المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعة بحّـاء !



حسين العفنان
2007-03-07, 08:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
لم يكتبْ هذا الحرفَ الخشنَ،إلا مضمضةً لفؤاده، وإنعاشًا لكبده...فعذرا!

الإهداء

إلى الصّدوح
ألبسك الله تاج القوة والجَذَل، وقلائد النفائس والمواهب!
وأعادك شريفا سابغ الإيمان إلى مصحفك ومحرابك!
ورحمَ الله من سمعَ فأمّن !
يقول مُحبه وخليله:
خُلقتْ نفسي ألوفا له ، لصيقةً به ، شَغل ديناي وملأها ،وأسعد روحي وسرّها
كانت كل ساعاته ربيعا بهيَّ الزهر ،رخيَّ النَّسمة، له نفس كالسماء لا ترضى إلا أن تكون سقفا للكائنات.
شحيحٌ بوقته حريصٌ عليه، جمع القرآن في فجر شبابه وهو دون العشرين، وأمّ المصلين وهو ابن المرحلة المتوسطة ، وتفقه على مذهب أحمد ، فكان آية في الحفظ آية في الإتقان!
يُمرّ بصره على الأوجه الحَفيلة،فيستظه رها لا يخرم منها حرفا ! لا تكاد عينك تبصره إلا عاكفا يقرأ ، أو منتصبا يصلي.
دُهش منه العلماء والعامة!فكبرت نفوسٌ بحبه، كما صغرت نفوسٌ ببغضه!
وكم تمسحتِ الدّنيا الراغمة على أعتابه، فلم يَحفلْ بها ، أوهبها أهلها، أم تقاتلوا عليها!
***
صوته بكلام الله المقدس،مصفاة للأرواح ، كأنه جدول نَمير متدفق، تَغتسل منه النفوس المَقروحة، فتندمل وتطمئن، وتَفْقه سر وجودها، فترتفع إلى مرتبتها السّمية، فيَسفُل بَشِيعها ويعلو جَمِيلها!
لذا أوتيَ ذهنا رَجِيحا صَليبا، فكنتُ أستضيء بعقله في بعض مُعضلات الوقت ،التي أقفُ فيها على مفترق السِّكك،فلا تسكنُ جلجلة صدري حتى أبُثّها بين يديه ، فأفضي له ، وأركن إليه.
فلم يمنعه قلةُ أيامه في الدنيا، وميعةُ شبابه ، وإقبالُ عمره ،من تدبير رجل يكبره بسنوات!
فكنّا كسحابة نقية ظاهرها كباطنها!
***
حتى حزَبتْه حازِبة،تهاوت فيها صحته وتَنكّرت نُضرته ، ويَبست زهرته، وعلته الأمراضُ ،وأكثرتِ الاختلاف إليه!
فتزلزلتْ أرض بهجتنا، وتقلصت مساحة غبطتنا ،وثارتْ في أوديتنا الرياح الدّوافن،وخَشُن ت سماؤنا وتقتمتْ!
فذبلتْ زهوره الرّوحانية ، وأقفرَ مدده النّوراني !
فأدار الرّأي في العلاج والتَطبب، ولا يعزبُ عني قوله :لولا أن هذا الوجع، حال بيني وبين ما أشتهي من القرآن، ما تطببتُ !!
***
فزار عددا من المستشفيات، وجالس عددا من الأطباء، وتجرّع عددا من الأدوية، فلم يفلح!
حتى أوجبَ عليه أحدهم جراحةً في الجهاز التنفسي ، فحُددت وأُدخل الغرفة!
***
لما غُرس المشرط في جسده، وانتشر المخدر في دمه، امتلأتْ نفس الطبيب ومساعديه عجبا منه !
فلسانه سحّ آيات عظيمات، كأن أنهار الكوثر سُكبت في قلبه، تروي عروقه وشراينه!!
فتَندّت أرواحهم، وتقلبتْ في روض أُنف، لم تعبثْ به يدُ عابث!
***
عاد مشتاقا إلى محرابه!
لكن...!!!
تداعتْ عظامه وتصدعتْ...!
ونطقَ الذكر فانفجر جوفه دما وقيحا...!
واستلم المصحف، فتصّعدت نفسه وضاقت...!!
فعلم أن يده قصيرة كليلة، كطائر حُبس عن حريته، وكجسد رُمس عن وِدَاده!!
وعلم أن آلة الطّب صماء، فتصبر وتجلّد، وآمن بقضاء الله وحكمته.
فأشرقَ لي من هذا الحجابِ، أنّ المرضَ ليس غصنا من أغصان الموت، وثمرا من ثماره، كما كنت أحسب!!
بل بِذرة للحياة العليّة، لا تقف على ساقها إلا في حوض الضّعف و الفناء!
فنفسه الشريفة ترى الضَّحل بحرا زخّارا يُؤكل منه!
***
خلا محرابه وعَرَى، وانفضَّ مسجده من كل ذاكر وراكع، وتشتتْ جماعته!!
فكأنهم زهدوا بمن بعده!
وعافت نفوسهم خَلَفه!
وعرفوا عظم الهُوة التي تركها!
بقلم : حسين العفنان ـ حائل الطيبة

حسين العفنان
2007-03-07, 08:58 PM
وهذا تعليق للناقدة الأديبة الأستاذة/ شجرة الطيب ـ وفقها الله ـ

استفدتُ منه فائدة جليلة

((سيرة عطرة.. صيغت مقالا أدبيا يفيض بلاغة.. ويتدفق عاطفة..
بأسلوب راق موشح بدرر البيان المعبرة.. مرصع بألفاظ القرآن وتعبيراته..
(ولا يعزبُ، فتصّعدت) وصدق الباقلاني حين قال: (وأنت ترى الكلمة في القرآن
يُتمثَّل بها في تضاعيف كلام كثير، وهي غُرَّة جميعه، وواسطة عِقده، والمنادي بتميُّزه،
وتخصُّصه برونقه وجماله)
بورك القلم والمداد..!
وهنا وقفات أروم بها إضفاء مزيد من الجمال:
- خُلقتْ نفسي ألوفةً له: الصواب ألوف.. فهي من الأوزان التي يستوي فيها المذكر والمؤنث.
-وأسرَّها : قصدت سرّها.. فثمة فرق بين سره من السرور، وأسرَّه من السر.
-لولا أن هذا الوجع، حال بيني وبين ما أشتهي من القرآن، لما تطببتُ!!
الأفصح في جواب لولا أن لا يقترن باللام إن كان منفيا..
ومنه قول الله تعالى: (ولوشاء ربك مافعلوه)
وفي الإثبات: (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير)..
تحية وتجلة..))

انتهى كلامها ـ زادها الله إبداعا وفضلا ـ

محمد بن ظافر الشهري
2007-03-07, 09:32 PM
ما أحسن هذا!
بارك الله فيكما
ونفع بكما الأمة

آل عامر
2007-03-09, 12:28 AM
ماشاء الله !!!
وأنت أخي حسين زادك الله إبداعا وفضلا .

حسين العفنان
2007-04-09, 02:04 PM
ما أحسن هذا!
بارك الله فيكما
ونفع بكما الأمة

أهلا بصاحب السباعيات
الشاعر الفاضل
محمد الشهري

رفع الله قدرك وجزاك كل فضل

حسين العفنان
2007-04-09, 02:07 PM
ماشاء الله !!!
وأنت أخي حسين زادك الله إبداعا وفضلا .

أهلا بالأستاذ الحبيب / آل عامر

رفع الله قدرك وفضلك

وشكرا شكرا