من هو ( ابن إدريس ) هذا ، في صحيح البخاري ؟

[أبو مالك المديني]

بارك الله في الجميع .
قال البخاري رحمه الله في صحيحه : بَابُ تَفْسِيرِ الْعَرَايَا
وَقَالَ مَالِكٌ : الْعَرِيَّةُ أَنْ يُعْرِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ النَّخْلَةَ ثُمَّ يَتَأَذَّى بِدُخُولِهِ عَلَيْهِ فَرُخِّصَ لَهُ أَنْ يَشْتَرِيَهَا مِنْهُ بِتَمْرٍ وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ : الْعَرِيَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا بِالْكَيْلِ مِنَ التَّمْرِ يَدًا بِيَدٍ لَا يَكُونُ بِالْجِزَافِ وَمِمَّا يُقَوِّيهِ قَوْلُ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ : بِالْأَوْسُقِ الْمُوَسَّقَةِ ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : كَانَتِ الْعَرَايَا أَنْ يُعْرِيَ الرَّجُلُ فِي مَالِهِ النَّخْلَةَ وَالنَّخْلَتَيْ نِ ، وَقَالَ يَزِيدُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ : الْعَرَايَا نَخْلٌ كَانَتْ تُوهَبُ لِلْمَسَاكِينِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَنْتَظِرُوا بِهَا رُخِّصَ لَهُمْ أَنْ يَبِيعُوهَا بِمَا شَاءُوا مِنَ التَّمْرِ .من هو ابن إدريس الذي ذكر هنا ؟

[أبو البراء محمد علاوة]

وفيك بارك الله شيخنا :


قيل هو عبد الله الأودي الكوفي كذا قاله ابن التين ورجحه السفاقسي وعليه الأكثرون وتردد ابن بطال فيه ثم السبكي في شرح المهذّب وجزم المزي في التهذيب بأنه الشافعي حيث قال هذا الكلام كله قول محمد بن إدريس الشافعي رضي الله تعالى عنه وأن له هذا الموضع في صحيح محمد بن إسماعيل البخاري وموضع آخر في كتاب الزكاة . انظر عمدة القاري (19/69)، إرشاد الساري للقسطلاني (4/86) .

[أبو مالك المديني]

بارك الله فيك أبا البراء .
وفي شرح المهذب للسبكي : وابن ادريس الذى نقل البخاري عنه هو عبد الله بن ادريس الاودى وعلى ذهني أن بعضهم قال انه الشافعي ولم يحضرني موضعه الآن والمشهور الاول .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح : ابن إدريس هذا رجح ابن التين أنه عبد الله الأودي الكوفي وتردد ابن بطال ثم السبكي في شرح المهذب وجزم المزي في التهذيب بأنه الشافعي ، والذي في الأم للشافعي ـ وذكره عنه البيهقي في المعرفة ـ من طريق الربيع عنه قال : العرايا أن يشتري الرجل ثمر النخلة فأكثر بخرصه من التمر بأن يخرص الرطب ثم يقدر كم ينقص إذا يبس ثم يشتري بخرصة تمرا فإن تفرقا قبل أن يتقابضا فسد البيع انتهى . وهذا وإن غاير ما علقه البخاري لفظا فهو يوافقه في المعنى ؛ لأن محصلهما أن لا يكون جزافا ولا نسيئة ، وقد جاء عن الشافعي بلفظ آخر قرأته بخط أبي على الصدفي بهامش نسخته قال لفظ الشافعي : ولا تبتاع العرية بالتمر إلا أن تخرص العرية كما يخرص المعشر فيقال فيها الآن كذا وكذا من الرطب فإذا يبس كان كذا وكذا فيدفع من التمر بكيله خرصا ويقبض النخلة بثمرها قبل أن يتفرقا فإن تفرقا قبل قبضها فسد قوله ومما يقويه .إلخ .

[أبو مالك المديني]

وفي فيض الباري شرح البخاري للكشميري : قوله: (وقال ابنُ إدْرِيس) المراد منه الشافعي.

[أبو مالك المديني]

وقال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق 3 / 258 : وَأما قَول ابْن إِدْرِيس وَهُوَ الشَّافِعِي فِيمَا جزم بِهِ الْمزي فِي التَّهْذِيب فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب معرفَة السّنَن والْآثَار حَدثنَا أَبُو عبد الله يَعْنِي الْحَاكِم ثَنَا الْأَصَم أَنا الرّبيع بن سُلَيْمَان أَنا الشَّافِعِي قَالَ : والعرايا أَن يَشْتَرِي الرجل تمر النَّخْلَة وَأكْثر بخرصة من التَّمْر بخرص الرطب ثمَّ يقدر كم ينقص إِذا يبس ثمَّ يَشْتَرِي بخرصه تَمرا فَإِن تفَرقا قبل أَن يتقابضا فسد البيع ، هَكَذَا سَاقه الْبَيْهَقِيّ وَكَذَا هُوَ فِي الْأُم للشَّافِعِيّ وَفِي سِيَاقه مُخَالفَة للفظ الَّذِي علقه البُخَارِيّ ، وَقد جزم السُّبْكِيّ فِي شرح الْمُهَذّب أَن ابْن إِدْرِيس هُوَ عبد الله بن إِدْرِيس الأودي قَالَ : وَفِي ذهني أَن بَعضهم قَالَ إِنَّه الشَّافِعِي وَلَا يحضرني ذكره الْآن ، كَذَا قَالَ ، وَقد تردد فِيهِ ابْن بطال وَغَيره .

[أبو البراء محمد علاوة]

بارك الله فيك شيخنا الهمام

[أحمد صابر الأزهري]

الشافعي

[أبو مالك المديني]

بورك فيكم جميعا ، ونفع بكم .

[أبو مالك المديني]

الشافعي
ولعل ـ من باب الاستئناس ـ أن البخاري ذكر كلاما لمالك ، ثم أعقبه بكلام الشافعي . أراد أن يذكر كلاما لإمامين جليلين من فقهاء المسلمين . والله أعلم .

[حسن المطروشى الاثرى]

بارك الله فيكم
وهنا نستخلص فائدة من البخاري رحمه الله سعة علمه والبركة مع اكابركم وعلو قدر الأئمة بذكرهم في صحيحه

[أبو مالك المديني]

نعم أحسنت أخي الأثري ، رحم الله أئمتنا .

[حسن المطروشى الاثرى]

والراجح انه الشافعي والله اعلم

[علي أحمد عبد الباقي]

جزاك الله خيرًا أبا مالك.
لا شك أن الموضع مشكلٌ يصعب الجزم فيه، وهو يحتمل أن يكون (عبد الله بن إدريس الأودي) كما رجحه أكثر العلماء ، ويحتمل أن يكون (محمد بن إدريس الشافعي) وقد قال به جماعة من العلماء المحققين.
لكن الجزم صعب ويحتاج إلى بحث وتحقيق ، وما ورد عن الأئمة فيه إنَّما هو اجتهاد مأجور بحسب ما ترجح لديهم.
ومما يستعان به على ترجيح كونه (محمد بن إدريس الشافعي) مع قرينة الجمع بينه وبين مالك: أن البخاري نقل عن مالك وابن إدريس في موضع آخر من "صحيحه" كتاب: الزكاة ، باب: في الركاز الخمس، فقال: (وقال مالك، وابن إدريس: الركاز: دفن الجاهلية، في قليله وكثيره الخمس وليس المعدن بركاز).وقد نقل البيهقي في "معرفة السنن والآثار" هذا القول بنصه وتمامه عن الشافعي من طريق البخاري رحمهم الله جميعًا. وانظر: (فتح الباري)، لابن حجر (4 / 362 - تحقيق نظر الفريابي). والله أعلم.

[أبو مالك المديني]

نفع الله بك شيخ علي ، وجزاك خيرا.
فائدة جميلة ، وقد نبه عليها العيني ـ إشارة ـ في عمدة القاري ، كما في المشاركة رقم ( 2 ) .