المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "إن كيدكن عظيم"



ناصر عبد الغفور
2014-08-07, 02:19 AM
"إن كيدكن عظيم"



http://t.co/pv18EfgbOq

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اختلف في قائل:"إن كيدكن عظيم"، فقيل العزيز و قيل الشاهد، لكن كيفما كان القائل، فإن الله تعالى ذكر هذا الكلام و لم ينكره، فكان كالإقرار منه سبحانه له، فصح الاستشهاد به و الاستدلال على عظم كيد النساء، و في هذا المعنى يقول الإمام الألوسي رحمه الله تعالى:"وما قيل : إن ما ذكر لكونه محكياً عن قطفير لا يصلح للاستدلال به بوجه من الوجوه ليس بشيء لأنه سبحانه قصه من غير نكير فلا جناح في الاستدلال به كما لا يخفى ."-روح المعاني- و لعله أراد بقطفير الشاهد، و ذكر الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره حديثا مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه:"«إِنَّ كَيْدَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ» ; لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ، وَقَالَ : إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ"، و قد بحثت عن حكم الحديث فلم أقف عليه لحد الآن.
و لا ريب أن هناك أحاديث تشهد لما ذكره الله تعالى عن العزيز أو الشاهد و أقره، من ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم:"ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "-متفق عليه-، و قوله:"ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"-متفق عليه- .
و الله أعلم و أحكم.

أم علي طويلبة علم
2014-08-07, 11:40 PM
http://majles.alukah.net/t116632/

عبدالعزيز السميطي
2014-08-08, 04:03 PM
الكيد ليس بصفه سيئه
فأصل الكيد هو المعاجلة للشيء بقوه

أبو البراء محمد علاوة
2014-08-31, 11:13 PM
http://majles.alukah.net/t116632/

بالفعل بارك الله فيكم مناقشة طيبة ، وحاصلها : أن كيد الشيطان ضعيفًا إذا ما قُبِلَ بكيد الله عز وجل ، وكيد النساء عظيم إذا ما قُبِلَ بكيد الرجال، وهذا ليس معناه أن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان ؛ لأن سياق الآيات من المقيدات .

أبو مالك المديني
2014-09-21, 10:41 PM
نفع الله بكم .
قال الزمخشري في كشافه 2 / 161 :
وأما هذه الآية فكيد النساء فيها من قول العزيز، ولكن حكاه الله تعالى عنه فيحتمل حكايته عنه أن يكون تصحيحا له، ويحتمل أن لا يكون المراد تصويبه، وأيضا فان كيد الشيطان مذكور في الآية مقابلا لكيد الله تعالى، فكان ضعيفا بالنسبة إليه. ألا ترى أول الآية الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً وأيضاً فان الكيد الذي يتعاطاه النساء وغيرهن مستفاد من الشيطان بوسوسته وتسويله وشواهد الشرع قائمة على ذلك، فلا يتصور حينئذ أن يكون كيدهن أعظم من كيده، والله أعلم.

وقال أبو حيان في البحر المحيط 5 / 298 : ووَصَف كيدَ النِّساءِ بالعِظَمِ، وإن كانَ قد يُوجدُ في الرِّجالِ؛ لأنَّهُنَّ ألطفُ كيدًا بما جُبِلن عليه، وبما تفرَّغن له واكتَسَب بعضُهُنَّ مِن بعضٍ، وهُنَّ أنفَذَ حِيلَةً، وقالَ تعالَى: {ومن شر النفاثات في العقد}. [سورة الفلق: 41]، وأمَّا اللَّواتِي في القُصورِ فمعَهُنَّ مِن ذلكِ ما لا يُوجدُ لغيرِهِنَّ ؛ لكونِهِنَّ أكثرَ تفرُّغًا مِن غيرِهِنَّ، وأكثرَ تأَنُّسا بأمثالِهن.