مشاهدة النسخة كاملة : خلاصة دين الصوفية
أبو فراس السليماني
2014-08-24, 03:46 PM
خلاصة دين الصوفية
ونلخص لك دين الصوفية في كلمات قصار.
أما في الوجود
فيدينون بأن المطلق منه عين المقَيَّد،
أو نفس العَيْنيِّ المتقوم بخصائصه في هذا،
أو ذاك من الأشياء
ذات الكيان المادي،
أو بمعنى آخر:
يرون أن الله هو عين خلقه،
وأما في الاعتقاد،
فيدينون بأن الكفر والإيمان،
أو الشرك والتوحيد،
اسمان لحقيقة واحدة
أو مترادفان لهما مدلول واحد،
وأما في الدين،
فيرون السماوي منه عين الوَضعِيِّ،
فمُنَزِّلُ الأول، هو الله،
باعتباره حقيقة مجردة
عن النعوت الإيجابية أو السلبية، أو الإضافِيِّة،
وواضع الثاني هو الله
– وتعالى جَدُّ رَبِّنا –
باعتباره متجسداً في صورة بشرية !!
وأما في الجزاء الأخروي،
فيلتقي عندهم طرفاه الثواب والعقاب
فالنعيم في الفردوس عين العذاب في جهنم.
كلاهما عين الآخر في الحقيقة والأثر!!
وأما في الفكر،
فيدينون بأن الحقيقة عين الخرافة أو الأسطورة،
وبأن الحق والباطل،
أو الصواب والخطأ
يتحدان في الدلالة،
وكلاهما مقياس صحيح لصاحبه،
وأما في الأخلاق،
فيدينون بأن الخير والشر،
أو الفضيلة والرذيلة
سواء في الباعث والغاية وفي القيمة،
وإن شئت حديثاً أكثر اختصاراً،
فقل:
إن خلاصة دين الصوفية وفكرها وخلقها:
لا تقابل،
لا تضاد،
لا تناقض،
إذ الكل ذات واحدة،
هي ذات الله سبحانه.
أو كما يقول ابن عربي:
"ما في الوجود مثل،
فما في الوجود ضد،
فإن الوجود حقيقة واحدة،
والشيء لا يضاد نفسه " ( 1 ).
*****************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) ص 92 فصوص جـ1 ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-08-24, 04:18 PM
عبادة الصوفية *
ذلك هو التصوف العملي
في شعيرتيه الزهد والذكر،
فما العبادة فيه ؟
أهي تلك الركعات،
أو السجدات
التي لا يقر فيها قلب،
ولا جسد،
ولا تسلم فيها لله خاطرة واحدة،
ولا يخشع شعور،
ولا يضرع دعاء ؟
فإنما هي لأصنام القبور
سجود وتسابيح،
ولجلاميدها الصم عبودية،
تطفح بالخشية منها،
والتقوى لها،
واللِّياذ بها،
والذهول المستغرق إلا عنها !
ألا ترى مساجد الله خراباً،
ومعابد القبور،
تمور بالحشود المحشودة فيها
من كل صَوْبٍ وحَدَب ؟
ألا ترى مساجد الله
التي طهرها الله من أوثان الأضرحة،
خاويةً على عروشها،
أما المعابد
التي جثم على صدرها قبرُ ميت،
وثوت فيها رِمَّـتُه ،
أو وَهْـمُه ،
فتضيق
– على رحابها الفِساح –
بالآمِّين لها
رجاء بركات القبر،
والرِّمَّة البالية،
أو الوهم الخرافي
المشيد عليه القبر،
أو العظام المنوعة من حيوانات شتى؛
لتنصَبَّ النذور على السَّدَنَة ؟!
ألا ترى تلك المعابد
ينفق على فرشها وإضاءتها وتبخيرها الألوفُ ؟!
أما مساجد الله
فتترك للغربان تسلح عليها،
وللبوم ينعب فيها !.
ما عبادة الصوفية ؟
أهي تلك النذور
يحفِدون بها إلى الجيف ؟
أهي هذا السجود
على عتبات الأصنام
دوَّخها وطء النعال ؟!
أهي هذا التقبيل الملهوف العاشق
لأحجار الأوثان
رجاء سَلْسَبيل رحمة منها ومغفرة ؟
أهي هذا التوسل إلى الله
بعظام نـَخِرة ،
وصَفْوان أملس،
وخشب عافه السوس
من طول ما طَعِمَ منه ؟
أهي هذا الدعاء العريض
بالهامدين في القبور ،
ينشدون منهم مَدَد الحياة ،
وروح الخلود ؟
أهي تلك الأوراد (1) الشِّرْكِيَّة
ينعق بها الصوفية
تحت سجوات ليلهم المعربد،
وشفوف السَّحَر الراقص،
في هياكل الطواغيت ؟!
أهي هذا الحلف بالقبور
والهامدين فيها،
وجعل الحلف بالله
عرضة للفرار من ذنب،
أو جريرة ؟!
ذلك هو الجانب العملي من التصوف
في ذكره وزهده وعبادته،
أتراه يصلح لهداية الإنسانية،
وقيادتها إلى مُثُلها العليا ؟
أم تراه يفتك بها فتك السُل الدفين
بالصدر الرقيق الحزين ؟!
أما جانبه النظري،
فقد دانوا فيه كما بَيَّنتُ لك
بأن العبد عين الرب،
وبأن الشرك عين التوحيد ،
ذلك هو التصوف بنوعيه،
إن شئت أن تجعله نوعين !
فهل تراه يودي بالمسلمين
إلا إلى التهلكة
بعد أن يحيلهم من عبادٍ للرحمن
إلى عَبَدَةٍ للطاغوت ؟
من أمة قوية عزيزة كريمة
موحدة الغايات والمبادئ
إلى أشتات واهنة،
وأشباح هزيلة مستضعفة،
تضرب بها الوثنية في متاهات الباطل،
ويقضي عليها الوهن والذل والصغار،
فتصبح المطايا الذُلُل للاستعمار،
وأحلاف الضِعة،
والمهانة والاستكانة ؟!
*****************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) لكل طريقة ورد خاص بها تفضله على جميع الأوراد الأخرى،
بل تفضله على القرآن،
قال طاغوت التيجانية:
"وسألته صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفاتح،
فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات،
ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون،
ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير،
ومن القرآن ستة آلاف مرة"
ص 103 جـ 1 جواهر المعاني لابن حرازم التيجاني طريقة.
فتدبر كيف تجاهد الصوفية
في سبيل صرف المسلمين عن كتاب الله !!
أبو فراس السليماني
2014-08-24, 09:52 PM
دين الصوفية *
للصوفية مدد من كل نحلة ودين إلا دين الإسلام،
اللهم إلا حين نظن أن للباطل اللئيم مدداً من الحق الكريم،
وأن للكفر الدنس روحاً من الإيمان الطهور.
والصوفية نفسها تبرأ إلا من دين طواغيتها
مؤمنة بأنه هو الحق الخالص.
يقول التلمساني – وهو من كهان الصوفية-
"القرآن كله شرك،
وإنما التوحيد في كلامنا " ( 1 )
وابن عربي يزعم أن رسول الله أعطاه
كتاب فصوص الحكم
– وهو دين زندقته – وقال له:
"اخرج به إلى الناس ينتفعون به –
ويقول :
فحققت الأمنية كما حَدَّه لي رسول الله بلا زيادة ولا نقصان"
ثم يقول:
فمن الله، فاسمعوا ** إلى الله فارجعوا ( 2 )
على حين يذكر الحق وتاريخه الصادق
أن الصوفية تنتسب إلى كل نِحْلَة مارقة،
وتنتهب منها أخبث ما تدين به،
ثم تفتريه لنفسها، مؤمنة به،
وتحمل على الإيمان به كل فراشة تطيف بجحيمه،
وإلا فهل مِن الإسلام
أسطورة وحدة الوجود،
وخرافة وحدة الأديان ؟!
فتلك تزعم أن الله سبحانه عين خلقه،
عينهم في الذات والصفات والأسماء والأفعال،
تزعم
أن واهب الحياة، وخالق الوجود
عين الصخر الأصم،
والرمة العفنة!!
ووحدة الأديان تزعم أن كفر الكافر، وخطيئة الفاجر
عين إيمان المؤمن، وصالحة الناسك،
تزعم أن دين الخليل هو دين أبيه آزر،
وأن إيمان موسى عين كفر فرعون،
وأن وثنية أبي جهل عين توحيد محمد،
فكلٌّ رب الدين ورسوله!!
كلٌ تَعَـيُّـنٌ للذات الإلهية،
غير أنها سميت في تَعَـيُّـنٍ بمحمد،
وفى أخر بأبي جهل،
وهيَ هيَ في مظهريها، أو اسميها!!
تزعم أن دين إبليس وإيمانه
عين دين أمين الوحي، وروح إيمانه،
بل زادت الخطيئة فجوراً،
فزعمت أن إبليس أعظم معرفة بآداب الحضرة الإلهية
من أمين الوحي، وأسمى مقاماً!!
أفمِن دين الإسلام
هذه الخطايا الكافرة ؟!
********************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) ص 145 جـ 1 مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
( 2 ) ص 4فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ
أبو فراس السليماني
2014-08-25, 05:48 AM
افتراء على دين الله *
ولكن ما بالي أٌسرف في الِحجاج؛
لأثبت ما ليس في حاجة إلى دليل يثبته،
بل ما الصوفية – نفسها – تقر مؤمنة به؟!
سلوها
لم انتبذت من المسلمين مكاناً قصياً
تسمي فيه المُدنسين برجسها صوفيين، لا مسلمين،
والاسمان متقابلان تقابل الظلام الجائر،
والضوء الباهر؟
سلوها
لمَ تمقت ما سمى به الله من يعبدونه على بصيرة،
وتَجْنَح إلى اسم ماله من دلالة إلا على كفر أو مذلة ؟
سلوها
مَنْ هم كهان دينها، وأحبار طقوسها؟
سلوها
لمَ تُورِّث أحقاد طواغيتها على الكتاب والسنة ؟
سلوها
لم تفتن الأغرار عن دين الحق،
فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة،
تعني بالشريعة ما أوحاه الله إلى رسوله،
وبالأخرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية.
سلوها ، وسلوها ؟
ولكن لا تكدوا أنفسكم،
فهذا ابن عجيبة الفاطمي الهوى، الصوفي الدين
يلهمكم جواب ما عنه تسألون،
فإليكم ما افتراه:
"وأما واضع هذا العلم "يعني التصوف"
فهو النبي صلى الله عليه وسلم علمه الله بالوحي والإلهام،
فنزل جبريل أولاً بالشريعة فلما تقررت،
نزل ثانياً بالحقيقة،
فخص بها بعضاً دون بعض،
وأول من تكلم فيه،
وأظهره سيدنا علي كرم الله وجهه،
وأخذه عنه الحسن البصري " ( 1 )
وإنها لفرية جائرة الإفك على رسول الله،
وبَهت له بجريمة ملعونة،
جريمة كتمان العلم، وأي علم ؟
إنه علم الحقيقة في دين الصوفية !!
أفيكتم الرسول الحق وعلمه ودلائله،
وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله
"من كتم علماً يعلمه الله إياه،
ألجم يوم القيامة بلجام من نار " ( 2 )
ثم وراء هذا البهتان
اتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان،
ومعهم خيار الصحابة من السابقين،
بأنهم كانوا أنْضَاء ضلالة وجهالة
بما يعرج بالروح على محبة الله،
وراءه محاولة حقودٌ مصممة
على تجريد الجماعة الإسلامية
من خيار سلفها وخيار خلفها
من صفة الإيمان الحق.
وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها
بما تبهت به
الصديقين والشهداء.
********************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) ص 5 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة جـ 1 ط 1913م.
وفي قوله ذاك
دليل الصلة الوثيقة بين الصوفية وبين الشيعة التي تؤله أئمتها
( 2 ) أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم وصححة من طريق أبي هريرة
وقال الترمذي: حسن صحيح.
عمار أبو أحمد
2014-08-25, 04:30 PM
نسأل الله الهداية والثبات وأن ينجينا من مضلات الفتن
بارك الله فيك اخي
ورحم الله الشيخ عبد الرحمن الوكيل
أبو فراس السليماني
2014-08-25, 06:23 PM
بارك الله فيكم يا أستاذ عمار
أبو فراس السليماني
2014-08-25, 11:18 PM
آلهة الصوفية
يفتري الصوفية – فمالهم من سجية غير ذلك –
أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب،
ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة،
ويصمون المسلمين بعمى البصيرة ( 1 ) ، وعَمَه العقل،
وخطل الفكر، وجمود العاطفة، وفساد الذوق،
وخمود جذوة الحياة في الشعور،
والإغراق العميق السحيق في المادية الصماء،
والجمود الأحمق على عبادة التاريخ،
وما زالت تلك دعواهم.
فما الرب الذي يعبدونه
وإذا شئت إحكام الدقة،
فسلهم:
ما الرب الذي اختلقوه،
ثم عبدوه ؟
ناشدتك الله
– إن مسَّك فيما أقول وهم ريبة،
أو فتنك منهم عن الحق غزل ابتسامة،
أو ترنيمة عاشقة بتسبيحة أو دعاء،
ناشدتك الله إلا ما قرأت شيئاً من كتبهم،
لتعرف رب الصوفية الأعظم.
اقرأ من الفتوحات، أو الفصوص، أو ترجمان الأشواق،
أو عنقاء مغرب، أو مواقع النجوم، وكلها لابن عربي.
اقرأ من الإنسان الكامل للجيلي،
اقرأ من تائية ابن الفارض وشرحها للنابلسي أو القاشاني،
اقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر للشعراني،
اقرأ من الإبريز للدباغ،
اقرأ من كتاب الجواهر، والرماح وهما للتيجانية،
وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان،
بل اقرأ حتى مجموع الأوراد الذي يتعبدون به الآن
ودلائل الخيرات،
"وأحزاب" الكهنة منهم في العشايا والأسحار.
إن الصوفية تنعت ابن عربي
بأنه "الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر" وتخر له ساجدة،
والجيلي بأنه "العارف الرباني والمعدن الصمداني"
وابن الفارض بأنه "سلطان العاشقين"
والشعراني بأنه "الهيكل الصمداني والقطب الرباني"
فما أدعوك إذن إلى تلاوة كتب
تنقم منها الصوفية دلائل الحق، وإشراق الهدى،
بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم،
وتباين أهوائهم، ويجلونها
– ولا أعدو الصدق إذا قلت يعبدونها –
ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد،
والمنبع السلسال لفيوض الربانية!!
فإن قرأت شيئاً من تلك الكتب،
فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله،
واقذف بنور الحق الإلهي
على دياجير الباطل الصوفي،
وثـَمَّتَ يروعك، ويستفز الغِضابَ الثوائر من لعناتك
أن تجد الصوفية تدين برب
يتجسد في أحقر الصور،
وتتعين "هُوِيَّتُه وإنِّيَّتُه ( 2 ) في أنتن الجيف،
وتتمثل حقيقته الوجودية
صور أوهام في الذهن الكليل،
وظنون حيرى في الفكر الضليل،
وتهاويل أسطورية في الخيال.
ألم تُؤَله الصوفية في دين كاهنها التلمساني
رِمَّة كلب تقزز من صديدها الدود؟! ( 3 )
*******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية باختصار
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) يقول نيــكلسون: "والصوفية لا يفتئون يعلنون أنهم أمة الله المختارة"
ص 117 الصوفية في الإسلام، ترجمة نور الدين شريبة.
( 2 ) الهوية عندهم هي الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
والإنية هي حقيقتها الظاهرة في مجاليها المتنوعة
( 3 ) مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق،
فقال له رفيق له – وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود - :
أهذا أيضاً هو ذات الله ؟ مشيراً إلى جثة الكلب.
فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شيء خارج عنها .
انظر 145 مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية.
أبو فراس السليماني
2014-08-26, 11:17 AM
إله ابن الفارض ( 1 ) *
يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت.
بصيرورة العبد رباً،
والمخلوق خلاقاً،
والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً،
وإذا شئت الحق في صريح من القول،
فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة،
تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها
بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله
في صور مادية، أو ذهنية،
فكان حيواناً
وجماداً
وإنساً
وجناً
وأصناماً
وأوثاناً.
وكان وهما
وظناً
وخيالاً،
وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله،
عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛
لأنها هيَ هوَ في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد،
وكل ما يقترفه البغاة من خطايا،
وما تنهش الضاريات من لحوم،
أو تعرق من عظام،
فهو فعل الرب الصوفي،
وخطيئته وجرمه!!
وإخالك الآن تود لو تُسَوَّى بي الأرض،
أو تدهمني – على غِرةٍ صاعقة،
إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة
وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!
وما عليَّ – برحمة الله – مما تود،
ولن يمنعني عجبك في ذهوله
من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له
وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته،
فلعل يزول عجبك،
جَلَتْ في تجلِّيها الوجودَ لناظري ** ففي كلِّ مَرْئِيٍّ أرآها برؤيةِ
يزعم أن الذات الإلهية هتكت عنه حُجَبَ الغيرية،
وجَلَتْ له الحق المُغَيَّب،
فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها
في كل مظاهر الوجود،
رأى هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه،
أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي،
ومغاوره المظلمة،
رآه هو عين الله وماهيته،
ورأى وجوده عين وجوده،
فما ثَمَّ من شيء عند ابن الفارض إلا وهو الله،
بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود
سوى وجود تلك الصور المادية،
أو الذهنية المنطبعة عن شيء متحقق، أو متَوهم، أو متخيل.
أما وقد نَعَق بهذا البهتان،
فليفترِ لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛
لهذا راح يزعم
أنه بذاته اتحد بذات ربه،
فكانت الثنائية في الاسم،
وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود،
وأنه في جَلْوَة تلك الوحدة
يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله
ذات الله وصفاته وأفعاله،
وعن هذا يعبر.
*******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية باختصار
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) ابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين
الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ،
ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً،
لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم،
أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته،
حتى لا يكون لهم رياء معذرة
أبو فراس السليماني
2014-08-26, 11:36 PM
عبادة الأنوثة *
ولست أدري لمَ يُغْرَم الصوفية دائماً بنعوت المرأة
يحملونها على ربهم،
فيزعمون أن ربهم يتجلى – غَزَلِيَّ الجمال –
في صورة أنثى عاشقة ملهوفة
تَـتَـقَـتَّل بفتون أنوثتها الهيم لحيوان يراودها عن نفسها.
إن هذا الإلحاحَ الجسدي في عبادة الأنوثة
يدفعنا إلى محاولة اكْتِنَاهِ ما يَعتلِجُ به من شعور
يتلظى بالنزوات الملتهبات والشهوات العرابيد؛
لتدرك علة ذلك التَّـمَجُّسِ الصوفي الذي يؤلِّه نار الجسد.
أترى حين استبد بالصوفية عشقُ الأنثى، ولوَّعهم بالحرمان،
أراقوا الغَزَل في هوى المعشوقة،
فلم تُنْد أنوثتُها منهم غليلاً،
ولم تُبِح لحمَها للنابِ الملهوف،
أتراهم حين احترقوا تَلَهفًا حتى إلى ظل أنثى مبذولة،
فلم ينالوا،
صوَّر لهم ما يَؤُجُّ في غرائزهم من سعير
أن الأنثى ليست – إذن – إلا ربًا
تعالت كبرياؤه وتسامى عرشه ؟
أم تراهم – والأنوثة تعاطيهم صَهباءَ إثمها –
أبوا إلا أن يترعوا الدِّنَّ كله، فراحوا يُـمِدُّونها في الغي،
فزعموا لها أن الحقيقة الإلهية
ليست إلا أنثى مشتهاة مشتهاة،
وأن حقائق الوجود كله أنوثة
تشرب الشهوات خمر جسدها المُعَتَّق ؟!
يمثل ابن عربي الطائفة الأولى، وستأتيك أنباؤه،
أما ابن الفارض ( 1 ) فاسمع إليه يقول:
ففي النشأة الأولى تراءت لآدم ** بمظهر حواء قبل حكم البُنُوَّةِ
وتظهر للعشاق في كل مظهر ** من اللبسِ في أشكال حُسْنٍ بديعةِ
ففي مرة "لُبْنى" وأخرى "بثينة" ** وآونة تُدْعى"بِعَزَّة" عَزَّتِ
يزعم أن ربَّهُ ظهر لآدم في صورة حواء،
و"لِقَيْسٍ" في صورة "لُبنى" و "لجميل" في صورة "بثينة"
و "لِكُثَيِّر" في صورة "عَزَّة".
فما حواء البشر إلا الحقيقة الإلهية،
وما أولئك العشاق سَكِرَتْ على شفاههن خطايا القبل المحرمة،
وتهاوت بهن اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق،
ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية
تجسد في صور غَوَانٍ تطيش بهُدَاهُنَّ نَزْوَةٌ وَلْهَى،
أو نَشوةٌ سَكْرى،
أو رغبة تَتَلَظَّى في عين عاشق!!.
ويسرف ابن الفارض في توكيد أنوثة ربه،
وتجليه أبدا في صورة جسد امرأة يَزِلُّ بها موعد الليل، فيقول:
ولَسْنَ سواها، لا، ولا كُنَّ غيرها ** وما إنْ لها في حسنها من شريكةِ
خشي ابن الفارض أن يتوهم أحد في ربه
أنه يغاير حقيقتَه،أو تتباين صفاته،
وهو يتجلى مرة بعد مرة في صورة غانية،
أو أن يَظُنَّ أن هؤلاء الغانيات "لبنى، بثينة، عزة"
تغاير حقائقهن حقيقة ربه في شيء ما،
خشي ابن الفارض ذلك،
فاستدرك على الأوهام بما يحيلها يقيناً ثابتاً في أنوثة ربه،
فقال: " ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها"
وهكذا صدق فيهم قول الله :
( إن يدعون من دونه إلا إناثاً،
وإن يدعون إلا شيطاناً مَرِيداً )
ماذا يحدث للشباب المسلم، ومنه
لو أنه آمن بهذه الصوفية ؟!
فليفهم كل عاشق يطويه الليل على خاطئة
أنه حين يقترف الخطيئة مع أنثاه،
وتعربد في جسدها الرَّخْص أنيابُه وأظفاره،
ليفهم كل عاشق أن أنثاه هذه التي يعرق أنوثتها
ليست إلا رب الصوفية الأعظم !!.
وليُصَحِّحْ مؤرخو الأدب تاريخه،
فابن الفارض يؤكد أن أولئك العشاق "قيس، جميل، كثير"
وكل شعراء العشق لم يُريقوا خمور الغزل
إلا للذات الإلهية
متجسدة في صور عشيقاتهن القواتل !!.
أَوَعَيْت إذن علة إطلاق الصوفية على أربابهم أسماء نسوة ( 2 )
جُلُّهن عواطل من الفضيلة،
عوارٍ عن الشرف ؟!
وعلة عبادتهم لأجساد تلظى فيها الشيطان،
وعربد بخطاياه ؟
ذلك لأن كهان الصوفية أوحوا إليهم
أن أربابهم تتجلى دائماً في صور إناث
تَجَرَّدْنَ لخطايا العشق،
وآثام الليل في حانِ الغرام !!.
ومعذرة إلى من يقرءون للهدى
عما أثرته في نفوسهم من غثيان
بذكر هذا القيء القذر من الكفر الصوفي،
وعما يحسونه بنقل تلك الأبيات
من حَرَجٍ تختنق فيه العاطفة ...
******************
*نقلا من كتاب هذه هي الصوفية باختصار
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) يصور لنا أحد أتباع ابن الفارض لوناً من ألوان مجون سلطان العاشقين فيقول:
"دفع إليَّ دارهم، وقال: اشتر لنا بها شيئاً للأكل، فاشتريت ومشينا إلى الساحل،
فنزلنا في مركب، حتى طلع البهنسا، فطرق باباً، فنزل شخص فقال: بسم الله،
وطلع الشيخ، فطلعت معه، وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات، وهم يغنون له،
فرقص الشيخ إلى أن انتهى، وفرغ ونزلنا، وسافرنا حتى جئنا إلى مصر،
فبقي في نفسي شيء،
فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب،
فقال له: يا سيدي فلانة ماتت – وذكر واحدة من أولئك الجواري – فقال: اطلبوا الدلال،
وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها، ثم أمسك أذني،
فقال: لا تنكر على الفقراء !!"
ص 319 جـ 4 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني طبع الهند 1230هـ.
هذا هو ابن الفارض القديس يرقص ويغني والنسوة يرقصن معه ويضربن له الدفوف!!
ومع هذا يحرِّم على تابعه أن ينتقده!!
وهكذا كل الشيوخ
( 2 ) أنصت إلى المنشدين اليوم في حلق الرقص الصوفي أو الذكر كما يزعمون
تجدهم يرقصون الذاكرين على مناجاة "ليلى وسعاد" وغيرهما!!
أبو فراس السليماني
2014-08-28, 06:21 AM
لمن كان سجود الملائكة ؟ *
ولا يمل ابن الفارض من تكرار إفكه الوثني
يزعم فيه أنه هو الله،
فيضيف إليه أنه عين رسل الله أيضاً،
وعين آدم الأب الأول للبشرية،
وعين الملائكة الذين سجدوا لآدم.
وفيَّ شهدتُ الساجدين لِمَظْهَري (1) ** فَحَقَّقْتُ أني كنتُ آدمَ سَجْدتي
وإليك شرح القاشاني – وهو كاهن صوفي –
لهذا البيت:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري،
فعلمت حقيقةً أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة،
وأن الملائكة يسجدون لي – والملائكة صفة من صفاتي ( 2 ) ،
فالساجد صفة مني تسجد لذاتي" ( 3 )
أرأيت إلى شرح القاشاني؟
لقد نقلته لك بلفظه مثلا لما يشرح به الصوفية أساطير دينهم؛
لتؤمن أنى لم أمِلْ مع الهوى
فيما شرحت لك به أبيات ابن الفارض،
وأظنني ما بلغت مبلغ القاشاني في الشرح،
فهو صوفي يدين بالتائية.
وحسبنا هذا من سلطان عشاق الصوفية !!
******************
*نقلا من كتاب هذه هي الصوفية باختصار
للعلامة عبد الرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى ، ورفع درجته في عليين
( 1 ) يعني به آدم عليه السلام، فهو في دينه
تجسد للذات الإلهية التي هي ابن الفارض
( 2 ) فسرالملائكة بأنها صفات، ليتقي القول بالغيرية والتعدد،ولكيلا يعترض عليه بمثل هذا:
ما دمت تتحدث عن ساجدين وعن مسجود له فقد قلت بذوات كثيرة، وأغيار عديدة..
لا يعترض عليه بمثل هذا
لأنه يزعم أن الملائكة ليست ذوات.
وإنما هي صفات للذات الإلهية
والصفات عنده عين الذات،
فلا تعدد، ولا غيرية !!
( 3 ) ص 89 جـ 2 كشف الوجوه الغر على هامش شرح الديوان طبع 1310هـ
أبو فراس السليماني
2014-08-29, 01:39 AM
إله ابن عربي ( 1 )
أما هذا الطاغوت الأكبر،
فقد افترى للصوفية رباً عجيباً
يجمع بين النقيضين المُتَوتِّرَيْن في ذاته،
وبين الضدين الحقيقيين في صفاته،
فهو الوجود الحق، وهو العدم الصرف،
هو الخلاق، وهو المخلوق،
هو عين كل كائن، وصفاته
عين صفات كل موجود وكل معدوم،
هو الحق الكريم والباطل اللئيم،
هو الفكرة العبقرية، والخرافة الحمقاء،
هو الخاطرة الملهمَة، والوهم الذاهل، والخيال الحيران،
والمستحيل الذي لا يتصور فيه العقل أبداً
أن يخطر حتى مرة واحدة في بال الإمكان،
والممكن الذي يرى فيه الفكر أجلى معاني الإمكان،
والذي لا يتوهم فيه العقل وهم استحالة.
هو المؤمن، وهو الكافر،
هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية.
هو الجماد الغليظ،
وهو الحيوان ذو المشاعر المرهفة، والحساسية المتوقدة،
هو الملاك الساجد تحت العرش،
وهو الشيطان الذي يصطرخ في سقر،
هو القديس الناسك يذوب قلبه في دموع التسابيح،
وهو العِربيد يضج الماخور من بغي خطاياه،
هو الراهبة التي تحيا على محبة الله وتقواه ،
وهو الغانية التي تحيا للجسد المبذول ، وتعيش على ثمنه ،
هو النور يغمر الوجود بمباهجه،
وهو الظلام موَّار الكهوف بالفزع والرهبة،
تلك هي بعض ذاتيات رب ابن عربي،
وبعض خصائص الإله الصوفي !!.
ولهذا يؤمن الطاغوت
بأن اليهود عُبَّاد العجل ناجون،
بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية،
لم ينعم موسى ولا [ هارون ] بلمحة من تجلياته،
ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة له!!
لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية كموسى،
وإنما عبدوا الرب متجلياً في صورة عجل،
فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه [ هارون ]،
وهو أن الذات الإلهية لا تُعبد
إلا حين تتجلى في صور خَلْقِيَّة!!.
ويؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام،
ويمجد صدق إيمانهم وإخلاص توحيدهم،
يؤمن بالصابئة عباداً يوحدون الله، ويخلصون له الدين،
يؤمن بسمو إيمان الذين عبدوا ثلاثة آلهة
غير أنه يعيب عليهم قصورهم عن إدراك الحقيقة كاملة؛
إذ عبدوا الله في ثلاثة أقانيم،
على حين كان الواجب أن يعبدوه في كل شيء،
فليس الرب عنده هو تلك الأقانيم فحسب،
وإنما هو عين ما يُرى أو يُحَس،
فأصحاب الثالوث عنده مخطئون؛
لأنهم عبدوا بعض مظاهر الرب،
أو بعض تَعَيُّناته وكان واجباً أن يعبدوه في الكل؛
لأنه هو ذلك الكل فيما ظهر منه، وفيما بطن!! ( 2 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) اقرأ الفص "العيسوي" و "المحمدي" من فصوص الحكم لابن عربي .
أبو فراس السليماني
2014-08-31, 12:08 AM
ربوبية كل شيء ( 1 )
واسمع إليه يؤكد لك أن كل شيء هو الله سبحانه :
" سبحان من أظهر الأشياء، وهو عَيْنُها " ( 2 )
"إن العارف من يرى الحق (الله) في كل شيء ،
بل يراه عين كل شيء " ( 3 )
وكلمة "شيء" في دين الطاغوت
تُطْلَق حتى على الصور الذهنية والوهمية وعلى العدميات،
فوق إطلاقها على كل موجود
له كيانه المادي المستقل المتقوم بذاتياته وخصائصه.
فابن عربي كما ترى أصرح الدعاة
إلى وحدة الوجود،
بل هو كاهنها الأكبر!!.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ، للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 604 جـ2 الفتوحات المكية لابن عربي.
( 3 ) ص 374 فصوص بشرح بالي،
ص 382 بشرح قاشاني،
ص 192 جـ1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
أبو فراس السليماني
2014-09-01, 06:38 PM
الربُّ إنسان كبير ( 1 )
واسمع إليه يحكم على ربه
بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق،
حتى بما فيهم من نقص
و عجز
و حمق
و جهالة،
ويُحَدَّ بما يُحَدُّ به كلُّ كائن على حدة:
"فما يُحَدُّ شيء إلا وهو حَدُّ الحق،( 2 )
فهو الساري في مُسمى المخلوقات والمبدَعات
فهو الشاهد من الشاهد،
والمشهودُ من المشهود،
فالعالم صورته،
وهو روح العالم المدبر له،
فهو الإنسان الكبير " ( 3 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرَّفت الصنم مثلا بحد ما،
فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه .
( 3 ) ص 111 فصوص الحكم ط الحلبي.
أبو فراس السليماني
2014-09-02, 06:25 PM
صفات الرب صفات الخلق ( 1 )
ويحكم ابن عربي على ربه،
ويصفه بالعجز الذليل،
والنقص المشين،
والسفه والحماقة،
وبأنه مناط مذمة
وتحقير مهانة.
فيقول :
"ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدَثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص،
وبصفات الذم ؟!
ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها
– وكلها حقٌّ له –
كما هي صفات المحدَثات حق للحق " ( 1 ) .
لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان
أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً،
أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك.
خشي هذا،
فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله:
"كما هي صفات المحدثات حق للحق
" فلا تتوهم مجازاً مَّا فيما يحكم به ابن عربي على ربه،
أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز.
ومحاه عن الأخرى بقوله:
"وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية،
وسواها مما هو من صفات الله وحد – حق له"،
أي للمخلوق،
فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة
لا على المجاز!!
ذاك دين ابن عربي.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) ص 80 فصوص ، راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.
أبو فراس السليماني
2014-09-02, 11:59 PM
كلُّ شيءٍ ربٌ للصوفية
لقد كفرت الصابئة؛
لأنهم عبدوا الكواكب،
وكفرت اليهود؛
لأنهم عبدوا العجل،
وكفرت النصارى؛
لأنهم عبدوا ثلاثة أقانيم،
وكفرت الجاهلية؛
لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم،
لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال،
كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة.
فماذا تقول في الصوفية،
أو بماذا تحكم عليها،
وهي تدعو إلى عبادة كل شيء ؟!
ألا يقول الجيلي :
"إن الحق تعالى من حيث ذاته،
يقتضي ألا يظهر في شيء،
إلا ويُعْبَد ذلك الشيء،
وقد ظهر في ذرات الوجود ؟! " ( 1 )
ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله :
"والعارف المكمَّل
من رأى كلَّ معبود
مَجْلى للحق يُعْبَد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهاً،
مع اسمه الخاص بحجر،
أو شجر،
أو حيوان،
أو إنسان،
أو كوكب،
أو ملك" ( 2 ) .
فهل تراني جَنَحْتُ إلى غُلُوٍّ مّا حين قلت لك:
إن الصوفية استمدت من كل كفر،
ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل،
فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها،
وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين ؟!.
ألا ترى ابن عربي حَفِيَّ القلب والشعور والعاطفة
بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية"
وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية"
وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة"
وبعبادة الكوكب والمَلَك "أي آلهة الصابئة" ؟!.
فالصوفية هي كل ذلك الكفر،
ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه
ومن خلفه ومن قُدَّامه
كفرها الخاص بها !!
وفيما ذكر ابن عربي
ما يثبِّت اليقين في قلبك بما أقول.
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 1 ) ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي
( 2 ) ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدَّد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل،
فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك،
يعني الصابئة واليهود والنصارى والذين أشركوا.
وصوَّب عبادتهم،
إذ كل ما عبدوه في دينه
ليس إلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود
أبو فراس السليماني
2014-09-04, 06:42 PM
التَّجَسُّد في النساء ( 1 )
وكما عَبَد ابن الفارض جسد الأنثى،
عَبَده كذلك ابن عربي،
بيْدَ أن الأول عَبَد المرأة مستباحة العفة له،
وعَبَدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.
وإليك نصاً واحداً من فصوصه
يكشف لك عن مدى إيغال
ابن عربي في عبادة الأنثى :
"ولما أحب الرجلُ المرأةَ، طلب الوصلة ( 2 ) ،
أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية
أعظم وصلة من النكاح ( 3 )
ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،
ولذلك أُمِر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة،
كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة،
فإن الحق غيور على عبده
أن يعتقد أنه يلتذ بغيره،
فطهَّره بالغسل ( 4 ) ؛
ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه،
إذ لا يكون إلا ذلك،
فإذا شاهد الرجلُ الحقَّ ( 5 ) في المرأة،
كان شهوداً في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه –
شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه
من غير استحضار صورة ما تكون عنه،
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة،
فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛
فلهذا أحبَّ صلى الله عليه وسلم النساء؛
لكمال شهود الحق فيهن ( 6 )
إذ لا يُشاهَد الحقُّ مُجَرَّداً عن المواد أبداً،
فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
وأعظم الوصلة النكاح ( 7 )
وتستطيع أن تلخص،
وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله.
إنه يعتقد أن رب الصوفية
يتجلى أعظم تجلٍّ له في صورة أنثى
يهصر جسدها المستسلم حيوانٌ ثائر الجسد.
يعتقد أن العاشقَيْن ينتهبان خطايا الليل،
هما رب الصوفية!!
ويحلف على العشاق
عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم
أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي
ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة !!
فما استغرقوا في اللذة بأنثى،
بل بالرب المتجسد الخطايا
في أنوثة عصفت بها الرذيلة !!
ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة
إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية،
فيؤكد لنا :
أن الرب الصوفي شيء مادي،
وأنه لا يُرى أبداً إلا في مادة !!
هذه هي روحانية الصوفية يا من تذودون عنها !!
روحانية يفتري كاهنها الأكبر
هذه الفرية الكبرى فيقول :
"لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً"
ويقول:
"وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
فالمسمى مُحْدَثات هي العلية لذاتها،
وليست إلا هو" ( 8 )
وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك
على أساطير الزندقة
في تلك النصوص الصوفية،
فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها !!
أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا،
فنكأت لك الجِراح،
أم تراها تخزك لما ظلمت به
مَنْ يود لك الخير، ويدعوك إليه،
ولأنك في مكانك هذا
تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك ؟!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
( 2 ) يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى
( 3 ) يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده.
لا يريد الزواج بل شيئاً آخر
( 4 ) يزعم أن الله لم يأمر بالغسل
إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة،
على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!
( 5 ) الحق في دين الصوفية
هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!
( 6 ) يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته،
ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!
( 7 ) ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي،
ص 437 استامبول بشرح القاشاني،
ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ .
( 8 ) ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-09-10, 11:46 PM
التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي ( 1 )
وتلوذ بي عاطفة من إشفاق
تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً
بذكر نصوص أخر،
غير أنني أود تذكير الشيخ
بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها،
وقداسة الروحانية فيها،
فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛
بعبادة ثلاثة آلهة!!
إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية
أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة،
فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شيء
وإنما اختارت جسداً طيباً طاهراً،
شرف الله صاحبه بالرسالة،
وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!
ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد،
وغضب الأبد،
وسعير جهنم يصلونها،
وبئس المصير.
أما شيخكم الأكبر،
فقد هوى به الكفر،
أو هوى هو بالكفر،
إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة،
وانحدر به إلى كل منحدر،
فآمن بتجسد ربه
في أجساد تقيحت من الدنس،
آمن بتجسد ربه في الجيف،
وفي الأوثان،
وعجل السامري،
وفرعون موسى،
ثم هَفَتْ به غُلْمَتُهُ الآثمة،
فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة
تعبد رباً تتلظى غرائزه،
وتتسعر شهواته،
وتشتهى مفاتنه
حين يتجسد في أنثى
طاحت بها نزواتها لقًى
تحت رغبة كل عابر
يراود خطيئة !!.
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
أبو فراس السليماني
2014-09-12, 01:45 PM
لماذا عبَدَ ابن عربي المرأة ؟ ( 1 )
إن كبريتكم الأحمر هذا
أحب امرأة ذات مرة،
هي ابنة الشيخ مكين الدين.
وأين ؟
في مكة !!.
وهفا العاشق يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها،
راح يتوسل إليها أن تتجرد له،
وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته،
فأبت العذراء،
يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.
لقد أرادته للقلب الطاهر،
وأرادها هو للجسد الثائر،
أرادته للطهر والمعبد
وأرادها هو للدنس والماخور ،
فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون،
فنظم فيها ديوانَه " ترجمان الأشواق "
قُرْبَاناً من شهواته إلى جسدها الفوَّاح العطر والفتنة،
لعلها تنحدر معه إلى الهاوية،
فتهب له من جسدها مضغة،
أو مِنْ دمها رشْفَةً،
فذادته الفتاةُ عن حَرَم مخدعها الوَرديِّ،
ولَجَّت في إبائها النبيل الكريم،
وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض،
روحانية العاطفة، مُمَنَّعَةَ العفة والشرف،
ترى،
هل أراب اليأسُ منها عشقَ ابن عربي ؟
كلا،
فقد استغرق نفسَه، ووجودَه،
وملأ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً،
فلم يَعْرُه اليأس، ولا مَسَّ لهبَه خمودٌ،
فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية،
يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبيَّة
أنها هي الرب
متجسداً في صورة أنثى جميلة،
وأنه ما أحبَّها إلا لأنها
أجمل تعيُّنات الحقيقة الإلهية،
وأنه – إذ يتَشَهَّاها –
فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه،وجسده الفائر!!
فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة،
لا ربَّاً صوفياً يحتسي الآثام !!
ومضى ابن عربي وراء الأسطورة
موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب،
مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها
حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة،
منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً،
وأمدَّها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده
وهكذا تغزل الصوفية
في "ليلى وبثينة وسعاد" !!
وتسائلهم،
فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!
ويرمقونك بالنظر الشَّزْر،
وكأنما يقولون لك: مسكين!!
ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة !!
ضليل !!
لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهَلُوك
هي الأفق الأعظم
لتجليات الربوبية
والإلهية،
وإلى أن جسدها المنْهُومَ الجائع إلى الآثام
جسدُ ربنا الأعظم !!
وأنها هي هو
جسداً فاتنا،
ورذيلة سوداء!!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
أبو فراس السليماني
2014-09-12, 03:47 PM
فقر الإله الصوفي إلى الخلق ( 1 )
الله سبحانه يقول:
( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
والله هو الغني الحميد)
غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
فقير إليهم في وجوده
فقير إليهم في علمه،
فقير إليهم في بقائه،
فقير إليهم في طعامه وشرابه،
فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
والوجود بعد العدم،
ويحول بينه، وبين الفناء.
يقول ابن عربي:
"فوجودنا وجوده،
ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
وهو مفتقر إلينا
من حيث ظهوره لنفسه"
ويقول :
"فأنت غذاؤه بالأحكام ( 2 )
وهو غذاؤك بالوجود،
فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
والأمر منه إليك، ومنك إليه،
غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.
فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 3 )
ذلك هو رب الصوفية
الذي افتراه لها ابن عربي،
وبه يدين أقطابها،
وله يسجدون !!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 2 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم
لأنك عينه وذاته
( 3 ) ص 83 جـ 1 فصوص ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-09-13, 07:33 AM
ادعاء الجيلي الربوبية العظمى *
" لي الملكُ في الدارينِ، لم أرَ فيهما **
سوايَ، فأرجو فضلَه،أو فأخشاهُ
وقد حُزْتُ أنواعَ الكمالِ، وإنني **
جمالُ جلالِ الكل، ما أنا إلا هو"
هذا قول الجيلي.
والله يقول :
{ ولله ملك السموات والأرض
والله على كل شيء قدير }
ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة
وأنه ليس للوجود رب سواه،
ولا ليوم الدين ملك غيره،
وأنه الغني بذاته،
فلا تنفح قلبه رغبةٌ في نعمة من أحد؛ لأنه الوهَّاب للنعم.
ولا تلفح نفسه رهبةٌ من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم !!
ولم يكتف الجيلي بهذا،
بل مضى يعدِّد أنواع الخلق،
وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛
ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً،
فلا يتوهم واهم أن شيئاً ما في الوجود يغاير الجيلي،
أو يخرج عن حقيقة ذاته،
فقال:
"فمهما ترى من معدنٍ ونباتِهِ ** وحَيْوانهِ معْ إنسهِ وسجاياهُ
ومهما ترى من أبحرٍ وقفارِهِ ** ومن شجرٍ، أو شاهقٍ طالَ أعلاهُ
ومهما ترى من صورةٍ معنويةٍ ** ومن مَشْهدٍ للعينِ طابَ مُحَيَّاهُ
ومهما ترى من هيئة مَلَكِيَّةٍ ** ومن منظرٍ إبليسُ قد كانَ معناهُ
ومهما ترى من شهوةٍ بشريةٍ ** لِطَبْعٍ، وإيثارٍ لحقٍ تعاطاهُ
ومهما ترى من عرشهِ ومحيطهِ ** وكرسيهِ، أو رَفْرَفٍ عَزَّ مَجْلاهُ
فإنِّيَ ذاكَ الكلُّ، والكلُّ مَشْهَدي**
أنا المُتَجَلِّي في حقيقته، لا هُو
وإنيَ ربٌّ للأنامِ وسيدٌ **
جميعُ الورى إِسمٌ، وذاتي مُسَمَّاهُ ( 1 )
أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟
وبأية مجوسية يدين؟
أرأيت إليه في قوله:
"أنا المتجلي في حقيقته لا هو ؟"
يا للجيلي!!
يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف !!
أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد" ؟!
أرأيت إليه – وقد جُنَّت شهوة الزندقة فيه –
يفتري أن الشهوات أحدى مُقَوِّمات الوجود الإلهي،
وأنها في دنسها عين وجوده ؟!
وأن إبليس في غَيِّه وتمرده
هو عين الرب الأعظم ؟!
وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه،
لأنه عين كل مسمى.
وأن كل صفة لكائن ما، هي لله صفة،
لأنه عين الموصوف بها ؟
فعلامَ يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟
وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي،
وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!!
إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره،
فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه،
لتسنح له الفرصة مرة أخرى،
فيجهز على الضحية.
إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي،
فحق عليهم قول الله :
{ أتَوَاصَوْا به ؟!
بل هم قومٌ طاغون }.
كيف يجعله الصوفية قطباً
عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي،
وهو القائل ؟!:
" لي الملكُ والملكوتُ نَسْجي وصنعتي
لي الغيبُ. والجبروتُ منِّي منشاهُ "( 2 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ
( 2 ) ص 23 جـ1 الإنسان الكامل
أبو فراس السليماني
2014-09-17, 11:21 PM
رب الصوفية نقيضان وضدان *
دانت الصوفية كما رأيت برب هو عين كل شيء،
وعين كل ما يطيف بالذهن من صور،
ومن الأشياء ضدان،
ومن الصور نقيضان،
ورغم هذا لم يحجم الصوفية عن وصف ربهم
بأنه يجمع في ذاته بين الشيء وضده،
وبين الصفة ونقيضها.
يقول الجيلي:
"اعلم أن الله تعالى
لما خلق النفس المحمدية من ذاته
– وذات الحق جامعة للضدين –
خلق الملائكة العالمين
من حيث صفات الجمال والنور والهدى
من نفس محمد،
وخلق إبليس وأتباعه
من حيث صفات الجلال والظلمة
من نفس محمد"(1)
ويقول :
"اعلم أن الوجود والعدم متقابلان
وفلَك الألوهية محيط بهما؛
لأن الألوهية تجمع الضدين
من القديم والحديث،
والحق والخلق
والوجود والعدم،
فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجباً ،
ويظهر فيها المستحيل واجباً بعد ظهوره فيها مستحيلاً،
ويظهر الحق فيها بصورة الخلق ( 2 )
ويظهر الخلق بصورة الحق " ( 3 )
"الألوهية في نفسها تقتضي
شمول النقيضين وجمع الضدين" ( 4 )
"تجمعتِ الأضدادُ في واحدِ البَهَا *
وفيهِ تلاشت فَهْو عنهنَّ ساطعُ (5)
هذا ربٌ عجيب
لم يبتدعه غير خيال الصوفية المخبول.
ربٌ موجود معدوم
واجب مستحيل،
قديم حديث،
وينعم بالحياة،
ويهلكه الموت،
فهو حي ميت
في آن معاً !!
هذا هو رب الصوفية
الذي اختلقه الجيلي،
وبه تدين الصوفية
وإيَّاه يعبدون!!
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 41 جـ 2 المصدر السابق.
وتأمل زعمه أن إبليس خلق من نفس محمد!!
لقد رمانا الصوفية بالكفر، لأنا دعوناهم إلى الصلاة على رسول الله بما شرعه الله.
فماذا يقولون في الجيلي؟
( 2 ) الحق والخلق وجهان أو وصفان للذات الإلهية
فالأول باعتبار باطنها، والآخر باعتبار ظاهرها
( 3 ) ص 27جـ1 المصدر السابق
( 4 ) ص69جـ1نفس المصدر
( 5 ) ص33جـ1المصدر السابق
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-18, 06:30 PM
إله الصدر القونوي *
يقول في كتابه "مراتب الوجود" :
"فالإنسان هو الحق،
وهو الذات،
وهو الصفات،
وهو العرش،
وهو الكرسي،
وهو اللوح،
وهو القلم،
وهو الملَك،
وهو الجن،
وهو السموات وكواكبها ،
والأرضون وما فيها ،
وهو العالم الدنياوي ،
وهو العالم الأخراوي،
وهو الوجود،
وما حواه،
وهو الحق ( 2 )،
وهو الخلق،
وهو القديم،
وهو الحادث " ( 3 )
وإخال أني أنتقص من فكرك،
إن حاولت أنا أن أدلك
على خطايا الوثنية
في بذاء القونوي.
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
(1) محمد بن إسحاق توفي سنة 673هـ
(2) أذكرك بأن الصوفية يعنون بالحق الله سبحانه،
أو هو الحقيقة الإلهية قبل تجليها في صور خلقية.
(3) من كتاب مراتب الوجود مخطوط بالظاهرية بدمشق رقم 5895 عام
"نقلا عن الإنسان الكامل ص 115 للدكتور بدوي".
أبو فراس السليماني
2014-09-18, 09:11 PM
إله ابن بشيش ( 1 )
للوِرْدِ الذي افتراه ابن بشيش سحرُ الأمل،
استهلَّ بعد يأس في مشاعر الصوفية،
ورقة البشائر تأسو الدموع وجراح الأحزان،
إذ يرونه – على اختلاف طرائقهم –
وحياً ينفح قداسة وربانية،
وصلاة يخشع بها سُجَّدُ الملائك،
وتسابيح ترتلها الحور في خمائل الفردوس!
وإليك هذا الورد الذي يضرع به الصوفية
في معابد الأصنام
كلما قَبَّل السَحَرُ جبين الليل!
"اللهم صل على مَنْ منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار،
وفيه ارتقت الحقائق"
همسات غير خافتة بأسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية،
بَيْدَ أن هذه الهمسات تعلو رويداً رويداً
حتى تحول صريخاً وفحيحاً
في قوله:
"ولا شيء إلا وهو به منوط؛ إذ لولا الواسطة،
لذهب كما قيل الموسوط،
اللهم إنه سرُّك الجامع الدالُّ عليك،
وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك"
ثم تُجَنَّ لهفته، فيهرول مجنون الخطى
إلى هتك الستر عن معتقده،
فيضرع إلى الله بهذه الصوفية الملحدة
"وزُجَّ بي في بحار الأحدية ، ( 2 )
و انشلني من أوحال التوحيد،
و أغرقني في عين بحر الوحدة،
حتى لا أرى، ولا أسمع،
ولا أجد، ولا أحس إلا بها".
أرأيت إلى الصوفية تحت غلائل السَّحَر الوردية،
والليل ساجي الكون لا تسمع فيه سوى رفيف أجنحة الرُّؤى،
وهمسات الأحلام،
والكون في فيض الجمال الغامر،
والبهاء الساحر يثير في القلب المؤمن
أزكى مشاعر الإيمان والحب للخلاق البديع،
فيسجد لله في عبودية خالصة.
في هذه الجلوات الروحية،
وفي تلك المجالي حيث يتألق نور الجمال،
ويهمس الليل بنجوى الوداع في سمع الفجر
يضرع الصوفية إلى الله
أن ينشلهم من أوحال التوحيد ؟؟!
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) هو عبد السلام بن بشيش أو مشيش من كبار شيوخ الشاذلية
( 2 ) الأحدية "هي مجلى الذات ليس للأسماء، ولا للصفات ولا لشيء من مؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لصرافة الذات المجردة عن الاعتبارات الحقية والخلقية،
وليس لتجلي الأحدية في الأكوان مظهر أتم منك إذا استغرقت في ذاتك،
ونسيت اعتباراتك،
وهو أول تنزلات الذات من ظلمة العماء إلى نور المجالي،
وهذه الأحدية في لسان العموم هي الكثرة المتنوعة"
هذه هي الأحدية عند الصوفية
انظر ص 30 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-18, 09:18 PM
تأليه الحيوان النجس *
هأنذا شرقت وغربت،
وياسرت، ويامنت
مع الصوفية أحباراً وكهاناً،
قدامى ومحدثين،
ونقلت عن سلفهم،
وسِجِلِّ ماضيهم وحاضرهم،
نقلت ما يدينون به
في أمانةٍ لم يَجْنَحْ بها عن قُدْسِها
غِلٌّ ولا حقد ولا غضب،
نقلت هذا كله؛
ليؤمن مَنْ لا يزال على فكره وقلبه
غشاوةٌ من سحر الصوفية،
أن الصوفية
– قديماً وحديثاً في النصرانية، وفي اليهودية،
وفي دين مَنْ خدعوك بأنهم مسلمون –
تؤمن
بأن هذا الكون كله،
حتى جيفَه
ورِمَمَه
وخنازيره،
وكلابَه
ماهو إلا حقيقةُ الرب الأعظم "هوية وإنية".
ولذا ينقل محمد بهاء الدين عن زعيم صوفي قوله:
وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهنا **
وما اللهُ إلا راهبٌ في كنيسةِ ( 1 )
وناقل هذا صوفي يتمثل بهذا البيت الصوفي
في روعة الحب الخاشع،
ليكشف لك عن روحانية الجمال الصوفي !.
هذه هي الصوفية في كتابها،
فماذا ترى ؟
تؤمن بأن الله هو عين خلقه،
وبأن الماخور عربدت فيه الأبالسة،
عين المسجد تَبَتَّلَتْ فيه الرسل !.
وأن الوثنية السامرية
عين التوحيد الحق،
وأن الحج إلى مَبْكى اليهود،
أو "كَرْمل" ( 2 ) البهائية
عين الحج إلى بيت الله.
وما والله رميتُ الصوفية بفرية،
بل بمَ يدينون به، ويدعون إليه،
ويحبون أن يُعْرَفُوا به،
فما رأي سماحة الشيخ الكبير ؟ ( 3 )
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) النفحات الأقدسية شرح الصلوات الإدريسية ط 1314هـ
( 2 ) حيث ثوت رمة الهالك ميرزا حسين على الملقب ببهاء الله!!
(3) قبل رأي الشيخ ننقل آراء بعض المستشرقين فيما جاء به الإسلام من التوحيد ،
فهذا غستاف لوبون يقول – وهو يتحدث عن وحدة الوجود - :
"إن الإسلام يختلف عن النصرانية، ولا سيما في التوحيد المطلق الذي هو أصل أساسي،
فالإله الواحد الذي دعا إليه الإسلام مهيمن على كل شيء،
ولا تحف به الملائكة والقديسون وغيرهم،
وللإسلام وحده كل الفخار، بأنه أول دين أدخل التوحيد المحض،
والإسلام وإدراكه سهل
خال مما نراه في الأديان الأخرى، ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض،
ولا شيء أكثر وضوحاً ، وأقل غموضاً من أصول الإسلام القائلة
بوجود إله واحد،
وبمساواة جميع الناس أمام الله"
ص 158 حضارة العرب ترجمة عادل زعيتر،
ويقول سيديو:
"من شأن مبدأ التوحيد الجليل الذي انتشر بين قوم وثنيين أن يضرم الحمية في النفس المتحمسة العالية،
ويسود هذا المبدأ القرآن وإليه يعود إبداعه، ويبدو هذا التوحيد المحض جازماً
تجاه علم اللاهوت الذي تورطت فيه الفرق النصرانية بعد أن زاد عددها بفعل البدع"
ص 88 تاريخ العرب العام لسيديو ترجمة زعيتر
ثم يقول في ص 89 من الكتاب:
" ومحمد إذ كان رسول الخالق بلَّغ أن الله لا ولد له، وإن إله الكون واحد،
وأن الله مصدر كل قوة، وأن إلى الله مرد من لم يجيبوا دعوته،
ويود محمد أن يجتذب الناس
إلى عبادة خالق كل شيء بغير واسطة"
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-19, 02:01 PM
فقر الإله الصوفي إلى الخلق ( 1 )
الله سبحانه يقول:
( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
والله هو الغني الحميد)
غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
فقير إليهم في وجوده
فقير إليهم في علمه،
فقير إليهم في بقائه،
فقير إليهم في طعامه وشرابه،
فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
والوجود بعد العدم،
ويحول بينه، وبين الفناء.
يقول ابن عربي:
"فوجودنا وجوده،
ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
وهو مفتقر إلينا
من حيث ظهوره لنفسه"
ويقول :
"فأنت غذاؤه بالأحكام ( 2 )
وهو غذاؤك بالوجود،
فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
والأمر منه إليك، ومنك إليه،
غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.
فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 3 )
ذلك هو رب الصوفية
الذي افتراه لها ابن عربي،
وبه يدين أقطابها،
وله يسجدون !!
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 2 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم
لأنك عينه وذاته
( 3 ) ص 83 جـ 1 فصوص ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-09-19, 03:02 PM
ادعاء الجيلي الربوبية العظمى *
" لي الملكُ في الدارينِ، لم أرَ فيهما **
سوايَ، فأرجو فضلَه،أو فأخشاهُ
وقد حُزْتُ أنواعَ الكمالِ، وإنني **
جمالُ جلالِ الكل، ما أنا إلا هو"
هذا قول الجيلي.
والله يقول :
{ ولله ملك السموات والأرض
والله على كل شيء قدير }
ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة
وأنه ليس للوجود رب سواه،
ولا ليوم الدين ملك غيره،
وأنه الغني بذاته،
فلا تنفح قلبه رغبةٌ في نعمة من أحد؛ لأنه الوهَّاب للنعم.
ولا تلفح نفسه رهبةٌ من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم !!
ولم يكتف الجيلي بهذا،
بل مضى يعدِّد أنواع الخلق،
وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛
ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً،
فلا يتوهم واهم أن شيئاً ما في الوجود يغاير الجيلي،
أو يخرج عن حقيقة ذاته،
فقال:
"فمهما ترى من معدنٍ ونباتِهِ ** وحَيْوانهِ معْ إنسهِ وسجاياهُ
ومهما ترى من أبحرٍ وقفارِهِ ** ومن شجرٍ، أو شاهقٍ طالَ أعلاهُ
ومهما ترى من صورةٍ معنويةٍ ** ومن مَشْهدٍ للعينِ طابَ مُحَيَّاهُ
ومهما ترى من هيئة مَلَكِيَّةٍ ** ومن منظرٍ إبليسُ قد كانَ معناهُ
ومهما ترى من شهوةٍ بشريةٍ ** لِطَبْعٍ، وإيثارٍ لحقٍ تعاطاهُ
ومهما ترى من عرشهِ ومحيطهِ ** وكرسيهِ، أو رَفْرَفٍ عَزَّ مَجْلاهُ
فإنِّيَ ذاكَ الكلُّ، والكلُّ مَشْهَدي**
أنا المُتَجَلِّي في حقيقته، لا هُو
وإنيَ ربٌّ للأنامِ وسيدٌ **
جميعُ الورى إِسمٌ، وذاتي مُسَمَّاهُ ( 1 )
أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟
وبأية مجوسية يدين؟
أرأيت إليه في قوله:
"أنا المتجلي في حقيقته لا هو ؟"
يا للجيلي!!
يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف !!
أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد" ؟!
أرأيت إليه – وقد جُنَّت شهوة الزندقة فيه –
يفتري أن الشهوات أحدى مُقَوِّمات الوجود الإلهي،
وأنها في دنسها عين وجوده ؟!
وأن إبليس في غَيِّه وتمرده
هو عين الرب الأعظم ؟!
وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه،
لأنه عين كل مسمى.
وأن كل صفة لكائن ما، هي لله صفة،
لأنه عين الموصوف بها ؟
فعلامَ يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟
وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي،
وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!!
إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره،
فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه،
لتسنح له الفرصة مرة أخرى،
فيجهز على الضحية.
إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي،
فحق عليهم قول الله :
{ أتَوَاصَوْا به ؟!
بل هم قومٌ طاغون }.
كيف يجعله الصوفية قطباً
عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي،
وهو القائل ؟!:
" لي الملكُ والملكوتُ نَسْجي وصنعتي
لي الغيبُ. والجبروتُ منِّي منشاهُ "( 2 )
******************
( 1 ) نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ
( 2 ) ص 23 جـ1 الإنسان الكامل
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-19, 08:19 PM
رب الصوفية نقيضان وضدان *
دانت الصوفية كما رأيت برب هو عين كل شيء،
وعين كل ما يطيف بالذهن من صور،
ومن الأشياء ضدان،
ومن الصور نقيضان،
ورغم هذا لم يحجم الصوفية عن وصف ربهم
بأنه يجمع في ذاته بين الشيء وضده،
وبين الصفة ونقيضها.
يقول الجيلي:
"اعلم أن الله تعالى
لما خلق النفس المحمدية من ذاته
– وذات الحق جامعة للضدين –
خلق الملائكة العالمين
من حيث صفات الجمال والنور والهدى
من نفس محمد،
وخلق إبليس وأتباعه
من حيث صفات الجلال والظلمة
من نفس محمد"(1)
ويقول :
"اعلم أن الوجود والعدم متقابلان
وفلَك الألوهية محيط بهما؛
لأن الألوهية تجمع الضدين
من القديم والحديث،
والحق والخلق
والوجود والعدم،
فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجباً ،
ويظهر فيها المستحيل واجباً بعد ظهوره فيها مستحيلاً،
ويظهر الحق فيها بصورة الخلق ( 2 )
ويظهر الخلق بصورة الحق " ( 3 )
"الألوهية في نفسها تقتضي
شمول النقيضين وجمع الضدين" ( 4 )
"تجمعتِ الأضدادُ في واحدِ البَهَا *
وفيهِ تلاشت فَهْو عنهنَّ ساطعُ (5)
هذا ربٌ عجيب
لم يبتدعه غير خيال الصوفية المخبول.
ربٌ موجود معدوم
واجب مستحيل،
قديم حديث،
وينعم بالحياة،
ويهلكه الموت،
فهو حي ميت
في آن معاً !!
هذا هو رب الصوفية
الذي اختلقه الجيلي،
وبه تدين الصوفية
وإيَّاه يعبدون!!
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) ص 41 جـ 2 المصدر السابق.
وتأمل زعمه أن إبليس خلق من نفس محمد!!
لقد رمانا الصوفية بالكفر، لأنا دعوناهم إلى الصلاة على رسول الله بما شرعه الله.
فماذا يقولون في الجيلي؟
( 2 ) الحق والخلق وجهان أو وصفان للذات الإلهية
فالأول باعتبار باطنها، والآخر باعتبار ظاهرها
( 3 ) ص 27جـ1 المصدر السابق
( 4 ) ص69جـ1نفس المصدر
( 5 ) ص33جـ1المصدر السابق
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-19, 11:34 PM
نور من القرآن *
وإشفاقاً على الصوفية أن يجدوا مشقة في إبصار الحق المتلألئ،
أذكرهم بهدي الله من كتابه؛
ليعرف حقيقة النور مَنْ يخبط في تيه الظلام،
ويدرك الحق من دَوَّخه الباطل،
وينعم بالتوحيد من شقي بالشرك،
ولعل الصوفي الضليل يتخذ من التذكير بآيات الله مَنْجَاةً له،
فيجعلها حَكَماً يصدع بالحق والعدالة في شأن الصوفية.
يقول رب العالمين:
( إنْ كُلُّ مَنْ في السموات والأرض إلا آتي الرحمنِ عبداً،
لقد أحصاهم وعدَّهم عداً،
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )
( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام،
ثم استوى على العرش،
يدبر الأمر،
ما من شفيع إلا من بعد إذنه،
ذلكم اللهُ ربكم،
فاعبدوه،
أفلا تَذَكَّرون،
إليه مرجعكم جميعاً،
وعد الله حقاً،
إنه يبدأ الخلق، ثم يعيده ).
يقول سبحانه :
إنه خالق السموات والأرض،
فتقول الصوفية: لا، بل هو عين السموات والأرض،
وما فيهن من دابة!
ويقول سبحانه : إنه يدبر الأمر،
فتصرخ الصوفية: مَيْنٌ وبهتان،
فنحن الذين يدبرون الأمر له!
ويقول الله : ذلكم الله ربكم، فاعبدوه،
فيضج كل طاغوت صوفي. لا : بل أنا الله لا إله إلا أنا!
ويقول جل شأنه: إليه مرجعكم جميعاً،
فتزعم الصوفية: إن معنى الرجوع هنا
أن تعود الذات المتكثرة إلى وحدتها،
فتعود حقاً، بعد أن كانت خلقاً!.
( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق،
فاعبد الله مخلصاً له الدين،
ألا لله الدين الخالص،
والذين اتخذوا من دونه ( 1 ) أولياء،
ما نعبدهم ( 2 ) إلا ليقربونا إلى الله زُلْفَى،
إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون،
إن الله لا يهدي مَنْ هو كاذب كفار ( 3 ) ،
لو أراد الله أن يتخذ ولداً،
لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه،
هو الله الواحد القهار،
خلق السموات والأرض بالحق،
يُكَّوِّر الليل على النهار،
ويكوِّر النهار على الليل،
وسخر الشمس والقمر،
كلٌّ يجري لأجلٍ مُسَمَّى ألا هو العزيز الغَفَّار ،
خلقكم من نفس واحدة، ثمَّ جعل منها زوجها،
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج،
يخلقكم في بطون أمهاتكم
خلقاً من بعد خَلْقٍ في ظلمات ثلاث ( 4 ) ،
ذلكم الله ربكم له الملك ( 5 )
لا إله إلا هو ،
فأنَّى تُصرَفُون ؟ ).
يقول عزَّ من قائل:
( وما اختلفتم فيه من شيء، فحكمه إلى الله ( 6 )
ذلكم الله ربي عليه توكلت، وإليه أنيب.
فاطرُ السموات والأرض
جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ( 7 )
ومن الأنعام أزواجاً،
يذرؤكم فيه،
ليس كمثله شيء ( 8 )
وهو السميع البصير ( 9 ) ).
( قل: هو الله أحد،
الله الصمد،
لم يلد، ولم يولد،
ولم يكن له كفواً أحد ) (10)
فأينَ أينَ مِن هذا التوحيد المشرق بالحق الأعظم.
تلك الأساطير المجوسية التي ينعق بها ابن عربي،
وينعب ابن الفارض،
وينبح الجيلي،
وتعوي الصوفية ؟!
واهاً لشيخ الصوفية الكبير،
أيَغَار على الصوفية من مسلم يدعوهم إلى الإنابة إلى الله،
ولا يغار على المسلمين مما تجنيه الصوفية عليهم،
حتى لتكاد تزهِقُ ما بقي فيهم من أرْماقٍ شاحبة واهنة ؟! .
أيغار على تلك الأساطير ، فيشكو إلى النيابة مسلمًا ،
يحذر المسلمين من الترَدِّي فيها ؛
ثم لا يغار على الإسلام تكيد له كهنة الصوفية
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) يقولون: أما نحن، فنتخذهم معه!!
وهل الشرك إلا هذا؟
( 2 ) يقولون: أما نحن فندعوهم!!
وهل الدعاء إلا العبادة، أو مخ العبادة؟
( 3 ) وتزعم الصوفية أن الكاذب الكفار هو الرب الأكبر في صورة كاذب كفار
( 4 ) وتزعم الصوفية أن ربها هو ذلك الخلق المتطور في ظلمات ثلاث
" العماء، الأحدية، الواحدية"
( 5 ) ويزعم الجيلي أن له الملك في الدارين ويزعم معه كذلك الأحبار!!
( 6 ) وتقول الصوفية بل حكمه إلى كتب ابن عربي أو الغزالي أو ابن الفارض،
ويقول غيرهم بل: إلى كتب المذاهب الأربعة.
( 7 ) وتزعم الصوفية أن الله هو الذي جعل نفسه أزواجاً،
فبدا حقاً في صورة خلق، أو إلهاً في صورة عبد!!
( 8 ) وتقول الصوفية كما ذكرتك: بل هو عين كل شيء
( 9 ) وتقول الصوفية على لسان ابن عربي والغزالي وغيرهما:
بل هو عين كل سميع وعين كل بصير.
(10) وتقول الصوفية: بل كل شيء هو له كفو
إذ كل شيء في الوجود هو الذات الإلهية.
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-20, 12:17 AM
جُبْن النفاق *
ولقد ناقشت أحد أتباعكم "الغَلابة"،
فاعترف بالفصوص، وأنها حق جليل،
وبالطبقات، وأنها سِجِلُّ كرامات مقدسة،
فجئت بالمسكين صَوْبَ المذياع وكنت أحاضر في مكان كريم،
يصخب عليه "الدراويش" في عيد وثني
يحتفل فيه الصوفية بمولد الوَثن الزينبي
– وبرأ الله زينب رضي الله عنها من بهتان الصوفية –
ورجوت الدرويش الثائر
أن يتلو على الحشود من كرامات الصوفية
المسجلة في طبقات الشعراني،
فما إن قرأ كرامة سيده "علي وحيش"،
ورأى الجريمة الباغية،
حتى ضرب الأرض بالكتاب صارخاً مُرْتاعاً:
هذا مدسوس ( 1 )
فقلت للمسكين المفجوع في معبوده! : حنانـيـكَ،
وهل يمكن أن يكفر الصوفية بهذا الكتاب ؟! ،
أو يعترفون بأنه مدسوس ؟!
فأجاب الدرويش
– والحقد في عينيه جمرات تتوهج، وفي بدنه رِعْدَةٌ غَضبى - :
إن من يدين بهذا، فهو كافر!
ومن لا يعترف بأنه مدسوس، فهو كافر!
ثم فرَّ مذعور الرياء !
وهكذا يا سماحة الشيخ،
كلما خشي صوفي افتضاح معبود له،
قال: مدسوس!
حتى إذا خلا إلى شيطانه،
قال : ينفذ الشيخ ما اطلع عليه من قدر الله المغيَّب!
فعله طاعة، لا معصية!.
وليس هذا شأن الصغار منكم،
بل هو أيضا شأن أحباركم الكبار.
فقد زعم لي مثل ذلك الزعم شيخ التيجانية في مصر
حين صدمته ببهتان ابن عربي أمام دراويشه،
وأمام أناس يحرص على أن يوقروه، ويعظموه!.
ولقد قلت لذلك الصوفي الصغير،
كما قلته من بعد لشيخه الكبير:
سل الصوفية، وشيخهم الأكبر،
أن يكفروا بتلك الكتب،
فإن فعلوا.
كان الخير الذي تظمأ النفس إلى معينه،
وكفى الله المؤمنين القتال!.
فهل تستطيع يا سماحة الشيخ
أن تصنع باسم الله شيئاً كهذا ؟
أيمكن أن تصدر بياناً
تعترف فيه بالحق غير هياب، ولا وجل،
فتقول – مثلاً – فيه :
"لما في الفصوص والطبقات و...، ...
من مخالفة صريحة لدين الحق،
فإنا نأمر أتباعنا، أن يكفروا بتلك الكتب ؟!"
أم يمكن – مثلا آخر – أن تقول:
"إن كتاب الفصوص، أو الطبقات، أو ... أو ...
مدسوسٌ على من نسب إليه،
لأن فيه، وفيما هو مثله كُفْراً !؟ "
ليتك يا سماحة الشيخ تقدمها إلى الله صالحة !.
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) يقص الشعراني في طبقاته كرامات سيده علي وحيش معقباً على ذكر كل كرامة بقوله: رضي الله عنه:
"كان الشيخ رضي الله عنه يقيم عندنا في خان بنات الخطا!!
وكان كل من خرج "أي بعد اقتراف الجريمة الباغية"
يقول له: قف، حتى أشفع فيك، قبل أن تخرج، فيشفع فيه!!
وكان إذا رأى شيخ بلد، أو غيره، ينزله من على الحمارة،
ويقول له: أمسك لي رأسها حتى أفعل فيها،
فإن أبى شيخ البلد تسمَّر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة،
وإن سمح حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه"
ص 135 جـ 2 الطبقات ط صبيح.
جريمة فسق منكرة تروى بألفاظ فاسقة وأسلوب فاسق.
وإذا أبى صاحب الدابة إلا صيانة عرضها من وحيش عطبه وحيش!!
ومع هذا يقول الشعراني عن وحيش: "رضي الله عنه"!!.
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-22, 09:01 PM
زعمهم أن كـتبهم أسرار ورموز *
وآخرون من أُسارى الصوفية
يزعمون أن تلك الكتب أسرار ورموز،
لا يفقهها إلا أولئك الذين أباح لهم الغيب الخفي مكنونه،
وقدس أسراره،
أو الذين هتك الله عنهم الحجاب الأعظم،
فخروا تحت عرشه سجداً يسمعون وحيه،
ويسجلونه رموزا ( 1 )
من صفات القرآن يا هؤلاء أنه "بيان للناس"
ومن الناس عالمون، وجاهلون
ومنهم أميون وكاتبون وقارئون،
ولكن الله جعله بياناً لهم جميعاً،
ميسراً للذكر؛
ليعبد كل امرئ ربه على بصيرة.
بيْدَ أني سأنحدر إلى فرية أولئك،
فأزعم أن كتب الصوفية رموز مُقَنَّعة بالخفاء،
وأسرار ملثَّمة بسحر الغيب!!
ولكني أسائلك،
كيف يُعْبد الله برمز مقنع بالإبهام،
وسر مستغرق في الغموض
يحمل من الكفر وجهاً ظاهراً ؟!
أيحق لامرئ أن يعبد ربه بشيء أطبق عليه الجهل به،
وبغير ما شرعه الله في كتابه،
وأوحاه إلى رسوله ؟!
أسائلك
– ولا تغضب إذا ألحفت في تساؤلي -:
أتفقهون يا كهنة الصوفية دلائل تلك الرموز،
أم لا تفقهونها ؟
فإن تكن الأولى،
فأبينوا لأتباعكم؛ لتطمئن قلوبهم بالمعرفة،
ولنزداد في نقدكم إنصافاً،
وإن تكن الأخرى،
فإنها دين الببغاء تردد ما لا تعي.
أما مع الحق،
فأقول : لقد قرأت لابن عربي، ولابن الفارض،
وغيرهما جُلَّ ما كتبوا،
وما شرح به تلاميذُهم تلك الكتب،
فلم أجد في كل ما قرأت رمزاً مستوراً ولا سِرَّاً خفياً،
بل دلائل صريحة تكشف في جلاء صريح
عن حقيقة معتقد الصوفية !!
ترى أى رمز في قول ابن عربي :
"العارف من يرى الله في كل شيء
بل يراه عين كل شيء" ؟!
إن ابن عربي خشي أن يتوهَّم أتباعُه
حتى "الظَرْفِيَّة" المجازية في كل كلمة "في"
أو الحلولية الحلاجية، وفيها ثُنَائية تناقض الوحدة،
خشي ابن عربي ذلك، فأطاح الوهم بيقينه الجازم؛
ليؤمن الصوفية بوحدة الوجود
إيماناً لا تنال منه شائبةُ وهم،
ليؤمنوا بأن الله هو عين كل شيء،
وأن كل شيء هو الله!
ومن الأشياء
القَيحُ المُنْتِن،
والعِرْض الذبيح،
والجريمة يشخب منها الدم البرئ !!
أفي ذلك رمز؟
أم بيان صريح وقح الجرأة ،
سفيه الزندقة ؟!
إن الحق بَيِّنٌ يا سماحة الشيخ،
فاهتف به لله، وأنصره لله،
وإلا فالجزاء شديد بين يدي الله
( إذ تَبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعوا،
ورأوا العذاب
وتَقطَّعَتْ بهم الأسباب ).
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) أما الدكتور فيليب حتى، فيقول:
"ودين محمد عملي صريح، وقلما يشير إلى هدف عال يصعب نواله،
ويكاد أن يكون خلواً من العقد اللاهوتية،
وليس فيه أثر للأسرار الرمزية المقدسة، أو مراتب الكهنوت،
وما رتبته أصول الرسامة والتكريس والخلافة الرسولية"
"كلها مناصب دينية في المسيحية" ص 178 جـ 1 تاريخ العرب العام. في شعرهم ونثرهم!.
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-23, 11:06 AM
الحقيقة المحمدية *
يعرفها الصوفية بقولهم:
"هي الذاتُ مع التعيَّن الأول، ولها الأسماء الحسنى
وهي اسم الله الأعظم" ( 1 )
فمحمد الصوفية
ليس بشراً،
ولا رسولاً،
وإنما هو الذات الإلهية
في أسمى مراتبها !!
ويقول الدمرداشي :
"حقيقة الحقائق هي المرتبة الإنسانية الكمالية الإلهية
الجامعة لسائر المراتب كلها،
وهي المسماة بحضرة الجميع، وبأحدية الجمع،
وبها تتم الدائرة،
وهي أول مرتبة تعيَّنت في غيب الذات،
وهي الحقيقة المحمدية "( 2 )
ويقول الكمشخانلي :
"صُوَرُ الحق هو محمد ؛
لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية " ( 3 )
فمحمد عندهم هو الاسم الأعظم،
فما الاسم الأعظم؟
إنه "الجامع لجميع الأسماء،
أو هو اسم الذات الإلهية
من حيث هي هي أي المطلقة "!!(4)
ومحمد هو الأحدية ! فما هي؟
إنها "مجلى الذات الإلهية
ليس للأسماء، ولا للصفات،
ولا لشيء من مُؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لِصَرافَةِ الذات المجرَّدة
عن الاعتبارات الـحَقِّيةِ ( 5 ) والـخَلقِيةِ ( 6 ) ".
ومحمد هو الواحدية، فما هي عندهم؟
إنها "عبارة عن مَجْلَى ظهور الذات فيها صفة،
والصفة فيها ذات" ( 7 )
والفرق بين الأحدية والواحدية :
"أن الأحدية لا يظهر فيها شيء من الأسماء والصفات،
أما الواحدية فتظهر فيها الأسماء والصفات"( 8 )
وبهذا يتجلى لك أن الصوفية
تعتقد في محمد
أنه هو الله
سبحانه ذاتاً وصفة،
وأنه هو الأول
والآخر
والظاهر
والباطن،
وأنه هو الوجود المطلق،
والوجود المقيَّد،
أنه كان لا شئ قبله، أو معه،
ثم تعيَّن في صور مادية سُمِّىَ في واحدة منها بجماد،
وفي أخرى بحيوان،
وهكذا حتى اندرج تحت اسمه كل مسمَّى،
وصدقت ماهِيَّتُه على كل ماهيَّة !
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
( 1 ) انظر تحت المادة جامع الأصول في الأولياء للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني
( 2 ) ص 7 رسالة في معرفة الحقائق لمحمد الدمرداشي
( 3 ) ص 107 جامع الأصول للكمشخانلي
( 4 ) ص 92 المصدر السابق
( 5 ) أي لا توصف بأنها حق، أو خلق في تلك المرتبة
( 6 ، 7 ، 8 ) عن جامع الأصول تحت مادتي الأحدية والواحدية
وعن الإنسان الكامل للجيلي جـ 1 ص 30
*******************
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ
سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ﴾
*******************
أبو فراس السليماني
2014-09-24, 05:43 PM
من هدي الله *
ذاك هو محمد الصوفية،
أما محمد خاتم النبيين
صلى الله عليه وسلم،
فقد جلا لنا ربُّه وخالقه، ومن اصطفاه رحمة للعالمين.
جلا لنا حقيقته في قوله الحكم:
( قل: إنما أنا بشرٌ مثلكم
يُوحَى إليَّ
أَنَّما إلهكم إله واحد).
ترى هل يصدق على كل بشري
أنه هو ذات الله، واسمه الأعظم ؟
إن الدين الصوفي يستلزم هذه الزندقة ،
بل يستلزم إطلاق تلك الصفات والأسماء
على فرعون وأبي جهل
– وغيرهما من طواغيت الكفر –
فيصف كُلاًّ منهم بأنه :
هو الوجود الإلهي في تعينه الأول؛
إذ كلهم بشر!.
ونحن نؤمن – كما هدى القرآن والسنة –
بأن أول خلق الله هو القلم أو العرش
فمتى خُلقت أسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية ؟!
ونعلم بالتواتر القطعي
أن عبد الله بن عبد المطلب تزوج آمنة بنت وهب،
وأنهما أنجبا طفلاً سمي محمداً،
وأنه نشأ نشأة الخير والطهر والشرف والكرامة،
وضيء الطفولة، نقي الصِّبا طهور الشباب؛
فلم يشب نقاء صباه ريبةٌ،
ولم تهف بقدس شبابه نَزْغةُ هوى،
ولا نَزْغة صَبْوَة،
فكانت دنياه كلها معبداً يطيب أصائله وعشاياه وأسحاره
بذكر الله وحده.
ونعلم أنه جَدَّ في الحياة راعي غنم، ثم تاجراً،
فكان في حاليه المثل الأعلى في الجِدِّ القوي الصالح،
والأمانة التي تعتصم بالتقوى،
والحكمة الحكيمة في كل ما يُصَرِّف به شئون دنياه،
والرعاية التي تقدس الحق والواجب لكل ما حُمِّل من أمانة،
وأنه كان في كل أطوار حياته الكاملَ في الأدب والخلق،
وحكمة العقل وسمو العاطقة، ونباغة الفكر،
وقوة الإرادة ومضاء العزيمة،
وجلال الشرف، وعزة الكرامة،
ونبل المروءة، وكرم الإيثار والنجدة،
وسماحة النفس،
فلم يغمر قلبه إلا حب الله،
ولم تنزع به الإرادة إلا إلى الخير،
ولا العاطفة إلا إلى السمو،
ولا الفكر إلا فيما ينال به رضاء الله.
جواداً مِسْمَاحاً في سخائه وبِرِّه،
محسناً كل الإحسان في كل ما أنعم الله به عليه،
فلم يغضب إلا للحق،
ولم يجبن إلا عن الذنب،
ولم يطمع إلا فيما هو عند الله،
ثم اصطفاه ربه خاتماً للنبيين،
فجاهد في الله حق جهاده،
وبلَّغ كل ما نُزِّل إليه من ربه،
وشهد الله له بذلك،
ثم قبضه الله إليه بعد أن صارت كلمة الله هي العليا،
وكلمة الذين كفروا السفلى،
فصلوات الله وسلامه عليه.
هذا قبسٌ نستهدي به
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم،
فقل لي عن الحقيقة المحمدية،
تلك الأسطورة الصوفية الموغلة في تيه القِدم والعدم:
مَن أبوها ؟
مَن أمها ؟
ومِم خُلقت ؟
ولمنْ أُرسِلَت ؟
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
أبو فراس السليماني
2014-09-25, 12:10 AM
شأن محمد *
وتزعم الصوفية أن شأن محمد هو شأن الله !!
اسمع إلى صوفي يقول:
"شأنُ محمد في جميع تصرفاته شأن الله،
فما في الوجود إلا محمد"
ويقول :
"لا يُدْرى لحقيقته غاية،
ولا يُعْلَم لها نهاية،
فهو من الغيب الذي نؤمن به"
ويقول :
.........
وهذا النور المحمدي،
هو المَعْنِيُّ بروح الله المنفوخ في آدم،
فروح الله نور محمد " ( 1 )
******************
* نقلا من كتاب هذه هي الصوفية ،
للشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى واسعة ،
ورفع درجته في عليين ، وجزاه عنا خير الجزاء
باختصار
( 1 ) هذه النصوص عن كتاب النفحات الأقدسية للبيطار ص 9 ، 11، 13
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.