المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الداعية بين الهدي والهدى



عادل الغرياني
2014-08-18, 01:42 PM
الداعية بين الهدي والهدى ( امظهر والمخبر )
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ،وأصحابه أجمعين .
وبعد
سمت الداعية مهم جدا في طريق الدعوة إلى الله تعالى ( فعمامته البيضاء ، ولحيته التي تزيده هيبة ووقارا ،وقميصه النظيف ، ....الخ ) هذا كله يزيد الداعية بهاءا ورونقا ، ووسيلة تجعل كلامه مسموع عند الناس .
ولكن أخي الداعية لو جئت يوما ولم تجد الملبس جاهزا تمام التجهيز ( لم يكو مثلا) هل ستفزع ولن تخرج من بيتك ، أم ماذا ؟
أخي الحبيب " البس ما شئت وكل ما شئت ما أخطأتك إسراف ولا مخيلة "
أخي وإن كانت " البذاذة من الإيمان " أنا لا آمرك أن تخرج مرق الثياب ، وإن كان حبيبك وأشراف الصحابة قد لبسوا المرقع ، ولكن لا يكون الملبس والمظهر مبلغ علمك ، ومحك سعيك ، ومرأى بصرك ومجمل حديثك ، فهذه نقيصة ، البس أجمل الثياب وكل أشهى الطعام ولكن بشرط " من غير إسراف ولا مخيلة "
" الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا " "وجميل يحب الجمال " ونظيف يحب النظافة " "ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده "
المطلوب منك أخي أن يكون قلبك الذي هو محط نظر الله تعالى غير مشغول طول الوقت بالثياب، وما رأيك في هذا القميص ، وأنا اشتريت قميص كذا من كذا. فالكلام على الثياب يأخذ من الوقت الكثير ، فكم ضيعت من الوقت – الذي هو حياتك - ؟
أنت أخي الحبيب عبارة عن كتلة ثواني ودقائق فإذا مرت ثانية أو دقيقة فقد قربت إلى القبر ، كلما مر يوم مر بعضك ، أنت بالنسبة للقبر لا تكبر أنت تصغر ، وأيامك في الدنيا تسلب منك.
فحديثك أيها الداعية يجب أن ينضبط ، لست كالناس ، تخوض في الكلام الذي لا ينبني عليه عمل ، أنت اختارك الله تعالى لتقوم بالدعوة إليه فلا تكون مثال سوء .
لايتشربن قلبك بحب الثياب والكلام عنه والسيارات و....الخ
"فالهدي الظاهر والسمت الحسن جزء من 25 جزء من النبوة" ، الهدف من رسالتي أخي الحبيب أن يكون اهتمامك بمخبرك كاهتمامك بمظهرك ، ويمتاز هديك بهداك ، كما تحافظ على جمال ثوبك أريدك أن تحاول أن تنظف قلبك وتطهره من الأدران والأقذار التي تعلق به ، فلا تغتر بجمال وجهك وثوبك لطلب الخير من حسان الوجوه ، بل يكن زاهرا وجليبيبا وبلالا وصهيبا وسلمان وخبابا وغيرهم رضي الله عنهم قدوة لك .
أسد الفرسان وسيد الفتيان وفاروق الأمة يدخل فاتحا بيت المقدس وثيابه بها 17 رقعة ، وها هو على الدرب
ربعي بن عامر يدخل على ملك من ملوك الفرس بحربته يقطع في سجادته فيستاء الملك ؛ لأن مظهر ربعي ( الأعرابي ) لم يعجبه ولكن عندما تكلم زلزل إيوان كسرى هز قلوبهم وأرعدت مفاصلهم ،
فهؤلاء آبائي فجئني بمثلهم .
وانظر إلى من شغله الملبس ، هذا الرجل الذي دخل على أبي حنيفة رحمه الله وهو يلبس ويتزي بزي العلماء حتى هابه أبو حنيفة وضم رجليه أدبا مع الرجل وعندما بان حماقته وظهر مخبره، قال أبو حنيفة رحمه الله : أذن لأبي حنيفة أن يمد رجليه .؛ لأن مخبره أنبأ عن جاهل يتزي بزي العلماء ، فاحذر أن تهتم بمظهرك وتنسى مخبرك ، لا يكن همك حرصك الزائد في تصليح زيك وهديك ( وإن كان مطلوب ولكن افهم قصدي لا أريده مبلغ تفكير حياتك بل وسيلة لا غاية ) تتمسك بالهدي وتترك الهدى ،وهو تنفيذ أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فهناك قبر لن تسأل هناك عن ماذا لبست ؟ ولكن ماذا عملت ؟ وما علمته هل عملت به ؟
هذا ما أردت أن أنصح به نفسي وإخواني في الطريق إلى الله كي نصل بأمان .تقبل الله منا ومنكم
وصل اللهم على محمد وآله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عادل الغرياني