مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يكثر الفقهاء والنحويون من التمثيل بـ( زيد ) و ( عمرو ) ?.
المسيطير
2006-12-08, 04:16 PM
الإخوة الأكارم /
كنتُ أتأمل في سبب التمثيل الدائم بـ( زيد ) و ( عمرو ) .
- وهل هما شخصيتان حقيقيتان ؟! .
- هل للتمثيل بهما سبب معين أو حادثة عارضة جعلت منهما مثالا متداولا ومشتهرا ؟.
- ولماذا يُقتصر عليهما غالبا في كُتب الفقه ، والنحو وغيرهما ؟.
فبحثتُ ، فوجدتُ أن الدكتور / محمد السبيهين قد تعرض للسؤال عند شرحه لمتن الآجرومية ، ولعلي أنقل لكم ما قال .
قال الشيخ الدكتور / محمد بن عبد الرحمن السبيهين وفقه الله تعالى عند شرحه لمتن الآجرومية ( باب العطف ) :
( قال المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن ذكر حروف العطف : ( فإن عطفت على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت أو على مجزوم جزمت , تقول : قام زيد وعمرو ورأيت زيداً وعمراً ومررت بزيد وعمرو وزيد لم يقم ولم يقعد ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
أما التمثيل بزيد وعمرو , فسبق أن بينت لماذا يكثر النحويون من التمثيل بزيد وعمرو فإن كان هذا سبق أن قلته فلعلي أكتفي بهذا .
بعض الناس يسألون , يقولون :
لماذا يلحُّ النحويون على التمثيل بزيد وعمرو ؟.
والجواب :
أن علم النحو أو كتب النحو هي علم تطبيق وتمثيل ، ولا تكاد يخلو موضوع أو مسألة ، بل لا تكاد تخلو صفحة من كتب النحو من أمثلة قد تصل إلى عشرة أو أكثر أحياناً .
ولذلك هم محتاجون إلى الإختصار ومحتاجون إلى الأسماء المختصرة ، وأكثر الأسماء اختصاراً ما تكون من ثلاثة أحرف ، وأفضل أو أسهل الكلمات ما كان السكون فيها .
هذه الثلاثة الأحرف لا يمكن تسكين الحرف الأول لأن العربي لا يبدأ بساكن ولا يبدأ بالحرف الأخير لأنها محل الإعراب ، فلم يبق إلا تسكين الأوسط ، ولذلك الاسم الثلاثي المكون من ثلاثة أحرف ساكن الوسط هو أخف الأسماء ، ولذلك صار النحويون يكثرون التمثيل بزيد وبعمرو وببكر للرجال ، وبهند وبدعد وبجمل للنساء ) أ.هـ.
-
حسام السمنودي
2006-12-09, 09:12 PM
جزاك الله خيرا
على هذه المعلومة اللطيفة
طالبة علم
2006-12-10, 02:11 AM
شكرا على المعلومة
أما عمرو وزيد وبكر وهند ودعد ، فتمر علي كثيراً
إلا جمل فلأول مرة أسمع بها !!
أبو حماد
2006-12-10, 09:50 AM
فائدة لطيفة، على أن أوهى ما يُعلّل به هو علل النحاة، لهذا قالوا في المثل: أوهى من حجة نحوي.
أبو البراء
2006-12-13, 04:27 PM
يكرر النحاة التمثيل بزيد وعمرو، ويبرر لهم محبوهم بتريرات كثيرة منها ما ذكره أخونا عن الدكتور السبيهين.
وأظن غير محقق أن السبب يرجع إلى عقلية اولئك المؤلفين؛ حيث إن كثيرا منهم يتعصى على التغيير، ويرفض التجديد مطلقا، ولو في الأمثلة.
يذكرون أن داود باشا الوزير التركي، أحب أن يتعلم النحو، فجاء إليه النحاة تترى، كلما جاءه أحدهم وقال: ضرب زيد عمرا؛ سأله الوزير داود باشا: لماذا ضربه؟
فيقول النحوي المسكين الذي لم يألف أن يسأل كهذا السؤال: يا سيدي هذا مثال ليس حقيقة!
فيقول داود باشا: (يعني كذب) ثم يأمر بحبسه بعد تأديبه.....
حتى امتلأ الحبس بأصحاب زيد وعمرو وبكر وهند ودعد......
ثم جاءه رجل ذكي فلما ساله الوزير داود باشا: لماذا ضرب زيد عمرا؟
قال: يا مولانا إن عمرا يستحق الضرب بل القتل!
قال الوزير: لم؟
قال: لأنه اعتدى على واو مولانا الوزير فسرقها من اسمه داود وأضافها إلى اسمه عمرو.
فسر الوزير واستبشر وقال له سل حاجتك فطلب إخراج النحاة من الحبس
قلت: ليته لم يفعل وتركهم هناك يبحثون عن أسماء جديدة، وما أظنهم بفاعلين.
فهد الشبيب
2006-12-27, 05:04 PM
جزاكم الله خيراً على إتاحة الفرصة , علل بعض مشايخنا في كلية اللغة - غفر الله لهم أجمعين - تعليلاً لطيفاً ، فقال : هم اختارو زيداً لأنه الإسم الوحيد من أسماء الصحابة المذكور في القرآن ، و أما عمرو فقال لعلها تنكيلاً بأبي جهل ولذا في الغالب يأتي في معرض الذم .
هذا ما علل به و يرد عليه أشياء لكن له حظ من النظر .
عبد الرحمن السديس
2006-12-27, 06:16 PM
بارك الله فيكم جميعا
وإن كانت المسألة هينة !
لا أظن هذه التعليلات خطرت على بال قائلها ، وإنما جاءت مصادفة للأول وتبعه عليها من بعده ، وهذا حال كثير من الكتب في معظم الفنون تجدهم لا يفارقون ما قال الأول إلا نادرا .
سمير حراسيس
2008-11-14, 01:28 AM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... على هذه المعلومة القيمة
العرب
2008-11-14, 10:39 PM
فائدة تشكر عليها جزيت خيرا
خَــــالِد
2008-11-15, 12:16 AM
جزاك الله خيرا ونفع بك ...
عُبيد السعيد
2009-09-02, 03:31 AM
أعتقد أننا سنعرف السبب إذا عرفنا لماذا يستخدمون في تعليم الانقليزية في مناهجنا ali , ahmad ( أحمد وعلي )
( ابتسامة )
أشكركم
سفينة الصحراء
2009-09-02, 11:13 AM
بارك الله فيكم جميعا على المعلومة
أبو حاتم ابن عاشور
2009-09-02, 12:58 PM
منقول:
وفي هذا الموضوع كتب مصطفى لطفي المنفلوطي مقالا بعنوان: زيد وعمرو، جاء فيه:
أراد داود باشا – أحد وزراء تركيا في العهد القديم – أن يتعلم اللغة العربية، فأحضر أحد علمائه، وأخذ يتلقى عنه علومه عهدًا طويلا فكانت نتيجة عمله ما ستراه.
سأل داودُ شيخـَه يومًا: ما الذي جناه عمرو من الذنوب حتى استحق أن يضربه زيد كل يوم ويبرح به هذا التبريح المؤلم؟ وهل بلغ عمرو من الذل والعجز منزلة من يضعف عن الانتقام لنفسه, وضرب ضاربه ضربةً تقضي عليه القضاء الأخير ؟
سأل الشيخَ هذا السؤال وهو يحترق غيظـًا وحنقـًا, ويضرب الأرض بقدميه.
فأجابه الشيخ: ليس هناك ضارب ولا مضروب يا مولاي, وإنما هي أمثلة يأتي بها النحاة لتقريب القواعد من أذهان المتعلمين.
فلم يعجبه هذا الجواب, وأكبر أن يعجز مثل هذا الشيخ عن معرفة الحقيقة في هذه القضية، فغضب عليه وأمر بسجنه، ثم أرسل إلى نحوي آخر فسأله كما سأل الأول، فأجابه بمثل جوابه، فسجنه كذلك، ثم ما زال يأتي بهم واحدًا بعد واحد، حتى امتلأت السجون وأقفرت المدارس.
وأصبحت هذه القضية المشؤومة الشغلَ الشاغل عن جميع قضايا الدولة ومصالحها.
ثم بدا له أن يستوفد علماء بغداد، فأمر بإحضارهم، فحضروا وقد علموا قبل الوصول إليه ماذا يراد بهم، وكان رئيس هؤلاء العلماء بمكانة من الفضل والبصر بموارد الأمور ومصادرها، فلما اجتمعوا في حضرة الوزير أعاد عليهم ذلك السؤال عينه.
فأجابه رئيس العلماء: إن الجناية التي جناها عمرو يا مولاي يستحق أن ينال لأجلها من العقوبة أكثر مما نال، فانبسطتنفسه قليلا وبرقت أسارير وجهه، وأقبل على مُحدّثه يسأله: ما جنايته؟
فقال له: إنه هجم على اسم مولانا الوزير واغتصب منه الواو، فسلط النحويون عليه زيدًا يضربه كل يوم جزاء وقاحته وفضوله – يشير إلى زيادة "واو" عمرو وإسقاط الواو الثانية من داود.
فأعجب الوزير بهذا الجواب كل الإعجاب، وقال لرئيس العلماء: أنت أعلم من أقلته الغبراء، وأظلته الخضراء، فاقترح عليّ ما شئت ، فلم يقترح عليه سوى إطلاق سبيل العلماء المسجونين، فأمر بإطلاقهم، وأنعم عليهم وعلى علماء بغداد بالجوائز والصلات.
أحسن داود باشا في الأولى وأساء في الأخرى، ولو كنت مكانه ما أطلقت سبيل هؤلاء النحاة من سجنهم حتى آخذ عليهم عهدًا وثيقـًا أن يتركوا هذه الأمثلة البالية إلى أمثلة جديدة مستطرفة تؤنس نفوس المتعلمين وتذهب بوحشتهم، وتحول بينهم وبين النفور من منظر هذه الحوادث الدموية بين زيد وعمرو.
لا ينال المتعلم حظه من العلم إلا إذا استطاع تطبيقه على العمل والانتفاع به في موضعه وموطنه الذي وضع لأجله، ولن يستطيع ذلك إلا إذا استكثر له معلمه من الأمثلة والشواهد الملائمة لقواعد ذلك العلم، وافتن له في إيرادها افتنانـًا يقربإلى ذهنه تلك الصلة من العلم والعمل، ويسهل له الوصول إلى القدرة على تلك المطابقة.
علام يتعلم الطالب النحو والصرف إن عجز أن يقرأ صحيحًا كل كتاب وكل صحيفة؟ وعلام يتعلم علوم البلاغة إن عجز عن معرفة أسرار الكلام، وأوجه بلاغته وفهم المراد من مختلفات أساليبه، وعن الإبانة عما يدور في نفسه إبانة واضحة لا يشوبها قلق ولا اضطراب؟
عجيب جدًا أن يفهم الصانع الأميّ أن العلم للعمل، فلا يتعلم النجارة إلا ليصنع الأبواب والصناديق، ولا الحدادة إلا ليصنع الأقفال والمفاتيح، وأن يجهل المتعلم هذه القضية الضرورية، فلا يهمه من العلم إلا الاستكثار من المعلومات والقواعد، وإن عجز بعد ذلك عن التصرف فيها، والانتفاع بها في مواطنها.
تلميذ الدنيا
2011-06-16, 10:08 AM
بارك الله بكم وزادكم علما
محمد بن عيد الشعباني
2011-09-21, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد, فمنذ أن دون أبو الأسود الدؤلي علم النحو , والنحاة يمثلون بهذا المثال : ( ضرب زيد عمرا ) مما أثار تساؤلات البعض لماذا يضرب زيد عمرا , وما هو الفعل الشنيع الذي فعله عمرو ليستحق أن يضربه زيد طيلة هذه المدة ؟ حتى حدثني شيخي الدكتور محمد عبد المعطي حفظه الله قصة طريفة في هذا المعنى وخلاصتها أن أحد حكام الدولة التركية وكان يسمى داود باشا شغله هذا المثال حتى امتحن به أهل النحو وسألهم : لماذا ضرب زيد عمروا ؟ فمن أجابه بأنه مجرد مثال مثل به أهل النحو سجنه , حتى سأل نحويا ذا حيلة فخشي أن يسجنه فلما سأله أجابه بقوله : إن عمروا يستحق أن يضربه زيد إلى يوم القيامة . فقال : ولمه ؟ قال : لأنه سرق وواو مولانا داود فوضعت في اسمه وهي لا تنطق بينما في اسم مولانا داود تنطق ولا تكتب.
فاقتنع داود باشا بهذا الجواب وأجازه , ولكني وجدت جوابا قد يكون مناسبا ـ والله تعالى أعلم ـ حيث ظهر بيننا عمرو الذي يستحق أن يضربه زيد أطول من هذه المدة إن لم يتب عن قوله : ( إن الختان ظلم , والتعدد جور , ومنع المرأة من السفر بلا محرم عدوان على حريتها , وأن الرسول كان بيهزر مع النساء لما قال لهن : ناقصات عقل ودين , وأن الله سيقول لأهل الفن ادخلوا الجنة بفنكم ) إلى غير ذلك من سفاهاته وافتراءاته على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , فقلت في ذلك :
لله در زيد
لله در زيد = وجزاه ربي خيرا
فالآن قد عرفنا = لماذا يضرب عمروا
والآن قد وجدنا = له عذرا وعذرا
فاضربه يا أخانا = واكسب فيه أجرا
من حلل الأغاني = وجاء شيئا إمرا
وقال يا إخواني = كان الختان جورا
وقال في حديثه = قال الرسول هزرا
أيكون هذا داعيا = إلام يدعوا الغيرا
يدعوا بغير علم = جهلا إذن وشرا
سيظل زيد ضاربا = حتى النشور عمروا
إن لم يتب عن غيه = ويقول بعد خيرا[1] (http://www.salafi-poetry.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=98#_ftn1)
مطبوع بآخر كتاب اتساع النقاب بمكتبة السنة بالقاهرة .
مشاعل عبدالعزيز
2011-09-21, 04:16 PM
شكرالله لكم ..
ابوحسام اللهيبي
2011-09-21, 04:53 PM
الله يعطيك العافية ويرعاك
عودتنا دائما على ما هو جديد
مروري وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.