أبوعاصم أحمد بلحة
2014-05-27, 01:57 PM
أين أنت أيها الصديق الوفي ؟ ..
كلما قضى الإنسان مرحلةً من عمره في الاعتبار والتجارب ، ازداد علمًا بأنّ أصدقاء الفضيلة والوفاء لا تسمح بهم الأيام إلا قليلاً .. يقول شاعرنا القديم راقماً معاناته في قوله :
سألت الناسَ عن خـــلّ وفيّ ... فقالوا ما إلى هـــذا سبيلُ
تمســك إن ظـــفرت بود حـُر ... فإن الحـــرَّ في الـدنيا قليلُ
وآخر يشكو أهل زمانه ، ويخبر بأنه لم يجد من بينهم ذلك الصديق الوفي الذي يبحث عنه ..
خَبَرْتُ بني الأيــام طُرّاً فلــم أجد ... صديقاً صدوقاً مُسعداً في النّوائبِ
وأصفيتهـــم مني الـــودادَ فقابلوا ... صفاءَ ودادي بالعـــــــدا والشوائبِ
وما اخترتُ منهم صاحباً وارتضيته ... فأحمـدته في فعــــــله والعــواقبِ
وأمَّا الطغرائي صاحب لامية العجم ، فله نظرة مظلمة في جميع من حوله ؛ يقول :
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني ... ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
ثم يردد في أعماقه ذلك المعنى الحزين ، والمؤكد لمعاناته في عالم الأصدقاء :
أعدى عـدوك من وثِقتْ به ... فحـاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رَجل الدنيا وواحـــدها ... من لايعــــولُ في الدنيا على رجلِ
ولي قريب أعرفه له قاعدة مطردة في سائر الخلق ، وهي قوله : أنه لايثق إلا في اثنين :
الأول هو نفسه ، والثاني توفاه الله تعالى !! ..
أقول : الحق والاعتدال في موضوع الصداقة : أنَّ صاحب الفضيلة والعقل والاتزان لا يعدمُ الصديقَ الفاضل ، وأنَّ وجوده حاصلٌ في كلّ زمان ومكان ..
نعم قد يكــــون ذلك الوجـــود قليلاً كما قال يونس بن عبيد : ( اثْنَانِ مَا فِي الْأَرْضِ أَقَلُّ مِنْهُمَا وَلَا يَزْدَادَان إِلَّا قِلَّةً : دِرْهَمٌ يُوضَعُ فِي حَقٍّ ، وَأَخٌ تَسْكُنُ إِلَيْهِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ..
فإن تحصل لك ذلك الصديق الناصح الوفي : فأسبغ عليه عواطفك الجميلة ، وحطه بعنايتك الكريمة .. وتذكر :
وإذا صفا لك من زمانك واحـــــدٌ ... فاشددْ عليه وعش بذاك الواحدِ
حسن الحملي ..
كلما قضى الإنسان مرحلةً من عمره في الاعتبار والتجارب ، ازداد علمًا بأنّ أصدقاء الفضيلة والوفاء لا تسمح بهم الأيام إلا قليلاً .. يقول شاعرنا القديم راقماً معاناته في قوله :
سألت الناسَ عن خـــلّ وفيّ ... فقالوا ما إلى هـــذا سبيلُ
تمســك إن ظـــفرت بود حـُر ... فإن الحـــرَّ في الـدنيا قليلُ
وآخر يشكو أهل زمانه ، ويخبر بأنه لم يجد من بينهم ذلك الصديق الوفي الذي يبحث عنه ..
خَبَرْتُ بني الأيــام طُرّاً فلــم أجد ... صديقاً صدوقاً مُسعداً في النّوائبِ
وأصفيتهـــم مني الـــودادَ فقابلوا ... صفاءَ ودادي بالعـــــــدا والشوائبِ
وما اخترتُ منهم صاحباً وارتضيته ... فأحمـدته في فعــــــله والعــواقبِ
وأمَّا الطغرائي صاحب لامية العجم ، فله نظرة مظلمة في جميع من حوله ؛ يقول :
فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني ... ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي
ثم يردد في أعماقه ذلك المعنى الحزين ، والمؤكد لمعاناته في عالم الأصدقاء :
أعدى عـدوك من وثِقتْ به ... فحـاذر الناس واصحبهم على دخلِ
فإنما رَجل الدنيا وواحـــدها ... من لايعــــولُ في الدنيا على رجلِ
ولي قريب أعرفه له قاعدة مطردة في سائر الخلق ، وهي قوله : أنه لايثق إلا في اثنين :
الأول هو نفسه ، والثاني توفاه الله تعالى !! ..
أقول : الحق والاعتدال في موضوع الصداقة : أنَّ صاحب الفضيلة والعقل والاتزان لا يعدمُ الصديقَ الفاضل ، وأنَّ وجوده حاصلٌ في كلّ زمان ومكان ..
نعم قد يكــــون ذلك الوجـــود قليلاً كما قال يونس بن عبيد : ( اثْنَانِ مَا فِي الْأَرْضِ أَقَلُّ مِنْهُمَا وَلَا يَزْدَادَان إِلَّا قِلَّةً : دِرْهَمٌ يُوضَعُ فِي حَقٍّ ، وَأَخٌ تَسْكُنُ إِلَيْهِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) ..
فإن تحصل لك ذلك الصديق الناصح الوفي : فأسبغ عليه عواطفك الجميلة ، وحطه بعنايتك الكريمة .. وتذكر :
وإذا صفا لك من زمانك واحـــــدٌ ... فاشددْ عليه وعش بذاك الواحدِ
حسن الحملي ..