تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استفسار حكم الابتعاد عن الابن عن والده إذا طلب والده ذلك.



عبدالله عبدالعزيز صالح
2014-05-21, 10:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فإني أتشرف بانضمامي إليكم أسأل الله أن يجزيكم عني خيرا ..
لدي استفسار يخص مشكلة محيرة جدا حيث أن أحد الأصدقاء وهو رجل صالح ولا أزكيه على الله يعاني من مشاكل والده
والتي هي :
1. اختلاق المشاكل والتهم الباطلة .
2. محاولة إيقاع القطيعة بينه وبين إخوانه .
3. محاولة التفرقة بينه وبين والدته .
4. يصرح له بأنه لا يريده ولا يريد أن يراه .
5. يطلب منه أن لا يأتي إليه ويمنعه من السلام عليه ويمنعه حتى من دخول بيته .
وغير هذا مما وقفت عليه بنفسي وشهد عدد من أقاربه منهم أعمام هذا الصديق بأن الرجل مخطئ في حق ولده وأن الولد لم يخطئ في شيء يتعمده ويرجعون أفعال هذا الوالد لبعض الصفات غير الطيبة كالحسد والغيرة وغيرها ..
الصديق يسأل محتارا وقد حيرني معه :
هل يجوز أن أبتعد عنه تحقيقا لرغبته ؟ على أن لا أتركه عند الحاجة ؟

نريد تفصيلا شرعيا
نريد رأيا سديدا ومشورة
نريد منكم دعوة صادقة

فالرجل ضاقت به الأرض بما رحبت وحيل بينه وبين والدته وإخوانه وصار يعاني كالمريض تماما ..

جزاكم الله خيرا واحسن إليكم

عبدالله عبدالعزيز صالح
2014-05-23, 03:52 PM
ولا رد ؟

طيب لو بدعاء
تطييب خاطر

أبو مريم السني
2014-05-24, 04:09 PM
السؤال: رجاء توجيه رسالة للآباء و الأمهات خاصة في عقاب الله لهم في حالة إهمالهم لأبنائهم و تسليط بعض الأبناء لمقاطعة بعضهم البعض .
و هل يوجد في ديننا الإسلامي الحنيف و لو آية قرآنية واحدة تحث الآباء و الأمهات على رعاية أبنائهم . برجاء الإفادة عاجلا يرحمنا و يرحمكم الله .


الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


فإن حقوق الأبناء على الآباء كثيرة والقرآن الكريم والسنة المطهرة مليئان بالحث عليها ومنها:
* تربيتهم ، تربية صالحة ينجو بها من النار ويسعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى لرسوله: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [ طه : 132 ]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ} الآية [ التحريم : 6 ] أي: مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة. وتبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه؛ ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره "
* ومنها: تسميتهم بالأسماء الحسنة، والإحسان إليهم في المعاملة، وتعليمهم، والعدل بينهم في العطية، والإحسان والحنان والعطف والعطية، لحديث النعمان بن بشير المتفق عليه: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" .
* ومنها: وجوب النفقة عليهم إن كانوا فقراء، قال الله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 233]، وقال تعالى: {وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق: 6] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول"؛ رواه احمد وابوداود وصححه الإمام النووي.
* ومنها: تربيته على الفضائل وإبعاده عن الرذائل، ويعلم علوم الدين، ويدرب على الصلاة وعلى العبادات الأخرى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع".رواه أبو داود.
ومع التوجيه والإصلاح؛ قال صلى الله عليه وسلم الله : "كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته ، فالأب راع في بيته ومسئول عن رعيته"؛متفق عليه.
* ومنها: اختيار الأم الصالحة الطيبة ذات الأصل الطيب والخلق القويم، ففي الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع وذكر منها: ذات الدين فقال: فاظفر بذات الدين تربت يداك".
والحاصل: أن الله تعالى من عدله بين عباده أوجب على الأبناء حقوقاً تجاه آبائهم وأوجب كذلك في المقابل للأبناء حقوقاً على الآباء فكما أن على الأبناء الإحسان إلى الآباء، وطاعتهما وبرهما، والإنفاق عليهما عند القدرة إذا كانوا فقراء، فكذلك للأبناء على الآباء حقوق.
وليعلم أن تقصير الآباء في حقوق الأبناء لا يبرر عقوق وتقصير الأبناء، فإذا كان كفر الوالدين بالله العظيم لا يُسقط حقهم في البر والإحسان فبالأحرى ألا يسقطه تضييعهما لحق الولد وإنما على الأبناء الاجتهاد في طاعتهما وكسب رضاهما،فالشيطان يعظم دائما بعض الأمور اليسيرة، ليغرس في القلب الكراهية للوالدين ليحرم الأبناء من الأجر العظيم للبر.
بل البر بالوالدين واجب في كل حال ويجب مصاحبتهما بالمعروف، ولو كانا كافرين، قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15 ]، وقال تعالى: {وإذ أخذنا ميثاق ‏بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً} [البقرة: 83] وقال تعالى {واعبدوا الله ‏ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً} [النساء: 36]، وقال تعالى {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً* إما يبلغن عندك الكبر ‏أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً* واخفض لهما جناح ‏الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} [الإسراء: 23-24]‏، وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن ‏اشكر لي ولوالديك إلى المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا ‏تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي} [لقمان: 14-15]‏.
أما قيام بعض الآباء بتحريض أبنائهم على قطيع الرحم، فلا شك أن هذا فعل شائن ولا يقره الشرع الحنيف والواجب على الابن تجاه ذلك الفعل التعامل بالحكمة وتوجيه النصح والإرشاد للوالدين بهدوء ولطف، وبطريقة تشتمل على الحب والمودة والتراحم، مع تذكيرهم - بغير تشنج ولا تعصب - أنه يجب عليهما تجاه الأبناء عكس ما يفعلانه من الحث على التواصل والاحترام وإعطاء كل ذي حق حقه، وكما يبين لإخوانه مسؤولياتهم الشرعية تجاه بعضهم البعض، وحرمة القطيعة وأن طاعة الوالدين في المعروف فقط.


المصدر (http://ar.islamway.net/fatwa/15440)

أبو مالك المديني
2014-05-24, 05:46 PM
نفع الله بكما ، وبارك فيكما .
مما ينبغي على الوالدين الحرص على استعمال العبارات المقبولة الطيبة مع الأولاد ، والبعد عن العبارات المرذولة السيئة : فمما ينبغي للوالدين مراعاته أن يحرصا على انتقاء العبارات الحسنة المقبولة الطيبة ، البعيدة عن الإسفاف في مخاطبة الأولاد ، وأن يربأوا بأنفسهم عن السب ، والشتم ، واللجاج وغير ذلك من العبارات البذيئة المقذعة ، فضلا عن طردهم من البيت أو التصريح بعدم رؤيتهم .
وأقول للأخ السائل ـ وفقه الله ـ إن أمره الوالد بالخروج أو عدم رؤيته فليطعه مضطرا ، إن كانت عنده مقدرة الخروج إلى بيت آخر ، ويبدو أن السائل متزوج ، حتى يستريح الوالد مؤقتا ، ويحاول الاتصال عليه مرة بعد المرة عن طريق الهاتف مثلا ، فإنه يستطيع أن يسأل عن والده بين الفينة والفينة ، فإن أبى الوالد أن يكلمه ، فلا حرج من ذلك على الإبن ، ولا ييأس ، وعليه أن يحاول الاتصال مرة بعد المرة إلى أن يرق قلبه ، وسيرق حتما ـ بإذن الله ـ في لحظة ما ، لا سيما وأنت تحاول دخول بعض الحكماء من قرابتك أو غيرهم ممن لهم كلمة مسموعة أو مرضية عند والدك ، كي يحاولوا ترقيق قلبه تجاهك ، وعليهم تذكيره بالله تعالى دوما ، وأنه مخطيء خطأ كبيرا في حق ابنه ، وعليك أنت إذا كلمته أن تكلمه بلين ولطف شديد ،
واللهَ تعالى أسألُ أن يرقق قلب والدك عليك وأن يحن قلبه إليك ، وأن يصلح ما بينكما وبين أمك وإخوانك وأخواتك .

عبدالله عبدالعزيز صالح
2014-05-24, 08:20 PM
أحسنتم
وجزاكم الله خيرا