صورة كبشٍ أملح، فيُوقَف بين الجنَّة والنار، ثم يُذبَح، ثم يقال: يا أهل الجنَّة، خلود فلا موت، ويا أهل النار، خلود فلا موت))، الموتُ حق على الجِنِّ والإنس.
قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - رحمه الله - كما في "القيامة الصغرى" (ص 18):


"الموت حتم لازم، لا مناصَ منه لكل حي من المخلوقات؛ كما قال - تعالى -: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، وقال: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 26 - 28]، ولو نجا أحدٌ من الموت لنجا منه خيرة الله من خلقه محمد - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ﴾ [الزمر: 30]، وقد واسى الله رسولَه بأن الموت سنتُه في خلقه، ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: 34].

وفي الحديث الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية"، والحاكم في "المستدرك" وغيرهم عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل، فقال: يا محمد، عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّت، وأحبِبْ مَن شئت فإنك مفارقُه، واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به، واعلم أن شرفَ المؤمن قيامُه الليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس))؛ (صحيح الجامع: 73).

وجاء في كتاب "الزهد والرقائق" لابن المبارك (ص 88) عن أبي الدرداء - أو أبي ذر - قال: "تُولَدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنَى، وتذرون ما يبقى".

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-20, 08:04 AM
السؤال

♦ ملخص السؤال:



فتاة تسأل عن سبب دخول أهل الجنةِ الجنةَ وأعمارهم ثلاث وثلاثون سنة.


♦ تفاصيل السؤال:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد أن أعرفَ لماذا أهل الجنة يكونون أبناء ثلاث وثلاثين؟ وهل صحيح ما يقال: إنَّ المرأة إذا أَكْمَلَتْ ثلاثين عامًا في الدُّنيا تُصْبِحُ سعيدةً في حياتها؟ وهل تَكمُنُ السعادةُ وفقًا لخبراتها في الحياة واختلاطها بالمجتمع، علمًا بأني لا أخرج مِن المنزل؟



الجواب




الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ: فلا يخفى عليكِ - أيتها الأختُ الكريمة - أنَّ أهل الجنة يدْخُلونها في أبهى صورةٍ، وأكمل هيئةٍ، وأجملها وأتمها، فيكونون على صورةِ أبيهم آدم - عليه السلام - وقد خلَقَهُ الله تعالى بِيَدِه، فأتمَّ خَلْقَهُ، وأحْسَنَ تصويرَه، وكلُّ مَن يدخُل الجنة يكون على صورة آدم وخلقته؛ كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خلق الله آدم على صورته، طولُه ستون ذراعًا))؛ فكل مَن يدخل الجنة يكون على صورة آدم، وطولُه ستون ذراعًا. ونؤمن - جميعًا نحن المسلمين - بأنَّ حال مَن يدخل الجنة هو أكمل الحالات وأفضلها، وأعلاها مِن كل الوجوه، وما ورد من تفاصيل في هذا الصدد يدُلُّ على كمال تلك الحالات، كمسألة أعمارهم التي تسألين عنها: "أبناء ثلاثٍ وثلاثين"، وهو عمرُ القوة والفتوَّة والشباب؛ فعن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جردًا، مُردًا، بيضاء، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاثٍ وثلاثين، على خلق آدم, طوله ستون ذراعًا في عرض سبع أذرعٍ))؛ رواه أحمدُ والترمذيُّ من حديث معاذٍ، وقال عنه الشيخ الألباني: "صحيحٌ لغيره".



قال ابن القيم - رحمه الله - عن هذا السن: إن فيه مِن الحكمة ما لا يخفى؛ فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذَّات؛ لأنه أكمل سن القوة؛ "حادي الأرواح" (ص: 111).


فدلَّ الحديثُ على أن عُمر الثلاثين من أفضل سنيِّ عمر الإنسان في القوة والنضارة وغيرها؛ مما هو مَظان التمتع بالحياة، وبلا شك كلُّ هذا له مردودٌ مباشرٌ في سعادة الإنسان.
أما مكْمَنُ السعادة فليستْ في الخبرات الحياتية، ولا في الاختلاط بالمجتمع؛ قال الإمام ابن حزمٍ - رحمه الله - في "الأخلاق والسير في مُداواة النفوس" (ص: 13): "لذة العاقل بتمييزه، ولذةُ العالم بعلمه، ولذة الحكيم بحكمته، ولذة المجتهد لله - عز وجل - باجتهاده، أعظم من لذة الآكل بأكله، والشارب بشربه، والواطئ بوطئه، والكاسب بكسبه، واللاعب بلعبه، والآمر بأمره، وبرهان ذلك: أن الحكيم والعاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا، كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها، وقد تركوها، وأعرضوا عنها، وآثروا طلب الفضائل عليها، وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما، لا من عرف أحدهما، ولم يعرف الآخر". ثم بيَّن - رحمه الله - بعد ذلك أن طلب السعادة أو طرد الهمّ هو مقصود كل الخلْق، ولم يستثنِ أحدًا، ثم بيَّن السبب الوحيد الذي يحقق ذلك؛ وهو العمل لله تعالى، فقال (ص: 14 -16): "تطلبتْ غرضًا يستوي الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه، فلمْ أجدْه إلا واحدًا، وهو طردُ الهمِّ، فلما تدبرتُه، علمتُ أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط، ولا في طلبه فقط، ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم وتبايُن هممهم وإراداتهم لا يتحركون حركةً أصلًا إلا فيما يرجون به طردَ الهمّ، ولا ينطقون بكلمةٍ أصلًا إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم، فمِن مخطئٍ وجه سبيله، ومِن مقاربٍ للخطأ، ومن مُصيبٍ وهو الأقل من الناس في الأقل مِن أموره؛ فطَرْدُ الهمّ مذهبٌ قد اتفقت الأمم كلها مذ خلَق الله تعالى العالمَ إلى أن يتناهى عالم الابتداء، ويعاقبه عالم الحساب، على ألا يعتمدوا بِسَعْيِهم شيئًا سواه، وكل غرضٍ غيره، ففي الناس من لا يستحسنه؛ إذ في الناس من لا دين له؛ فلا يعمل للآخرة، وفي الناس من أهل الشر مَن لا يريد الخيرَ، ولا الأمنَ، ولا الحقَّ، وفي الناس مَن يؤثر الخمولَ بهواه، وإرادته على بعد الصيت، وفي الناس من لا يريد المال، ويُؤثر عدمه على وجوده، ككثيرٍ من الأنبياء - عليهم السلام - ومَن تلاهم مِن الزُّهَّاد والفلاسفة، وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه، ويستنقص طالبها؛ كمن ذكرنا من المؤثرين فقْدَ المال على اقتنائه، وفي الناس مَن يُؤثر الجهل على العلم؛ كأكثر مَن ترى من العامة، وهذه هي أغراض الناس التي لا غرض لهم سواها، وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحدٌ يستحسن الهم، ولا يريد طرده عن نفسه، فلما استقر في نفسي هذا العلمُ الرفيعُ، وانكشف لي هذا السرُّ العجيبُ، وأنار الله تعالى لفِكْري هذا الكنز العظيم، بحثتُ عن سبيلٍ موصلةٍ على الحقيقة إلى طرْدِ الهمّ الذي هو المطلوب للنفس الذي اتفق جميع أنواع الإنسان الجاهل منهم والعالم والصالح والطالح على السعي له، فلم أجدها إلا التوجه إلى الله - عز وجل - بالعمل للآخرة، وإلا فإنما طلبَ المال طلابُه؛ ليطردوا به هم الفقر عن أنفسهم، وإنما طلب الصوت (الصيت) مَن طلبه؛ ليطرد به عن نفسه هَم الاستعلاء عليها، وإنما طلب اللذات من طلبها؛ ليطرد بها عن نفسه هَم فوتها، وإنما طلب العلم من طلبه؛ ليطرد به عن نفسه هم الجهل، وإنها هشّ إلى سماع الأخبار ومحادثة الناس مَن يطلب ذلك؛ ليطردَ بها عن نفسه هم التوحُّد ومغيب أحوال العالم عنه، وإنما أكل مَن أكل، وشرب مَن شرب، ونكح مَن نكح، ولبس مَن لبس، ولعب مَن لعب، واكتَنَّ مَن اكتَنَّ، وركب من ركب، ومشى من مشى، وتودع من تودع؛ ليطردوا عن أنفسهم أضداد هذه الأفعال، وسائر الهموم، وفي كل ما ذكرنا لمن تدبره همومٌ حادثةٌ لا بد لها من عوارض تعرض في خلالها، وتعذر ما يتعذر منها، وذهاب ما يوجد منها، والعجز عنه لبعض الآفات الكائنة، وأيضًا نتائج سوء تنتج بالحصول على ما حصل عليه مِن كل ذلك مِن خوف منافسٍ، أو طعن حاسدٍ، أو اختلاس راغبٍ، أو اقتناء عدو، مع الذَّمِّ، والإثم، وغير ذلك، ووجدت العمل للآخرة - سالمًا من كل عيبٍ، خالصًا من كل كدرٍ - موصلًا إلى طرْد الهَمِّ على الحقيقة، ووجدتُ العامل للآخرة إن امتحن بمكروهٍ في تلك السبيل، لم يهتمّ، بل يُسَرّ؛ إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عونٌ له على ما يطلب، وزائدٌ في الغرض الذي إياه يقصد، ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائقٌ، لم يهتمّ؛ إذ ليس مُؤاخذًا بذلك؛ فهو غير مؤثرٍ في ما يطلب، ورأيته إن قصد بالأذى سُرّ، وإن نكبته نكبةٌ سُرَّ، وإن تعب فيما سلك فيه سُرّ؛ فهو في سرورٍ متصلٍ أبدًا، وغيره بخلاف ذلك أبدًا، فاعلمْ أنه مطلوبٌ واحدٌ، وهو طردُ الهمّ، وليس إليه إلا طريقٌ واحدٌ، وهو العمل لله تعالى، فما عدا هذا فضلالٌ وسُخفٌ". اهـ.

أبو فراس السليماني
2014-09-20, 08:52 AM
بارك الله فيكم

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-20, 01:52 PM
بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله .

أبو البراء محمد علاوة
2014-09-22, 05:11 PM
خلق الجنة


قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية:


(إن الجنة والنار مخلوقتانِ، لا تفنيانِ أبدًا ولا تَبِيدان، فإن الله تعالى خلق الجنة قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً، فمَن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه... وكلٌّ يعمل لِمَا قد فُرِغ له، وصائرٌ إلى ما خُلِق له)[1] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#_ftn1).

(والدليل على أنهما مخلوقتانِ بعدُ إخبارُ النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة ليلة الإسراء، وأخبر عليه السلام أنه رأى سدرة المنتهى في السماء السادسة، وقال تعالى: ﴿ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ [النجم: 14، 15]، فصحَّ أن جنة المأوى هي السماء السادسة، وقد أخبر الله عز وجل أنها الجنة التي يدخلُها المؤمنون يوم القيامة، قال تعالى: ﴿ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 19]4[2] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#3).

ومن أوضحِ الأدلة وأصرحِها على خلق الجنة قصةُ آدم عليه السلام:قال تعالى: ﴿ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 19].

وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ﴾ [الأعراف: 27].

وقوله تعالى عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

وكذلك في قوله تعالى: ﴿ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [الحديد: 21].

وفي هذه الآيات دلالاتٌ واضحة على أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الجنة، وأنها موجودة، وأنه أعدَّها للذين يتَّقونه ويخشَوْنه.

(وعن عائشة أم المؤمنين، قالت: تُوفِّي صبي، فقلتُ: طُوبَى له عصفور من عصافير الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَلا تدرينَ أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً))[3] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#_ftn3).

[1] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#_ftnref1) شرح العقيدة الطحاوية، تحقيق: أحمد شاكر، (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد)، ط1، - 1418 هـ، (ج1/ص420).
[2] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#4) أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (ت: 456 هـ)، الفِصَل في الملل والأهواء والنِّحَل، (مكتبة الخانجي - القاهرة)، (ج4/ص68).
[3] (http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#_ftnref3) صحيح مسلم، (مصدر سابق)، (ج4/ص2050)، باب: معنى كل مولود يُولَد على الفطرة، رقم الحديث: 2662.




رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/70275/#ixzz3E3NokJCJ

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-15, 05:58 PM
صفة النار والجنة من صحيح السنة (http://majles.alukah.net/t115629/)

المعيصفي
2014-11-16, 08:05 PM
جزاك الله خيرا .
ونفع بك .

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-19, 11:28 PM
آمين، وإيِّاك

أم علي طويلبة علم
2014-11-21, 01:08 AM
جزاكم الله خيرا



او ما سمعت منادي الايمان..يخبر عن منادي جنة الحيوان..
يا اهلها لكم لدى الرحمن..وعد وهو منجزه لكم بضمان..

قالوا اما بيضت اوجهنا..كذا.. اعمالنا ثقلت في الميزان..
وكذاك قد ادخلتنا الجنات..حين اجرتنا حقا من النيران..

فيقول عندي موعد قد ان..ان اعطيكموه برحمتي وحناني..
فيرونه من بعد كشف حجابه..جهرا روى ذا مسلم ببيان..

واذا راه المؤمنون نسوا الذي ..هم فيه مما نالت العينان..
والله ما في هذه الدنيا الذ..من اشتياق العبد للرحمن..

وكذاك رؤية وجهه سبحانه..هي اكمل اللذات للانسان..


منقول

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-24, 12:29 AM
جزيت خيرًا

عادل الغرياني
2014-11-24, 11:11 AM
اللهم اجمعنا في الجنة من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب ، اجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير حساب ، اللهم آمين
بارك الله فيك أبا البراء وجعلك من أهلها

أبو البراء محمد علاوة
2014-11-25, 09:30 PM
اللهم اجمعنا في الجنة من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب ، اجعلنا ممن يدخلون الجنة بغير حساب ، اللهم آمين
بارك الله فيك أبا البراء وجعلك من أهلها

آمين، وإيِّاكم حبيبي الغالي: عادل الغرياني.

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-16, 12:37 AM
اللهم ارزقنا الجنة وما يقرب إليها من عمل ...

أبو البراء محمد علاوة
2016-05-13, 07:16 PM
أحوال النساء في الجنة (http://majles.alukah.net/t152869/)