المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف جامع مانع لحقيقة العبادة المحضة ؟



عبدالله الجنوبي
2008-02-25, 05:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من تعريف جامع مانع لحقيقة العبادة المحضة التي إذا صرفت لغير الله و لو ظاهرا عدت شركا به سبحانه و تعالى ؟ أرجو بسط المسألة خاصة أن التعريف المشهور لشيخ الإسلام يجمع ما هو عبادة محضة كالدعاء و ما لا يصير عبادة إلا بمصاحبة النية الصالحة كبر الوالدين .
و جزيتم خيرا...

عبدالله الجنوبي
2008-03-20, 11:31 AM
للرفع

عبدالله الجنوبي
2008-03-21, 04:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا إخوة هل من مساعد فالأمر متعلق بأصل الدين ؟
جزاكم الله خبرا...

عبدالله الجنوبي
2008-03-27, 03:04 PM
يا إخوة هل من مساعد ...
جزاكم الله خبرا...

حمد
2008-03-27, 04:40 PM
http://www.toislam.net/files.asp?order=3&num=778&per=771&kkk=

عبدالله الجنوبي
2008-03-27, 08:42 PM
تعريف العبادة لغةً: هي التذلل والخضوع فيقال بعير معبد أي مذلل، وطريق معبد أي مذلل، ذللته الأقدام.
ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته المشهورة يصف ناقته:

تباري عتاقاً ناجيات وأتبعت * وظيفاً وظيفاً فوق مور iiمعبد

فقوله: فوق مور معبد: أي فوق طريق مذلل من كثرة السير عليه، فالمور هو الطريق.
تعريف العبادة في الاصطلاح: عرفت العبادة في الاصطلاح بعدة تعريفات، ومنها ما يلي:
1- عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - بأنها: " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة ".
2- وعرفها ابن القيم بأنها: " كمال المحبة مع كمال الذل ".
وقال في النونية:

وعبادة الرحمن غاية حبه * مع ذل عابده هما iiقطبان


3- وعرفها الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - بعدة تعريفات منها قوله:
" العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما - فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها ".
4- وعرفها بتعريف ثانٍ فقال: " العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة، ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك ".
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العبادة تطلق إطلاقين:
1- الفعل الذي هو التَّعَبُّد.
2- المفعول وهو المُتَعَبَّدُ به أو القربة.
مثال ذلك الصلاة ففعلها عبادة وهو التعبد، وهي نفسها عبادة وهي المتعبد به.
فعلى الإطلاق الثاني تُعَرَّف العبادة بتعريف شيخ الإسلام، وعلى الإطلاق الأول تُعَرَّف بالتعريف الثاني والثالث.
أما التعريف الرابع الذي هو تعريف ابن سعدي فإنه يشمل الإطلاقين الفعل والمفعول.
ومن التعريفات لها أيضاً " الأعمال الصالحة الإرادية التي تُؤَدَّى لله - تعالى - ويفرد بها ".
وهذا يشمل الإطلاقين أيضاً.

الفرق بين العبادة وتوحيد العبادة
الفرق بينهما ظاهر؛ فالعبادة هي ذات القربة أو فعلها.
أما توحيدها فصرفها لله وحده لا شريك له.



التعريفات المذكورة بعضها فيها إجمال و الأخرى جامعة غير مانعة لاشتمالها على أعمال كلابتسامة في وجه المسلم لا تعد عبادة إلا مع نية صالحة و لا يعد من صرفها لغير الله كالذي يميط الأذى عن الطريق من أجل ثناء الناس رأسا و أساسا...

فهل من مساعد يا إخوان ... أسأل الله أن يوفقكم...

ابو قتادة السلفي
2008-03-27, 09:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا شك اخي الحبيب ان تعريف شيخ الاسلام جامع لمعنى العبادة فقوله رحمه الله اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه فيجمع كل ما يحبه الله ويرضاه والله عز وجل لا يشرع على لسان رسله الا ما يحبه ويرضاه فلاشك ان الله يحب ان يرضى ويحب ان تؤتى اوامره ويحب ويرضى ان تجتنب نواهيه وقول شيخ الاسلام من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة فهذا يشمل كل شيء من القول باللسان والافعال الجوارح والافعال القلبية وبالله التوفيق هذا ما فهمته من كلام شيخ الاسلام فيكون تعريفه جامع مانع والله اعلم

حمد
2008-03-27, 09:44 PM
http://64.233.183.104/search?q=cache:IUWGfqXaLpkJ:ww w.denana.com/articles.php%3FID%3D3132+%D8%A 7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%A F%D8%A9+%D8%BA%D9%8A%D8%B1+%D8 %A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B6%D8 %A9&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
أولاً : العبادات المحضة : وهي العبادات دل الدليل من النصوص أو غيرها على تحريم صرفها لغير الله تعالى .

عبد المتعال
2008-03-28, 02:21 AM
العبادة :
لغة: التذليل يقال طريق معبد أي مذلل، والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم.
اصطلاحاً : اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة .


العبادة تشمل :


أولاً : العبادات المحضة : وهي العبادات دل الدليل من النصوص أو غيرها على تحريم صرفها لغير الله تعالى .
ويدخل في العبادات المحضة : أ. العبادات القلبية : قول القلب وتسمى اعتقادية . مثل: اعتقاد أنه لا رب إلا الله.
وعمل القلب : مثل الإخلاص والتوكل على الله .


ب. العبادات القولية : كقراءة القرآن . ج. العبادات البدنية : كالصلاة . د. العبادات المالية: كالزكاة.


ثانياً : العبادات غير المحضة : وهي الأعمال والأقوال التي ليست عبادات من أصل مشروعيتها ولكنها تتحول بالنية الصالحة إلى عبادات ويدخل فيها :
أ. فعل الواجبات والمندوبات التي ليست في الأصل من العبادات ومن ذلك النفقة على النفس أو على الزوجة وقضاء الدين فإذا فعلها مبتغياً وجه الله فإنه يثاب عليها.
ب. ترك المحرمات ابتغاء وجه الله : دليله حديث أصحاب الغار .
ج. فعل المباحات ابتغاء وجه الله : كالنوم والأكل وغيرها إذا نوى بها التقوي على الطاعة كانت عبادة يثاب عليها . دليله : قول معاذ رضي الله عنه لما قال له أبو موسى الأشعري كيف تقرأ القرآن ؟ قال : أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنْ النَّوْمِ فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي .رواه البخاري .

منقول من الرابط...
فبناء على ما سبق تعرف العبادة المحضة بانها : " اسم جامع لما يحبه الله و يرضاه و نهى عن صرفها لما سواه " اليس كذلك يا اخوان...
و يعرف هذا النهي بصيغه المعهودة و المذكورة في مبحث النهي...

عبدالله الجنوبي
2008-04-01, 02:25 PM
للرفع

عبدالله الجنوبي
2008-09-10, 03:35 AM
أرجو الإفادة ممن عنده زيادة علم في المسألة، و جزاكم الله.

من صاحب النقب
2008-09-10, 05:19 AM
سمعت الشيخ الراجحي ينقل عن ابن تيمية أو يشرح قوله
يقول أن العبادة التي يكون صرفها لغير الله شرك ما إجتمع فيه ركني العبادة المحبة و الذل
فالطاعة مع محبة و ذل لغير الله شرك ، مثل أن تطيع المشركين مع محبة و ذل
( وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) [الأنعام/121]
أما لو أطاع حاكمه الكافر فهذا ذل من غير محبة
و لو أطاع أباه في معصية الله فهذا محبة من غير ذل
و يقاس عليها جميع العبادات
هذا أتذكره من كلامه
و الله أعلم

الإمام الدهلوي
2008-09-10, 08:17 PM
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ( و التحقيق أن النبى ذكر الدين الذى هو استسلام العبد لربه مطلقا الذى يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين وهذه هى الخمس وما سوى ذلك فانما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس بل اما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما يتبع ذلك من أمارة وحكم وفتيا واقراء وتحديث وغير ذلك وأما ان يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط باسقاطه واذا حصلت المصلحة أو الابراء اما بابرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت
وتجب على شخص دون شخص فى حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى بخلاف الخمسة فانها من خصائص المسلمين . ) إهـ مجموع الفتاوى [ جزء 7 - صفحة 314 ]

عبدالله الجنوبي
2008-09-10, 08:42 PM
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ( و التحقيق أن النبى ذكر الدين الذى هو استسلام العبد لربه مطلقا الذى يجب لله عبادة محضة على الأعيان فيجب على كل من كان قادرا عليه ليعبد الله بها مخلصا له الدين وهذه هى الخمس وما سوى ذلك فانما يجب بأسباب لمصالح فلا يعم وجوبها جميع الناس بل اما أن يكون فرضا على الكفاية كالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وما يتبع ذلك من أمارة وحكم وفتيا واقراء وتحديث وغير ذلك وأما ان يجب بسبب حق للآدميين يختص به من وجب له وعليه وقد يسقط باسقاطه واذا حصلت المصلحة أو الابراء اما بابرائه وإما بحصول المصلحة فحقوق العباد مثل قضاء الديون ورد الغصوب والعوارى والودائع والانصاف من المظالم من الدماء والأموال والأعراض انما هى حقوق الآدميين وإذا أبرئوا منها سقطت
وتجب على شخص دون شخص فى حال دون حال لم تجب عبادة محضة لله على كل عبد قادر ولهذا يشترك فيها المسلمون واليهود والنصارى بخلاف الخمسة فانها من خصائص المسلمين . ) إهـ مجموع الفتاوى [ جزء 7 - صفحة 314 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم، هلا ربطت بين كلام شيخ الإسلام رحمه الله و بين الاشكال المطروح و و أرجو أن تبسط الكلام حتى يتضح و ينجلي الأمر...و أشكرك مسبقا.

عبدالله الجنوبي
2008-11-26, 10:48 PM
للرفع

أبو شعيب
2008-11-26, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

العبادة من حيث أفرادها وأنواعها هي ما عرفها ابن تيمية - رحمه الله - من أنها كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال .

ومن حيث معناها وأدائها فهي الطاعة المقرونة بكمال الحب مع كمال الذل لله تعالى .

فبالاعتبار الأول ، فهي لا تثبت إلا بالدليل الشرعي .. ومن أخطأ فيها ، وصرف بعضها لغير الله تعالى ، مع انتفاء معنى العبادة فيه ، فإنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .

وبالاعتبار الثاني ، من أخطأ فيه فهو كافر ، وهذا معلوم من أصل الدين والفطرة .

هذا ، والله أعلم

الإمام الدهلوي
2008-11-27, 12:48 AM
[quote=أبو شعيب; السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
العبادة من حيث أفرادها وأنواعها هي ما عرفها ابن تيمية - رحمه الله - من أنها كل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال .
ومن حيث معناها وأدائها فهي الطاعة المقرونة بكمال الحب مع كمال الذل لله تعالى .
فبالاعتبار الأول ، فهي لا تثبت إلا بالدليل الشرعي .. ومن أخطأ فيها ، وصرف بعضها لغير الله تعالى ، مع انتفاء معنى العبادة فيه ، فإنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة .
وبالاعتبار الثاني ، من أخطأ فيه فهو كافر ، وهذا معلوم من أصل الدين والفطرة .
هذا ، والله أعلم[/quote]
أخي الكريم أبو شعيب وفقك الله تعالى
مفردات العبادة منها ما يعلم بضرورة الشرع ومنها ما يعلم بضرورة الفطرة .
وعليه فليس كل من أخطأ في هذا الباب وصرف شيئاً من مفردات العبادة إلى غير الله تبارك وتعالى حتى لو لم يقصد معنى العبادة أنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجة الرسالية .
والدليل على هذا واضح جداً في حديث عدي بن حاتم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما عبدناهم» قال: «بلي ولكن أحلُّوا لكم الحرام، وحرَّموا عليكم الحلال، فتلك عبادتكم إياهم» .
فهؤلاء صرفوا مفردة من مفردات العبادة وهي الطاعة لغير الله عزوجل ليس على قصد العبادة حتى أنهم استنكروا أن يكون فعلهم عبادة ومع هذا لم يعذروا بالجهالة .. والله أعلم .
ذكرت هذا من باب المباحثة وننتظر التعليق بارك الله فيك .

أبو شعيب
2008-11-28, 06:23 AM
بارك الله فيك أخي .

هؤلاء النصارى حققوا معنى العبادة في فعلهم هذا ، وقد قلتُ إنه لا عذر بالجهل في الذي حقق معنى العبادة لغير الله تعالى .

فإنهم علموا أن أمر رهبانهم وأحبارهم مخالف لأمر الله تعالى ، فآثروا اتباعهم على اتباع أمر الله .. فكانوا أشد محبة لهم من محبتهم لله .. وأذلّ لهم من ذلّهم لله .

ويكفي بهذا العلم أن يكفروا ويكونون عابدين لغير الله تعالى .. فإنهم لو أطاعوهم جاهلين لمخالفة هؤلاء الرهبان لحكم الله ، لما كفروا .

فالطاعة الظاهرة مع البغض ، ليست عبادة لافتقارها لعنصر المحبة ..

والطاعة الباطنة تتحقق فيها معنى العبادة الحقيقي .. وهو الذل مع المحبة .. وهذا ما حدث لبني إسرائيل .. أطاعوهم باطناً وظاهراً في معصية الله تعالى ، وردّوا كلام الله الذي يعلمونه ، لكلام أحبارهم ورهبانهم .

ولكن التحقيق في المسألة أن يقال : لو أنك رأيت أحدهم يطيع آخر في معصية الله ، لا يحلّ لك تكفيره حتى تتبيّن من معتقده .. وهذا ما يُقال في كثير من مظاهر العبادات ، التي قد يتخلف فيها حقيقة معناها .

هذا ، والله أعلم .

عبدالله الجنوبي
2008-11-28, 07:21 AM
بارك الله فيك

أبو خبيب النجدي
2008-11-28, 09:36 PM
أخي عبد الله الجنوبي وفقه الله :
سؤالك غاية في الأهمية , و قد استشكلته مثلما فعلت و بحث طويلاً حتى وجدت ما شفى غليلي بحمد الله ..
و في حد علمي أنه لا يوجد تعريف دقيق للعبادة المحضة كما تريد فهو أمر صعب , تماماً مثل تعريف المحبة و نحوها التي ذكر ابن القيم أنه لا حد لها أظهر من قولنا المحبة فحدها وجودها .
فإذا كان لا يوجد تعريف دقيق , فإننا يمكن أن نحصر هذه الأعمال التي إذا صرف الإنسان شيئاً ولو بسيطاً فقد أشرك و هذا ما وجدته لابن القيم رحمه الله في الداء و الدواء حيث يقول :
(( السجود و العبادة - المقصود بها غاية الذل مع غاية الحب - و التوكل و الإنابة و التقوى و الخشية و التحسب و التوبة و النذر و الحلف و التسبيح و التكبير و التهليل و التحميد و الاستغفار و حلق الرأس خضوعاً و تعبداً و الطواف بالبيت و الدعاء , كل ذلك محض حق الله الذي لا يصلح و لا ينبغي لسواه من ملك مقرب و لا نبي مرسل ))
فإن استطعت أن تجد تعريفاً يجمع و يمنع من هذه العبادات المحضة فبها , و إلا فإن معرفة أفرادها يغنيك عن إيجاد تعريف لها .
و هذه تعرف بالاستقراء و إذا صدرت من مثل ابن القيم فلها وزنها , و قد بحثت عن ما يخرم هذه الأعمال و يخرجها من القائمة فلم أجد و كذلك ما يضاف إليها .
و الله المستعان .

عبدالله الجنوبي
2008-11-30, 08:24 AM
أخي أبا خبيب النجدي بارك الله فيك :
الإشكال أخي أن بعض ما ذكره ابن القيم رحمه الله لا يكون بحد ذاته شركا أكبر و إن صرف لغير الله و أقصد بالذات الحلف و السجود، فكما لا يخفاك ليس مطلق السجود لغير الله و لا مطلق الحلف شركا أكبر.
و أصل المسألة هل الفطرة و العقل حجج في بيان فساد و بطلان مظاهر الشرك و مظاهر عبادة غير الله كما هو الحال في أصل الشرك و أصل عبادة غير الله تعالى...و هل يكفي لثبوت عقد الإسلام أصل الالتزام بالتوحيد و هو النزام أصل عبادة الله تعالى و البراءة من أصل عبادة غير الله... أم أنه لا بد من ترك جميع مظاهر عبادة غير الله تعالى و إن لم يتحقق فيها معناها من التذلل و المحبة التي لا تصح إلا لله تعالى ... و بالتالي لا يكون المرء ملتزما بأصل التوحيد دونه ؟

. و إن كان الثاني فما هو حد معنى العبادة التي إن وجدت انتفى الإسلام من أصله ؟

.هذه يا إخوتي إشكالات تدور في ذهني أرجو أن نتوصل معا إلى الحق بإذن الله تعالى.

وفقني الله وإياكم لكل خير
نسأل الله تعالى الهداية

أبو خبيب النجدي
2008-11-30, 02:35 PM
غريب !
عزيزي مطلق السجود لغير الله كفر أكبر لا شك في ذلك , أما الحلف فليس مطلقه شرك أكبر كما تفضلت و كذلك غيره كالتوكل و النذر و نحوه .
المقصود من هذه التي ذكرها ابن القيم هي أن صرف شيء منها هو شرك , ثم قد يكون أكبر أو أصغر , بخلاف المحبة و الخوف فإن منها ما يكون جائزاً و منها ما يكون غير ذلك , أما التي ذكرها فقد يكون منها أكبر أو أصغر و يجوز كما في المحبة و الخوف و نحوها أن يكون شيء منها لغير الله , فقد فمن توكل على الأحياء من القادرين في رزق أو دفع ضر , فلا نقول إنه مشرك شركاً أكبر بل أصغر مع أنه صرف شيئاً من التوكل لغير الله و هكذا قس على البقية . !

و أصل المسألة هل الفطرة و العقل حجج في بيان فساد و بطلان مظاهر الشرك و مظاهر عبادة غير الله
يبدو أن ذهنك مشتت نوعاً ما .. فلا أدري ما علاقة هذه بهذه .. عموماً هذه المسألة معلومة و مقررة أن العقل الصريح و الفطرة السليمة لا يعارضان نقلاً صحيحاً , و قد ذكر ابن القيم أن الفكرة السليمة و العقل الصريح ينكران الشرك و يشمئزان منه , و هي ليست حجة مطلقاً كما تذكر لأنه يعتريها ما يعتريها فعباد القبور لم يعبدوهم إلا لما أدخلوا عقولهم و قالوا شفعاء ليشفعوا لنا كالوزير عند الملك و نحو هذا ..


هل يكفي لثبوت عقد الإسلام أصل الالتزام بالتوحيد و هو النزام أصل عبادة الله تعالى و البراءة من أصل عبادة غير الله... أم أنه لا بد من ترك جميع مظاهر عبادة غير الله تعالى و إن لم يتحقق فيها معناها من التذلل و المحبة التي لا تصح إلا لله تعالى
هذه من أبسط المسائل .. و هذه قد حذر منها أئمة الدعوة و كرروا التحذير فيها و كفروا أصحابها .. فالتزام أصل التوحيد يوجب التخلي عن جميع مظاهر العبادة لغير الله , فمن قال أشهد أن لا إله إلا الله و هو يدعو عيدروس فهو كافر خارج من الملة , اما قولك و إن لم يتحقق فيهما معنى العبودية غاية الذل مع غاية الحب , أقول : هذا محال يفترضه عقلك , و إلا فمن ذبح للبدوي أو زينب أو الحسين هل يعقل أن نقول إن لا يحبه و لا يتذلل له !!؟؟ و هل من دعا علياً و زيداً نقول يمكن أنه لم يتحقق فيهما معنى العبودية !!؟؟

و لا أدري مقصدك في التفريق بين الأصل و المظاهر ؟؟ فما المقصود بالأصل و المظاهر .. فمن دعا غير الله و سجد و ذبح و نذر لغير الله فقد وقع في أصل الشرك فما المقصود بالمظاهر ؟؟

و أظن أن سبب إشكالك هو قولك :

أم أنه لا بد من ترك جميع مظاهر عبادة غير الله تعالى و إن لم يتحقق فيها معناها من التذلل و المحبة
و هذا كما ذكرته لك افتراض ذهني لا حقيقة له , فإذا زال من ذهنك زال الإشكال .
و كذلك تفريقك بين المظاهر و الأصل و يبدو أنه لم يتحرر في ذهنك جيداً و هو تقسيم جديد علي لا أدري من أين أتيت به !
, فما أفهمه من مجمل كلامك أن الأصل هو الشرك الأكبر المخرج من الملة , و المظاهر هي الشرك الأصغر لأن الإنسان يفعلها و قد يعتريها في الظاهر الشرك الأكبر لكنها شرك أصغر.. للأحوال و القرائن كالمسلم الذي يعرف بتوحيده و مع ذلك حلف بغير الله فهو هنا شرك أصغر !
أزل من ذهنك هذه الأمور و سيزول التشتت في ذهنك و الحيرة و الله الموفق .


إن كان الثاني فما هو حد معنى العبادة التي إن وجدت انتفى الإسلام من أصله ؟
لا يوجد .. و لو كان موجوداً لما وضع شيخ الإسلام النواقض العشر , و لوضع لنا هذا الحد و هذا الضابط الذي نسير عليه , و لما تكلم العلماء في كتب الفروع في الردة عن أمثلة لذلك .. و المقصود أن كل من اعتقد إلهاً غير الله أو أشركه معه بجعله وسيطاً أو شفيعاً فقد انتفى عنه الإسلام من أصله , كمن سجد لغير الله و حلف لغيره معظماً له فوق تعظيم الله أو توكل على أحد الأموات في جلب الخير و دفع الضر أو ذبح للجن , فهؤلاء قد انتفى عنهم الإسلام من أصله فهم ليسوا موحدين أبداً بل كفار مشركين .

و مسألتي التي ذكرتها هي الأعمال التي تختص بالله عز و جل و لا يجوز أن يكون منها شيء و لو بسيط لغير الله بل هي محض حق لله .. و مع ذلك يكون منها الأصغر و المخرج من الملة .. فهي التي ذكرت لك .
أما بقية الأعمال فهي مشتركة , فهناك حب طبيعي للأب و الابن و هناك خوف طبيعي كالخوف من الموت و الحيوانات المفترسة , فكلها جائزة لا يحاسب عليها المرء مع صرفه لجزء منها لغير الله .. مع أنها عبادات لكنها لا تكون كذلك إلا إذا استلزمت الخضوع و التعظيم و نحو ذلك و تحقق فيها معنى العبودية .
و ما ذكرها ابن القيم فهي مختصة بالله لا يصح صرف شيء منها لغير الله ..
أرجو أن يكون الأمر واضحاً لديك .

عبدالله الجنوبي
2008-12-01, 08:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الكرام ، أرجو أن تناقشوا مضمون هذا البحث و الذي هو في صلب موضوعنا، و جزاكم الله خيرا :
تحميل الملف من هنا (http://up1.m5zn.com/download-2008-11-30-02-oejjk1mh.doc)

أبو خبيب النجدي
2008-12-01, 02:20 PM
صاحب هذا البحث من أهل الإرجاء عافانا الله و إياك .. فقد كتب ما كتب لأجل شيء واحد و هو التبرير لمن حكم بغير ما أنزل الله أنه لا يكفر مطلقاً حتى يقصد ترك حكم الله و يقصد حكم غير ما أنزل الله لذاته !!
و أن من سجد للصنم فإنه لا يكفر حتى يقصد التقرب لهذا الصنم و يعتقد فيه معاني الألوهية و الربوبية !!
و أن من ذبح للجن فلا بد أن يعتقد فيهم شيئاً من معاني الألوهية و يقصد التقرب و الطاعة إليهم , أما لو أراد الانتفاع بخدماتهم مع علمه بأنهم مخلوقون و أنهم ليسوا آلهة و لا فيهم شيئ من معاني الإلهية فإنه بناء على كلامه لا يكفر و هذا فساده أظهر من يقال .
و كل ما كتبه يحوم حول نفي التلازم بين الظاهر و الباطن و الذي معتقد أهل السنة أنهما متلازمان .
و قد رد الشيخ سليمان بن سحمان عندما أجاب على قول من يقول : لا يكون المؤمن كافراً من حيث لا يقصد الكفر و لا يختاره فقال : لا يكون الكافر مؤمنا إلا باختياره للإيمان و أما العكس فمعاذ الله فإنه قياس باطل مردود مخالف لكتاب الله و سنة رسوله لأن الذين قالوا : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء .... لم يقولوها من حيث لم يقصدوا الكفر و لم يختاروه و إنما قالوه على وجه المزح و اللعب .. ))
أما صاحب البحث فيقول خلاف هذا حين قال :
(( أما تسمية التحاكم عبادة وعليه فمن تحاكم الي الله فهو عابد لله ومن تحاكم الي غيره فهو عابد لغيره دون النظر في القصد غير صحيح ...
فليس السجود والركوع، والوقوف والقنوت، والصمت والخشوع، والرهبنة والصيام، والطواف والسعي، وإطلاق المجامر وإيقاد الشموع، والسمع والطاعة، والحكم والتحاكم ليس شيء من ذلك عبادة إلا إذا صرف لمن تعتقد فيه الألوهية، أي من تعتقد فيه صفات معينة تجعله بذاته أهلاً لكل ذلك أو لبعض ذلك. )) !!!
و هذا ظاهر البطلان عند أهل السنة ممن لم تنطل عليهم شبه المرجئة .
و يكفي هذا البحث بطلاناً أنه خطأ فقهاء المسلمين كلهم بلا استثناء حينما يسمون في كتبهم الصلاة و غيرها عبادات و لم يسموها على ما يريد هو وفق هواه ( شعائر تعبدية ) حيث قال :
(( لأن الشعائر التعبدية ليست بذاتها «عبادة»، وإن أخطأ الفقهاء وسموها «عبادات» بدلاً من التعبير الصحيح «شعائر تعبدية»، بل العبادة هي «الطاعة للأمر» بها، وليس هي «ذاتها». ))
فهو حتى لم يحترم نفسه باحترام أئمة الفقه و الدين ليقول هذا المتعالم أخطأوا دون استثناء ضربة لازب !!
و لو تأملت ما ذكرته لك في نقلي عن ابن القيم لعلمت أن ما ذكره ابن القيم ينسف قوله تماماً , فما ذكره ابن القيم كالتوكل مثلاً , فصاحب البحث يجعل كل الأعمال ليست بذاتها عبادات حتى يقترن بها قصد القربة و الطاعة لمن يعتقد فيه شيء من معاني الإلوهية كما نص عليه في غير موضع , و لو نظرنا للتوكل على سبيل المثال , لوجدنا أنه بذاته عبادة فمن توكل على أحد من المخلوقين في جلب رزق أو دفع ضر و هو يعلم أنه مخلوق مربوب فصاحب البحث يقول أنه لم يفعل محرماً مع أن هذا شرك لا شك في ذلك .
و ارجع إلى كلام المشائخ المعاصرين و استعرض هذا البحيث عليهم و ستجد ما ذكرته لك , و انظر إلى شرح الفوزان على كشف الشبهات ستجده قد أبطل هذا الكلام .

أبو شعيب
2008-12-01, 06:44 PM
الأخ أبا خبيب ،

بارك الله فيك ..

لديّ سؤال .

أنت تقول إن مطلق السجود لغير الله شرك أكبر .. فلماذا لم يكفر معاذ ررر بسجوده للنبي (ص) ؟ .. مع أن السجود عبادة لا يصح صرفها إلا لله تعالى ؟

هل هو بسبب جهله بالحكم الشرعي ؟

وإن أخذنا مسألة الذبح بهذا الاعتبار ، فهل نقول إن من ذبح لغير الله جاهلاً بالحكم الشرعي لا يكفر كذلك ؟

أبو خبيب النجدي
2008-12-02, 12:54 AM
كأني بك ترمي بنا لمسألة العذر بالجهل ؟؟
فهمتك من الآخر أليس كذلك ؟ ( ابتسامة )

يعني أنه لا حاجة لذكر نقول أهل العلم في أن هذا من الكفر الأكبر ( فقد نقل ابن قاسم في حاشيته الإجماع على أن من سجد لشمس أو صنم أنه كافر إجماعاً )
و على هذا أقول :
حديث معاذ إن صح أنه سجد و لم يهم بالسجود فقط .. فيحمل و الله أعلم على التأول لأنه رأى أهل الكتاب يعظمون أهل دينهم فرأى أن النبي - صلى الله عليه و سلم - أولى بذلك متأولاً .
و قد يحمل على الجهل أيضاً .. فيعترض معترض فيقول : العذر بالجهل لا يكون في هذه الأمور الظاهرة , فيقال : الظهور و الخفاء أمر نسبي , فكان عند معاذ من الأمور الخفية لا سيما و أنه قد قدم من سفر , و السجود كان في شريعة من قبلنا مباحاً كما فعل يعقوب و أولاده , فعذر بهذا , أما بعد أن أكمل الله الدين و انتشرت فلم يعد ليقال هو من الأمور الخفية , إذ علم حتى عند اليهود و النصارى أن المسلمين لا يسجدون لغير الله , فأبناء المسلمين - إلا من استثني كقريب عهد بإسلام و نحوه - لا يعذرون بجهلهم بهذا .
و كذلك الذبح ( ذبح العبادة لا العادة ) فإن من ذبح لغير الله فهو كافر كفراً أكبر خارج من ملة الإسلام مرتد عن الدين لا يقبل الله منه صلاة و لا صيام .
وهو على التفصيل السابق مثل السجود لغير الله في الجهل .


و بارك الله فيكم و نفع بعلمكم .

أبو شعيب
2008-12-02, 07:45 AM
ليس تماماً أخي الفاضل .. فمسألة العذر بالجهل ليس غاية بل وسيلة .

تقول :


هذه من أبسط المسائل .. و هذه قد حذر منها أئمة الدعوة و كرروا التحذير فيها و كفروا أصحابها .. فالتزام أصل التوحيد يوجب التخلي عن جميع مظاهر العبادة لغير الله , فمن قال أشهد أن لا إله إلا الله و هو يدعو عيدروس فهو كافر خارج من الملة , اما قولك و إن لم يتحقق فيهما معنى العبودية غاية الذل مع غاية الحب , أقول : هذا محال يفترضه عقلك , و إلا فمن ذبح للبدوي أو زينب أو الحسين هل يعقل أن نقول إن لا يحبه و لا يتذلل له !!؟؟ و هل من دعا علياً و زيداً نقول يمكن أنه لم يتحقق فيهما معنى العبودية !!؟؟

و لا أدري مقصدك في التفريق بين الأصل و المظاهر ؟؟ فما المقصود بالأصل و المظاهر .. فمن دعا غير الله و سجد و ذبح و نذر لغير الله فقد وقع في أصل الشرك فما المقصود بالمظاهر ؟؟
أريد أن أفهم أمراً ..

معاذ ررر وقع في مظهر من مظاهر العبادة ، وهو السجود .. لكنه لم يكفر لأنه يجهل أنه عبادة ؟ .. أم أنه كان يعلم أنه عبادة ولكنه تأول جواز صرفها للنبي (ص) ؟

سواء قلت بأحد هذين الأمرين ، فليست هذه قضيتنا .. مع أن التأويل عذر لا يصح هنا .. إذ كيف يعلم أنه عبادة ثم يصرفه لغير الله تعالى ؟

حتى العذر بالجهل في النفس منه شيء .. ولكن ليس هذا محلّ مناقشته .

أنت تعلم أيها الفاضل أنّ أصل التوحيد لا يُعذر أحد في الجهل به .. ولا يمكن أن نقول إن معاذاً ررر نقض أصل توحيده بفعله هذا .

ولا يمكن أن نقول إن السجود لغير الله يستلزم قطعاً اعتقاد الألوهية في غير الله تعالى ، أو يستلزم محبة كمحبة الله .. أو ذلاً كالذل لله .. وإلا لقلنا إن معاذاً ررر تحققت في قلبه هذه المعاني عندما صرف السجود لغير الله تعالى ، وحاشاه من ذلك .

فالسؤال هنا هو : لماذا لم يستلزم فعل معاذ ررر حقيقة العبودية لغير الله تعالى ؟

هل يعني هذا أن مظهر العبادة .. أو فعل العبادة .. لا يستلزم قطعاً حقيقتها إن كان عن جهل ؟ أو كان عن تأويل ؟

وإن كان الأمر هذا متعلقه ، فهل يعني هذا أن كفر من يفعل هذه الأمور هو بسبب ردّ النصوص الشرعية ؟

هذه فقط أسئلة تدور في ذهني ، لعلّها تجد إجابة عندك .

وجزاك الله خيراً وبارك فيك .

أبو خبيب النجدي
2008-12-02, 05:47 PM
اطرح الكلام السابق و خذ بهذا حتى يحصل لديك تعارض أو تناقض :

لم يكفر لأنه يجهل أنه عبادة ؟ .. أم أنه كان يعلم أنه عبادة ولكنه تأول جواز صرفها للنبي ؟

ليس هذا و لا ذاك , بل هو أمر مشترك لأن الحادثة كانت وقت التشريع ..
فمعاذ رضي الله عنه لما رأى ما رأى منهم و سجد للنبي - صلى الله عليه و سلم - لم يكن يعلم أن السجود صار عبادة محضة في ديننا بعد أن كان في أديان من سبق ليس كذلك بل كان هناك سجود احترام وتقدير و نحو ذلك , فهو سجد على هذا لأنه لم يبلغه التشريع بنسخ هذا , لا سيما و أنه قد قدم من سفر بعيد ..

فالسؤال هنا هو : لماذا لم يستلزم فعل معاذ حقيقة العبودية لغير الله تعالى ؟
لم يستلزم هذا لأن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه ... فسجد بناءاً على أنه سجود احترام و تقدير كما كان في شرع من قبلنا , فلما جاء عند النبي - صلى الله عليه و سلم - بين له أن هذا لم يعد في شرعنا و أن شرعنا نسخ هذا , و أنه لا ينبغي أن يسجد في ديننا أحد إلا لله و أن ديننا قد جعله عبادة محضة , فوقت معاذ وقت تشريع , و لذلك لم يستلزم أن يكون فعله فيه عبودية لغير الله لعدم معرفته بالنسخ و أن السجود في دين الإسلام صار عبادة محضة و هو على قاعدة أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه , و لم يبلغه مخالفة ديننا لهذا و نسخه له , فلذلك اعتبرنا سجوده سجود احترام لا سجود عبودية .
( في الكلام تكرار فالمعذرة )
أما اليوم فإن مما يعرفه المسلم ضرورة أن السجود لا يكون إلا لله و أن سجود الاحترام لم يعد في ديننا .
مناقشتك زادت الأمر اتضاحاً لدي فأرجو أن يكون لديك كذلك .
و جزاك الله خيراً .

أبو شعيب
2008-12-02, 06:26 PM
بارك الله فيك .. اتضح عندي شيء من هذه المسألة ..

جملة القول هي أنه متى ما علم المرء أن الشيء لا يصح صرفه إلا لله ، ومع ذلك فعله ، فهو قد أشرك بالله تعالى وكفر به .

لكن ألا يصحّ أن يقال في هذا المقام أن سجود التحية بعد التحريم صار شركاً أصغر ؟ .. والشرك الأكبر هو في سجود العبادة ؟

فإن قلت لي : وما دليلك على هذا التقسيم ؟ .. قلت لك : إنه كان من شرع من قبلنا ، ودين الأنبياء واحد ، فيستحيل أن يكون شيئ في دينهم مباحاً وفي ديننا كفر ..

وخذ في ذلك مثلاً : الحلف .. لا يجوز أن يكون إلا بالله .. وقد قال النبي (ص) : { من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك } .. ولكن للعلماء في ذلك تفصيل .. أنه من حلف معتقداً ألوهية المحلوف به ، فهذا كافر .. ومن حلف تشريفاً للمحلوف به ، فقد وقع في الشرك الأصغر .

مع أن الفعل واحد .. ولكن النيّة حددت نوع الشرك ..

وهكذا في سائر أنواع العبادات ..

خذ التوكل .. من توكل على الأسباب مع اعتقاده أن الله خالقها وأنه هو الضار النافع لا غير .. فقد وقع في الشرك الأصغر .
والخوف والخشية والخضوع والحب وغيرها من العبادات القلبية .. ما يحدد الشرك الأصغر والأكبر منها هو النيّة .

وكذلك الحال في الطاعة ..

لا تجوز الطاعة إلا لله .. فمن أطاع مخلوقاً في معصية الله ، فقد وقع في الشرك الأصغر .. ومن أطاعه معتقداً تقديم قوله على قول الله ، فقد وقع في الشرك الأكبر .

مع أن الفعل واحد .. ولكن النيّة حددت نوع الشرك .. وهكذا .

فكون الشيء لا يصح صرفه إلا لله .. ليس بالضرورة أن يكون فاعله مشركاً وخارجاً من الملة ..

فهل كلامي صحيح ؟

وجزاك الله خيراً .

الإمام الدهلوي
2008-12-02, 07:23 PM
أخواني الكرام
مــا رأيكم في هــذا الكتاب ( الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية )
رابــط الكتاب :
http://www.zshare.net/download/5215500990af295a/
في انتظار تعليقكم إن شاء الله تعالى .

أبو خبيب النجدي
2008-12-02, 08:23 PM
فكون الشيء لا يصح صرفه إلا لله .. ليس بالضرورة أن يكون فاعله مشركاً وخارجاً من الملة ..
نعم .. صحيح بلا شك .
و لكن ينبغي التنبه إلى أن هناك أعمالاً بالضرورة يكون صاحبها كافراً و خارجاً من الملة , كالسجود لغير الله و دعاء الأموات و سب الله عز و جل و نحو ذلك مما يناقض أصل التوحيد و يهدم أسه .. فهنا مذهب أهل السنة أن وجود الظاهر يستلزم وجود الباطن , فهذا بالضرورة كافر كفراً أكبر .
و هناك أعمال لا يصح صرفها إلى الله لكن يتفاوت حكمها بين الأكبر و الأصغر حسب مقصد صاحبها , لأنها لا تناقض أصل التوحيد في بعض الأحيان كما ذكرت في أمثلتك .
و هناك أعمال يصح أن يكون جزء منها لغير الله كالحب و الخوف و الاستعانة , لأن هذا الجزء ليس فيه من معنى العبودية المتضمن للخضوع و التعظيم و نحو ذلك .
و الجزء المتضمن لذلك يندرج مع الأعمال المحضة التي لا يصح صرفها لله كالتوكل و نحوه مما ذكره ابن القيم في النقل الذي نقلته سابقاً و حكمهما هنا سواء , أي أن صرفها لغير الله يتفاوت بين الأصغر و الأكبر .

عبدالله الجنوبي
2008-12-02, 11:10 PM
أخواني الكرام
مــا رأيكم في هــذا الكتاب ( الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية )
رابــط الكتاب :
http://www.zshare.net/download/5215500990af295a/
في انتظار تعليقكم إن شاء الله تعالى .

أخي الفاضل ليتك تضع الرسالة على رابط آخر و جزاك الله خيرا

عبدالله الجنوبي
2008-12-07, 10:39 PM
للرفع

عبدالله الجنوبي
2008-12-08, 09:33 PM
أرجو أن تستمر المدارسة و التحقيق فالأمر جد مهم... و جزاكم الله خيرا

أبو شعيب
2008-12-11, 06:07 PM
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في [مجموع الفتاوى : 10/19-20]:

وَالْعِبَادَةُ هِيَ الْغَايَةُ الَّتِي خَلَقَ اللَّهُ لَهَا الْعِبَادَ ، مِنْ جِهَةِ أَمْرِ اللَّهِ وَمَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ } ، وَبِهَا أَرْسَلَ الرُّسُلَ ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ . وَهِيَ اسْمٌ يَجْمَعُ كَمَالَ الْحُبِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ ، وَكَمَالَ الذُّلِّ لِلَّهِ وَنِهَايَتَهُ . فَالْحُبُّ الْخَلِيُّ عَنْ ذُلٍّ ، وَالذُّلُّ الْخَلِيُّ عَنْ حُبٍّ ، لَا يَكُونُ عِبَادَةً . وَإِنَّمَا الْعِبَادَةُ مَا يَجْمَعَ كَمَالَ الْأَمْرَيْنِ . وَلِهَذَا كَانَتْ الْعِبَادَةُ لَا تَصْلُحُ إلَّا لِلَّهِ ، وَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ مَنْفَعَتُهَا لِلْعَبْدِ ، وَاَللَّهُ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ، فَهِيَ لَهُ مِنْ جِهَةِ مَحَبَّتِهِ لَهَا وَرِضَاهُ بِهَا ، وَلِهَذَا كَانَ اللَّهُ أَشَدَّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ ، مِنْ الْفَاقِدِ لِرَاحِلَتِهِ ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فِي أَرْضٍ دَوِيَّةٍ مُهْلِكَةٍ ، إذَا نَامَ آيِسًا مِنْهَا ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَوَجَدَهَا ، فَاَللَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ . وَهَذَا يَتَعَلَّقُ بِهِ أُمُورٌ جَلِيلَةٌ قَدْ بَسَطْنَاهَا وَشَرَحْنَاهَا فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .

وَالتَّوَكُّلُ وَالِاسْتِعَانَ ةُ لِلْعَبْدِ ، لِأَنَّهُ هُوَ الْوَسِيلَةُ وَالطَّرِيقُ الَّذِي يَنَالُ بِهِ مَقْصُودَهُ وَمَطْلُوبَهُ مِنْ الْعِبَادَةِ ، فَالِاسْتِعَانَ ةُ كَالدُّعَاءِ وَالْمَسْأَلَةِ . وَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِي فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : « يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : يَا ابْنَ آدَمَ ، إنَّمَا هِيَ أَرْبَعٌ ؛ وَاحِدَةٌ لِي ، وَوَاحِدَةٌ لَك ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَك ، وَوَاحِدَةٌ بَيْنَك وَبَيْنَ خَلْقِي . فَأَمَّا الَّتِي لِي : فَتَعْبُدُنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا . وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَك : فَعَمَلُك ، أُجَازِيك بِهِ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إلَيْهِ . وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَك : فَمِنْك الدُّعَاءُ ، وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ . وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَك وَبَيْنَ خَلْقِي : فَأْتِ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يَأْتُوا إلَيْك » . وَكَوْنُ هَذَا لِلَّهِ وَهَذَا لِلْعَبْدِ ، هُوَ بِاعْتِبَارِ تَعَلُّقِ الْمَحَبَّةِ وَالرِّضَا ابْتِدَاءً . فَإِنَّ الْعَبْدَ ابْتِدَاءً يُحِبُّ وَيُرِيدُ مَا يَرَاهُ مُلَائِمًا لَهُ ، وَاَللَّهُ - تَعَالَى - يُحِبُّ وَيَرْضَى مَا هُوَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ فِي رِضَاهُ ، وَيُحِبُّ الْوَسِيلَةَ تَبَعًا لِذَلِكَ ؛ وَإِلَّا فَكُلٌّ مَأْمُورٌ بِهِ فَمَنْفَعَتُهُ عَائِدَةٌ عَلَى الْعَبْدِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ . وَعَلَى هَذَا ؛ فَاَلَّذِي ظَنَّ أَنَّ التَّوَكُّلَ مِنْ الْمَقَامَاتِ الْعَامَّةِ ، ظَنَّ أَنَّ التَّوَكُّلَ لَا يُطْلَبُ بِهِ إلَّا حُظُوظُ الدُّنْيَا ، وَهُوَ غَلَطٌ . بَلْ التَّوَكُّلُ فِي الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ أَعْظَمُ .
فهذا هو تعريف حقيقة العبادة .. أنها كمال الذل مع كمال الحب للمعبود .

أما صور العبادة وأفعالها إنما هي وسيلة لحقيقة العبادة ، فلا تكون عبادة إلا إن تحقق فيها معنى العبادة .

وقال أيضاً في [مجموع الفتاوى : 10/284]:

وَالْمُصَلِّي إذَا قَالَ : { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، فَبَدَأَ بِالْمَقْصُودِ الَّذِي هُوَ الْغَايَةُ ، عَلَى الْوَسِيلَةِ الَّتِي هِيَ الْبِدَايَةُ ؛ فَالْعِبَادَةُ غَايَةٌ مَقْصُودَةٌ ؛ وَالِاسْتِعَانَ ةُ وَسِيلَةٌ إلَيْهَا ؛ تِلْكَ حِكْمَةٌ وَهَذَا سَبَبٌ . وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْعِلَّةِ الغائية وَالْعِلَّةِ الْفَاعِلِيَّةِ مَعْرُوفٌ ؛ وَلِهَذَا يُقَالُ : أَوَّلُ الْفِكْرَةِ آخِرُ الْعَمَلِ وَأَوَّلُ الْبُغْيَةِ آخِرُ الدَّرَكِ . فَالْعِلَّةُ الغائية مُتَقَدِّمَةٌ فِي التَّصَوُّرِ وَالْإِرَادَةِ ، وَهِيَ مُتَأَخِّرَةٌ فِي الْوُجُودِ . فَالْمُؤْمِنُ يَقْصِدُ عِبَادَةَ اللَّهِ ابْتِدَاءً ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِإِعَانَتِهِ ، فَيَقُولُ : { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } .
فالاستعانة وسيلة إلى تحقيق العبادة .. ولا تكون عبادة إلا إن كان الغرض منها تحقيق معنى العبادة .

هذا ، والله أعلم ..

أرجو أن تكون الصورة قد توضحت لك .

أبو شعيب
2008-12-11, 06:23 PM
ويجب أن تعرف أخي كذلك أن العبادة نوعان .. عبادة صغرى وعبادة كبرى .. وقد ذكر هذا التقسيم ابن تيمية - رحمه الله تعالى - .

قال في [مجموع الفتاوى : 11/672]:

وَقَدْ يُقَالُ : كُلُّ مَنْ تَرَكَ الْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ فَلَا يَتْرُكُهُ إلَّا إلَى كُفْرٍ وَشِرْكٍ ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ لَا بُدَّ لَهَا مِنْ إلَهٍ تَعْبُدُهُ ، فَمَنْ لَمْ يَعْبُدْ الرَّحْمَنَ عَبَدَ الشَّيْطَانَ . فَيُقَالُ : عِبَادَةُ الشَّيْطَانِ جِنْسٌ عَامٌّ ، وَهَذَا إذَا أَمَرَهُ أَنْ يَشْتَغِلَ بِمَا هُوَ مَانِعٌ لَهُ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ ، يُقَالُ : عَبَدَهُ . كَمَا أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الشَّيْطَانَ فَقَدْ عَبَدَهُ ، وَلَكِنْ عِبَادَةٌ دُونَ عِبَادَةٍ . وَالنَّاسُ نَوْعَانِ : طُلَّابُ دِينٍ ، وَطُلَّابُ دُنْيَا . فَهُوَ يَأْمُرُ طُلَّابَ الدِّينِ بِالشِّرْكِ وَالْبِدْعَةِ ؛ كَعُبَّادِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ ، وَيَأْمُرُ طُلَّابَ الدُّنْيَا بِالشَّهَوَاتِ الْبَدَنِيَّةِ .
ولعل هذا الموضوع يفيدك :
17641

عبدالله الجنوبي
2008-12-15, 06:38 PM
للرفع

نضال مشهود
2008-12-15, 08:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل من تعريف جامع مانع لحقيقة العبادة المحضة التي إذا صرفت لغير الله و لو ظاهرا عدت شركا به سبحانه و تعالى ؟ أرجو بسط المسألة خاصة أن التعريف المشهور لشيخ الإسلام يجمع ما هو عبادة محضة كالدعاء و ما لا يصير عبادة إلا بمصاحبة النية الصالحة كبر الوالدين .
و جزيتم خيرا...
هي ما كانت (حقا لله وحدة) .

بندر العنزي
2008-12-16, 06:08 PM
لو أن رجلا جاءه ضيف فذبح له شاة اكراما فهل يعد هذا الفعل شركا لأن الذبح عبادة صرفت لغير الله اذا كان الجواب بلا فما الفرق بين هذه المسألة وغيرها ولماذا نفرق بين الاعمال فبعضها شرك بمجرد صرفها لغير الله وبعضها يفرق فيه بحسب النية

نضال مشهود
2008-12-17, 11:23 AM
قلتَ : (إكراما) ،
و (الإكرام) لا يختص بكونه لله وحدة .

عبدالله الجنوبي
2008-12-28, 02:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الإخوة الكرماء، سأنقل لكم كلاما للشيخ ناصر الرشيد فرج الله كربته و متع الأمة بعلمه، يشخص فيه الإشكال و يبينه بعبارات دقيقة، قال حفظه الله تعالى، تحت عنوان " إدخال الاصطلاحات العلمية في الحقائق الشرعية (1/2) " :

"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإنَّ أهل العلم في توضيحهم المسائل العلمية احتاجوا إلى الاصطلاح على بعض الرسوم من أسماء المسائل أو تقسيمها ونحو ذلك بقصد التوضيح والتيسير، فاستعملوا أنواعًا من الاصطلاحاتِ في كثير من العلوم الشرعية، ونشأ الغلط في كثير من العلوم بسبب هذه الاصطلاحات عند غلط من يغلط فيُدخل الاصطلاحات في أصل العلم.

الخطأ في التعريفات: من الأمور التي اصطلح عليها أهل العلم الحدود المسمَّاة بالتعريفات، وكثير من الغلط في أبواب الشريعة عامة وفي مسائل الاعتقاد خاصَّة مَنشؤه التمسُّك بالتعريف وتعليق الأحكام به، وقد تقدَّم في العدد الماضي التنبيه على خطأ ناشئ من تفسير لا إله إلا الله والتمسك بلفظ التعريف.

ومن الغلط في التعريفات ما ينشأ عند كثير من الناس من تعريف العبادة، فممن عرَّف العبادة من عرَّفها باعتبار كمال العبادة الصحيحة فقال: غاية الحبِّ مع غاية الذلِّ، وهذا التعريف يُساق في الوعظ والكلام على أعمال القلوب، ولا يُراد به الجمع والمنع كما هو شأن الحدود، فاتَّكأ عليه غلاة المرجئة فجعلوا من لم يصرف الحب مع الذل أو الذل مع الحب أو صرفهما ولم يصرف غايتهما لغير الله موحدًا مؤمنًا لأنَّه لم يعبد غير الله.

وممن عرَّف العبادة من عرَّفها تعريفًا شاملاً للعبادة باعتبار الثواب لا باعتبار الفعل فقال: جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، واستند إلى ذلك طوائف من غلاة المرجئة فقالوا: كما أنَّ من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله لا يكفر، فكذلك من صرف العبادة لغير الله، ودليلهم أنَّ تعريف العبادة لا يُفرِّق بينهما، وخلطوا معتمدين على التعريف بين العبادة بالأصل والعبادة بالقصد.

وهذه الأغلاط العظيمة ناشئة عن الخطأ في تعريف حقيقة شرعية واحدة هي حقيقة العبادة، فحصر من غلط الحقيقة الشرعية في مدلول اللفظ اللغوي واستند إلى ما يعروه من إجمال أو عدم جمع أو عدم منع، وحرَّف معنى الشرك الذي أرسل الله رسله في التحذير منه، وطمس معنى التوحيد الذي خلق الله العبادة لأجله. "

المصدر : "إصلاح الغلط في فهم النواقض" ص60.

نضال مشهود
2008-12-28, 03:11 AM
تعريف (العبادة) بكمال الحب مع كمال الذل تعريف جامع مانع ،
لكنه تعريف لـ(لعبادة المطلقة) لا (مطلق العبادة) . فلا إشكال ! والله أعلم .

عبدالله الجنوبي
2009-03-16, 11:56 PM
هل يمكنكم اعادة النظر في هذا النقل و جزاكم الله خيرا



سأنقل لكم كلاما للشيخ ناصر الرشيد فرج الله كربته و متع الأمة بعلمه، يشخص فيه الإشكال و يبينه بعبارات دقيقة، قال حفظه الله تعالى، تحت عنوان " إدخال الاصطلاحات العلمية في الحقائق الشرعية (1/2) " :
"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإنَّ أهل العلم في توضيحهم المسائل العلمية احتاجوا إلى الاصطلاح على بعض الرسوم من أسماء المسائل أو تقسيمها ونحو ذلك بقصد التوضيح والتيسير، فاستعملوا أنواعًا من الاصطلاحاتِ في كثير من العلوم الشرعية، ونشأ الغلط في كثير من العلوم بسبب هذه الاصطلاحات عند غلط من يغلط فيُدخل الاصطلاحات في أصل العلم.
الخطأ في التعريفات: من الأمور التي اصطلح عليها أهل العلم الحدود المسمَّاة بالتعريفات، وكثير من الغلط في أبواب الشريعة عامة وفي مسائل الاعتقاد خاصَّة مَنشؤه التمسُّك بالتعريف وتعليق الأحكام به، وقد تقدَّم في العدد الماضي التنبيه على خطأ ناشئ من تفسير لا إله إلا الله والتمسك بلفظ التعريف.
ومن الغلط في التعريفات ما ينشأ عند كثير من الناس من تعريف العبادة، فممن عرَّف العبادة من عرَّفها باعتبار كمال العبادة الصحيحة فقال: غاية الحبِّ مع غاية الذلِّ، وهذا التعريف يُساق في الوعظ والكلام على أعمال القلوب، ولا يُراد به الجمع والمنع كما هو شأن الحدود، فاتَّكأ عليه غلاة المرجئة فجعلوا من لم يصرف الحب مع الذل أو الذل مع الحب أو صرفهما ولم يصرف غايتهما لغير الله موحدًا مؤمنًا لأنَّه لم يعبد غير الله.
وممن عرَّف العبادة من عرَّفها تعريفًا شاملاً للعبادة باعتبار الثواب لا باعتبار الفعل فقال: جميع ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، واستند إلى ذلك طوائف من غلاة المرجئة فقالوا: كما أنَّ من ابتسم في وجه أخيه لغير وجه الله لا يكفر، فكذلك من صرف العبادة لغير الله، ودليلهم أنَّ تعريف العبادة لا يُفرِّق بينهما، وخلطوا معتمدين على التعريف بين العبادة بالأصل والعبادة بالقصد.
وهذه الأغلاط العظيمة ناشئة عن الخطأ في تعريف حقيقة شرعية واحدة هي حقيقة العبادة، فحصر من غلط الحقيقة الشرعية في مدلول اللفظ اللغوي واستند إلى ما يعروه من إجمال أو عدم جمع أو عدم منع، وحرَّف معنى الشرك الذي أرسل الله رسله في التحذير منه، وطمس معنى التوحيد الذي خلق الله العبادة لأجله. "
المصدر : "إصلاح الغلط في فهم النواقض" ص60.

ابو طلحة الافريقي
2009-05-24, 10:45 PM
الاخ عبد الله الجنوبي جزاك الله خيرا على اثارتك لهذا الموضوع والكلام المنقول من الشيخ الرشيد في غاية الاهمية والفائدة وانقل لك كلام الشيخ العثيمين في القول المفيد في تعريف العبادة : " والعبادة تطلق على شيئين:
الأول: التعبد: بمعنى التذلل لله - عز وجل - بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ محبة وتعظيماً.
الثاني: المتعبد به؛ فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة" اهـ
وقد وجدت ضابطا مهما ذكره الشيخ المعلمي رحمه الله في كتاب القائد الى تصحيح العقائد فقال رحمه الله : "وإذا أمر الله عز و جل بطاعة أحد أو الخضوع له أو بفعل هو في الصورة خضوع له ففعل المأمور ذلك طلباً للنفع الغيبي من الله عز وجل فهذه عبادة الله عز و جل، و هذا كسجود الملائكة لآدم ، وهكذا تعظيم المسلمين لحرمات الله عز و جل كاستقبال الكعبة والطواف بها و تقبيل الحجر الأسود ، و غير ذلك مما أمرهم الله به ففعلوه طاعة لله غير مجاوزين ما حده لهم ، و كذلك توقير النبي وإكرام الأبوين و أهل العلم و الصلاح بدون مجاوزة ما حده الله تعالى من ذلك
والحاصل أن الخضوع طلباً للنفع الغيبي عبادة . فإن كان عن أمر من الله تعالى ثابت بسلطان فهو عبادة له سبحانه و لو كان في الصورة لغيره كالكعبة ، و إلا فهو عبادة لغيره . و يتعلق بهذا الباب مباحث عديدة قد بسطت الكلام عليها في كتاب ( العبادة )" اهـ

نضال مشهود
2009-05-28, 11:18 AM
أخ عبد الله . . تعريف (العبادة) بكمال الحب وكما الذل تعريف لـ(لعبادة المطلقة) لا (مطلق العبادة) . فتأمل .