المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول



أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:02 AM
منظومة
سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله
واتباع الرسول




للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي


رحمه الله تعالى



بسم الله الرحمن الرحيم


أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا *** رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِينَا

وَالحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا *** إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا

أَحمَدُهُ سُبحانَهُ وَأَشكُرُهْ *** وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ

وَأَستَعينُهُ عَلَى نَيلِ الرِّضَى *** وَأَستَمِدُّ لُطفَهُ فِيمَا قَضَى

وَبَعدُ : إِنِّي بِاليَقينِ أَشهَدُ *** شَهادَةَ الإِخلاصِ أَنْ لا يُعبَدُ

بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحمَانِ *** مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ

وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ مُحَمَّدَاْ *** مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ وَالهُدَى

رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ *** بِالنُّورِ والهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ

صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَاْ *** وَالآلِ وَالصَّحبِ دَوَاماً سَرْمَدَاْ

وَبَعدُ هَذَا النّظمُ فِي الأُصولِ *** لِمَنْ أَرادَ مَنهَجَ الرَّسُولِ

سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَن لا بُدَّ لِي *** مِنَ اِمتِثالِ سُؤلِهِ الْمُمتَثَلِ

فَقُلتُ مَعْ عَجزِيْ وَمَعْ إِشْفاقِي *** مُعتَمِداً عَلَى القَديرِ البَاقِي

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:04 AM
مقدمةٌ
تعرِّفُ العبدَ: بماخُلِقَ لهُ،
وبأول ما فرض اللهُ تعالى عليه،
وبما أخذ اللهُ عليه به الميثاقَ
في ظهر أبيه آدم عليه السلام
وبما هو صائرٌ إليه
======================

اعلَم بِأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا *** لَم يَترُكِ الْخَلقَ سُدَىً وَهَمَلا


بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعبِدُوهُ *** وَبِالإِلهِيَّة ِ يُفرِدُوهُ

أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ *** آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ

وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهُمْ أَنَّهُ *** لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍّ غَيرَهُ

وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا *** لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا

لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم *** وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم

كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ *** للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ

فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ *** فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ

وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ *** وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ

وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا *** وَلازَمَ الإِعراضَ عَنهُ وَالإِبَا

فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ *** مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارِينِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:06 AM
فصل
في كونِ التوحيدِ ينقسمُ إلى نوعين
وبيان النوع الأول
وهو توحيدُ المعرفةِ والإثباتِ
===================
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد *** مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ

إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ *** وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ

إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ *** أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى

وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ *** الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ



بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ *** مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ

الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ *** والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ

الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ *** الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ

عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ *** جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ

كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ *** عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ

وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ *** بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ

وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ *** لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ

فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ *** وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ

حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ *** وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ

لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ *** وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ

باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ *** وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ

مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ *** وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ

فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ *** وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ

فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ *** وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ

لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا *** يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ *** في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ *** بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ

وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي *** أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي

وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ

وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:09 AM
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا *** وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا

كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ *** وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ

لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ *** وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ


وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ *** فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ

وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ *** بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ

عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى * لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى

يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ *** يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ

كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ *** وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ

وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَهْ *** دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ

جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ *** عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ

فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي *** لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي

مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ *** كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا

وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ *** بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا

في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ *** يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ

هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ *** يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ

يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ *** وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ

وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْل *** كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ

وأنَّهُ يَرَى بِلاَ إنْكَارِ *** في جَنَّةِ الفِرْدَوْسٍ بِالأبصَارِ

كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ

وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ *** مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ

رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا *** كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا

وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ *** فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ *** أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ

أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ *** فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ

نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ *** مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ

مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ *** وغَيْرِ تَكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ

بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى *** طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِِمْ قَد اهْتدَى

وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيد *** تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ

قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبين عَنْهُ *** فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَر منهُ

لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ *** غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِق مُعانِدِ

فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَان *** مِثْقَالُ ذَرَّة مِنَ الإيمَان

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:12 AM
فصل
في بيانِ النوع الثاني

وهو توحيدُ الطلبِ والقصد
وهو معنى ( لا إله إلا الله )
======================
هذا وَثَانِي نَوعَي التوْحِيدِ *** إفْرادُ رَبِّ الْعرْشِ عنْ نَديدِ

أنْ تَعْبُدَ الله إلهاً وَاحِدَا *** مُعْتَرِفاً بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا

وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَلا *** رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْهِ أولا

وأنْزَلَ الْكِتَابَ والتِّبْيَانَا *** مِن أجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا

وكَلفَ الله الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى *** قِتَالَ مَن عَنْهُ تَوَلَّى وَأبَى

حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصا لَهُ *** سِرّاً وَجَهْرَاً دِقَّةُ وَجِلَّهُ

وَهَكَذَا أمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا *** بذَا وَفي نصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا

وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَهْ *** فَهِيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ

مَن قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاها *** وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا

في القَوْلِ والفِعْلِ ومَاتَ مُؤمِناً *** يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشرِ نَاجٍ آمِنَا

فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ *** دَلتْ يَقِينا وَهَدَتْ إِلَيْهِ

أن لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلهٌ يُعْبَدُ *** إلاَّ الإلهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ

بِالْخَلقِ وَالرِّزْقِ وَبالتَّدْبِيرِ *** جَلَّ عَنِ الشَّريِكِ وَالنَّظِيرِ

وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ *** وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ

فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا *** بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا

الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ *** وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ

وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّة *** وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:12 AM
فصل
في العبادة ، وذكرِ بعضِ أنواعها

وأنَّ من صرفَ منها شيئاً لغيرِ الله فقد أشركَ


======================

ثُمَّ الْعِبَادَةُ هيَ اسْمٌ جَامِع *** لِكُلِّ مَا يَرضَى الإلهُ السَّامِع

وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُعَاءُ *** خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ


وَرَغْبَة وَرَهْبَةٌ خشوعُ *** وَخَشيَةٌ إنَابَة خضُوعُ

وَالاسْتِعَاذَة ُ والاسْتِعَانَهْ *** كَذَا اسْتِغَاثةٌ بهِ سُبْحَانَهْ


وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ *** فَافْهَمْ هُدِيْتَ أوْضَحَ الْمَسَالِكْ


وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ *** شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:14 AM
فصلٌ
في بيانِ ضدِّ التوحيدِ، وهو الشركُ

وأنَّهُ ينقسم إلى قسمينِ: أصغرٌ وأكبرٌ
وبيانُ كلٍّ منهما
===================
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ *** بهِ خُلودُ النَّارِ إذْ لاَ يُغْفَرُ

وَهُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللهِ *** نِدّاً بهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي

يَقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضُّرِّ *** لِجَلْبِ خَيْرٍ أوْ لِدَفْعِ الشرِّ


أوْ عِنْدَ أيِّ غَرَضٍ لاَ يَقدِرُ *** عَلَيْهِ إلاَّ الْمَالِكُ الْمُقتَدِرُ

مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ *** أوِ المُعَظَّمِ أوِ المرْجُوِّ

في الْغَيْبِ سُلْطَاناً بهِ يَطَّلعُ *** عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ

وَالثَّانِ شِركٌ أصْغَرُ وَهْوَ الرِّيَا *** فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الأنْبِيَا


وَمِنهُ إقسَامٌ بِغَيْرِ البَاري *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأخْبَارِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:16 AM
فصلٌ
في بيانِ أمورٍ يفعلُها العامة؛
منها ما هو شركٌ ومنها ما هو قريبٌ منهُ.

وبيانِ حُكمِ الرُّقَى والتَّمائمِ


==================
وَمَنْ يَثِقْ بوَدْعَةٍ أوْ نَابِ *** أوْ حَلْقَةٍ أوْ أعْيُنِ الذِّئَابِ

أوْ خيْطٍ أوْ عُضْوٍ منَ النُّسُورِ *** أوْ وَتَرٍ أو ترْبَةِ القُبُورِ


لأيِّ أمْرٍ كائِنٍ تَعَلّقَهْ *** وَكَلَهُ الله إلى ما عَلَّقَهْ

ثُم الرُّقَى منْ حُمَةٍ أوْ عَيْنٍ *** فَإنْ تكُنْ مِنْ خَالِصِ الوَحْيَيْنِ

فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ وشِرْعَتِهِ *** وَذَاكَ لاَ اخْتِلافَ في سُنِّيَتِهِ

أمَّا الرُّقَى الْمَجْهُولَةُ الْمَعانِي *** فَذَاكَ وِسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ

وَفِيهِ قَدْ جَاءَ الْحَدِيثُ أنَّهْ *** شِرْكٌ بِلا مِرْيَةٍ فَاحْذَرْنَّهْ

إذْ كُلُّ مَنْ يَقولُهُ لا يَدْرِي *** لَعَلهُ يَكُونُ مَحْضَ الكُفْرِ

أوْ هُو مِنْ سحْرِ الْيَهُودِ مُقْتَبَسْ *** عَلَى العَوامِ لبَّسُوهُ فَالْتَبَسْ

فَحذراً ثمَّ حَذَارِ مِنْهُ *** لا تَعْرِف الْحَقَّ وَتَنْأى عَنْهُ

وفي التَّمَائِمِ الْمُعَلَّقَاتِ *** إن تَكُ آياتٍ مُبَيِّناتِ

فَالاخْتِلاَفُ وَاقِعٌ بَيْنَ السَّلَفْ *** فَبَعْضُهُمْ أجَازَها والْبَعْضُ كَفْ

وإنْ تَكُنْ مِمَّا سوَى الوَحْيَيْنِ *** فإنَّهَا شِرْكٌ بِغَيْرِ مَيْنِ


بَلْ إنَّهَا قَسيْمَةُ الأزْلاَمِ *** في الْبُعدِ عَن سِيمَا أُولي الإِسْلاَمِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:18 AM
فصلٌ:

من الشِّركِ فِعلُ مَن يتبركُ بشجرٍ أو حجرٍ
أو بُقعةٍ أو قبرٍ أو نحوها
يتخذُ ذلك المكانَ عيداً

وبيان ُ أنَّ الزيارةَ تنقسمُ إلى:
سُنيةٍ وبدعيةٍ وشركيةٍ


==================
هَذَا ومِنْ أعْمَالِ أهْلِ الشِّرْكِ *** مِنْ غَيْرِ مَا تَرَدُّدٍ أوْ شَكِّ


مَا يَقْصُدُ الجُهَّالُ مِنْ تَعْظِيمِ مَا *** لَمْ يَأذَنِ الله بِأنْ يُعَظَّمَا

كَمَنْ يَلُذْ بِبقعَةٍ أوْ حَجَرِ *** أوْ قَبْرِ مَيْتٍ أوْ بِبَعْض الشَّجَرِ


مُتَّخِذَاً لِذَلِكَ المَكَانِ *** عِيداً كَفِعْلِ عَابِدِي الأوْثَانِ


ثُمَّ الزِّيارَةُ عَلَى أقْسَامِ *** ثَلاثَةٍ يَا أُمَّةَ الإسْلامِ

فإنْ نَوَى الزَّائِرُ فيمَا أضمَرَهُ *** في نَفْسِهِ تَذْكِرَةً بالآخِرَهْ

ثُمَّ الدُّعَا لَهُ ولِلأَمْوَاتِ *** بِالعَفْوِ والصفْحِ عَنِ الزَّلاَّتِ


وَلَمْ يَكُنْ شَدَّ الرِّحَالَ نَحْوَها *** وَلَمْ يقُلْ هُجْراً كَقَوْلِ السُّفَهَا

فَتِلْكَ سُنَّةٌ أتَتْ صَرِيحَهْ *** في السُّنَنِ المُثْبَتَة الصَّحِيحَهْ


أوْ قَصَدَ الدُّعَاءَ وَالتَّوَسّلاَ *** بِهِمْ إلى الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلاَ

فَبِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ ضَلاَله *** بَعيْدَةٌ عَنْ هَدْيِ ذِي الرِّسَالَهْ


وإنْ دَعا الْمَقبُورَ نَفْسَهُ فَقَدْ *** أشْرَكَ بِالله الْعَظِيْمِ وَجَحَدْ

لَنْ يَقْبَلَ الله تَعَالى مِنْهُ *** صَرْفاً وَلا عَدْلاً فَيَعْفُوا عَنْهُ


إذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشكُ الغُفْرَانِ *** إلاَّ اتِّخَاذ النِّدِّ للرحْمنِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:21 AM
فصلٌ
في بيانِ ما وقع فيه العامةُ اليومَ مما يفعلونَهُ عندَ القبورِ
وما يرتكبونهُ من الشركِ الصريحِ والغلو المفرطِ في الأمواتِ
======================
ومَنْ عَلَى القَبْرِ سِراجاً أوقَدَا *** أوِ ابْتَنى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِداً

فإنّه مُجَدِّدٌ جِهَارا *** لِسُنَنِ الْيَهُودِ والنصَارَى

كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ *** فَاعِلهُ كَمَا رَوَى أهْلُ السُّنَنْ


بلْ قَدْ نَهَى عَن ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ *** وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْر


وَكلُّ قَبْرٍ مُشرِفٍ فَقَدْ أمَرْ *** بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ

وحذْرَ الأُمَّةَ عَنْ إطْرَائِهِ *** فَغَرَّهُمْ إبْلِيسُ باسْتِجْرائِهِ

فَخَالَفوهُ جَهْرَةً وارْتَكَبُوا *** ما قدْ نَهَى عَنْهُ ولَمْ يَجْتَنِبُوا

فَانْظُرْ إليْهِمْ قَدْ غَلوْا وَزَادُوا *** وَرَفَعُوا بنَاءََهَا وَشَادُوا

بالشِّيدِ والآجُرِّ وَالأحْجَارِ *** لا سيَّمَا في هَذِه الأعْصَارِ

وَلِلْقَنَادِيل ِ عَلَيْهَا أوْقَدُوا *** وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا

وَنَصَبُوا الأعْلاَمَ وَالرَّايَاتِ *** وَافْتَتَنُوا بِالأعْظمِ الرُّفَاتِ

بَلْ نَحَروا في سُوحِهَا النَّحَائِرْ *** فِعْلَ أُولي التَّسْيِيبِ والْبَحَائِرِ

والْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُم *** وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ

قَدْ صَادَهُمْ إبْليِسُ في فِخَاخِه *** بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ منْ أفْرَاخِه

يَدْعو إلى عِبَادَةِ الأوْثَانِ *** بِالْمَالِ والنَّفْسِ وبِاللِّسَانِ

فَلَيْتَ شِعْري مَنْ أبَاحَ ذَلِكْ *** وَأوْرَطَ الأُمَّةَ في المَهَالِكْ

فَيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ والإِنْعَامِ *** إلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَةَ الإسْلاَمِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:22 AM
فصلٌ


في بيانِ حقيقةِ السحرِ وحَدِّ الساحرِ
وأنَّ منهُ : علم التنجيم
وذكرُ عقوبة من صدَّقَ كاهناً
===================
وَالسحْرُ حَقٌّ وَلَهُ تَأْثِيرُ *** لكِنْ بِما قَدَّرَهُ الْقَدِير

أعْنِي بِذَا التَّقْدِيرِ مَا قَدْ قَدَّرَهْ * في الْكَوْنِ لا في الشِّرعَةِ الْمُطَهَّرَهْ

واحْكُمْ عَلَى السَّاحِرِ بِالتكْفِيرِ *** وَحَدُّهُ القَتْلُ بِلا نَكِيرِ


كَمَا أتَى في السُّنَّةِ المُصَرَّحَةْ *** مِمَّا رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَصَحَّحَهْ


عَنْ جُنْدُبٍ وَهَكَذَا في أثَر *** أمرٌ بِقَتْلِهِمْ رُوِيَ عَنْ عُمَر


وَصَحَّ عَنْ حَفْصَةََ عِندَ مَالِك *** مَا فِيهِ أقْوَى مُرْشِدٍ للسالِك


هَذَا وَمِنْ أنْوَاعِهِ وَشُعَبِه *** عِلْمُ النُّجُومِ فَادْرِ هَذَا وَانْتَبِهْ


وَحِلُّهُ بِالْوَحْي نَصّاً يُشْرَعُ *** أمَّا بِسحْرٍ مِثْلهِ فَيُمْنَعُ


وَمَنْ يُصَدِّقْ كَاهناً فَقَدْ كَفَرْ *** بِمَا أتَى بِهِ الرَّسُولُ المُعْتَبَرْ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:27 AM
فصلٌ
يجمع ُ معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين

وأنهُ ينقسم إلى ثلاثِ مراتبٍ:
الإسلامُ والإيمانُ والإحسانُ،
وبيانُ أركانِ كلٍّ منها


==================
إعْلَمْ بِأَنَّ الدينَ قوْلٌ وعَمَلْ *** فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ

كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ *** إذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ

عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلاَثٍ فَصَّلَهْ *** جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِه مُشتَمِلَهْ

الإسْلاَمِ والإيمَانِ والإحْسَانِ *** والْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أرْكَانِ


فَقَدْ أتَى الإسْلاَمُ مَبْنِياً على *** خَمْسٍ فَحَقِّقْ وَادْرِ مَا قَدْ نُقِلا

أوَّلُهَا الرُّكْنُ الأسَاسُ الأعْظَمُ *** وَهُوَ الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ الأقوَمُ

رُكن الشَّهَادَتَيْن ِ فَاثْبُتْ وَاعْتَصِمْ**بال ْعُرْوة الْوُثْقَى الَّتي لا تَنْفَصِمْ

وثَانِياً إقَامَةُ الصَّلاَةِ *** وَثَالِثاً تَأْدِيَةُ الزَّكَاةِ

وَالرَّابِعُ الصِّيَامُ فَاسْمَعْ وَاتَّبعْ *** وَالْخَامِسُ الحَجُّ عَلَى مَنْ يَسْتَطعْ

فَتِلْكَ خَمْسَةٌ. وللإيمَانِ *** سِتَّةُ أرْكَانٍ بِلاَ نُكْرَانِ

إيمَانُنَا بِالله ذِي الْجَلاَلِ *** وَمَا لَهُ مِنْ صِفَةِ الْكَمَالِ

وَبالْمَلائِكةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة *** وَكُتْبهِ الْمُنْزَلَةِ الْمُطَهَّرَة

ورُسْلِهِ الهُدَاةِ لِلأَنَامِ *** مِن غَيْرِ تَفْرِيقٍ ولا إيهَامِ

أوَّلُهُمْ نُوحٌ بِلا شِكٍّ كَما *** أنَّ مُحَمَّداً لَهُمْ قَدْ خَتَمَا

وَخَمْسَةٌ مِنْهُمْ أُوُلُو الْعَزْمِ الأُلَى**في سُورَةِ الأحْزَابِ والشُّورَى تَلا

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:28 AM
وَبالْمَعَاد أيْقِنْ بلاَ تَرَدُّدِ *** ولا ادَّعَا عِلْمٍ بِوَقْتِ الْمَوْعِدِ

لكِنَّنَا نُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِ امْتِرَا *** بِكُلِّ مَا قَدْ صَحَّ عَنْ خَيْرِ الْوَرَى

مِنْ ذِكْرِ آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَهَا *** وَهِيَ عَلامَاتٌ وَأشْرَاطٌ لَها


وَيَدْخُلُ الإيمَانُ باِلْمَوْتِ وَمَا *** مِنْ بَعْدِهِ عَلَى الْعِبَادِ حُتِمَا


وَأَنَّ كُلاًّ مُقْعَدٌ مَسْؤُولُ: *** مَا الرَّبُّ مَا الدِّينُ وَمَا الرَّسُولُ؟

وعِنْدَ ذَا يُثَبِّتُ الْمُهَيْمِنُ *** بِثَابِتِ الْقَولِ الَّذينَ آمَنُوا

وَيُوقِنُ الْمُرْتَابُ عِنْدَ ذَلِكَ *** بِأنَّ مَا مَوْرِدُهُ الْمَهَالِك

وَبِاللِّقَا والْبَعْثِ والنُّشُورِ *** وَبِقِيَامِنَا مِنَ القُبُورِ

غُرْلاً حُفَاةً كَجَرادٍ مُنْتَشِرْ *** يَقُولُ ذُو الكُفْرَانِ: ذَا يَوْمٌ عَسِرْ

وَيُجْمَعُ الْخَلْقُ لِيَوْمِ الْفَصْلِ *** جَمِيعُهُمْ عُلْوِيُّهُمْ والسُّفْلِي

في مَوْقِفٍ يَجِلُّ فِيهِ الْخَطْبُ *** وَيَعْظُمُ الْهَوْلُ بِهِ والْكَرْبُ

وأُحْضِرُوا للْعَرْضِ والْحِسَابِ *** وَانْقَطَعَتْ عَلائِقُ الأَنْسَابِ

وارْتَكَمَتْ سَحَائِبُ الأهْوَالِ *** وانْعَجَمَ الْبَلِيغُ في الْمَقَالِ

وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْقَيُّومِ *** وَاقْتُصَّ مِنْ ذِي الظُّلْمِ لِلْمَظْلُومِ

وَسَاوَتِ الْمُلُوكُ لِلأَجْنَادِ *** وَجِيءَ بِالكِتَابِ والأَشْهَادِ

وَشَهِدَت الأَعْضَاءُ وَالْجَوَارِح *** وَبَدَتِ السَّوْءَاتُ والْفَضَائِح

وَابْتُلِيَتْ هُنَالِكَ السَّرَائرْ *** وانكَشَفَ الْمَخْفِيُّ في الضَّمَائِرْ

ونُشِرَتْ صَحَائِفُ الأَعْمَالِ *** تُؤْخَذُ باليَمِينِ والشِّمَالِ

طُوْبَى لِمَنْ يَأْخُذُ بِالْيمِينِ *** كِتَابَهُ بشرَى بِحُورٍ عِينِ

وَالْوَيْلُ لِلآخِذِ بالشِّمَالِ *** وَرَاءَ ظهْرٍ لِلْجَحِيمِ صَالِي

وَالْوَزْنُ بِالقِسْطِ فَلاَ ظُلْمَ وَلا *** يُؤْخَذُ عَبْدٌ بِسِوَى مَا عَمِلاَ

فَبَيْنَ نَاجٍ رَاجِح مِيْزَانُهُ *** وَمُقْرِفٍ أوْبَقَهُ عُدْوَانُهُ

وَيَنْصِبُ الْجِسْرُ بِلاَ امْتِرَاءِ *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأنْبَاءِ

يَجُوزُهُ النَّاسُ عَلَى أحْوَالِ *** بِقَدْرِ كَسْبِهِمْ مِنْ الأعْمَالِ

فَبَيْنَ مُجْتَازٍ إلى الجِنَانِ *** وَمُسْرِفٍ يُكَبُّ في النيرَانِ

والنَّارُ والْجَنَّةُ حَقٌ وَهُمَا *** مَوْجُودَتَانِ لا فَنَاء لَهُمَا

وَحَوْضُ خَيْرِ الْخَلْقِ حَقٌّ وبِهِ *** يَشْرَبُ في الأُخْرَى جَمِيعُ حِزْبه

كَذَا لَه لِوَاءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ *** وَتَحْتَهُ الرُّسْلُ جَمِيعَاً تُحْشَرُ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:30 AM
كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ العُظْمَى كَمَا *** قَدْ خصَّهُ اللهُ بِهَا تَكَرُّمَا

مِنْ بَعْد إذنِ اللهِ لا كَمَا يَرَى *** كُلُّ قُبُوريٍّ عَلَى اللهِ افْتَرَى

يَشْفَعُ أوَّلاً إلى الرَّحْمَنِ في *** فَصْلِ القَضَاءِ بَيْنَ أهْلِ الْمَوْقِفِ


مِن بَعْدِ أنْ يِطْلُبهَا النَّاسُ إلى *** كُلِّ أُولِي العَزْمِ الهُدَاةِ الفُضَلا

وثَانِياً يَشْفَعُ في اسْتِفْتَاحِ *** دَارِ النَّعِيمِ لأُوليِ الْفَلاحِ

هذَا وَهَاتَانِ الشَّفَاعَتانِ *** قَدْ خُصَّتَا بِهِ بِلا نُكرَانِ

وثَالِثاً يَشْفَعُ في أقْوَامِ *** مَاتُوا عَلَى دينِ الهُدَى الإسْلامِ

وأوْبَقَتْهُمْ كَثْرَةُ الآثَامِ *** فَأُدْخِلُوا النَّارَ بِذَا الإجْرَامِ

أنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا إلى الْجِنَانِ *** بِفَضلِ رَبِّ العَرْشِ ذِي الإحْسَانِ

وَبَعْدَهُ يَشْفَعُ كُلُّ مُرْسَلِ *** وَكُلُّ عَبْدٍ ذِي صَلاحٍ وَوَلي

وَيُخْرِجُ اللهُ مِنَ النِّيْرَانِ *** جَمِيعَ مَنْ مَاتَ عَلَى الإيمَانِ

في نَهْرِ الْحَيَاةِ يُطْرَحُونَا *** فَحْمَاً فَيَحْيَوْنَ وَيَنْبِتُونَا

كَأنَّمَا يَنْبُتُ في هَيْئَاتِهِ *** حَبُّ حَمِيلِ السِّيْلِ في حَافَاتِهِ

والسَّادِسُ الإيمَانُ بِالأقْدَارِ *** فَأيْقِنَنْ بِهَا ولا تُمَارِ

فَكُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءٍ وَقَدَرْ *** والكُلُّ في أُمِّ الكِتَابِ مُسْتَطَرْ

لا نَوْءَ لا عَدْوَى ولا طِيَرَ وَلا *** عَمَّا قَضَى الله تَعَالى حِوَلاَ

لاَ غُوْلَ لاَ هَامَةَ لاَ ولاصَفَرْ *** كَمَا بذَا أخْبَرَ سَيِّدُ الْبَشَرْ

وثَالِثٌ مَرْتَبَةُ الإحْسَانِ *** وَتِلكَ أعْلاَهَا لَدَى الرَّحْمَنِ

وَهُوَ رُسُوخُ الْقَلْبِ في الْعِرْفَانِ *** حَتَّى يَكُونَ الْغَيْبُ كَالْعِيَان

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:31 AM
فصلٌ
في كونِ الإيمانِ يزيدُ بالطاعةِ وينقصُ بالمعصيةِ
وأنَّ فاسقَ أهل الملةِ لا يُكفَّرُ بذنبٍ دونَ الشركِ
إلا إذا استحلهُ
وأنهُ تحت المشيئة
وأنَّ التوبةَ مقبولةٌ ما لم يُغرغِر
==================

إيْمَانُنَا يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ *** وَنَقْصُهُ يَكُونُ بَالزلاَّتِ

وَأهْلُهُ فيهِ عَلَى تَفَاضُلِ *** هَلْ أنْتَ كَالأمْلاكِ أوْ كَالرُّسُلِ

وَالْفَاسِقُ الْمِلِّيُّ ذُو الْعِصْيَانِ *** لَمْ يُنْفَ عَنهُ مُطلَقُ الإيمَانِ

لَكنْ بقَدْرِ الْفِسْقِ والْمعَاصِي *** إيْمَانهُ مَا زالَ في انْتِقَاصِ

ولاَ نَقُولُ إنَّهُ في النَّارِ *** مُخَلَّدٌ، بَلْ أمْرُهُ للْبَارِي


تَحْتَ مَشِيئَةِ الإلهِ النَّافِذَهْ *** إنْ شَا عَفَا عَنْهُ وإنْ شَا أخَذَهْ

بِقَدْرِ ذَنْبِهِ، وإلى الجِنَانِ *** يُخْرَجُ إنْ مَاتَ عَلَى الإيْمَانِ

والْعَرْضُ تَيْسِيرُ الْحِسَابِ في النَّبَا *** وَمَنْ يُنَاقَشِ الْحِسَابَ عُذِّبَا

ولا نُكَفِّرُ بِالْمَعَاصِي مُؤْمِنَاً *** إلا مَعَ اسْتِحْلاَلِهِ لماَ جَنَى

وَتُقْبَلُ التَّوْبَةُ قَبْلَ الغَرْغَرَه *** كَمَا أتَى في الشِّرْعَةِ الْمُطَهَّرَة

أمَّا مَتَى تُغلَقُ عَنْ طَالِبِهَا؟ *** فَبطلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:33 AM
فصلٌ
في معرفةِ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وتبليغهِ الرسالةَ
وإكمالِ الله لنا به الدينَ
وأنهُ خاتَمُ النبيينَ وسيدُ ولدِ آدمَ أجمعينَ
وأنَّ مَن ادعى النبوةَ بعدهُ فهو كاذبٌ
==================
نَبُّينَا مُحَمَّدٌ مِنْ هَاشِمِ *** إلى الذَّبِيحِ دُونَ شَكٍّ يَنْتَمِي

أرْسَلَهُ اللهُ إليْنَا مُرْشِدَا *** وَرَحْمَةً للعَالَمِينَ وَهُدَى

مَوْلِدُهُ بَمَكَّةَ الْمُطَهَّرَهْ *** هِجْرَتُهُ لطَيْبَةَ الْمُنَوَّرَهْ

بَعْدَ أرْبَعِينَ بَدَأَ الْوحَيُ بِهِ *** ثُمَّ دَعَا إلى سَبِيِلِ رَبِّهِ

عَشرَ سِنِينَ أيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا *** رَبّاً تَعَالى شَأنُهُ ووحِّدُوا

وَكَانَ قَبْلَ ذَاكَ في غَارِ حِرَا *** يَخْلُو بِذِكْرِ رَبِّهِ عَنِ الوَرَى

وَبَعْدَ خَمْسِينَ مِنَ الأعْوَامِ *** مَضَتْ لعُمْرِ سَيِّدِ الأنَامِ

أسْرَى بِهِ اللهُ إليِهِ في الظُّلَمْ *** وَفَرَضَ الخَمْسَ عَلَيْهِ وَحَتَمْ

وَبَعْدَ أعْوَامٍ ثَلاثَةٍ مَضَتْ *** مِنْ بَعْدِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ وانقَضَتْ

أُذِنَ بِالْهِجْرَةِ نَحْوَ يَثْرِبَا *** مَعَ كُلِّ مُسْلِمٍ لَهُ قَدْ صَحِبَا

وَبَعْدَهَا كُلِّفَ بِالقِتَالِ *** لِشيعَةِ الْكُفْرَانِ والضَّلاَلِ

حتى أتَوْا للدِّينِ مُنْقَادِينَا *** وَدَخَلُوا في السِّلْمِ مُذْعِنِينَا

وَبَعْدَ أنْ قَدْ بَلَّغَ الرِسَالَهْ *** وَاسْتَنقَذَ الْخَلْقَ مِنَ الْجَهَالَهْ

وأكْمَلَ اللهُ بِهِ الإسْلاَما *** وقَام دِينُ الْحَقِّ وَاسْتَقَامَا

قَبَضَهُ الله العَليُّ الأعْلَى *** سُبْحَانَهُ إلى الرَّفِيقِ الأعْلَى

نَشْهَدُ بِالْحَقِّ بِلاَ ارْتِيَابِ *** بِأنَّهُ الْمُرْسَلُ بِالِكِتَابِ

وأنَّهُ بَلَّغَ مَا قَدْ أُرْسِلاَ *** بِهِ وَكُلُّ مَا إليْهِ أُنْزِلاَ

وكُلُّ مَنْ مِن بَعْدِهِ قَدِ ادَّعى *** نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى

فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْل بِاتِّفَاقِ *** وأفضَلُ الْخَلْقِ عَلى الإطلاَقِ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:34 AM
فصلٌ
فيمن هوَ أفضلُ الأمةِ بعد الرسول
صلى الله عليه وسلم
وذِكرُ الصحابةِ بمحاسنِهم
والكَفُّ عن مساوئهم وما شَجَرَ بينهم
==================

وَبَعْدَهُ الْخَلِيفَةُ الشَّفِيقُ *** نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصِّدِّيقُ

ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى في الْغَارِ *** شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ

وهُوَ الَّذِي بِنَفْسِهِ تَوَلَّى *** جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى


ثَاِنيهِ في الفَضْلِ بِلاَ ارْتيابِ *** الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ

أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْصٍ عُمَرْ *** مَنْ ظَاهَرَ الدِّينَ الْقَويمَ ونصَرْ

الصَارِمُ الْمنكِي عَلَى الكُفَّارِ *** وَمُوسِعُ الْفُتُوحِ في الأمْصَارِ

ثَالِثُهُمْ عُثمانُ ذُو النُّورَيْنِ *** ذو الْحِلمِ والْحَيَا بِغَيْرِ مَيْنِ

بَحْرُ الْعلُومِ جَامِعُ الْقُرْآنِ *** مِنْهُ اسْتَحَتْ مَلائِكُ الرَّحْمَنِ

بَايَعَ عَنْهُ سَيِّدُ الأَكوَانِ *** بِكَفِّهِ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ

والرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ *** أعْنِي الإمامَ الْحَقَّ ذا الْقَدْرِ الْعَلي

مُبِيدُ كُلِّ خَارِجيٍّ مَاِرقِ *** وَكُلِّ خِبٍّ رافِضِيٍّ فَاسِقِ

مَن كَانَ للرَّسُولِ في مَكَانِ *** هَارُونَ مِنْ مُوسَى بِلاَ نُكْرَان

لاَ في نُبوَّةٍ فَقَدْ قَدمْتُ مَا *** يَكْفَي لِمَنْ مِنْ سُوْءِ ظَنٍّ سَلِمَا

فَالسِّتةُ الْمَكَمِّلُونَ الْعَشرَهْ *** وَسَائِرُ الصَّحْبِ الكِرَامِ الْبَرَرَهْ

وأهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الأطْهَاِرُ *** وَتَابِعُوهُ السَّادَةُ الأَخيَارُ

فَكُلُّهُمْ في مُحْكَمِ القُرْآنِ *** أَثنَى عَلَيْهمْ خَالِقُ الأكْوَانِ

في الفْتَحِ والْحَدِيدِ والْقِتَالِ *** وَغَيْرِهَا بِأكْمَلِ الْخِصالِ

كَذَاكَ في التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ *** صِفَاتُهُمْ معلومةُ التفصيلِ

وذكرُهم في سنَّةِ المختارِ *** قَدْ سَارَ سَيْرَ الشَّمسِ في الأقْطَارِ

ثم السُّكُوتُ واجِبٌ عَما جَرَى *** بَيْنَهُمُ مِنْ فِعْلِ مَا قَدْ قُدِّرَا

فَكُلُّهُمْ مُجْتَهِدٌ مُثَابُ *** وَخَطَؤُهُمْ يَغْفِرُهُ الوَهَّابُ

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:36 AM
خاتمةٌ
في وجوبِ التمسك بالكتابِ والسنةِ
والرجوعُ عندَ الاختلافِ إليهما،
فما خالفهما فهوَ رَدٌّ
==================
شَرْطُ قَبُولِ السَّعْي أنْ يَجْتَمِعَا *** فِيهِ إصَابَةٌ وإخْلاَصٌ مَعَا

للهِ رَبَّ العَرْشِ لا سِوَاهُ *** مُوَافِقُ الشَّرْعِ الَّذِي ارْتَضَاهُ

وَكُلُّ مَا خَالَفَ لِلوَحْيَيْنِ *** فَإنَّهُ رَدٌّ بِغَيْرِ مَيْنِ

وكُلُّ مَا فِيهِ الخِلاَفُ نُصِبَا *** فَرَدُّهُ إليْهِمَا قَدْ وَجَبَا

فَالدِّينُ إنَّمَا أتَى بِالنَّقْلِ *** ليْسَ بِالأوْهَامِ وَحَدْسِ الْعَقْلِ

ثُمَّ إلى هُنَا قَدْ انْتَهَيْتُ *** وَتَمَّ مَا بِجَمْعِهِ عَنِيتُ

سَمَّيْتُهُ بِسُلمِ الوُصُولِ *** إلى سَمَا مَبَاحِثِ الأصُوُلِ


والْحَمْدُ للهِ عَلَى انتِهَائِي *** كَمَا حَمِدْتُ اللهَ في ابْتِدَائي

أسْأَلُهُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ *** جَمِيعِهَا وَالسَّتْرَ لِلعُيُوبِ

ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أبَدَا *** تَغْشَى الرَّسُولَ الْمُصْطَفَى مُحَمَّدا

ثُمَّ جَمِيعُ صَحْبِهِ والآلِ *** السَّادَةِ الأئِمَّةِ الأبْدَالِ

تَدُومُ سَرمَدَا بِلا نَفَادِ *** مَا جَرَتِ الأقْلاَمُ بِالْمِدَادِ

ثُمَّ الدُّعَا وَصيَّةُ القُرَّاءِ *** جَمِيعِهمْ مِنْ غَيْرِ مَا اسْتثْنَاءِ

أبْيَاتُهَا (يُسْرٌ) بِعَدِّ الْجُمَلِ *** تَأْرِيخُهَا (الْغفْرَانُ) فَافْهَمْ وَادْعُ لي

===========================

رحم الله تعالى الشيخ حافظ حكمي

وجزاه عنا خير الجزاء


ورفع درجته في عليين

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 12:38 AM
للحصول على المنظومة صوتية انظر الرابط



http://www.islamhouse.com/p/4484 (http://www.islamhouse.com/p/4484)


=========================


مختصر معارِج القبول للشيخ حافظ آل حكمي



هشام آل عقدة



http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1566 (http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1566)

عبد الله عمر المصري
2014-08-26, 03:11 AM
شيخ أ.د. صالح السحيمي رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الاسلامية بالمدينة شرح معارج القبول للحكمي - ام بي 3https://archive.org/details/suhaimi-marij-mp3

أبو فراس السليماني
2014-08-26, 06:19 AM
جزاكم الله تعالى خيرا أستاذ عبد الله

وبارك الله فيكم

أبو عبد الله محمود محمد
2014-08-30, 04:44 PM
الأخوة في مجلس اللغة العربية ضبطوا المنظومة فلو رجعت إليها في هذا الحديث ، لصححت كثيرا من الأخطاء التي وقعت فيها
http://majles.alukah.net/t77801/

أبو فراس السليماني
2014-08-30, 10:58 PM
جزاكم الله تعالى خيرا أستاذ أبا عبد الله


وبارك الله فيكم