المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد مستخلصة من كتاب "آيات العقيدة التي قد يوهم ظاهرها التعارض"



أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-30, 02:37 PM
فوائد مستخلصة من كتاب "آيات العقيدة التي قد يوهم ظاهرها التعارض"، وهي عبارة عن ثلاث رسائل ماجستير، من إعداد/ خالد الدميجي، حياة المحمادي، حنان العمري.

أشرع -إن شاء الله تعالى- في تلخيص هذا الكتاب المبارك على غرار ما فعلته في كتب سابقة؛ كنوع من تقريب بعض الرسائل القيمة الضخمة التي بذل فيها أصحابها جهدا كبيرا، وقد فترت الهمم عن قراءة مثل هذه الرسائل، ,وهذا بدون تدخل في اختيارات أصحابها، إنما فقط الوقوف على خلاصة كل مسألة على غرار ما كان يُفعل من ذكر خلاصة الرسالة ككل.
وأنبه -كما نبهت سابقا- أن هذا التلخيص لا يغني عن الرجوع للأصل.

والله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-30, 02:55 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الأول: بدء الخلق:

المطلب الأول: خلق السماء والأرض:

المسألة الأولى: ما جاء في خلق السماء والأرض باعتبار التقدم والتأخر:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على تقدم خلق الأرض على خلق السماء؛ كقوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

ثانيا: الآية الدالة على تأخر دحو (بسط وتمهيد) الأرض عن خلق السماء؛ كما في قوله تعالى: "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين هذه الآيات بأن يقال: إن الله سبحانه خلق الأرض أولا غير مدحوة وقدّر أقواتها، ثم استوى إلى السماء، فسواهن سبع سموات، ثم دحا الأرض بعد ذلك، فأخرج منها ماءها ومرعاها، وأرسى جبالها.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-30, 03:09 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الأول: بدء الخلق:

المطلب الأول: خلق السماء والأرض:

المسألة الثانية: عدد أيام خلق السماوات والأرض وما بينهما:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات المصرّحة بأن خلق السماوات والأرض وما بينهما كان في ستة أيام؛ كقوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ".

ثانيا: الآيات التي يفهم من ظاهرها أن خلق السماوات والأرض وما بينهما كان في ثمانية أيام؛ كما في قوله تعالى: "قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ. فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين هذه الآيات بأن يقال: إن الله سبحانه خلق السماوات والأرض وما بينهما كان في ستة أيام كما صرحت بذلك العديد من الآيات، وأما ما ذكر في سورة فصلت من جعل الرواسي وتقدير الأقوات في أربعة أيام؛ فمعناه في تتمة أربعة أيام، وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط مع يومي خلق الأرض، فهو سبحانه خلق الأرض في يومين، وجعل الرواسي فيها والبركة وتقدير الأقوات في يومين؛ فيكون مجموع الأيام التي خلقت فيها الأرض، وما يتعلق بها أربعة أيام، وقضى الله سبحانه السماوات السبع في يومين، وبذا يكون المجموع ستة، وعليه فلا تعارض بين هذه الآيات أصلا.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-30, 03:28 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الأول: بدء الخلق:

المطلب الثاني: خلق آدم -عليه السلام- وذريته:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي تفيد أن الإنسان خلق من تراب؛ كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ".

ثانيا: الآيات التي تفيد أن الإنسان خلق من طين؛ كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ".

ثالثا: الآيات التي تفيد أن الإنسان خلق من صلصال كالفخار؛ كما في قوله تعالى: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ".

رابعا: الآيات التي تفيد أن الإنسان خلق من ماء؛ كما في قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا".

الجواب عن التعارض:

الآية الدالة على خلق الإنسان من ماء تشير إلى خلق ذرية آدم، وأما الآيات الدالة على خلق الإنسان من تراب أو من طين أو من صلصال فهي تشير إلى خلق آدم أبي البشر، وهذه الآيات لا تتعارض؛ لأن المادة التي خلق منها آدم -عليه السلام- واحدة مرت بمراحل متعددة، وكل آية تتحدث عن مرحلة منها.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-30, 09:49 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الثاني: تفرد الله -عز وجل- بالخلق:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على ان الله وحده الخالق لكل شيء، وتنفي الخالقية عن غيره تعالى؛ كقوله تعالى: "هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ".

ثانيا: الآيات التي يوهم ظاهرها أن بعض المخلوقين ربما خلقوا؛ كما في قوله تعالى حكاية عن عيسى -عليه السلام-: "أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه"، وقوله تعالى: "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين هذه الآيات بأن يقال: إن الخلق يأتي بمعنى الإيجاد والإنشاء من العدم، ولا موجد سوى الله سبحانه، ويأتي بمعنى التقدير، ولذلك يسمى صانع الأديم ونحوه خالقا؛ لأنه يقدره.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-31, 12:56 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الثالث: عموم ملك الله سبحانه وتعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي أفرد فيها سبحانه ذكر المشرق والمغرب؛ كما في قوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه".

ثانيا: الآية التي جمع فيها سبحانه ذكر المشرق والمغرب كما في قوله تعالى: "فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ".

ثالثا: الآية التي جمع ذكر المشرق وحذف مقابله، وهي قوله تعالى: "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ".

الجواب عن التعارض:

أفرد -سبحانه- وأجمل في بعض الآيات وأراد مشرق الشمس ومغربها بشكل عام على الكرة الأرضية، فهناك جهة تشرق منها الشمس، وجهة مقابلة تغيب فيها سواء كان صيفا أو شتاء، فالمشرق هو موضع الشروق، والمغرب هو موضع الغروب، وهما وما بينهما من الجهات والمخلوقات ملك لله سبحانه، وثنى وفصل في سورة الرحمن وأراد مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما؛ فالشمس تشرق من نقطتين؛ نقطة نلاحظها في الصيف، ونقطة نلاحظها بعيدا عنها في الشتاء، وجمع -سبحانه- وفصل في سورة المعارج والصافات وأراد جميع مشارق السنة ومغاربها، فالشمس أثناء تنقلها بين المدارين تمر بنقاط متسلسلة عديدة ولا تمر قفزا، فكل نقطة أثناء التنقل بين المدارين في الذهاب والإياب تعتبر مشرقا يقابلها مغرب، وبذلك تكون مشارق يقابلها مغارب.

حامد الأنصاري
2014-03-31, 06:41 PM
لله دركم ، بارككم الرحمن وبارك في وقتكم

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-31, 06:47 PM
بارك الله فيك أخي حامد، ونسأل الله القبول.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-08, 10:06 PM
تنبيه: تعدل المشاركة السابقة إلى المبحث الثالث.

الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية:

المبحث الرابع: عموم ولاية الله سبحانه وتعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على عموم ولاية الله لجميع عباده مؤمنهم وكافرهم؛ كما في قوله تعالى: "هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ".

ثانيا: الآيات الدالة على خصوص ولاية الله بالمؤمنين دون الكافرين؛ كما في قوله تعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ".

الجواب عن التعارض:

ولاية الله تعالى تنقسم إلى قسمين: ولاية عامة، وولاية خاصة.

فأما الولاية العامة فهي ولاية الخلق والملك والتدبير، وهي عامة لجميع العباد، مؤمنهم وكافرهم.

وأما الولاية الخاصة فهي ولاية المحبة والنصرة والتوفيق، وهي خاصة بعباد الله المؤمنين.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-08, 10:12 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الأول: الغاية من الخلق:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على أن علة الخلق: العبادة فهي: قوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون".

ثانيا: الآية الدالة على علّة الخلق: الاختلاف فهي: قوله تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن المولى سبحانه في الآية الأولى ذكر الغاية التي أمروا بها والتي يريدها سبحانه. وفي الآية الثانية: ذكر الغاية التي إليها يصيرون، وكلتهما مرادة، فالإرادة في الآية الثانية كونية قدرية، وفي الآية الأولى إرادة شرعية أمرية.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-08, 10:13 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الثاني: تفرد الله سبحانه بالألوهية:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي فيها التصريح بأن الله واحد لا إله غيره؛ كما في قوله تعالى: "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه".

ثانيا: الآية التي ربما يتوهم الجاهل من ظاهرها أنها دالة على تعدد الآلهة، وهي قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن معنى الآية الثانية أنه تعالى المعبود في السماء وفي الأرض، والمغايرة إنما هي بين معبوديته في السماء ومعبوديته في الأرض، وذلك لأن العابد في السماء غير العابد في الأرض، مع أن المعبود واحد، وهو الله سبحانه وتعالى.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-08, 10:14 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الثالث: تقوى الله عز وجل:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على التشديد البالغ في الأمر بتقوى الله تعالى، وهي قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِه".

ثانيا: الآية الدالة على الأمر بتقوى الله على قدر الاستطاعة، وهي قوله تعالى: "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن الآية الثانية بيان وتفسير للآية الأولى، وعلى ذلك فالمعنى: فاتقوا الله حق تقاته ما استطعتم.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-09, 12:13 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الرابع: ما جاء في الولاء والبراء:

المطلب الأول: عموم الولاية بين جميع المؤمنين:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على ثبوت الولاية بين جميع المؤمنين، وهي قوله تعالى: "وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض".

ثانيا: الآية الدالة على نفي الولاية بين من لم يهاجر وبين المؤمنين حتى يهاجروا، وهي قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن تحمل الولاية المنفية في الآية الثانية على ولاية الميراث؛ أن معناها: ما لكم من شيء من ميراثهم حتى يهاجروا.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-12, 11:18 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الرابع: ما جاء في الولاء والبراء:

المطلب الثاني: تحريم موالاة الكفار مطلقا:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على منع اتخاذ الكفار أولياء مطلقا؛ كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء".

ثانيا: الآية التي قد يفهم منها أن اتخاذ الكفار إذا لم يكن دون المؤمنين لا بأس به، وهي قوله تعالى: "لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن قوله تعالى: "مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين" حال من الفاعل؛ أي لا يوالي المؤمنون الكافرين لا استقلالا ولا اشتراكا مع المؤمنين، وأن هذه الآية نزلت في قوم والوا اليهود دون المؤمنين، فنزلت ناهية عن السورة الواقعة من غير قصد التخصيص بها، وأن موالاة الكفار حرام مطلقا.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-12, 11:19 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الرابع: ما جاء في الولاء والبراء:

المطلب الثالث: الموقف من الوالدين الكافرين:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على الأمر ببر الوالدين الكافرين؛ كما في قوله تعالى: "وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا".

ثانيا: الآية التي قد يفهم منها النهي عن بر الوالدين الكافرين، وهي قوله تعالى: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ".

الجواب عن التعارض:

المصاحبة بالمعروف أعم من المودة؛ لأن الإنسان يمكنه إسداء المعروف لمن يوده ومن لا يوده، والنهي عن الأخص لا يستلزم النهي عن الأعم، وفعل المعروف لا يستلزم المودة والموالاة؛ لأن ذلك من أفعال القلوب، والمعروف من أفعال الجوارح.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-12, 11:42 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الخامس: الحكم بغير ما أنزل الله:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر، وهي قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ".

ثانيا: الآية الدالة على أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو ظالم، وهي قوله تعالى: "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون".

ثالثا: الآية الدالة على أن من حكم بغير ما أنزل الله فهو فاسق، وهي قوله تعالى: " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون".

الجواب عن التعارض:

هذه الآيات الثلاثة عامة، واختلاف الأوصاف الوعيدية في الآيات الثلاث لاختلاف نوع الكفر في كل منها؛ لأن الحكم بغير ما أنزل الله منه ما هو كفر أكبر مخرج من الملة، ومنه ما هو كفر أصغر غير مخرج الملة، فتحمل الآية الأولى على الكفر الأكبر، وتحمل الآيتان الثانية والثالثة على الكفر الأصغر.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-13, 12:03 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث السادس: تحاكم أهل الكتاب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مخير بين الحكم بين أهل الكتاب إذا تحاكموا إليه والإعراض عنهم، وهي قوله تعالى: "فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ".

ثانيا: الآية التي قد يفهم منها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تحاكم إليه أهل الكتاب يلزمه الحكم بينهم، وهي قوله تعالى: "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُسمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ".

الجواب عن التعارض:

الآية الأولى فيها تخيير للرسول –صلى الله عليه وسلم- بين الحكم وتركه إذا تحاكم إليه أهل الكتاب، وأما الآية الثانية ففيها بيان كيفية الحكم إذا اختار الحكم بينهم؛ فالآية الثانية تتمة للآية الأولى وبيان لها؛ أي إذا اخترت الحكم بينهم فاحكم بينهم بما أنزل الله، لا باتباع الهوى.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-13, 02:26 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث السابع: حكم أهل الكتاب والصابئين:

المطلب الأول: انقسام أهل الكتاب والصابئين إلى كفار ومؤمنين:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على كفر اليهود والنصارى، وكونهم مشركين لا يقبل الله منهم إيمانا ولا عملا؛ مثل قوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ".

ثانيا: الآيات الدالة على قبول الإيمان والعمل من الصالح من اليهود والنصارى، فمن آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا يحزنون؛ مثل قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".

الجواب عن التعارض:

الراجح أن الآية الثانية عامة تتناول كل من آمن بدين زمانه قبل أن ينسخ وعمل بمقتضى شرعه، وكذلك تتناول المؤمنين من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- واليهود والنصارى الذين آمنوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، وعليه فلا إشكال بين الآيات السابقة، فالأولى تتحدث عن كفار أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بدينهم قبل النسخ والتحريف، ولم يؤمنوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد مبعثه، والأخرى تتحدث عن المؤمنين منهم؛ سواء من آمن منهم بدينه قبل النسخ، ومن آمن منهم بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد مبعثه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 12:42 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث السابع: حكم أهل الكتاب والصابئين:

المطلب الثاني: إطلاق الشرك على أهل الكتاب:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على أن كفار أهل الكتاب مشركون؛ كما في قوله تعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ".

ثانيا: الآيات الدالة على أن أهل الكتاب ليسوا من المشركين؛ كما في قوله تعالى: "مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ".

الجواب عن التعارض:

قال الشيخ الشنقيطي: "إنَّ الشِّرْكَ الْأَكْبَرَ الْمُقْتَضِي لِلْخُرُوجِ مِنَ الْمِلَّةِ أَنْوَاعٌ، وَأَهْلُ الْكِتَابِ مُتَّصِفُونَ بِبَعْضِهَا وَغَيْرُ مُتَّصِفِينَ بِبَعْضٍ آخَرَ مِنْهَا، أَمَّا الْبَعْضُ الَّذِي هُمْ غَيْرُ مُتَّصِفِينَ بِهِ فَهُوَ مَا اتَّصَفَ بِهِ كُفَّارُ مَكَّةَ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ صَرِيحًا، وَلِذَا عَطَفَهُمْ عَلَيْهِمْ لِاتِّصَافِ كُفَّارِ مَكَّةَ بِمَا لَمْ يَصِفْ بِهِ أَهْلَ الْكِتَابِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَهَذِهِ الْمُغَايَرَةُ هِيَ الَّتِي سَوَّغَتِ الْعَطْفَ، فَلَا يُنَافِي أَنْ يَكُونَ أَهْلُ الْكِتَابِ مُشْرِكِينَ بِنَوْعٍ آخَرَ مِنْ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ، وَهُوَ طَاعَةُ الشَّيْطَانِ وَالْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ، فَإِنَّ مُطِيعَ الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ ذَلِكَ صَوَابٌ فَهُوَ عَابِدُ الشَّيْطَانِ مُشْرِكٌ بِعِبَادَةِ الشَّيْطَانِ الشِّرْكَ الْأَكْبَرَ الْمُخَلِّدَ فِي النَّارِ.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 12:45 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الأول: ما جاء في صفة العين لله تعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي وردت فيها صفة العين مضافة إلى الله -عز وجل- بصيغة الجمع؛ كما في قوله تعالى: "وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ".

ثانيا: الآيات التي وردت فيها صفة العين مضافة إلى الله -عز وجل- بصيغة الإفراد؛ كما في قوله تعالى: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي".

الجواب عن التعارض:

قال الشيخ ابن عثيمين: "لا تنافي؛ وذلك لأن المفرد المضاف يعم فيشمل كل ما ثبت لله من عين، وحينئذ لا منافاة بين المفرد وبين الجمع أو التثنية.

إذا يبقى النظر بين التثنية والجمع، فكيف نجمع بينهما؟!

الجواب أن نقول: إن كان أقل الجمع اثنين فلا منافاة؛ لأننا نقول: هذا الجمع دال على اثنتين فلا ينافيه، وإن كان أقل الجمع ثلاثة فإن هذا الجمع لا يراد به الثلاثة، وإنما يراد به التعظيم والتناسب بين ضمير الجمع وبين المضاف إليه".

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 12:45 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الثاني: ما جاء في إثبات صفة اليد لله تعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي وردت فيها صفة اليد مضافة إلى الله -عز وجل- بصيغة الإفراد؛ كما في قوله تعالى: " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير".

ثانيا: الآيات التي وردت فيها صفة اليد مضافة إلى الله -عز وجل- بصيغة التثنية؛ كما في قوله تعالى: "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ".

ثالثا: الآيات التي وردت فيها صفة اليد مضافة إلى الله -عز وجل- بصيغة الجمع؛ كما في قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ".

الجواب عن التعارض:

الثابت الصحيح أن لله تعالى يدين اثنتين تليقان به -سبحانه وتعالى- لا تماثلان شيئا من أيدي المخلوقين، وأما ما ورد في بعض الآيات من ذكر اليد بالإفراد؛ فإنه لا ينافي التثنية؛ لأن المفرد المضاف يفيد العموم، فيشمل كل ما ثبت لله تعالى من يد، وأما ما ورد من ذكر اليد بلفظ الجمع في بعض الآيات؛ فإما أن يقال: إن أقل الجمع اثنان، وإما أن يقال: الجمع ليس على حقيقته، وإنما المراد به التعظيم.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 12:56 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الثالث: ما جاء في رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي تفيد إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة؛ كما في قوله تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة".

ثانيا: الآيات التي قد يفهم منها نفي رؤية الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن الإدراك ليس هو الرؤية المطلقة، وإنما هو الرؤية على وجه الإحاطة بجوانب المرئي، وأن معنى قوله تعالى: "لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ" لا تحيط به الأبصار، فالمنفي في الآية الإدراك المشعر بالإحاطة والكنه، أما مطلق الرؤية فلا تدل الآية على نفيه، بل هو ثابت بالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة وباتفاق أهل السنة والجماعة على ذلك.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 01:04 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الرابع: ما جاء في صفة المعية لله سبحانه وتعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على عموم معية الله سبحانه لجميع خلقه؛ كما في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".

ثانيا: الآيات التي تدل على أن معية الله سبحانه خاصة بالمتقين المحسنين؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون".

الجواب عن التعارض:

المعية تقسم إلى قسمين:

معية عامة: وهي الشاملة لجميع الخلق، ومقتضاها: العلم والإحاطة والسمع والبصر ونفوذ القدرة؛ لأنه تعالى أعظم وأكبر من كل شيء.

معية خاصة: وهي الخاصة بأنبياء الله وأوليائه، ومقتضاها: النصر والتأييد والإعانة والتسديد.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 07:56 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الخامس: ما جاء في علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه:

المطلب الأول: إثبات علو الله تعالى واستوائه على عرشه مع إثبات معيته وقربه:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي تثبت صفة العلو لله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ".

ثانيا: الآيات الدالة على معيته تعالى لخلقه؛ كما في قوله تعالى: "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا".

ثالثا: الآيات الدالة على قرب الله تعالى من عباده؛ كما في قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ".

الجواب عن التعارض:

هذه الآيات لا تعارض بينها، فالله سبحانه وتعالى متصف بصفة العلو والفوقية، وكذلك متصف بصفة القرب والمعية، ومعيته تعالى لا توجب حلولا ولا اختلاطا، ولا تنافي علوه تعالى؛ لأن معناها -بإجماع أهل العلم- العلم والإحاطة، وهذه المعية على نوعين كما سبق.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 08:01 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الخامس: ما جاء في علو الله سبحانه وتعالى واستوائه على عرشه:

المطلب الثاني: إثبات علو الله مع أنه تعالى إله في الأرض:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي تثبت صفة العلو لله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ".

ثانيا: الآيات الدالة على أنه تعالى إله في الأرض؛ كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ".

الجواب عن التعارض:

لا تنافي بين الآيات، ومعنى الآية الثانية: أنه سبحانه وتعالى هو المعبود في السماوات وفي الأرض.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 11:15 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث السادس: ما جاء في علم الله الأزلي:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي تثبت صفة العلم الأزلي لله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".

ثانيا: الآيات التي قد يفهم الجاهل منها أنه تعالى لا يعلم الأشياء قبل وقوعها، وأنه تعالى يفعل الفعل ليحصل له العلم بذلك الشيء؛ كما في قوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُم".

الجواب عن التعارض:

الراجح أن المراد بالعلم في الآية الثانية: العلم الذي يتعلق بالمعلوم بعد وجوده، وهو العلم الذي يترتب عليه المدح والذم، والثواب والعقاب، وأما العلم في الآية الأولى وما في معناها بأنه سيكون فلا يترتب عليه مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب؛ فإن هذا إنما يكون بعد وجود الأفعال.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 11:18 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الثالث: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث السابع: ما جاء في إطلاق النسيان على الله تعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات التي ورد فيها لفظ النسيان منفيا عن الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى".

ثانيا: الآيات التي ورد فيها لفظ النسيان منسوبا إلى الله سبحانه وتعالى؛ كما في قوله تعالى: "وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا".

الجواب عن التعارض:

معنى النسيان المثبت لله تعالى: تركهم في العذاب عن علم وعمد مع عدم المبالاة وعدم الاعتداد بهم، كما يفعل الناسي بالمنسي من عدم المبالاة وعدم الاهتمام به، وأطلق النسيان عليه تعالى من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان؛ ليكون جزاؤهم من جنس عملهم.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 11:19 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الأول: حالات قلوب المؤمنين عند ذكر الله تعالى:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: وصف الله تعالى حال عباده المؤمنين بأن قلوبهم توجل عند ذكره تعالى؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".

ثانيا: وصفهم الله سبحانه وتعالى بأن قلوبهم تطمئن عند ذكره تعالى؛ كما في قوله تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

الجواب عن التعارض:

لا تنافي بين الآيات؛ حيث إن عباد الله المؤمنين لهم صفات وحالات يتنقلون بها بين الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، وكذلك بين الطمأنينة والوجل.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 11:21 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثاني: ما جاء في موانع الإيمان:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: حصر المانع للكفار من الإيمان في أحد سببين، وهما: أن تأتيهم سنة الأولين، أو يأتيهم العذاب قبلا؛ كما في قوله تعالى: "وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُو ا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا".

ثانيا: حصر المانع للكفار من الإيمان في سبب ثالث غيرهما، وهو استغراب بعثة رسول من البشر؛ كما في قوله تعالى: "وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن المعنى ما منعهم من الإيمان إلا أني قدرت عليهم العذاب، وهذه الآية نزلت فيمن قتل ببدر من المشركين، وتقدير العذاب عليهم إنما هو لضلالهم وخبثهم وسوء استعدادهم وعلم الله في بعضهم أنهم لن يؤمنوا؛ ولذلك فإن أبا لهب نزلت في حقه سورة تبشره بالنار وهو ما زال حيا، ومع ذلك فإنه لم يدع الإسلام ولو ظاهرا ومات على كفره تصديقا لكلام الله تعالى، فالذين قتلوا ببدر إنما جاءهم العذاب الذي استحقوه.

وعلى ذلك فالحصر في الآية الأولى حصر في المانع الحقيقي، وهو إرادة الله تعالى أن تصيبهم سنة الأولين من الخسف وغيره، أو إرادة أن يأتيهم العذاب قبلا في الآخرة، وأما الحصر في الآية الثانية فهو حصر في المانع العادي، وهو استغرابهم بعث رسول من البشر، فهذا مانع عادي يجوز تخلفه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-20, 11:47 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثالث: محبطات الأعمال:

المطلب الأول: الردة:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: أن الردة تحبط العمل مطلقا؛ كما في قوله تعالى: "وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".

ثانيا: أن الردة لا تحبط العمل إلا بشرط الموت على الكفر؛ كما في قوله تعالى: "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن الآية المطلقة ترد إلى المقيدة، فلا يقضى بإحباط أعمال المرتد إلا بشرط الموت على الكفر، فالمرتد إذا تاب فإنه ليس عليه قضاء العبادات؛ لأنها لم تحبط؛ لأن الله تعالى شرط حبوط العمل بالموت على الكفر والإصرار عليه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-21, 12:19 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثالث: محبطات الأعمال:

المطلب الثاني: الكفر:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: أن حسنات الكافر محبطة بالكفر؛ كما في قوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"، وسيئات المؤمن معفوٌ عنها بفعل الحسنات واجتناب الكبائر؛ كما في قوله تعالى: "إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا".

ثانيا: أن كل إنسان كافرا كان أو مسلما يجازى بالقليل من الخير والشر؛ كما في قوله تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن آية الزلزلة عامة للمؤمن والكافر، وأن المراد بها: أن الكافر يعجل له ثواب حسناته في الدنيا، ويؤخر له عقوبة سيئاته في الآخرة، وأما المؤمن فتعجل له عقوبة سيئاته، ويؤخر له ثواب حسناته.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-21, 12:34 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الرابع: قبول توبة المرتد:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على أن المرتدين بعد إيمانهم المزدادين كفرا لا يقبل الله توبتهم إذا تابوا؛ لأنه عبر بـ "لن" الدالة على نفي الفعل في المستقبل؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ".

ثانيا: الآيات الدالة على قبول توبة كل تائب قبل حضور الموت؛ كما في قوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن معنى الآية الأولى؛ أي إذا تابوا عند حضور الموت، فمن لم يتب في الوقت الذي تقبل فيه التوبة -وهو ما كان قبل حضور الموت "قبل الغرغرة" وقبل طلوع الشمس من مغربها- فلن تقبل توبته، فالمراد بزيادة الكفر في الآية: الاستمرار عليه؛ لأن الباقي على كفره يزداد كفرا كل يوم ما دام باقيا على كفره، فلا تقبل توبته إذا استمر على كفره حتى حضور الموت.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-23, 05:53 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الخامس: تزكية النفوس:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية التي جاء فيها النهي عن تزكية النفس، وهي قوله تعالى: "فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى".

ثانيا: الآية الدالة على أن من زكى نفسه فقد فاز وأفلح، وهي قوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا".

الجواب عن التعارض:

لا تعارض بين الآيتين؛ حيث إنه قصد بالآية الأولى تزكية النفس بالفعل، وهو محمود، وقصد بالآية الثانية تزكية النفس بالقول، وهو مذموم.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-23, 05:57 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث السادس: عزة المؤمن وذلته:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ورد وصف المؤمنين بالعزة؛ كما في قوله تعالى: "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي ن".

ثانيا: وورد وصفهم بالذلة؛ كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ".

ثالثا: وورد وصفهم بالعزة والذلة معا؛ كما في قوله تعالى: "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ".

الجواب عن التعارض:

صفة العزة من صفات المؤمنين، وهي بمعنى القوة والمنعة والغلبة، وتأتي كذلك بمعنى الغلظة والشدة على الكافرين، وأما وصفهم بالذل، فليس المراد به الذل الذي نقيض العز، وإنما المراد في الآية الأولى: قلة العدد، وفي الآية الأخرى: الرفق والرحمة ولين الجانب.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-23, 06:15 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث السابع: شهادة الكفار على أنفسهم بالكفر:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: جاءت آيات تبين أن الإنسان يشهد على نفسه بكفره وجحود نعم ربه؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ. وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ"، وعلى أحد التفسيرات المقصود بالإنسان هنا الكافر.

ثانيا: وورد أن الكفار يظنون أنهم على الهدى، وأنهم يحسنون صنعا؛ كما في قوله تعالى: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِين َ أَعْمَالًا. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".

الجواب عن التعارض:

لا تعارض بين الآيات؛ فالكفار في الدنيا يحسبون أنهم على الهدى، وحالهم يشهد بكفرهم، واعترافهم على أنفسهم بالكفر إنما يكون في الآخرة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-23, 06:24 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثامن: حكم مرتكب الكبيرة:

المطلب الأول: القتل العمد:

المسألة الأولى: خلود القاتل العمد في النار:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: أن القاتل العمد مخلد في نار جهنم؛ كما في قوله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

ثانيا: أن القاتل العمد داخل تحت المشيئة؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ".

الجواب عن التعارض:

الآية التي حكمت بخلوده في النار على إطلاقها، وعلى ظاهرها، لكن لا يحكم على معيّن بدخوله في هذا الوعيد أو ذاك حتى تتوفر فيه الشروط وتنتفي عنه الموانع، ومن هذه الموانع التوبة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-23, 06:38 PM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثامن: حكم مرتكب الكبيرة:

المطلب الأول: القتل العمد:

المسألة الثانية: توبة القاتل العمد:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية التي قد يفهم منها أن القاتل العمد ليس له توبة؛ كما في قوله تعالى: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

ثانيا: الآية الدالة على أن القاتل العمد له توبة؛ كما في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا. يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا".

الجواب عن التعارض:

الآيات الثانية على ظاهرها، والمعنى أن القاتل العمد إذا تاب إلى الله فإن توبته مقبولة، وأما الآية الأولى فليس فيها تصريح بعدم قبول توبة القاتل العمد، وإنما غاية ما دلّت عليه أن القتل العمد سبب مقتضي لاستحقاق الخلود في النار وغضب الله ولعنته، لكن لا يلزم من وجود مقتضى الحكم وجوده؛ لأن الحكم إنما يتم بوجود مقتضيه وانتفاء مانعه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-24, 12:30 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثامن: حكم مرتكب الكبيرة:

المطلب الثاني: القنوط من رحمة الله:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآية الدالة على نهي المسرفين من القنوط من رحمة الله؛ كما في قوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

ثانيا: الآية الدالة على أن المسرفين هم أصحاب النار؛ كما في قوله تعالى: "وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ".

الجواب عن التعارض:

الآية الأولى فيها نهي لجميع المسرفين من القنوط من رحمة الله تعالى، فمن تاب منهم تاب الله عليه، ومن لم يتب فإن كان من الموحدين فهو تحت المشيئة؛ إن شاء الله أدخله الجنة ابتداء، وإن شاء عذبه بقدر ذنبه، ثم يدخله الجنة بعد ذلك. وأما الآية الثانية فلا تنافي الآية الأولى؛ لأن المراد بالمسرفين فيها الذين لم يتوبوا؛ فإن كانوا من الكفار فمصيرهم الخلود في النار، وإن كانوا من المؤمنين فإن المراد بملازمتهم النار المكث الطويل فيها.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-24, 12:49 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثامن: حكم مرتكب الكبيرة:

المطلب الثالث: المغفرة للمشرك:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: غفران الله سبحانه لجميع الذنوب؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

ثانيا: أن من الذنوب ما لا يغفر، وهو الشرك بالله تعالى؛ كما في قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ".

الجواب عن التعارض:

الآية الأولى عامة في جميع الذنوب، سواء كان كفرا أو شركا، أو ما دون الشرك، وعلى تقيد ذلك بالتوبة؛ فيكون معنى الآية: إن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب، وبالتالي فلا إشكال بين هذه الآية وبين الآية الثانية؛ لأنها في غير التائب.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-04-24, 01:00 AM
الباب الأول: الإيمان بالله عز وجل، وفيه أربعة فصول:

الفصل الرابع: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث التاسع: حكم الإكراه على الدخول في دين الإسلام:

ذكر الآيات التي قد يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الآيات الدالة على أنه لا يكره أحد على الدخول في دين الإسلام؛ كما في قوله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ".

ثانيا: الآيات الدال ظاهرها على إكراه الكفار على الدخول في الإسلام بالسيف إن لم يدخلوا فيه طائعين؛ كما في قوله تعالى: "قُلْ لِلْمُخَلَّفِين َ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُم ْ أَوْ يُسْلِمُونَ".

الجواب عن التعارض:

الآية الأولى عامة في حق كل كافر، فمن ناحية العقيدة لا إكراه لأحد على اعتناق دين الإسلام، وأما الآية الأخرى وما شابهها فقد جاء الأمر فيها بالجهاد من أجل إقامة النظام الإسلامي وتقريره وحمايته، ونشر دعوة الإسلام إلى الناس كافة، وصد كل من يقاوم هذه الدعوة، ولرفع الظلم عن عباد الله في الأرض.

البراك
2014-07-23, 07:31 PM
هل من الممكن تصويره ووضعه على الموقع للاستفادة منه ولتحميله وجزاكم الله خيراً

سعيدالأثري
2018-01-26, 04:52 PM
تجده في المرفقات، ملف وورد

أبو أيوب الحنبلي
2018-02-01, 08:27 PM
جزاك الله خيرا
وفي رأيي لا ينبغي أن تسمى جملة من نصوص الشريعة أو تنعت بقول "ظاهرها التعارض"، لأن هذا أمر غير مطرد، يعرض لناس دون آخرين، ولذلك لم يقع عند المتقدمين رحمه الله مثل هذا التعبير.