مشاهدة النسخة كاملة : هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:59 AM
هذه هي الصوفية *
تأليف
الشيخ عبدالرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين
*************************
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
محمد خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين.
"أما بعد"
فما زلت أذكر، وأنا طالب في معهد طنطا الديني،
ذلك الشيخ الشيبة يقسم لنا
– وعيناه مخضلتان بالدموع ونبرات صوته أصداء عميقة
بعيدة الغور من الشجو الولهان،
والحنين الهائم، والحرمان الجريح _
يقسم لنا أن في ضريح عبد العال المجاور لضريح البدوي
شعرة من رأس الرسول!،
وأنها معين خير، وفيض بركة ويمن،
ومطاف آمال، ومهوى رجاء!!
وأذكر أنني حين سمعت حديثه، يؤكده بقسم غليظ،
شعرت بقلبي، وكأنما يود أن ينشق عنه الصدر؛
ليهفو في صبابته الملهوفة إلى معبد الشعرة يقبلها،
ويكنُّها في مهجته،
بل شعرت كأنما حملت الملائكة إليَّ بشرى الخلود!!.
وما زلت أذكر أيضاً أنني سألت الشيخ؛
ليطمئن قلبي على هذا الأمل الحلو الساحر الفتنة،
عما جعلهم يوقنون بنسبة هذه الشعرة إلى رأس النبي الأعظم؟
فأجاب – تولاه الله بما قدّم - :
لقد وضعناها في زجاجة، وأقمنا حولها ذكر وإنشاد،
فإذا بالشعرة تذكر مع الذاكرين على دفيف الدفوف،
وحنَّات النايات،
والنغم المطرب المرقص من الأناشيد!!.
وأذكر أنني آمنت بهذه الأسطورة
كأنما هي من الله برهان ساطع!!
وأذكر أن الشيخ تداركنا – حتى يحكم القيد – بحجة أخرى،
فزعم أنهم وضعو الشعرة تحت الشمس،
فلم يجدوا لها ظلاً!!
وكان هذا الوهم الوثني الجديد
حجة عندي تدحض كل ريبة!!.
وأذكر – ويارب غفرانك –
أن خرافة الشيخ هذه غمرتني بنشوة سكرى
خلت فيها أنني أرى الجنة،
أو أنني صحابي يتلو عليه الرسول وحي الله!!.
فكنت أهفو إلى هيكل الشعرة
خاشع الطرف،
ريان القلب بالولاء،
أصلي لها بنجاوى الحب العابد،
وألثم خشب هيكلها وحَجَره
في شغف ثائر الأشواق عربيد التهلف،
وأُنهنِهُ بالأرواح العطرية
– التي أخال أنها تناسمني منها –
دموعي المسكوبة لوعة عشق، وظمأ غرام!!.
******************
* سيتم عرض ما تيسر من مباحث الكتاب باختصار
وللاطلاع على فهارس الكتاب الكاملة ومصادره
وللحصول على نسخة من الكتاب
راجع الرابط التالي مشكوراً
http://majles.alukah.net/t131287/#post722600
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:01 AM
وتعال معي
أذكرك بأنني كنت أطوف حول صنم البدوي،
حتى إذا مثلت أمام الكوة الصغيرة في وثنه النحاسي البراق،
أنفذت منها يديّ – في رعشة التقديس – حتى ألمس ستر القبر،
ثم أخرجها رويداً رويداً في حرص وحذر بالغين،
وقد ضممت قبضتيهما على ...؟
على ماذا ؟
كنت أوقن حينذاك أنني أضمهما على بركات سماوية
تفيض من روح الله على القبر
(يزعم الصوفية أن فوق كل ضريح ولي
نافذة مفتوحة في السماء،
يفيض الله منها بركاته على الطائفين حول الضريح!)
ثم أبسط يدي في جيبي، ثم أمسح بها وجهي،
رجاء أن أكون ميسر الرزق،
داني قطوف النجاح، مشرق الوجه بنور الله!!
وتعال –
ولا تسأم من ذكرياتي، فإنها عبرة ضحية، وعظة مأساة –
أذكرك بذلك الدَوي ترجف منه الأرض، وترتعد جُدُر المعهد
حين كانت توزع أسئلة اختبار آخر العام الدراسي،
أتدري ماذا كان يحدث ؟.
تهب هذه الآلاف المضطربة من الطلبة
رافعة أكفها في ضراعة ناعقة بما لا يسمع، ولا يبصر،
حتى ليبح صوتها، وتتمزق حناجرها إذ تنعق ضارعة:
يا سيد!!
وياويل السمع من طول "ياء النداء"!!.
لقد كانت تطول، وتطول، حتى ليخيل إليك أنها دخان مارد يحترق،
فيلمس دخانه قبة النجم،
ولعلهم كانوا يفعلون ذلك؛
لتصل أصداء ضراعتهم
إلى حيث جثمت على الأرض في غيابة القبر
جيفة مَنْ دَعَوْهُ!!
ولعلك تسألني :
ماذا كان يفعل بك شيوخكم ؟
كانوا يرفعون في سكرة الحب وذل الخشية أيديهم المعروقة،
يمسحون بها وجوههم، أو يمشطون لحاهم،
ومن بين الشفاه الذوابل تنساب هذه الهمهمة :
"رضي الله عنك يا سيد!!"
ثم يلتفتون إلينا،
وعلى وجوههم ألَقُ الرضى ناصحين في تأييد وإعجاب:
"كفاية ما خلاص سمعكم السيد!!"
وتعال
– وناشدتك الله إلا ما أصغيت غير مَالٍّ ولا كاره –
أذكرك بذلك الشيخ الأكبر الذي كان يشرك الدهماء في يوم "الكَنْسة"
وكان يمزق عمامة صنم البدوي مزقاً مزقاً،
ثم يهديها إلى مريديه بركة – في زعمه – من روح الله
التي يغرق صَيِّبُها ذيالكَ الوثن!!.
لقد كان للشيخ الأكبر شيخ هو تاجر خيط في المدينة،
وقد أعطاه العهد، وألبسه "خرقة التصوف"،
وكان التاجر على أمية وجهالة،
بيد أنه كان خبيراً بزندقة الصوفية،
مؤمنا بها، يبثها، ويهوي بالهالكين في حمأتها!!.
ولقد كنا نرى الشيخ الأكبر يخفض من رأسه عبودية للتاجر الصوفي!!
ثم يلثم يديه في خشية ورهبة وإجلال!!
وكنا نهتف إعجاباً بصنيع الشيخ؟
إذ نراه دلائل قوية على إيمان عميق، وتواضع كريم!!.
كذلك كنا نحرص كل الحرص
على أن ننتشي بمشهد الشيخ،
وهو يطوف حول ضريح البدوي،
يتملس نحاسه وستره،
حتى إذا بلغ فمه موضعاً منه،
راح يشويه بسعير القبل من شفتيه الناريتين!!
ونحرص كل الحرص على أن نوفض من منازلنا سراعاً
إلى "مولد: البدوي؛
لنشهد سرادق الشيخ الأكبر
المضروب على أبَدٍ طويل عريض من الأرض
احتفاءً بمولد الوثن الأكبر !!
ولنطعم طعامه، ونشرب شرابه ،
ثم نخرج من السرادق الفخم الضخم مهرولين صوب النصُب الكبير،
أو ما يسميه الدراويش "العمود الصاري" ( 1 )
نقترف هذا لعلنا نصيب بركة من القطب الغوث الذي قيل لنا :
إنه لا يحرص على شيء
كما يحرص على شهود الليلة الخاتمة "للمولد"
هو والأقطاب الآخرون والأوتاد والأبدال والأنجاب!!
ولعلنا نبصر واحداً منهم فيما تجسد فيه من صور ( 2 )
ثم تعال معي
إلى الجامع الأحمدي الكبير،
أو هيكل الطاغوت الأكبر؛
لترى هذه الحشود التي يمور، ويموج بها الجامع
من نساء ورجال وأطفال، وفدوا إلى الصنم من كل فج عميق،
وقد أشعلوا مواقدهم، يطهون الطعام،
أو يصنعون "الشاي، والقرفة"
أمام كل منهم "شوال" خبزه ووعاء "دُقته"
وقد حبا على الأرض الأطفال يبولون، أو يتبرزون!!.
وهنا، وهناك حانات ذكر
يرقص فيها "الدراويش"
وتتخلع "الدرويشات"
*********************
( 1 ) هو عمود طويل من الخشب مفرط في الإرتفاع مثبت في قاعدة من الأسمنت.
( 2 ) كان قد حدثني نقيب صوفي من قريتي عن القطب وأنه رآه.
قال:"كنا بمولد البدوي مرة دون الصاري فسمعت من بعيد – فحيح مزمار،
فرأيت شيخي يهرول إلى باب السرادق، ثم يكسر من قامته، حتى لتكاد تمس رأسه بالأرض،
ويرفع يديه في رعب شديد يحيي بهما رجلاً أشعث أغبر منهتك السوأة،
وبيده عكاز طويل، يدب به على الأرض، وقد تقدمه رجل مثله ينفخ في "مزمار"
ثم تنهد الرجل وهو يستعيد ذكرياته،
ثم قال:"وهكذا رأيت القطب،
فقد سألت شيخي عن الرجل الأول: أليس هو القطب؟
وصاحب المزمار حاجبه؟!
فأجاب : بلى، ولكن اكتم السر!!".
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:02 AM
ويزور بي شيخ أهلي – وأنا صغير- القاهرة،
فيجوب بي الصحراء، ويجتاز الأودية، ويسلك المفاوز،
ويتعثر في الجلاميد
نشداناً لضريح ابن الفارض سعياً على القدم!!
وهناك حيال الوثن الفارضي،
يغني مرافقي قصيدة ابن الفارض:
"نسخت بحبي آية العشق من قبلي"
فتذرف عيناه وعيناي الدموع،
ويحترق قلبي وقلبه شجناً على هذا العاشق المحروم،
عصف به الغرام، وأضناه الحرمان!!
كل هذا كان !!
ثم ماذا ؟!
ثم هداني الله سواء سبيله،
وسلكت بي رعايته مسلك التوحيد والإيمان،
فماذا حدث بعد ؟!
تطلعت نفسي إلى الماضي الوثني
تَطَلُّعَ الناجي من السعير
ما زالت في أتونه المتأجج ضحايا تعسة منكودة
جَنَتْ عليها الصوفية ما جنت عليَّ،
وتطلعت إلى الريف الحزين،
يستعبده شيوخ الطرق،
ويغصبون أراملَه ما هن في حاجة ملهوفة إليه ليسددن خَلَّة، أو يسترن عورة،
ومساكينَه حتى الذبالة المحتضرة من حشاشتهم.
تطلعت إلى الريف الوديع تجعل منه الصوفية
فساد عقيدة،
وضلالة فكر، وذلة ومهانة في الأخلاق،
وردغة بدع وجهالة وخرافة وأساطير،
وعبودية خانعة لهوى الأحبار،
وسدانةً يعكف فيها السدنة على بغي طواغيتهم،
يبشرون بسماحة بره. وأريحية رحمته!!.
وتطلعت إلى المدينة يعبث في أرجائها الصوفية،
فتحيل أهلها – حتى الكثير من المثقفين منهم –
عبيد قبور، وعُبَّاد جيف،
وأحلاس منكر وزور،
وموالي أذلاء لكل طاغية!!.
تطلعت إلى هؤلاء وأولئك،
وذكرت ما كابدته،
فصرخت موجعاً من هول الفاجعة
أحاول إنقاذ الضحايا التعسة.
المُغِذَّةِ السُّرَى وراء الذئاب الضواري من الصوفية!!.
وأكتب ما أكتب،
ضارعاً إلى الله وحده أن يمد بالمعونة
– فمنه وحده يستمد –
وأن يتبين لتلك الضحايا المسكينة
أنها تتجرع الغسلين تحسبه رحيقاً،
وتدين بوثنية
– هي شر ما ابتدع الشيطان لأوليائه من وثنيات،
وتخالها توحيداً مطيباً بروح الله !!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:04 AM
هذا الكـتاب
لهذا الكتاب الذي نصدره بهذه المقدمة قصة.
فمن أعوام خلت شكا سماحة شيخ الصوفية إخواناً لي من أنصار السنة،
بدعوى أنهم ينالون من كرامة الصوفية،
فكان أن رجوت وكيل النائب العام أن أقف وحدي موقف المتهم،
فلم يجد المحقق ما يأخذنا به،
وقد قدمنا له الأدلة الدامغة من كتب الصوفية على ما دمغناهم به،
وعلى صفحات "مجلة الهدى النبوي" نشرت – بعد التحقيق معي –
خطاباً مفتوحاً إلى سماحة الشيخ،
فيه ما فيه من حق يصعق باطلاً
وتوحيد يقضي على وثنية؛
ليعلم الشيخ ومن خلفه، أنهم مهما كادوا لنا، أو مكروا بنا،
فإننا لن نسكت عن أساطيرهم،
وألح إخواننا أنصار السنة هنا وفي السودان العزيز وغيره
في طبع الخطاب، فطبعت منه آلاف النسخ،
فكان أن صودر في السودان بأمر الحاكم العام السابق
ولما أن نفدت نسخه طبعه إخواننا في سوريا الشقيقة
وقد ترجم للأندونيسية.
وألح إخواننا في طبعه مرة أخرى،
فعدت إلى الكتاب أكتبه من جديد وأزيده كثيرا من النصوص،
وموضوعات جديدة لم تكن في طبعته الأولى،
حتى أربى الكتاب على ضعفي حجمه الأول،
فليس افتئاتاً على التاريخ أن أسميه "هذه هي الصوفية"
بدلاً من اسمه الأول "صوفيات" ( 1 )
وسيرى القراء كما عودتهم، أنني لم أرم الصوفية بغير ما به تدين،
وأننا لم نعتد بقول أحد في الصوفية،
وإنما اعتددنا بنقل نصوص كثيرة من كتب الصوفية
بينة الدلالة على معتقدهم،
مقارنين بينها وبين بعض آيات القرآن الكريم،
وأحاديث خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم،
هذا لكيلا يفتري صوفي أننا نرميهم بغير ما يفترون على الله.
كنا نستطيع أن نصنع صنيع بعض نقدة الصوفية قديماً وحديثاً،
فنأتي بفتاوى أئمة المسلمين في شأن الصوفية،
أو ننقل ما نقلوه عن الصوفية من نصوص،
بيد أني رأيت أن يكون للعدل والحق والتحقق الرعاية الأولى،
فنقلب دين الصوفية من كتبهم التي يؤمنون بها ذاكراً اسم الكتاب،
وتاريخ ومكان طبعه، ورقم الصفحة التي عنها نقلب؛
لأرمي الظن والريب باليقين الواضح؛
ولأبعد كل شبهة تتوهم أننا نفتات عليهم، أو نبهتهم؛
وليكون كل قارئ مفتياً لنفسه بالحق،
وحكما بين الحق وباطلهم.
وقد يعيب علينا بعض من سحرتهم طقوس الصوفية،
وشاعريتها الكهنوتية العنف في المحاجة،
لكننا لهؤلاء نقول: رويدكم!!
فإنما نسمي الأشياء بأسمائها، ونصفها بصفاتها،
فلا نقول عن الزقوم: إنه تفاح الجنة،
ولا عن الغسلين: إنه رحيق الفردوس،
ولا عن الشرك: إنه توحيد،
بل لا نحب أن نداهن النفاق فنزعم أن شرك الصوفية خطأ، فحسب،
وعجب مغرب في العجب، أن نغضب، بل نرتجف من الحنق
إذا دعينا نحن بغير أسمائنا،
ونحقر من ينتسب إلى غير أهله،
ثم لا نغضب من نعت الباطل بأنه حق!!
وعجب ذاهل الدهشة
أن نرمي بالعمى والجهالة من يسم الليل: بأنه نهار مشمس،
أو من يقول عن المر: أنه حلو،
أو من يقول عن الثلاثة: إنها واحد!!
ثم لا نرمي بهما – بالعمى والجهالة –
من ينعت الصوفية بأنها إسلام صحيح،
ومن يقول عن الطائفين حول القبور،
اللائذين بأحجارها الصم: إنهم مسلمون!!
ثم يمكر؛ ليحسب مع المسلمين،
فيقول عن أولئك: ولكنهم مخطئون!!
عجب أن نكفر القائلين بأن الله ثالث ثلاثة،
ثم نحكم بالإيمان الحق لمن ينسبون إلى النبي أنه الصوفي الأول،
وأنه الموحي بدين الصوفية!!
من يقولون: إن الله عين كل شيء وأنه مليون ملايين!!
نحكم بإيمان هؤلاء،
لا لشيء سوى أن لهم أسماء تشاكل أسماء المسلمين!!.
إن الحق والدفاع عنه يحتمان علينا أن نسمي كل شيء باسمه،
ونصفه بصفاته،
وإلا افترينا عليه، وجعلنا للباطل الصولة،
قولوا عنا ما شئتم،
فإن للحق صولة تجتاح كل صولة أخرى،
ولن ينال منها أن ترموا بعض جنده بالعنف في البيان والمحاجة.
وعجيب أن نُرمى بالعنف،
أو ينتقد علينا هذا في الدفاع عن أعظم مقدسات الدين والفضيلة،
والله يقول:
( يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين، واغلظ عليهم،
ومأواهم جهنم وبئس المصير).
قولوا ما شئتم، فليس بنافع ما تتقولون به في الذياد عن الصوفية
أو الإبقاء على رمقها الشاحب المحتضر!!
بل ستبقى رغم تتقولون به تلك الحقائق الصاعقة العاصفة المدمرة
تدك هياكل الصوفية.
ستبقى شاهد عدل وحق ساطع البرهان
على أن الصوفية عدو الإسلام الألد الخصام،
بيد أن هذا العدو، يسحرك بغزل التقبيل،
ويسكرك بخمرة العناق،
حتى إذا أغمضت عيــنـيـك النشوة الحالمة،
أنفذ إلى صميم قلبك خنجره المسموم.
وما نشتري بما نكتب رضاء الناس،
وإنما نبتغي به رضاء الله،
فلله ما بذلت من جهد،
وأضرع إليه سبحانه أن يدخره لي جهداً في سبيله،
وألا يضيعه بذنب منا نقترفه،
وهو مولانا ونعم النصير.
عبدالرحمن عبد الوهاب الوكيل
القاهرة 11 من ربيع الأخر سنة 1375
26 من نوفمبر سنة 1955
*********************
( 1 ) رد عليه كاتب في السودان سماه "الجياد الصافنات في الرد على صوفيات"
ورد عليه في سوريا بكتاب سماه "نسف الصوفيات"
فكان ردهما أبلغ دليل على أن الصوفية وثنية عفنة،
وحجة على أنهم في ضلال ما دمغناهم به .
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:06 AM
الفصل الأول
ضحية
هذا رجاء شاب مسلم أغوى صباه الغرير سحرُ الصوفية،
فجرَّعتُه زُعافَها يحسبه خمرة الجنة تدهق كئوسها الملائكة،
وغِسلينَها يخاله رحيقاً تُرويه به الحورُ النواعم،
ثم أشرقت على روحه المظلم أشعة الهدى من كتاب الله،
فنظر،
فماذا رأى ؟.
رأى ماضيه الصوفي شيطان كفر مارد يغتال إيمانه،
وشركٍ يعصف بالرمق الشاحب من توحيده،
فيا حَرَّ قلباه !!
كان الفتى اليتيم الروح يأمل أن يمشي على الماء،
وأن يُحلِّق بجناحيه فوق قبة النجوم،
وأن يتحد بالروح الإلهي الأعظم،
وأن يهتك – كالشهاب الثاقب – حُجُبَ "السَّويَّة والغَيْريَّة" ( 1 )
ليشهد حقيقة الوحدة الكبرى، وحدة الوجود، ويسعد بها،
وقد تحققت في ذاته!!
كان يأمل ذلك كله،
فبكل هذه الأساطير المجوسية وعدته الصوفية.
ولكن !!
وآهٍ مما بعده من أدمعٍ وجراح!!.
أمَّلت أن أمشي على الماء،
فكانت الـحُمَمُ المدمدماتُ من سقر!!
أملت أن أحلق بجناحيَّ فوق الأفق،
فإذا هي مأساة المشرك التي قصها الله في كتابه
{ ومن يشرك بالله،
فكأنما خرَّ من السماء، فتخطفه الطيرُ ،
أو تَهْوي به الريح في مكان سحيق } .
فمِن ذروة القمة الحالمِة الخيال هويت
– يدُكُّني الصخر الأصَمُّ الناتئ-
إلى غَوْرٍ سحيق سحيق!!.
وهنالك على الصخور الحدباء بقيت منى أشلاء متأثرة،
تروى لك عبرتي الحزينة المفجوعة!!.
وهنا في القلب الدامي جراحٌ نازفةٌ
تنوح بين يديك بمأساتي الدامية!!.
أمَّلت الاتحاد بالروح الإلهي،
فلم أجد غير الشيطان ينفث في دمي فتونَه،
أملت شهود الوحدة الكبرى!!
وآهٍ من هذه الأسطورة الناعسة الفتنة، المكحولة الآثام!!
فقد وعدتني الصوفية
أن هذه الأسطورة ستجعل مني إلهاً ثائر الرغبات،
عاصف الشهوات،
يَجمَحُ به هواه إلى امتهان ألوهيته
في سبيل هذه الرِّغاب التي تشهَّاها الحرمان
من شاعر ظامئ الجسد.
آه يا يوم التلاقي ليتني كـــنت إلهاً
لأبحــتُ الناسَ للناسِ خدوداً وشفاهاً
وعدتني بالربوبية تتجلى فيَّ بصورة بشرية،
فأصرف الوجودَ بقدري القاهر،
وقضائي الذي لا مردَّ له،
وأسخِّر السماء والأرض، والعواصف والجن، والملائك والحور،
أسخرهم لصَبَوَاتِ شبابي، ونزوات هواي!!.
ألم يبح كاهن الصوفية التلمساني في دينه الأم والأخت،
ويرمي من يحرمهما على الابن والأخ بأنه محجوب ؟! ( 2 )
ألم يؤكد طاغوت الصوفية الأكبر "ابن عربي" ( 3 )
أن الرب الأعظم
غانيةٌ هَلوكٌ تحترق الشفاهُ على ثغرها قبلاً دنسة ملتهبة!!
وأن هذا الرب لا يبلغ كمال تجليه الأعظم
إلا حين يتجسد في صورة أنثى
تجتاح أنوثَتَها خطيئةُ كل عِرْبيد في غيابة الليل!!
قد يتجلي هذا الرب في صورة مَلَك أو رجل،
بَيْدَ أن تَجلِّيه في صورةِ ماجنةٍ تُعْوِل بالشهوة ،
وتصرخ بالرغبة، وتَـتَـقَـتَّــ ل بالمفاتن، وتغازل بالإثم
– تجليه في تلك الصورة أحلى وأجمل، وأتم وأكمل!!.
إذ يتجلى في الرجل بصورة فاعل،
أما في المرأة فيتجلى في صورة فاعل وصورة منفعل،
وصورة فاعل منفعل معاً في مَجْلىً واحد !!. ( 4 )
تـثليث آخر!!
غير أن وراءه شهوة متمردة تَنْزُو به!!
عُذْرَاك إن جَمَحَت بي رغبتي في الذياد عن الحق
إلى ذكر خطايا صوفية، يَدْمى منها حتى الخزي،
وتثير الحياء في صفاقة وجه البَغِي!!
عُذْرَاك فإنما نجاهد لتدمير الطاغوت الأكبر،
وشيخ الصوفية يشكو منا إلى النيابة،
لأننا نكشف لهم ما افتراه الشيطان من أديان وثنية،
فَتَن بها الآبقين من الخَلْق، وسماهم لهم صوفية!!.
فمضى الكهان يبشرون بها على أنها توحيد
يشع منه وحده الحق، وإيمان سماوي الروح، عُذريُّ الحب،
فكان خطرها الناجم الداهم، هو القاصمة،
بل كانت أشد خطراً على المسلمين من المجوسية،
فهذه مُسْتَعْلِنةُ البَغْي لها من قلنسوتها آية.
أما الصوفية،
فبَسَماتٌ حلوة خَلُوب،
ونجاوى ناعمة شَفَّ رقَّتها عشق محروم،
ونغماتٌ عِذَابٌ آسرة،
وعمائم منتفخة كالبطون المُتخمة من الحرام،
ولِحىً بِيضٌ مُرْسَلَة على قلوب سود،
********************
( 1 ) اصطلاحان صوفيان مأخوذان من كلمتي "سوي وغير"
والصوفي الحق في دين الصوفية
من يوقن أنه لا "سوى ولا غير" أي يرى الكل عيناً واحدة!!
( 2 ) ص 177 ج1 مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية.
( 3 ) هو محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي مات سنة 638هـ
( 4 ) سيأتيك نصه بلفظه
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:17 AM
دين الصوفية
للصوفية مدد من كل نحلة ودين إلا دين الإسلام،
اللهم إلا حين نظن أن للباطل اللئيم مدداً من الحق الكريم،
وأن للكفر الدنس روحاً من الإيمان الطهور.
والصوفية نفسها تبرأ إلا من دين طواغيتها
مؤمنة بأنه هو الحق الخالص.
يقول التلمساني – وهو من كهان الصوفية-
"القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا " ( 1 )
وابن عربي يزعم أن رسول الله أعطاه كتاب فصوص الحكم
– وهو دين زندقته – وقال له:
"اخرج به إلى الناس ينتفعون به –
ويقول :
فحققت الأمنية كما حَدَّه لي رسول الله بلا زيادة ولا نقصان"
ثم يقول:
فمن الله، فاسمعوا ** إلى الله فارجعوا ( 2 )
على حين يذكر الحق وتاريخه الصادق
أن الصوفية تنتسب إلى كل نِحْلَة مارقة،
وتنتهب منها أخبث ما تدين به،
ثم تفتريه لنفسها، مؤمنة به،
وتحمل على الإيمان به كل فراشة تطيف بجحيمه،
وإلا فهل مِن الإسلام
أسطورة وحدة الوجود،
وخرافة وحدة الأديان ؟!
فتلك تزعم أن الله سبحانه عين خلقه،
عينهم في الذات والصفات والأسماء والأفعال،
تزعم أن واهب الحياة، وخالق الوجود
عين الصخر الأصم، والرمة العفنة!!
ووحدة الأديان تزعم أن كفر الكافر، وخطيئة الفاجر
عين إيمان المؤمن، وصالحة الناسك،
تزعم أن دين الخليل هو دين أبيه آزر،
وأن إيمان موسى عين كفر فرعون،
وأن وثنية أبي جهل عين توحيد محمد،
فكلٌّ رب الدين ورسوله!!
كلٌ تَعَـيُّـنٌ للذات الإلهية،
غير أنها سميت في تَعَـيُّـنٍ بمحمد، وفى أخر بأبي جهل،
وهيَ هيَ في مظهريها، أو اسميها!!
تزعم أن دين إبليس وإيمانه
عين دين أمين الوحي، وروح إيمانه،
بل زادت الخطيئة فجوراً،
فزعمت أن إبليس أعظم معرفة بآداب الحضرة الإلهية
من أمين الوحي، وأسمى مقاماً!!
أفمِن دين الإسلام هذه الخطايا الكافرة ؟!
********************
( 1 ) ص 145 جـ 1 مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
( 2 ) ص 4 فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:20 AM
افتراء على دين الله
ولكن ما بالي أسرف في الِحجاج؛
لأثبت ما ليس في حاجة إلى دليل يثبته،
بل ما الصوفية – نفسها – تقر مؤمنة به؟!
سلوها لم انتبذت من المسلمين مكاناً قصياً
تسمي فيه المدنسين برجسها صوفيين، لا مسلمين،
والاسمان متقابلان تقابل الظلام الجائر، والضوء الباهر؟
سلوها لم تمقت ما سمي به الله من يعبدونه على بصيرة،
وتَجْنَح إلى اسم ماله من دلالة إلا على كفر أو مذلة ؟
سلوها مَنْ هم كهان دينها، وأحبار طقوسها؟
سلوها لم تُورِّث أحقاد طواغيتها على الكتاب والسنة ؟
سلوها لم تفتن الأغرار عن دين الحق،
فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة،
تعني بالشريعة ما أوحاه الله إلى رسوله،
وبالأخرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية.
سلوها ، وسلوها ؟
ولكن لا تكدوا أنفسكم،
فهذا ابن عجيبة الفاطمي الهوى، الصوفي الدين
يلهمكم جواب ما عنه تسألون،
فإليكم ما افتراه:
"وأما واضع هذا العلم "يعني التصوف"
فهو النبي صلى الله عليه وسلم علمه الله بالوحي والإلهام،
فنزل جبريل أولاً بالشريعة فلما تقررت،
نزل ثانياً بالحقيقة،
فخص بها بعضاً دون بعض،
وأول من تكلم فيه، وأظهره سيدنا علي كرم الله وجهه،
وأخذه عنه الحسن البصري " ( 1 )
وإنها لفرية جائرة الإفك على رسول الله،
وبَهت له بجريمة ملعونة،
جريمة كتمان العلم، وأي علم ؟
إنه علم الحقيقة في دين الصوفية !!
أفيكتم الرسول الحق وعلمه ودلائله،
وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله
"من كتم علماً يعلمه الله إياه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار " ( 2 )
ثم وراء هذا البهتان اتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان،
ومعهم خيار الصحابة من السابقين،
بأنهم كانوا أنْضَاء ضلالة وجهالة
بما يعرج بالروح على محبة الله،
وراءه محاولة حقودٌ مصممة على تجريد الجماعة الإسلامية
من خيار سلفها وخيار خلفها من صفة الإيمان الحق.
وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها
بما تبهت به الصديقين والشهداء.
********************
( 1 ) ص 5 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة جـ 1 ط 1913م.
وفي قوله ذاك دليل الصلة الوثيقة بين الصوفية وبين الشيعة التي تؤله أئمتها
( 2 ) أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم وصححة من طريق أبي هريرة
وقال الترمذي: حسن صحيح.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:22 AM
وسيلة المعرفة عند الصوفية
ويدين الصوفية ببهتان آخر يدمغها بالمروق عن الإسلام،
ذلك هو اعتقادها أن الذوق الفردي ( 1 )
- لا الشرع، ولا العقل –
هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها.
معرفة الله وصفاته، وما يجب له ( 2 ) ،
فهو – أي الذوق – الذي يقوم حقائق الأشياء،
ويحكم عليها بالخيرية أو الشَّرية، بالحسن أو القبح،
بأنها حق أو باطل،
فلا جرم أن تدين الصوفية بعدد عديد من أرباب وآلهة،
ولا عجب أن ترى النِّحلة منها تعبد وثناً بغير ما تعبده به أخرى،
أو تخنع لصنم يكفر به سواها من النحل الصوفية،
لا عجب من ذلك كله،
ما دامت تجعل "الذوق" الفردي حاكماً وقيماً على المسميات وأسمائها،
فيضع للشيء معناه مرة، ثم ينسخه بنقيضه مرة أخرى.
هذه الحِدَّةُ في تَوتُّر التناقض
صبغة الصوفية دائماً في منطقها المخبول،
ولقد ضربت الصوفيين أهواء أحبارهم بالحيرة والفرقة،
فحالوا طرائق قدداً،
تُؤلِّه كل طريقة منها ما ارتضاه كاهنُها صنماً له،
وتعبده بما يفتريه هواه من خرافات!!
على حين يجمعهم على الوحدة هوى واحد، وغاية واحدة،
هي القضاء على الإسلام والجماعة الإسلامية.
وما إخالك يا سماحة الشيخ تمتري فيما ذكرته لك، فأنت به خبير،
وإلا ففيم هذه الشِّيَعُ المتطاحنة ( 3 ) وفيم هذه المشيخات المتنابذة،
كلما دخلت واحدة منها عليك لعنت أختها،
بل فيم هذه الحرب التي يثيرونها عليك في مكر دنيء ورياء ماكر؛
إذ جلست على عرشهم دون أن تكون لك قدم ثابتة في التصوف،
ودون أن تنصب شيخ طريقة من قبل؟!!
قلها صريحة الجرأة يا سماحة الشيخ،
يهب الله لك هداه، ومقام الصديقين،
وإنه للخير الذي تنشده نفس كل مؤمن.
*******************
( 1 ) يعني به الذوق الخاص بكل إنسان
( 2 ) لم نقل: وما يستحيل عليه.
لأن الصوفية تؤمن بأنه سبحانه يجب له كل شيء ، لأنه عين كل شيء،
فلا يستحيل عليه نقص ولا عجز
( 3 ) يقول رويم البغدادي: "لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإن اصطلحوا، هلكوا"
ص 181 طبقات الصوفية للسلمي،
فليتنافر المسلمون، وليتطاحنوا فهذا دين الصوفية.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:25 AM
الفصل الثاني
آلهة الصوفية
يفتري الصوفية – فمالهم من سجية غير ذلك –
أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب،
ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة،
ويصمون المسلمين بعمى البصيرة ( 1 ) ، وعَمَه العقل،
وخطل الفكر، وجمود العاطفة، وفساد الذوق،
وخمود جذوة الحياة في الشعور،
والإغراق العميق السحيق في المادية الصماء،
والجمود الأحمق على عبادة التاريخ،
وما زالت تلك دعواهم.
فما الرب الذي يعبدونه وإذا شئت إحكام الدقة،
فسلهم: ما الرب الذي اختلقوه، ثم عبدوه ؟
ناشدتك الله
– إن مسَّك فيما أقول وهم ريبة،
أو فتنك منهم عن الحق غزل ابتسامة،
أو ترنيمة عاشقة بتسبيحة أو دعاء،
ناشدتك الله إلا ما قرأت شيئاً من كتبهم،
لتعرف رب الصوفية الأعظم.
اقرأ من الفتوحات، أو الفصوص، أو ترجمان الأشواق،
أو عنقاء مغرب، أو مواقع النجوم، وكلها لابن عربي.
اقرأ من الإنسان الكامل للجيلي،
اقرأ من تائية ابن الفارض وشرحها للنابلسي أو القاشاني،
اقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر للشعراني،
اقرأ من الإبريز للدباغ،
اقرأ من كتاب الجواهر، والرماح وهما للتيجانية،
وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان،
بل اقرأ حتى مجموع الأوراد الذي يتعبدون به الآن
ودلائل الخيرات، "وأحزاب" الكهنة منهم في العشايا والأسحار.
إن الصوفية تنعت ابن عربي
بأنه "الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر" وتخر له ساجدة،
والجيلي بأنه "العارف الرباني والمعدن الصمداني"
وابن الفارض بأنه "سلطان العاشقين"
والشعراني بأنه "الهيكل الصمداني والقطب الرباني"
فما أدعوك إذن إلى تلاوة كتب
تنقم منها الصوفية دلائل الحق، وإشراق الهدى،
بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم،
وتباين أهوائهم، ويجلونها
– ولا أعدو الصدق إذا قلت يعبدونها –
ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد،
والمنبع السلسال لفيوض الربانية!!
فإن قرأت شيئاً من تلك الكتب،
فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله،
واقذف بنور الحق الإلهي على دياجير الباطل الصوفي،
وثـَمَّتَ يروعك، ويستفز الغِضابَ الثوائر من لعناتك
أن تجد الصوفية تدين برب يتجسد في أحقر الصور،
وتتعين "هُوِيَّتُه وإنِّيَّتُه ( 2 ) في أنتن الجيف،
وتتمثل حقيقته الوجودية صور أوهام في الذهن الكليل،
وظنون حيرى في الفكر الضليل، وتهاويل أسطورية في الخيال.
ألم تُؤَله الصوفية في دين كاهنها التلمساني
رِمَّة كلب تقزز من صديدها الدود ؟! ( 3 )
ومعذرة يا سماحة الشيخ،
فوالذي هدى المسلمين إلى دينه الحق، وأوجب الجهاد دونه،
ما قلت إلا الحق للحق، وما رميت إلا بالحق،
وإن شئت فمرحباً بموعد نلتقي فيه للمحاجة،
فاختر ما شئت من أمكنة،
وإن يكن قبة البدوي!!
وهاك من النصوص ما يكشف لك في جلاء عن معتقدات الصوفية،
وسأختار من النصوص ما لا يمكر به التأويل،
من كتب تتخذها الصوفية شرعة لها ومنهاجاً في الدين،
وتجعل أوثان مَنْ افتروها مطافات تستروح عندها – كما تزعم –
نسائم الجنة، وعبير الخلود، ورَوْح الله،
وتضرع إلى جلاميدها الصُّم
أن تهب للروح السكينة، وللقلب اليقين المطمئن،
وأن تمد الوجود بالحياة الفياضة بالخير واليُمْن والبركة،
وأن تكشف لعبادها حقيقة الربوبية والإلهية ليعرجوا إلى الاتحاد بها،
وترجو ما ينخر في عظامها من سوس،
وينهش لحومها من دود،
أن يصرف كهان الصوفية في أقدار الله،
وأن يجعل لهم السلطان على قضائه،
وأن يُحَلِّق بهم فوق الذرى السامقات
من أقداس الربانية !!
*******************
( 1 ) يقول نيــكلسون: "والصوفية لا يفتئون يعلنون أنهم أمة الله المختارة"
ص 117 الصوفية في الإسلام، ترجمة نور الدين شريبة.
( 2 ) الهوية عندهم هي الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
والإنية هي حقيقتها الظاهرة في مجاليها المتنوعة
( 3 ) مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق،
فقال له رفيق له – وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود - :
أهذا أيضاً هو ذات الله ؟ مشيراً إلى جثة الكلب.
فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شيء خارج عنها .
انظر 145 مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:27 AM
إله ابن الفارض ( 1 )
يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت.
بصيرورة العبد رباً، والمخلوق خلاقاً،
والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً،
وإذا شئت الحق في صريح من القول،
فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة،
تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها
بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله
في صور مادية، أو ذهنية،
فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً.
وكان وهما وظناً وخيالاً،
وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله،
عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛
لأنها هيَ هوَ في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد،
وكل ما يقترفه البغاة من خطايا،
وما تنهش الضاريات من لحوم، أو تعرق من عظام،
فهو فعل الرب الصوفي، وخطيئته وجرمه!!
وإخالك الآن تود لو تُسَوَّى بي الأرض،
أو تدهمني – على غِرةٍ صاعقة،
إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة
وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!
وما عليَّ – برحمة الله – مما تود،
ولن يمنعني عجبك في ذهوله
من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له
وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته،
فلعل يزول عجبك،
جَلَتْ في تجلِّيها الوجودَ لناظري ** ففي كلِّ مَرْئِيٍّ أرآها برؤيةِ
يزعم أن الذات الإلهية هتكت عنه حُجَبَ الغيرية،
وجَلَتْ له الحق المُغَيَّب،
فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها في كل مظاهر الوجود،
رأى هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه،
أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي، ومغاوره المظلمة،
رآه هو عين الله وماهيته، ورأى وجوده عين وجوده،
فما ثَمَّ من شيء عند ابن الفارض إلا وهو الله،
بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود
سوى وجود تلك الصور المادية،
أو الذهنية المنطبعة عن شيء متحقق، أو متَوهم، أو متخيل.
أما وقد نَعَق بهذا البهتان،
فليفترِ لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛
لهذا راح يزعم أنه بذاته اتحد بذات ربه،
فكانت الثنائية في الاسم،
وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود،
وأنه في جَلْوَة تلك الوحدة
يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله ذات الله وصفاته وأفعاله،
وعن هذا يعبر.
*******************
( 1 ) ابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين
الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ،
ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً،
لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم،
أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته،
حتى لا يكون لهم رياء معذرة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:28 AM
وأُشهِدتُ غَيبي، إذ بدت، فوجدتُني ** هنالك إياها بجلوةِ خلوتي
شهد "هوية" الوجود الإلهي، أو باطنَه، "إِنِّـيَّةَ" وجوده هو، أو ظاهره،
فلم يجد للرب وجوداً سوى وجوده
ولا لذاته كياناً متقوماً غير كيانه،
فهتف في جَذَل البُشْرَى: أنا الله!!
بَـيْد أنه خشي أن يتوهم أحد أن هذا الشهود وهم طارئ،
أو حال عارض أو صورة من حلم أسْبَل لها فكره وعينه،
خشي هذا، فقال:
ففي الصحوِ بعد المحوِ لم أكُ غَيرها** وذاتي بذاتي،إذ تَحَلـَّت، تَجَلـَّتِ
والصحو في دين الصوفية هو رجوع العارف إلى الإحساس
بعد سكرته بواردٍ قوي،
وفيه يشهد العارف المغايرة بين الذات الإلهية ومظاهرها أو صفاتها،
يشهد أن الكون ليس هو الذات الإلهية،
وإنما هو تجليات أسمائها وصفاتها، ومجال لأفعالها.
أما المحو في دينها فهو امِّحَاء الكثرة والغيرية،
والخَلْقية المتنوعة المتعددة. وفناء السَّوِيَّة،
وتجلي الوحدة المطلقة،
فيرى الصوفي الخلقَ عين الحق، والمربوبَ عينَ الرب.
فَثَمَّتَ إذن فرق عند الصوفية بين الصحو والمحو،
ولكن ابن الفارض أبى أن يؤمن بهذا الفرق المبتدع،
فهتك الستر، ومزق القناع؛
ليكشف لك في قول صريح عن حقيقة معتقد الصوفية،
ومضى مسرعاً يلهث؛
ليدرك فكرك قبل أن يؤمن بذلك الفرق بين الصحو وبين المحو!!
وليؤكد لك أنَّ دين الصوفية قائم من أول مرة
على الإيمان بأن الله سبحانه هو عين خلقه!!
على نفي كل مغايرة
– مطلقة، أو مقيدة، إضافية، أو نسبية –
بين الخالق والخلق،
سواء في ذلك حال الصوفي في الصحو،
وحاله في المحو،
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:30 AM
وهكذا صرح ابن الفارض في جرأة شَرُود
بما يرمز عنه سواه من منافقي الصوفية،
حين يَفْجؤهم برهان الحق،
ولذا يقول:
إلى كم أُوَاخي الستر،هاقد هتكتُه**وحَلُّ أَوَاخي الُحْجبِ في عقد بَيْعَتِي
يعني أنه عاهد الحق حين بايعه على أن يهتك كل ستر،
و يحل كل أنشوطة،
حتى يرى كل ذي بصر أن الله يتمثل دائماً في صور الخلق،
وتتعين ذاته بذواتهم!!
وتدبر هذه الصراحة الصارخة الجرأة في قول ابن الفارض:
"وذاتي بذاتي، إذ تَحَلَّت تَجَلَّتِ"
تدبر
تجد الزنديق، يأبى أن يثبت لربه ذاتاً،
ويتعالى أن يجعل وجوده هو فيض وجود ربه،
فلم يقل :"وذاتي بذاته" أو "ذاته بذاتي"
وإنما قال: ليحكم بالعدم الصوفي على رب الوجود الحق، وخالقه:
"وذاتي بذاتي"
فليس ثمت إلا ذاته هو في الحالين !!
ألا تحس الجحودَ طاغي البغي؟!
ما ثم عند ابن الفارض من رب، ولا مربوب.
إلا وهو ابن الفارض إنه الخلاق.
وإنه هو الوجود، وواهب الوجود،
وما الرب الأكبر إلا أثر من آثار قدرته،
أو جزئي تأئهٌ حيران من كُلِّيِّه!!
هذا دين ابن الفارض.
فبماذا تحكم عليه ؟!
فوصفي إذ لم تدع باثنين وصفُها ** وهيئتها – إذ واحدٌ نحن- هيئتي
يزعم أن كل ما وصف به الله نفسَه،
فالموصوف به على الحقيقة هو ابن الفارض؛
لأنه الوجود الإلهي الحق،
في أزليته، وأبديته، وديمومته، وسرمديته.
فإن دُعِيَتْ كنتُ المجيبَ، وإن أكُنْ**منادًى أجابت من دعاني، ولَبَّتِ
إن دعي الله أجاب ابن الفارض؛ لأنه عينه،
وإن دعي ابن الفارض لبى الله، لأنه اسمه ومسماه!
ولكن أتلمح الكبر جائر العُتُوِّ من ابن الفارض على خالقه ؟
إذ يزعم أنه إن دُعِيَ الرب،
فما يفعل ابن الفارض شيئاً سوى أن يجيب،
أما إذا دعي ابن الفارض،
فما يكفي الرب أن يجيب،
وإنما يهرول ملهوفاً إلى التلبية !!.
ما كفاه زعمه أنه الله،
فأكد أن الربَّ الأكبر ما هو إلا صورة شاحبة منه،
وظلٌّ حيران له !!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:32 AM
فقد رُفِعَتْ (1) تاء المخاطب بيننا**وفي رَفْعِها عن فُرْقَةِ الفَرْق رفعتي
الخطاب يستلزم الإثنينيَّة،
إذ لا بد له من طرفين متقابلين مُخَاطَب ومخاطِب،
ولهذا يكفر ابن الفارض بما يؤكده الخطاب في آيات الله،
أو في دعاء الداعي من دلالة على المغايرة بين المتخاطبين!!
وينفي صدور خطاب أو دعاء منه إلى "غَيْرٍ ما"
فما ثمَّ "غَيْرٌ" حتى يخاطبه، أو يدعوه!!.
فإذا ما صدر منه خطاب، أو دعاء إلى الله،
فلا تحسبن أنه يخاطب غيره؛
إذ الخطاب صادر منه إليه،
والدعاء متوجه به من نفسه إلى نفسه.
لقد كان يقول من قبل أن يُكشَف عنه الغطاء: أنت أنت،
فلما تجلَّت له الحقيقة صار يقول: "أنا أنا"
فما "أنت" تلك إلا "أنا" ذاتاً ووجوداً !!.
ويرى ابن الفارض
أن إثبات الربوبية الخلاقة وحدها لنفسه
شيء دون مقامه الأكبر،
فيفتري أن له الربوبية
بوحدانيتها وصفاتها وأسمائها وأفعالها،
بملكها وملكوتها، برحمانيتها وجبروتها،
بقدرتها القهارة، وعلمها المحيط الشامل،
بما أبدعت من خلق، ومنحت من حياة.
*******************
( 1 ) يصح أن يكون معناه أن الخطاب رفع بينه وبين غيره، لعدم وجود غير،
ويصح أن يكون معناه أن"الفتحة" من تاء الخطاب في مثل "خلقت" بفتح التاء
تحولت إلى ضمة وهي علامة رفع، فصارت "خلقت" بضم التاء لا فتحها
أي صارت تاء المخاطب بفتح الطاء عين تاء المتكلم
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:34 AM
ولا فَلَكٌ إلا ومن نور باطني به ** مَلَكٌ يَهْدِى الهدى بمشيئتي ( 1 )
ولا قَطْرَ إلا حَلَّ من فَيْض ظاهري ** به قطرةٌ عنها السحائبُ سَحَّتِ
ولولاي لم يُوجَد وجودٌ، ولم يكن ** شُهُودٌ، ولم تُعْهَد عهودٌ بذمـة
فلا حَيَّ إلا من حياتي حياتُه ** وطوعُ مرادي كلُّ نفسٍ مُريدةِ ( 2 )
فبماذا يحكم المؤمن على زنديق
يفتري أن ملكوت كل شيء بيده،
وأن الوجود كله قطرةُ فيضٍ من جوده ووجوده،
وأن الإرادة البشرية كلها طوع هواه.
وكلُّ الجهات الستِّ نحوي توجهت ** بما تَمَّ من نُسْكٍ وحٍج وعمرةِ
لها صلواتي بالمقام، أقيمها ** وأشهد فيها أنها ليَ صَلَّتِ
هذه الصلوات يقيمها النساك في قدس المحاريب،
وهذه الضراعات يتبتل بها القديسون،
وهذه الدعوات يتهجد بها العباد تحت سَجَواتِ الليل،
وهذه المناسك ينسكها الحجاج والمعتمرون.
إنها لا تُرْفَع في الحقيقة إلى الله،
وإنما تتوجه بها القلوب
إلى ابن الفارض رجاء رحمته، وابتغاء رضاه!.
وهؤلاء المصلون يولون وجوههم شطر المسجد الحرام.
إنهم يولونها شطر هيكل ابن الفارض.
وهذه النذور يحفد بها الملهوفون،
إنها قرابين العبودية منهم،
ويبتغون بها وجهَ ابن الفارض !
والله جل شأنه يقول:
( ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فَثَمَّ وجهُ الله)
غير أن ابن الفارض يرفع في وجه الحق باطلَه،
فيفتري أنه ما ثَمَّ إلا وجهه هو،
وأن الكونَ كله ما يُوَلِّي بجهاته الست وجهه إلا إليه!.
وذلك الرب الصوفي الهيمان في ملكوت ابن الفارض!
أيعيش عاطلاً بلا عمل ؟
أيخالِفُ عن أمر ابن الفارض؟
كلا
فقد أرغمه ابن الفارض على أن يرتسم خاشعَ الذل
في المعابد يصلي لابن الفارض، ويرجو رحمته.
أرأيت إلى سلطان العاشقين:
كيف يفتري في شعره الوثني
كل هذه الخطايا المجوسية ؟!
ويهفو ابن الفارض لاهث الأنفاث؛
ليفتري لك مرة أخرى.
أنه هو الله.
كلانا مُصَلٍ واحدٌ ساجدٌ إلى ** حقيقته بالجمع ( 3 ) في كل سجدةِ
ولكن لـ( كلانا ) هذه دلالتها الحتمية على وجود اثنين
أو تحقق وجودين يغاير أحدهما الآخر.
لهذا كَرَّ ابن الفارض يعدو في لهفة مجنونة؛
ليستدرك على "كلانا" بما ينسخ ما تُوهِمُهُ، فقال:
وما كان لي صلَّى سوايَ، ولم تكن**صلاتي لغيري في أدا كلِّ سجدةِ
*******************
( 1 ) يقول تعالى لنبيه الأعظم :
( إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء)
فجعل ابن الفارض نفسه أعظم من محمد، وقريناً مساوياً لله!!
( 2 ) أيقول هذه مسلم؟ إنها لله وحده،
فنسبها ابن الفارض إلى نفسه!!
( 3 ) الجمع عند الصوفية هو "شهود الحق "أي الله" بلا خلق.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:36 AM
عبادة الأنوثة
ولست أدري لمَ يُغْرَم الصوفية دائماً بنعوت المرأة يحملونها على ربهم،
فيزعمون أن ربهم يتجلى – غَزَلِيَّ الجمال –
في صورة أنثى عاشقة ملهوفة
تَـتَـقَـتَّل بفتون أنوثتها الهيم لحيوان يراودها عن نفسها.
إن هذا الإلحاحَ الجسدي في عبادة الأنوثة
يدفعنا إلى محاولة اكْتِنَاهِ ما يَعتلِجُ به من شعور
يتلظى بالنزوات الملتهبات والشهوات العرابيد؛
لتدرك علة ذلك التَّـمَجُّسِ الصوفي الذي يؤلِّه نار الجسد.
أترى حين استبد بالصوفية عشقُ الأنثى، ولوَّعهم بالحرمان،
أراقوا الغَزَل في هوى المعشوقة،
فلم تُنْد أنوثتُها منهم غليلاً،
ولم تُبِح لحمَها للنابِ الملهوف،
أتراهم حين احترقوا تَلَهفًا حتى إلى ظل أنثى مبذولة،
فلم ينالوا،
صوَّر لهم ما يَؤُجُّ في غرائزهم من سعير
أن الأنثى ليست – إذن – إلا ربًا
تعالت كبرياؤه وتسامى عرشه ؟
أم تراهم – والأنوثة تعاطيهم صَهباءَ إثمها –
أبوا إلا أن يترعوا الدِّنَّ كله، فراحوا يُـمِدُّونها في الغي،
فزعموا لها أن الحقيقة الإلهية ليست إلا أنثى مشتهاة مشتهاة،
وأن حقائق الوجود كله أنوثة
تشرب الشهوات خمر جسدها المُعَتَّق ؟!
يمثل ابن عربي الطائفة الأولى، وستأتيك أنباؤه،
أما ابن الفارض ( 1 ) فاسمع إليه يقول:
ففي النشأة الأولى تراءت لآدم ** بمظهر حواء قبل حكم البُنُوَّةِ
وتظهر للعشاق في كل مظهر ** من اللبسِ في أشكال حُسْنٍ بديعةِ
ففي مرة "لُبْنى" وأخرى "بثينة" ** وآونة تُدْعى"بِعَزَّة" عَزَّتِ
يزعم أن ربَّهُ ظهر لآدم في صورة حواء،
و"لِقَيْسٍ" في صورة "لُبنى" و "لجميل" في صورة "بثينة"
و "لِكُثَيِّر" في صورة "عَزَّة".
فما حواء البشر إلا الحقيقة الإلهية،
وما أولئك العشاق سَكِرَتْ على شفاههن خطايا القبل المحرمة،
وتهاوت بهن اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق،
ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية
تجسد في صور غَوَانٍ تطيش بهُدَاهُنَّ نَزْوَةٌ وَلْهَى،
أو نَشوةٌ سَكْرى،
أو رغبة تَتَلَظَّى في عين عاشق!!.
ويسرف ابن الفارض في توكيد أنوثة ربه،
وتجليه أبدا في صورة جسد امرأة يَزِلُّ بها موعد الليل، فيقول:
ولَسْنَ سواها، لا، ولا كُنَّ غيرها ** وما إنْ لها في حسنها من شريكةِ
خشي ابن الفارض أن يتوهم أحد في ربه
أنه يغاير حقيقتَه،أو تتباين صفاته،
وهو يتجلى مرة بعد مرة في صورة غانية،
أو أن يَظُنَّ أن هؤلاء الغانيات "لبنى، بثينة، عزة"
تغاير حقائقهن حقيقة ربه في شيء ما،
خشي ابن الفارض ذلك،
فاستدرك على الأوهام بما يحيلها يقيناً ثابتاً في أنوثة ربه،
فقال: " ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها"
وهكذا صدق فيهم قول الله :
( إن يدعون من دونه إلا إناثاً،
وإن يدعون إلا شيطاناً مَرِيداً )
ماذا يحدث للشباب المسلم، ومنه
لو أنه آمن بهذه الصوفية ؟!
فليفهم كل عاشق يطويه الليل على خاطئة
أنه حين يقترف الخطيئة مع أنثاه،
وتعربد في جسدها الرَّخْص أنيابُه وأظفاره،
ليفهم كل عاشق أن أنثاه هذه التي يعرق أنوثتها
ليست إلا رب الصوفية الأعظم !!.
وليُصَحِّحْ مؤرخو الأدب تاريخه،
فابن الفارض يؤكد أن أولئك العشاق "قيس، جميل، كثير"
وكل شعراء العشق لم يُريقوا خمور الغزل
إلا للذات الإلهية
متجسدة في صور عشيقاتهن القواتل !!.
أَوَعَيْت إذن علة إطلاق الصوفية على أربابهم أسماء نسوة ( 2 )
جُلُّهن عواطل من الفضيلة،
عوارٍ عن الشرف ؟!
وعلة عبادتهم لأجساد تلظى فيها الشيطان،
وعربد بخطاياه ؟
ذلك لأن كهان الصوفية أوحوا إليهم
أن أربابهم تتجلى دائماً في صور إناث
تَجَرَّدْنَ لخطايا العشق،
وآثام الليل في حانِ الغرام !!.
ومعذرة إلى من يقرءون للهدى
عما أثرته في نفوسهم من غثيان
بذكر هذا القيء القذر من الكفر الصوفي،
وعما يحسونه بنقل تلك الأبيات
من حَرَجٍ تختنق فيه العاطفة ...
******************
( 1 ) يصور لنا أحد أتباع ابن الفارض لوناً من ألوان مجون سلطان العاشقين فيقول:
"دفع إليَّ دارهم، وقال: اشتر لنا بها شيئاً للأكل، فاشتريت ومشينا إلى الساحل،
فنزلنا في مركب، حتى طلع البهنسا، فطرق باباً، فنزل شخص فقال: بسم الله،
وطلع الشيخ، فطلعت معه، وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف والشبابات، وهم يغنون له،
فرقص الشيخ إلى أن انتهى، وفرغ ونزلنا، وسافرنا حتى جئنا إلى مصر،
فبقي في نفسي شيء،
فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب،
فقال له: يا سيدي فلانة ماتت – وذكر واحدة من أولئك الجواري – فقال: اطلبوا الدلال،
وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها، ثم أمسك أذني،
فقال: لا تنكر على الفقراء !!"
ص 319 جـ 4 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني طبع الهند 1230هـ.
هذا هو ابن الفارض القديس يرقص ويغني والنسوة يرقصن معه ويضربن له الدفوف!!
ومع هذا يحرِّم على تابعه أن ينتقده!!
وهكذا كل الشيوخ
( 2 ) أنصت إلى المنشدين اليوم في حلق الرقص الصوفي أو الذكر كما يزعمون
تجدهم يرقصون الذاكرين على مناجاة "ليلى وسعاد" وغيرهما!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:39 AM
لمن كان سجود الملائكة ؟
ولا يمل ابن الفارض من تكرار إفكه الوثني
يزعم فيه أنه هو الله،
فيضيف إليه أنه عين رسل الله أيضاً،
وعين آدم الأب الأول للبشرية،
وعين الملائكة الذين سجدوا لآدم.
وفيَّ شهدتُ الساجدين لِمَظْهَري (1) ** فَحَقَّقْتُ أني كنتُ آدمَ سَجْدتي
وإليك شرح القاشاني – وهو كاهن صوفي – لهذا البيت:
"أي عاينت في نفسي الملائكة الساجدين لمظهري،
فعلمت حقيقةً أني كنت في سجدتي آدم تلك السجدة،
وأن الملائكة يسجدون لي – والملائكة صفة من صفاتي ( 2 ) ،
فالساجد صفة مني تسجد لذاتي" ( 3 )
أرأيت إلى شرح القاشاني؟
لقد نقلته لك بلفظه مثلا لما يشرح به الصوفية أساطير دينهم؛
لتؤمن أنى لم أمِلْ مع الهوى
فيما شرحت لك به أبيات ابن الفارض،
وأظنني ما بلغت مبلغ القاشاني في الشرح،
فهو صوفي يدين بالتائية.
وحسبنا هذا من سلطان عشاق الصوفية !!
******************
( 1 ) يعني به آدم عليه السلام، فهو في دينه تجسد للذات الإلهية التي هي ابن الفارض
( 2 ) فسرالملائكة بأنها صفات، ليتقي القول بالغيرية والتعدد،ولكيلا يعترض عليه بمثل هذا:
ما دمت تتحدث عن ساجدين وعن مسجود له فقد قلت بذوات كثيرة، وأغيار عديدة..
لا يعترض عليه بمثل هذا
لأنه يزعم أن الملائكة ليست ذوات. وإنما هي صفات للذات الإلهية
والصفات عنده عين الذات،
فلا تعدد، ولا غيرية !!
( 3 ) ص 89 جـ 2 كشف الوجوه الغر على هامش شرح الديوان طبع 1310هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:41 AM
إله ابن عربي
أما هذا الطاغوت الأكبر،
فقد افترى للصوفية رباً عجيباً
يجمع بين النقيضين المُتَوتِّرَيْن في ذاته،
وبين الضدين الحقيقيين في صفاته،
فهو الوجود الحق، وهو العدم الصرف،
هو الخلاق، وهو المخلوق،
هو عين كل كائن، وصفاته
عين صفات كل موجود وكل معدوم،
هو الحق الكريم والباطل اللئيم،
هو الفكرة العبقرية، والخرافة الحمقاء،
هو الخاطرة الملهمَة، والوهم الذاهل، والخيال الحيران،
والمستحيل الذي لا يتصور فيه العقل أبداً
أن يخطر حتى مرة واحدة في بال الإمكان،
والممكن الذي يرى فيه الفكر أجلى معاني الإمكان،
والذي لا يتوهم فيه العقل وهم استحالة.
هو المؤمن، وهو الكافر،
هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية.
هو الجماد الغليظ،
وهو الحيوان ذو المشاعر المرهفة، والحساسية المتوقدة،
هو الملاك الساجد تحت العرش،
وهو الشيطان الذي يصطرخ في سقر،
هو القديس الناسك يذوب قلبه في دموع التسابيح،
وهو العِربيد يضج الماخور من بغي خطاياه،
هو الراهبة التي تحيا على محبة الله وتقواه ،
وهو الغانية التي تحيا للجسد المبذول ، وتعيش على ثمنه ،
هو النور يغمر الوجود بمباهجه،
وهو الظلام موَّار الكهوف بالفزع والرهبة،
تلك هي بعض ذاتيات رب ابن عربي،
وبعض خصائص الإله الصوفي !!.
ولهذا يؤمن الطاغوت
بأن اليهود عُبَّاد العجل ناجون،
بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية،
لم ينعم موسى ولا [ هارون ] بلمحة من تجلياته،
ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة له!!
لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية كموسى،
وإنما عبدوا الرب متجلياً في صورة عجل،
فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه [ هارون ]،
وهو أن الذات الإلهية لا تُعبد
إلا حين تتجلى في صور خَلْقِيَّة!!.
ويؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام،
ويمجد صدق إيمانهم وإخلاص توحيدهم،
يؤمن بالصابئة عباداً يوحدون الله، ويخلصون له الدين،
يؤمن بسمو إيمان الذين عبدوا ثلاثة آلهة
غير أنه يعيب عليهم قصورهم عن إدراك الحقيقة كاملة؛
إذ عبدوا الله في ثلاثة أقانيم،
على حين كان الواجب أن يعبدوه في كل شيء،
فليس الرب عنده هو تلك الأقانيم فحسب،
وإنما هو عين ما يُرى أو يُحَس،
فأصحاب الثالوث عنده مخطئون؛
لأنهم عبدوا بعض مظاهر الرب،
أو بعض تَعَيُّناته وكان واجباً أن يعبدوه في الكل؛
لأنه هو ذلك الكل فيما ظهر منه، وفيما بطن!! ( 1 )
******************
( 1 ) اقرأ الفص "العيسوي" و "المحمدي" من فصوص الحكم لابن عربي .
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:42 AM
ربوبية كل شيء
واسمع إليه يؤكد لك أن كل شيء هو الله سبحانه :
" سبحان من أظهر الأشياء، وهو عَيْنُها " ( 1 )
"إن العارف من يرى الحق (الله) في كل شيء
، بل يراه عين كل شيء " ( 2 )
وكلمة "شيء" في دين الطاغوت
تُطْلَق حتى على الصور الذهنية والوهمية وعلى العدميات،
فوق إطلاقها على كل موجود
له كيانه المادي المستقل المتقوم بذاتياته وخصائصه.
فابن عربي كما ترى أصرح الدعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو كاهنها الأكبر!!.
******************
( 1 ) ص 604 جـ2 الفتوحات المكية لابن عربي.
( 2 ) ص 374 فصوص بشرح بالي،
ص 382 بشرح قاشاني،
ص 192 جـ1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:49 AM
الربُّ إنسان كبير
واسمع إليه يحكم على ربه
بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق،
حتى بما فيهم من نقص و عجز و حمق و جهالة،
ويُحَدَّ بما يُحَدُّ به كلُّ كائن على حدة:
"فما يُحَدُّ شيء إلا وهو حَدُّ الحق، ( 1 )
فهو الساري في مُسمى المخلوقات والمبدَعات
فهو الشاهد من الشاهد،
والمشهودُ من المشهود،
فالعالم صورته،
وهو روح العالم المدبر له،
فهو الإنسان الكبير " ( 2 )
******************
( 1 ) والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرَّفت الصنم مثلا بحد ما،
فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه .
( 2 ) ص 111 فصوص الحكم ط الحلبي.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:50 AM
الرب هو صور العالم
واسمع إليه يؤكد لك أن ربه هو كل ما ترى من صور العالم:
"هي ظاهر الحق؛ إذ هو الظاهر،
وهو باطنها؛ إذ هو الباطن،
وهو الأول؛ إذ كان، ولا هي،
وهو الآخر؛ إذ كان عينَها عند ظهورها ( 1 ) "
وتدبر تعريف ابن عربي لربه بقوله:
"هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره،
وما ثَمَّ من يراه غيره ،( 2 )
وما ثم من يبطن عنه،
فهو ظاهر لنفسه، باطن عنه،
وهو المسمى أبا سعيد الخراز ( 3 ) ،
وغير ذلك من أسماء المرئيات " ( 4 )
والعارف الحق بالله عند ابن عربي هو من يرى
"سريان الحق (الله) في الصور الطبيعية والعنصرية،
وما بقيت له صورة
إلا ويرى عينَ الحق فيها " ( 5 )
******************
( 1 ) ص 112 فصوص ط الحلبي
( 2 ) يعني أنك إذا رأيت إنساناً، أو حجراً، فقد رأيت الرب الصوفي،
بل الرائي والمرئي هما عين ذلك الرب .
( 3 ) هو أحمد بن عيسى ممن تكلم في الفناء الصوفي توفي سنة 279
( 4 ) ص 77 جـ 1 فصوص ط الحلبي
( 5 ) ص 181 المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:53 AM
صفات الرب صفات الخلق
ويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل،
والنقص المشين، والسفه والحماقة،
وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة.
فيقول :
"ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدَثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص، وبصفات الذم ؟!
ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها
– وكلها حقٌّ له –
كما هي صفات المحدَثات حق للحق " ( 1 ) .
لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان
أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً،
أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك.
خشي هذا،
فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله:
"كما هي صفات المحدثات حق للحق
" فلا تتوهم مجازاً مَّا فيما يحكم به ابن عربي على ربه،
أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز.
ومحاه عن الأخرى بقوله:
"وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية،
وسواها مما هو من صفات الله وحد – حق له"،
أي للمخلوق،
فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة
لا على المجاز!!
ذاك دين ابن عربي.
******************
( 1 ) ص 80 فصوص ، راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:55 AM
رب الصوفية وجود وعدم
ورب الصوفية في دين ابن عربي
يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية
"فالعَليُّ لنفسه،
هو الذي يكون له الكمال
الذي يستغرِق به جميعَ الأمور الوجودية، والنسب العدمية،
بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها
وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً،
وليس ذلك إلا لمسمَّى الله تعالى خاصة " ( 1 )
فأي رب هذا
الذي يبعثه وجود ، ويفنيه عدم ؟
أي رب هذا
الذي يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف ؟
لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة،
فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف ؟!
******************
( 1 ) ص 79 فصوص
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:57 AM
كلُّ شيءٍ ربٌ للصوفية
لقد كفرت الصابئة؛ لأنهم عبدوا الكواكب،
وكفرت اليهود؛ لأنهم عبدوا العجل،
وكفرت النصارى؛ لأنهم عبدوا ثلاثة أقانيم،
وكفرت الجاهلية؛ لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم،
لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال،
كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة.
فماذا تقول في الصوفية،
أو بماذا تحكم عليها،
وهي تدعو إلى عبادة كل شيء ؟!
ألا يقول الجيلي :
"إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شيء،
إلا ويُعْبَد ذلك الشيء،
وقد ظهر في ذرات الوجود ؟! " ( 1 )
ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله :
"والعارف المكمَّل
من رأى كلَّ معبود مَجْلى للحق يُعْبَد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهاً،
مع اسمه الخاص بحجر،
أو شجر، أو حيوان،
أو إنسان، أو كوكب، أو ملك" ( 2 ) .
فهل تراني جَنَحْتُ إلى غُلُوٍّ مّا حين قلت لك:
إن الصوفية استمدت من كل كفر،
ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل،
فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها،
وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين ؟!.
ألا ترى ابن عربي حَفِيَّ القلب والشعور والعاطفة
بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية"
وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية"
وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة"
وبعبادة الكوكب والمَلَك "أي آلهة الصابئة" ؟!.
فالصوفية هي كل ذلك الكفر،
ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه
ومن خلفه ومن قُدَّامه
كفرها الخاص بها !!
وفيما ذكر ابن عربي
ما يثبِّت اليقين في قلبك بما أقول.
******************
( 1 ) ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي
( 2 ) ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدَّد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل،
فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك،
يعني الصابئة واليهود والنصارى والذين أشركوا.
وصوَّب عبادتهم،
إذ كل ما عبدوه في دينه ليس إلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:59 AM
التَّجَسُّد في النساء
وكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي،
بيْدَ أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له،
وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.
وإليك نصاً واحداً من فصوصه
يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى :
"ولما أحب الرجلُ المرأةَ، طلب الوصلة ( 1 ) ،
أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح ( 2 )
ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها،
ولذلك أُمِر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة،
كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة،
فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره،
فطهَّره بالغسل ( 3 ) ؛
ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه،
إذ لا يكون إلا ذلك،
فإذا شاهد الرجلُ الحقَّ ( 4 ) في المرأة،
كان شهوداً في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه –
شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه،
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة،
فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛
فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛
لكمال شهود الحق فيهن ( 5 )
إذ لا يُشاهَد الحقُّ مُجَرَّداً عن المواد أبداً،
فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله،
وأعظم الوصلة النكاح ( 6 )
وتستطيع أن تلخص،
وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله.
إنه يعتقد أن رب الصوفية
يتجلى أعظم تجلٍّ له في صورة أنثى
يهصر جسدها المستسلم حيوانٌ ثائر الجسد.
يعتقد أن العاشقَيْن ينتهبان خطايا الليل،
هما رب الصوفية!!
ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم
أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي
ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة !!
فما استغرقوا في اللذة بأنثى،
بل بالرب المتجسد الخطايا
في أنوثة عصفت بها الرذيلة !!
ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة
إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية،
فيؤكد لنا :
أن الرب الصوفي شيء مادي،
وأنه لا يُرى أبداً إلا في مادة !!
هذه هي روحانية الصوفية يا من تذودون عنها !!
روحانية يفتري كاهنها الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول :
"لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً"
ويقول:
"وهو من حيث الوجود عين الموجودات،
فالمسمى مُحْدَثات هي العلية لذاتها،
وليست إلا هو" ( 7 )
وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك
على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية،
فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها !!
أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا،
فنكأت لك الجراح،
أم تراها تخزك لما ظلمت به مَنْ يود لك الخير، ويدعوك إليه،
ولأنك في مكانك هذا
تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك ؟!
******************
( 1 ) يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى
( 2 ) يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده.
لا يريد الزواج بل شيئاً آخر
( 3 ) يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة،
على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!
( 4 ) الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!
( 5 ) يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء
هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته،
ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!
( 6 ) ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي،
ص 437 استامبول بشرح القاشاني،
ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ .
( 7 ) ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:01 AM
التجسد المسيحي، والتجسد الصوفي
وتلوذ بي عاطفة من إشفاق
تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر،
غير أنني أود تذكير الشيخ
بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها،
وقداسة الروحانية فيها،
فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛
بعبادة ثلاثة آلهة!!
إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية
أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة،
فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شيء
وإنما اختارت جسداً طيباً طاهراً،
شرف الله صاحبه بالرسالة،
وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!!
ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد،
وغضب الأبد،
وسعير جهنم يصلونها،
وبئس المصير.
أما شيخكم الأكبر،
فقد هوى به الكفر،
أو هوى هو بالكفر،
إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة،
وانحدر به إلى كل منحدر،
فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس،
آمن بتجسد ربه في الجيف،
وفي الأوثان،
وعجل السامري،
وفرعون موسى،
ثم هَفَتْ به غُلْمَتُهُ الآثمة،
فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة
تعبد رباً تتلظى غرائزه،
وتتسعر شهواته، وتشتهى مفاتنه
حين يتجسد في أنثى
طاحت بها نزواتها لقًى
تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة !!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:02 AM
لماذا عبَدَ ابن عربي المرأة ؟
إن كبريتكم الأحمر هذا أحب امرأة ذات مرة،
هي ابنة الشيخ مكين الدين.
وأين ؟ في مكة !!.
وهفا العاشق يتلمس جسد المرأة، وسبيل أنيابه إليها،
راح يتوسل إليها أن تتجرد له،
وأن تبيح قدس عرضها لخطيئته،
فأبت العذراء،
يتلهب حياؤها كرامة أن يلغ في شرفها ذئب!!.
لقد أرادته للقلب الطاهر، وأرادها هو للجسد الثائر،
أرادته للطهر والمعبد وأرادها هو للدنس والماخور،
فتمنعت الفتاة عن نابه الطحون،
فنظم فيها ديوانَه "ترجمان الأشواق"
قُرْبَاناً من شهواته إلى جسدها الفوَّاح العطر والفتنة،
لعلها تنحدر معه إلى الهاوية،
فتهب له من جسدها مضغة،
أو مِنْ دمها رشْفَةً،
فذادته الفتاةُ عن حَرَم مخدعها الوَرديِّ،
ولَجَّت في إبائها النبيل الكريم،
وأبت إلا أن تكون عذراء متألقة العرض،
روحانية العاطفة، مُمَنَّعَةَ العفة والشرف،
ترى،
هل أراب اليأسُ منها عشقَ ابن عربي ؟
كلا،
فقد استغرق نفسَه، ووجودَه،
وملأ عليه دنياه فتنة ولهفة وقلقاً عاصفاً،
فلم يَعْرُه اليأس، ولا مَسَّ لهبَه خمودٌ،
فعاد إلى ديوانه يشرحه بدين الصوفية،
يؤكد لهذه الجميلة النافرة الأبيَّة
أنها هي الرب
متجسداً في صورة أنثى جميلة،
وأنه ما أحبَّها إلا لأنها أجمل تعيُّنات الحقيقة الإلهية،
وأنه – إذ يتَشَهَّاها –
فإنما يتشهى فيها أنوثة ربه، وجسده الفائر!!
فأبت المرأة إلا أن تكون أنثى شريفة،
لا ربَّاً صوفياً يحتسي الآثام !!
ومضى ابن عربي وراء الأسطورة
موغلا في التيه الموحش، والدغل الرهيب،
مضى وراءها يمجدها، ويهتف بها
حتى صارت الأسطورة حقيقة صوفية صريحة،
منحها ابن عربي وجوداً حياً صريحاً،
وأمدَّها مثله الأحبار الزنادقة معه ومن بعده
وهكذا تغزل الصوفية في "ليلى وبثينة وسعاد" !!
وتسائلهم،
فيزمون الشفاه تهكما من حماقة جهلك!!
ويرمقونك بالنظر الشَّزْر،
وكأنما يقولون لك: مسكين!!
ما زال يجهل أن ربنا أنثى جميلة !!
ضليل !!
لم يهتد إلى أن الغانية اللعوب الهَلُوك
هي الأفق الأعظم لتجليات الربوبية والإلهية،
وإلى أن جسدها المنْهُومَ الجائع إلى الآثام
جسدُ ربنا الأعظم !!
وأنها هي هو
جسداً فاتنا،
ورذيلة سوداء!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:04 AM
فقر الإله الصوفي إلى الخلق
الله سبحانه يقول:
( يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
والله هو الغني الحميد)
غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق.
فقير إليهم في وجوده
فقير إليهم في علمه،
فقير إليهم في بقائه،
فقير إليهم في طعامه وشرابه،
فقير إليهم في كل شيء يهب له الظهور بعد الخفاء،
والوجود بعد العدم،
ويحول بينه، وبين الفناء.
يقول ابن عربي:
"فوجودنا وجوده،
ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا،
وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه"
ويقول :
"فأنت غذاؤه بالأحكام ( 1 )
وهو غذاؤك بالوجود،
فتعيَّن عليه ما تعيَّن عليك،
والأمر منه إليك، ومنك إليه،
غير أنك تسمَّى : مكلَّفاً،
وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك،
وبما أنت عليه – ولا يُسمَّى مكلفاً.
فيحمدُني، وأحمدُهُ *** ويعبدُني وأعبدُهُ ( 2 )
ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي،
وبه يدين أقطابها،
وله يسجدون !!
******************
( 1 ) أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله،
فلولاك ما سُمي ولا وُصف، ولا حُكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته
( 2 ) ص 83جـ 1 فصوص ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:05 AM
إله الجيلي ( 1 )
وهذا الكاهن الوثني الأكبر
يدين بدين صنميه ابن الفارض وابن عربي،
غير أن اللون الفاضح الصارخ في زندقته
هو اعتقاده أن الله ما هو إلا إنسان كامل ( 2 ) ،
وأن الإنسان الكامل ما هو إلا الرب الأكبر
الجامع بين الحق والخلق في وحدة،
ولقد سبقه بهذا الإلحاد ابن عربي،
ولكن الجيلي كان حَفِيَّاً به أكثر،
مديراً حول محوره زندقته،
ولقد رأى الجيلي ألا يمن بهذه المرتبة على أحد قبله،
فمضى يؤكد القول أن إنسانيته
هي أفق الربوبية والألوهية الأسمى.
******************
( 1 ) هو عبد الكريم بن إبراهيم الجيلاني أو الجيلي توفي نحو 830هـ
( 2 ) يقول الكمشخانلي:"الإنسان الكامل المتحقق بحقيقة البرزخية الكبرى
عين الله وعين العالم"
ص 111 جامع الأصول في الأولياء
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:07 AM
ادعاء الجيلي الربوبية العظمى
"لي الملكُ في الدارينِ،لم أرَ فيهما ** سوايَ، فأرجو فضلَه،أو فأخشاهُ
وقد حُزْتُ أنواعَ الكمالِ، وإنني ** جمالُ جلالِ الكل،ما أنا إلا هو"
هذا قول الجيلي.
والله يقول :
{ ولله ملك السموات والأرض
والله على كل شيء قدير }
ولكن الجيلي يفتري أن له وحده ملك الدنيا والآخرة
وأنه ليس للوجود رب سواه،
ولا ليوم الدين ملك غيره،
وأنه الغني بذاته،
فلا تنفح قلبه رغبةٌ في نعمة من أحد؛ لأنه الوهَّاب للنعم.
ولا تلفح نفسه رهبةٌ من سلطان؛ لأنه ملك الكل ومالكهم !!
ولم يكتف الجيلي بهذا،
بل مضى يعدِّد أنواع الخلق،
وصور الوجود المادي والحسي والروحي والمعنوي؛
ليزعم بعدها أنه هو عينها ذاتاً ووجوداً،
فلا يتوهم واهم أن شيئاً ما في الوجود يغاير الجيلي،
أو يخرج عن حقيقة ذاته،
فقال:
"فمهما ترى من معدنٍ ونباتِهِ ** وحَيْوانهِ معْ إنسهِ وسجاياهُ
ومهما ترى من أبحرٍ وقفارِهِ ** ومن شجرٍ، أو شاهقٍ طالَ أعلاهُ
ومهما ترى من صورةٍ معنويةٍ ** ومن مَشْهدٍ للعينِ طابَ مُحَيَّاهُ
ومهما ترى من هيئة مَلَكِيَّةٍ ** ومن منظرٍ إبليسُ قد كانَ معناهُ
ومهما ترى من شهوةٍ بشريةٍ ** لِطَبْعٍ، وإيثارٍ لحقٍ تعاطاهُ
ومهما ترى من عرشهِ ومحيطهِ ** وكرسيهِ، أو رَفْرَفٍ عَزَّ مَجْلاهُ
فإنِّيَ ذاكَ الكلُّ، والكلُّ مَشْهَدي** أنا المُتَجَلِّي في حقيقته، لا هُو
وإنيَ ربٌّ للأنامِ وسيدٌ ** جميعُ الورى إِسمٌ، وذاتي مُسَمَّاهُ ( 1 )
أرأيت إلى الجيلي بأية وثنية ينعق؟
وبأية مجوسية يدين؟
أرأيت إليه في قوله:
"أنا المتجلي في حقيقته لا هو ؟"
يا للجيلي!!
يحكم على الوجود الحق بالعدم الصرف !!
أرأيت إليه في زعمه أنه "رب للأنام وسيد" ؟!
أرأيت إليه – وقد جُنَّت شهوة الزندقة فيه –
يفتري أن الشهوات أحدى مُقَوِّمات الوجود الإلهي،
وأنها في دنسها عين وجوده ؟!
وأن إبليس في غَيِّه وتمرده
هو عين الرب الأعظم ؟!
وأن كل اسم في الوجود هو اسم الله سبحانه،
لأنه عين كل مسمى.
وأن كل صفة لكائن ما، هي لله صفة،
لأنه عين الموصوف بها ؟
فعلامَ يدل كل هذا، أو أثارة واحدة منه؟
وإن تعجب، فعجب تقديس الصوفية للجيلي،
وتبرئة ساحته مما يحكم به الحق والعدل عليه!!
إنها محاولة الرياء الجبان انهتك ستره،
فيلوذ بالبراءة حتى من نفسه،
لتسنح له الفرصة مرة أخرى،
فيجهز على الضحية.
إن تلك الزندقة الجيلية يتوارثها صوفي عن صوفي،
فحق عليهم قول الله :
{ أتَوَاصَوْا به ؟!
بل هم قومٌ طاغون }.
كيف يجعله الصوفية قطباً
عرجت روحه إلى الحق تستلهمه الوحي،
وهو القائل ؟!:
"لي الملكُ والملكوتُ نَسْجي وصنعتي
لي الغيبُ. والجبروتُ منِّي منشاهُ"( 2 )
******************
( 1 ) ص 32 وما بعدها جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ
( 2 ) ص 23 جـ1 الإنسان الكامل
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:08 AM
رب الصوفية نقيضان وضدان
دانت الصوفية كما رأيت برب هو عين كل شيء،
وعين كل ما يطيف بالذهن من صور،
ومن الأشياء ضدان، ومن الصور نقيضان،
ورغم هذا لم يحجم الصوفية عن وصف ربهم
بأنه يجمع في ذاته بين الشيء وضده،
وبين الصفة ونقيضها.
يقول الجيلي:
"اعلم أن الله تعالى لما خلق النفس المحمدية من ذاته
– وذات الحق جامعة للضدين –
خلق الملائكة العالمين
من حيث صفات الجمال والنور والهدى من نفس محمد،
وخلق إبليس وأتباعه
من حيث صفات الجلال والظلمة من نفس محمد"(1)
ويقول :
"اعلم أن الوجود والعدم متقابلان وفلَك الألوهية محيط بهما؛
لأن الألوهية تجمع الضدين من القديم والحديث،
والحق والخلق والوجود والعدم،
فيظهر فيها الواجب مستحيلاً بعد ظهوره واجباً ،
ويظهر فيها المستحيل واجباً بعد ظهوره فيها مستحيلاً،
ويظهر الحق فيها بصورة الخلق ( 2 )
ويظهر الخلق بصورة الحق " ( 3 )
"الألوهية في نفسها تقتضي شمول النقيضين وجمع الضدين" ( 4 )
"تجمعتِ الأضدادُ في واحدِ البَهَا * وفيهِ تلاشت فَهْو عنهنَّ ساطعُ (5)
هذا ربٌ عجيب
لم يبتدعه غير خيال الصوفية المخبول.
ربٌ موجود معدوم
واجب مستحيل،
قديم حديث،
وينعم بالحياة،
ويهلكه الموت،
فهو حي ميت
في آن معاً !!
هذا هو رب الصوفية الذي اختلقه الجيلي،
وبه تدين الصوفية
وإيَّاه يعبدون!!
******************
( 1 ) ص 41 جـ 2 المصدر السابق.
وتأمل زعمه أن إبليس خلق من نفس محمد!!
لقد رمانا الصوفية بالكفر، لأنا دعوناهم إلى الصلاة على رسول الله بما شرعه الله.
فماذا يقولون في الجيلي؟
( 2 ) الحق والخلق وجهان أو وصفان للذات الإلهية
فالأول باعتبار باطنها، والآخر باعتبار ظاهرها
( 3 ) ص 27جـ1 المصدر السابق
( 4 ) ص69جـ1نفس المصدر
( 5 ) ص33جـ1المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:09 AM
إله الغزالي ( 1 )
ولعل ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك
هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ،
وهو "حجة الإسلام" ليفتكوا بهذا اللقب الخادع
بما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين.
فاسمع إلى كاهن الصوفية – لا حجة الإسلام –
يتحدث عن التوحيد ومراتبه
"للتوحيد أربع مراتب ...
والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه،
كما صدق به عموم المسلمين،
وهو اعتقاد العوام !! ( 2 ) .
والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق،
وهو مقام المقربين،
وذلك بأن يرى أشياء كثيرة،
ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار ( 3 ) .
والرابعة : ألَّا يرى في الوجود إلا واحداً ،( 4 )
وهي مشاهدة الصدِّيقين،
وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد،
لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً،
فلا يرى نفسه أيضاً،
وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد،
كان فانياً عن نفسه في توحيده،
بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق"
ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة،
فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله:
"والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد،
فلا يرى الكل من حيث إنه كثير،
بل من حيث إنه واحد،
وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد.
فإن قلتَ. كيف يُتَصَوَّر ألا يشاهد إلا واحداً،
وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة ،
وهي كثيرة ؟
فكيف يكون الكثير واحداً؟
فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات ،( 5 )
وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تُسَطَّر في كتاب ، ( 6 )
فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر . ( 7 )
ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله :
"كما أن الإنسان كثير
إن التفتَّ إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه،
وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد ..
فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق
له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة
فهو باعتبار من الاعتبارات واحد،
وباعتبار آخر سواه كثير ومثاله الإنسان،
وإن كان لا يطابق الغرض،
ولكنه ينبه في الجملة
على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً،
ويستبين بهذا الكلام
ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه،
وتؤمن إيمان تصديق،( 8 )
وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج ( 9 )
حيث رأى الخواص يدور في الأسفار
فقال: فيماذا أنت؟
فقال : أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل،
فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك،
فأين الفناء في التوحيد ؟!
فكأن الخواص (10) كان في تصحيح المقام الثالث،
فطالبه بالمقام الرابع (11)
أرأيت إلى من صَنَّمَتْه الصوفية باللقب الفخم الضخم؛
لتفتن به المسلمين عن هدي الله ؟!
أرأيت إلى الغزالي يدين بوحدة الوجود، أو الشهود ؟!
سَمِّها بما شئت،
فعند الكفر تلتقي الأسطورتان،
لا تقل : إن وحدة الوجود أنشودة من البداية،
ووحدة الشهود أغرودة عند النهاية،
فكلتاهما بدعة صوفية
بيد أنها غايرت بين الاسمين، وخالفت بين اللونين،
ولكن البصر البصير
لا يخدعه اسم الشهد سمي به السم الناقع !!
كلتاهما زعاف الرقطاء،
غير أن واحدة منهما في كأس من زجاج،
والأخرى في كأس من ذهب !!
ولقد فضح الغزالي سره
حين تمثل في إعجاب بتوحيد الحلاج.
وهذا وحده كاف في إدانة الغزالي بالحلَّاجية،
ولقد علمت ما هي !!
******************
( 1 ) هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي مات سنة 505هـ
( 2 ) تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!.
( 3 ) في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد،
وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً،
فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد
( 4 ) قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره،
أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود،
يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة
( 5 ) يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم ؟
إنها قطعاً شيء آخر غير الكتاب والسنة،
إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم،
فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص،
فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم
( 6 ) اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيء "
وأهم شيء هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته،
ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب،
وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله،
وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!
( 7 ) هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب،
وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!!
ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد
( 8 ) بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!!
كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي.
بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!!
( 9 ) صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته
( 10 ) هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ
( 11 ) كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي
جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية.
وعجيب أن يمجد الغزالي الحلاج، وهو يعلم أنه قائل هذه الأبيات:
سبحان من أظهر ناسوته ** سر سنا لاهوته الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهراً ** في صورة الآكل والشاربْ
حتى لقد عاينه خلقه ** كلحظة الحاجب بالحاجب
* * *
مزجت روحك في روحي كما ** تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسَّك شيء مسني ** فإذا أنت أنا في كل حال
الطواسين للحلاج ص 130، 142.
عجيب أن يمجد الغزالي صوفياً يزعم أن الله آكل شارب، يحب الحياة ويخاف الموت،
ويمحقه العدم ويقتله الحزن، وتزل به الشهوات، لأنه عين خلقه !!
ألم يجد الغزالي من المؤمنين من يتمثل به في بلوغ أسمى مراتب التوحيد ؟
ألم يعطفه توحيد أبي بكر وعمر،
فينصرف عنهما إلى تمجيد زندقة الحلاج ؟!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:11 AM
رأي في الغزالي
ولقد فطن إلى حقيقة دين الغزالي المستشرق نـيـكلسون،
وإلى أنه النافث لجرثومة الصوفية،
فقال:
"إن الغزالي أوسع المجال لبعض صوفية وحدة الوجود
أمثال ابن عربي وغير هؤلاء من طوائف الصوفية
الذين كانوا إخوانا في ذلك الدين الحر
بكل ما لكلمة الحر من معنى .) ( 1 )
ولقد كنا نحب أن يفطن إلى ذلك بعض من يمجدون الغزالي،
كما فطن إليه المستشرق المسيحي !! ( 2 )
ويقول جولد زيهر:
"وابن عربي الذي أشرنا من قبل إلى تأثره بالغزالي
يخضع تفسيره الذي نحا فيه منحى التأويل إخضاعاً تاماً
لوجهة النظر التي أخذ بها الغزالي !" ( 3 )
ويقول:
"خلص الغزالي الصوفية من عزلتها التي ألفاها عليها،
وأنقذها من انفصالها عن الديانة الرسمية،
وجعل منها عنصراً مألوفاً في الحياة الدينية، وفي الإسلام،
ورغب في الاستعانة بالآراء والتعاليم بالتصوف،
لكي ينفث في المظاهر الدينية الجامدة "كذا!!".. قوة روحية " ( 4 )
ويقول:
"إن الغزالي رفع من شأن الآراء الصوفية،
وجعلها من العوامل الفعالة في الحياة الدينية في الإسلام " ( 5 )
وهكذا لم يعمل الغزالي للإسلام بل للصوفية،
وبعد أن كان المسلمون على حذر من سمها،
وفي انفصال تام عنها
حملهم بسحر بيانه على أن يعتنقوا أساطيرها.
ويقول كارل بكر:
"ولقد سادت روح "الغنوص" فرق صدر الإسلام كلها،
ثم سادت التصوف
الذي كان يعد في البدء بدعة خارجة عن الدين،
ولكنه أصبح بفضل الغزالي خالياً من السم
معترفاً به من أهل السنة "( 6 )
هذا هو خطر الغزالي !!
صور التصوف للمسلمين رحيقاً خالياً من السم،
فترشفوه،
ففتك بهم.
******************
( 1 ) ص 104"في التصوف الإسلامي" ترجمة الدكتور عفيفي
( 2 ) سبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه،
فكشف كشفاً صريحاً مؤيداً بالنصوص القاطعة عن صوفية الغزالي
وإن كان لم يستشهد بتلك النصوص التي نقلتها من الإحياء فيما قرأت لشيخ الإسلام
( 3 ) ص 259 مذاهب التفسير لجولد زيهر
( 4 ) ص 159 العقيدة والشريعة لجولد زيهر
( 5 ) ص 161 نفس المصدر
( 6 ) ص 10 التراث اليوناني ترجمة الدكتور بدوي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:13 AM
رأي في خطر وحدة الوجود
يقول "نـيـكلسون" :
"إن الإسلام يفقد كل معناه،
ويصبح اسما على غير مسمى،
لو أن عقيدة التوحيد المعبر عنها بـ "لا إله إلا الله"
أصبح المراد بها:
لا موجود- على الحقيقة إلا الله.
وواضح أن الاعتراف بوحدة الوجود في صورتها المجردة
قضاء تام على كل معالم الدين المنزل،
ومَحْوٌ لهذه المعالم مَحْوًا كاملاً"
حقيقة ساطعة، يقررها مسيحي،
ويكفر بها شيوخ كبار يزعمون أنهم أحبار الدين وأئمته !!
وهل المقام الرابع للتوحيد في دين الغزالي
إلا مقام القائلين "لا موجود إلا الله" ؟
بل إنها لتسبيحة الصوفية في العشايا والأبكار!!
وإني لعلي بينة من أني بهذا الحق الذي أشهد به،
أثير ثائرة الكبار من الشيوخ،
فكتاب "الإحياء" قرآنهم الأول.
وبما يهرف الغزالي فيه،
يؤولون كتاب الله، ويحرفون آياته.
وفي وجه الحق من هدى الله
يرفعون ضلالة الأساطير من "الإحياء"
وخرافة الأوهام من "المشكاة"!! ( 1 )
ولكني أصرخ بالحق في وجوه الثائرين:
رُوَيْدَكم!!
فما نُؤَلِّه من دون الله أحداً،
وما نتخذ كتاباً يهدينا غير كتابه،
ولا قدوة غير رسوله صلى الله عليه وسلم،
ولا نسجد لصنم،
ولا ننعق بطاغوت،
وإن يكن هو الغزالي، أو كتبه!! ( 2 )
******************
( 1 ) مشكاة الأنوار للغزالي ( حاشية لأبي فراس السليماني )
( 2 ) يحاول السبكي في كتابه طبقات الشافعية تبرئة ساحة الغزالي
بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتاب والسنة.
ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً،
ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي،
فكل ماله من كتب في أيديهم تراث صوفي،
ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب والسنة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:14 AM
دندنة الغزالي بوحدة الوجود
يقول : "العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة،
اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق،
ولكن منهم من كان له هذه الحالة عرفانا علمياً ( 1 )
ومنهم من صار ذوقاً وحالا ( 2 ) ،
وانتفت عنهم الكثرة بالكلية،
واستغرقوا بالفَرْدَانيَّة المحضة،
فلم يبق عندهم إلا الله،
فسكروا سكراً، وقع دونه سلطان عقولهم،
فقال بعضهم: أنا الحق ( 3 )!.
وقال الآخر: سبحاني!. ما أعظم شأني! ( 4 )
وقال الآخر : مافي الجبة إلا الله ( 5 )
وكلام العشاق في حال السكر، يُطوي، ولا يُحكى ( 6 )
فلما خف عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل،
عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد،
مثل قول العاشق في حال فرط العشق:
أنا من أهوى، ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا ( 7 )
وتسمى هذه الحالة بالإضافة إلى المستغرق فيها
بلسان المجاز: اتحاداً
وبلسان الحقيقة توحيداً.
ووراء هذه الحقائق أسرار لا يجوز الخوض فيها " ( 8 )
توحيد مَنْ ؟؟
أتوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم،
أم توحيد البررة الأخيار من أصحابه؟
أجيبوا يا ضحايا الغزالي
وسدنة الأصنام من كتبه ؟
******************
( 1 ) أي وصل إليها عن طريق الدليل والبرهان
( 2 ) أي وصل إليها عن طريق الكشف والإلهام
( 3 ) قائلها طيفور البسطامي
( 4 ) قائلها البسطامي
( 5 ) قائلها الحلاج
( 6 ) يصف الغزالي هذه المجوسية الصوفية بأنها هتفات أرواح سكرت بعشق الله،
ولم يجد الغزالي ما ينقد به هذه الصوفية – إن عددته نقداً – سوى قوله: وكلام العشاق يطوى ولا يحكى !!
ولكن ما حكم الله يا غزالي؟ لا يجيب !!،
ولكنه حكم من قبل بأن ذلك أسمى مراتب التوحيد!!
( 7 ) هذا البيت للحلاج وانظر ص 34 طواسين، والبيت الذي بعده.
فإذا أبصرتني، أبصرته ** وإذا أبصرته أبصرتنا
والغزالي يعرف أن ذلك للحلاج غير أنه يتستر على شيطان وحيه،
والحلاج حلولي يؤمن بثنائية الحقيقة الإلهية،
فيزعم أن الإله: له وجهان، أو طبيعتان هما : اللاهوت والناسوت،
وقد حل الأول في الآخر. فروح الإنسان هي لاهوت الحقيقة الإلهية، وبدنه ناسوته.
فإذا كان الغزالي قد رفض القول بالاتحاد، ودان بما يشبهه،
فقد آمن بما هو أخبث منه، وهو الحلول.
بدليل استشهاده بالبيت الذي عبر به الحلاج عن حلوليته!!
( 8 ) ص 122 مشكاة الأنوار للغزالي ط 1934م
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:20 AM
زَمْزَمَات بالوحدة
وأصِخْ إلى زمزمات الغزالي بأسطورة الوحدة :
"الكل من نوره، بل هو لا هُوِيَّة ( 1 ) لغيره إلا بالمجاز،
فإذن لا نور إلا هو،
وسائر الأنوار أنوارٌ من الوجه الذي تليه، لا من ذاتها،
فَوَجْهُ كلٍّ مُوَجَّه إليه ومُوَلٍّ شطره
(أينما تُوَلَّوا، فَثَمَّ وجه الله)،
فإذن لا إله إلا هو،
فإن الإله عبارة عما الوجوه مولية نحوه بالعبادة، والتأليه،
أعني وجوه القلوب، فإنها الأنوار والأرواح،
بل كما لا إله إلا هو،
فلا هو إلا هو،
فإن هو: عبارة عما إليه الإشارة،
وكيفما كان ، فلا إشارة إلا إليه،
بل كلما أشرت، فهو بالحقيقة الإشارة إليه " ( 2 )
يفتري أن كل هوية في الوجود،
هي عين هوية الله سبحانه،
أي حقيقته!
ولذا لا يمكن أن تقع إشارةٌ ما إلا عليه!
فإن أشرت إلى صنم، أو ميت،
فكلتا إشارتيك واقعة على رب الغزالي،
ولم لا؟
وماهية الصنم أو حقيقته
هي عين ماهية الرب الغزالي.
تلك هي الأسطورة التي ابتدعها الغزالي،
ووصى بها كهنة الصوفية من بعده !!
وإليك خرافة الوحدة مرة أخرى:
"لا إلا الله توحيد العوام!
ولا هو إلا هو توحيد الَخوَاص ! ( 3 )
لأن ذلك أعم، وهذا أخص وأشمل وأحق وأدق،
وأدخل بصاحبه في الفردانية المحضة والوحدانية الصرفة.
ومنتهى معراج الخلائق مملكة الفردانية،
فليس وراء ذلك مِرْقاةٌ!
إذ الرقي لا يُتَصَوَّر إلا بكثرة،
فإنه نوع إضافة يستدعي مامنه الارتقاء،
وما إليه الارتقاء،
وإذا ارتفعت الكثرة، حققت الوحدة،
وبطلت الإضافة، وطاحت الإشارة،
فلم يبق علو، ولا سفل ،( 4 ) ولا نازل، ولا مرتفع،
فاستحال التَّرقِّي، واستحال العروج،
فليس وراء الأعلى عُلُوٌّ ولا مع الوحدة كثرة،
ولا مع انتفاء الكثرة عروج،
فإن كان ثم تغيير من حال، فالنزول إلى السماء الدنيا،
أعني بالإشراق من علو إلى أسفل،
لأن الأعلى – وإن لم يكن له أعلى – فله أسفل،
وهو من العلم الذي هو كنهه المكنون
الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله،
فإذا نطقوا به، لم ينكره إلا أهل الغِرَّة بالله ( 5 )
ثم يتابع الغزالي الحديث عن الله،
فيقول: "له نزول إلى سماء الدنيا
وأن ذلك هو نزوله إلى استعمال الحواس، وتحريك الأعضاء،
وإليه الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام:
"صرت سمعه ... الحديث"
فهو السامع والباصر والناطق إذن لا غيره " ( 6 )
والجملة الأخيرة وحدها صريحة
في الكشف عن إيمان الغزالي بالوحدة بين الحق والخلق.
إذ يقرر أن كل سامع وباصر وناطق هو الله !
وما إخال مسلما يلمح إيماضَةً من الحق في تلك الأوهام،
ولا شعاعة من التوحيد في تلك الأمشاج الغزالية،
وإنما يحس بِيَحْمُوم الوحدة الصوفية،
يطغى بسواده هنا، وهناك،
ويخنق الأنفاس حتى تحتضر!
ولقد شعر الغزالي بما في مفترياته من شطط متجانف لإثم،
فخاف على باطله أن يقذف عليه بالحق أهله،
فوصف المنكرين لأساطيره بأنهم : أهل غرة!
وَمَنْ أهل الغرة ؟
إنهم الذين يدينون دين الحق من القرآن،
ويكفرون بأساطير الغزالي!
ليكن يا كاهن الصوفية!
فما أنت الذي نعرف منه فيصل التفرقة بين الكفر والزندقة
– كما سميت كتاباً لك -
وإنما نعرف ذلك من كتاب الله الذي يدينك،
ويحكم عليك
بما يصعق عابديك وكهان دينك ! ( 7 )
******************
( 1 ) الهوية عند الصوفية هي : الحقيقة الباطنة للذات الإلهية،
أو هي الذات قبل التعين في مادة،
يزعم بهذا أن كل ما تحقق من إثبات الوجود، فباطنها هوية اللهّ!!
( 2 ) ص 124 مشكاة الأنوار للغزالي.
وتلك هي الطامة الغزالية؛
إذ يزعم أنك مهما أشرت إلى شيء ما، فإشارتك في الحقيقة واقعة على الله؛
لأنه عين ذلك الشيء المشار إليه!!
( 3 ) يزعم أن الإيمان بما توجبه كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هو توحيد العوام!!
لأنه يثبت لله وحده الربوبية والإلهية، وينفيهما عن غيره.
ويثبت بالتالي وجود خلاق وخلق، وفي هذا، أي في إثبات وجودين،
أو موجودين يغاير أحدهما الآخر ثنائية تناقض صرافة الوحدة،
وهذا شرك عند الصوفية وكاهنهم.
ولذا يبهت "لا إله إلا الله" بأنها توحيد العوام. يبهتها بذلك، وهي توحيد الرسل جميعاً!!
أما توحيد الخواص عنده، فكلمته "لا هو إلا هو" لأنها تثبت وجوداً واحداً،
وتنفي الغيرية والكثرة والتعدد، تثبت موجوداً واحداً تنوعت مظاهره، فسميت خلقاً،
وتنفي المغايرة بين من نسميهم الخلق وبين من نسميه الخلاق!!
وتثبت أن وجود الأول عين وجود الثاني،
فكما أنه لا وجود إلا وجوده، فكذلك لا ذات إلا ذاته،
أما تلك الكثرة الوهمية في الذوات،
فيؤمن بها عمى القلوب!!
هذا دين الغزالي.
( 4 ) استعمل نفس هذا التعبير العطار الصوفي في تذكرة الأولياء جـ2 ص 216
( 5 ) ص 125 المصدر السابق،
وأقول: إن الله سبحانه أخبر أنه استوى على عرشه،
وأن الملائكة تعرج إليه،
وأن العمل الصالح يرفعه إليه
ولكن الغزالي أبى إلا أن يرفع في وجه الحق وفي حرمه أصنامه هو،
فزعم استحالة العروج، ونفاه نفياً باتاً، لكيلا يتناقض مع ما يدين به من الوحدة المحضة،
فالقول بعروج أحد إلى الله إثبات للتعدد أو للكثرة أو للغيرية،
إذ يسلتزم وجود من منه العروج ووجود من إليه العروج،
وهذه ثنائية تنقض أو تناقض الوحدة التي يؤمن بها الغزالي، وحدة الوجود،
فإذا قيل بعروج ما فالقول به مجازي محض،
إذ العروج، هو من الذات الإلهية نفسها بنفسها إلى نفسها،
فالذي منه العروج عين من إليه العروج،
وإذا ما قيل: نازل أو صاعد فالنازل هو الصاعد إذ هما ذات واحدة،
والنزول عين الصعود، إذ هما وصفان متحدان في الحقيقة؛ مختلفان بالاعتبار،
توصف بهما ذات واحدة في حال واحدة في آن واحد هي الذات الإلهية.
فالملائكة الذين يعرجون إلى الله ( تعرج الملائكة والروح إليه)
هم عين الذات الإلهية في أسماء أخر لها.
والعمل الصالح الذي يرفعه الله إليه، هو عين الذات الإلهية في وصف آخر لها،
وإلا قلت بالكثرة والتعدد، وبأن الله غير الخلق!!
هذا دين الغزالي فتدبره، وثمتَ يلقاك ابن عربي بما تعرفه منه،
ولكن باسم جديد، وزي ساحر، ولقب كبير خادع.
( 6 ) ص 125 المصدر السابق
( 7 ) لا تعجب حين ترى الغزالي يجنح في دهاء إلى السلفية في بعض ما كتب،
فللغزالي وجوه عدة كان يرائي بها صنوف الناس في عصره،
فهو أشعري. لأن نظام الملك صاحب المدرسة النظامية أراده على ذلك،
وهو عدو للفلسفة، لأن الجماهير على تلك العداوة،
وهو متكلم، ولكنه يتراءى بعداوته للكلاميين اتقاء غضب الحنابلة،
أما هو في كتبه "المضنون بها على غير أهلها"
فصوفي إشراقي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه،
وفي كتبه الأخرى تجده أشعرياً تارة،
وسلفياً مشوباً بأشعرية تارة أخرى.
وهكذا كان يلقى كل فريق بالوجه الذي يعرف أنهم يحبونه
لا يهمه أكان وجه حق، أم وجه باطل!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:38 AM
أصنام صغيرة
إله ابن عامر البصري ( 1 )
ولكيلا ترتاب في أن ما ذكرته لك هو دين الصوفية جميعاً
من سلفهم إلى خلفهم ومعاصريهم.
أذكر لك دين بعض أصنامهم الصغيرة،
فاسمع إلى ابن عامر في تائيته
التي عارض بها تائية ابن الفارض، وزنا وقافية،
ولطخها بنفس الزندقة الفارضية!
تجلى لي المحبوب من كل وجهة ** فشاهدتُه في كل معنى وصورةِ
وخاطبني مني بكشف سرائر * تعالت عن الأغيار ( 2 ) لطفاً، وجَلَّتِ
فقال :أتدري من أنا؟ قلت : أنت يا * منادى أنا؛ إذ كنتَ أنت حقيقتي
بهذا بدأ ابن عامر قصيدته، فكان صريح الزندقة فيها!
نظرت، فلم أُبْصِرْ سوى مَحْضِ وحدة * بغير شريكٍ، قد تغطَّت بكثرةِ
تكثَّرتِ الأشياءُ، والكلُّ واحد ** صفاتٌ وذات ضُمِّنا في هُوِيَّةِ
ويظل الصوفي يهوي
حتى يبلغ القرار السحيق من وحدة الوجود.
فأنت أنا ! بل : أنا أنت(3). وحدة * مُنَزَّهة عن كل غَيْرٍ وشركةِ (4)
******************
( 1 ) هو عامر بن عامر أبو الفضل عز الدين توفي غالباً أواخر القرن الثامن الهجري
( 2 ) قول المسلم: تعالى الله عن شريك.
أما قول الصوفي : تعالى الله عن الأغيار
أي ما ثَمَّ غير له، إذ هو عين كل شيء!!.
( 3 ) يقول لربه: أنا أنت وأنت أنا،
وإبليس في عتو جحوده وكفره قال لربه: " ربِّ فأنظرني إلى يوم يبعثون"
فلم يكفر اللعين كفر الصوفية، إذا أقر بربوبية الله.
أما هم فيبهتون ربوبية الله بأنها عبودية شائنة.
( 4 ) تائية ابن عامر بتحقيق الشيخ المغربي ط دمشق سنة 1948م.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:39 AM
إله الصدر القونوي ( 1 )
يقول في كتابه "مراتب الوجود" :
"فالإنسان هو الحق،
وهو الذات،
وهو الصفات،
وهو العرش،
وهو الكرسي،
وهو اللوح،
وهو القلم،
وهو الملَك،
وهو الجن،
وهو السموات وكواكبها ،
والأرضون وما فيها ،
وهو العالم الدنياوي ،
وهو العالم الأخراوي،
وهو الوجود،
وما حواه،
وهو الحق ( 2 )،
وهو الخلق،
وهو القديم،
وهو الحادث " ( 3 )
وإخال أني أنتقص من فكرك،
إن حاولت أنا أن أدلك
على خطايا الوثنية
في بذاء القونوي.
******************
(1) محمد بن إسحاق توفي سنة 673هـ
(2) أذكرك بأن الصوفية يعنون بالحق الله سبحانه،
أو هو الحقيقة الإلهية قبل تجليها في صور خلقية.
(3) من كتاب مراتب الوجود مخطوط بالظاهرية بدمشق رقم 5895 عام
"نقلا عن الإنسان الكامل ص 115 للدكتور بدوي".
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:43 AM
إله النابلسي ( 1 )
يقول معقباً على قوله تعالى :
( إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله)
يقول:
"أخبر تعالى أن نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم
هو الله تعالى وتقدس
وبيعته بيعة الله،
ويده التي مدت للبيعة هي يد الله"
ويفسر قول الله لموسى: ( وأنا اخترتك) بقوله:
"بأن تكون أنا، وأكون أنا أنت،
فاستمع لما يوحَى إليك مني،
وهذا نظير حديث الإنسان الغافل لنفسه،
يحدثها وتحدثه"
ويفسر قوله سبحانه لموسى :
( وألقيت عليك محبة مني، ولتُصنَعَ على عيني)
بقوله:
"أي ذاتي فأظهر بك، وتغيب أنت،
وتظهر أنت، وأغيب أنا،
وما هما اثنان، بل عين واحدة " ( 2 )
وما ألمس من بهتان مُسِفٍّ في فجور الزور، وقحة الكذب؛
كبهتان النابلسي يزعم أن الصوفية تعتد بالكتاب والسنة
في إيمانهم بوحدة الوجود؛
إذ يقول :
"إن عمدتنا وعدتنا هو التمسك بالقرآن العظيم
وسنة نبيه الكريم في معرفتنا بربنا
وإطلاق ما أطلقه على نفسه في كلامه القديم،
وما أطلقه عليه نبيه البر الرحيم " ( 3 )
لم يقنع بالكفر السفيه وحده،
فأضاف إليه بهتاناً دنيئاً؛
إذ يزعم أن كتاب الله هو عدته في التمسك بوحدة الوجود،
ويقيني أنك لو قرأت الفقرة الأخيرة،
وأنت غافل عن عقيدة النابلسي،
لأيقنت أنه مؤمن فاض بنور الحق قلبه،
وهكذا كل صوفي يلبس لكل حال لبوسها،
ويعطيك جانباً منه يرضيك،
حتى إذا سكنت إليه ختلك، فقتلك!
بل هكذا كل نحلة تثير على كتاب الله حرب أضغانها،
فهي لا تستعلن بتكذيب الله في وحيه،
وإنما تزعم – لتفتن الناس عن دينهم الحق – أنها تقدسه
ولكنها – وهي مقنعة الأهداف بريائها الخاتل –
تضع لألفاظ القرآن معانٍ ما أنزل الله بها من سلطان،
وليست لها صلة ما بألفاظها،
اللهم إلا حين تزعم أن الكفر معناه الإيمان،
وأن الباطل هو روح الحق!
ولهذا تجد تكذيبها لله شر وأخبث أنواع التكذيب،
وما البهائية في تخنث كفرها
أو القاديانية في مكر دعوتها
إلا دليل صدق على ما أقول.
فكلتاهما تفتري أنها تؤمن بكتاب الله ورسوله!
وكلتاهما عدو ألد الخصام لله، ولرسله، ولكتبه.
******************
( 1 ) هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي توفي سنة 1143هـ
( 2 ) عن رسالة اسمها "حكم شطح الولي" للنابلسي
مخطوطة بالظاهرية بدمشق رقم 4008
نقلاً عن كتاب "شطحات الصوفية ص 153 للدكتور بدوي
( 3 ) نفس المصدر السابق وبمثل هذا الرياء يخدع الصوفية المسلمين عن دينهم،
إذ يلونون الباطل بلون من الحق، ليمكروا به،
وحق ما يقول جولد زيهر:
"كان التصوف خصوصاً هو الذي عني بتصوير كثير من الأفكار الإفلاطونية المحدثة والغنوصية في صورة إسلامية،
فعن دوائر التصوف صدر الكثير من الأحاديث الموضوعة التي قصد بها إلى تبرير قواعد التصوف"
ويقول : "كل تيار فكري في مجرى التاريخ الإسلامي زاول الاتجاه إلى تصحيح نفسه على النص المقدس
واتخاذ هذا النص سنداً له على موافقته للإسلام ومطابقته لما جاء به الرسول،
وبهذا وحده كان يستطيع أن يدعي لنفسه مقاماً وسط هذا النظام الديني
وأن يحتفظ بهذا المقام"
انظر ص 218 التراث اليونان لبدوي و ص 3 مذاهب التفسير لجولد زيهر
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:44 AM
إله ابن بشيش ( 1 )
للوِرْدِ الذي افتراه ابن بشيش سحرُ الأمل،
استهلَّ بعد يأس في مشاعر الصوفية،
ورقة البشائر تأسو الدموع وجراح الأحزان،
إذ يرونه – على اختلاف طرائقهم – وحياً ينفح قداسة وربانية،
وصلاة يخشع بها سُجَّدُ الملائك،
وتسابيح ترتلها الحور في خمائل الفردوس!
وإليك هذا الورد الذي يضرع به الصوفية في معابد الأصنام
كلما قَبَّل السَحَرُ جبين الليل!
"اللهم صل على مَنْ منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار،
وفيه ارتقت الحقائق"
همسات غير خافتة بأسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية،
بَيْدَ أن هذه الهمسات تعلو رويداً رويداً
حتى تحول صريخاً وفحيحاً
في قوله:
"ولا شيء إلا وهو به منوط؛ إذ لولا الواسطة،
لذهب كما قيل الموسوط،
اللهم إنه سرُّك الجامع الدالُّ عليك،
وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك"
ثم تُجَنَّ لهفته، فيهرول مجنون الخطى
إلى هتك الستر عن معتقده،
فيضرع إلى الله بهذه الصوفية الملحدة
"وزُجَّ بي في بحار الأحدية ، ( 2 )
و انشلني من أوحال التوحيد،
و أغرقني في عين بحر الوحدة،
حتى لا أرى، ولا أسمع،
ولا أجد، ولا أحس إلا بها".
أرأيت إلى الصوفية تحت غلائل السَّحَر الوردية،
والليل ساجي الكون لا تسمع فيه سوى رفيف أجنحة الرُّؤى،
وهمسات الأحلام،
والكون في فيض الجمال الغامر،
والبهاء الساحر يثير في القلب المؤمن
أزكى مشاعر الإيمان والحب للخلاق البديع،
فيسجد لله في عبودية خالصة.
في هذه الجلوات الروحية،
وفي تلك المجالي حيث يتألق نور الجمال،
ويهمس الليل بنجوى الوداع في سمع الفجر
يضرع الصوفية إلى الله
أن ينشلهم من أوحال التوحيد ؟؟!
******************
( 1 ) هو عبد السلام بن بشيش أو مشيش من كبار شيوخ الشاذلية
( 2 ) الأحدية "هي مجلى الذات ليس للأسماء، ولا للصفات ولا لشيء من مؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لصرافة الذات المجردة عن الاعتبارات الحقية والخلقية،
وليس لتجلي الأحدية في الأكوان مظهر أتم منك إذا استغرقت في ذاتك، ونسيت اعتباراتك،
وهو أول تنزلات الذات من ظلمة العماء إلى نور المجالي،
وهذه الأحدية في لسان العموم هي الكثرة المتنوعة"
هذه هي الأحدية عند الصوفية
انظر ص 30 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:46 AM
إله الدمرداش ( 1 )
يقول:
لقد كنتُ دهراً قبل أن يُكْشَفَ الغَطَا ** إخالُك أني ذاكرٌ لك شاكرُ
فلما أضاء الليل أصبحتُ شاهداً ** بأنك مذكورٌ وأنك ذاكرُ ( 2 )
حتى هذه الزعنفة التائهة
تزعم أن الغطاء كشف عنها
فرأت أنها هي الله !!
واسمع إليها تقول:
هو الواحدُ الموجودُ في الكلِّ وحدَهُ*سوى أنه في الوهم سُمِّيَ بالسُّوى(3)
والكل هنا تعم الشيئية المطلقة في عمومها وشمولها،
فما ثم إذن عنده من شيء يدركه الحس،
أو يتخيله الوهم، أو تطيش به الغريزة
إلا وهو عين الله ذاتاً وصفة !!
غير أن الوهم الذي حال بين العقول وبين إدراك هذه الحقيقة،
فظنت أن هذه الكائنات المحَسَّة،
وتلك الصور الذهنية شيء آخر غير الله!
ولذا يقول :
" فلا وجود سوى الله ، والغير وهم وخيال "( 4 )
******************
( 1 ) هو محمد الدمرداش المحمدي توفي سنة 929هـ
( 2 ) ص 16 القول الفريد للدمرداش ط 1348هـ
( 3 ) ص 14 المصدر السابق
( 4 ) ص 14 المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:48 AM
إله ابن عجيبة ( 1 )
وهذا الذي تجرَّع الفاطمية الخبيثة
ينقل في شرحه لحكم بن عطاء الله
هذه الأبيات:
أرَبٌّ وعبد، ونَفْيُ ضِدِّ؟ ** قلت له : ليس ذاك عندي
فقال : ما عندكم؟ . فقلنا ** وجودُ فَقْدٍ، وفَقْدُ وَجْدِ
توحيد حَقٍّ بترك حَقٍّ ** وليس حَقٌّ سوايَ وَحْدي
ويشرحها بقوله:
"ومعناها الإنكار على من أثبت الفرق،
بأن جعل للعبودية محلاً مستقلاً منفصلاً
عن أسرار معاني الربوبية، قائماً بنفسه،
ولا شك أن العبودية تضاد أوصاف الربوبية على هذا الفرق،
وأنت تقول في توحيد الحق: لا ضد له، فقد نقضت كلامك.
ولذلك قال : ونفي ضد؟!
فالواو بمعنى: مع، وهو داخل في الإنكار.
أي : أيوجد رب. وعبد مستقل،
مع نفي الضد للربوبية،
والعبودية تُضَادُّ أوصافَ الربوبية ؟ !
والحق أن الحق تعالى تجلى بمظاهر الجمع في قوالب الفرق،
ظهر بعظمة الربوبية في إظهار قوالب العبودية،
فلا شيء، معه " ( 2 )
يريد الفاطمي الخبيث أن يقول:
نحن نؤمن بأن الربوبية لا ضد لها،
فإذا آمنا بوجود عبودية تغاير الربوبية في الذات والصفات،
فقد تناقضنا ونقضنا ما قلناه،
فالذي ينبغي الإيمان به هو الوحدة المطلقة،
هو أن العبدَ عينُ الرب
حتى لا نناقض قولنا:
إن الرب لا ضدَّ له!! ( 3 )
وحسبك هذا من العِلْج الفاطمي!.
******************
( 1 ) هو أحمد بن عجيبة الإدريسي الفاسي نسبة إلى فاس بالمغرب
توفي في منتصف القرن الثالث الهجري
( 2 ) ص 209 وما بعدها إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة
( 3 ) يقول جولد زيهر: "عمد الصوفية إلى إقحام آرائهم في القرآن والحديث بطريق التأويل،
وهكذا ورثوا الإسلام تركة فيلون"
ص 140 العقدية والشريعة.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:49 AM
إله حسن رضوان ( 1 )
يقول في منظومته الكبرى "روض القلوب":
فليس في الوجود شيء يشهد ** سواه، فالأشيا به تُوَحَّد
والكثرة الموجودة الموهومةْ ** في ذاتها بوحدة معدومةْ
والحقُّ في الأشياء جميعاً ظاهرُ ** وسرُّه قامت به المظاهرُ
وكل ذَرَّةٍ من الذرات** تُنْبي بأن الكلَّ عين الذات
فوحدة الوجود لا تفارقُ ** شيئاً، ولكن يستفاد الفارق
فبالحدوث والفناءِ يوصفُ ** إذن، ولا يضر إذ يُعَرَّفُ ( 2 )
ثم يبشر سالك الطريق الصوفي بقوله:
ولا يزال نوره يزيدُ ** حتى لديه يكمل التوحيدُ
وسر وحدة الوجود ينكشفْ ** لعينه، ومنه ذوقاً يرتشفْ
فتضمحلُّ الكثرة المشهودةْ ** له بنور الوحدة المقصودةْ
فلا يرى بعينه المُوَحِّدةْ ** في الكون شيئاً غير ذات واحدةْ ( 3 )
******************
( 1 ) توفي سنة 1310هـ أي منذ نيف وستين عاماً!!
( 2 ) ص 269 روض القلوب المستطاب ط 1322هـ
( 3 ) ص115المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:51 AM
من بواكير الزندقة
وأصخ يا سماحة الشيخ إلى فحيح الزندقة
ينفث سمها الأول
طيفور البسطامي أبو يزيد :
"خرجتُ من الله إلى الله ،
حتى صاح مِنِّي فيَّ:
يا من أنا أنت " ( 1 )
وإليه "سبحاني ما أعظم شأني "! ( 2 )
أرأيت إلى الأصنام الصغيرة.
تدين بدين أمها الكبيرة ؟!
******************
( 1 ) ص 160 جـ 1 تذكرة الأولياء
( 2 ) نفس المصدر السابق ونفس الصفحة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:53 AM
تأليه الحيوان النجس
هأنذا شرقت وغربت، وياسرت، ويامنت مع الصوفية أحباراً وكهاناً،
قدامى ومحدثين، ونقلت عن سلفهم، وسِجِلِّ ماضيهم وحاضرهم،
نقلت ما يدينون به
في أمانةٍ لم يَجْنَحْ بها عن قُدْسِها غِلٌّ ولا حقد ولا غضب،
نقلت هذا كله؛
ليؤمن مَنْ لا يزال على فكره وقلبه غشاوةٌ من سحر الصوفية،
أن الصوفية
– قديماً وحديثاً في النصرانية، وفي اليهودية،
وفي دين مَنْ خدعوك بأنهم مسلمون –
تؤمن بأن هذا الكون كله،
حتى جيفَه ورِمَمَه وخنازيره، وكلابَه
ماهو إلا حقيقةُ الرب الأعظم "هوية وإنية".
ولذا ينقل محمد بهاء الدين عن زعيم صوفي قوله:
وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهنا ** وما اللهُ إلا راهبٌ في كنيسةِ ( 1 )
وناقل هذا صوفي يتمثل بهذا البيت الصوفي
في روعة الحب الخاشع،
ليكشف لك عن روحانية الجمال الصوفي !.
هذه هي الصوفية في كتابها،
فماذا ترى ؟
تؤمن بأن الله هو عين خلقه،
وبأن الماخور عربدت فيه الأبالسة،
عين المسجد تَبَتَّلَتْ فيه الرسل !.
وأن الوثنية السامرية عين التوحيد الحق،
وأن الحج إلى مَبْكى اليهود،
أو "كَرْمل" ( 2 ) البهائية
عين الحج إلى بيت الله.
وما والله رميتُ الصوفية بفرية،
بل بمَ يدينون به، ويدعون إليه،
ويحبون أن يُعْرَفُوا به،
فما رأي سماحة الشيخ الكبير ؟ ( 3 )
******************
( 1 ) النفحات الأقدسية شرح الصلوات الإدريسية ط 1314هـ
( 2 ) حيث ثوت رمة الهالك ميرزا حسين على الملقب ببهاء الله!!
(3) قبل رأي الشيخ ننقل آراء بعض المستشرقين فيما جاء به الإسلام من التوحيد ،
فهذا غستاف لوبون يقول – وهو يتحدث عن وحدة الوجود - :
"إن الإسلام يختلف عن النصرانية، ولا سيما في التوحيد المطلق الذي هو أصل أساسي،
فالإله الواحد الذي دعا إليه الإسلام مهيمن على كل شيء،
ولا تحف به الملائكة والقديسون وغيرهم،
وللإسلام وحده كل الفخار، بأنه أول دين أدخل التوحيد المحض،
والإسلام وإدراكه سهل
خال مما نراه في الأديان الأخرى، ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض،
ولا شيء أكثر وضوحاً ، وأقل غموضاً من أصول الإسلام القائلة
بوجود إله واحد،
وبمساواة جميع الناس أمام الله"
ص 158 حضارة العرب ترجمة عادل زعيتر،
ويقول سيديو:
"من شأن مبدأ التوحيد الجليل الذي انتشر بين قوم وثنيين أن يضرم الحمية في النفس المتحمسة العالية،
ويسود هذا المبدأ القرآن وإليه يعود إبداعه، ويبدو هذا التوحيد المحض جازماً
تجاه علم اللاهوت الذي تورطت فيه الفرق النصرانية بعد أن زاد عددها بفعل البدع"
ص 88 تاريخ العرب العام لسيديو ترجمة زعيتر
ثم يقول في ص 89 من الكتاب:
" ومحمد إذ كان رسول الخالق بلَّغ أن الله لا ولد له، وإن إله الكون واحد،
وأن الله مصدر كل قوة، وأن إلى الله مرد من لم يجيبوا دعوته،
ويود محمد أن يجتذب الناس
إلى عبادة خالق كل شيء بغير واسطة"
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:55 AM
نور من القرآن
وإشفاقاً على الصوفية أن يجدوا مشقة في إبصار الحق المتلألئ،
أذكرهم بهدي الله من كتابه؛
ليعرف حقيقة النور مَنْ يخبط في تيه الظلام،
ويدرك الحق من دَوَّخه الباطل،
وينعم بالتوحيد من شقي بالشرك،
ولعل الصوفي الضليل يتخذ من التذكير بآيات الله مَنْجَاةً له،
فيجعلها حَكَماً يصدع بالحق والعدالة في شأن الصوفية.
يقول رب العالمين:
( إنْ كُلُّ مَنْ في السموات والأرض إلا آتي الرحمنِ عبداً،
لقد أحصاهم وعدَّهم عداً،
وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً )
( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام،
ثم استوى على العرش،
يدبر الأمر،
ما من شفيع إلا من بعد إذنه،
ذلكم اللهُ ربكم،
فاعبدوه،
أفلا تَذَكَّرون،
إليه مرجعكم جميعاً،
وعد الله حقاً،
إنه يبدأ الخلق، ثم يعيده ).
يقول سبحانه :
إنه خالق السموات والأرض،
فتقول الصوفية: لا، بل هو عين السموات والأرض،
وما فيهن من دابة!
ويقول سبحانه : إنه يدبر الأمر،
فتصرخ الصوفية: مَيْنٌ وبهتان،
فنحن الذين يدبرون الأمر له!
ويقول الله : ذلكم الله ربكم، فاعبدوه،
فيضج كل طاغوت صوفي. لا : بل أنا الله لا إله إلا أنا!
ويقول جل شأنه: إليه مرجعكم جميعاً،
فتزعم الصوفية: إن معنى الرجوع هنا
أن تعود الذات المتكثرة إلى وحدتها،
فتعود حقاً، بعد أن كانت خلقاً!.
( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق،
فاعبد الله مخلصاً له الدين،
ألا لله الدين الخالص،
والذين اتخذوا من دونه ( 1 ) أولياء،
ما نعبدهم ( 2 ) إلا ليقربونا إلى الله زُلْفَى،
إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون،
إن الله لا يهدي مَنْ هو كاذب كفار ( 3 ) ،
لو أراد الله أن يتخذ ولداً،
لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه،
هو الله الواحد القهار،
خلق السموات والأرض بالحق،
يُكَّوِّر الليل على النهار،
ويكوِّر النهار على الليل،
وسخر الشمس والقمر،
كلٌّ يجري لأجلٍ مُسَمَّى ألا هو العزيز الغَفَّار ،
خلقكم من نفس واحدة، ثمَّ جعل منها زوجها،
وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج،
يخلقكم في بطون أمهاتكم
خلقاً من بعد خَلْقٍ في ظلمات ثلاث ( 4 ) ،
ذلكم الله ربكم له الملك ( 5 )
لا إله إلا هو ،
فأنَّى تُصرَفُون ؟ ).
يقول عزَّ من قائل:
( وما اختلفتم فيه من شيء، فحكمه إلى الله ( 6 )
ذلكم الله ربي عليه توكلت، وإليه أنيب.
فاطرُ السموات والأرض
جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ( 7 )
ومن الأنعام أزواجاً،
يذرؤكم فيه،
ليس كمثله شيء ( 8 )
وهو السميع البصير ( 9 ) ).
( قل: هو الله أحد،
الله الصمد،
لم يلد، ولم يولد،
ولم يكن له كفواً أحد ) (10)
فأينَ أينَ مِن هذا التوحيد المشرق بالحق الأعظم.
تلك الأساطير المجوسية التي ينعق بها ابن عربي،
وينعب ابن الفارض،
وينبح الجيلي،
وتعوي الصوفية ؟!
واهاً لشيخ الصوفية الكبير،
أيَغَار على الصوفية من مسلم يدعوهم إلى الإنابة إلى الله،
ولا يغار على المسلمين مما تجنيه الصوفية عليهم،
حتى لتكاد تزهِقُ ما بقي فيهم من أرْماقٍ شاحبة واهنة ؟! .
أيغار على تلك الأساطير ، فيشكو إلى النيابة مسلمًا ،
يحذر المسلمين من الترَدِّي فيها ؛
ثم لا يغار على الإسلام تكيد له كهنة الصوفية
******************
( 1 ) يقولون: أما نحن، فنتخذهم معه!!
وهل الشرك إلا هذا؟
( 2 ) يقولون: أما نحن فندعوهم!!
وهل الدعاء إلا العبادة، أو مخ العبادة؟
( 3 ) وتزعم الصوفية أن الكاذب الكفار هو الرب الأكبر في صورة كاذب كفار
( 4 ) وتزعم الصوفية أن ربها هو ذلك الخلق المتطور في ظلمات ثلاث
" العماء، الأحدية، الواحدية"
( 5 ) ويزعم الجيلي أن له الملك في الدارين ويزعم معه كذلك الأحبار!!
( 6 ) وتقول الصوفية بل حكمه إلى كتب ابن عربي أو الغزالي أو ابن الفارض،
ويقول غيرهم بل: إلى كتب المذاهب الأربعة.
( 7 ) وتزعم الصوفية أن الله هو الذي جعل نفسه أزواجاً،
فبدا حقاً في صورة خلق، أو إلهاً في صورة عبد!!
( 8 ) وتقول الصوفية كما ذكرتك: بل هو عين كل شيء
( 9 ) وتقول الصوفية على لسان ابن عربي والغزالي وغيرهما:
بل هو عين كل سميع وعين كل بصير.
(10) وتقول الصوفية: بل كل شيء هو له كفو
إذ كل شيء في الوجود هو الذات الإلهية.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:57 AM
جُبْن النفاق
ولقد ناقشت أحد أتباعكم "الغَلابة"،
فاعترف بالفصوص، وأنها حق جليل،
وبالطبقات، وأنها سِجِلُّ كرامات مقدسة،
فجئت بالمسكين صَوْبَ المذياع وكنت أحاضر في مكان كريم،
يصخب عليه "الدراويش" في عيد وثني
يحتفل فيه الصوفية بمولد الوَثن الزينبي
– وبرأ الله زينب رضي الله عنها من بهتان الصوفية –
ورجوت الدرويش الثائر
أن يتلو على الحشود من كرامات الصوفية
المسجلة في طبقات الشعراني،
فما إن قرأ كرامة سيده "علي وحيش"،
ورأى الجريمة الباغية،
حتى ضرب الأرض بالكتاب صارخاً مُرْتاعاً:
هذا مدسوس ( 1 )
فقلت للمسكين المفجوع في معبوده! : حنانـيـكَ،
وهل يمكن أن يكفر الصوفية بهذا الكتاب ؟! ،
أو يعترفون بأنه مدسوس ؟!
فأجاب الدرويش
– والحقد في عينيه جمرات تتوهج، وفي بدنه رِعْدَةٌ غَضبى - :
إن من يدين بهذا، فهو كافر!
ومن لا يعترف بأنه مدسوس، فهو كافر!
ثم فرَّ مذعور الرياء !
وهكذا يا سماحة الشيخ،
كلما خشي صوفي افتضاح معبود له،
قال: مدسوس!
حتى إذا خلا إلى شيطانه،
قال : ينفذ الشيخ ما اطلع عليه من قدر الله المغيَّب!
فعله طاعة، لا معصية!.
وليس هذا شأن الصغار منكم،
بل هو أيضا شأن أحباركم الكبار.
فقد زعم لي مثل ذلك الزعم شيخ التيجانية في مصر
حين صدمته ببهتان ابن عربي أمام دراويشه،
وأمام أناس يحرص على أن يوقروه، ويعظموه!.
ولقد قلت لذلك الصوفي الصغير،
كما قلته من بعد لشيخه الكبير:
سل الصوفية، وشيخهم الأكبر،
أن يكفروا بتلك الكتب،
فإن فعلوا.
كان الخير الذي تظمأ النفس إلى معينه،
وكفى الله المؤمنين القتال!.
فهل تستطيع يا سماحة الشيخ
أن تصنع باسم الله شيئاً كهذا ؟
أيمكن أن تصدر بياناً تعترف فيه بالحق غير هياب، ولا وجل،
فتقول – مثلاً – فيه :
"لما في الفصوص والطبقات و...، ...
من مخالفة صريحة لدين الحق،
فإنا نأمر أتباعنا، أن يكفروا بتلك الكتب ؟!"
أم يمكن – مثلا آخر – أن تقول:
"إن كتاب الفصوص، أو الطبقات، أو ... أو ...
مدسوسٌ على من نسب إليه،
لأن فيه، وفيما هو مثله كُفْراً !؟ "
ليتك يا سماحة الشيخ تقدمها إلى الله صالحة !.
******************
( 1 ) يقص الشعراني في طبقاته كرامات سيده علي وحيش
معقباً على ذكر كل كرامة بقوله:
رضي الله عنه:
"كان الشيخ رضي الله عنه يقيم عندنا في خان بنات الخطا!!
وكان كل من خرج "أي بعد اقتراف الجريمة الباغية"
يقول له: قف، حتى أشفع فيك، قبل أن تخرج، فيشفع فيه!!
وكان إذا رأى شيخ بلد، أو غيره، ينزله من على الحمارة،
ويقول له: أمسك لي رأسها حتى أفعل فيها،
فإن أبى شيخ البلد تسمَّر في الأرض لا يستطيع يمشي خطوة،
وإن سمح حصل له خجل عظيم والناس يمرون عليه"
ص 135 جـ 2 الطبقات ط صبيح.
جريمة فسق منكرة تروى بألفاظ فاسقة وأسلوب فاسق.
وإذا أبى صاحب الدابة إلا صيانة عرضها من وحيش عطبه وحيش!!
ومع هذا يقول الشعراني عن وحيش: "رضي الله عنه"!!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:59 AM
إيمان الصوفية بكـتبهم
إن الصوفية هنا، وهناك، وفي كل مكان يتربصون فيه بالإسلام،
يؤمنون بكتبهم إيماناً عنيداً طاغياً
يأسر منهم في قبضته القاهرة عواطف القلوب،
ومشاعر النفوس وسبحات الخواطر، وتأملات الفكر،
ويدينون بكل حرف فيها يرمز إلى أسطورة،
وبكل كلمة تُفْشِي خرافة.
فما تناوَحَتْ إحساساتهم بالحب إلا لها،
وما فتك بالقلوب أُخْطُبوطهم إلا بها،
وما قتلت عناكبهم ذباب النفوس إلا بلعابها السام!.
بيْدَ أنهم حين يلقون المؤمنين،
يقولون رياء ومخادعة: مدسوس!.
حتى إذا خلوا إلى شياطينهم،
قالوا: نفتن المؤمنين!.
وإلا،
فإني أُدَوِّي بِصَيْحَةِ الحق،
تتحدَّى الصوفية وطواغيتها
أن يجرؤ واحد منهم على القول:
إن تلك الكتب مدسوسة!.
أو يستنكر ما تطفح به من كفر،
وليأتنا بأثارة من علم، أو ظن
تدل على أنها دعِّيةُ النسب إلى من افتروها!.
نعم أدوِّي بصيحة الحق:
إن تلك الكتب ليست بمدسوسة،
ويشهد بذلك التاريخ الحق،
وتواتر النقل الصحيح،
ولكن هَبُوها كذلك،
فما ينفعكم،
وأنتم بها تدينون،
وتؤمنون إيمان عابد الخمر بالدِّنِّ والكأس والعربدة!.
مدسوسة !
إنها التُّرْسُ الأخير،
يلوذ به من يَنْأَدُّ منكم تحت صدمة الحق الصاعقة !
وشهادة زور تُفْتَرى؛
لينجو بها المجرم من عقاب جريمته!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 12:17 PM
زعمهم أن كـتبهم أسرار ورموز
وآخرون من أُسارى الصوفية
يزعمون أن تلك الكتب أسرار ورموز،
لا يفقهها إلا أولئك الذين أباح لهم الغيب الخفي مكنونه،
وقدس أسراره،
أو الذين هتك الله عنهم الحجاب الأعظم،
فخروا تحت عرشه سجداً يسمعون وحيه،
ويسجلونه رموزا ( 1 )
من صفات القرآن يا هؤلاء أنه "بيان للناس"
ومن الناس عالمون، وجاهلون
ومنهم أميون وكاتبون وقارئون،
ولكن الله جعله بياناً لهم جميعاً،
ميسراً للذكر؛
ليعبد كل امرئ ربه على بصيرة.
بيْدَ أني سأنحدر إلى فرية أولئك،
فأزعم أن كتب الصوفية رموز مُقَنَّعة بالخفاء،
وأسرار ملثَّمة بسحر الغيب!!
ولكني أسائلك،
كيف يُعْبد الله برمز مقنع بالإبهام،
وسر مستغرق في الغموض
يحمل من الكفر وجهاً ظاهراً ؟!
أيحق لامرئ أن يعبد ربه بشيء أطبق عليه الجهل به،
وبغير ما شرعه الله في كتابه،
وأوحاه إلى رسوله ؟!
أسائلك
– ولا تغضب إذا ألحفت في تساؤلي -:
أتفقهون يا كهنة الصوفية دلائل تلك الرموز،
أم لا تفقهونها ؟
فإن تكن الأولى،
فأبينوا لأتباعكم؛ لتطمئن قلوبهم بالمعرفة،
ولنزداد في نقدكم إنصافاً،
وإن تكن الأخرى،
فإنها دين الببغاء تردد ما لا تعي.
أما مع الحق،
فأقول : لقد قرأت لابن عربي، ولابن الفارض،
وغيرهما جُلَّ ما كتبوا،
وما شرح به تلاميذُهم تلك الكتب،
فلم أجد في كل ما قرأت رمزاً مستوراً ولا سِرَّاً خفياً،
بل دلائل صريحة تكشف في جلاء صريح
عن حقيقة معتقد الصوفية !!
ترى أى رمز في قول ابن عربي :
"العارف من يرى الله في كل شيء
بل يراه عين كل شيء" ؟!
إن ابن عربي خشي أن يتوهَّم أتباعُه
حتى "الظَرْفِيَّة" المجازية في كل كلمة "في"
أو الحلولية الحلاجية، وفيها ثُنَائية تناقض الوحدة،
خشي ابن عربي ذلك، فأطاح الوهم بيقينه الجازم؛
ليؤمن الصوفية بوحدة الوجود
إيماناً لا تنال منه شائبةُ وهم،
ليؤمنوا بأن الله هو عين كل شيء،
وأن كل شيء هو الله!
ومن الأشياء القَيحُ المُنْتِن، والعِرْض الذبيح،
والجريمة يشخب منها الدم البرئ !!
أفي ذلك رمز؟
أم بيان صريح وقح الجرأة ،
سفيه الزندقة ؟!
إن الحق بَيِّنٌ يا سماحة الشيخ،
فاهتف به لله، وأنصره لله،
وإلا فالجزاء شديد بين يدي الله
( إذ تَبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعوا،
ورأوا العذاب وتَقطَّعَتْ بهم الأسباب ).
******************
( 1 ) أما الدكتور فيليب حتى، فيقول:
"ودين محمد عملي صريح، وقلما يشير إلى هدف عال يصعب نواله،
ويكاد أن يكون خلواً من العقد اللاهوتية،
وليس فيه أثر للأسرار الرمزية المقدسة، أو مراتب الكهنوت،
وما رتبته أصول الرسامة والتكريس والخلافة الرسولية"
"كلها مناصب دينية في المسيحية" ص 178 جـ 1 تاريخ العرب العام. في شعرهم ونثرهم!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:31 PM
الفصل الثالث
دين الصوفية في الرسول
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده، ووالده،
والناس أجمعين " ( 1 )
هذا قول سيد الخلق، خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد بلوتَ مما ذكرَّتك به دينَ الصوفية،
فهل لمحتَ فيه حتى لمحةً حَيْرى من حقٍّ حائر،
أو نفحة وَلْهَى من خَيْر شَرُود ؟!
هل لمحت منه بارقة خابية
من حُبٍّ لله أو لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ ( 2 )
يقينُك،
ويقين كل من يبتلي الصوفية
يجزم بأنها ترفع فوق الكتاب المنزَّل
أيَّةَ خُرافة يهرف بها درويش مَأْفُونٌ مَمْرور.
******************
( 1 ) البخاري وأحمد وابن ماجه عن أنس
( 2 ) ما أروع تلك الكلمة التي قهر بها الحق حمدونا القصار الصوفي،
فدمغ بها الصوفية حين سئل :
ما بال كلام السلف، أنفع من كلامنا؟
فقال: "لأنهم تكلموا لعز الإسلام. ونجاة النفوس، ورضا الرحمن،
ونحن نتكلم لعز النفس، وطلب الدنيا، وقبول الخلق"
هذا قول زعيم صوفي في القرن الثالث الهجري فما بالك بما بعده؟
انظر ص 125 طبقات الصوفية للسلمي.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:34 PM
أطوار الوجود الصوفية
تدين الصوفية بأن الوجود الإلهي له أطوار، أو مراتب،
أو تَنـَزُّلات، أو تَعَيُّنات أو نسب، أو إضافات،
فكلها ذات مدلول خُرافي واحد !!
وأولى تلك المراتب "العَمَاء"
والوجود الإلهي في هذا الطور لا يوصف بوصف،
ولا يُسمَّى باسم، ولا يُعرَّف بحَدٍّ ولا برسم.
أو كما يقول الكمشخانلي:
"اعلم أن حقيقة الذات الإلهية من حيث هي هي،
امتدادها –أعني مدة بقائها-
غير مضبوط
لأنها من حيث هي كذلك لا وصف لها،
ولا رسم، فهي العماء،
إذ لا يمكن معرفتها بوجه من الوجوه،
ما لم تتعيَّن بصفة.
وأول هذه التعيُّنات علُمها بذاته،
فهذه الصفةُ تَنَزُّلٌ لها من الحضرة الإلهية الذاتية
التي لا نَعْتَ لها إلى الحضرة الواحدِيَّة
التي هي حضرة الأسماء والصفات،
وتُسمَّى : الحضرة الإلهية " ( 1 )
نقلت لك النص بتمامه،
ليستيقن قلبك بأننا ننصف الصوفية،
فلا نَسِمُهم إلا بما يحبون أن يُعرَفوا به.
وقد يسمى الرب الصوفي في تلك المرتبة بالوجود المُطلَق،
بَيْدَ أن النابلسي في غُلُوِّ التجريد الذي ينتهي به إلى العدم المطلق،
ينزه الوجود في تلك المرتبة حتى عن الإطلاق،
لأن وَصْفَهُ بالمطلق قَيْدٌ، أو صفة له،
فيستلزم أن يكون المطلق مقيداً، والمقيد مطلقًا ( 2 ) ،
فيتوتَّر التناقض بين وصفيه،
ويستلزم أن تكون له صفة،
وهو مجرد كل التجريد في ذلك الطور عن الاسم والصفة!!
ولقد أراد هذا "العماء، أو الوجود المطلَق"
أن يتعيَّن في صورة؛ لِيُعْرَف ولِيعْرِف نفسه ( 3 )
فتَعيَّنَ في صورة "الحقيقة المحمدية"،
فكانت هي التعيُّن الأول للذات الإلهية،
أو الفَتْقَ بعد الرَّتْقِ،
أو مِعْبَرَ الوجود من الإطلاق إلى التقييد،
أو من العماء إلى الأحدية ثم الواحدية !!
******************
( 1 ) ص 93 جامع الأصول للكمشخانلي
( 2 ) رغم هذا، فهو واقع في التناقض،
لأن الوصف بالسلب، أي عدم الإطلاق، قيد أيضاً للوجود، كالوصف بالإيجاب!!
( 3 ) هذه علة وضع الحديث الصوفي "كنت كنزاً مخفياً، فأردت أن أُعْرَف،
فخلقت الخلق، فبي عرفوني"
ويفسر الصوفية" فبي" بكلمة "محمد" لأنها تساويها في العدد في حساب الجمل!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:38 PM
الحقيقة المحمدية
يعرفها الصوفية بقولهم:
"هي الذاتُ مع التعيَّن الأول، ولها الأسماء الحسنى
وهي اسم الله الأعظم" ( 1 )
فمحمد الصوفية ليس بشراً، ولا رسولاً،
وإنما هو الذات الإلهية في أسمى مراتبها !!
ويقول الدمرداشي :
"حقيقة الحقائق هي المرتبة الإنسانية الكمالية الإلهية
الجامعة لسائر المراتب كلها،
وهي المسماة بحضرة الجميع، وبأحدية الجمع،
وبها تتم الدائرة،
وهي أول مرتبة تعيَّنت في غيب الذات،
وهي الحقيقة المحمدية "( 2 )
ويقول الكمشخانلي :
"صُوَرُ الحق هو محمد ؛
لتحققه بالحقيقة الأحدية والواحدية " ( 3 )
فمحمد عندهم هو الاسم الأعظم،
فما الاسم الأعظم؟
إنه "الجامع لجميع الأسماء،
أو هو اسم الذات الإلهية من حيث هي هي أي المطلقة "!!(4)
ومحمد هو الأحدية ! فما هي؟
إنها "مجلى الذات الإلهية ليس للأسماء، ولا للصفات،
ولا لشيء من مُؤثراتها فيه ظهور،
فهي اسم لِصَرافَةِ الذات المجرَّدة
عن الاعتبارات الـحَقِّيةِ ( 5 ) والـخَلقِيةِ ( 6 ) ".
ومحمد هو الواحدية، فما هي عندهم؟
إنها "عبارة عن مَجْلَى ظهور الذات فيها صفة،
والصفة فيها ذات" ( 7 )
والفرق بين الأحدية والواحدية :
"أن الأحدية لا يظهر فيها شيء من الأسماء والصفات،
أما الواحدية فتظهر فيها الأسماء والصفات"( 8 )
وبهذا يتجلى لك أن الصوفية
تعتقد في محمد أنه هو الله سبحانه ذاتاً وصفة،
وأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن،
وأنه هو الوجود المطلق، والوجود المقيَّد،
أنه كان لا شئ قبله، أو معه،
ثم تعيَّن في صور مادية سُمِّىَ في واحدة منها بجماد،
وفي أخرى بحيوان،
وهكذا حتى اندرج تحت اسمه كل مسمَّى،
وصدقت ماهِيَّتُه على كل ماهيَّة!
******************
( 1 ) انظر تحت المادة جامع الأصول في الأولياء للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني
( 2 ) ص 7 رسالة في معرفة الحقائق لمحمد الدمرداشي
( 3 ) ص 107 جامع الأصول للكمشخانلي
( 4 ) ص 92 المصدر السابق
( 5 ) أي لا توصف بأنها حق، أو خلق في تلك المرتبة
( 6 ، 7 ، 8 ) عن جامع الأصول تحت مادتي الأحدية والواحدية
وعن الإنسان الكامل للجيلي جـ 1 ص 30
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:42 PM
من هدي الله
ذاك هو محمد الصوفية،
أما محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم،
فقد جلا لنا ربُّه وخالقه، ومن اصطفاه رحمة للعالمين.
جلا لنا حقيقته في قوله الحكم:
( قل: إنما أنا بشرٌ مثلكم
يُوحَى إليَّ
أَنَّما إلهكم إله واحد).
ترى هل يصدق على كل بشري
أنه هو ذات الله، واسمه الأعظم ؟
إن الدين الصوفي يستلزم هذه الزندقة ،
بل يستلزم إطلاق تلك الصفات والأسماء
على فرعون وأبي جهل
– وغيرهما من طواغيت الكفر –
فيصف كُلاًّ منهم بأنه :
هو الوجود الإلهي في تعينه الأول؛
إذ كلهم بشر!.
ونحن نؤمن – كما هدى القرآن والسنة –
بأن أول خلق الله هو القلم أو العرش
فمتى خُلقت أسطورة
الحقيقة المحمدية الصوفية ؟!
ونعلم بالتواتر القطعي
أن عبد الله بن عبد المطلب تزوج آمنة بنت وهب،
وأنهما أنجبا طفلاً سمي محمداً،
وأنه نشأ نشأة الخير والطهر والشرف والكرامة،
وضيء الطفولة، نقي الصِّبا طهور الشباب؛
فلم يشب نقاء صباه ريبةٌ،
ولم تهف بقدس شبابه نَزْغةُ هوى،
ولا نَزْغة صَبْوَة،
فكانت دنياه كلها معبداً
يطيب أصائله وعشاياه وأسحاره
بذكر الله وحده.
ونعلم أنه جَدَّ في الحياة راعي غنم، ثم تاجراً،
فكان في حاليه المثل الأعلى في الجِدِّ القوي الصالح،
والأمانة التي تعتصم بالتقوى،
والحكمة الحكيمة في كل ما يُصَرِّف به شئون دنياه،
والرعاية التي تقدس الحق والواجب لكل ما حُمِّل من أمانة،
وأنه كان في كل أطوار حياته الكاملَ في الأدب والخلق،
وحكمة العقل وسمو العاطقة، ونباغة الفكر،
وقوة الإرادة ومضاء العزيمة،
وجلال الشرف، وعزة الكرامة،
ونبل المروءة، وكرم الإيثار والنجدة،
وسماحة النفس،
فلم يغمر قلبه إلا حب الله،
ولم تنزع به الإرادة إلا إلى الخير،
ولا العاطفة إلا إلى السمو،
ولا الفكر إلا فيما ينال به رضاء الله.
جواداً مِسْمَاحاً في سخائه وبِرِّه،
محسناً كل الإحسان في كل ما أنعم الله به عليه،
فلم يغضب إلا للحق،
ولم يجبن إلا عن الذنب،
ولم يطمع إلا فيما هو عند الله،
ثم اصطفاه ربه خاتماً للنبيين،
فجاهد في الله حق جهاده،
وبلَّغ كل ما نُزِّل إليه من ربه،
وشهد الله له بذلك،
ثم قبضه الله إليه بعد أن صارت كلمة الله هي العليا،
وكلمة الذين كفروا السفلى،
فصلوات الله وسلامه عليه.
هذا قبسٌ نستهدي به
من حياة محمد صلى الله عليه وسلم،
فقل لي عن الحقيقة المحمدية،
تلك الأسطورة الصوفية
الموغلة في تيه القِدم والعدم:
مَن أبوها ؟
مَن أمها ؟
ومِم خُلقت ؟
ولمنْ أُرسِلَت ؟
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:44 PM
شأن محمد
وتزعم الصوفية أن شأن محمد هو شأن الله !!
اسمع إلى صوفي يقول:
"شأنُ محمد في جميع تصرفاته شأن الله،
فما في الوجود إلا محمد"
ويقول :
"لا يُدْرى لحقيقته غاية،
ولا يُعْلَم لها نهاية،
فهو من الغيب الذي نؤمن به"
ويقول :
ولما كانت بشريته صلى الله عليه وسلم نوراً محضاً،
كانت فضلاته مقدسة طاهرة،
ولم يكن لجسمه الشريف ظل كالأجسام الكثيفة،
وهذا النور المحمدي،
هو المَعْنِيُّ بروح الله المنفوخ في آدم،
فروح الله نور محمد " ( 1 )
******************
( 1 ) هذه النصوص عن كتاب النفحات الأقدسية للبيطار ص 9 ، 11، 13
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:47 PM
المهاجر من مكة
يقول ابن عربي:
"اللهم أفِضْ صِلةَ صلواتك وسلامة تسليماتك
على أول التَّعَيُّنات المفاضة من العماء الرباني ( 1 )،
وآخر التَّنَزُّلات المضافة إلى النوع الإنساني،
المهاجر من مكة – كان اللهَ ( 2 ).
ولم يكن معه شيء ثانٍ – إلى المدينة،
وهو الآن على ما عليه كان،
مُحْصِي عوالم الحضرات الخمس ( 3 ) في وجوده،
سر الهُوِيَّة في كل شيء سارية،
الجامع بين العبودية والربوبية الشامل للإمكانية والوجوبية ( 4 )"
أرأيت إلى قطب الصوفية الأكبر في غَيِّ إلحاده الأكبر،
يفتري أن محمداً هو الله،
وتأمل دهاء مكره، فيما يعبر به عن كفره،
في قوله: "المهاجر من مكة كان الله ولم يكن معه شيء ثان إلى المدينة"
إنك حين تقرأ تلك الجملة دون تدبر ستظن أن فيها خللاً،
وأن جملة "كان الله، ولم يكن معه شيء ثان"
لا صلة لها بما قبلها، ولا بما بعدها،
وأعترف أني خُدِعْت، فظننت أن هذه الجملة مقحمة،
وحرت في إدراك هدف ابن عربي من وضع تلك الجملة
التي تبين عن حق كريم بين باطل عربيد وآخر لئيم!
بيد أني عدت إلى النص أتلوه، وفي فكري دين ابن عربي،
وثَمَّتَ بدالي هدفُه في وضح وجلاء،
وتبين لى أن الجملة ليست مقحمة،
وإنما هي لحمة دينه وسداه،
فَلْنَعُد إلى الجملة نرتبها كما تحتم قواعد اللغة الصحيحة
"المهاجر من مكة إلى المدينة كان اللهَ، ولم يكن معه شيء ثان"
ما زدنا شيئاً على قوله، ولا نقصاً منه،
وكل ما فعلناه هو وضع قوله :
"إلى المدينة" موضعه،
بعد أن نأى به ابن عربي عنه؛ ليمكر به،
ويلتوي على القراء فهمه!
بهذا يبدو لك جلياً أن ابن عربي يفتري
أن المهاجر من مكة إلى المدينة
لم يكن هو محمداً رسول الله،
وإنما كان هو الله
متجلياً في صورةٍ اسمُه فيها "محمد".
ولا ريب في أنك تعرف أن صاحب الرسول في الهجرة كان أبا بكر
غير أن ابن عربي يقول :
"ولم يكن معه شيء ثان"
يعني أن أبا بكر هو الآخر لم يكن إلا الله
متعيناً في صورة اسمه فيها: "أبوبكر"!
ومات محمد صلى الله عليه وسلم، ومات من بعده أبوبكر!
فأيُّ إله هذا الذي يتجرع غصة الموت مرتين؟
بل ما ذلك الإله الذي يموت ويحيا في كل لحظة آلاف المرات ؟!
لقد دانت الصوفية بأن الرب الأكبر هو عين خلقه!
وفي كل لحظة يعبر بها الوجود تفنى حياة، وتنبثق حياة،
فياللصوفية!
يعبدون رباً يموت آلاف المرات،
ويولد آلاف المرات في آن واحد!
ومحمد الصوفية له مظهران، أو اعتباران،
فهو عبد أو خلق باعتبار ظاهرة،
وهو رب أو حَقٌّ باعتبار باطنه،
ولهذا يصفه ابن عربي
– باعتبار ظاهره – بأن له العبودية
ويصفه – باعتباره باطنه – بأنه له الربوبية!
يصفه بأن له الإمكانية باعتبار ناسوته،
وبأن له الوجوبية، باعتبار لاهوته!.
والنابلسي في شرحه لصلاة ابن بشيش يقول :
"ما صلى على محمد إلا محمد،
لأن صلاة العبيد عليه،
صدرت منهم بأمره منهم من صورة اسمه " ( 5 ).
******************
( 1 ) العماء عند الصوفية"هو الحضرة الأحدية، وهذه تتعين بالتعين الأول لأنها محل الكثرة وظهور الحقائق والنسب الأسمائية"
جامع الأصول مادة العين.
( 2 ) نصب لفظ الجلالة باعتباره خبراً لكان، فيكون معنى الجملة
"المهاجر من مكة هو الله".
( 3 ) يجعلها القاشاني ثلاثاً فقط "الفردية وهي حالة وجود الذات الإلهية في عين الجمع حيث كانت، ولم يكن معها شيء ثان،
الثانية حضرة الوترية وهي حالة بقائها بعد فناء كل شيء في مقام الجمع،
الثالثة حضرة المعية وهي حالة وجودها مع كل شيء في عالم التفرقة،
والأولى ما وردت الصفات منها، والثانية ما صدرت إليها،
والثالثة ما وردت إليها ثم صدرت عنها"
كشف الوجوه الغر ص 133
( 4 ) ص 2 مجموع الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
( 5 ) ص 557 مجموع الأحزاب ط استامبول
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:54 PM
كَرَّةٌ من الحق على الباطل
أما محمد خاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم
فيهدينا الله إلى حقيقته بقوله :
( وما محمد إلا رسول
قد خلت من قبله الرسل،
أَفَإِنْ مات،
أو قُتِلَ انقلبتم على أعقابكم ؟ ).
في قوله سبحانه
" خلت من قبله الرسل "
حجة من الحق تزهق الباطل الصوفي كله.
وأما اعتقاد المسلمين في نبيهم الحق،
فهو أنه صلى الله عليه وسلم "بشر مثلنا يوحى إليه"
فالقرآن – وهو كلام الله وهداه ورحمته –
يفرض عليهم الإيمان بذلك،
فلا مناص من الإخبات له بالقلب والفكر والشعور،
ويزيدنا القرآن هدى؛
إذ يقرر أن بشرية الرسول الأعظم مثل بشريتنا،
في أسلوب من القول مشرق الإعجاز في بلاغة البيان وفصاحته،
في أسلوب يفرض على الفكر الإيمان بمعناه البيِّن
دون أن يشتبه معناه الحق حتى على الأمي الجاهل،
وذلك في قوله :
( قل: إنما أنا بشر مثلكم يوحى إِلَيَّ
أنما إلهكم إلهٌ واحد )
كلامٌ هو الحق والحكمة والهدى في أسلوب جَليٍّ جَليٍّ مُحكَم مُحكَم،
لا يأذن حتى لخاطرة واهية من ظنٍّ أن تقتحم عليك قُدْسَ يقينك،
أو أن تحوم خُفْيَةً حوله
أو تفسد عليك شيئاً ما من فهمك لمعنى الآية.
ومن تدبر " بشر مثلكم" لرأى أشعة الهدى الإلهي الأعظم
تغمر حوله الوجود كله،
وتهديك إلى الحق الذي يجب أن تؤمن به.
ألا تراها تجعل بشريتنا هي المقياس
الذي به نَقيس بشرية رسول الله الكريم،
حتى لا يفتننا حب هذه البشرية الطهور،
فنظنها خلقاً آخر،
أو نوعاً من البشرية يغاير في حقيقته بشريتنا،
فلا ندرك كنهها، ولا شيئاً من خصائصها؛
لأنها لم تتحقق إلا في فرد واحد ؟
لقد كان يكفي في الدلالة على المعنى أن يقال :
"قل: أنا بشر"
أو"أنتم بشر مثلي"
ولكنه سبحانه – وهو الحكيم العليم الخبير –
شاء أن يعرفنا بشرية محمد صلى الله عليه وسلم
بما نعرفه نحن من خصائص هذه البشرية التي فطرنا عليها،
وبما نبتليه من قِيَمِها ومُقوِّماتها،
وبما نعالج من غرائزها وعواطفها ( 1 )
وبما نعلمه- عن الله – من حقيقة بدئها.
وغاية منتهاها،
وبما نتجاوب به مع رُوَّاد الوجود من حب أو كراهية.
ولذا طَعِم صلى الله عليه وسلم، وشرب، وتزوج،
ونَجَل خير البنين.
وذاق الشبع والجوع والمرض،
ومست قلبه الأحزان، وذرفت عيناه الدموع،
وجاشت نفسُه برحمة البكاء،
وغير ذلك مما قضاه الله على البشرية من أقدار في هذه الحياة،
ثم جاءه صلى الله عليه وسلم ملك الموت الذي وُكِّلَ بنا.
غير أن بشريته صلى الله عليه وسلم
آمنت حق الإيمان
بما هداها الله إليه، وأنعم عليها به،
فأدت حق الله كاملاً من الحق والشكر،
وحلَّقت فوق قمة السمو الإنساني الأعظم،
فكانت وحدها هي النجم الأرفع الأسمى،
وتألقت بعبوديتها الخالصة
فوق أعلى أفق للتوحيد الخالص،
فما زلَّت بها عاطفة لإثم،
ولا هفت بها غريزة إلى ذنب؛
لأنه صلى الله عليه وسلم اتخذ الله وحده رباً له،
وجعل رضاه غايته
والدعوة إليه هدف كفاحه وجهاده.
والغاية العظمى لدنياه،
والفلك الأعظم الذي تدور فيه حياته.
ثم تدبر ما حكم الله به على المشركين الذين قالوا :
( ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق )
إنه جلَّ شأنه حكم عليهم بأنه ضلوا فلا يستطيعون سبيلاً!
لتعلم أن هذا الذي استنكره المشركون
ليس إلا قدر الله العدل الحكيم الذي قضاه على البشرية،
وقسطاً من أقساطها في الوجود.
وأنه لا يمس مقام النبوة بأثارة من ضِعَةٍ،
إذ النبي – قبل كل شيء – بشر،
والبشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق!.
وتدبر ما وصف الله به رسله جميعاً
( وما جعلناهم جسداً لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين )
( وما أرسلنا قبلك من المرسلين
إلا إنهم ليأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق )
تدبر هذه الآيات؛
لترد بها فرية الوثنية
التي تزعم أن محمد صلى الله عليه وسلم
نجم الحياة الأبدية الخالدة في الدنيا،
وأن فضلاته كانت مقدسة طاهرة
وإشعاعاً من أضواء الربانية!.
لماذا – إذن – كان يتوضأ صلى الله عليه وسلم، ويتيمم، ويغتسل؟.
وتدبر خطاب الله لنبيه
( إنك ميت، وإنهم ميتون )
ذُكِرَ موتنا عقب ذكر موته؛
لنهتدي إلى أن الموت الذي قُضِيَ علينا
هو عين الموت الذي قُضِيَ على نبيه صلى الله عليه وسلم!
ورغم هذا – على ما فيه من وَضَحٍ وجلاء –
وُجِدَ من يزعم أن موت محمد معناه الحياة السرمدية،
وُجِدَ من يضع للفظ نقيض معناه،
أو يضع للفظ إسفاف الشهوة من هواه!.
يقول الصوفية:
"إنه صلى الله عليه وسلم يحضر كل مجلس،
أو مكان أراد بجسده وروحه،
وأنه يتصرف،
ويسير حيث شاء في أقطار الأرض وفي الملكوت،
وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته،
لم يتبدل منه شيء " ( 2 ) .
وتدبر تلك الآيات التي يعاتب الله فيها سبحانه نبيه :
( وإن كادوا ليفتِنُونَكَ عن الذي أوحينا إليك؛
لتفتري علينا غيره،
وإذاً لاتخذُوك خليلا،
ولولا أن ثبَّتناكَ،
لقد كِدْتَ تركن إليهم شيئاً قليلاً،
إذا لأذقناك ضِعْفَ الحياة وضِعْفَ الممات،
ثم لا تجد لك علينا نصيراً ).
وَعِيدٌ جليل الكبرياء، أَحَدِيُّ القهر والجبروت،
أفتدرك منه وعيدَ ربٍّ لمثله، أو لنفسه،
أم وعيدُ قادر قهار متعال
له ملكوت السموات والأرض
لأشرف عباده، وخاتم رسله ؟!
أفلو كان محمد رباً يشرك الله في ربوبيته وإلهيته
– كزعم الصوفية –
أكان يبتليه الله بمثل ذلك الوعيد
الذي يغمر النفس خشيةً ورهبة،
ويقهر عبوديتها قهر الرضى والحب على أن تُخبِتَ لله وحده،
وعلى ألا تتعدى حدوده قَيْدَ لحظة، أو خاطرة !؟.
وهل أشد على نفس المؤمن من أن يتوعده الله بفقدان النصير،
وبعذاب يتجرعه ضعف الحياة، وضعف الممات ؟!
أفي قضايا العقل
– ودينكم يؤمن بربوبية محمد –
أن يتوعَّد الربُّ نفسه،
وينذرها بعذاب الحياة والموت تصلاه ضعفين،
وبالوحدة الصَّمَّاء تقتل في النفس الشعور بالحياة ؟!
******************
( 1 ) غرائز البشرية الصالحة وعواطفها نفس غرائز البشرية الطالحة وعواطفها في الفطرة
والفرق أن صاحب الأولى وجهها وجهة الخير، ووجهها الآخر وجهة الشر
( 2 ) ص 219 جـ 1كتاب رماح حزب الرحيم لعمر بن سعيد الفوني ط 1345
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 08:59 PM
أشرف صفات الرسول في أشرف مقاماته
والله سبحانه يصف رسوله بأشرف الصفات
– وهي العبودية –
في أشرف مقاماته، وأخلدها ذكراً، وأجلها أثراً وغاية
( سبحان الذي أسرى بعبده
ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )
يصفه ربه بالعبودية الصرفة الخالصة وحدها
في تلك الليلة التي استشرف فيها قمة السُّمُوِّ الأعظم،
وتألقت أمجادُه الخوالد الذكريات.
آه لو قيل :
"أسرى بمحمد" فحسب،
إذن لراح الصوفية يثيرون ما يفتنون به من شبهات
لا تجد من اللفظ النور القوي الذي يبددها،
أذن لآلَوْا أن محمداً لم يكن بشراً، ولا عبداً،
وإنما كان روحاً إلهياً سُخِّرت لقدرته الآفاق،
وعُبِّدت لقهره مُتونُ الفضاء،
فجاءت كلمة "عبده" في الآية
حجة الحق المتلألئة التي تبيد الظنون،
وتبدد كل شبهة تختلس الفتنة للعقول بأوهامها.
جاءت برهاناً ربانياً – لا ينقض أبداً –
على أن محمداً صلى الله عليه وسلم،
ما كان إلا بشراً يُوحَى إليه،
حتى في تلك الليلة التي وقف فيها دون عرش ربه الأعظم،
يقبس من نور الله وهداه،
فما بالك به في كل أصائل عمره وعشاياه ؟!.
ويصفه سبحانه بالعبودية في مقام الدعوة إليه
( وأنه لما قام عبد الله يدعوه،
كادوا يكونون عليه لبداً )
وتدبر إضافة "عبد" إلى "الله"
ليغمرَ يقينُ الحق قلبك،
فلا يشتبه عليك الفرق الجليل العظيم الكبير
بين عبودية محمد
وربوبية ربه وألوهيته،
ولا تفتنك مجوسية الصوفية
تبهت الحق بزعمها أن محمداً هو الله !!
ويصفه سبحانه بالعبودية في مقام هو الفيصل الحق الأكبر
بين كون محمد دعياً، وكونه نبياً،
ذلك هو مقام التحدي بالمعجزة العظمى،
معجزة القرآن
( وإن كنتم في ريبٍ مما نزَّلنا على عبدنا،
فأتوا بسورة من مثله ).
والرسول نفسه يضع لنا على الطريق منارات؛
حتى لا نحيد عنه، فنهلك،
ويرشدنا إلى الحق؛ حتى لا تزيغ بنا غلواء الشاعرية في الحب،
فيقول صلى الله عليه وسلم:
" لا تطروني، كما أطرت النصارى المسيح بن مريم،
إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله "
ويدوِّي صوته الأخاذ الرائع بصيحة الحق،
يعظ بها ذلك الصحابي الذي جرفه غلو الحب،
فقال لنبيه :"أنت سيدنا!"
فصاح به؛ ليصمت،
ثم أرسلها تعبر الأجيال والأحقاب والدهور
عظةً شافية هادية
" إنما السيد الله تبارك وتعالى " ( 1 )
فما إن تهامست تحت قبة الفلَك
الأصداء الراعشة الخافتة الواهنة المذعورة من قَوْلة الصحابي،
حتى تجاوبَ الوجودُ كله بِدَوِيِّ الصيحة الهادية من الرسول،
تحول بين الأخرى وبين أن تطمئنَّ في سمع،
أو تهز وتراً من قلب،
وما زالت قلوب المؤمنين تتجاوب
بعظة محمد العظيم في حب وإجلال.
فصلى الله عليه وسلم.
وفي الصلاة – وهي شعيرة الحب العابد –
علمنا الرسول عن أمر ربه
أن نشهد أن محمداً عبد الله ورسوله،
ولكن الصوفية تأبى إلا أن تدين
بأن ذلك الحق باطل وخطيئة،
فتكذب الله ورسوله،
وتقول: لا بل محمد هو الرب الأعظم!
وفي حديث الشفاعة يقص علينا الرسول صلى الله عليه وسلم
أن عيسى عليه السلام
– وقد ناشده الخلق أن يستأذن ربه في أن يشفع لهم عيسى عنده –
يقول: "اذهبوا إلى محمد
عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"
ولكن الصوفية تأبى إلا اتهام عيسى بالحقد على محمد،
وجحود فضله،
فتقول :
لا، بل هو رب نعبده،
ونضرع إليه أن يهب لنا ما يملكه الله وحده،
فيهتف الصوفية حتى يصكوا سمع الصخر
– إن كان له سمع -
:"الشفاعةَ يا محمد"!
تدبر ما ذكرتك به من آيات الله؛
لتؤمن أن محمداً صلى الله عليه وسلم،
لم يبلغ ما بلغ من عظمة وكمال وسمو
إلا بإخلاص الدين لله وحده،
وأنه كان بشراً يوحى إليه،
لا الله،
ولا شريكه
كما تفتري الصوفية !
******************
( 1 ) عن حديث رواه النسائي بسند جيد
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:03 PM
آراء المستشرقين ( 1 )
ومما يلوع النفس بالحسرة، والقلب بالأسى أن يدرك المستشرقون
– على عداوتهم للإسلام – هذا الحق،
ويظل الصوفية – ومنهم أحبار كبار يختالون أنهم أئمة الإسلام –
مصرين في جحود أصم على عداوة ذلك الحق.
يقول نيـكـلسون :
"إذا بحثنا في شخصية محمد،
في ضوء ما ورد عنه في القرآن من آيات،
وما أُثر عنه من الحديث في الصدر الأول،
وجدنا الفرق شاسعًا بين الصورة التي صُوِّر بها في ذلك العهد،
وبين الصورة التي صَوَّر بها الصوفية أولياءهم،
أو تلك الصورة صور بها الشيعة إمامهم المعصوم.
وظهر من المقارنة أن صورة شخصية الرسول
لا تـَفْضُل عند الموازنة صورة الولي الصوفي،
أو صورة الإمام الشيعي،
إن لم تكن دونهما،
ذلك أن الولي الصوفي والإمام المعصوم،
قد وُصفا بجميع الصفات الإلهية،
بينما وصف الرسول القرآن بأنه بشر
فيه كل ما للبشر من صفات،
وأنه ينزل عليه الوحي من ربه بين آنٍ وآخر،
ولكنه لا يتلقاه مباشرة عن الله،
بل بواسطة الملَك،
وأنه لم ير الله قط،
أو يطلع على أسراره،
وأنه لا يتنبأ بالغيب،
ولا يفعل المعجزات، أو خوارق العادات،
بل هو عبد من عباد الله ورسول من رسله " ( 2 )
ثم يتحدث الرجل عن محمد عند الصوفية،
فيقول :
" فمحمد إذن ليس المصدر
الذي يستمد منه جميع الأنبياء والأولياء علمهم بالله،
فحسب،
بل هو الحقيقة الإلهية السارية في الوجود بأسره،
كما أنه العلة الأولى في خلق كل ما هو مخلوق،
والعقل الكلي الذي يصل ما بين الوجود المطلق "الله"
وبين عالم الطبيعة،
وليس العالم إلا صورة الحقيقة المحمدية،
كما أن الحقيقة المحمدية
ليست إلا صورة الله" ( 3 )
ويقول جولدزيهر:
"إن صورة النبي كما صورتها السنة،
قد أصابها التعديل والتحوير،
لكي تتلاءم مع تقديس الأولياء،
حتى نجم عن ذلك أن العقائد الشعبية،
وضعت صورة للنبي تتعارض تماماً مع البيانات البشرية
التي صَوَّر بها القرآنُ والسنة مؤسسَ الإسلام الأول " ( 4 )
ويقول هنيرش بكر :
"من الثابت أن الغنوص ( * ) قد أثَّر في إيجاد هذه الصورة
التي صورتها العصور الوسطى الإسلامية المتأخرة لمحمد،
وكان سببًا في إيجاد ما يشبه عبادة محمد،
وهذه العبادة، وتلك الصورة
مخالفتان لما كان عليه الإسلام الأول كل المخالفة،
أما أولياء الله في الإسلام،
ففي مقابل الأرواح القدسية في الهيلينة
"هم الكائنات الروحية الوسيطة
بين الذات الإلهية وبين المادة عند الغنوصية"
حتى أن محمداً – وهو نموذجهم الأعلى –
ينتهي بأن يصبح هو العقل الموجود منذ الأزل،
وأن يكون الرحيم المُخَلِّص القدير،
وعن طريق هذا المذهب، انقلبت فكرة الوحي
التي كانت موجودة في الإسلام الأول إلى ضدها " ( 5 )
ويقول فيليب حتى :
"والعقيدة الثانية في باب الإيمان
هي أن محمداً رسول الله، وخاتم النبيين،
وفي علم الإلهيات القرآني
ليس محمد إلا بشراً
لم يُتم الله على يده من العجائب غير إعجاز القرآن،
إلا أن التقاليد والأساطير التي اصطنعتها العامة، من بعد،
نسجت حول هامة الرسول هالة من النور الإلهي " ( 6 )
وهكذا يدرك يهود ومسيحيون حقائق من الإسلام
يتعامى عنها أحبار الصوفية،
لقد تجرد أولئك المستشرقون قليلاً من التجرد،
ولكنهم فهموا كثيراً من الفهم الصائب،
فوصفوا الحق ببعض صفاته،
ولولا أنك على بينة من عقائدهم الأسطورية الباطلة،
لظننتهم في قولهم هذا مسلمين
يتهجدون في المحاريب في نور من القرآن!.
أوَ يرضيك أن يصدع بذلك الحق،
قوم لم تلن قلوبهم لدين الحق،
وأن يسجد الصوفية للباطل،
يعبدون خرافاته،
ويمجدون أساطيره،
ويزعمون أنهم أئمة الدين وأعلامه!.
لقد تزعمتَ يا سماحة الشيخ
هذه الجماعة التي دَوَّخها الباطل،
فَهَلَّا ذَكَّرتهم بهدي الله،
وجاهدتهم؛ لتحملهم عليه،
فيؤمنوا به، وتخبت له قلوبهم ؟!
******************
( 1 ) لا أذكر رأي هؤلاء احتجاجاً به،
وإنما هو لبيان أن هذا الحق، قد أدركه هؤلاء المستشرقون على عدواتهم، فقرروه.
على حين يعاديه الصوفية ويكفرون به
( 2 ) ص 158 في التصوف الإسلامي ترجمة الدكتور عفيفي
( 3 ) ص 160 المصدر السابق
( 4 ) ص 234 العقيدة والشريعة لجولد زيهر
( 5 ) ص 12 التراث اليوناني ترجمة الدكتور بدوي
( 6 ) ص 177 جـ 1 تاريخ العرب العام لفيليب حتى
==============
( * ) الغنوصية هي ، في الأساس ، مذهب تأليفي أو توفيقي يُراد به تذويب جميع التيارات الفلسفية والدينية لمزجها فيه ، سواء كانت وثنية أو مسيحية .
وهذا المذهب ، الذي يسعى الى إنقاذ الإنسان وخلاصه بواسطة المعرفة ،
محصورة بقلة من البشر يُدعون "الماريّن" أو "المدرّبين" ،
أو "المطلعين"من دون سواهم على أسرار هذه المعرفة
وهو يشبه ، الى حدّ بعيد ، "ديانات الأسرار الخفيّة " التي نجدها عند اليونانيين والشرقيين.
البدع والهرطقات في القرون الأولى للمسيحية
الجزء الخامس / الكاتب نافع البرواري
هذه الحاشية نقلها أبو فراس السليماني
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:06 PM
كل شيء من نور محمد
بهذا يدين الصوفية، وفيه يتغزلون،
ولقد عبر الدباغ عن هذه الأسطورة إذ يقول:
"اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش
وسماوات وأرضين وجنات وحجب،
وما فوقها، وما تحتها إذا جمعت كلها،
وجدت بعضاً من نور النبي،
وأن مجموع نوره،
لو وضع على العرش، لذاب،
ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش، لتهافتت،
ولو جمعت المخلوقات كلها،
ووضع ذلك النور العظيم عليها،
لتهافتت، وتساقطت " ( 1 ) .
ويقول تيجاني:
"لما خُلِق النور المحمدي،
جمع في هذا النور المحمدي جميع أرواح الأنبياء والأولياء
جميعاً جمعاً أحَدِيًّا،
قبل التفصيل في الوجود العيني،
وذلك في مرتبة العقل الأول " ( 2 ) .
ويقول الحلواني في قصيدته "المستجيرة" يخاطب رسول الله:
أنشاك نوراً ساطعاً قبل الورى ** فرداً لفرد، والبرية في العدم
ثم استمد جميع مخلوقاته ** من نورك السامي، فياعظم الكرم
فلذا إليك الخلق تفزع كلهم** في هذه الدنيا، وفي اليوم الأهم
وإذا دهتهم كربة فرجتها** حتى سوى العقلاء في ذاك انتظم
جُدْ لي، فإن خزائن الرحمن في * يدك اليمين، وأنت أكرم من قسم (3)
والله تعالى يقول :
( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين،
ثم جعلناه نطفة في قرار مكين )،
ومحمد صلى الله عليه وسلم إنسان.
وإلا فليأتوا له بصفة أخرى!
والرسول نفسه صلى الله عليه وسلم يقول:
"خلقت الملائكة من نور،
وخلق الجان من مارج من نار،
وخلق آدم مما وصف لكم " ( 4 ) .
تحدث الرسول عن النور، وعمن خلق منه،
فلم يذكر عن نفسه أنه خلق من نور،
كما ذكر عن الملائكة،
وتحدث عن آدم الأب الأول للبشرية،وعن خلقه،
وأنه خلق مما ذكر الله في القرآن، يعني من طين لازب،
ومحمد صلى الله عليه وسلم ابن آدم!،
فلمن تنتسب الحقيقة المحمدية الصوفية ؟!.
وفي كتاب الله آية واحدة تدكُّ وحدها
كل ما يوفض إليه الصوفية
من نصب أقاموها لهذه الأسطورة،
تلك هي قوله سبحانه لنبيه
( ليس لك من الأمر شيء)
وكلمة شيء
أوسع كلمة في العربية دلالة على العموم والشمول،
حتى أطلقها بعضهم على الموجود والمعدوم،
بل يعمم ابن عربي دلالتها،
حتى يجعلها تتناول الصور الذهنية!
وفوق هذا جاءت كملة "شيء"
نكرة في سياق النفي
فزاد عمومها وشمولها.
وتدبر قوله سبحانه :
( قل : ما كنت بِدْعاً من الرسل،
وما أدري ما يُفْعَل بي، ولا بكم،
إن أتَّبِع إلا ما يوحى إليَّ،
وما أنا إلا نذير مبين).
فهل يدين الصوفية في الرسل جميعاً
بما يدينوه به في محمد،
إذ ليس هو " بِدْعاً من الرسل" ؟!
وتدبر قوله سبحانه لنبيه:
( قل:
إني لا أملك لكم
ضَرًّاً ولا رَشَداً،
قل:
إني لن يجيرني من الله أحد،
ولن أجد من دونه مُلْتَحَدا ).
هذا هو هَدْي القرآن،
فقارن بينه، وبين ما افترته الصوفية من إفك
حول النور المحمدي الذي خلق منه كل شيء !!
وثَمَّتَ توقن أنه ليس في الإمكان
– حتى في النادر المعجز منه –
إيجاد نسَبٍ ما بين ما هدى الله إليه وبه من الحق،
وبين ما ضلَّ به الصوفية،
وأضلَّوا خلقاً كثيراً.
تدبر قول الله تجد الهدى في إشراقه،
والحق في جلاله والحكمة في نورها الإلهي،
وتأمل إفك الصوفية،
تجده قيئاً من الكفر المتقيح !!
******************
( 1 ) ص 84 جـ 2 الإبريز
( 2 ) ص 14 جـ الرماح لعمر بن سعيد
( 3 ) ص 14 وما بعدها من رسالة لأحمد عبد المنعم الحلواني
( 4 ) مسلم وأحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:28 PM
أكان محمد يعرف القرآن قبل نزوله ؟
مما تأفكه الصوفية
أن جبريل عجب حين رأى محمداً يتلو القرآن
قبل أن يُعلِّمه إيَّاه
فسأل جبريلُ،
فأجابه النبي:
ارفع الستر مَرَّةً حين يُلْقي إليك الوحيُ،
ففعل جبريل،
فرأى محمداً هو الذي يوحي إليه،
فصاح مُسَبِّحًا:
منك، وإليك يا محمد ؟!!
وما زال يهذي بهذه الأسطورة
في الرحاب الفساح من الأزهر
رجل لا عمل له سوى إثارة الحرب
مُؤَرَّثة الأحقاد على الكتاب والسنة!!
ويتناقل هذه الأسطورة صوفي عن صوفي
في كل حمأة وثنية، أو حانة صوفية.
ولم لا؟
وقد فـَحَّ بهذه الفِرية أفعوان الصوفية الأكبر ابن عربي؛
إذ يقول مفسراً قول الله سبحانه:
( ولا تَعْجَلْ بالقرآن من قبل أن يُقضَى إليك وَحْيُه) :
"اعلم أن رسول الله أُعْطِي القرآن مُجْمَلًا قبل جبريل
من غير تفصيل الآيات والسور،
فقيل له: لا تعجل بالقرآن الذي عندك قبل جبريل،
فتلقيه على الأمة مُجْمَلًا ،
فلا يفهمه أحد عنك لعدم تفصيله ( 1 ) .
******************
( 1 ) ص 6 الكبريت الأحمر للشعراني
على هامش اليواقيت والجواهر ط 1307هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:31 PM
رَدُّ هذه الفِرْية
وبطلان هذه الفِرْية بَدَهِيُّ يحكم به مَنْ في قلبه بارقة من إيمان،
بيد أن غشاوة الصوفية على بصائر مُعتَنِقيها
حالت بينها وبين إدراك الحقيقة الإيمانية الأولى،
وهي أن رب الوجود هو الله
وحده لا شريك له،
فَلِم لا تحول بينها وبين إدراك بطلان تلك الفرية ؟!
لهذا نذكرك بهَدْي الله سبحانه :
( علَّمه شديدُ القوى،
ذو مِرَّةٍ فاستوى؛ وهو بالأفق الأعلى).
آيات بينات
تهديك إلى أن الذي علَّم رسول الله القرآن هو جبريل،
وإلى أنه صلى الله عليه وسلم:
لم يكن على علم بشيء ما منه
قبل أن يَنزِل جبريل به عليه.
( وقال الذين كفروا: لولا نُزِّل عليه القرآنُ جملةً واحدة
كذلك لِنُثَبِّتَ به فؤادَك ورتَّلناه ترتيلاً،
ولا يأتونك بمثل، إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ).
ويقول ابن عربي
أنه نزل عليه جملة واحدة، فقوله قول الكافرين!!
ومن قوله سبحانه : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر)
نؤمن بأن محمداً صلى الله عليه وسلم
لم يعلم بآية ما من كتاب ربه إلا في ليلة القدر،
فمتى علم الرسول القرآن مجملاً ؟
أقبل ليلة القدر، أم بعده ؟
ومَنْ عَلَّمه إياه مجملاً ؟
أجبريل، أم غيره ؟
ائتوني بأثارة من علم، إن كنتم صادقين.
ويهب الله للحق برهاناً تنجاب به كل ريبة :
( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا،
ما كنتَ تدري ما الكتاب، ولا الإيمان )
أيفهم الصوفية،
أم هي اللجاجة في العناد ؟
( وإذا تُتْلى عليهم آياتنا بينات،
قال الذين لا يرجون لقاءنا:
إئت بقرآن غير هذا، أو بَدِّله،
قل : ما يكون لي أن أُبَدِّله من تلقاء نفسي،
إن أَتَّبِع إلا ما يُوحَى إليَّ،
إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم،
قل: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به،
فقد لبثت فيكم عمراً من قبله،
أفلا تعقلون؟ ).
وفرية الصوفية تناقض هذه الحجة الإلهية
على صدق محمد.
أولا يذكر الصوفية أن رسول الله حين فجأه الوحيُ،
كان يقول – وجبريل يغطه:
"ما أنا بقارئ" ؟!
وأنه عاد إلى زوجه الطيبة الطهور في خوف وقلق،
وأن هذه المؤمنة العظيمة قالت له قَوْلَتَها
التي طَيَّبها الإيمانُ بروحانيته
"والله لا يخزيك الله أبداً"
أفكان يحدث هذا، أو بعضه،
لو أنه صلى الله عليه وسلم، كان على بينة من القرآن،
قبل نزوله عليه ؟
لِمَ قال: ما أنا بقارئ ؟
يكررها ثلاثاً؟
لِمَ عاد خائفاً حتى زَمَّلُوه ودَثَّروه ؟
لِمَ بَثَّ ذات نفسه إلى زوجته خديجة،
ولِمَ ذهب معها إلى ورقة بن نوفل ؟!
كل هذا حدث منه صلى الله عليه وسلم
حتى بعد نزول الوحي عليه!!
أهذه دلائل علم سابق بالقرآن،
ويقين جازم به
قبل نزول جبريل عليه به في ليلة القدر ؟،
أم دلائل مشاعر نفس مؤمنة تقية،
فجأها من الله سبحانه، ما لم تكن تدريه من قبل ؟!
واهاً للصوفية!!
تبصر نور الشمس يتوهج،
فتقول ياللظلام الدامس!!
كبعض الطير يعشيه النهار!!
ولقد كان أعداء الرسول يسألونه مُحْرِجين مُتَعَنِّتين،
يبتغون تكذيبه، والتجديف عليه،
فلم يكن يجيبهم بشيء
– لأنه لا يعرف الجواب –
عما سألوه عنه،
إلا بعد أن ينزل جبريل عليه به.
سألوه عن الروح، وعن فتية الكهف، وعن ذي القرنين،
فقال صلى الله عليه وسلم:
غداً أجيبكم!!
وأنساه حرصه النبيل على إقامة الحجة عليهم وهدايتهم،
فلم يقل: إن شاء الله،
ففتر عنه الوحي حتى حَزَبه الأمرُ،
وبلغت به الشدة مبلغها،
ولم لا؟
وعدُوُّه مُتَرَبِّصٌ به، حريص على تكذيبه،
وعلى أن يثير الشبهات حول رسالته،
ورغم هذا يفتر عنه الوحي!!
ثم مَنَّ الله عليه به،
فعلم عن الله جواب ما سألوه عنه
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل:
"لقد رِثْتَ عليَّ، حتى ظن المشركون كل ظن"
فنزل قوله تعالى :
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) ( 1 ) .
أفكان يحدث هذا،
لو أن رسول الله، كان على بينة من القرآن قبل نزوله ؟
لماذا لم يجب مَنْ سألوه ؟
لأنه لم يكن يعرف الجواب،
ولكن ابن عربي يكفر بكل تلك الدلائل،
ويفتري أسطورته،
فَتَؤُجُّ في الصوفية كالنار في الهشيم،
وتنتشر كالوباء الفتَّاك،
وتظل ديناً يكتبه الشعراني
ويهرف به حمقى الصوفية !!
وعذرنا في إطالة الرد على هذه الفرية
أنها دين قوم يُحسبون على الإسلام، ومن أئمته،
وما زال عَدُوُّ ربه "فلان"
ينعب بها حتى اليوم في رحاب الأزهر،
يضج بها نعيبُه،
والمؤذن يقول : الله أكبر!!
******************
( 1 ) انظر تفسير ابن كثير في هذه الآية
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:35 PM
تعالوا إلى كلمة سواء
فما رأي صاحب السماحة في تلك الوثنيات ؟
ألا يذكي في نفسك الحسرة،
وفي أعماق قلبك السعير،
أن ترى الصوفية تبهت الحقَّ
بما لم يَبْهَتْهُ به إلحادٌ من قبل،
وتجحد به جحوداً،
ليس كعناده عناد، ولا كبغيه بَغْيٌ.
لا تدعْ رُعْبَ القلق يعصف بك،
فيقلب على السهد جنبيك
بحثاً عن كيد تكيد لنا به،
بل
( تعالَوْا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم،
ألَّا نعبد إلا الله،
ولا نشرك به شيئاً،
ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ).
نحب أن نحتكم إلى الكتاب والسنة.
لا تقولوا: قال فلان،
فما أذكركم إلا بقول الله.
اذكروا ابن عباس حبر هذه الأمة،
وهو يقول لمن جادله بقول نسبه إلى العمرين:
"يوشك أن ينزل الله عليكم ناراً من السماء، فتحرقكم
أأقول لكم: قال الله.
وتقولون لي: قال أبوبكر، وقال عمر؟"
فاحذروا أن يقع بكم
ما أشفق من ابن عباس على مجادليه،
واختر يا سماحة الشيخ للمحاجَّة أي مكان تشاء،
ولن أقول لك قبلها:
أنا المصيب،
وإنما أقول لك ما علمه الله لنبيه
– وهو الذي ملأ الله قلبه باليقين الثابت والهدى والحق –
( وإنا، أو إيَّاكم، لعلى هدى، أو في ضلال مبين ).
أما أن تشكو منا إلى النيابة – ولها احترامها –
فهو فرار جبان من صدمة الحق،
وعجز ذليل في الدفاع عن الرأي،
ولا نرتضي – رغم ما صنعت بنا –
أن تَمَسَّك ريبةٌ من تلك النقائص،
وأنت العالم الكبير
الذي تولى من قبل الخطير الكبير من مناصب الأزهر!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:37 PM
الفصل الرابع
وحدة الأديان
آمنت الصوفية بأن الله سبحانه هو عين خلقه،
هذه الأسطورة – أسطورة وحدة الوجود –
استلزمت عند الصوفية الإيمان بوحدة الأديان
سواء منها ما نسجته عناكب الأوهام،
وافترته أساطير الخيال،
وفارت به الشهوات،
أو ما أوحاه الله إلى رسله،
ولهذا آمن الصوفية سلفهم وخلفهم
بأن الإيمان والتوحيد عين الكفر والشرك،
وبأن الإسلام على هداه وقدسه،
عين الدين المجوسي في ضلاله ورجسه.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:38 PM
دين ابن عربي
وكعهدك بي أُذكرك بما اختلقوه من إفك حول تلك الأسطورة؛
ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا مَنْ حَيَّ عن بينة.
يقول ابن عربي:
عقد الخلائق في الإله عقائداً ** وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه ( 1 )
ويقول:
لقد كنتُ قبل اليوم أنكر صاحبي ** إذا لم يكن ديني إلى دينه داني
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة ** فمَرْعى لِغزْلانٍ، ودير لرهبانِ
وبيتٌ لأوثانٍ، وكعبةُ طائفٍ ** وألواحُ توراةٍ، ومصحف قرآنِ
أدينُ بدين الحب أنَّى تَوَجَّهَتْ ** ركائبُه، فالدين ديني وإيماني ( 2 )
ويحذر ابن عربي أتباعه أن يؤمنوا بدين خاص،
ويكفروا بما سواه،
فيقول: "فإياك أن تتقَيَّد بعقد مخصوص،
وتكفر بما سواه،
فيفوتك خير كثير،
بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه،
فكن في نفسك "هَيُولي" ( 3 ) لصور المعتقَدات كلها،
فإن الله تعالى أوسع وأعظم من أن يحصره عَقْد دون عَقْد،
فالكلُّ مصيبٌ،
وكل مُصيبٍ مأجورٌ،
وكل مأجورٍ سعيدٌ،
وكل سعيدٍ مَرْضِيٌّ عنه ( 4 ).
وهذا الدين الأسطوري
يستلزم حتمًا نفي عذاب الآخرة،
فَرَبُّ الصوفية في دينهم
كل مشرك وكل موحِّد،
ويستحيل أن يعذب الرب نفسه،
ولهذا يقول ابن عربي:
فلم يبق إلا صادق الوعد وحدَه ** وما لِوَعيد الحقِّ(5) عينٌ تُعايِنُ
وإن دخلوا دارَ الشقاء، فإنهم ** على لَذَّةٍ فيها نعيمٌ مُبَاينُ
نعيمُ جنان الخُلدِ فالأمر واحد ** وبينهما عند التَّجَلِّي تَبايُنُ
يُسَمَّى عَذاباً من عُذوبةِ طعمِهِ * وذاك له كالقشر، والقشرُ صائنُ(6)
وهكذا يوغل ابن عربي إيغالاً سحيقاً
في الغُلُوِّ العجيب من التناقض،
ويكدح شيطانيته؛
لتبتدع من البدع
ما يقضى به على بقية الخير اليتيمة
من إيمان المسلمين!
لقد آمن بأن الرب عين العبد،
وأن الإيمان صِنْوُ الكفر حقيقة وغاية ،
فما الذي يمنعه من الإيمان بأن الوعد عين الوعيد ؟
وأن نعيم الجنة وكوثرها عين عذاب السعير وغسلينها ؟
لم يمنعه شيء،
فصرح كما ترى به!
فأي قضاء على الدين والأخلاق،
أشد طغياناً من ذلك،
إذا كان العمل الصالح يستوي والعملَ الخبيث،
وإذا كانت الفضيلة عين الرذيلة،
وإذا كان الخيرُ قرينَ الشر،
وما مصير الإنسانية
لو أنها آمنت بهذه الصوفية ؟!
******************
( 1 ) انظر شرح الفصوص لعبد الرحمن جامي شرح الفص الهودي
( 2 ) ص 39 ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق لابن عربي
( 3 ) الهيولي لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح الفلسفي هي
"ما به الشيء بالقوة، أو جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجسم من الاتصال والانفصال"،
وقد استعملها ابن عربي هنا بمعنى القابل،
أي الذي تنطبع فيه صور المعتقدات كلها، وينفعل بها،
وتصدر عنه أفعاله طبقاً لمعتقداته المتنوعة.
( 4 ) ص 191 وما بعدها فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ
( 5 ) يعني بالوعد النعيم في الآخرة، ويعني بالوعيد عذاب الآخرة.
يريد من هذا نفي العذاب مطلقاً في الآخرة حتى للمشركين
( 6 ) ص 94 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:40 PM
الحكم بنجاة فرعون
وبهذا يحكم ابن عربي بنجاة فرعون موسى،
يقول معقباً على قوله تعالى : ( قرة عين لي ولك ) :
" فبه قَرَّت عينُها بالكمال الذي حصل لها،
وكان قرة عين لفرعون بالإيمان
الذي أعطاه الله عند الغرق،
فقبضه طاهراً مطهراً،
ليس فيه شيء من الخبث ". ( 1 )
ويقول عن فرعون أيضاً :
"فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه،
ونجَّى بدنه،
فقد عمته النجاة حِسًّا ومعنى ".( 2 )
واقرأ بقية ما افتراه في "الفص الموسوي" من كتابه الفصوص،
ففيه يفضِّل فرعون على موسى!.
******************
( 1 ) ص 201 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
( 2 ) ص 212 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:43 PM
دين الجيلي
الجيلي يؤمن بوحدة الوجود، كما بينت لك،
وأنقل لك هنا نصاً يدينه، ويكشف عن معتقده هذا،
وهو إيمانه بأن الله عين خلقه.
وما الخلق في التمثال إلا كثلجة ** وأنت بها الماء الذي هو تابع
وما الثلج في تحقيقه غير مائه * وغَيْران في حكم دعته الشرائع (1)
ولكن بِذَوْبِ الثلج يُرْفَع حكمُه ** ويوضع حكمُ الماء، والأمر واقع
تَجَمَّعت الأضدادُ في واحد البَها * وفيه تلاشت، وهْوَ عنهن ساطع(2)
ولإيمان الجيلي بوحدة الوجود، آمن بوحدة الأديان.
وأسلمتُ نفسي حيث أسلمني الهوى ** وماليَ عن حكم الحبيب تنازع
فَطَوْراً تراني في المساجد راكعا ** وإنيَ طوراً في الكنائس راتع
إذا كنتُ في حكم الشريعة عاصيًا** فإنيَ في علم الحقيقة طائع(3)
ويقول مفسراً لا إله إلا الله:
"يعني الإلهية المعبودة ليست إلا أنا،
فأنا الظاهر في تلك الأوثان،
والأفلاك والطبائع،
وفي كل ما يعبده أهلُ كل ملة ونِحْلة،
فما تلك الآلهة كلها إلا أنا؛
ولهذا أثبت لهم لفظ الآلهة،
وتسميته لهم بهذا اللفظ من جهة ما هم عليه في الحقيقة
تسمية حقيقية لا مجازية...
إنه أراد أن يبين لهم أن تلك الآلهة مظاهر،
وأن حكم الألوهية فيهم حقيقة،
وأنهم ما عبدوا في جميع ذلك إلا هو،
فقال : لا إله إلا أنا،
أي ما ثَم من يُطلَق عليه اسم الإله إلا وهو أنا ..
لا إله إلا أنا،
أي ما ثَمَّ إلا أنا،
وكل ما أطلقوا عليه اسم الإله، فهو أنا ". ( 4 )
هذه الوثنية الطاغية الجاحدة
تُبشِّر بها الصوفية على أنها التوحيد الخالص ،
ورَفيفُ الروحانية من قُدُس السماء !
******************
( 1 ) تأمل سخريته بالشرائع، لا لشيء سوي أنها تحكم بالمغايرة بين الخلق والخالق في الذات والصفات.
والجيلي يشبه الوحدة بين الله وخلقه بالوحدة بين الثلج والماء،
فكلاهما عين الآخر، فالثلج ماء متجمد، والماء ثلج ذائب،
فالمغايرة بينهام في الاسم، لا في الحقيقة،
كذلك الله وخلقه،
إذ المغايرة بينهما في الاسم فقط، كالمغايرة بين الماء في حال تجمده، وبينه في حال ذوبانه
( 2 ) ص 23جـ1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ
( 3 ) ص 143جـ1 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ط 1231هـ
( 4 ) ص 69 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي،
وتراه يصوِّب عبادة الأصنام، وعبادة الأفلاك، وعبادة الطبيعة،
لأن هذه الأشياء التي عبدت ليست إلا ذات الله متعينة في تلك الصور،
ومسماة بتلك الأسماء!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:44 PM
إبليس عند الجيلي
وعجب يدهش منه العجب ،
أن ترى الصوفية حَفِيَّة دائماً
بتقديس عدو الله ، كفرعون، وإبليس،
ثم تزعم للناس أن أقطابها أحِبَّاءُ الله وأوِدَّاؤه،
وأنهم مشارق ألوهية وربوبية،
وأن لهم القدرة الخلاقة القهارة
التي تُسَخِّر الوجود كله لقبضتها الظلوم!
لقد مَجَّد ابنُ عربي فرعونَ،
حتى فضَّله على موسى كليم الله،
وهاهو الجيلي يمجد إبليس العدو الأول لله وللبشرية!
يقص الله علينا إباء إبليس عن السجود لآدم،
وقوله :" أنا خير منه "
فيقول الجيلي:
"وهذا الجواب يدل على
أنَّ إبليس من أعلم الخلق بآداب الحضرة،
وأعرفهم بالسؤال، وما يقتضيه من الجواب"
واقرأ بقية خطاياه في كتابه "الإنسان الكامل"؛
لتراه في إعجابه الرائع بإبليس، وتقديسه له،
وحكمه بأنه في الفردوس يوم القيامة،
يقول الجيلي ص 42 جـ 2 من الإنسان الكامل :
" لا يُلْعَن إبليس أي لا يطرد من الحضرة الإلهية
إلا قبل يوم الدين؛ لأجل ما يقتضيه أصله،
وهي الموانع الطبيعية التي تمنع الروح
عن التحقق بالحقائق الإلهية،
وأما بعد ذلك
فإن الطبائع تكون لها من جملة الكمالات فلا لعنة،
بل قربٌ محض،
فحينئذ يرجع إبليس إلى ما كان عليه
عند الله من القرب الإلهي..
قيل إن إبليس لما لُعن هاج وهام لشدة الفرح
حتى ملأ العالم بنفسه،
فقيل له: أتصنع هكذا، وقد طردت من الحضرة ؟
فقال: هي خِلْعَةٌ أفردني الحبيب بها
لا يلبسها مَلَكٌ مقرب ولا نبيٌ مرسل"
هذا نص الجيلي بلفظه!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:47 PM
دين ابن الفارض
يقول في تائيته الكبرى:
فبِي مجلسُ الأذكار سَمْعُ مُطَالِعٍ ** ولي حانَةُ الخمار عينُ طليعةِ
وما عقد الزُّنَّارَ(1) حُكْمًا سوى يدي * وإن حُلَّ بالإقرار بي، فَهْي حَلَّتِ
وإن نار بالتنزيل محرابُ مسجدٍ ** فما بار بالإنجيل هيكلُ بَيْعَةِ (2)
وأسفارُ توراة الكليم لقومه ** يناجي بها الأحبارُ في كل ليلةِ
وإن خَرَّ للأحجار في البُدِّ (3) عاكفٌ ** فلا وَجْهَ للإنكار بالعصبيةِ
وما زاغت الأبصارُ من كل مِلَّةٍ ** وما راغت الأفكار من كل نحلةِ
وما احتار مَنْ للشمس عن غِرَّة صَبا(4) **
وإشراقُها من نور إسفار غُرَّتي
وإن عبد النارَ المجوسُ ، وما انطفت **
كما جاء في الأخبار في ألف حجةِ (5)
فما قصدوا غيري، وإن كان قصدهم **
سواي، وإن لم يُظْهِروا عَقْد نيةِ
حانات الخمر، ومواخير الخطايا،
وصَلَوات ( 6 ) اليهود وبِيَع النصارى
وهياكل المجوس والصابئة،
وبيوت الأصنام،
ومجالس الذكر، ومساجد الله،
كلها عند ابن الفارض ساح فِسَاحٌ
يُعْبَد فيها الله عبادة يحبها ويرضاها ؛( 7 )
لأنه المعبود فيها والعابد !!
وهذا المشرك العاكف على الأصنام يسجد لصخورها الصُّم ،
وهذا الصابئ الساجد في معبد الكوكب ،
وهذا المجوسي يتبتل بضراعته إلى النار ،
وهذا اليهودي التائه يريق الدموع على مَبْكَاهُ ،
ويُؤَجِّج سعير الحقد على الله ،
كلُّ هؤلاء عند ابن الفارض
على بينة من الهدى والفرقان ،
فما هم في دينه إلا الذات الإلهية
متعينة في صور بشرية !!
******************
( 1 ) هو ما يشده النصارى على أوساطهم
( 2 ) معبد النصارى
( 3 ) الصنم أو بيت الأصنام
( 4 ) مال قلبه
( 5 ) يشير إلى ما يقال من أن نار المجوس التي ظلت تشتغل ألف عام خمدت ليلة مولد النبي
( 6 ) أمكنة عبادتهم
( 7 ) يقول جولد زيهر: "مهما تظاهر الصوفيون بتقديرهم للإسلام،
فلغالبيتهم نزعة مشتركة إلى محو الحدود التي تفصل بين العقائد والأديان،
وعندهم أن هذه العقائد كلها لها نفس القيمة النسبية إزاء الغاية المثلى التي ينبغي الوصول إليها "
ص 151 العقيدة والشريعة.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:50 PM
الفصل الخامس
شيوخ الصوفية وكراماتهم (1)
عبادة الأحبار والكهان
ما ألحفت الصوفيةُ في شيء
إلحافها في الدعوة إلى اتخاذ شيوخها
أرباباً من دون الله،
ففرضت على الدرويش أن يكون وِطاءً ذليلًا لشيخه
مُستَعبَدَ الفكر سليب الإرادةَ
كجثة الميت في يد الغاسل،
وجعلت هذه العبودية الممتهنة
أولى الدلائل على طاعة المريد لشيخه،
وعلى حبه له،
وعلى أنه يرقى معارج الوصول إلى حظائر القدس.
اسمع إلى طيفور البسطامي يقول :
"من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان" ( 2 )
وإلى صاحب لطائف المنن يزعم :
"من لم يكن له أستاذ يصله بسلسلة الأتباع،
ويكشف له عن قلبه القناع،
فهو في هذا الشأن لقيط لا أب له،
دعيٌّ لا نسب له " ( 3 )
وإلى محمد عثمان يقرر آداب المريد مع شيخه:
"ومشاهدتك له في كل حال وَرَدَ عليك أنه بواسطته إليك يا فتى،
ومنها أن تجلس جلوس الصلاة عنده،
وأن تفنى فيه،
وألا تجلس فوق سجادته،
وألا تتوضأ بإبريقه
ولا تتَّكئَ على عكازه،
واسمع ما قال بعض الأصفياء:
من قال لشيخه: لمَ؟!
لا يفلح،
ولتكن محضره في قلبك وخيالك،
فإن غفلت عنه وقتاً،
فهذا من مقتك،
واجتهد في أن تنال مقام الفناء فيه،
فَمِنْ ثَمَّ ترقى إلى مقام البقاء به " ( 4 )
وقد نظمها مصطفى البكري، فقال:
وسَلِّم الأمرَ لهُ، لا تعترضْ ** ولو بعصيانٍ أتى أذًى فُرِضْ
وكن لديه مثلَ مَيْتٍ فاني ** لدى مُغَسِّلٍ؛ لتمسي داني
ولا تَطَأ له على سجادة ** ولا تَنَمْ لهُ على وسادة (5)
وقد سبقه الجيلي بهذا.
وكُنْ عنده كالميْتِ عند مُغَسِّلٍ ** يُقَلِّبْه كيف يشاء، وهو مطاوعُ(6)
وتُحتم الصوفية على المريد ألا يعصي شيخه في أمر أو نهي،
وإن رآه يخالف السنة المحمدية ( 7 )
ولكي يظل الدرويش تحت قبضة الشيخ يستذل كرامته،
ويغصبه ماله وعرضه،
قررت الصوفية على لسان الشعراني
أن من أشرك بشيخه شيخاً آخر وقع في الشرك بالله،( 8 )
وأن من أخذ الطريق على غير شيخه، كان على غير دين .( 9 )
وكتب الصوفية طافحة بمثل تلك المنكرات
التي تهدر الكرامة والقيم الإنسانية النبيلة،
وتجعل من الإنسان لِقًى طريح الذل والهوان والصغار،
وموطئاً مستعبدا لكل نعل نجسة باغية الوَطْء،
تـنـزو بالرجس الحقير،
وهذا سر ما ترى عليه الصوفية من انشطارها شطرين،
شطر معبود، وآخر عابد،
وسرُّ ما يروعك إذ تبصر شيخاً كبيراً كبيراً
يلعق نعل طفل صغير
ما زال يتعثر في خراءته،
ويتلطخ بنجاسة بوله!!
لا لشيء سوى أنه حفيد مولاه شيخ الطريقة،
ففيه سِرُّه، وفيه ربَّانِيَّتُه !! (10)
وسر مخالفة الصوفية جميعاً عن أمر الله؛
لما يدينون به من أن شيوخهم
لا يهمسون بهمسة
إلا عن وحي من الله،
فقلوبهم العروش التي استوى عليها برحمانيته،
وسماوات كبريائه وجلاله وجماله،
وأقداس وحيه التي يفيض منها هداه !!
يقول القشيري:
"من صحب شيخاً من الشيوخ،
ثم اعترض عليه بقلبه،
فقد نقض عهد الصحبة،
ووجبت عليه التوبة !!
على أن الشيوخ قالوا:
حقوق الأستاذين لا توبة منها " (11)
******************
( 1 ) لا ينكر مسلم إكرام الله لأوليائه
بما وعدهم به من أن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة،
ونستطيع أن نعرف من القرآن ما يكرم الله به أولياءه
فقد وصفهم الله بأنهم المؤمنون المتقون،
فاقرأ في القرآن ما أعده الله للمؤمنين المتقين،
تعرف ما يكرمهم الله به،
ولكنك لن تجد فيه ما يزعمه الصوفية
( 2 ) ص 147 كتاب الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية ط 1913م
( 3 ) ص 146 المصدر السابق
( 4 ) الهبات المقتبسة لمحمد عثمان ط 1939م
( 5 ) بلغة المريد للبكري
( 6 ) منحة الأصحاب للرطبي ص 75
( 7 ) انظر ص 131 قواعد الصوفية
( 8 ) ص 154 المصدر السابق
( 9 ) ص 103 جـ 2 لطائف المنن وقد شاكلوا الإسماعيلية في ذلك
إذ يزعمون أن من أشرك مع إمامه سلطة أخرى أو ارتاب في وجوب الطاعة له،
كان كمن أضاف للنبي نبياً آخر، وكمن شك في نبوته،
وبذا صار كمن وضع مع الله إلهاً آخر.
انظر ص 218 العقدية والشريعة لجولد زيهر
(10) نصبت مشيخة الطرق طفلاً سنه خمس سنوات شيخاً لسجادة كبرى في مصر
انظر ص 154 المجموعة الدمرداشية!!
(11) ص 151 الرسالة للقشيري
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:52 PM
لماذا يتوسل الصوفية بالقبور
لن أجادلك هنا يا سماحة الشيخ
في توسل الصوفية بالمقبور، وبالقبور ( 1 )
فإنه أهون ما تقترف الصوفية وضحاياها من وثنية،
وأحبارها لا يتراءون بالولاء الخاشع لأصنام القبور
حُباً في المقبور،
بل لما يُجْمَع لأوثان الموتى من نذور!!
******************
( 1 ) قال الجنيد عن قبر معروف الكرخي:
"قبر معروف ترياق مجرب يستشفى به ويتبرك"
انظر ترجمة معروف في الرسالة للقشيري والطبقات للسلمي،
وهكذا عبدت الصوفية القبور منذ نشأتها!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:55 PM
آراء المستشرقين في التوسل
يقول جولد زيهر:
"بقي كثير من عناصر الديانات السابقة للإسلام،
واستأنفت حياتها في المظاهر العديدة الخاصة بتقديس الأولياء.
وفي الحق
ليس من شيء أشد خروجاً على السنة القديمة
من هذا التقديس المبتدع
المفسد لجوهر الإسلام والماسخ لحقيقته،
وإن السني الصادق الحريص على اتباع السنة
لا بد أن يعده من قبيل الشرك
الذي يستثير كراهيته واشمئزازه"
ويتحدث عن تقديس العامة للأولياء،
فيقول:
"وأضرحة الأولياء والأماكن المقدسة الأخرى
هي موضع عبادتهم التي يرتبط بها أحياناً ما يظهره العامة
من تقديس وثني غليظ لبعض الآثار والمخلفات،
بل إن العامة تخص الأضرحة ذاتها
بمالا يقل عن العبادة المحضة"
ويتحدث عن الولي المحلِّي:
"ويخشى الواحد منهم أن يحنث في يمين حلف فيه باسم الولي
أكثر مما يحمر خجلاً عندما يحلف بالله باطلاً " ( 1 )
ويقول رونلدسن:
"بالرغم من التوحيد المصرَّح به في القرآن
فإن الأمم الإسلامية، لا زالت تحتفظ بكثير من العادات الوثنية؛
فإن من أهم الصفحات في الحياة الدينية للعوام
في جميع الأمم الإسلامية،
هو تقديسهم لقبور الصالحين،
وفي هاتين القضيتين ساير العلماء المحدثون ( 2 ) اندفاعَ الرأي العام،
وقد أصبح لكل قوم
أئمة محليون
يزورون قبورهم وآثارهم،
فيفرح ذلك الإمام،
ويشفع لهم،
وينجيهم
من الفقر والمرض " !! ( 3 )
وهكذا يدع الصوفية الفرصة سانحة لعدو الإسلام،
ليجدف عليه بما يقترف الصوفية!!
تأمل فيما قاله،
تجده صوفية مُصَوَّرة بكل خبثها!!.
لن أجادلك في التوسل،
وفي أنه شرك أصم،
إذ التوسل خَبَثُ شرك آخر أشد خبثاً منه،
فالصوفية يعتقدون
أن أولياءهم ليسوا بشراً،
وإنما هم آلهة
تخلق ما تشاء وتختار،
أو هم
– كما نقلنا لك من قبل –
ذات الله سبحانه وتعالى
تجسدت مرة فكانت تيجانية،
وأخرى، فكانت نقشبندية،
وأخرى، فكانت رفاعية،
أو شاذلية،
أو برهامية !!
******************
( 1 ) النصوص السابقة عن ص 234، 232 العقيدة والشريعة
( 2 ) التعميم الخطأ، فالمحدثون يرون هذه البدعة من الشرك،
ولعله يقصد من وضعوا الأحاديث التي نسبت زوراً إلى رسول الله،
وترشح لقبول هذه البدعة
( 3 ) ص 266 عقيدة الشيعة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 09:59 PM
صوفي يخطب الجمعة عارياً
الشعراني كاهن الخطايا الصوفية، يبشر بها،
ويكافح في سبيل الدعوة إليها،
وعجيب أن ترى الشعراني
يعقد على ذكر كل اسم صوفي يتنزَّى جسده فاحشة بقوله:
"رضي الله عنه" !
اسمع إلى الكاهن يبشر بهتك العورة كرامة!
"ومنهم الشيخ إبراهيم العريان، كان يطلع المنبر،
ويخطبهم عرياناً،
فيقول: السلطان، ودمياط، وباب اللوق،
بين الصورين، وجامع طولون،
الحمد لله رب العالمين،
فيحصل للناس بسط عظيم " ( 1 ) .
أَمِنْ رَفِيفِ الروحانية بعبير القدسية مَنُّ الولي
على حشد محشود بعورة مكشوفة،
وهذيان مخبول ؟!
تصور،
واجعل خيالك رحيباً رحيباً مُجَنَّحاً بتهاويل الشاعرية،
حتى يمكن أن يتصور
مشهد ولي يبارك المصلين
بهتك عورته !!
تصور ذلك المعبود
يصعد إلى المرقاة الأخيرة من المنبر في يوم جمعة،
حتى إذا أنعم الشهود فيه الأبصار،
وحدَّقوا إليه بالأفكار،
ورَنَوْا إليه بالقلوب،
ابتغاء تَرَشُّف العظة الهادية.
حتى إذا هوَّمت عليه النواظر،
وطافت به المشاعر،
وحوَّمت حوله الأحلامُ والعواطف،
هتك الستر عن عورته فضلاً منه ونعمة ؟!
ذلك المعبود على منبره، في جامعه،
في جمعته يجمع الناس حوله؛
ليعظهم عظة تصلهم بأسباب السماء،
فيسمعهم ذلك الهراء المخبول،
وهو مُنْهَتِكُ السوءة:
"باب اللوق. الخ".
تلك الصورة الوثنية التي يراها الخيال الفسيح
الذي قد يستشرف غيب الأبد،
ويهب للمستحيل أحياناً وجوداً في تَهْويماته
– يراها أشد استعصاء عليه من تصور وجود المستحيل،
بيد أن الشعراني يؤكد لنا أنها حقيقة صوفية،
فيدين بها، ويبشر بها،
ويدعو الله أن يَغمُرَ مُقترِفَها برضاه،
ولا يأخذنَّك العجبُ؛
فإنه صوفي!.
إننا نعرف من كتاب الله أن الآدمية
عوقبت على ذنبها الأول بكشف السَّوْءَة!
( فَدَلاهما بغرور،
فلما ذاقا الشجرة،
بَدَتْ لهما سَوْءَاتُهما ).
فماذا يريد الشعراني من دين؟
******************
( 1 ) ص 129 جـ 2 الطبقات الشعراني ط ابن شقرون
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:01 PM
صوفي يبهت البريء بذنبه
ويمضي الشعراني في تمجيد شيخه العريان فيقول :
"وكان يُخرج الريح بحضرة الأكابر،
ثم يقول: هذه ضرطة فلان،
ويحلف على ذلك،
فيخجل ذلك الكبير منه ". ( 1 )
ولَشَدَّ ما يَشْدَخ العجب رأسه من العجب
من صوفي يقدس الصوفية خطاياه،
ويجعلون من معجزات قُطْبانيَّته
بَهْتُ البريء بذنبٍ افترى هو جريرته،
أو بخطيئة "ذَوْقية" يمجها حتى ذوق الخنفساء!.
هذا مع استحلال الكذب المفضوح العريان،
مقسماً بالله على صدقه!.
أرأيت إلى الصوفية كيف تعبد خاطئاً
ينفث مثل هذه اليحاميم المنتنة الخانقة
في مجالس العظماء،
ثم لا يمنعه فساد ذوقه،
وسوء أدبه من أن يقذف سواه بذنبه،
ويحلف بالله على صدق بهتانه ؟!
******************
( 1 ) ص 129 جـ 2 الطبقات الشعراني ط ابن شقرون
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:05 PM
الصوفي يؤجر على كشف عورته
وإليك ما يأفكه الدباغ:
"إن غير الولي إذا انكشفت عورته، نفرت منه الملائكة الكرام،
والمراد بالعورة: العورة الحسية،
والعورة المعنوية التي تكون بذكر المجون وألفاظ السفه،
وأما الولي،
فإنها لا تنفر منه، إذا وقع له ذلك؛
لأنه إنما يفعله لغرض صحيح،
فيترك ستر عورته لما هو أولى منه ". ( 1 )
لقد جعلها الشعراني كرامة خاصة بالعريان،
أما الدباغ، فيجعل كشف العورة
دستوراً في الولاية الصوفية !،
أما الكمشخانلي، فيحدثنا عن أنواع الأولياء المتصرفين،
فيقول:
"والرحمانيون وهم ثلاثة أيضاً،
وهم عند الوحي يجلسون عرايا،
ويسمعون الوحي ويفهمون المراد منه ".! ( 2 )
فتأمل
الصوفية تزعم أن أولياءها يسمعون الوحي!
ومن هم؟
سفهاء عرابيد،
اتخذتهم الخطايا دعاة مجونها وسفهها!
وألسنة تعبر عن سوءاتها!.
جرد يا سماحة الشيخ كتيبة من علمك،
وسلطان منصبك؛
لتؤدب هؤلاء الأقطاب الذين يهتكون عوراتكم،
ولعل هذه العورات المتكشفة في فجور
أجدر بأن تشكوها إلى النيابة
ممن يدعوكم إلى سترها،
ورتق فتوقها المفتضحة!.
******************
( 1 ) ص 43 جـ 2 الإبريز للدباغ ط 1292هـ
( 2 ) ص 123 جامع الأصول في الأولياء
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:10 PM
تطور الصوفيين إلى وحوش وغيرها
يقول الشعراني عن الغمري:
"ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب،
فرآه جالساً في الهواء، وله سبع عيون"
ويقول عن الشيخ أبو علي:
"تدخل عليه تجده جندياً،
ثم تدخل عليه، فتجده سبعاً،
ثم تدخل عليه فتجده فيلًا،
وكان يقبض من الأرض، ويناول الناس الذهب والفضة " .( 1 )
ترى لو أن مسلماً قتل صوفياً وهو" فيل، أو سبع"
أتلزمه الدية، أم يلزمه القصاص ؟
يزعم الشعراني أن ذلك الشيخ المتطور إلى فيل وسبع
قد قطعه بعض الناس بسيوفهم،
وأخذوه في تليس،
ثم أصبحوا، فوجدوا الشيخ حياً جالساً "! ( 2 )
خطايا:
ثم ذكر الشعراني من جرائم شيوخه
ما يفسد الصبي على أمه الطهور
بأسلوب تستحي حتى البغي أن تهمس به في حانتها المعربدة،
فاقرأه، تجد ثورة الخطيئة من جسد أوجعه الشبق!.
اقرأ ما سجله عن كرامات علي وحيش وأبو خودة ( 3 ) وغيرهما،
ثم اذكر ما كان يقترفه المجرمون من قوم لوط،
وبأية جريرة منكرة أخذهم الله أخذة رابية!
وثمت ترى الشعراني يجعل من هذه الفاحشة الموبقة
كرامة لسادته هؤلاء!
معقباً على ذكر كل جريمة يقترفها فاسق منهم بقوله:
رضي الله عنه!
ولا تعجب،
فتلك الجريمة دين الصوفية من قديم.
قال يوسف بن الحسين الرازي:
"نظرت في آفات الخلق، فعرفت من أين أُتُوا،
ورأيت آفة الصوفية في صحبة الأحداث،
ومعاشرة الأضداد، وأرقاق النسوان ". ( 4 )
وإنه ليعترف بعدها بما يدينه بتلك الخطايا فيقول:
"كل ما رأيتموني أفعله، فافعلوه
إلا صحبة الأحداث،
فإنه أفتن الفتن " ( 5 )
ويقول: "عاهدت ربي أكثر من مائة مرة، ألا أصحب حدثاً،
ففسخها علي حسن الخدود، وقوام القدود، وغنج العيون،
وما سألني الله تعالى معهم عن معصية " ( 6 )
ويقص الخراز أنه رأى إبليس في النوم، فقال له:
"تركت لي فيكم لطيفة. قلت: ما هي؟
قال: صحبة الأحداث،
قال أبو سعيد : وقَلَّ من يتخلص من هذا من الصوفية ". ( 7 )
ولقد وبخ الله سبحانه قوم لوط بقوله:
( أتأتون الذكران من العالمين ) ؟
ولعنهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل،
فما بالك بالصوفية،
وقد اقترفت هذه الجريمة في صورة نكراء منكرة
مسفة في الخزي والضعة والحقارة،
اقترفتها مع الذكران ومع العجماوات من الدواب!؟
وأين؟ على قارعة الطريق،
وعلى مشهد من كل رائح إلى السوق، أو غادٍ منه!
ذلك ما ذكره الشعراني،
وجعله كرامة ربانية لأوليائه، ويزيدها تفصيلاً،
فيزعم أن "وحيشاً" كان يرغم صاحب الدابة
على أن يستذلها له عند اقتراف الجريمة! ( 8 )
وينازعني الحياء؛
لكيلا أسطر لك جرائم الصوفية بأسلوب الشعراني،
فخذ بكتابه، وطالع فيه أية ترجمة لصوفي،
وثمت تطالعك الجريمة
بوجهها الدميم الصفيق الغليظ المنكر!.
******************
( 1 ) ص 80، 81 جـ2 الطبقات
( 2 ) ص 80 المصدر السابق
( 3 ) ص 122، 123جـ2 طبقات ط صبيح ويقول الشعراني عن أبي خودة:
"وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة، أو أمرداً راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته
سواء كان ابن أمير أو ابن وزير ولو كان بحضرة والده أو غيره،
ولا يلتفت إلى الناس"
( 4 ) ص 190 طبقات الصوفية للسلمي
( 5 ) ص 189 نفس المصدر
( 6 ) ص 191 نفس المصدر
( 7 ) ص 232 نفس المصدر
( 8 ) طالعها في الطبقات جـ 2 ص 135 ط صبيح
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:18 PM
رِمَّةٌ تـتصرف في الوجود
يقول الشعراني: "إن شيخي أخذ عليَّ العهد في القبة
تجاه وجه سيدي أحمد البدوي، وسلمني إليه بيده،
فخرجت اليد الشريفة من القبر،( 1 ) وقبضت على يدي
قال سيدي الشناوي:
يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك،
فسمعت سيدي أحمد يقول من القبر: نعم!.
ولما دخلت بزوجتي، وهي بكر،
مكثت خمسة أشهر لم أقرب منها،
فجاء، وأخذني، وهي معي، وفرش فرشاً فوق ركن قبته،
وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه،
وقال: أزل بكارتها هنا،
فكان الأمر تلك الليلة،
وتخلفت عن حضوري للمولد، وكان هناك بعض الأولياء،
فأخبروني أن سيدي أحمد البدوي
كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح،
ويقول: أبطأ عبد الوهاب، ما جاء!"
ثم يزعم أن البدوي يدعو العرب والعجم ويسوقهم إلى مولده،
وأنه أرى الشعراني كثيراً من الأحياء والأموات
من الشيوخ والزَّمْنَى بأكفانهم يمشون ويزحفون معه
يحضرون المولد! ( 2 )
ويقول عن الحريثي:
"قصدته في حاجة، وأنا فوق سطوح مدرسة أم خوند بمصر،
فرأيته خرج من قبره يمشي من دمياط.
إلى أن صار بيني وبينه نحو خمسة أذرع،
فقال: عليك بالصبر، ثم اختفى "!. ( 3 )
هنا يكاد الإنسان يفقد عقله!
إذ لا يتصور حتى ممن به مسكة ولهى من عقل
أن يهرف، ويخرف بمثل ذلك الخبال
ولكن لا عجب،
فكل صوفي عدو للعقل فوق عداواته للشرع.
كل صوفي يؤمن بأن "الذوق" وحده هو وسيلة المعرفة،
أما العقل عندهم، فطاغوت أخرق،
أما الشرع، فماديَّةٌ تنشب مخالبها في الصخر،
دون أن ترمق السماء بنظرة واحدة!
أو هو نوع من عبادة التاريخ الميت؛
ولهذا تتباين عندهم قيم الأشياء، تبعاً لتباين الأذواق!
وقد يرى الصوفي الباطل، فيما يرى غيره فيه الحق!
ولا يضيرهم أن يتوتر التناقض بين ما يؤمن به صوفي،
ويكفر به آخر غيره،
فكلاهما في الدين الصوفي على حق.
ولعل هذا سر فريتهم "من اعترض، انطرد!"
إذ ربما حكمت بالشرع أو بالعقل على شيء ما بأنه باطل،
وهو في "ذوق "( 4 ) شيخك حق!
فتعرض نفسك للطرد من حظيرته.
على هذا يحمل الشيوخُ الدراويشَ، ويستعبدونهم،
فما يفعل الشيخ من شيء،
إلا ويوحي إلى درويشه أنه فعله عن أمر إلهي،
وإن يكن ما فعله خطيئة خاطئة.
ولا يملك الدرويش إلا أن يؤمن!
ألا ترى الجنيد يجيب – حين سئل: أيزني العارف ؟ -
بقوله: "نعم!
وكان أمر الله قدراً مقدوراً" !
حَقٌّ لوَّنه بباطل.
ذلك الجنيد!
زانٍ ويسميه عارفاً!
أي مؤمناً بلغ ذروة الإيمان،
لأنه رأى القضاء في لوح الغيب فنفذه .!( 5 )
والرسول يقول:
"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".
تنكر الصوفية على العقل أنه وسيلة إلى المعرفة،
ويرهقها حنقاً من أن يحكم بالمغايرة بين الضدين، أو بين النقيضين،
وتنكر على الشرع تفرقته بين الإيمان والكفر، أو الخير والشر؛
إذ لا تؤمن بغير "الذوق"
سماء وحي، وقدس إلهام!
ولهذا كان من اصطلاحاتهم المشهورة:
" من ذاق عرف "
أي من جعل " الذوق " وحده الوسيلة إلى المعرفة،
كان حقاً من العارفين بكنه الحقائق الربانية!
أرأيت إلى الشعراني
يؤكد أن سيده البدوي حيٌّ
رغم تعفن البلى في رمته ؟!،
وأنه يطبخ ويغسِل،
ويدعو الأحياء والموتى إلى مولده ؟!
أرأيت إليه يؤكد
أنه حين أخطر "الحريثي" في باله،
قام من قبره،
وهرول إلى مصر
على قدميه من دمياط ؟!.
******************
( 1 ) يذكر الصاوي في حاشيته على شرح الخريدة للدردير،
أن الرفاعي وقف تجاه قبر الرسول، وناجاه بهذين البيتين:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ** تقبل الأرض عني، وهي نائبتي
وهذه دولة الأشباح، قد حضرت ** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي!!
قالوا: فخرجت اليد من القبر،
ويظهر أن الشعراني أبى إلا أن تكون له ولسيده البدوي تلك الكرامة!!
( 2 ) اقرأ ترجمة السيد البدوي في طبقات الشعراني
( 3 ) جـ 2 ص 154 المصدر السابق ويروون أن رجلاً قصد إلى ضريح صوفي "
مشتكياً فمد له من القبر بعود الريحان خطاباً مكتوباً فيه بيت من الشعر لم يجف مداده"
انظر ص 318 جـ 2 شرح الحكم لابن عجيبة
( 4 ) يعرف القيصري الذوق بقوله:
"ما يجده العالم على سبيل الوجدان والكشف لا البرهان والكسب،
ولا على طريق الأخذ بالإيمان والتقليد" ص 193 مطلع خصوص الكلم،
أو هو "أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية
عند أدنى لبث من التجلي البرقي" ص 101 جامع الأصول للكمشخانلي،
ويقول ابن عربي: "اعلم أن العلوم الذوقية الحاصلة لأهل الله مختلفة باختلاف القوى
الحاصلة مع كونها ترجع إلى عين واحدة" ص 107 فصوص الحكم ط الحلبي،
ويعني بالعين الواحدة : الذات الإلهية!!
( 5 ) يقول الدباغ: "إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصي، وهو ليس بعاصٍ،
وإنما روحه حجبت ذاته، فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية"
ص 43 جـ 2 الإبريز.
ويقول: "يتصور في طور الولاية أن يقعد الولي مع قوم يشربون الخمر، وهو يشرب معهم،
فيظنونه أنه شارب الخمر، وإنما تصورت روحه في صورة من الصور وأظهرت ما أظهرت"
ص 41 المصدر السابق.
وهكذا يقررون أن الرذيلة فضيلة.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:22 PM
حُجة من الحق
أسائلك – وما تُضْنيني كثرة التساؤل –
ألهذه الوثنية صلة بقرآن، أو فكر؟
هذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد ووُري قبره،
فيعز على ابنته فاطمة
أن يهيل أصحاب أبيها العظيم الترابَ على وجهه الكريم،
فتقول ملتاعة القلب بالأسى والحزن :
"أوَ هَان عليكم أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله؟".
ويجيبها أنسٌ بالحق،
يأسو في قلبها الحزين لوعة العاطفة،
ويُجْلي عنه رانَ الهموم.
"لولا أننا أُمِرنا بذلك، ما فعلناه".
تُرى لِمَ لَمْ يَفْصِل رسولُ الله
بعد موته في الخصومة
التي احتدمت بين وزيره الأول أبي بكر،
وبين ابنته الحبيبة فاطمة ؟.
ولِمَ لَمْ يحُل
بين عائشة وبين يوم الجمل؟
ولِمَ لَمْ يُنْذِر
عمرَ بالمكيدة التي دبرت له حتى قُتِلَ بها؟
ولماذا لم يحُلْ بين خنجر المجوسي
وبين صدر عمر الغامر ( 1 ) الإيمان ؟!.
ولماذا لم يحْمِ
عثمان ذا النورين من قاتله ؟!
و علياً من السكين الخاتلة القاتلة ؟!
وهذا ريحانته سيد شباب الجنة الحسين رضي الله عنه
يحيط به عدوه كاليأس الظَّلوم بالأمل الكريم،
وهاهو يرفع على يديه طفله في عمر الزهرة الندية،
ثم يناشد عدوه حَسْوَةً من ماءٍ
يبل بها غليل عصفوره الظمآن!.
فلم ينل إلا سهماً غادراً ينفذ إلى صدر الصغير الرقيق!.
فلماذا لم يمدد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديه بكأس من سلسبيل ؟
أو ليمنع
السهم الغادر عن هَتْك الشغافِ من الطفل الصغير،
ومن قتل أبيه البطل الأَبِيِّ الكريم ؟!
جواب ذلك كله:
لأنه صلى الله عليه وسلم
كان لا يملك شيئاً يمدهم به،
أو يعين،
إذ هو ميت،
ولم يُرْوَ عنه في حديث صحيح أو ضعيف،
ولا في تاريخ يُعنى بالحقائق أو الأساطير،
أنه أمَدَّ بشيء ،
أو أعان بعونٍ ما،
بعد أن توفاه مَلَكُ الموت الذي وُكِّلَ به.
فلو أن الله سبحانه
أعطى خصائص الحياة الدنيا في القبر
لميت يعين بها الأحبة،
أو يمدهم بقدرة منه،
لوهبها لمحمد
صلى الله عليه وسلم!
بيْدَ أنك ترى هذه الأحداث الجسام
تدهم خيار الصحابة،
والبررةَ الرياحين من آل بيته،
فلا نسمع
أنه صلى الله عليه وسلم أمدَّهم بشيء!؛
لأنه لا يقدر على ذلك!.
أما البدوي رغم موته،
فينعم بالحياة الزاخرة القادرة في الدنيا،
ويهبها لمن يشاء من الموتى،
ويقضي حوائج الخلق،
ويعطي العهود،
ويكلم الطائفين حول صنمه،
وهو رِمَّةٌ عفِنة!.
ألا ترى الشعراني يحب أن يؤكد لك
أن هذا البدوي الأسطوري العجيب،
أفضل وأكرم عند الله من سيد الخلق ؟!
******************
( 1 ) أما الشعراني، فيتحدث عن كرامة سيده الشريف المجذوب، فيقول:
"ولما طعن أصحاب النوبة سيدي علياً الخواص
جاءه الشريف، ورد عنه الطعنة"
ص 135 جـ 2 الطبقات
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:26 PM
صوفي يدبر الأمر
يقول الدباغ:
"رأيت ولياً بلغ مقاماً عظيماً،
وهو أنه يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة،
والوحوش، والحشرات، والسموات،
ونجومها، والأرضين ،
وكرةُ العالم بأسرها تستمد منه
ويسمع أصواتها وكلامها في لحظة واحدة،
ويمد كل واحد بما يحتاجه،
ويعطيه ما يصلحه
من غير أن يشغله هذا عن ذاك " ( 1 )
يصِف عبداً بصِفات الربوبية والإلهية !!
ويقول أحمد التيجاني ( 2 ) عن نفسه:
"روحي" روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء،
وروحي تمد الأقطاب والعارفين
من الأزل إلى الأبد !! ( 3 ) ،
وإذا جمع الله تعالى خلقه في الموقف
ينادي مناد بأعلى صوته يسمعه كل من في الموقف،
يا أهل المحشر،
هذا إمامكم الذي كان مددكم منه،
كل ما فاض من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي.
ومني يتفرق على جميع الخلائق " ( 4 )
ويصفه تابع له بقوله:
" إذا توجَّه أغْنَى وأقْنَى، وبلغ المنى " ( 5 )
ويصفه آخر بقوله:
" لا يتلقن واحد من الأولياء فيضاً من حضرة نبي إلا بواسطته"(6)
وآخر بقوله:
" نفوذ بصيرته الربانية التي ظهر مقتضاها
من إظهار مضمراتٍ، وإخبار بمغيباتٍ،
وعلم بعواقب الحاجات،
وما يترتب عليها من المصالح والآفات " ( 7 ).
ويقول البسطامي:
" رفعني "أي الله" فأقامني بين يديه
وقال لي: يا أبا يزيد: إن خلقي يحبون أن يروك،
فقلت : رَبِّني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك،
وارفعني إلى أحديتك،
حتى إذا رآني خلقك،
قالوا: رأيناك لتكون أنت ذاك،
ولا أكون أنا هناك "( 8 ).
وَنَعْتُ "حرازم" للتيجاني، بأنه يُغْنِي ويُقْنِي، ويعلم الغيب،
نَعْتٌ له بصفات الله.
فالله سبحانه يصف نفسه بقوله:
( وأنه هو أغْنَى وأقْنَى )
( عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحداً
إلا من ارتضى من رسول،
فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً ).
******************
( 1 ) ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ
( 2 ) هو أحمد بن محمد أبو العباس ولد سنة 1150هـ
( 3 ) نفس ما ادعاه لنفسه الطاغوت ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء !!
( 4 ، 5 ،6، 7 ) ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها،
ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.
( 8 ) اللمع للطوسي ص 383 مطبعة بريل بليدن
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:30 PM
الكلاب أولياء الصوفية
إن البشرية في الأغوار السحيقة من تاريخها المظلم،
وفي تيهها الوثني،
لم تُؤله كلباً،
بيد أن الصوفية أرادت التجديد في صور الشرك،
وأن تبتدع أصناماً جديدة،
فألَّهت ما لم تُؤَلِّه أحطُّ الوثنيات في التاريخ!.
نقلتُ لك عن التلسماني اعتقاده أن رمة الكلب،
هي ذات الرب الصوفي!
وعن محمد بهاء الدين ما نقله عن مشائخه
من تأليه الكلاب والخنازير،
فاسمع إلى الشعراني يحدثنا عن كرامات سيده العجمي.
" وقع بصره على كلب،
فانقادت إليه جميع الكلاب،
وصار الناس يُهْرَعُونَ إليه
في قضاء حوائجهم،
فلما مرض ذلك الكلب،
اجتمع حوله الكلاب يَبكون،
فلما مات، أظهروا البكاء والعويل،
وألهم الله تعالى بعض الناس، فدفنوه،
فكانت الكلاب تزور قبره، حتى ماتوا،
فهذه نظرة إلى كلب،
فعلت ما فعلت
فكيف لو وقعت على إنسان ؟" ( 1 )
ويقص الشعراني عن هذا العجمي:
إنه كان يخرج من خلوته،
فكل من وقع عليه نظره،
انقلبت عينه ذهباً خالصاً !! ( 2 )
******************
( 1 ) ص 61 جـ 2 الطبقات ترجمة العجمي
( 2 ) نفس المصدر السابق
وهذا معناه أنه رجل شديد الخطورة على الإنسانية،
فكيف يكون ولياً من يكون سبباً في حرمان الناس من نعمة البصر؟
كيف يكون ولياً وهو نكبة على المجتمع ؟
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:33 PM
إفكٌ وحق
ترى ينافحك الرضى يا سماحة الشيخ عما افتراه الشعراني ؟!
إني أصيح صيحة مدوية بالحق
لعلها تهز ضميرك الديني،
وأسائلك:
أسائل ما تعلمته في الأزهر،
حتى وصل بك إلى منصب القوامة المقدسة
عند الصوفية على دينهم،
هذا الدين الذي يفتري له كهنته و أحباره
أنه ربيع الحياة الروحية الرَّفَّافُ بالخير والحب!!
ومعين الهداية الفياض بالحق والحكمة!!
وأقباس من النور الأزلي،
على أشعته يصل إلى هدفه الأبدُ والخلود!!
ومجالي الفردوس حيث الحور مَجْلُوَّات الجمال،
وحيث الملائك في سجود التسابيح!!
أما هذا الدين في نظر الحق،
فنُفايات مَجتَّها مجوسية الفرس، والهند،
وزندقة الغنوصيين، وإلحاد الفلاسفة،
ووثنية الصابئة وعبدة الأصنام!،
إنه حمأة الشر والفساد من دين أولئك جميعاً،
بيْدَ أن لطواغيته أسماء إسلامية،
ففتنوك بهذا الشِّفِّ الرقيق،
فلم ترهم،
وهم يدسون السُم لك في الرحيق !!
إنه أخسُّ دين عُبِد به الشيطان ،
إذ افْتَنَّ في افتراء بِدَعِه !!
إنه السُم الزُعاف يقسم لك: إنه سُلافَةُ الخلود !!
والأفعوان الحقود يزعم: أنه ملاك رحمة ومحبة !!
والليلة السوداء في قبر المشرك تؤكد لك
أنها وضاءة صبح الجنة !!
والدمامة الشوهاءُ تتراءى في الماخور الدنس
بَرْزَةً تَتَقَتَّل أنوثتُها الطاغية !!
إنه الصوفية تزعم أنها إسلام !!.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:41 PM
خِزيٌ صوفي
ولقد سجل هذا الخزي والعار مستشرق إنجليزي
صاحَبَ الصوفية في مصر فأعطته العهد
ثم مضى – بعد ابتلائهم – يسجل عليهم مخازيها،
ويرمي بها المصريين جميعاً في كتابه:
"ويزور المصريون الأضرحة
معتقدين أنهم سينزلون عليهم البركات،
وإما بقصد التماس البُرء من مرض،
أو طلب النسل،
ويعتبر المسلمون أولياءهم المتوفين شفعاء لهم عند الله،
ويقدمون لهم النذور " ( 1 ) .
ويقول:
"وقد جرت العادة أن يقوم المسلمون ( 2 ) كما كان يفعل اليهود
بتجديد بناء قبور أوليائهم وتبييضها وزخرفتها
وتغطية التركيبة أو التابوت أحياناً بغطاء جديد،
وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياء
كما كان يفعل اليهود"
ويقول جولد زيهر وهو يتحدث عن بدعة الموالد:
"وكان علماء المسلمين
لا يزالون حتى القرن الثامن الهجري
يعدونه "أي الاحتفال بمولد النبي" مخالفاً للسنة،
ونهت عنه غالبيتهم
على اعتبار أنه بدعة
مستحدثة في الإسلام.
وتنطبق هذه الحالة أيضاً على أعياد دينية أخرى،
نشأت في القرون المتأخرة،
واضطرت أن تجاهد؛
لكي يقرها العلماء بعد أن وصموها دهراً طويلاً:
بأنها من البدع الدخيلة " ( 3 )
ويقول جوتييه:
"وتقديس الأولياء إلى درجة قد تقرب من العبادة
الذي نراه انتشر بعدُ في جميع الأقطار الإسلامية
يشير في الحقيقة إلى رد فعل
من الأمم والشعوب التي فتحها الإسلام
ضد العقلية الإسلامية
التي لا تسلِّم بوسطاء أو شفعاء لدى الله.
إنه لم يَثُر ضد إجلال الأولياء والرسول
إلى ما يقرب من العبادة
أي ضد هذا التغيير الخطير في العقلية الإسلامية الأولى
إلا الطائفة الوهابية " ( 4 ) .
لا يسوءنا أن يسجل هذه المخازي أولئك المستشرقون،
ويحملونها على المسلمين جميعاً،
ولكن الذي يجب أن نخزى به،
هو أن ندع هؤلاء الصوفية يقترفون هذه الجرائر،
وينفثون سمومها،
فيكيد للإسلام بها عدوه،
ويرمي المسلمين جميعاً
بالحماقة والغباوة وعبادة الأساطير،
ويقول في كل كتاب: هذا هو الإسلام !!
وهم يوقنون أنه دين الصوفية،
لا دين الله،
ولكنهم عدو يهتبل الفرصة؛
ليمحق بها عدواً له،
ربما أخذتنا العزة ضد هؤلاء المستشرقين وحدهم،
بيْدَ أن الواجب هو
أن تأخذنا العزة بالحق،
فنجتث الصوفية من أصولها،
وكفاها أن جعلت عدو الإسلام
يحمل كل خزي لها عليه!!
ليس أولئك المستشرقون هم عدونا الأول،
وإنما عدونا من ملَّكهم هذا السلاحَ يقاتلوننا به.
وليس غير الصوفية!!
******************
( 1 ) ص 167 وما بعدها كتاب "المصريون المحدثون" للمستشرق "لين"
والمسلمون أبرياء من هذا الشرك الذي يقترفه الصوفيون،
ويرمي به الرجل جميع المسلمين
( 2 ) يحمل على المسلمين أوزار الصوفية، فما يفعل هذا مسلم. ولكنها الصوفية
( 3 ) ص 227 العقيدة والشريعة
( 4 ) ص 158 المدخل تأليف جوتييه ترجمة الدكتور محمد يوسف موسى،
أما الوهابية فكلمة ابتدعها أعداء الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
مقابل نقده الحق للعصبية المذهبية المقيتة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:44 PM
أنواع الكرامات
يزعم المناوي أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات.
"النوع الأول: إحياء الموتى، وهو أعلاها،
فمن ذلك أن أبا عبيد اليسري الدماميني غزا ومعه دابة فماتت،
فسأل الله أن يحييها ، فقامت تنفض أذنيها ،
وأن مفرجا الدماميني أحضر له فراخ مشوية فقال:
طيري بإذن الله تعالى، فطارت.
ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها،
وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت،
ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه،
فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلاً،
وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات فدعا الله، فأحياه ". ( 1 )
نفس المعجزات التي منَّ اللهُ بها
على إبراهيم وعيسى،
وعلى الذي مرَّ على قرية
وهي خاويةٌ على عروشها !!
ويقول الكلاباذي:
"أجمعوا على إثبات كرامات الأولياء،
كالمشي على الماء،
وكلام البهائم،
وطيّ الأرض،
وظهور الشيء في غير موضعه " ( 2 )
وقد نظمها حسن رضوان.
وإن تجلى جَلَّ شأنُه على ** وَلِيِّه بقدرةٍ تَحَمَّلا
وشاهد الأشياء تحت قبضتهْ ** وأنها تكونت عن قدرتهْ
شهود غيب، غير أنه ظهرْ ** عليه منه في الشهادة الأثرْ
وَمِنْ هنا حوال أرباب الهِمَمْ ** كمشيهم فوق الماء بالقَدَمْ
أو الهواء، أو على السحاب ** أو طَيٍّ أو خبز من التراب
أو غير هذا من أمور خارقةْ ** لعادة ، والشرط أن توافقهْ ( 3 )
ومن هنا دانت الصوفية بأولياء لهم
"التصرف العام والحكم الشامل العام
في جميع المملكة الإلهية،
وله بحسب ذلك الأمر والنهي
والتقرير والتوبيخ والحمد والذم".( 4 )
ويتحدث الكوهني عن معجزات سلامة الراضي:
"حملت إحدى زوجات الإخوان، وفي التاسع مات الجنين،
وبقى عشرة أيام ميتاً ببطن أمه،
وعند الوضع ذاكر هذه الأخُ شيخَنا،
فقال: كذلك يا فلان؟!
وبتمامه تم الوضع طبيعياً
كأن لم يكن هناك وليد مات منذ عشرة أيام.
وأحد الإخوان كُفَّ بصره، فذاكر حضرةَ الأستاذ،
فقال له: إن كتمت الأمر، أبصرت،
فرضي بالشرط فمسح على عينه، فأبصر،
وكان لبعض وجهاء بندر الجيزة ابنة وحيدة أصابتها حمى،
وبعد شفائها، خرست، فلم تتكلم أبداً،
فعرضوها على الأطباء سنوات، فلم تُشْفَ،
فأحضروها لشيخنا، ونظر إليها نظرة،
فسألها عن اسمها، فنطقت به،
وذهب خرسُها في الحال ". ( 5 )
نفس المعجزات التي منَّ الله بها
على عيسى عليه السلام.
وهكذا تدين الصوفية بأن من أوليائها
من يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى
وكثير من هؤلاء
الذين نسبت إليهم تلك القُدَر الإلهية
طائفة تمردت على الله
تمرد الشيطان!.
******************
( 1 ) ص 11 الكواكب الدرية لعبد الرءوف المناوي ط 1938م
( 2 ) ص 44 التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ط 1933م
( 3 ) ص 239 روض القلوب المستطاب
( 4 ) ص 79 جـ 2 جواهر المعاني لحرازم
( 5 ) ص 258 طبقات الشاذلية الكبرى للحسن بن محمد الكوهني الفاسي،
وقد ألف كتابه في حياة شيخه "الذي مات من عهد قريب جداً".
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:45 PM
الصوفية يملكون كلمة التكوين
تزعم الصوفية
أن شيوخها يقولون للشيء:
كن، فيكون،
فيتحدث أحدهم عن الولي الذي استخلفه الله،
فيقول:
"إنه خليفة يُملِّكه الله كلمة التكوين
متى قال للشيء: كن،
كان من حينه ". ( 1 )
ويقول أبو السعود:
"إن الله أعطاني التصرف
منذ خمس عشرة سنة،
وتركناه تظرفاً"
ويعلق ابن عربي على هذا بقوله:
"وأما نحن، فما تركناه تظرفاً
وإنما تركناه لكمال المعرفة " ( 2 )
ترى ماذا كان يعمل الله،
وأبو السعود يتصرف في الوجود ؟.
هكذا يجعل الصوفية أولياءهم شركاء لله.
******************
( 1 ) ص 8 جـ 2 جواهر المعاني لعلي بن حرازم
( 2 ) ص 129 جـ 1 فصوص ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 10:50 PM
معجزات الرسل من قدرة الله
أما رسل الله، فما كانت معجزاتهم طوع أيديهم،
كما تزعم الصوفية لشيوخها،
ولا بأمرهم،
وإنما كانت بيد الله وحده،
وبأمره يكرم بها نبيه متى شاء سبحانه،
لا متى شاء الرسول.
ما ضرب موسى بعصاه الحجر، أو البحر بأمره،
وما انفلق البحر بقدرته،
وإلا ففيمَ كان خوف موسى من أن يدركه فرعون وجنوده،
لو أنه كان حتى على ظنٍّ من قدرة عصاه على فلق البحر؟!.
بل لماذا مسته رعدة الخوف
حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم،
حتى ثبته الله بقوله:
( لا تخف، إنك أنت الأعلى )
هذه آية قدرة على صنع المعجزات ؟
أم هو العجز البشري
يضرع في صدق إلى قدرة الله المنقذة ؟.
وما نزل جبريل بالقرآن على محمد بأمره، أو إرادته،
بل بأمر الله وحده وإرادته
( وما نتنزل إلا بأمر ربك ).
وتدبر، يتجلَّ لك الهدى بيِّنًا
من قوله سبحانه:
( قلنا: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم )
ما قالها إبراهيم،
وإنما القائل لها – لأنه القادر عليها – رب إبراهيم.
فأين من هذا زعم الصوفية،
أن شيوخها يُصَرِّفون أقدار الوجود
بنزغات الهوى، وعواء الشهوات ؟!
ويقولون للشيء كن، فيكون ؟!
تعالى الله عما يأفك الخرَّاصون علواً كبيراً!.
ثم ماذا يستفيد الخلق من دجاجة يردها الكيلاني إلى الحياة ؟
ومن دابة، يحيي اليُسري منها العظام، وهي رميم ؟!
ومن كرامات الحريثي ووحيش
يقترفان بغي الجريمة على مدرجة الطريق ؟!.
إن الصوفية – كما رأيت –
قد حكمت بأن معجزات أولي العزم من الرسل
طَوْع الهوى
من البُلْه الخَرْقى المشعبذين
من أوليائها!
فماذا يمنع أدعياء الصوفية من الزعم
بأن الله سبحانه أوحى إليهم قرآناً،
كما أوحى إلى محمد ( 1 )،
ما دامت الصوفية تحكم
بأن معجزات الرسل أثارة من قدرة المعتوهين،
ومقترفي الإثم والخطايا ؟
بل ما دمتم يا كهنة الصوفية
قد حكمتم بأن لأوليائكم حياة كحياة الله،
وقدرة قهارة شاملة، كقدرته،
فالله سبحانه، يقول:
( قال: من يحي العظام، وهي رميم؟
قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة )
ولقد زعمتم أن إحياء العظام، وهي رميم من قدرة أوليائكم؟
ولا ريب في أن من يقدر على أن يهب لغيره الحياة،
قادر على أن يهب الديمومة لنفسه،
والخلود الأبدي لحياته.
وإلا،
فكيف يهب لغيره،
ما لا يهب،
أو يستطيع أن يهبه لنفسه ؟!
أرأيت إلى الصوفية،
كيف يصفون الحمقى الشاردين
في تيه الضلالة
بما يوصف به
الخلَّاق العلي الكبير وحده ؟
******************
( 1 ) ادعاها ربيب الصوفية ميرزا محمد علي الملقب "بالباب"
ومن بعده مسيلمة ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء.
وادعاها غلام أحمد القادياني!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:24 PM
رجاء آخر
بودي أيها الصوفي
– وإنه لود الإخلاص الصادق –
أن ترفع على راحتيك كتاب الله،
ثم تتدبر بعض آياته بالفكر البصير،
والقلب الخشوع، والنفس المستعبرة،
ويقيني أنك حينئذ،
ستثور ثورة العاصفة على عاد،
تدمِّر أصنام الصوفية وأوثانها،
وترجم باللعنات الغضاب طقوسها وكهنوتها !
وستغمر نفسك القلقة
سكينة الإيمان،
ويقين التوحيد.
إننا في قرن حطم العلم فيه الذرة،
الجوهر الفرد
الذي دان به الأشاعرة
ركناً سادساً من أركان الإسلام،
فهل يمكن أن تعين
– أعانني الله وإياك-
على تحطيم تلك الطواغيت الصماء،
[ التي ] تقف عقبة كئوداً
في سبيل الوصول إلى الله،
وتنشر الخرافات العفنة
والأخلاق العفنة،
وتجمع حول عفونتها
ذباباً عفناً كثيراً !.
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:26 PM
سماع نطق الجمادات
يعدد ابن عربي أنواع الكرامات، فيقول:
"ومنها سماع نطق الجمادات
على مراتب نطقها في العوائد وخرقها "( 1 )
والله يقول :
( ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
فهل نصدق المفتري؛ لنكذب الله سبحانه ؟!
: "ومنها مكالمته للملأ الأعلى ومحادثته لهم ".( 2 )
ترى أكلم الصديق وعمر الملأ الأعلى ؟
بل أكلمه الرسل قبل البعثة،
أو في غير أوقات الوحي ؟
ولكن مَنْ الرسل عند الصوفية ؟
إن أي زنديق صوفي
أفضل عندهم من خاتم النبيين.
ألا ترى البسطامي يفتري :
"تالله، إن لوائي أعظم من لواء محمد " ( 3 )
ويقول :
"لأن تراني مرة، خير لك من أن ترى ربك ألف مرة ". ( 4 )
******************
( 1 ) ص 75 مواقع النجوم لابن عربي ط 1325هـ
( 2 ) ص 81 المصدر السابق، وقد أخذها ابن عربي عن أستاذه الغزالي،
وزاد هذا فقال: إن الولي يُنادَى من سرادقات العز، كما نودي موسى!!
( 3 ) عن السهلجي والشعراني في لطائف المنن، ص 125،
نقلاً عن شطحات الصوفية للدكتور بدوي
( 4 ) المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:27 PM
صوفي يطوف بالملكوت
يخاطب صوفي ربه بقوله :
"إن قومًا طلبوك، فأعطيتهم طي الأرض،
والمشي على الهواء، وكنوز الأرض،
فانقلبت لهم الأعيان"
ثم يتحدث عما أنعم عليه به ربه، فيقول :
"أدخلني في الفلك الأسفل،
فدَوَّرني في الملكوت السفلي،
فأراني الأرضين، وما تحتها، إلى الثرى،
ثم أدخلني في الفلك العلوي،
فطوف بي في السماوات،
وأراني ما فيها من الجنان إلى العرش،
ثم أوقفني بين يديه،
فقال لي: سلني أي شيء رأيت حتى أهبه لك،
فقلت : يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه،
فأسألك إياه! "( 1 )
حتى عرش الله لم يستحسنه
هذا الصوفي الوقح،
ومع ذلك يزعم أن الله قال له :
"أنت عبدي حقاً!".
أتراه، وهو يطوف بجوف الأرض،
لم ير "البترول" ،
فيدل على مكانه قومه ؟!.
والبيومي ( 2 ) يزعم أنه رأى الشيخ دمرداش في السماء،
وأنه قال له : لا تخف في الدنيا ولا في الآخرة،
وأنه كان يرى النبي في الخلوة،
وأنه سمعه يقول لأبي بكر :
اسعَ بنا نطل على زاوية دمرداش،
وأنه دخل على السيد البدوي،
ورأى النبي عنده،
وأنه خشي أن يكون واهماً في رؤية النبي،
فرأى الدمرداش عند ضريحه يقول له :
مد يدك إلى النبي
فهو حاضر عندي !". ( 3 )
******************
( 1 ) ص 103 قوت القلوب لأبي طالب المكي ط 1351هـ
( 2 ) هو علي بن حجازي بن محمد البيومي توفي سنة 1183هـ
( 3 ) ص 320 جـ 1 عجائب الآثار للجبرتي
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:31 PM
صوفي يضمن الجنة لمن يطعمه
يزعم طاغوت التيجانية الأول ما يأتي:
"أخبرني سيد الوجود يقظة، لا مناماً:
كل من أحسن إليك بخدمة، أو غيرها،
وكل من أطعمك
يدخلون الجنة، بلا حساب، ولا عقاب،
فسألته لكل من أحبني،
ولكل من أحسن لي بشيء من مثقال ذرة،
ومن أطعمني طعامه،
كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب
وسألته لكل من أخذ عني ذكراً،
أن تُغْفَر لهم جميع ذنوبهم،
ما تقدم منها وما تأخر،
وأن يرفع الله عنهم محاسبته على كل شيء،
وأن يكونوا آمنين من عذاب الله
من الموت إلى دخول الجنة،
وأن يكونوا كلهم معي في عِليين في جوار النبي،
فقال لي صلى الله عليه وسلم :
ضمنت لهم هذا ضمانة،
لا تنقطع، حتى تجاورني،
أنت وهم في عليين !" ( 1 ).
والله سبحانه يقول لمحمد :
( إنك لا تهدي من أحببت )
ويقول محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة:
"اعملي فإني
لن أُغني عنك
من الله شيئاً"
وتشهد امرأة جليلة لصحابي عند موته بقولها:
أشهد أن الله قد أكرمك،
فيقول لها رسول الله معاتباً،
يضع الصواب مكان الخطأ:
"وما يدريك أن الله قد أكرمه ؟
وإني لأرجو له الخير
والله إني لرسول الله،
ولكني لا أدري
ما يُفعل بي غدا ً؟!"
أما التيجاني ؟!
لقد قرأت قوله،
فبمَ تحكم عليه ؟،
غير أني أضع إصبعك على قوله:
"وكل من أطعمك"
لأريك مبلغ حرص الصوفية
على انتهاب أقوات الناس ؟!.
******************
( 1 ) ص 97 وما بعدها جـ 1 جواهر المعاني في فيض التيجاني لعلي حرازم
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:33 PM
قلب الصوفي أوسع من عرش الله
يقول البسطامي:
"لو أن العرش، وما حواه
مائة ألف مرة ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف،
لما أحس به،
فقلب العبد الخصوصي بيت الله،
وموضع نظره، ومعدن علومه،
وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته،
وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة،
وعرفاته المشهودة ". ( 1 )
******************
( 1 ) ص 120 جـ 2 فصوص الحكم لابن عربي ط الحلبي
ص 141 مواقع النجوم
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:35 PM
الملكوت في بطن صوفي
والدباغ الفاطمي الهدف يقول:
"إني أرى السموات السبع والأرضين السبع،
والعرش داخلة وسط ذاتي،
وكذا ما فوق العرش من السبعين حجاباً " .( 1 )
******************
( 1 ) ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:37 PM
كرامات شتى
واقرأ في طبقات المناوي زعمه أن الصوفية يخطابون الموتى،
وأن جده خاطب الشافعي رضي الله عنه في قبره،
وأن روح "ذا النون المصري "( 1 ) كانت تُدَبِّر أجساماً عدة ( 2 )
وأن الخوَّاص، كانت تنزل عليه الموائد من السماء،
وأن الخضر كان يسقيه،
واقرأ فيه تفضيل البسطامي ( 3 ) الأولياء على الأنبياء ( 4 )
وأن طارقاً طرق بابه،
فقال البسطامي: من تطلب؟
فقال: أبا يزيد،
فأجابه: مافي البيت غير الله ( 5 )،
واقرأ للسلمي زعمه أن داود والخضر،
لقيا إبراهيم بن أدهم – وهو "بوذا" الصوفية –
وخاطباه، وأكلا معه،
وعلماه اسم الله الأعظم ( 6 ) .
******************
( 1 ) هو ثوبان بن إبراهيم النوبي توفي سنة 245هـ
( 2 ) سيأتيك زعم الدباغ أن روح القطب تدير 366 جسداً
( 3 ) هو طيفور بن عيسى أبو يزيد البسطامي توفي سنة 361هـ
( 4 ) هذا دين الصوفية، فابن عربي يقول:
مقام النبوة في برزخ ** فويق الرسول، ودون الولي
( 5 ) اقرأ كل هذا في الكواكب الدرية للمناوي في تراجم من ذكرت أسماءهم
( 6 ) ص 30، 34 الطبقات للسلمي، ص 8 الرسالة للقشيري
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:39 PM
الجنة والنارُ بِيَدِ مِنْ؟
يزعم الدسوقي أنهما بيديه،
فيفتري :
"أنا بيدي أبواب النار أغلقتها،
وبيدي جنة الفردوس فتحتها،
من زارني أسكنته جنة الفردوس،
وما كان ولي متصلاً بالله ،
إلا وهو يناجي ربه،
كما كان موسى يناجي ربه ". ( 1 )
******************
( 1 ) اقرأ ترجمة الدسوقي في الطبقات للشعراني
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:40 PM
معجزات الرسل بعض كرامات الصوفية
يفتري الدباغ هذا البهتان المجوسي،
فيقول:
"كل ما أعطيه سليمان في ملكه
وما سخر لداود،
وما أكرم به عيسى،
أعطاه الله وزيادة
لأهل التصرف من أمة النبي،
ومكنهم من القدرة
على إبراء الأكمه والأبرص. وإحياء الموتى " ( 1 )
******************
( 1 ) ص 12 الإبريز للدباغ جـ2
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:41 PM
النَّشْلُ كرامة صوفية
وأبى الدباغ إلا أن يفضح أقطابهم بهذه الكرامة،
كرامة السرقة خلسة،
فيقول:
"إن الولي صاحب التصرف،
يمد يده إلى جيب من شاء،
فيأخذ منه ما شاء من الدراهم،
وذو الجيب لا يشعر " ( 1 )
والدباغ قطب صوفي معبود.
أأدلك على ردغة الوثنية
في تلك الشركيات،
أم تراها في غير حاجة إلى دلالة ؟
وكذلك الظلام،
وكذلك النَّتن،
وكذلك اليَحْمُومُ الخانق !.
الله – وتعالى علواً كبيراً –
وعرشه وكرسيه،
ملكه وملكوته،
والعالم كله إنسه وجنه،
حيوانُه وجماده،
عُلْوِيُّه وسفليه.
مشاعر الناس وخواطرهم
وإرادتهم وعواطفهم
وقلوبهم ونفوسهم.
كل أولئك في دين الصوفية الآثم
تحت قبضة طواغيتها، وبطشهم،
وَطَوْعَ سُعار غرائزهم الضارية،
وجنون شهواتهم المنهومة الآبقة!.
******************
( 1 ) ص 14 المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:43 PM
القطب وأعوانه
أسطورة خرافية،
تنزع إلى تجريد الله من الربوبية والإلهية،
وَخَلْعِهما على وَهْمٍ باطل
سُمِّيَ في الفلسفة: "العقل الأول"
وفي المسيحية : "الكلمة"
وفي الصوفية: "القطب"!.
والقطب:
هو أكمل إنسان متمكن في مقام الفردية،
أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في الأرض في كل زمان،
عليه تدور أحوال الخلق،
وهو يسري في الكون،
وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد،
ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل،
وقد يسمى "الغوث" باعتبار التجاء الملهوف إليه .( 1 )
******************
( 1 ) انظر جامع الأصول للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني تحت مادة "قطب".
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:45 PM
القطب القديم والقطب الحادث
والقطب عند الصوفية نوعان.
أحدهما: حادث أو حِسِّي، وهو ما سبق الحديث عنه،
والآخر قديم، أو معنوي،
وهو الحقيقة المحمدية،
يقول القاشاني:
"وهو – أي القطب – إما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة
من المخلوقات يَسْتَخْلف بدلا منه عند موته من أقرب الأبدال منه،
أو قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات
في عالم الغيب والشهادة،
ولا يَسْتَخْلف بدلا من الأبدال،
ولا يقوم مقامَه أحدٌ من الخلائق ،
وهو قطب الأقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب،
ولا يخلفه آخر،
وهو الروح المصطفوي المخاطب بلولاك،
لما خلقتُ الكون " ( 1 )
******************
( 1 ) ص 103 جـ 2 كشف الوجوه الغر للقاشاني،
وقد ادعى ابن الفارض لنفسه أنه القطب القديم وقطب الأقطاب
فبي دارت الأفلاك، فاعجب لقطبها الـ ** ـمحيط، والقطب مركز نقطة
ولا قطب قبلي عن ثلاث خلقته ** وقطبية الأوتاد عن بديلة
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:48 PM
حقيقة القطبانية
يقول كاهن التيجانية الأكبر أحمد :
" إن حقيقة القطبانية ،
هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقاً
في جميع الوجود جملة وتفصيلاً ،
حيثما كان الربُّ إلهاً ،
كان هو خليفةً
في تصريف الحكم وتنفيذه
في كل مَنْ له عليه ألوهية لله تعالى ،
فلا يصل إلى الخلق شيء
كائنًا ما كان من الحق
إلإ بحكم القطب ،
ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود ،
فترى الكون كله أشباحاً لا حركة لها،
وإنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلاً،
ثم تصرفه في مراتب الأولياء،
فلا تكون مرتبة في الوجود للعارفين والأولياء
خارجة عن ذوقه،
فهو المتصرف في جميعها،
وَالْمُمِدُّ لأربابها،
به يُرْحَم الوجود،
وبه يبقى الوجود
في بقاء الوجود رحمة لكل العباد،
وجوده في الوجود حياة لروحه الكلية
وتنفس نفسه يُمِدُّ الله به العلوية والسفلية.
ذاته مرآة مجردة،
يشهد فيها كل قاصد مقصدَه " ( 1 ) .
******************
( 1 ) ص 81 وما بعدها جواهر المعاني
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:51 PM
عِلْم القطب
يتحدث تيجاني عنه بقوله:
"ومما أكرم الله به قطب الأقطاب،
أن يعلمه علم ما قبل وجود الكون،
وما وراءه،
وما لا نهاية له،
وأن يعلمه علم جميع الأسماء
القائم بها نظام كل ذرة من جميع الموجودات،
وأن يخصصه بأسرار دائرة الإحاطة،
وجميع فيوضه،
وما احتوى عليه " ( 1 ) .
******************
( 1 ) ص 79 جـ 2 المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:53 PM
خصوصية القطب
"قطب الأقطاب في كل وقت
لا تقع بينه وبين الرسول حجابية أصلاً،
وحيثما جال رسول الله من حضرة الغيب،
ومن حضرة الشهادة،
إلا وعين قطب الأقطاب متمكنة من النظر إليه،
لا يحتجب عنه في كل لحظة من اللحظات "( 1 )
وحسبك هذا من تلك الأسطورة ( 2 )
التي ألَّـهتها الصوفية،
وجعلت منها رَبَّاً أكبر
يُعْبَد ويُخْشَى ، ويُرْهَب !!. ( 3 )
******************
( 1 ) ص 63 المصدر السابق
( 2 ) كتبت عنه مقالاً ضافياً في مجلة الهدى النبوي
( 3 ) العجيب أن ابن الحاج – وله سابقة فضل في محاربة البدعة –
يؤمن بهذه الأسطورة ويقول عن القطب
"إن الله تعالى يديره في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا
كدوران الفلك في أفق السماء"
انظر ص 328 مشتهى الخارف لمحمد بن الخضر الشنقيطي.
وهكذا تقتل الصوفية بسمومها
كل من يظن بها ظناً واحداً من خير!!
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:56 PM
أعوان القطب
أولاً: الإمامان،
وهما بمنزلة الوزيرين له،
أحدهما لعالم الملك،
والآخر لعالم الملكوت.
ثانياً: الأوتاد الأربعة:
وقيل هم ثلاثة،
كلما مات قطب الوقت أقيم مكانه واحد منهم،
وعِلْمُهُم فَيْضٌ من قطب الأقطاب،
وإن ماتوا، فسدت الأرض!
ثالثاً: الأبدال:
والبدَل حقيقة روحانية
تجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه وليه.
وعددهم أربعون،
اثنان وعشرون منهم بالشام،
وثمانية عشر بالعراق!
رابعاً: النجباء
وهم دون الأبدال ومسكنهم مصر!
وعملهم أن يحملوا عن الخلق أثقالهم
وعددهم سبعون!
خامساً: النقباء
وعددهم ثلاثمائة، وقيل خمسمائة،
وهم الذين يستخرجون خبايا الأرض ! ( 1 )
تلك هي مملكة الأساطير
التي ابتدعها خرافات الصوفية الحمقى،
وخيالاتهم المخبُولة ( 2 ) ؛
ليستعبدوا الخلق لما يشتهون،
وليجعلوا منهم أحلاسَ رهبة منهم،
وخوف مذعور.
تلك هي المملكة
التي ابتدعتها أوهام الصوفية
إزاء ملكوت الله؛
ليغصبوا بها من الأحياء أقواتهم وإيمانهم،
ومن الموتى أكفانهم!
ترى ما ذا بقي لله وملائكته ورسله ؟!
الله أكبر،
له الملك في الدنيا والآخرة.
******************
( 1 )المصدر السابق، ص 93 جامع الأصول للكمشخانلي
( 2 ) بل تزعم الصوفية أن كل صوفي يستطيع أن يكون قطباً يتصرف في الوجود.
يقول أحدهم وهو يبشر الصوفية بنتيجة سلوك الطريق
"وصرت أنت قطب الوجود تدوره بيدك كيف شئت"
ص 114 جـ 1 الفتوحات الإلهية ط 1913م
أبو فراس السليماني
2014-06-25, 11:59 PM
خاتم الأولياء
وكما جعل الله للنبيين خاتماً،
جعل الصوفية للأولياء خاتماً،
والعنكبوت الأول
الذي سال لعابه بهذه الأسطورة
هو الحكيم الترمذي ( 1 )،
قال السلمي:
"نفوه من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر
بسبب تصنيفه كتاب "ختم الولاية"،
وقال: إنه يقول:
"إن للأولياء خاتماً،
كما أن للأنبياء خاتماً،
وأنه يفضل الولاية على النبوة " ( 2 )
ويقول ابن تيمية عنه :
"في كلامه من الخطأ ما يجب رده،
ومن أشنعها ما ذكره في ختم الولاية،
مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين
مَنْ درجته عند الله أعظم
من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما،
ومنها ما ادعاه من خاتم الأولياء
الذي يكون في آخر الزمان،
وتفضيله وتقديمه على من تقدم من الأولياء،
وأنه يكون معهم كخاتم الأنبياء مع الأنبياء " ( 3 ) .
وتوالت عناكب الصوفية
على هذه الأسطورة،
حتى قتلت بها ذباباً من الخلق كثيراً.
قال ابن عربي
– وهو يتحدث عن علم وحدة الوجود:
"وليس هذا العلم إلا لخاتَم الرسل، وخاتم الأولياء!
وما يراه أحد من الأنبياء، أو الرسل
إلا مشكاة الرسول الخاتم،
ولا يراه أحد الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم،
حتى إن الرسل لا يرونه –متى رأوه-
إلا من مشكاة خاتم الأولياء،
فإن الرسالة والنبوة – أعني نبوة التشريع – تنقطعان،
والولاية لا تنقطع أبداً،
فالمرسَلون من كونهم أولياء،
لا يرون ما ذكرناه
إلا من مشكاة خاتم الأولياء " ( 4 )
******************
( 1 ) هو غير صاحب السنن، فهو محمد بن علي بن الحسن بن بشير أو "بشر"
الترمذي الملقب بالحكيم عاش إلى حدود 320هـ
( 2 ) ص 170 جـ 2 مفتاح السعادة لطاش كبري زادة طبع الهند
( 3 ) ص 79 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين لشيخ الإسلام ابن تيمية
( 4 ) ص 62 جـ 1 فصوص الحكم ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 12:06 AM
تفضيل خاتم الأولياء على خاتم النبيين
زعم ابن عربي في النص الذي نقلته عنه آنفاً
أن الرسل لا يستمدون أشرف علومهم إلا من خاتم الأولياء،
وهذا يستلزم تفضيل الولي الخاتم
على الرسل بعامة
وعلى النبي الخاتم بخاصة،
يقول ابن عربي:
"ولما مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من الَّلبِن،
وقد كَمُل سوى موضع لبنة،
فكان صلى الله عليه وسلم تلك الَّلبِنَة،
غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنةً واحدة،
وأما خاتم الأولياء،
فلا بد له من هذه الرؤيا،
فيرى ما مثله به رسول الله،
ويرى في الحائط موضع لبنتين،
فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين،
فيكمل الحائط..
كما هو آخذ عن الله في السر
ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه؛
لأنه يرى الأمر على ما هو عليه،
فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك
الذي يوحي به إلى الرسول"
ويقول:
"وفينا من يأخذه عن الله،
فيكون خليفة عن الله بعين ذلك الحكم " ( 1 )
فضَّل خاتمَ الأولياء بأمرين،
أولهما:
أخذه عن الله مباشرة،
أما خاتم النبيين
فيأخذ عن الله بواسطة الملَك.
الأمر الآخر:
هو أنه على يديه تم الدين،
فابن عربي يشير بهرائه ذاك
إلى الحديث الصحيح
الذي مَثَّلَ فيه رسولُ الله ما بُعث به والأنبياء من قبله
ببيت كانت تنقصه لَبِنَةٌ،
وأنه صلى الله عليه وسلم،
هو الذي جاء بتلك اللبنة،
يعني أنه هو الذي أتمَّ الله به على المسلمين دينهم.
ولكن ابن عربي يزعم أن الدين كان ناقصاً لبنتين،
فأتى محمد صلى الله عليه وسلم بواحدة،
وأتى خاتم الأولياء بهذه، وبلبنة أخرى،
فلم يكمل دين الله
إلا على يد خاتم الأولياء!
أين هذا الإفك
من قول الحق جل وعلا:
( اليوم أكملت لكم دينكم،
وأتممت عليكم نعمتي،
ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ؟!.
******************
( 1 ) ص 63، 163 المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:12 AM
ادعاء كلُّ شيخٍ أنه الخاتم
يقول ابن تيمية:
"ثم إن هذا خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة،
لا حقيقة لها،
وصار يدعيها لنفسه،
أو لشيخه طوائف،
وقد ادعاها غير واحد،
ولم يدعها إلا مَنْ في كلامه من الباطل،
ما لم تقله اليهود، ولا النصارى،
كما ادعاها صاحب الفصوص " ( 1 )
وحَقٌّ ما يقول شيخ الإسلام
– وعهدنا به الصدق والأمانة البالغة في النقل –
فابن عربي يزعم في الفتوحات المكية أنه رأى رؤيا،
ثم يقول:
"ثم عبرت الرؤيا بانختام الولاية بي " ( 2 )
وادعتها التيجانية لشيخها أحمد.
قال أحد أتباعه:
"الفصل السادس والثلاثون في ذكر فضل شيخنا،
وبيان أنه خاتم الأولياء،
وإمام الصديقين،
مُمِدُّ الأقطاب والأغواث ... " ( 3 ) .
******************
( 1 ) ص 63 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين
( 2 ، 3 ) ص 15 جـ 2، ص 5 رماح حزب الرحيم)
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:14 AM
لماذا فُضِّل خاتم الأولياء ؟
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"ثم صاحب الفصوص وأمثاله،
بنوا الأمر على أن الولي
يأخذ عن الله بلا واسطة،
والنبي يأخذ بواسطة الملَك؛
فلهذا صار خاتم الأولياء
أفضل عندهم من هذه الجهة "( 1 )
وابن تيمية في فهمه الدقيق، ووعيه الكامل،
وأمانته التي تستعصي على التهم
يقرر الحق في قوله،
فقد نقلت لك عن ابن عربي
ما يؤيد الحق الذي قرره ابن تيمية.
وهاهو البسطامي يقول لأهل الشريعة:
"أخذتم علمكم ميتاً عن ميت،
وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت "( 2 )
ويقول :
"خضنا بحراً، وقف الأنبياء بساحله "( 3 )
وقال ابن عربي:
" علماء الرسوم – يعني أهل الشريعة –
يأخذون خلفاء عن سلف إلى يوم القيامة،
فيبعد النسب،
والأولياء يأخذون عن الله،
ألقاه في صدورهم من لدنه رحمة منه،
وعناية سبقت لهم عند ربهم "( 4 )
يعني أن أتباع الشريعة الإسلامية،
إنما يأخذونها عن أناس طواهم الموت،
أما الصوفية،
فلهم الصلات المباشرة مع الله،
يأخذون عنه
من غير واسطة ملك
أو نبي
أو رسول !
وبهذا كفروا بشريعة محمد،
ومهدوا لأتباعهم
الكفر بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
******************
( 1 ) ص 64 رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين
( 2 ، 4 ) ص 246 الكواكب الدرية للمناوي
( 3 ) ص 63 جـ2 جواهر المعاني
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:14 AM
الديوان الصوفي
للصوفية أسطورة
تزعم أن في الوجود ديواناً باطنياً،
يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء،
ويُصَرِّف – هو من ومعه من أقطاب صغار –
أقدارَ الوجود.
إنه عند الصوفية محكمة عليا
يحاكم فيها الأقطابُ أقدارَ الله،
دون أن تستطيع أية قدرة إلهية
نَسْخَ حكم لها،
وقد وصف الدباغ هذا الديوان،
وفصل مهامه،
فلنترك له الحديث عن هذه الخرافة.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:15 AM
مكان الديوان وقضاته
يقول الدباغ:
"الديوان يكون بغار حراء،
فيجلس الغوث خارج الغار ( 1 )
ومكة خلف كتفه الأيمن،
والمدينة أمام ركبته اليسرى
وأربعة أقطاب عن يمينه،
وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس،
وثلاثة أقطاب عن يساره،
واحد من كل مذهب من المذاهب الثلاثة،
والوكيل أمامه، ويسمى : قاضي الديوان
ومع الوكيل يتكلم الغوث"
والدباغ مغربي،
ولمذهب مالك السيطرة في المغرب،
فكان لا بد من هذه العصبية
التي جعلت الدباغ يزعم
أن أربعة الأقطاب كلهم مالكية!
ترى على أي مذهب
كان أولئك الأقطاب قبل مالك ؟!
ولو أن المتكلم كان حنفياً،
لقال: إنهم حنفيون!
******************
( 1 ) سجل هذا على الصوفية الدرويش الصوفي الإنجليزي المستشرق ادوارد لين،
فقال: "ويعتقد أن سطح الكعبة مركز القطب الرئيسي،
ويفضل مركزاً آخراً بباب القاهرة المسمى: باب زويلة،
ويسمى العامة باب زويلة: "المتولي"؛
لاعتقادهم أنه مركز هذا الكائن المجهول،
ومن وراء مصراعي الباب العظيم الذي لا يقفل أبداً فضاء صغير،
يقال: إنه مكان القطب،
ويدق المصابون بالصداع مسماراً في الباب لفك السحر،
كما أن المصابين بوجع الأسنان يخلعون سناً، ويولجونها في أحد شقوق الباب،
وللقطب في مصر مراكز أخرى أقل شهرة، أحدها في قبر السيد البدوي،
والآخر في مدينة المحلة،
ويعتقد أن القطب ينتقل من مكة إلى القاهرة أو من مكان إلى آخر في لحظة،
ويروي الكثير من المسلمين أن إلياس ويخلطه العامة بالخضر كان قطب زمانه،
وأنه يولي الأقطاب المتعاقبين؛ إذ يقررون أنه لم يمت.
ويزعمون أنه شرب من عين الحياة،
ويكلف بعض الأولياء القيام ببعض الأعمال الشاقة
ويقال لهم: أصحاب الدرك"
ص 163 المصريون المحدثون
وقد جاء هذا الانجليزي إلى مصر في القرن 19،
وتصوف وأخذ العهد ثم راح يسجل الخزي الخرافي
لا على الصوفيين بل على المصريين عامتهم،
فانظر جناية الصوفية على مصر والإسلام!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:16 AM
أهل التصريف
"والتصَرُّف للأقطاب السبعة على أمر الغوث،
وكل واحد من الأقطاب السبعة
تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته!"
الذين يحضرون الديوان ولغتهم
"ويحضره النساء وصفوفهن ثلاثة،
ويحضره بعض الكُمَّل من الأموات،
ويكونون في الصفوف مع الأحياء،
والأموات حاضرون في الديوان
ينزلون إليه من البرزخ يطيرون طيراً، بطيران الروح،
وتحضره الملائكة والجن،
وفي بعض الأحيان يحضره النبي،
وكلامه مع الغوث،
وأما ساعة الديوان،
فهي الساعة التي ولد فيها النبي،
والأنبياء يحضرونه في ليلة واحدة هي ليلة القدر،
فيحضره في تلك الليلة الأنبياء والمرسلون،
ويحضره الملأ الأعلى من الملائكة المقربين
ويحضره سيد الوجود معه أزواجه الطاهرات ( 1 ) ،
ولغة أهل الديوان هي السريانية ( 2 )؛ لاختصارها،
ولأن الديوان يحضره الأرواح والملائكة،
والسريانية هي لغتهم.
والصغير من الأولياء يحضره بذاته!".
******************
( 1 ) هكذا في وسط الرجال؟!
ومع عظم شأن ذلك الديوان،
فإن الدباغ يقول عن نفسه:
"إيش هذا الديوان؟
والأولياء الذين يقيمونه كلهم في صدري!!
وإنما يقام الديوان في صدري والسموات والأرض بالنسبة إلي
كالموزونة في فلاة من الأرض"
ص 8 جـ 2 الإبريز
2 ) تدبر الكيد الخفي للعربية لغة القرآن!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:17 AM
عدد أجساد القطب الكبير
"وأما القطب الكبير،
فلا تحجير عليه،
فإنه يدبر على رأسه، فيحضره،
ولا يغيب عن داره؛
لأن الكبير يقدر على التطور
على ما شاء من الصور،
ولكمال روحه،
تُدَبِّر له إن شاء ثلثمائة وستة وستين ذاتاً ". ( 1 )
******************
( 1 ) أي بعدد أيام السنة الكبيسة!!
فله في كل يوم إذن جسد جديد!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:18 AM
تقاتل الأقطاب
"وقد يغيب الغوث عن الديوان، فلا يحضره،
فيحصل بين أولياء الله من أهل الديوان
ما يوجب اختلافهم،
فيقع منهم التصرُّف الموجب
لأن يقتل بعضهم بعضاً ( 1 ) ،
وإذا حضر سيد الوجود مع غيبة الغوث،
فإنه يحضر معه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي
والحسن والحسين وفاطمة
وتجلس فاطمة مع جماعة من النسوة
اللاتي يحضرن الديوان".
******************
( 1 ) يسفكون الدم ظلماً،
ومع هذا فهم أقطاب كبار يتصرفون في أقدار الوجود
والله يقول :
( من قتل نفساً بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً )
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:19 AM
فيم يتصرف الأقطاب؟
"وأهل الديوان إذا اجتمعوا فيه،
اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت
إلى مثله من الغد،
فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى
في اليوم المستقبل والليلة التي تليه ( 1 ) ،
ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية، والعلوية،
وحتى في الحجب السبعين،
فهم الذين يتصرفون فيه،
وفي أهله،
وفي خواطرهم،
وما تهجس به ضمائرهم،
فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء
إلا بإذن أهل التصرف ( 2 ) ،
وإذا كان هذا في عالم الرقا
الذي هو فوق الحجب السبعين
التي هي فوق العرش،
فما بالك بغيره من العوالم ؟! ".
******************
( 1 ) والله يقول: ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً)
( 2 ) وصف الله نفسه بأنه عليم بذات الصدور،
وقد وصف الصوفية أقطابهم بهذا وأكثر منه،
فماذا تقول فيهم؟
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:19 AM
انعقاد الديوان في غير الغار
"ويكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء
مرة في العام في موضع يقال له: زاوية أسا!
خارج أرض سوس،
بينها وبين أرض غرب السودان،
فيحضره أولياء السودان،
ويجتمعون في غير هذين الموضعين السابقين؛
لأن الأرض لا تطيقهم " ( 1 ) .
هذا هو الديوان الصوفي،
كما وصفه كاهن صوفي كبير
نقلته بلفظه نفسه،
بل قل:
هذه هي أسطورة الوثنية المخبولة الحمقاء ( 2 ) ،
وكم للصوفية مثلها من أساطير!!
قتلة سفاحون سفاكون للدماء،
ينعتهم الدباغ
بأنهم يتصرفون في أقدار الله وملكوته ؟!
فماذا بقي للرب الصوفي،
وهذا كله في قبضة السَّفَّاكين ؟!
******************
( 1 ) انتهى مختصراً بلفظه من الإبريز للدباغ جـ 2 ص 2 إلى ص 9 ط 1292هـ
( 2 ) دمغهم بهذا الخبال مستشرق مسيحي، فقال:
"وللأولياء حكومة باطنة يرون أن عليها يتوقف نظام العالم،
ورأس هذه الحكومة الأعلى يسمى: القطب، وهو أرفع صوفية عصره،
وإليه رئاسة الاجتماعات التي يعقدها في انتظام مجلس شوراه الموقر!!
وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان،
وإنما يأتون من أرجاء الأرض في لمحة طرف،
يعبرون البحار والجبال والصحارى في يُسرٍ بالغ ،
ودون القطب درجات مختلفة من الأولياء ،
وقد عدَّها الهجويري فيترتيب تصاعدي كما يلي:
الأخيار 300،
فالأبدال الـ40،
فالأبرار ال 70،
فالأوتاد ال 4،
فالنقباء ال 3،
وهؤلاء جميعاً يعرف الواحد منهم الآخر،
ولا يعمل الواحد منهم إلا برضى الباقين،
وعمل الأوتاد الطواف حول الأرض جميعاً في كل ليلة،
فإن كان هناك مكان لم تقع أعينهم عليه، بدت فيه في اليوم الثاني شائبة نقص،
فيخبرون القطب حتى يجعل همه إلى ذلك المكان المشوب،
فيبرأ مما أصابه بفضل القطب"
ص 119 الصوفية في الإسلام لنـيـكـلسون ترجمة نور الدين شربية
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:22 AM
بين الجاهلية والصوفية
كانت الجاهلية في إسفافها الوثني
أقل حماقة من الصوفية،
وتَدَبَّرْ ما قصه الله عن الجاهلية وشركها،
تجدهم كانوا يوحدون الله في ربوبيته
توحيداً حُرمت حتى من مثله قلوب الصوفية،
إن كانت لهم قلوب!
يقول تعالى:
( قل: لِمن الأرضُ ومن فيها إن كنتم تعلمون؟
سيقولون: لله.
قل: أفلا تَذَكَّرون؟!
قل: من رب السموات السبع،
ورب العرش العظيم؟
سيقولون لله.
قل: أفلا تتقون؟!
قل: من بيده مَلَكُوتُ كُلِّ شيء،
وهو يُجِير ولا يُجَار عليه،
إن كنتم تعلمون؟!
سيقولون: لله.
قل: فَأنَّى تُسْحَرون؟!).
هذا دين الجاهلية
ولكن الله لعنهم لعناً كبيراً بشركهم،
لأنهم أشركوا بالله في إلهيته،
فتضرعوا إلى غيره بالدعاء.
أما الصوفية،
فتدين بالقتلة، والمجرمين،
وأوغاد الفاحشة
أقطاباً يتصرفون في الوجود،
ويسيطرون بقهرهم على سنن الله الكونية
ونواميس الوجود
التي فطرها الله وحده،
وهو الذي يصرفها وحده،
ويتحكمون في أقدار الله،
فلا ينفذ منها إلا ما يشتهون،
فأيُّ الشركين أطغى بغياً،
وأخبث رجسا ؟
لقد وحدت الجاهلية الله في ربوبيته،
وأشركت به في ألوهيته،
أما الصوفية، فنفتهما عنه،
وأثبتهما للمفاليك الصعاليك ،
بل انحدرت حتى نفت وجودَ الله الحق ،
ونعتته بالعدم الصرف،
أفيمكن أن يقاس إلحادُ الصوفية،
بشرك الجاهلية ؟
أم ترى هذا ليلاً غاسقاً،
وترى الإلحاد الصوفي دياجير تطغى،
وتتراكم، وتطول،
حتى لا يُعرف الأبد فيها بدايته ، أو منتهاه ؟!
أجيبوا يا كهنة الصوفية !
ولكن ، لا :
فحسبي أن الجواب مُسْفِر الصُّبْح،
وضيء البيان،
قوي الدلائل!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:24 AM
الفصل السادس
"التصوف العملي"
لقد افتروا لك أن التصوف نوعان:
نظري أو إشراقي،
والغاية منه معرفة الله "بالأذواق"
واكتناه أسرار ربوبيته بالمواجيد،
فكانت نتيجته أن دان مؤتفكوه
بالوحدة التامة بين الخلق والخالق!
والنوع الآخر منه هو العملي،
وهو قائم على الرياضات والمجاهدات
أي على الذكر والزهد والعبادة.
ومحاولة التفرقة بينهما،
كالتفرقة بين الخبث وريحه المنتن،
فالنظري من التصوف وليد العملي؛
لأن النظرية وليدة التطبيق!
وقد بينا لك دين الإشراقيين،
فلنأتك بنبأ الآخرين!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:26 AM
دعوى الزهد
زعمت الأوهام أن الصوفية بِرُّ زهادة، وقداسة روحانية.
يعرجان بالروح إلى الملأ الأعلى،
فدعني إذن أسائل كل صوفي:
أليس في الإسلام ما تبلغ به النفس كمالها وسعادتها النضرة،
وما تتألق به الروح،
وتسمو إلى سماء الإيمان الحق، والنورانية الصافية،
وما ينبغ به الفكر،
فيدرك الحق إدراكاً لا يشوبه رَيْبُ وهْمٍ، ولا يريبه ظن،
وما يصفو به القلب،
فيفيض بالخير والرحمة والمحبة ؟
أحسبت الإسلام غير مُجْدٍ في تزكية الإنسان والتسامي به،
حتى تفرَّ مُنحدِراً إلى الصوفية ؟
إن في إخلاص التوحيد، وصدق الإيمان،
وطيب الإحسان فيما أنعم الله به
لواحة وريفة الظل، فَنَّاء الخميل،
ثَرَّة النبع في صحراء الحياة،
تَتْرَع من سلسلها العذب
ما يجعل الحياة حوليك
مجالي خير وسلام وصفاء،
ومجاني نعيم روحي وسعادة نفسية.
عبادتك الله كأنك تراه،
تجريد لك من نوازغ الشر ونوازعه ،
وتزكية لك مما يضل به الفكر ،
أو تطيش الغريزة ، أو تزل العاطفة ،
أو يخمد الشعور بحق الحياة الطيبة.
إنها تطلقك في رحاب الوجود
جهاداً دائباً في سبيل الحق
وعملاً صالحاً تنشد به رضاء الله وحده،
وتحقيق الخير العام للإنسانية،
وتسبيحاً وتقديساً لله وحده،
لا امتزاجاً،
أو اتحاداً،
كما تزعم الصوفية!.
ذلك بعض ما في الإسلام،
فماذا في الصوفية ؟!
فيما ذكرت لك من قبل الجواب الصادق.
إن الزهد الذي تبشِّر به الصوفية
– حين تريد اغتصاب اليتيم والمسكين ( 1 ) -
ليس من شعائر الإسلام، ولا من شرعته في شيء ،
مهما حاولت الصوفية تَوشِيَتَه؛
ليبدو لضحاياها شعيرة دينية سامية!.
فمعنى الزهد تحقير الشيء،
والتهوين من شأنه في اللغة التي شرفها الله،
فنزل بها كتابه،
وبهذا المعنى وردت في القرآن،
ولم ترد مادتها فيه إلا مرة واحدة.
قال تعالى يقص شأن السيارة الذين باعوا يوسف:
( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة،
وكانوا فيه من الزاهدين )
تأمل هذه الكلمات
"بخس، ودراهم، ومعدودة"
ثم تأمل ورود كلمة "الزاهدين" بعدها؛
لتدرك جيداً حقيقة معناها.
فهو إذن – وهذا معناه - مما يمقته الله ورسوله،
ويبرأ منه كل مؤمن بالله. ورحمته وحكمته؛
إذ معناه تحقير نعم الله،
والتهوين من شأنها الأعظم.
إن في الزهد الذي تزعمونه القضاء على الفرد،
وعلى قوى الجماعة الإسلامية،
فيه صرف للهمم
عن الجد والسعي في سبيل الخير للفرد والجماعة.
والاستعمارُ القديم والحديث
يعمل لنشر هذه الخرافة في الشرق
وحمل أهله على الإيمان بها؛
ليعيش أهله أذلاء النفس مهزولي القوى؛
يرضون باللقمة الساغبة من فتات المستعمرين؛
عالة على مستعبديهم،
يجرعونهم المسكنة والصغار!
أشباحاً هزيلة،
وظلالاً كابية
لِرُكَامٍ من الجيف!!
وقد صدَّق الشرق في أحقاب من تاريخه
خرافة الاستعمار الصوفي،
فهوى من قمة المجد والقوة والحرية
إلى حضيض المهانة والعبودية!
نبئوني،
ماذا يحدث لو اتخذ كل مسلم
من الزهد الصوفي شريعة له ؟!
سيكون المسلمون – وقد حدث –
فريسة هينة سهلة لكل ناب باغية،
ومضغة محتقرة يمجها كل مِشْفر!
وهذا هو هدف الاستعمار،
وربيبته الصوفية التعسة!
في الإسلام الذي أتم الله به على عباده النعمة،
وأكمل الدين،
كلمةٌ لو أخذ بها المسلمون،
لكانوا مع الله وحده قلوباً عابدة،
ومع إخوانهم قلوباً محبة
تنزع دائماً إلى الإيثار والفداء والتضحية:
إنها "التقوى"
تتقي الله،
فتطيعه طاعة قدسية،
وتتبع رسوله.
تتقي الله،
فلا تغصب ما ليس لك.
تتقي الله،
فتعمل لنفسك ما يزكيها،
ولغيرك ما يسعده،
ويحفظ عليك وعليه الحياة
( فاتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم،
وأطيعوا الله ورسوله )
ولجلال هذه الشعيرة الإيمانية
كان لها من الله هذا الجزاء الأعظم
( ومن يتق الله، يجعل له مخرجاً...
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ).
( فمن اتقى، وأصلح،
فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون ).
( ولو أن أهل القرى آمنوا، واتقوا،
لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض )
( بلى من أوفى بعهده، واتقى،
فإن الله يحب المتقين )
( إن الله مع الذين اتقوا،
والذين هم محسنون ).
فلماذا رغبتم عن " التقوى " إلى " الزهد "
وهو تراث "المانوية" ؟
وقد هولتم به،
كأنما هو وحده السبيل لهداية الإنسانية الحائرة؟
ترى هل ترون في القرآن
للزهد ذكرا،ً أو أجراً ؟!.
******************
( 1 ) من أعجب ما ترى. أن يدعو الشيوخ إلى الزهد.
وهم يتكالبون على كل شيء خبيث،
يدعون سواهم إلى الزهد؛
ليكون لهم هم وحدهم كل شيء.
أفلا يدعون أنفسهم إلى التقوى؟!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:28 AM
أصل الزهد الصوفي
أتدري عمن اقترف الصوفية دعوى الزهد الذي يحقر نعم الله،
ويعمل لتحطيم كل مُقومات الجماعة الإسلامية ؟!
إنهم بَشَّرُوا بفتنة غَيِّه عن المجوسية المانوية
التي آمنت بألوهية الخير والشر،
وبأن هذين المتقابلين في قِيَم الأخلاق
امتزجا بربها الأكبر امتزاجاً تاماً،
وأن هذا الرب "المانوي" ( 1 ) الثنائي الطبيعة،
لن يستطيع التخلص من الشر الذي يُقَوِّم ذاته،
أو النجاة منه إلا بفناء العالم،
فوصى "ماني" مُسَيلمةُ هذا الدين بالزهد وعدم الزواج؛
لينحدر مسرعاً إلى هوة العدم.
استمدته من "الغنوصية" ( 2 )
التي زعمت أن غاية الإنسانية العظمى
هي في الاتحاد بالرب !!
الرب "الغنوصي" الذي صنعه الهوى،
وأمدته الأساطير بالوجود الأسطوري!.
هذا هو أساس الزهد الصوفي،
وهدفه، عليه قام، ويقوم،
وهو كما ترى غير التقوى الإسلامية.
غيرها في كل شيء،
غيرها في المعنى والروح والنسب والغاية،
فغاية الزهد الصوفي تدمير الجماعة الإسلامية ( 3 )،
وغاية التقوى سُمُوٌّ بالفرد، وسمو بالجماعة،
وتَشْيِيدٌ لصروح العدالة والحب والإيثار والإخاء الكامل،
وبالرغم مما تأفك الصوفية من دعاوى الزهد،
فإنا نرى كهانها عدواً خصيماً للقناعة،
فتوجههم ضراوة الذئاب إلى الفتك بالحملان الوديعة البريئة،
ويثيرهم الجشعُ إلى سلب ما على فم اليتيم.
وإلا فاهدني إلى جواب ما أسائلك عنه.
أيُحْسَبُ قانعاً من يغصب قوت اليتيم؛
ليتخم به بطوناً تشكو البطنة ؟!
من يهتك عن أيَامَى المسكنة، وأرامل الفقر أستارَهُنَّ؛
ليجعل منها للأصنام عمائم ضخمة كالداهية،
منتفخة كبطون السحت،
سوداء كحقد المشرك،
حمراء كالجريمة المسفوحة،
خضراء كالعشب السام،
بيضاء كالكفن ؟!
من يغصب الفُتَات من الغارمين،
ثم يأكله ناراً من الربا الجائر ؟!
من تَخُبُّ في الحرير،
ويدب بنعليه على الطنافس،
ويزعج الهامدين بأبواق سياراته،
وتضج حانات الليل من عربدته ( 4 )،
ودراويشُه من حوله يخبون في المآسي،
ويدبون على الفواجع،
ويقتاتون بالنكبات،
ويتجرعون غصص الدموع،
ويحتسون دمَ الجراح ؟! ( 5 ).
أيُحْسَبُ قناعة هذا النَّهَمُ المُسْتَشْرِي بالحرام،
وذلك التكالُب الضاري على سُحْت الأضرحة ؟!
انظر إلى مَنْ حولك من كهانها،
وأرني فيهم من يَمَسه الزهد
حتى خطرة ذاهلة مضغةٍ حَيْرَى
على شَفَتَي يتيمٍ محروم،
نالها بعد سَغَبٍ يائس !!؟
ذلك هو الزهد الصوفي،
فما ذِكْرُهم ؟.
******************
( 1 ) نسبة إلى ماني بن فانك متنبئ فارسي، وقد وصى أتباعه بالزهد المسرف في الغلو.
وبعدم الزواج؛ ليفنى العالم،
فيستطيع الرب التخلص من طبيعة الشر الكامنة فيه.
وعنه استمد الصوفية ذلك.
يقول أبو طالب المكي مفترياً على رسول الله هذين الحديثين:
"إذا كان بعد المائتين، أبيحت العزبة لأمتي" أي عدم الزواج.
وقال: "لأن يربي أحدكم جرو كلب، خير من أن يربي ولداً"
نفس الدين، ونفس الهدف المانوي!
انظر ص 150 جـ 4 قوت القلوب ط 1351، تجد المانوية الصرفة،
ويقول الجنيد:
"أحب للمبتدئ ألا يشغل قلبه بهذه الثلاث، وإلا تغير حاله،
التكسب وطلب الحديث والتزوج،
وأحب للصوفي ألا يقرأ ولا يكتب؛ لأنه أجمع لهمه"
إذا كان لا يتكسب وهو شاب، فمتى؟
وإذا كان لا يطلب حديث الرسول، فماذا؟
وإذا كان لا يتعلم، فأي شيء يكون هو؟
لو أننا نفذنا وصايا الجنيد لم تبق للأمة الإسلامية باقية.
انظر ص 135جـ 3 المصدر السابق.
( 2 ) معناه الاصطلاحي إدراك الأسرار الربانية بواسطة الكشف،
والذي أعطاها هذا المعنى طائفة من المفكرين،
عاشوا في القرون الأربعة الأولى من ميلاد المسيح،
ومنهم يهود ومسيحيون ووثنيون.
وأهم ما يدينون به هو الثنائية بين المادة والذات الإلهية،
ومحاولة اجتياز الفاصل بينهما عن طريق سلسلة من الوسطاء،
والمادة عندهم هي أصل الشر،
والسبب الذي من أجله انحطت طبيعة الإنسان،
ولكن الإنسان يستطيع عن طريق الخلاص "أي الزهد"
أن يعود إلى الذات الإلهية والأصل الأول.
انظر ص 7 التراث اليوناني للدكتور بدوي
( 3 ) يتحدث جولد زيهر عن أثر الزهد الصوفي
في تغيير النظر إلى المُثُل العليا للمسلمين:
"تغير النظر إلى المثل الأعلى للحياة الإسلامية،
فأصبح ينظر إليه من وجهة تخالف تلك التي أقرتها تعاليم المذاهب السنية،
وهكذا أثر الصوفيون على الجماهير الخاضعة لنفوذهم،
فقلَّ إعجاب الناس بتلك السمة العسكرية لأبطال الإسلام
– والشهداء الأقدمون ما كانوا إلا من فئة المجاهدين- فانصرفوا عنها،
وولوا وجوههم نحو صور الزهاد الشاحبة وأجسام العباد الهزيلة
والرهبان المنقطعين في الصوامع،
بل إن الأبطال الأقدمين في عصور الإسلام الأولى الذين كانوا مثالاً يحتذى،
صار لزاماً عليهم أن يحصلوا على صفات البطولة الجديدة،
أي أنهم جُرِّدوا من سيوفهم، وأُلبسوا أردية الصوف!!"
ص 154 العقيدة والشريعة
( 4 ) قال أبو حمزة البغدادي، مما يرائي، ويخدع به عن حقيقة التصوف:
"علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز،
ويخفى بعد الشهرة
وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء"
ص 4 شرح الحكم لابن عجيبة
وطبِّق هذا على السادة الصوفية !!
( 5 ) قال الأستاذ التابعي:
"إنني أعرف شيخ طريقة اختار أحد بارات شارع شريف مقراً له.
ويقصد إليه في البار المذكور أتباعه ومريدوه كلما أرادوا مقابلته في أمر ما،
ويخرج إليهم ويمد يده يلثمونها، ورائحة الخمر تفوح من فمه، وقطرات الخمر على يده،
وبقايا "المزة" على صدره وذقنه وأكمامه ...
ويلتفت الشيخ إلى أصدقائه الجالسين في البار ويطلق نكتة ما.
ويشترك معهم في الضحك من عبط المريدين والأتباع"
صحيفة الأخبار 2/11/1955
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:29 AM
الذِكْر الصوفي
في أعياد الوثنية التي يسمونها: موالد،
وفي معابد الأضرحة التي يسمونها: مساجد،
وفي كهوف الدراويش،
وقد أتخموا بطون الطواغيت بالسُحْت!!
في تلك الْـحَمْآت يقيم الصوفية حانات الرقص،
أو ما يسمونه: الذكر،
فيجلس الشيخ بين صفين من دراويش تعشقهم الرذيلة،
ودرويشات نفرت منهن الفضيلة
ثم يصفق بيديه اللامعتين من دسم الحرام
إيذاناً ببدء الذكر،
ثم يُخْرِج من شفتيه ومنخريه
اسم الله مُلْحِداً في حروفه وفي النطق به!!
وغضون جبينه تَهْمِزُ الحياء وتَلْمِزُ التقوى،
ومُنْشِد القوم يطربهم بالغَزَل الداعر في ليلى وسعاد،
أو بالدفوف يدق عليها الشيطان،
وبالنايات تصفر فيها الشهوة،
ثم يهبُّ الشيخ،
ويهبُّ معه المريدون،
وثَمَّتَ يميلون يَمْنَةً ويَسْرَة،
مُتَأَوِّدَةً أعطافُهم تَأَوُّد الراقصات
يَلْمَحْن في أيدي الرُّوَّاد
دِنَانَ الخمر وفتنة الذهب،
وما هي إلا لحظة،
حتى تُجَنَّ هذه الأجسادُ
بما فيها من رغبات مكبوتة،
مفصحة عن غليلها المحترق
بالتأوُّه المخنث، والتمايل الخليع،
وبالأصوات المنكرة المبحوحة من عويل الخطيئة
والاستغاثة بزينب، أو نفيسة.
لا يريدون زينب الطاهرة،
ولا نفيسة العابدة.
وإنما يريدون بهما شيئاً آخر!!
فكلٌّ يُغَنِّي على أنثاه!!
وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور الملحد
ساعة، أو ساعتين ( 1 )،
كلٌّ يريد أن يثبت للعيون الرانية في لهفة،
والزغاريد المغازلة في تَوَجُّع مَشُوق،
أنه حيوان قَوِيُّ الجسد!!
وبعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلِّي!!
ولكم من أُمٍّ باعت قوتَ يتيمها،
وزوجٍ سِتْرَ امرأته،
ومدينٍ يهلكه الدين بقيةَ طعامه
في سبيل "شيشة" الشيخ،
و"حشيش" الشيخ،
و"أفيون" الدراويش.
وهم يرقصون في حانات الذكر!!
أتراني بالغت ؟
أم أني قصرت ؟
إخالك تنزع إلى اتهامي بالتقصير،
فكل ذي بصر تقع عيناه على الصوفية
يعربدون في حانات ذكرهم،
تقع عيناه على مشاعل المجوس،
تتوهج كرَغَبَاتِ الفاجر!!
وعلى الدفوف بأيدي فتية،
أسبلوا شعورهم،
وقد لمسهم الشيطان بلهيبه،
فراحوا يتكسَّرون على النغم الشَّرُود،
ويهصرون غصونهم
على النظرات المتوهجة الرغبات،
وشيخُ الطريقة سعيد؛
لأن شِباك فتيته توقع في حبالها الهائمين،
هذا يحدث،
وتراه،
ونراه،
ولا نسمع النكيرَ عليهم من أحد !!
كأنما رذيلة القوم فضيلة مقدسة !!
ما هكذا ذَكَرَ الرسولُ ربَّه،
وما هكذا ذَكَرَ الصحابة من بعده ربَّهم،
ما ذكروه باسمه المفرد،
ولا ذكروه في ميل وتَأَوُّد.
ما ذكروه بقيادة واحد منهم
ينطق بالاسم مصفقاً،
وينطقون به وراءه.
ما ذكروه، ولهم منشد يغازل ليلى !!
ما ذكروه وأصواتهم من ضجيجها تفزع الليل،
وتصك جنباته،
ما ذكروه جزاء مضغة لحم،
أو نفثة "شيشة" !!
ما ذكروه بالنايات والطبول والدفوف.
ولكنهم ذكروه،
كما علَّمهم رسوله،
أما من ذَكَرَ الله ذِكْرَ الصوفية
فهم مشركو الجاهلية
( وما صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) ( 2 )
وكفرةُ اليهودية والمسيحية !!
******************
( 1 ) يظل الراقص الصوفي يتخلع ساعة في حانة الذكر، دون أن يحس بملل
حتى إذا وقف للصلاة "يخبط الصلوات الخمس" في خمس دقائق!!
هذا لأن الرقص الصوفي شهوة وخطيئة،
أما الصلاة فطهر وعبادة
( 2 ) المكاء: الصفير بالفم، أو التشبيك بالأصابع والنفخ فيها.
والتصدية: التصفيق
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:30 AM
ذكر الصوفية بدعة يهودية
جاء في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة:
"لِيَبْتهج بنو صهيون بملكهم
ليُسَبِّحُوا اسمه برقص، بدف، وعود،
لِيُرَنِّموا... هَلِّلُوا يا،
سَبِّحُوا لله في قدسه،
سبحوه برباب وعود،
سبحوه بدف ورقص،
سبحوه بأوتار ومزمار،
سبحوه بصنوج الهتاف "( 1 ) .
وهكذا يذكر الصوفية!!
وحسبك أن ترى حانةً صوفية يذكرون بها؛
لتشهد الصلة الوثيقة بين الذكر الصوفي،
والبدعة الجاهلية اليهودية!!
ولكن الدباغ يزعم:
"أن الصوفية يهتزون يميناً وشمالاً؛
لأن الأقطاب رأوا الملائكة تفعل ذلك" ( 2 ) .
******************
( 1 ) العهد القديم. المزامير ص 641
( 2 ) ص 72 جـ 2 الإبريز
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:32 AM
الشيخ جاسوس القلب
يوجب الصوفية على الذاكر
"أن يستحضر شيخه،
وأن يستمد منه عند الشروع فيه،
فيقول: مددك يا أستاذي،
وأن يرى أن استمدَادَه منه،
عينُ استمداده منه صلى الله عليه وسلم،
فإنه الواسطة إليه،
وأن يستأذن شيخه بقلبه،
فيقول: دستور يا أستاذي!
وأن يستأذن أصحابَ الطريق والقَدَم،
وهم أهل السلسلة،
دستور يا أصحاب الطريق والقَدَم " ( 1 )
وهكذا توجب الصوفية على "الدرويش"
أن يتلطخ بهذه الوثنية
قبل أن يذكر الله،
وأن يستأذن كل هذه الأصنام؛
ليتقبل الله ذكره،
ويغمره برضاه!
حُجُبٌ صَمَّاء تمور حولها الدياجير،
وتقصف الأعاصير،
تضعها الصوفية في طريق السالك،
حتى لا يرى شعاعةً من نور!
******************
( 1 )انظر ص 28 وما بعدها من رسالة لأحمد عبد المنعم الحلواني،
ص 86- رسالة منحة الأصحاب لأحمد بن عبد الرحمن الشهير بالرطبي
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:33 AM
كيفية الذِكْر
"أن يهتز من فوق رأسه إلى أصل قدميه،
وأن يبدأ بـ "لا" يميناً،
ويرجع بـ "إله" فيتوسط،
ويختم "إلا الله" يساراً قبلة القلب،
فإن ذكر اسما مفرداً كالله، و "هو"
ضرب بذقنه على صدره،
وأن يذكر مع جماعة مع رفع الصوت،
ويَنْتَعَ الكلمة من سُرَّته إلى قلبه " ( 1 )
هذه "البهلوانية" الرعناء،
هي صورة الذكر الصوفي.
ترى هل كان رسول الله
– وهو يذكر ربه –
يهتز من فوق رأسه إلى أصل قدميه؛
أو كان يضرب بذقنه صدره ؟
أو كان يميل يمنة ويسرة ؟
لم يفعل شيئاً من ذلك؛
لأنه نبي؛
ولأنه رجل أَبِيُّ الرُّجُولِيَّة.
أما رفع الصوت،
فالله يقول:
( ولا تجهر بصلاتك،
ولا تخافت بها،
وابتغ بين ذلك سبيلاً )
وأصل الصلاة الدعاء،
ولكن الصوفية بهدي ربهم يَعْدِلون!.
******************
( 1 ) المصدر السابق
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:36 AM
صيغ الذِكْر الصوفي
"من آداب المريد مع شيخه
أن يذكر ما لقنه له أستاذه،
فلا يتجاوزه إلى غيره " ( 1 )
ولهذا تعددت صيغ الذكر الصوفي،
تبعاً لتعدد الطرائق،
وتباين الشيوخ،
فمنهم من يذكر بالاسم المفرد،
ومنهم من يذكر بـ "هو هو"
ومنهم من يذكر بـ "أه أه".
وكل طاغوت صوفي
يحرِّم على عَبَدَتِه
أن يذكروا بغير ما أذن لهم فيه،
أو أن يذكروا بما ترقص به الطرق الأخرى؛
لاعتقادهم أن بعض أسماء الله قد يضر ذكرها هذا،
وينفع ذاك،
أو تضر في حال، وتنفع في حال أخرى،
والخبير بما ينفع الذاكر، أو يضره،
إنما هو الشيخ؛
لهذا لا يستطيع "الدرويش"
أن يذكر "لا إله إلا الله"
إلا إذا أمره بها شيخه،
ولا ينادي ربه بيالطيف،
وإلا أصابه مَسٌّ أو خبال،
أو كما يسمونه "لطف"!.
اسمع إلى القديس الصوفي ابن عطاء الله السكندري
يفتري الإثم الأكبر:
"اسمه تعالى "الْعَفُوُّ" يليق بأذكار العوام؛
لأنه يصلحهم،
وليس من شأن السالكين إلى الله ذكره!
اسمه تعالى "الباعث" يذكره أهل الغفلة،
ولا يذكره أهل طلب الفناء،
اسمه تعالى "الغافر" يُلَّقَّن لعوام التلاميذ،
وهم الخائفون من عقوبة الذنب،
وأما من يصلح للحضرة،
فذكره مغفرة الذنب عندهم يورث الوحشة،
اسمه تعالى "المتين" يضر أرباب الخلوة،
وينفع أهل الاستهزاء بالدين ".( 2 )
ويستمر ابن عطاء في سرد هذا البهتان
حتى يستوفي أكثر أسماء الله.
والله تعالى يقول:
( قل: ادعوا الله، أو ادعوا الرحمن،
أيَّا مَّا تدعوا،
فله الأسماء الحسنى )
ويقول :
( ولله الأسماء الحسنى،
فادعوه بها،
وذروا الذين يُلْحِدون في أسمائه،
سَيُجْزَون ما كانوا يعملون)
اسمه الغافر لا يصلح إلا للعوام !
كأنما أولئك الطواغيت
معصومون من الذنب،
أو آلهة!
على حين كان يستغفر الرسول ربه
في اليوم مائة مرة!
فهل تجد رحِماً
بين حق القرآن،
وبين باطل الصوفية ؟!
*****************
( 1 ) من رسالة الحلواني ص 30
( 2 ) ص 23 وما بعدها مفتاح الفلاح ط 1332هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:40 AM
ذِكْر رسول الله
ومن عبير السنة المطهرة،
يسطع عليك ما يشفي روحك،
فقارن بينه وبين ذلك اليَحْمُوم الصوفي.
قال صلى الله عليه وسلم:
"كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان في الميزان،
حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده،
سبحان الله العظيم"
"متفق عليه"
وكان صلى الله عليه وسلم يقول
دبر كل صلاة حين يُسَلِّم:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
له الملك،
وله الحمد،
وهو على كل شيء قدير،
ولا حول، ولا قوة إلا بالله،
لا إله إلا الله،
ولا نعبد إلا إياه،
له النعمة،
وله الفضل،
وله الثناء الحسن،
لا إله إلا الله،
مخلصين له الدين،
ولو كره الكافرون"
"رواه مسلم"
وقال: سيد الاستغفار أن تقول:
"اللهم أنت ربي،
لا إله إلا أنت خلقتني،
وأنا عبدك،
وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ما صنعت،
أبُوء لك بنعمتك عليَّ،
وأبوء بذنبي،
فاغفر لي،
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
رواه البخاري.
وفي الصحيحين عن ابن عباس،
قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم،
إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل:
"اللهم لك الحمد؛
أنت نور السموات والأرض،
ومَنْ فيهن،
ولك الحمد؛
أنت قيَّام السموات والأرض،
ومَنْ فيهن،
ولك الحمد؛
أنت رَبُّ السموات والأرض
ومَنْ فيهن،
ولك الحمد؛
أنت الحق،
ووعدك الحقُّ،
وقولك الحقُّ،
ولقاؤك حق،
والجنة حق،
والنار حق،
والنبيون حق،
ومحمد حق،
والساعة حق،
اللهم لك أسلمت،
وبك آمنت،
وعليك توكلت،
وإليك أنبت،
وبك خاصمت،
وإليك حاكمت
فاغفر لي.
ما قدمت،
وما أخرت،
وما أسررت
وما أعلنت،
أنت إلهي،
لا إله إلا أنت،
ولا حول، ولا قوة إلا بك".
أرأيت إلى هذا الذكر النبوي الجامع ؟!
إنها ضراعة النبوة والعبودية الخالصة
تفتحت لها أبوابُ السماء،
ما فيه ذكرٌ باسمٍ مفرد،
ولا ضربُ صدرٍ بذقن،
ولا هزة الرأس إلى أخمص القدم!
ما فيه التَّنَاوُح بالرأس يَمْنَةً ويَسْرَة،
ولا نَتْعٌ من سُرَّةٍ إلى قلب.
ما فيه منشد،
ولا دف،
ولا شبابة.
ما فيه دائرة يقف في مركزها
نُصُب يرقص الذاكرين بِتَصْدِيته!
إنما فيه قلب مؤمن ضارع
ملأه حب الله خشية ورهبة وتقوى،
يتوجه إلى خالقه الأعظم،
مالك الملك كله
في إيمان صادق،
وتوحيد خالص،
فصلوات الله وسلامه
على محمد
عبدُ الله ورسولُه.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:46 AM
عبادة الصوفية
ذلك هو التصوف العملي
في شعيرتيه الزهد والذكر،
فما العبادة فيه ؟
أهي تلك الركعات،
أو السجدات
التي لا يقر فيها قلب،
ولا جسد،
ولا تسلم فيها لله خاطرة واحدة،
ولا يخشع شعور،
ولا يضرع دعاء ؟
فإنما هي لأصنام القبور
سجود وتسابيح،
ولجلاميدها الصم عبودية،
تطفح بالخشية منها،
والتقوى لها،
واللِّياذ بها،
والذهول المستغرق إلا عنها !
ألا ترى مساجد الله خراباً،
ومعابد القبور،
تمور بالحشود المحشودة فيها
من كل صَوْبٍ وحَدَب ؟
ألا ترى مساجد الله
التي طهرها الله من أوثان الأضرحة،
خاويةً على عروشها،
أما المعابد
التي جثم على صدرها قبرُ ميت،
وثوت فيها رِمَّـتُه ،
أو وَهْـمُه ،
فتضيق
– على رحابها الفِساح –
بالآمِّين لها
رجاء بركات القبر،
والرِّمَّة البالية،
أو الوهم الخرافي
المشيد عليه القبر،
أو العظام المنوعة من حيوانات شتى؛
لتنصَبَّ النذور على السَّدَنَة ؟!
ألا ترى تلك المعابد
ينفق على فرشها وإضاءتها وتبخيرها الألوفُ ؟!
أما مساجد الله
فتترك للغربان تسلح عليها،
وللبوم ينعب فيها !.
ما عبادة الصوفية ؟
أهي تلك النذور
يحفِدون بها إلى الجيف ؟
أهي هذا السجود
على عتبات الأصنام
دوخها وطء النعال ؟!
أهي هذا التقبيل الملهوف العاشق
لأحجار الأوثان
رجاء سَلْسَبيل رحمة منها ومغفرة ؟
أهي هذا التوسل إلى الله
بعظام نـَخِرة ،
وصَفْوان أملس،
وخشب عافه السوس
من طول ما طَعِمَ منه ؟
أهي هذا الدعاء العريض
بالهامدين في القبور ،
ينشدون منهم مَدَد الحياة ،
وروح الخلود ؟
أهي تلك الأوراد (1) الشِّرْكِيَّة
ينعق بها الصوفية
تحت سجوات ليلهم المعربد،
وشفوف السَّحَر الراقص،
في هياكل الطواغيت ؟!
أهي هذا الحلف بالقبور
والهامدين فيها،
وجعل الحلف بالله
عرضة للفرار من ذنب،
أو جريرة ؟!
ذلك هو الجانب العملي من التصوف
في ذكره وزهده وعبادته،
أتراه يصلح لهداية الإنسانية،
وقيادتها إلى مُثُلها العليا ؟
أم تراه يفتك بها
فتك السُل الدفين
بالصدر الرقيق الحزين ؟!
أما جانبه النظري،
فقد دانوا فيه كما بَيَّنتُ لك
بأن العبد عين الرب،
وبأن الشرك عين التوحيد ،
ذلك هو التصوف بنوعيه،
إن شئت أن تجعله نوعين !
فهل تراه يودي بالمسلمين
إلا إلى التهلكة
بعد أن يحيلهم من عبادٍ للرحمن
إلى عَبَدَةٍ للطاغوت ؟
من أمة قوية عزيزة كريمة
موحدة الغايات والمبادئ
إلى أشتات واهنة،
وأشباح هزيلة مستضعفة،
تضرب بها الوثنية في متاهات الباطل،
ويقضي عليها الوهن والذل والصغار،
فتصبح المطايا الذُلُل للاستعمار،
وأحلاف الضِعة،
والمهانة والاستكانة ؟!
*****************
( 1 ) لكل طريقة ورد خاص بها تفضله على جميع الأوراد الأخرى،
بل تفضله على القرآن،
قال طاغوت التيجانية:
"وسألته صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفاتح،
فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات،
ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون،
ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير،
ومن القرآن ستة آلاف مرة"
ص 103 جـ 1 جواهر المعاني لابن حرازم التيجاني طريقة.
فتدبر كيف تجاهد الصوفية
في سبيل صرف المسلمين عن كتاب الله !!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:48 AM
دعاوى الصوفية وأدعيتهم
غَشَّت الصوفيةُ بصائرَ عشاقها
بما تَسْحَر به من فنون الخيال الغَزَليِّ،
والشاعرية الحالمة
في الصور البيانية المتأنقة الفتنة،
المكحولة الرَّوْعَة
ذلك ما جعل بعضهم
يجادلنا في شأن الصوفية،
فيأتينا بأدعية ونجاوى صوفية،
فيها وَشْيُ السحر الشاعر وفتنته،
وبدعاوى فيها روحانيةُ الحق وروعتُه،
ثم يقول:
أو مَنْ يقولون هذا،
تفتري عليهم أنهم غير مسلمين ؟!
لهؤلاء الذين خَلَبَهمُ عشقُ الصوفية أقول:
ما من كُهَّان نحلة ضالة،
أو أحبار دين زائف،
إلا وناجوا معبودهم،
وَدَعَوْه بما يُخَيَّل إليك من سحره
أنه ضراعة نبوة في فجر الوحي،
فهل نعدهم مسلمين بتلك النجاوى،
وهذه الأدعية ؟!
سلوهم قبل الفتنة:
لِمَنْ هذه النجوى؟
ولمن تضرعون بهذا الدعاء؟
سلوهم عن صفات معبودهم،
وأسمائه الحسنى،
وعن شرعته التي كلفهم بها،
وهناك حين يجيبونكم
توقنون أنهم
لا يناجون الله،
ولا يدعونه،
وإنما يفعلون ذلك لآلهة أخرى ابتدعوها؛
لِتُعْبَدَ من دون الله!.
ويذكرنا هؤلاء المسحورون بدعاوى الصوفية،
إذ يفترون:
"كلامنا هذا مُقَيَّدٌ بالكتاب والسنة!"
وكذلك زعمت كل فرقة نجمت
في الجماعة الإسلامية؛
لتجد لها أنصاراً وأعواناً من الأغرار،
الذين يخدعهم زيف القول الحلو
عن رياء العمل المر!
قالتها الشيعة التي تُؤَلِّه أئمتها،
وقالتها المُعَطِّلة،
وقالتها المُـجَسِّمة،
وتقولها القاديانية والبهائية!
وقد نقلتُ لك عن النابلسي
– وهو صنم صوفي كبير –
دعواه أن وحدة الوجود
مستمدة من الكتاب والسنة!.
إنك لا تستطيع أن تمنع إنساناً
من أن يدَّعي ما يشاء،
ولكن الذي تستطيعه هو أن تبتلي دعواه،
وتزنها بميزان الحق من الكتاب،
وثمت تستطيع أن تحكم عليه عن بَيِّنَةٍ
بالصدق، أو الكذب فيما ادعاه.
وقد ابتليتَ
معتقداتِ الصوفية وأربابها وآلهتها،
فهل ترى لها أثارة من نسب
إلى شرع، أو عقل ؟
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:51 AM
لقد جحدت الصوفية الحقيقة الأولى،
تلك التي يقررها الشرع،
ويحكم بها العقل.
وهي أن الله سبحانه وتعالى مُغايِرٌ لخلقه
في ذاته وصفاته وأفعاله،
فكيف نحكم عليها
بأنها تؤمن بما يترتب على تلك الحقيقة العليا
من حقائق مقدسة ؟
ليس المهم أن تقول،
بل الأهم أن تعمل بما تقول،
فهل يعمل الصوفية بالكتاب والسنة،
كما ينافق بعض زعمائهم ؟!
ومما يجادلنا به عشاقُ السحر الصوفي
قول ابن الفارض:
وإن خطرت لي في سواك إرادة ** على خاطري يوما حكمتُ بِرِدَّتي
وعلى ما في هذا البيت من غلو الإسراف
في دعوى التجرد ( 1 )، وحقارة الكذب،
فإن هؤلاء ينسون قول ابن الفارض
في نفس القصيدة:
فلا حَيَّ إلا من حياتي حياته ** وطوع مُرَادِي كُلُّ نفس مُرِيدة
وينسون ما طفحت به تائيته الكبرى
من زندقة باغية الجرأة،
تؤكد لك أن حين يناجي ربًّا،
فإنما يعني به أنثى مستباحة العفة،
أو رِمَّة بالية
أو نَفْسَه التي تَحَقَّقَ بها وجودُ ذلك الرب
في مرتبته العَيْنِيَّة!
*****************
( 1 ) للإرادة الإنسانية مجال فساح من الخير الذاتي، كإرادة الزواج. وكسب العيش،
وإرادة التمتع الروحي بما أبدع الله من جمال في جنات الأرض،
وما على من يريد ذلك جناح من الله ذي الرحمة.
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:
"حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"
وهل الحب إلا إرادة مصممة قاهرة؟
فهل أشرك محمد؛ لأنه أراد ذلك؟
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 05:57 AM
ويجادلنا هؤلاء بقول رابعة:
"ما عبدتك خوفا من نارك،
ولا طمعاً في جنتك،
وإنما عبدتك لذاتك"،
ثم يهتفون لرابعة شهيدة العشق الإلهي!
رابعة التي تزعم أنها تجردت من كل رغبة،
أو رهبة أو طمع، أو خوف!.
هؤلاء ينسون أن رابعة بهذا السحر الصوفي الفاتن
تستشرف عِزة الألوهية!
وتفتري لنفسها الشائنة مقاماً
يسمو عن مقام الرسل
الذين جعل الله من صفاتهم أنهم يدعونه:
رَغَباً ورَهَباً، أو خوفاً وطمعاً،
يقول الله عن زكريا وآله:
( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات،
ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً ،
وكانوا لنا خاشعين)
ثم تأمل هذه الآيات
التي تنجيك من سحر رابعة:
( وادعوه خوفاً وطمعاً
إن رحمة الله قريب من المحسنين)
وصَفَ الله من يدعونه خوفاً وطمعاً بأنهم محسنون،
والإحسان أسمى مراتب العبادة،
وأكمل مقامات العبودية،
والعبودية هي
غاية الحب، مع غاية التذلل ،
فما الحب الذي تطفح به مشاعرُ رابعة ؟!
( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذُكِّروا بها،
خَرُّوا سُجَّدًا، وهم لا يستكبرون،
تتجافى جنوبُهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفًا وطمعًا،
ومما رزقناهم ينفقون)
أرأيت في صور القديسين الناسكين
أروع من صور هؤلاء
الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لذكر الله؟!
ومن أخص صفاتهم دعاء الله خوفاً وطمعاً!
فما حب رابعة؟!
من أخص خصائص البشرية أنها ترغب وترهب،
حتى بشرية الأنبياء والرسل.
ترهب وهي أسمى مقاماتها،
ومن أصدق الدلائل على الحب المسيطر القاهر،
أن يمتلىء القلب رغبة في المحبوب ورهبة منه.
رغبةً في رضاه، ورهبة من غضبه ( 1 ) أو جفاه ،
فإذا لم تكن ثَمَّ رغبة في نواله، فقد سئمته،
وإذا لم تكن ثَمَّ رهبةٌ من عقابه فقد احتقرته،
وكلما تسامى الحب،
قويت الرغبة في نوال المحبوب،
واشتدت الرهبة من حرمانه.
الرغبة والرهبة جناحا الحب
اللذان يُحَلِّق بهما فوق الذرى،
فإذا تجردت منهما كان حبك كاذباً ،
لا يقهر منك شعوراً،
ولا يُوَجِّه إرادة.
ولكن رابعة تزعم
أنها تجردت من تلك البشرية الطهور،
بشرية القديسين،
بشرية أولى العزم من الرسل!
فماذا وراء هذا الزعم؟
وراءه أنها في قمتها العليا
لا تدنو منها مكانة المصطفين الأخيار من أنبياء الله،
وراءه أنها ليست بشراً، بل إلهاً،
فالملائكة أنفسهم يرغبون، ويرهبون!
وراءه اتهامٌ صريح لمن نَزَّل القرآن
– وتعالى الله عن إفك رابعة –
بأنه أخطأ حين أمرنا أن ندعوه خوفاً وطمعاً،
ودَاجَى حين رغَّبَنَا في الجنة،
وخَوَّفنا من النار.
دعواها التجرد شعورٌ منها
– وما أخبث هذا الشعور وأكذبه –
بأنها ساوت من تحب!!
ثم مَنْ رابعة هذه ؟
أليست هي التي تقول عن الكعبة:
"هذا الصنم المعبود في الأرض "؟. ( 2 )
ثم اقرأ هذه الآية:
( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون،
إذ قالت :
ربِّ ابْنِ لي عندك بيتاً في الجنة )
هذه القدِّيسة العظيمة التي طيب الله ذكرها،
وخلَّده في كتابه،
وضربها مثلاً للذين آمنوا،
إنها تضرع إلى الله؛
ليبني لها بيتاً في الجنة،
أما رابعة التي لا تزن في القيمة
خاطرة من امرأة فرعون،
فتستعلي أن تطلب الجنة!
واقرأ النور في قوله سبحانه:
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بأن لهم الجنة ،
يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقْتَلُون
وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل)
وَعْدٌ كريم عظيم من الكريم القادر،
يشتري به نفسَ المؤمن ومالَه،
وما ذلك الوعد؟
أن تكون له الجنة،
وقد وصف وعده في ختام الآية بقوله تعالى:
"وذلك هو الفوز العظيم"
ولكن رابعة في تعاليها الجاحد،
لا تراه فوزاً عظيماً،
فتطلب غيره!
أليس هذا اتهاماً للكريم بالبخل،
أو بأنه لم يحسن الوعد،
ولا شراء نفسِ المؤمن ومالِه بالجنة ؟!
*****************
( 1 ) وجزاء رضوان الله في الآخرة الجنة، وجزاء غضبه فيها النار،
فإذا لم ترغب في جنته، فأنت غير راغب في رضاه،
وإذا لم ترهب ناره، فأنت لا ترهب غضبه،
وإذا لم ترغب الرضا، وترهب الغضب،
فأنت دَعي حبٍّ كذوب
( 2 ) ص 38 وما بعدها كتاب شهيدة العشق الإلهي للدكتور بدوي
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:00 AM
وينتفض هؤلاء إعجاباً بمعروف الكرخي ( 1 )،
إذ يَرْوُون عنه أنه بال على شاطئ نهر، وتيمم،
فقيل: يا أبا محفوظ!!
الماء منك قريب!!
فقال: "لعلي لا أبلغه "( 2 )
لقد كان رسول الله يطوف على نسائه،
فيغتسل منهن جميعاً بغسل واحد،
فلماذا كان لا يغتسل عقيب كل واحدة ؟
بل ثبت عنه
أنه كان أحياناً يبيت جنباً،
غير أنه كان يتوضأ !!
أكان معروف أشد خوفا من رسول الله؟
والله أرحم مما يظن معروف،
لو أنه سبحانه قبض إليه عبده
قبل أن يبلغ الماء القريب ليتوضأ.
إنه هوس صوفي
يغلو في الحب،
حتى يتجرد من الرغبة والرهبة،
ويغلو في الخوف،
حتى يتيمم والماء منه قيد شبر واحد!!
فما ندري
أنحب حتى لا نخاف،
أم نخاف حتى لا نحب ؟!
*****************
( 1 ) توفي سنة 200هـ وكان يقول:
"إذا كانت حاجة إلى الله فاقسم عليه بي"
انظر ص 9 الرسالة للقشيري مطبعة التقدم،
فتأمل منذ متى كفرت الصوفية؟!
( 2 ) ص 83 طبقات الصوفية للسلمي،
وقد نسبه أبو طالب إلى الرسول، انظر ص 29 جـ 3 قوت القلوب ط 1351هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:02 AM
ويبهتون ابن حنبل أنه سأل بشراً الحافي عن الزكاة،
فقال بشر:
أما عندكم فالعشر،
وأما عندنا،
فالعبد، وما ملكت يداه لسيده!!
وتبرق عيونُ الصوفية بالسرور السكران،
وتميد أعطافهم من نشوة الخمر الصوفي !!.
هؤلاء ينسون الإثم الكبير
في قول الصوفي الحافي:
"عندنا أم عندكم"
فإنه نَزْغَةٌ من الأسطورة الصوفية
التي تزعم:
أن الدين شريعة وحقيقة ( 1 )،
وأن الأولى دين الظاهرية،
وأن الأخرى دين الباطنية،
وقد سبق الحديث عن ذلك؟.
ويتناسَوْنَ أنه ينتسب إلى غير أهله
حين يزعم أن هذا الحق الذي قاله:
"العبد، وما ملكت يداه لسيده"
هو من دين الصوفية،
أو من شرعة الباطن!
ثم مَنْ سيد بشر؟ ( 2 )
لقد عرفتم سيد الصوفية الذي يعبدونه،
فاعرفوا إذن سيد بشر!
*****************
( 1 ) يقول الدباغ:
"إن الولي يسمع كلام الباطن، كما يسمع كلام الظاهر"
ولهذا قد يعصى الولي الصوفي في نظر الشريعة،
فيكون مطيعاً في نظر الحقيقة.
يقول الدباغ:
"إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصي وهو ليس بعاصٍ
وإنما حجبت روحه ذاته.
فظهرت في صورتها،
فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية"
ص 42 جـ 2 الإبريز.
وهكذا يطلب منا الصوفية اعتقاد أن معاصيهم طاعات!!
( 2 ) هو بشر بن الحارث أبو نصر الحافي مات سنة 227هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:03 AM
ويذكرنا هؤلاء بالأدعية الصوفية
التي تَتَبَرَّج فيها أنوثةُ البيان الفاتنة،
وتَنْهَلُّ منها دموع الحب، وتنوح جراحه،
ولكني أذكر هؤلاء بأن البرهمية ( 1 ) أو البوذية ( 2 )
ناجت ربها بصلوات من الدعاء،
يغازل الروحَ شعرُها بالروعة الآسرة،
شَفَّافةَ الترانيم عن نفس دَلَّهَها العشق،
وقلب تَبَله الغرام،
كذلك صنعت الزَّرَادَشْتِي َّةُ ( 3 ) والمانَوِيَّةُ،
والفرعونية واليهودية، والمسيحية
والبهائية ( 4 ) والقاديانية ( 5 ) !
وأنت إذ تتلو من أدعية هؤلاء
– دون أن تكون على بينة مِنْ نِسْبَتِها إليهم –
لن تشك في أنها ضراعات القديسين،
بَشَّرتهم برضاها السماء !!
فهل نعدهم بهذه الأدعية دعاةَ حقٍّ،
وجنود إسلام ؟!
لا تسأل الداعي:
بماذا تدعو ربك ؟
ولكن سله أولاً :
من رَبُّك الذي تدعوه،
وما صفاته ؟!
*****************
( 1 ) نسبة إلى "برهما" الكائن الأوحد كما سمي في "الفيدا" كتاب الهند القديم المقدس،
وتؤمن هذه النحلة بثلاثة آلهة "براهمان" الرئيس الأعلى، و "فيشنو" إله الحياة،
والثالث "سيفا" وهو إله التدمير والخراب.
وتؤمن هذه الطائفة بقدسية كهنة الدين؛
لأنهم في نظرهم الذين يملكون لهم الشفاعة عند الآلهة والتأثير عليهم،
وعنها أخذت الصوفية هذا التقديس.
( 2 ) نسبة إلى "بوذا" متنبئ هندي ولد في القرن السادس قبل الميلاد.
وقد تطورت البوذية حتى اعتقدت في بوذا أنه إله تجسد لينقذ البشرية،
بأن تحمل عنها عبء خطاياها!!
ويظن بعض الباحثين أنه أسطورة لم توجد،
وبصورة بوذا صورت الصوفية إبراهيم بن أدهم
( 3 ) نسبة إلى "زرادشت" متنبئ فارسي ولد قبل المسيح، جاءهم بكتاب اسمه أفيستا،
ثم أضيفت إليه شروح فسمي: "زند أفيستا"
وتؤمن هذه النحلة بإلهين أحدهما للخير، واسمه "أورمزد" وآخر للشر، واسمه "أهرمن"
إلا أن زرادشت يؤمن بانتصار الخير على الشر، فهو ذو نزعة تفاؤلية،
لا تشاؤمية كما في ديانة ماني
( 4 ) نسبة إلى ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء،
وخلاصة دينه أن الله سبحانه يظهر في دورات متعاقبة في صور الرسل،
وأنه – أي ميرزا حسين علي- أتم وأكمل صورة للتجسد الإلهي،
وأنه النبع الذي استمد منه الرسل جميعاً من لدن نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم
( 5 ) نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القادياني نسبة إلى قاديان توفي سنة 1908م
وقد ادعى أنه المسيح الموعود، أو المهدي المنتظر، وأن الله يوحي إليه،
وقد انشطر أتباعه من بعده شطرين أحدهما الأحمدية، والأخرى القاديانية،
والأولى أقل غلواً من الأخرى،
وكلتاهما تكفر من لا يؤمن بغلام أحمد على أنه المسيح الموعود!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:06 AM
وهاك أنماطاً من الأدعية، فاقرأها، وتدبرها،
وثمت تشعر بقلبك،
وقد غمره اليقين بأنها ضراعة عبودية خالصة
تتبتل تحت السَحَر في المحاريب،
بيد أنك حين تعرف حقيقة مَنْ بَثَّ دموعَ الحب
في تلك الأدعية،
وإلى أي دين هو ينتسب،
سَيرُود بك العجبُ كل مَرَادٍ له،
وسَتَأسَى على هذا الحلم الجميل
الذي نعم به خيالُك لحظة،
بل ستشعر،
كأنما تهوي من قمة السماء
إلى غَوْرِ جُبٍّ سحيق عميق !
غير أن هذا سينجيك من السحر الصوفي
الذي يفتنك عن الحق
بما يسكرك به من سُلاف الأدعية،
فتظن بالصوفية في نشوتك ظن الخير،
وتحسبها مع المسلمين في فجر ومحراب!.
فاقرأ معي هذا الدعاء:
"اللهم لتكن مشيئتك أن أسير في طريق شريعتك،
وأن أرتبط ارتباطاً وثيقاً بوصاياك،
اللهم احمني من الذنوب والعصيان وإغراء الشيطان،
ولا تجعلن للشهوات سلطاناً عليَّ،
ولتكن إرادتي خاضعةً لك،
أعِنِّي على التمسك بالخير،
واشملني برعايتك اللهم آمين " ( 1 )
أترى في هذه النجوى أثارة من باطل ؟
أم تجدها صالحة؛ لتدعو الله بها،
وأنت حول بيته ؟
وتأمل قوله:
"اللهم اللهم"
وقوله:
"لتكن إرادتي خاضعة لإرادتك "0( 2 )
ولكن أتدري لمن هذا الدعاء؟
إنه ليهودي!
والله تعالى يقول عن اليهود:
( وضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة،
وباءوا بغضب من الله،
ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله،
ويقتلون النبيين بغير الحق،
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
فهل شفع هذا الدعاء وغيره عند الله لليهود ؟
كلا.
وإن راحوا يملأون به سمعَ الوجود؛
لأنهم لا يدعون به الله،
وإنما يدعون رَبًّا آخر،
اختلقته أوهامُهم المادية الصماء،
لقد رفعوا أيديهم إلى السماء،
وهي ملطَّخة بدم النبيين،
وفي قلوبهم شَتَّى أرباب وآلهة!
وأطغى من هذا الشر،
اقترفت الصوفية.
*****************
( 1 ) ص 246 كتاب الفكر اليهودي جمع دكتور هرمس ترجمة الفريد يلوز
( 2 ) قارن بهذا قول ابن الفارض "وطوع مرادي كل نفس مريدة"
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:08 AM
وهاك آخر:
"إلهي عليك توكلت، فلا أخزى إلى الأبد،
عرفني يا رب طرقك، وسُبُلَكَ،
علمني، أرشدني إلى حقك،
وعلمني؛ لأنك أنت هو إلهي ومُخَلِّصي،
وإياك رجوت اليوم كله،
إذا تَصَوَّرْتُ كثرة أفعالي الرَّدِيَّة أنا الشقي،
فإني أرتعد من يوم الدَّيْنُونَةِ الرهيب ( 1 )،
لكن إذ أنا واثق بِتَحَنُّنِ إشفاقك،
أهتف إليك مثل داود:
ارحمني ياألله كعظيم رحمتك " ( 2 )
وهذه النجوى الحنون،
ألا تجدها رَفَّافَةً تروح الحب الآمل في رحمة المعبود؟
ألا ترى فيها الهتاف بدعاء :
"ياألله".
ولكن أتدري ما هي؟
إنها صلاة رومية أرثوذكسية!
والله تعالى يقول عن هؤلاء،
ومن دان دينهم:
( لقد كَفَرَ الذين قالوا:
إن الله ثالث ثلاثة
وما من إله
إلا إله واحد)
فهل شفع،
أو يشفع هذا الدعاء، ومثله لهم ؟
أتراه ينسخ عنهم حكم الله
بأنهم كافرون ؟!
كلا،
وإن تجاوبت بأصدائه جنبات الوجود!
فقد آمنوا برب هو ثالث ثلاثة،
فلم يناجوا بها "الله" حقاً،
وإنما ناجوا بها رباً،
يزعمون أنه تجسد في ثلاثة مظاهر!
وكُفْر الصوفية أَشَدُّ شناعة؛
فقد آمنت بربٍّ هو عينُ كل شيء!
أو كما يقولون في تسبيحتيهم المقدَّسَتَيْن:
"المظاهر عين الظاهر"
يعنون بالمظاهر أنواعَ الخلق،
وبالظاهر الله تعالى وتقدس
والأخرى:
"ذات ما ترى، عين ما لا ترى"
يعنون أن ما تراه بعيـنـيـك
من مظاهر الوجود
هو عين الإله الصوفي!.
*****************
( 1 ) قارن بهذا زعم ابن عربي
أن الوعد في الآخرة عين الوعيد،
وأن النار عين الجنة!!
( 2 ) ص 241 ،268 كتاب خلاص النفوس في الصلوات والطقوس
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:10 AM
وهاكَ دعاءً آخر:
"السلام عليك أيها الإله العظيم،
لقد أتيت إليك يا سيدي في سلام،
فكن بي عطوفا،
فأنت صاحب العطف،
واستمع لندائي،
لَبِّ ما أقوله،
فإني أنا واحد من عابديك " ( 1 )
أتنْكِر من هذا الدعاء شِرْكاً ؟
أو تستنكر منه وثنية ؟
ولكنك إذ تبتلي معتقد صاحبه
تحتدم عاطفتك مقتًا له،
ولسانك لعنة تنصب عليه؛
فإنه لِوَثَنية فرعونية
عبدت ربَّها في صورة عجل ،
أو كوكب!
وكذلك الصوفية !
بل إنها مَرَّغت تلك الوثنية الفرعونية في رَدْغتها
ثم خرجت بها صوفية
تعبد كل شيء!
*****************
( 1 ) ص 341 " مصر" تأليف أدولف إرمان ترجمة الدكتور عبد المنعم بكر.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:12 AM
واستمع معي إلى هذا الدعاء:
"ربنا إنا نتوجه إليك،
ونتضرع بين يديك
ونذكرك بالتهليل والتكبير،
ونثني عليك بالتسبيح والتقديس.
إلهي! وملاذي،
وكَهْف صَوْني وعَوْني في شدائدي وبلائي ،
إني أبسط إليك أكف الضراعة ،
وأمد إليك أيدي الابتهال،
يا ربي المتعالي، وياذا الجلال والجمال،
أن تنزل كل بركتك وموهبتك،
وسابقة رحمتك،
وسابغة نعمتك على أحبتك
الذين شملتهم لحظات أعين رحمانيتك "( 1 )
فهذه النجوى المُضَمَّخَةُ بالعبير سكران الرَّوْح،
غرامِيَّ النفحات،
أتحس فيها شيئاً
يرغب عنه إخلاص توحيدك ؟
ولكن أتدري لمن هي ؟
إنها للزنديق القزم القمئ
عباس بن ميرزا حسين
أو "عبد البهاء" يناجي بها رَبَّه ،
أفتجعل منه هذه الصلاة مسلما ناسكا في الفجر ؟!
كلا ،
فإنه لا يناجي بها الله ،
وإنما يناجي بها أباه ميرزا حسين علي
الذي آمن به زنادقة البابية من الشيعة
أنه أتم و أكمل مظهر تَجَسَّدت فيه الذات الإلهية،
فقد زعم لهم ذلك،
فآمنوا بما زعم!
وقد زادت الصوفية هذا الكفر خطيئة،
فعبدت رَباً يتجسد بذاته ووجوده
وصفاته وأفعاله
في كل شيء !
*****************
( 1 ) ص 220، 265 مكاتيب عبد البهاء
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:13 AM
مقارنة
ثم قارن بين تلك الأدعية التي آمنت ألفاظها، وكفرت قلوبها،
وبين هذا الدعاء الصوفي
الذي كفر لفظه ومعناه وقلب مفتريه!
"إلهي اسْتَهْلِكْ كُلِّيَّتي في كُلِّيَّتك ،
وأمدَّ أوَّليَّتي بِأوَّليَّتِك،
حتى أشهد أوليتك في أوليتي،
وآخِرِيَّتَك في آخِرِيَّتي،
وظاهِرِيَّتك في ظاهريتي،
وباطنيتك في باطنيتي،
وقابليتك في قابليَّتي،
وأنت في إنِّيَّتي ( 1 ) ،
وهُوِيَّتك في هويتي ( 2 )،
ومعيتك في معيتي،
حتى أكونَ عنوان ذلك السر كله
بل شكله وصورته " ( 3 )
يدعو الله سبحانه، وتعالى
أن يجعله عينه وجوداً وذاتاً وحقيقة !!
وَمَنْ يجرؤ على هذه الزندقة غير ابن عربي ؟!
وإليك صلاته على نبيه:
"اللهم صل وسلم وبارك
على الطلعة الذات المُطَلْسَم،
والغيث المُطمْطم،
لاهوت الجمال،
وناسُوتِ الوصال ( 4 )،
وطلعة الحق،
هوية إنسان الأزل ( 5 )،
في نشرِ مَنْ لم يَزَلْ ( 6 )،
من أقَمْتَ به نواسيتَ الفَرْق إلى طريق الحق،
فَصَل اللهم به منه فيه " ! ( 7 )
يقول ابن عربي:
"اللهم صل على محمد الذي تَجَسَّد فيه اللهُ،
اللهم صل على نفسك التي ظهرت،
وتظهر في صور الكائنات.
ألا ترى مع الحق أن هذا الدعاء الصوفي
يَحْمُوم الكفر الأثيم،
وخطيئة الوثنية الجاحدة ؟
وما إخالك بعد هذا ممن ستخدعه فتنةُ السراب الخلوب
فيما تتغزل به الصوفية
من أدعية شعرية أو نثرية،
فإنها إذ تدعو، أو تصلي،
فإنما تفتري ذلك لرب
ليس هو
ربك الحق أيها المسلم،
قد يفتنك من الصوفي دعاؤه:
"اللهم"
غير أن هذا الدعاء يهتف به البوذي واليهودي والبهائي،
وكُلٌّ يعني به رب هواه،
وإله أساطيره!
وقد يخدعك من الصوفي قوله:
"الله صلِّ على محمد"
ويقولها أيضاً البهائي!
فمحمد الذي تصلي عليه الصوفية،
ليس هو خاتم النبيين،
وإنما هو ظن ابتدعوه،
وسموه: "محمداً"؛
ليفتنوك به.
محمدهم
هو إله الآلهة الصوفية
في تجسد بشري،
بل إنك لترى الصوفية في كتبهم لا يسمونه إلا :
بـ "الحقيقة المحمدية"
يعنون بذلك أن الله حقيقته
متعينة أو متجسدة في صورة محمد !!
( إن يتبعون إلا الظن،
وإن هم إلا يخرصون )
( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ،( 8 )
وأضَّلَّه الله على علم،
وختم على سمعه وقلبه،
وجعل على بصره غشاوة،
فَمَنْ يهديه من بعد الله،
أفلا تذكرون ؟ )
هذا حكم الله،
فبأيِّ حكم بعده تؤمنون ؟!
*****************
( 1 ) أي وجوده الظاهر
( 2 ) الهوية باطن الذات الإلهية عند الصوفية،
يطلب من الله أن يجعل وجوده الباطن والظاهر
عين وجوده هو في إنيته وهويته!!
( 3 ) ص 15 مجموعة الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
( 4 ) أي الإنسان الذي وصل بين الألوهية والإنسانية في ذاته،
فباطنه لاهوت، وظاهره ناسوت
( 5 ) أي حقيقة الله ، فالله عند ابن عربي إنسان قديم!
( 6 ) أي هو الإله القديم الذي ظهر في صورة إنسان،
وعن هذا الإنسان انتشرت جميع الأنواع الخلقية،
وعنه ينتشر مالا يزال في مكنون الغيب من أنواع الخلق.
( 7 ) ص 14 المصدر السابق
( 8 ) العجب أن ابن عربي يقرر
أن الهوى إله حق يجب أن يعبد،
ويستشهد بهذه الآية،
ويقرر صحة عبادة الهوى!!
انظر ص 194 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:15 AM
ويأفك الصوفية أنهم أحباء الله ، وأحباء رسوله !
يفترون ذلك في صوت ناعم رقيق،
فَيُرْعِشُ جسدَك سُكْرُ الصوت
المُفعَم بأنوثة الرياء،
وخنوثة النفاق
فيصرخ "الدرويش" في وجهِ مَنْ يُذكرِّه بالحق:
"أوَمَنْ يقولون ذلك
تفترون عليهم أنهم عدو لله !؟ "
ولكن لا تنسَ يا صاح
أن اليهودية والنصرانية زعمتا هذا،
فكذبهما الله
( وقالت اليهود والنصارى:
نحن أبناء الله، وأحِبَّاؤُه.
قل: فلمَ يعذبكم بذنوبكم؟!
بل أنتم بشرٌ مِمَّن خلق )
( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله،
وكرهوا رضوانه،
فأحبط أعمالهم )
والدليل على الحب الصادق لله طاعته وتقواه،
ومتابعة رسوله فيمَ جاء به
( قل: إن كنتم تحبون الله،
فاتبعوني
يُحْبِبْكم الله ).
ولقد ذكرت لك دينَ الصوفية
كما هو في كتبهم المقدسة،
فهل تجد فيه بارقةً مِنْ ظَنٍّ،
تميل بك إلى توهم
أنهم أحباء الله وأوِدَّاء رسوله ؟
إنهم دانوا بأحبارهم وكهانهم
أرباباً من دون الله،
فكيف تصدق
أنهم أحباء الله ورسوله ؟
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:17 AM
ودعوى حبهم للرسول وآل بيته
دعوى الرجس أنه قداسة،
والإثم الكبير أنه روحانية فضيلة!!
وكتلك الفرية افتراء الشيعة
أنهم أحباء آل بيت محمد !!
أترى الشيعة والصوفية:
اتبعوا الرسول،
وجعلوه وحده الأسوة والقدوة الحسنة ؟!
ما ثمَ ما يحتجون به لدعواهم
سوى العكوف على الأضرحة الزنيمة
المفتراة لآل البيت!
سوى تلك القباب التي شيدوها
معبودة على عظام نخرة،
لا تدري أهي لحيوان أم إنسان،
أم هي أمشاج من عظام شتى،
لا تدري أهي لصالح أم طالح،
لمسلم أم يهودي،
فقد شيدتها الفاطمية في مصر؛
لتصرف الناس عن حج بيت الله،
ولتجعل قلوب المسلمين نفسها قبوراً خربة،
ثم سمتها بأسماء آل البيت،
وأقامت على سدانتها وعبادتها الصوفية!
ما لهم من دليل على حبهم لآل البيت
سوى عبادة تلك الأصنام
بتقبيل أستارها وأحجارها
ولثم نحاسها وخشبها،
وتعطير أجوائها،
والاستشفاع بأعتابها،
واقتراف الأعياد الوثنية
في كل موسم لها.
وسل الآمِّين تلك "الموالد"
عن عربدة الشيطان في باحاته،
وعن الإثم المهتوك في حاناتها،
وعن حمم الشهوات
التي تتفجر تحت سود ليلاتها !0( 1 )
وهكذا تكد الصوفية
في سبيل أن تجعل دنيا المسلمين كلها مقبرة،
قفراء إلا من الوحشة،
جرداء إلا من الرهبة والفزع،
خاوية إلا من الخطايا تُقْتَرفُ باسم الإسلام!
تكد في سبيل أن تجعل نفوس المسلمين مقابر،
وغاياتهم المقابر،
وآلهتهم العظام البوالي في المقابر!
وتحث المسلمين؛
ليجعلوا الحياة كلها قرباناً إلى غيابات العدم،
وجيف المقابر!
فما ينقضي في مصر أسبوع
إلا وتحشد الصوفية أساطير شركها،
وعُبَّادَ أوثانها
عند مقبرة يُسَبِّحُون بحمد جيفتها،
ويسجدون أذلاء لرمتها،
ويقترفون خطايا المجوسية في حَمْأتِها،
ويحتسون آثام الخمر و"الحشيش"
والأجساد التي طرحها الليل
على الإثم فجوراً ومعصية
ويسمونها للناس: "موالد"
أو مواسم عبر وذكريات خوالد!
وما تجتمع جماعة صوفية، أو تنفض،
إلا ليبحثوا كيف يحتفلون بصنم قبر،
أو رمة قبر ؟!
وما يُهَوِّم ليل على صوفي،
أو يُفْزِعه بالنور نهار،
إلا وقلبه مستعبد بهوى صنم قبر،
أو رمة قبر!
وما يقعد صوفي أو يقوم،
أو يركب أو يمشي
إلا وينعق مستغيثاً بصنم قبر،
أو رمة قبر!
قبور قبور!
هذه هي دنيا الصوفية،
لها جهاد الصوفية،
ولرممها عبادتها،
لها تحيا، ولها تموت،
وبها تعيش!
وخير ما تتمناه الصوفية،
هو أن يهلك المسلمون جميعاً،
حتى يكون في كل ساعة "مولد" مقبرة،
وعيد رمة!
فيلقتل المسلمون أنفسهم؛
ليمدوا الصوفية بأعياد كثيرة للقبور
ونذور للجماجم!
ما لهم من دليل على حبهم للرسول وآل بيته
سوى تلك "التواشيح" التي يتغزلون بها
في العيون الحوالم النُّعْس
والشفاه الظوامئ اللُّعْس،
والأهداب المسبلات في إغراء
على لهب من الورد
يتوهج في الخدود النُّضْر،
تلك هي أدلتهم!
ويا لها من أدلة !
حياة كلها خطايا،
وقلوب أربابها رمم معبودة،
ونفوس آلهتها جيف،
وأفكار كلها للأساطير
وحياة ميتة،
ووجود يفزع منه العدم،
ودنيا خمول خامد تعصف بها الذلة.
فأين الكفاح في سبيل بناء الحياة ؟
*****************
( 1 ) يصف الجبرتي ما كان يحدث في مولد العفيفي – وكأنما يصف موالد اليوم
"ينصبون خياماً كثيرة وصواوين ومطابخ وقهاوي، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس،
وخواصهم وعوامهم، وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعيب والغوازي والبغايا
والقرادين والحواة، فيملئون الصحراء والبستان،
فيطئون القبور ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون
ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ونهاراً،
ويجتمع لذلك الفقهاء والعلماء،
ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار،
بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة،
ولو لم يكن ذلك، لأنكره العلماء،
فضلاً عن كونهم يفعلونه،
فالله يتولى هدانا أجمعين"
ص 225 جـ1 تاريخ الجبرتي ط 1322هـ
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:19 AM
إن الله سبحانه وصف لنا نفسه
في كتابه الحق بصفاته المقدسة،
وسمى نفسه بأسمائه الحسنى،
فوصفه المسلمون، وسموه
بما وصف، وسمى به نفسه،
فلم يفتروا له صفة،
ولم يبتدعوا له اسماً،
ولم يختلقوا لصفاته،
ولا لأسمائه معاني غير التي وردت في اللغة
التي نزل بها كتابه،
هذا ؛
لكيلا يفتروا عليه ما لم يتكلم به،
أو يصفوه بما لا يحبه،
أو يسموه بما لا يرضاه،
وشرع سبحانه لنا شرعاً هادياً كريماً
ختم به شرعته،
بلَّغه رسوله الأمين،
فلم يُدخل المسلمون في شرعه سبحانه ما ليس منه،
ولم يتهموا شرعه بالقصور أو التقصير؛
لأن ربه الحكيم الخبير
خالق الزمان والمكان،
يعلم ما يصلح لكل زمان ومكان،
وقد أخبرهم سبحانه أن رسالة محمد،
هي خاتمة الرسالات،
فليس بعده من نبي ولا رسول،
فما جاء به صالح للحياة،
حتى تقوم الساعة،
وإلا اتهمنا مَنْ نزله
بأنه غير عليم ولا خبير ولا حكيم.
كذلك لم يتهم المسلمون شرع الله بالجمود،
ولا بأنه عقبة كئود
تقف في طريق سُمُوِّ حضارة الإنسانية،
أو تقدمها.
أما الصوفية،
فتجحد بما وصف الله،
أو سمى به نفسه،
وتكفر بوحيه،
وتؤمن برب تجزأت ذاته،
فكانت كل شيء تراه العين،
أو يطيف بالظن،
فَلْتُنَاجِ الصوفية بصلواتها ما تشاء،
ولتُدَوِّ بالدعوات تحت أقبية الليل
في هياكلها العبقة بالبخور الوثني،
فإنما تناجي أصناماً،
وإنما تضرع إلى رِمم !.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:21 AM
دعوة الصوفية الأخلاقية
يزعم بعض الكاتبين أن الصوفية دعوة أخلاقية مثالية،
ويستشهد لذلك بما يلمحه في كتبهم
من دعوة إلى الأخلاق الفاضلة،
وبما يفتنه من روعة الجمال
في البيان الأدبي عن تلك الدعوة،
وعلى ما في هذا الزعم الغافل
من غضون سود من الكذب،
وتجاعيد كابية من الباطل،
فإني أقول:
إن الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة
كَمٌّ مشترك بين الأديان جميعها،
سواء منها ما نزل به وحي من الله،
أو ما افترته الأهواء،
وأفكته الأساطير،
فتش في كتب البوذية والبرهمية،
والزرادشتية والمانوية
والغنوصية وإخوان الصفا،
بل فتش حتى في كتب اليهود الوَضْعِيَّة،
وفي كتب أيَّة نحلة ( 1 ) ضالة،
تجد دعوة تلتهب حماسة إلى التسامي بالخلق،
وإلى تحقيق مُثُله العليا،
فليست الصوفية – إن صدقنا زعمها –
بِدْعًا في زعومها،
وإنما هي كغيرها من الدعوات الضالة،
شَرٌّ ينافق بأنه : بِرُّ الخير،
ورذيلة ترائي بأنها: روح الفضيلة،
وكفر يختال بأنه: إيمان النبوة،
فليست الدعوة الخلقية هي الفيصل بين دين ودين،
أو دعوة ودعوة
– فإنها في كل دعوة، وفي كل دين –
وإنما الفيصل بين الأديان والدعوات،
وكونها حقاً أو باطلاً،
خيراً أو شراً
هو العقيدة التي تنبعث عنها
هذه الدعوة الخُلُقيَّةُ،
أو الباعث الذي يكمن وراء السلوك،
والغاية التي توجهه إلى هدفه،
وترْجي منه.
وقد ذكرت لك دين الصوفية،
أو عقيدتها،
فهل تجدها حقاً ؟
وهل نعتبر ما تدعو إليه من المُثُل الأخلاقية خيراً،
وإن كانت رائعة البيان فاتنة الصُّوَر،
خَيِّرة المظهر؟
وهل نعتبر ما ينبعث عنها من عمل
خيراً في ذاته،
كبِرِّ يتيم،
أو جهادٍ في سبيل
مَثَل أعلى يعطف الإعجاب،
ويُلهم الفِدائيَّة؟
كلا.
فالله يقوله لنبيه :
( لئن أشركتَ
لَيَحْبَطَنَّ عملُك
وَلَتكُونَنَ من الخاسرين )
وإن كان عمله خيراً نبيلاً في أعراف السُّلُوكِيِّين .
هذا؛ لأن الباعث، أو النية،
أو العقيدة التي ينبعث عنها هذا العمل،
ليست حقاً ولا خيراً،
فكل ما ينتج عنها من سلوك،
فهو مثلها باطل وشر.
ألم تر إلى هذا البطل العربي
الذي قاتل مع أصحاب النبي
قتالاً ليس كمثله قتال
في الصبر والجِلاد
والبطولة التي تكافح الموت.
لقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه في النار ؟!
هذا؛
لأنه قاتل حَمِيَّة،
لا في سبيل الله،
أو بمعنى آخر:
لم تكن لديه العقيدة الخالصة
التي تجعل من هذا القتال خيراً،
أو عملاً صالحاً عند الله ثوابه.
وعقيدة الصوفية
إيمان برب يتجسد بذاته في حجر أو جيفة،
فغاية الصوفي من عمله
هو رضوان الإله المتجسد
في الحجر أو الجيفة،
وباعثه على العمل
حب الحجر أو الجيفة!.
أما عمل المسلم،
ودعوة المسلم الخلقية،
وجهاد المسلم،
فوراء هذا كله عقيدة خالصة،
تُوَحِّد الله توحيداً خالصاً
في ربوبيته وإلهيته،
ويوجه ذلك كله غاية سامية مُطَهَّرة،
هي رضوان الله وحده.
*****************
( 1 ) فالبهائية مثلاً تزعم أنها تؤمن بكل الكتب السماوية، كالتوراة والإنجيل والقرآن،
وتسجل هذا في كتبها، وتزعم أنها تدعو إلى السلام العالمي، والإخاء البشري العام،
فهل نحكم بأنها نحلة مؤمنة مسلمة؟ كلا.
فإنها تدين برب تجسد في سيدها ميرزا حسين علي.
والصوفية شر منها في معتقداتها الباطلة
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:22 AM
يقولون:
اقرأوا ما كتب الصوفية من دعوة
إلى التسامي والروحانية،
والتأملات الشاعرة في أسرار الكون،
وسرائر النفس والحياة،
والاستسلام المطلَق إلى مُبْدع الوجود.
وأقول لهم:
بل اقرأوا ما كتب الصوفية عن الله ورسله،
واقرأوا ما كتب الصوفية عن معتقدهم.
ابتلوا العقائد،
قبل ابتلاء الأخلاق يا أسارى الصوفية!،
فما الخُلُق إلا نتيجة.
والصوفية نفسها تقرر أنها دين وعقيدة،
قبل أن تكون دعوة خلقية،
فلتحاسَبْ على دينها واعتقادها
قبل محاسبتها على دعوتها الأخلاقية!
وما أحكم وأحسن
قول الفضيل بن عياض:
"إن العمل إذا كان خالصاً،
ولم يكن صواباً،
لم يُقَبِل،
وإذا كان صواباً،
ولم يكن خالصاً
لم يُقْبَل،
حتى يكون خالصاً صواباً،
والخالص ما كان لله،
والصواب ما كان على السنة،
وهذا هو المذكور في قوله تعالى :
( فمن كان يرجو لقاء ربه،
فليعمل عملاً صالحاً،
ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) ( 1 ) .
فعلى الذين يعصف بهم الإعجاب
بدعوة الصوفية الخلقية،
أن يولوا إعجابَهم شطر كل فرقة
حكم الله عليها بالكفر،
ففيها أيضاً الدعوة إلى مثل تلك الأخلاق
التي يسحركم البيان عنها في الصوفية!،
بل في بعضها أروع مما في الصوفية،
اقرأوا هذه الدعوة:
"خَفِ الله إله آبائك، واخدمه بحب؛
لأن مخافة الله وحدها
هي التي تَرْدَع الإنسان عن الذنوب،
وحبَّه تعالى هو الذي يحث المرء على الخير،
دَرِّب نفسك على الخصال الحميدة،
أحِبَّ الحقيقة والاستقامة زينة النفس،
وتعلَّق بهما،
كن حازماً في المحافظة على كلمتك،
ترفَّع عن المُوَارَبة والتهرب والمراوغة،
أبغض الكسل والخمول".
دعوة حارة إلى أروع الأخلاق،
وحَقٌّ يَرِفُ إيماناً وقدسية ولكن!
ثم اقرأوا هذه :
"إننا نبغى من العالم الحقيقة المجردة،
ونجني الخير والطهر والجمال"
دعوى ريانة الجمال،
ولكن ليتها كانت صادقة!
اقرأوا هذه :
" إن لم تكن لنفسك ، فَلِمَنْ تكون ؟
ولكن إن كنت لنفسك فقط ، فلم تكون ؟ !"
دعوة إلى الإيثار النبيل والتكافل الرحيم الوَدود .
واقرأوا هذه :
"فكِّر ملياً في ثلاثة أمور،
تَنْجُ إلى الأبد من سيطرة الذنوب،
اعلم : أن فوقك عيناً ناظرة،
وأذناً سامعة،
وأن جميع أعمالك مسجلة في كتاب " ( 2 )
قول تظنه إيماناً يتهجد بالصلاة المؤمنة،
قول يوحي بالإيمان
بأن الله بكل شيء محيط.
تلك الدعوات الرائعة في تساميها الغائي
ليس في الصوفية مثلها،
ومع هذا حكم الله سبحانه
على أصحاب تلك الدعوات بأنهم عدوه،
وأن عليه غضبه ولعنته؛
لأنهم يهود،
والعقيدة اليهودية ضلاله، وباطل.
فكل ما انبعث عنها من عمل، أو قول،
فهو مثلها ضلال وباطل،
وحابِطٌ عند الله،
وإن كان يستهدف المثل العليا
في أعراف الأخلاقيين.
فلو أن الدعوة الخلقية كانت وحدها،
هي الميزان الذي تَزِنُ به إيمان الإنسان أو كفره،
لحكمنا على أولئك اليهود الملعونين
بأنه بررة يَتَبَتَّلون في المحاريب المقدسة!
لو كانت الدعوة الخلقية وحدها،
هي أساس الحكم على الإنسان
بأنه مسلم أو غير مسلم،
لدخل تحت الحكم بالإسلام
كل زنديق وملحد وكافر،
فما منهم من أحد
إلا ويدعو إلى الأخلاق الفاضلة.
*****************
( 1 ) ص 74 تفسير ابن القيم
( 2 ) تلك النصوص عن الفكر اليهودي ترجمة ألفريد يلوز
من ص 24، 200، 202 وما بعدها
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:24 AM
العقيدة الصافية هي مِلاك الأمر كله،
وروح الدين كله،
وهي التي تُقَوِّم العمل والخلق بالخَيريَّة أو الشَّرِّيَّة
في نظر الإسلام،
وهي التي لها المقام الأول والاعتبار الأسمى
عند الله سبحانه.
ثم َتَمَثُّلُ ما تقتضيه تلك العقيدة الصافية
في حياتنا أخلاقاً وسلوكاً ودعوة،
واتباعاً صحيحاً لهدى الله وحده.
ليس المهم ما تتخلَّق به، أو تقوله، أو تعمله،
بل الأهم قبل كل شىء ما تعتقده.
اذكروا مرة أخرى،
بل اذكروها دائماً،
تلك هي الآية التي يقول رب العالمين
فيها لمحمد:
( لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملُك ).
والمَعْنِيُّ طبعاً،
هو العمل الذي يبدو خيراً في ذاته،
وإلا لما كان للتوعد بحبوطه معنى.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:26 AM
ولقد أشركَ الصوفية إشراكاً خبيثاً،
وأخبثُ ما فيه أنه يفتن الناسَ عن حقيقته،
فيظنونه توحيداً صافياً.
لقد خدعتك الدعوة الخلقية في الصوفية عن عقيدتها،
فوزنت قولها في الأخلاق بميزانك العاطفي
الذي يهتز مع الخديعة، ويميل ظالماً مع الهوى،
ولكن زِنْها بميزان الحق والعدل من كتاب الله،
زنها بميزان التوحيد الخالص،
وثَمَّت ترى أنها الفتنة الخاتلة،
وأن دعوتها الخلقية ليست إلا شِفَّ رياء
يحاول ستر عقيدتها الملحدة.
اسمعوا ما يقول ابن عربي عن الله:
يا خالقَ الأشياء في نفسِهِ ** أنتَ لِما تخلقُهُ جامعُ
تخلقُ ما لا ينتهي كَوْنُهُ فــيــكَ، فأنتَ الضيقُ الواسعُ
يصف اللهَ بأنه خالق مخلوق.
وبأن ذاته هي جميع ذوات أنواع الخلق،
وأنه ما زال يخلق في نفسه مالا ينتهي من أنواع الخلق،
فهو ضَيِّقٌ؛ باعتباره حقاً؛
أي مُجَرَّداً عن النعوت،
وهو واسع باعتباره خلقاً متنوعاً كثيراً لا ينتهي.
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:29 AM
واسمع [ ابن عربي ] يقول عن الله:
"فَذَكَر – أي الله – أن هُوِيَّتَه هي عَيْنُ الجوارح
التي هي عَيْنُ العبد،
فالهوية واحدة، والجوارح مختلفة،
ولكل جارحة عِلْمٌ من علوم الأذواق يخصها
من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح" .
يصف الله بأنه نفس جوارح العبيد،
فَيَدُ السارق، ويد القاتل، ويد المرتشي، ويد المقامر،
ويد المخمور يتناول بها الإثم.
كل هذه الأيدي؛ هي أيدي رب ابن عربي.
والعين المختلسة والأذن السارقة،
والفم المنتن من الحرام،
كل أولئك من جوارح رب ابن عربي.
والمعارف الحِسِّيَّة التي نستمدها
من اليد والقدم والعين والسمع واللسان.
إنما هي معارف رب ابن عربي ؛
لأنه عين تلك الجوارح كلها!
ويؤكد هذا بقوله:
"فلا قُرْبَ أقرب
من أن تكون هُوِيَّتَه عين أعضاء العبد وقواه،
وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى،
فهو – أي الله – حقٌّ مشهود في خَلْق مُتَوَهَّم،
فالخلق معقول،
والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود"
أرأيت إلى غلواء الزندقة في دين ابن عربي ؟!
إنه يزعم أن الخلق شيء معقول؟!
أما الله – سبحانه – فشيء محسوس!؛
لأنه عين ما ترى عينـاك، وتسمع أذنـاك،
أما "الخَلْقُ" فصفة، أو وَجْهٌ من وجوه الحق سبحانه!،
ويؤكد ذلك مرة أخرى بقوله:
"ثم تممها الجامعُ للكل محمد صلى الله عليه وسلم؛
بما أخبر به عن الحق:
بأنه عين السمع والبصر واليد،
والرِّجْل واللسان،
أي : هو عين الحواس"
وبقوله:
"تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء،
والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها،
فهو محدود بحد كل محدود " ( 1 )
ربُّه عين كل شيء!
ولكل شيء حَدٌّ يُعَرَّف به،
فكل تعريفٍ هو تعريفٌ لِكُنْهِ الذات الإلهية،
إذ كل شيء عند ابن عربي هو عين الله!!
فَلْيَطِرْ فكرُك عبر الآباد والآنات والآزال،
وَلْيَجُلْ خيالُك في شتى الصور،
المستحيل منها والممكن ،
فكل شيء يراه فكرك ويلمحه خيالك هو رب ابن عربي.
فكِّر في المغول، والصليبيين،
وكل مستعمر سَامَ العرب والمسلمين خَسْفاً، أو هواناً،
فكر في الجاهليين يُجَرِّعون صِحَابَ النبي العذاب،
فكر في الصهيونيين اليوم، وفيما يكيدون به للإسلام،
فكر في السفاحين الأوغاد،
فكر في أولئك جميعاً،
وسل ابن عربي وأحْلَاسَه عنهم،
وثمت تسمع منهم:
إنهم جميعاً الذات الإلهية!
أليسوا أشياء؟
وابن عربي يقول: إن الله هو عين الأشياء جميعها !
أليسوا خَلْقًا؟
وابن عربي يقول: إن الله هو عين الخلق؟
أليست لهم جوارح باغية مُلَطَّخَةٌ بالدم البريء؟!
وابن عربي يقول:
إن الله هو
عين كل يد وقدم ولسان!
والصوفية المعاصرة تعبد ابن عربي،
وتدين بقدسيته،
وأتحداهم أن ينبذوه،
أو يعلنوا على الملأ كفره ومروقه ؟!
فإن فعلوا،
كان آية على أنهم خرجوا من دينه.
هذه يَحَامِيُم من عقيدة الصوفية،
فهل ينفعها أن تملأ الوجود بعد ذلك بالدعوة إلى الخُلُق الفاضل؟
إنها إذ تقول : اتق الله،
فإنما تعني به
ربها الذي هو الصخر الأصم
والجيفة المنتنة،
تعني ربها الذي هو عين كل شيء،
وإذ تقول: جاهد في سبيل الله،
فإنما تعني به
وهماً عَبَدَتْهُ رَبًّا
يتعين بذاته في كل خَلْقٍ!
اقرأوا ذلك جيداً،
ثم نبئوني:
أما زلتم أُسارى الإعجاب بدعوة الصوفية الخُلُقيَّة ؟!.
*****************
( 1 ) هذه النصوص كلها عن فصوص الحكم لابن عربي ص 88، 107 وما بعدها
واقرأ هذا النص :
"إن الله لطيف، فمن لطفه ولطافته
أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء،
حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح فيقال:
هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام
والعين واحدة من كل شيء وفيه" ص 188 فصوص ط الحلبي،
يعني أن الله هو عين كل هذه الأشياء وغيرها.
فإذا عرفت شيئاً منها بتعريف،
فهذا التعريف صادق على الله بالتواطؤ
يعني أنه هو عين تعريف الله نفسه في جنسه وفصله،
فتأمل
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:32 AM
على أن الدعوة الخلقية الصوفية،
هي دعوة إلى الأخلاق السَّلبية ( 1 )، فحسب،
إذ هي قائمة على الزهد المانَوِيِّ،
فهي – على الزعم بأنها خير،
ودون التفات إلى معتقدها –
لا تصلح لأمة تريد أن تقود الحياة
بقوة الحق والعدل إلى الخير العام ،
وأن تتزعم العالم في سلام وأمن.
تريد الوثبة الجريئة المقدامة التي تُسَخِّر كل شيء،
أذن الله لها فيه في سبيل تحقيق قِيَمِها الرفيعة المؤمنة.
تريد الحياة دَفَّاقَة التيار،
زَخَّارة المشاعر بالحيوية المتدفقة،
المندفعة دائماً إلى الأمام،
جَيَّاشة الليل والنهار بالعمل الدائب المنتج المثمر،
والجهاد في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا،
إنما تصلح دعوة الصوفية الخلقية
– بذلك الاعتبار نفسه –
لجماعة تعيش في الكهوف، أو المغاور،
أو على قنن الجبال في الحِسِّ الهامد،
والشعور الخامد،
والوجدان الأصم البليد،
وكل إنسان فيها منطوٍ على نفسه.
لجماعة تقطعت أرحماها،
فعاش كل فرد فيها لنفسه،
يسخر ليله ونهاره لنفسه،
دون أن يحول عينيه وغاياته عن نفسه وحدها!
فهي أخلاق تطفح بالأثرة الضيقة المكتومة الخانقة،
والفردية التي ترى الدنيا لها وحدها،
وتعمل؛ ليكون كل شيء لها وحدها!
إنها رهبانية
تسري فيها قشعريرة الخوف المذعور من الحياة،
ورِعْدَةُ الفَرَقِ القَلِقِ من المجتمع.
رهبانية تعيش في غيابة الخمول الأَسْوَان
وراء الوجود الإنساني!
تصلحُ لجماعة تعيش للعدم الميت،
لا للحياة الشاعرة بذاتها وَمُقَوِّماتها،
تعيش للوحدة الكابية الساهمة المحتضرة،
لا للجماعة التي يعمل فيها كل إنسان لنفسه،
ولمن معه،
وتجعل الإيثار النبيل شعارها،
وابتغاء مرضاة الله فَلَكَ حياتها وغاياتها وبواعثها.
فدعوة الصوفية الأخلاقية.
فِرَارٌ ذليل من الحياة،
وجُبْنٌ يرتجف من الحياة،
وتَفرُّدٌ موحش في تيه الوحدة الذاهلة القاتمة،
وقَتْل ظلوم لقوى الإنسانية
المكافحة في سبيل تقدم الحياة،
وكفران باغٍ بما أنعم الله به على الإنسان من قوى؛
ليعمل باسم الله ما يعمله لنفسه،
وللجماعة التي يجب أن يشيد صروحها
سامقات عاليات الذُّرى.
*****************
( 1 ) يمتاز الإسلام في دعوته الخلقية
بأنه يدعو إلى أقوى وأعز الأخلاق الإيجابية وإلى أقدس الأخلاق السلبية،
فهو لا يطلب منك ألا تفعل الشر فحسب، بل يأمرك أن تفعل الخير،
فهو يأمر مثلاً بالجهاد والسعي في سبيل الرزق،
وينهى عن الرهبانية والسرقة
يتجلى لك ذلك في قوله سبحانه:
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
وفي قوله ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )
وقوله: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان،
واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به)
بل يتجلى لك ذلك أي جانب الإيجاب وجانب السلب
في عقيدة التوحيد
( واعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً )
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:34 AM
ويزعمون أن الصوفية جاهدت
حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة!،
ولقد علمتَ ما دين الصوفية ؟!
فما نشروا إلا أساطير حمقاء،
وخرافات بلهاء،
وبدعاً بَلْقَاءَ شوهاء،
ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر،
وتعبد الرمم !
ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر،
وطوع هوى الغاصب المستعمر،
فَعَدُوُّ الإسلام يوقن تماماً
أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً،
لكي يقضوا بها على الإسلام وأهله،
فَعَلَها قديماً، ويفعلها حديثاً.
واقرأوا تاريخكم إن كنتم تمتَرونَ،
أروني صوفياً واحداً قاتل في سبيل الله ؟!
أروني صوفياً واحداً جالد الاستعمار، أو كافحه،
أو دعا إلى ذلك ( 1 ) ؟!
إن كل مَنْ نُسِبَ إليهم مكافحة المستعمر
– وهم قلة –
لم يكافحوه إلا حين تخلى هو عنهم،
فلم يطعمهم السحت من يديه،
ولم يبح لهم جَمْعَ الفتات من تحت قدميه،
إلا وحين قهرت فيهم عزةُ الوطنية،
ذل الصوفية،
فقاتلوا حَمِيّة،
لا لدين !.( 2 )
*****************
( 1 ) سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام 492هـ
والغزالي الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة،
فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً، ولم يجر قلمه بشيء ما عنه في كتبه،
لقد عاش الغزالي بعد ذلك 13 عاماً إذ مات سنة (505 هـ) فما ذرف دمعة واحدة،
ولا استنهض همة مسلم؛ ليذود عن الكعبة الأولى،
بينما سواه من الشعراء يقول:
أحل الكفر بالإسلام ضيماً ** يطول عليه للدين النحيب
وكم من مسجد، جعلوه ديراً ** على محرابه نصب الصليب
دم الخنزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب
أهز هذا الصريخ الموجع زعامة الغزالي؟ كلا.
إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء!!
ويتحدث عن الصحو والمحو. دون أن يقاتل، أو يدعو حتى غيره إلى قتال!!
وابن عربي وابن الفارض الزعيمان الصوفيان الكبيران
عاشا في عهد الحروب الصليبية، فلم نسمع عن واحد منهما أنه شارك في قتال.
أو دعا إلى قتال، أو سجل في شعره أو نثره آهة حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين،
لقد كانا يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء،
فليدع المسلمون الصليبيين،
فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور.
هذا حال أكبر زعماء الصوفية وموقفهم من أعداء الله!!
فهل كافحوا غاصباً أو طاغياً؟
( 2 ) سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية،
ويقاتل رياء.
أي ذلك في سبيل الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا"
رواه البخاري ومسلم والترمذي
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:35 AM
ثم اقرأوا ما كتب الزعيم مصطفى كامل في كتابه:
المسألة الشرقية:
"ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة للقيروان،
أن رجلاً فرنساوياً دخل الإسلام،
وسمى نفسه: سيد أحمد الهادي،
واجتهد في تحصيل الشريعة،
حتى وصل إلى درجة عالية،
وعُيِّنَ إماماً لمسجد كبير في القيروان،
فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة
استعد أهلها للدفاع عنها،
وجاءوا يسألونه
أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد،
يعتقدون فيه،
فدخل "سيد أحمد" الضريح،
ثم خرج مُهَوِّلاً لهم بما سينالهم من المصائب،
وقال لهم:
بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم؛
لأن وقوع البلاد صار بحتاً،
فاتبع القوم البسطاء قوله،
ولم يدافعوا عن القيروان أقل دفاع،
بل دخلها الفرنساويون آمنين " ( 1 )
وحين أغار الفرنجة على المنصورة
قبل منتصف القرن السابع الهجري،
اجتمع زعماء الصوفية!
أتدري لماذا ؟!
لقراءة رسالة القشيري
والمناقشة في كرامات الأولياء ! : ( 2 )
من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين،
يغدقون على الصوفية الجاه والمال،
فرُبَّ مُفَوَّض سامٍ،
لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية
من وجوه البلاد،
ثم تراه يسعى إلى زيارة حلقة من حلقات الذكر،
ويقضي هنالك زيارة سياسية تستغرق الساعات.
أليس التصوف الذي على هذا الشكل
يقتل عنصر المقاومة في الأمم ؟ " ( 3 )
ثم إن كل من نسبت إليهم الصوفية
أنهم جاهدوا في سبيل الله،
وعملوا على نشر الإسلام،
ليسوا صوفيين،
وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناً،
وأستاذها في ذلك الشيعة ( 4 ).
لقد سمى الصوفية رسول الله صوفياً،
ومثله الخلفاء،
وكلُّ بطل عبقري فذ من المسلمين
زعموا أنه صوفي !!
هذا؛ ليخدعوا المسلمين بهؤلاء
عن زعمائهم من طواغيت الصوفية !
وليفتنوا المسلمين بزعمهم
أن أولئك القديسين الأبطال
كانوا بعض أئمة الصوفية !
والتاريخ يذكر أن لقب "صوفي"
لم يُبْتَدَع إلا في منتصف القرن الثاني الهجري،
وأن أول من لُقِّبَ به
هو "أبو هاشم الكوفي"
فأروني صوفياً واحداً
كان له فضل خير على الإسلام ؟!.
أجيبوا يا من فتنت الصوفية عن الحق عقولكم!
لا تأتوني يا أسارى الصوفية
بأقوالهم في الأخلاق،
ولكن ائتوني بعقائدهم،
ثم زنوها بالقرآن،
إن كنتم به مؤمنين!
لا تقولوا: قال فلان الصوفي:
كذا في الأخلاق،
أو فعل كذا مما هو في مظهره حق وخير،
ولكن قولوا قبل كل شيء:
إنه يعتقد كذا،
فالصوفية تزعم أنها الحقيقة في الإسلام،
وروح عقيدته.
والأخلاق ليست إلا بنت العقيدة،
والإسلام قبل كل شيء
إنما يبتلي العقيدة أو النية،
فإن كانت النية،
أو العقيدة كما يحبها الله،
اعتبر ما يصدر عنها من فعل صائب خيراً،
وجازى عنه بالخير،
وإن لم تكن العقيدة خالصة،
فكل عمل يصدر عنها،
فهو هباء،
وإن كان في مظهره أعظم الخير. ( 5 )
اسمعوا قول الله:
( إن الله لا يغفر أن يُشْرَكَ به
ويغفر ما دُونَ ذلك لمن يشاء )
ثم قوله تعالى:
( وآخرون اعترفوا بذنوبهم،
خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً،
عسى الله أن يتوب عليهم،
إن الله غفور رحيم )
ففي العقيدة لا يقبلها إلا خالصة نقية،
أما في العمل ؟
اقرأوا الآية؛
لتعرفوا الجواب.
*****************
( 1 ) ص 212 المسألة الشرقية للزعيم مصطفى كامل
"نقلاً عن ص 11 من كتاب التصوف في الإسلام للدكتور عمر فروخ
( 2 ) الطبقات للشعراني ط صبيح جـ 1 ص 11
( 3 ) ما بين القوسين من كلام الدكتور فروخ في كتابه "التصوف في الإسلام
( 4 ) يذكر الشيعة في كتب طبقاتهم كثيراً من أئمة أهل السنة
وينسبون إليه أقوالاً هم أبرياء منها،
كل هذا ليفتنوا المسلمين عن طريق ذكر هؤلاء البررة
( 5 ) كما فعل ذلك الصوفي الكبير الإنجليزي المال والعاطفة،
فبنى داراً كبيرة لعلاج الفقراء،
لقد كان "المندوب السامي الإنجليزي" يذهب إليه في كل عام
ليأكل عنده "الفتة" هو ورجال سفارته
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:37 AM
لقد افترت الصوفية على الله ما لم تفتره زندقة من قبل،
فجعلته هو عين خلقه،
اقرأوا هذا الكفر لابن عربي:
"فالحق محدودٌ بكل حَدٍّ،
وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها،
ولا تُعلم حدودُ كل صورة منها
إلا على قدر ما حصل لكل عامل من صورته،
فلذلك يُجْهَلُ حَدُّ الحق،
فإنه لا يُعْلَم حَدُّه إلا بعلم حد كل صورة" ( 1 )
يقول إنه لا يمكن تعريف الله،
لماذا؟
لأن الله هو عين كل شيء،
فنحتاج في تعريفه
إلى الأخذ بتعريف كل صورة من صور الوجود؛
إذ هو عينها،
وصور العالم لا تنضبط ولا تتناهى،
فتعريفه سبحانه، لا يتناهى تبعاً لذلك!
والصوفية تفتري على نوح أنه لم يحسن أداء رسالته؛
إذ دعا قومه إلى الشريعة، ولم يدعهم إلى الحقيقة.
دعاهم إلى الظاهر، لا إلى الباطن،
ثم تحكم الصوفية على قوم نوح المشركين
بأنهم أجابوا دعوة الله بالفعل ،
وأنهم فهموا الحق الذي ستره عنهم نوح ،
فعملوا بالمستور، فكانوا من المفلحين،
وتحكم بأن نوحاً نفسه أثنى عليهم
لعبادتهم الأصنام .( 2 )
ثم اقرأوا قول ابن عربي
في الباب 129 من الفتوحات المكية:
لا تراقِبْ، فليسَ في الكونِ إلا ** واحدُ العينِ، فَهْوَ عينُ الوجودِ
ويُسَمَّى في حالةٍ بإلهٍ ** ويُكَنَّى في حالةٍ بالعبيدِ
ترى،
هل ستظلون مصرين على أن الصوفية
دعوة إلى الأخلاق المثالية،
وأنتم تعرفون أن الإصرار على كلمة كفر واحدة
تمحو من سِجِلِّ الإنسان كل كلمة مؤمنة،
والصوفية مصرة على كلماتها الكافرة !!.
*****************
( 1 ) ص 70 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
( 2 ) ص 70 وما بعدها فصوص"انظر الفص النوحي"
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:38 AM
خلاصة دين الصوفية
ونلخص لك دين الصوفية في كلمات قصار.
أما في الوجود
فيدينون بأن المطلق منه عين المقَيَّد،
أو نفس العَيْنيِّ المتقوم بخصائصه في هذا،
أو ذاك من الأشياء
ذات الكيان المادي،
أو بمعنى آخر:
يرون أن الله هو عين خلقه،
وأما في الاعتقاد،
فيدينون بأن الكفر والإيمان،
أو الشرك والتوحيد،
اسمان لحقيقة واحدة
أو مترادفان لهما مدلول واحد،
وأما في الدين،
فيرون السماوي منه عين الوَضعِيِّ،
فمُنَزِّلُ الأول، هو الله،
باعتباره حقيقة مجردة
عن النعوت الإيجابية أو السلبية، أو الإضافِيِّة،
وواضع الثاني هو الله
– وتعالى جَدُّ رَبِّنا –
باعتباره متجسداً في صورة بشرية !!
وأما في الجزاء الأخروي،
فيلتقي عندهم طرفاه الثواب والعقاب
فالنعيم في الفردوس عين العذاب في جهنم.
كلاهما عين الآخر في الحقيقة والأثر!!
وأما في الفكر،
فيدينون بأن الحقيقة عين الخرافة أو الأسطورة،
وبأن الحق والباطل،
أو الصواب والخطأ
يتحدان في الدلالة،
وكلاهما مقياس صحيح لصاحبه،
وأما في الأخلاق،
فيدينون بأن الخير والشر،
أو الفضيلة والرذيلة
سواء في الباعث والغاية وفي القيمة،
وإن شئت حديثاً أكثر اختصاراً،
فقل:
إن خلاصة دين الصوفية وفكرها وخلقها:
لا تقابل،
لا تضاد،
لا تناقض،
إذ الكل ذات واحدة،
هي ذات الله سبحانه.
أو كما يقول ابن عربي:
"ما في الوجود مثل،
فما في الوجود ضد،
فإن الوجود حقيقة واحدة،
والشيء لا يضاد نفسه " ( 1 ).
*****************
( 1 ) ص 92 فصوص جـ1 ط الحلبي
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:40 AM
خَلَف الصوفية كَسَلَفِهم
قد يقول قائل:
ما لنا، ولابن عربي وغيره،
فتلك أمة قد خلت،
ومالها من أثر!
ولكني أقول لهذا
الذي خدعته الصوفية عن سُـمِّها،
فسقته إياه يحسبه عسلاً مصفى:
نحن لا نحارب أناساً،
وإنما نحارب تراثاً وثنياً،
آمن به سلف الصوفية
على أنه الروحانية القدسية في الإسلام،
وعاثوا به فساداً في عقائد المسلمين.
والصوفية المعاصرة،
تدين بما دان به سلفُها كابن عربي وابن الفارض.
وفي تقديس كهنةِ الصوفية لذكراهما،
وفي التغني بشعرهما الوثني
في نشوة سكرى.
في ذلك كله بُرْهانٌ على أن الصوفية المعاصرة،
امتدادٌ طويل عريض عميق
لدين ابن عربي والشعراني!
إنها تتعبد بكل ما خلفت
الصوفية السالفة من تراث،
وتُقدِّس ما كتب أحبارها،
وتبشر به على أنه تجليات الروح الإلهي،
وتؤمن به إيماناً عميقاً،
يسلب الفكر، ويختلب البصيرة،
ويهوي بالنفس إلى غَوْرٍ سحيق من الإلحاد،
بل ربما أذنت لك الصوفية
في الطعن على كتاب الله،
وتثور وترغي وتزبد
إذا مسست كتاب صوفي زنديق بسوء.
ولئن أنكرت مرة على طبقات الشعراني
ما فيها من خطايا،
لرموك بعمى البصيرة.
كل صوفي هو ابن عربي في زندقته،
وابن الفارض في وثنيته،
والشعراني في خباله وخطاياه،
تدبر أورادهم اليوم،
وقصائدهم التي يرقصون بها
رواد حانات الذكر!
تدبر نعيبهم في كل لحظة بالهامدين،
تجد دليل ما أقول.
ألا تسمع منهم:
مدد يأهل التصريف ؟
مدد يا رئيسة الديوان ؟ ( 1 )
واستمع إلى أولئك "المُخَمِّرِين ( 2 )
بعد حلقات الذكر،
تجدهم يتسابقون إلى القول بأنهم :
"يهود نصارى، مجوس"
والدراويش يصيحون من الفرحة الطروب:
"إكْفَرْ، اكفر" يامْرَبِّي !
*****************
( 1 ) تأمل الحجاج قبل الحج وبعده ترهم يطوفون حول الأضرحة في مصر،
كأنما يريدون طمأنة أوثانهم أنهم على العهد مقيمون!!
بل تأمل الأسطورة التي يبتدعها سدنة كل صنم؛
إذ يزعمون أن من زار هذا الوثن،
أو ذاك سبع مرات ماشياً كتب له ثواب حجة!!
زعموا هذا للبدوي في طنطا،
وللدسوقي في دسوق،
ولشبل في الشهداء !!
( 2 ) هم طائفة من الدراويش يجلسون بعد الذكر،
ثم يتبارون في إنشاد أزجال أو أشعار يزعمون أنها إلهام ساعتهم،
وما زلت أذكر ذلك الرجل الهرِم في قريتي "زاوية البقلي" وهو يقول عن الأقطاب:
ساعة يجونا عرب **ساعة يجونا اعجام
ساعة يجونا نصارى ** لابسين زنار
ساعة يجونا سكارى ** من حدا الخمار
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:41 AM
فِرار الصوفية من النقد
زعم الصوفية أن من ينتقدهم،
يُطْرَدُ من رحمة الله!
يُهوِّلون بهذا قيدا ظلوماً "للدراويش"
حتى لا يُحَطِّموا أغلال الصوفية عن أعناقهم
وقالوا:
"وهذا الفن من الكشف يجب ستْرُه عن أكثر الخلق:
لما فيه من العُلوِّ، فَغَوْرُهُ بعيد ! ( 1 )
باطنيةٌ منافقة،
ورياءٌ تلوذ به الصوفية
إذا صعقتها صدمة الحق.
وقالوا:
"إذا رأيت منتقداً على التصوف،
ففِرَّ منه فرارك من الأسد، واهجره " ( 2 )
ترى هل يفر الصوفية من هذا النقد العادل؟
ما أرتضي لهم أن يكونوا
تحت سَطْوِة هذا الجبن الرِّعْديد،
ورَهْنَ هذا العجز الذليل !!
وقالوا:
"طريق الكشف والشهود،
لا تحتمل المجادلة والرَّدَّ على قائله،
وحِرْمانُهُ يعود على المُنْكِر " ( 3 )
كلَّ هذا؛
ليظَلَّ ضحايا الصوفية عُمْيَ البصائر، والقلوب،
مختوماً على سمعهم،
فلا يسمعون من أحد كلمة حَقٍّ
تجادل باطلاً صوفياً !! ( 4 )
أما أنا يا سماحة الشيخ،
فسأظل إن شاء الله
– ورعايته أستلهمها وعونه أستمده –
أُثيرها حَرْباً على الصوفية في تراثها الوثني،
ومعتقداتها الفاسدة،
وما نبتغي بها سوى الذياد عن الحق،
ورضا الحق،
ولن يروعنا في سبيل الله منكم وعيد.
نعم سأظل – وعلى الله توكلت –
أحارب باطل الصوفية بالحق من كتاب الله.
فإنها محسوبة على الإسلام،
بل يظن الكثير في أقطابها
أنهم مشارق ربانية،
وينابيع نورانية،
ومُثُل عليا للروحانية،
فحق على كل مسلم
تمزيق هذه الأقنعة
التي نسجتها تهاويلُ الأوهام،
وأفانينُ الأساطير؛
لكيلا يُحْتَجَّ على دين الله بدين الصوفية؛
وليؤمن المسلمون أن الخير والهدى والسعادة
في الاعتصام بكتاب الله وحده،
والاقتداء بخاتم النبيين وحده،
فهو أخلص الخلق توحيداً لربه،
وأهداهم إيماناً به،
وأزكاهم طاعة،
وأشدهم تُقَاةً،
وأعرفهم بما نَزَّله الله عليه،
وهداه،
وهدى المسلمين به.
*****************
( 1، 2 ، 3 ) ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند،
ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة
( 4 ) كان يحضر مجلس الدباغ رجل لا يعتقد فيه أنه ولي كبير!!
فكان إذا حضر سكت الدباغ عن أساطيره الصوفية
خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه،
ثم قال لهم:
"إذا حضر هذا الرجل فلا تسألونا عن شيء حتى يقوم"
ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه
– أي الدباغ – كما يقول تلميذه:
"كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال"
ص 42 جـ 2 الإبريز.
أعرفتَ سر سكوت الصوفية أمامك ؟
إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:43 AM
مزاعم كاذبة
تزعم الصوفية "أن التصوف صِفَةٌ لله" !( 1 )
وأن "من صدق بهذا العلم، فهو من الخاصة،
وكل من فهمه فهو من خاصة الخاصة،
وكل من عَبَّر عنه، وتكلم فيه؛
فهو النجم الذي لا يُدْرَك،
وأن علم التصوف لا يستغنى عنه أحد،
وأن نسبته إلى العلوم نسبة الكُلِّيِّ لها،
ونسبة الشرط الذي لا بد منه لتحصيلها،
وأنه لا يوجد تحت أديم السماء
أشرف من علم التصوف،
وأن لن ينقطع، حتى ينقطع الدين " ( 2 )
كأنما رسول الله،
وأصحابه
كانوا من جهلة العوام!
وكأنما العلم الحديث الذي فجر الذرة، وسخر قواها،
وجعل من الحديد طيراً،
كأنما هو غير مُجْدٍ في تقدم البشرية!
لأنه ليس تصوفاً!
بل هذا معناه :
أن ما جاء به المتصوفة أفضل وأعظم
مما جاء به خاتم النبيين!
أليسوا يقولون:
"إنه لا يوجد تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم ؟"
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن صوفياً،
ولا دعا بدعوة التصوف!
فهل في مقدور صوفي
أن يثبت صدق تلك الزعوم الكواذب،
والظنون الشواحب البواهت!
كما ثبت بالحق الساطع
أنها زَيْغٌ وزَيْفٌ وبهتان ؟!
*****************
( 1 ) ص 158 طبقات الصوفية للسلمي
( 2 ) ص 7،8 كتاب إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:44 AM
مَرْحى بالمُحاجَّة
وهنا ينازعني الإشفاق على شيبتك يا سماحة الشيخ،
وعلى نفسك الذاوية من هجير الأسى،
ولَفْح اللوعة المضنية،
بيد أني أرى من الخير،
أن أصل ما بيني وبينك بالإلحاف في رجاء صادق،
هو أن تقرأ ، وأن تقرأ !
ولست بطامع
في أن ترد على ما كتبت!
ترى أُيخلف الشيخ الكبير ظني ؟ ( 1 )
لم يَحُلْ خطر منصبك بينك،
وبين أن تشكو منا إلى النيابة،
فلما أن أيأسك عدلُها من أن تَظْلِم لك،
شكوت إلى كل حكومة سابقة!
فهل يحول بينك،
وبين أن تذود عن الصوفية
غائلة ساحقة ماحقة ؟!
إني ليخيَّل إليَّ أن الشيخ الكريم
سيدعوني إلى مناظرة
يشهدها الجم الغفير من أتباعه،
فمرحى مرحى بها،
وإن كانت عند وثن الشعراني!
وإذا لم ينزع أحدكم إلى الرد،
فسيؤمن الكثيرون
أن الصوفية باطل جبان
لا يعربد بِسَوْرته
إلا حين يغمض الحق عنه عينيه لحظة !.
وأصيخوا إلى قول الله:
( وياقوم:
مالي أدعوكم إلى النجاة،
وتدعونني إلى النار،
تدعونني؛ لأكفرَ بالله،
وأشركَ به ما ليس لي به علمٌ،
وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار،
لا جَرَمَ أنما تدعونني إليه،
ليس له دعوةٌ في الدنيا،
ولا في الآخرةِ،
وأنَّ مَرَدَّنا إلى الله،
وأن المسرفين هم أصحابُ النار،
فَسَتَذْكرون ما أقول لكم،
وأُفَوِّض أمري إلى اللهِ،
إن اللهَ بصير بالعباد )
فهلا أفَضْتُم إلى حِمى الله،
وعلى إشراق الهدى من كتابه وسنة رسوله،
نسعى في الوجود دعاة إيمانٍ وحق وتوحيد
وإخاءٍ وسلام ؟!
*****************
( 1 ) أعثرني الله على كبير منهم في منزل رجل كريم
لا يعرف دين الصوفي الكبير الذي كان على بينة من عدة لغات وعدة فلسفات،
ويتزعم طائفة كبيرة لها فروعها المنتشرة في كل مكان،
فما هي إلا لحظات قصار،
حتى قهره الله بالحق من آياته،
مما اضطره إلى أن يحكم بأن عقيدة السلف هي خير عقيدة.
وهذا ديدنهم. فرار جبان، وكذب جبان!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:47 AM
دعوة من الحُبِّ إلى الضحايا
أما أنتِ أيتها الضحايا المسكينة التعسة،
وأنت يا قرابين الشهوات من الطواغيت،
فَلِلْهَوى الباغي دماؤك المسفوحة،
وللأوثان منك النُّسُكُ المُلحِد.
أيها الحيارى في ظلمات الليل،
وغَيَابَةِ التيه، انظروا، وانظروا،
فَصَوْبَ عيونكم داعٍ كريمٌ حبيب،
تتألَّق البشائر علي مُحَيَّاه،
يدعوكم بالحب:
أنْ هَلمُّوا قبل أن يطويكم التيهُ،
وتجتاحكم عواصفُه،
فبابُ التوبة مفتوحٌ على مصراعيه،
وما على بابه إلا كل من يُرَحِّب بكم.
ومن سَموات الهدى والقُدْسِ
تسمعون قولَ الرحمن
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم،
لا تقنطوا من رحمة الله.
إن الله يغفر الذنوبَ جميعاً،
إنه هو الغفور الرحيم )
( إلا مَنْ تابَ ، وآمن،
وعمل عملاً صالحاً،
فأولئك يُبَدِّل الله سيئاتهم حسناتٍ،
وكان الله غفوراً رحيماً،
ومن تاب وعمل صالحاً،
فإنه يتوب إلى الله متاباً )
واحذروا،
فإن الله يقول:
( إن الله لا يغفر أن يُشْرَكَ به،
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
فتعالوا إلى الله ،
فما يملك
ابن عربي،
أو البدوي
أن يقبل لكم متاباً،
أو يغفر لكم ذنباً ،
أو يبدل سيئاتكم حسنات!
أو يعفو عن زلة واحدة!.
أيها التائهون في كهوف الظلمات!
عودوا إلى الحق من هَدْي الله الحق،
ثم انظروا حواليكم حين تنيبون إلى الله،
وتعملون بهديه.
ألا ترون الإسلامَ رفَّافَ الألوية
في عزة على قمة الوجود الإنساني كله،
وعلى الذرى السامقات من كل مناحيه ؟!
ألا ترون هداه يناسم في رَحْمةٍ شرقَه وغربَه؟
ألا ترون الحياة فياضَةَ الصفاء والبِشْر والخير،
تنعم بالسلام الوديع الرفيق الآمن؟!
ألا ترون القلوبَ ينابيع ثَرَّةً للإخاء والحب والإيثار؟
ألا ترون الكون كله محاريب إيمان،
وحِمى حَقٍّ وعدل،
ومغانِيَ سلام كريم ؟!
لا تعجبوا إذا رأيتم ذلك كله
فإنه وعد الله العلي الكبير القدير:
( وَعَدَ اللهُ الذين آمنوا منكم،
وعملوا الصالحات،
لَيَسْتَخْلِفَن َّهم في الأرض،
كما استخلف الذين من قبلهم،
ولُيَمكِّنَنَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم،
وليُبَدِّلَنَّه م من بعد خوفهم أمناً،
يعبدونني ،
لا يشركون بي شيئًا،
ومن كفر بعد ذلك،
فأولئك هم الفاسقون )
كل هذا يحققه الله للمسلمين
إذا هم أخلصوا لله وحده دينهم،
وَوَعْدُ الله لن يتخلف؛
لأنه الكريم القدير،
وقد حقق الله سبحانه وعده
لمحمد صلى الله عليه وسلم،
ولأصحاب محمد،
ولكل من سلك بالحق سبيل محمد،
وسيحققه لكم إذا اتبعتم سبيله.
دعوة صادقة الحب أيها الحيارى:
لا مَنْجَاةَ لكم من آلامكم وأحزانكم،
ومن الخوف الذي يعصف بكم،
والقلق الذي تضطرب به مشاعركم،
لا منجاة لكم من تلك الهموم الساجية
إلا إذا لُذْتم بحمى الله وحده ( 1 ) ،
تؤمنون به،
وتتدبرون آياته،
وتهتدون بهديه،
وتقتدون برسوله وحده
( يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله،
وللرسول،
إذا دعاكم لما يُحييكم ،
واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه،
وأنه إليه تُحشرون ).
*****************
( 1 ) لاذ الصوفية بفاروق، وأفاضوا إليه عبداناً يشكرونه على أن منح شيخهم كسوة،
وبين يدي فاروق، وقف شيخ الصوفية يخطب عابداً شاكراً،
فقال عن الكسوة: "إنها يا مولاي رمز لما أعطاك الله من مواهب،
وعنوان لفيض من فيوضاته سبحانه على قلب فاروق الطاهر
تكشف عن مدى طهر وضعه الله فيك، فصفت روحك الطيبة.
وإن هذا التكريم للصوفية إنما هو قبس من قلبك النقي ينير لنا الطريق،
ويهدينا سواء السبيل، فبك نستضيء، ومن هديك نسترشد ،
ومن روحك العالية نستمد الإلهام والهدى وإني إذ أتشرف بالوقوف بين يديك اليوم
أقطع على نفسي عهداً وثيقاً أن أكون لجلالتك المخلص الوفي
أمدك الله يا مولاي بروح من عنده، وألبسك حلة من مجده، وأيدك بجند من جنده،
وأعانك بعونه وكفلك بعين رعايته"
اقرأ الصحف الصادرة بتاريخ 25/3/1947م.
فهل يذكر الصوفية؟!
"بك نستضيء" تقديم الجار والمجرور يفيد قصر استضاءتهم على فاروق؟
فهل يذكرون؟ "من هديك نسترشد" هكذا؟ بتقديم الجار والمجرور؟
هذا معناه أن الصوفية لم تكن تهتدي بشيء إلا بهدي فاروق!!
أبو فراس السليماني
2014-06-26, 06:48 AM
خاتمــــــة
وإني – وقد ناضلت الصوفية بهدي الله –
أعرف أن هذا النضال
يثير عليَّ بَغْيَ أحقادهم،
ويقف بي على شفا خَطَرٍ
يَدْهَمُ بَغْتَةً منهم بِجَوْرِه ،
غير أني أومن بهذه الحكمة الرائعة المؤمنة:
"لأن يكونَ الناسُ جميعًا
عَدُوًّا لي في الدنيا،
خيرٌ من أن يكون الله وحده
خصمي يوم القيامة"
وأجعل من هذه الآية الكريمة مناراً لي:
{ حتى إذا اسْتَيْأَسَ الرسل،
وظنوا أنهم قد كُذِبُوا،
جاءهم نصرُنا،
فَنُجِّيَ من نشاء،
ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المجرمين }
هذا وعدُ الله لرسله،
ووعده لأتباعِ رسله.
فليتدبر الصوفية !
ولْيَشْكُوا إلى النيابة ما شاءوا،
فلن ترى النيابة فيمن يدلها
على الجُناةِ جانياً،
ولا في رَدِّ العدوان
عن كل مقدسات الدين والفضيلة،
وقِيَم الفكرِ جريمةً !
والصوفيةُ بَغْيٌ وفتنةٌ مجنونةُ الأحقادِ،
غير أنها تختال عذراءَ طاهرة
ألَـمَّ بها ظَنٌّ مرتابٌ،
وملائكية تُسَلْسِلُ الوحْيَ
في فجر المحراب!
ولن أضع القلم
– وحسبي الله –
إلا إذا أَصْمَيْتُ الصوفيةَ، وأدميت،
أو إلا إذا تهدمتُ أنا، أو قضيت!
فلن تخشى صَوْلَةُ الحق،
سَوْرةَ الباطل،
ولكن كل هذا لن يَمسَّ قلوبنا بحقد،
ولا نفوسنا بضغينة،
بل إنه ليرفع بأيدينا
– ومن خلفها قلوبنا تحثها –
في ضراعة خاشعة إلى الله
أن يهب لنا، وللصوفية الإيمانَ الحقَّ،
وأن يهديهم سبحانه سبيل الإسلام.
{ ربنا لا تُزِغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا،
وهب لنا
من لدنك رحمةً؛
إنك أنت الوهاب }.
عبدالرحمن الوكيل
وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية
ا . هـ مختصرا
================
للحصول على نسخة من الكتاب
هذه هي الصوفية
المؤلف
عبدالرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى رحمة واسعة
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5173 (http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5173)
{ وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ
إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }
أبو فراس السليماني
2014-06-29, 11:18 PM
(http://majles.alukah.net/t131335/)
صوفيات
خطاب مفتوح إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية من عبد الرحمن الوكيل
http://majles.alukah.net/t131335/ (http://majles.alukah.net/t131335/)
أبو فراس السليماني
2014-07-02, 12:13 AM
تحقيق كتاب :
مصرع التصوف
المؤلف الشيخ عبدالرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى
نبذة عن الكتاب
مصرع التصوف وهو كتابان :
تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي ،
وتحذير العباد
من أهل العناد ببدعة الاتحاد
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=121&book=3611 (http://www.saaid.net/book/open.php?cat=121&book=3611)
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.