مشاهدة النسخة كاملة : ذم الفرقة الأشعرية من كلام أئمة نجد رحمهم الله
عبد الله آل موسى
2014-03-20, 02:36 PM
قال الإمام المجدد بعد ذكره الحديث فيه إثبات الصوت لله وهو يذكر فوائد هذا الحديث: "العشرون: إثبات الصفات خلافا للأشعرية المعطلة" كتاب التوحيد
وقال في الدرر 1/110:
والمتكلمون ممن يدعي الإسلام، لكن أضلهم الله عن معرفة الإله، فذكر عن الأشعري، ومن تبعه: أنه القادر، وأن الألوهية هي القدرة،
فإذا أقررنا بذلك، فهي معنى قوله: لا إله إلا الله. ثم استحوذ عليهم الشيطان، فظنوا أن التوحيد لا يتأتى إلا بنفي الصفات، فنفوها، وسموا من أثبتها مجسما.
ورد عليهم أهل السنة بأدلة كثيرة، منها: أن التوحيد لا يتم إلا بإثبات الصفات، وأن معنى الإله: هو المعبود.
فإذا كان هو سبحانه متفردا به، عن جميع المخلوقات، وكان هذا وصفا صحيحا، لم يكذب الواصف به، فهذا يدل على الصفات، فيدل على العلم العظيم، والقدرة العظيمة; وهاتان الصفتان: أصل جميع الصفات، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِيخَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [سورة الطلاق آية: 12]
فإذا كان الله قد أنكر عبادة من لا يملك لعابده نفعا ولا ضرا، فمعلوم أن هذا يستلزم العلم بحاجة العباد، ناطقها، وبهيمها ; وتستلزم القدرة على قضاء حوائجهم، ويستلزم الرحمة الكاملة، واللطف الكامل، وغير ذلك من الصفات ; فمن أنكر الصفات، فهو معطل، والمعطل شر من المشرك؛
ولهذا كان السلف، يسمون التصانيف، في إثبات الصفات: كتب التوحيد، وختم البخاري صحيحه بذلك، قال: كتاب التوحيد ; ثم ذكر الصفات، بابا، بابا.
فنكتة المسألة: أن المتكلمين يقولون: التوحيد لا يتم إلا بإنكار الصفات، فقال أهل السنة: لا يتم التوحيد إلا بإثبات الصفات، وتوحيدكم، هو التعطيل؛
ولهذا آل هذا القول ببعضهم إلى إنكار الرب تبارك وتعالى، كما هو مذهب ابن عربي، وابن الفارض، وفئام من الناس، لا يحصيهم إلا الله.
فهذا بيان لقولك: هل مراده الصفات؟ أو الأفعال؟ فبين السلف: أن العبادة إذا كانت كلها لله عن جميع المخلوقات، فلا تكون إلا بإثبات الصفات، والأفعال ;
فتبين أن منكر الصفات، منكر لحقيقة الألوهية، لكن لا يدري ;
وتبين لك أن من شهد أن لا إله إلا الله، صدقا من قلبه، لا بد أن يثبت الصفات، والأفعال،
ولكن العجب العجاب: ظن إمامهم الكبير، أن الألوهية، هي القدرة، وأن معنى قولك: لا إله إلا الله، أي: لا يقدر على الخلق إلا الله!
إذا فهمت هذا تبين لك عظم قدرة الله، على إضلال من شاء، مع الذكاء، والفطنة، كأنهم لم يفهموا قصة إبليس، ولا قصة قوم نوح، وعاد، وثمود، وهلم جرا، كما قال شيخ الإسلام، في آخر الحموية: أوتوا ذكاء، وما أوتوا زكاء، وأوتوا علوما، وما أوتوا فهوما، وأوتوا سمعا، وأبصارا، وأفئدة {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [سورة الأحقاف آية: 26] . والله أعلم"
وقال في رسالته إلى قاضي الإحساء وكان أشعريا: "فإن نظرت في كتاب التوحيد في آخر الصحيح : فتأمل تلك التراجم، وقرأت في كتب أهل العلم من السلف، ومن أتباعهم من الخلف، ونقلهم الإجماع على وجوب الإيمان بصفات الله تعالى، وتلقيها بالقبول ؛ وأن من جحد شيئاً منها، أو تأول شيئاً من النصوص، فقد افترى على الله، وخالف إجماع أهل العلم ؛ ونقلهم الإجماع : أن علم الكلام بدعة وضلالة، حتى قال أبو عمر بن عبد البر : أجمع أهل العلم في جميع الأعصار والأمصار، أن أهل الكلام أهل بدع، وضلالات، لا يعدون عند الجميع من طبقات العلماء ؛ والكلام في هذا يطول .
والحاصل : أنهم عمدوا إلى شيء أجمع المسلمون كلهم، بل وأجمع عليه أجهل الخلق بالله عبدة الأوثان، الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم فابتدع هؤلاء كلاماً من عند أنفسهم، كابروا به العقول أيضاً، حتى إنكم لا تقدرون تغيرون عوامكم عن فطرتهم، التي فطرهم الله عليها، ثم مع هذا كله تابعهم جمهور من يتكلم في علم هذا الأمر، إلا من سبقت لهم من الله الحسنى ؛ وهم : كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود يبغضونهم الناس، ويرمونهم بالتجسيم .
هذا : وأهل الكلام واتباعهم، من أحذق الناس، وأفطنهم، حتى إن لهم من الذكاء والحفظ والفهم، ما يحير اللبيب، وهم وأتباعهم : مقرون أنهم مخالفون للسلف، حتى إن أئمة المتكلمين، لما ردوا على الفلاسفة في تأويلهم في آيات الأمر والنهي، مثل قولهم، المراد بالصيام : كتمان أسرارنا ؛ والمراد بالحج : زيارة مشائخنا ؛ والمراد بجبريل : العقل الفعال ؛ وغير ذلك من إفكهم ؛ ردوا عليهم الجواب : بأن هذا التفسير خلاف المعروف بالضرورة من دين الإسلام ؛ فقال لهم الفلاسفة : أنتم جحدتم علوا الله على خلقه، واستواءه على عرشه، مع أنه مذكور في الكتب، على ألسنة الرسل، وقد أجمع عليه المسلمون كلهم، وغيرهم من أهل الملل، فكيف يكون تأويلنا تحريفاً ؟! وتأويلكم صحيحاً ؟! فلم يقدر أحد من المتكلمين أن يجيب عن هذا الإيراد .
والمراد : أن مذهبهم مع كونه فاسداً في نفسه، مخالفاً للعقول، وهو أيضاً مخالف لدين الإسلام، والكتاب والرسول، وللسلف كلهم، ويذكرون في كتبهم أنهم مخالفون للسلف، ثم مع هذا : راجت بدعتهم على العالم والجاهل، حتى طبقت مشارق الأرض ومغاربها .
وأنا أدعوك إلى التفكير في هذه المسألة، وذلك : أن السلف قد كثر كلامهم، وتصانيفهم في أصول الدين، وإبطال كلام المتكلمين، وتكفيرهم،
وممن ذكر هذا من متأخري الشافعية : .. والبغوي، وإسماعيل التيمي، ومن بعدهم، كالحافظ الذهبي ؛ وأما متقدموهم : كابن سريج، والدار قطني، وغيرهما، فكلهم على هذا الأمر،
ففتش في كتب هؤلاء ؛ فإن أتيتني بكلمة واحدة : أن منهم رجلاً واحداً لم ينكر على المتكلمين، ولم يكفرهم، فلا تقبل منى شيئاً أبداً ؛
ومع هذا كله، وظهوره غاية الظهور، راج عليكم حتى ادعيتم أن أهل السنة هم المتكلمون ؛ والله المستعان انتهى كلامه رحمه الله
عبد الله آل موسى
2014-03-21, 07:09 AM
وقال الإمام المجدد: "الخامسة والعشرون: أنه متقرر عند الكفار عبدة الأوثان منكري البعث، أن الله سبحانه حكيم يضع الأشياء في مواضعها، والأشعرية يزعمون أنه لا يفعل شيئا لشيء." الدرر السنية 13/144
عبد الله آل موسى
2014-03-21, 07:47 AM
قال الإمام العلامة مفتي الديار النجدية أبا بطين رحمه الله في الدرر 1/364:
والأشعرية لا يثبتون علو الرب فوق سماواته واستواءه على عرشه ويسمون من أثبت صفة العلو والاستواء على العرش مجسما مشبها، وهذا خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة؛ فإنهم يثبتون صفة العلو، والاستواء، كما أخبر الله -سبحانه- بذلك عن نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف ولا تعطيل. وصرح كثير من السلف بكفر من لم يثبت صفة العلو والاستواء. والأشاعرة وافقوا الجهمية في نفي هذه الصفة، لكن الجهمية يقولون: أنه -سبحانه وتعالى- في كل مكان، ويسمون الحلولية، والأشعرية يقولون: كان ولا مكان، فهو على ما كان قبل أن يخلق المكان.
والأشعرية يوافقون أهل السنة في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة، ثم يقولون: إن معنى الرؤية إنما هو زيادة علم، يخلقه الله في قلب الناظر ببصره، لا رؤية بالبصر حقيقة عيانا. فهم بذلك نافون للرؤية التي دل عليها القرآن، وتواترت بها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومذهب الأشاعرة: أن الإيمان مجرد التصديق، ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح. قالوا: وإن سميت الأعمال في الأحاديث إيمانا، فعلى المجاز لا الحقيقة. ومذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح. وقد كفر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان.
فإذا تحققت ما ذكرنا عن مذهب الأشاعرة من نفي صفات الله -سبحانه وتعالى- غير السبع التي ذكرنا، ويقولون: إن الله لم يتكلم بحرف، ولا صوت، وأن حروف القرآن مخلوقة، ويزعمون أن كلام الرب -سبحانه وتعالى- معنى واحد، وأن نفس القرآن هو نفس التوراة والإنجيل، لكن إن عبر عنه بالعربية فهو قرآن، وإن عبر عنه بالعبرانية فهو توراة، وإن عبر عنه بالسريانية فهو إنجيل، ولا يثبتون رؤية أهل الجنة ربهم بأبصارهم، إذا عرفت ذلك عرفت خطأ من جعل الأشعرية من أهل السنة، كما ذكره السفاريني في بعض كلامه، ويمكن أنه أدخلهم في أهل السنة مدارة لهم لأنهم اليوم أكثر الناس، والأمر لهم، والله أعلم، مع أنه قد دخل بعض المتأخرين من الحنابلة في بعض ما هم عليه
عبد الله آل موسى
2014-03-21, 07:50 AM
قال الإمام عبد الرحمن بن حسن صاحب فتح المجيد: "وهذه الطائفة: التي تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري ، وصفوا رب العالمين ، بصفات المعدوم والجماد؛ فلقد أعظموا الفرية على الله ، وخالفوا أهل الحق من السلف ، والأئمة ، وأتباعهم؛ وخالفوا من ينتسبون إليه ، فإن أبا الحسن الأشعري ، صرح في كتابه: الإبانة ، والمقالات ، بإثبات الصفات؛ فهذه الطائفة المنحرفة عن الحق ، قد تجردت شياطينهم لصد الناس عن سبيل الله ، فجحدوا توحيد الله في الإلَهية ، وأجازوا الشرك الذي لا يغفره الله ، فجوزوا: أن يعبد غيره من دونه ، وجحدوا توحيد صفاته بالتعطيل فالأئمة من أهل السنة ، وأتباعهم ، لهم المصنفات المعروفة ، في الرد على هذه الطائفة ، الكافرة المعاندة ، كشفوا فيها كل شبهة لهم ، وبينوا فيها الحق الذي دل عليه كتاب الله ، وسنة رسوله وما عليه سلف الأمة ، وأئمتها" الدرر 3/211
عبد الله آل موسى
2014-03-21, 08:33 AM
وقال العلامة أبو بطين في بعض رسائله كما في الدرر 3/231: "أما بعد: فقد جرت مناظرة بيننا وبينكم في كلام الله تعالى، هل هو مخلوق، أم لا؟ فذكرت أن اختياركم الوقف: فلا تقولون مخلوق، ولا غير مخلوق; وزعمت أن الخلاف في ذلك لفظي.
فأما قولكم: إن الخلاف في ذلك لفظي، فليس الأمر كذلك; وإنما يقال: الخلاف لفظي بين المعتزلة والأشاعرة; لأن المعتزلة يقولون: كلام الله مخلوق; والأشاعرة يقولون: ليس بمخلوق; والكلام عندهم: المعنى; ويقولون: الحروف مخلوقة; فقالت المعتزلة: لا خلاف بيننا وبينكم، لأن الكلام هو الحروف، فإذا أقررتم بأن الحروف مخلوقة، ارتفع النّزاع، فيكون الخلاف بين الفريقين لفظيا. وأما مذهب أهل السنة والجماعة، فهو مخالف للمذهبين خلافا معنويا، لأنهم يقولون: كلام الله غير مخلوق; والكلام عندهم: اسم للحروف والمعاني; فتبين بذلك غلط من قال: إن الخلاف في ذلك لفظي.
ومذهب أهل التوحيد والسنة: أن الله يتكلم بحرف وصوت ; وأن القرآن كلام الله: حروفه ومعانيه; وأن موسى سمع كلام الله منه بلا واسطة; والقرآن والسنة يدلان على ذلك دلالة صريحة، ولله الحمد والمنة، قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [سورة النساء آية: 163] إلى قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [سورة النساء آية: 164] ، ففرق بين الإيحاء المشترك، وبين التكليم الخاص.
وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [سورة الأعراف آية: 143] ، وقال تعالى: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي} [سورة الأعراف آية: 144] ، وقال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [سورة الكهف آية: 109] ، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [سورة لقمان آية: 27] ، وقال: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [سورة الأنعام آية: 115] ، وقال تعالى: {أَفَتَطْمَعُون أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} [سورة البقرة آية: 75] ، وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [سورة التوبة آية: 6] . والآيات في ذلك كثيرة.
وأما السنة فأكثر من أن تحصى; منها: أمره صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بكلمات الله، في عدة أحاديث، وقوله صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان "1.
فمن قال: إن الله لا يتكلم، فقد رد على الله ورسوله، وكفره ظاهر"
أبوأحمد المالكي
2014-03-21, 04:17 PM
بارك الله فيكم وهذا ماندين الله تعالى به وهو معتقدنا ونسأل الله أن نلقاه على منهج السلف الأعلم والأسلم والأريح وجزاكم الله على جهدكم وبيانكم للحق
عبد الله آل موسى
2014-03-27, 01:49 AM
1. قال الإمام عبد اللطيف بن عبدالرحمن بن حسن: وبالجملة، لو عرفت حقيقة العلم، لأحجمت عن عد نفسك من أهله، ولأيقنت أن من ابتغى معرفة الله سبحانه وتعالى مما نصبه مشايخ اليونان والفلاسفة، من الأدلة العقلية، والموازين الكلامية وأخذ عن تلامذتهم الذين نشأوا على ملتهم، ودانوا ببدعتهم، ولم يلتفت إلى ما جاء به الوحيمن الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، زاعما منه بأنها ظواهر لفظية، ومجازات لغوية، وأن قانون المنطق هو القواطع العقلية والبراهين الجلية، وأن ما جاءت به الكتب، وأخبرت به الرسل من صفات الله، معدود من متشابه الكلام، مصروف عن حقيقة عند ذوي البصائر والأفهام، فنفى لذلك صفات الكمال، وأغرب في سلب نعوت الجلال، وأصاف إلى ذلك تقليد مشايخه في الأحكام والفروع، فلم يأخذ من هدي الرسل العلم المتبوع.
فهذا ونحوه من أضل الناس وأبعدهم عن هدي المرسلين، فضلا عن أن يكون من علماء المسلمين، وإن انضم إلى ذلك الضلال عن معرفة توحيد العبادة، الذي هو فعل العبد وعمله وكسبه، فاتخذ الآلهة من دون الله أربابا فأحبهم كحب الله، وذل وخضع واستغاث واستعان، وذبح لغير الله القربان، وحلف تعظيما وتفخيما، وجراء أن يكون الند له شفيعا وعونا.
فهناك تشتد الرزية وتعظم البلية، ويعلم أن هؤلاء الضرب من الناس بينهم وبين الإسلام أبعد بون، وأن الأمر كما قيل:
نزلوا بمكة من قبائل هاشم ... ونزلت بالبيداء أبعد منزل
والمقام يستدعي أكثر من هذا، ولكن العاقل يسير فينظر. والسلف قد أنكروا على من سماهم علماء، فما بالك بمن سمى نفسه عالما، وتشبع بما لمي يعط! نعوذ بالله من الخذلان.
عيون الرسائل 123
2. وكان الإمام يأمر بالتبري من الأشعرية ويقاطع من لم يترأ منهم وينشر رسائلهم الرديئة
قال في رسالته إلى أبي بكر بن محمد: "إذ بذكرك معتقدك وتقريره، والتبري من أهل البدع كالجهمية والمعتزلة، والأشعرية والكرامية، والماتريدية، يحصل لنا نحن وإياك اتفاق الكلمة، وصلاح الطوية، نسأل الله أن يمن بذلك ; لكنك أسأت بذكر أمور، يحصل لنا منها نفور واشمئزاز؛ وهذه معاكسة ظاهرة، لما أشرت به إليك شفاها، ومتابعة لغرض نفسي شيطاني، لا لقصد شرعي إيماني
من ذلك: أنك لما ذكرت أن الرسالة ليست لك، بل لبعض أسلافك من علماء الأحساء، وأنه كان أشعري الاعتقاد، اعترفت، وصرحت بأنك نقلتها لبعض الإخوان بخطك; وهذا فيه ما لا يخفى من التهمة القوية، حيث أثبتها بخطك، وأشعتها في قومك ورهطك، غير ملتفت لرد ما فيها من الزور والبهتان، والمخالفة لصريح السنة والقرآن.
وقوله فيها: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه، وإن آيات الصفات وأحاديثها من المتشابه، وغير ذلك مما ساق من خرافاته، وما نمق من غلطاته ووهلاته; وأنت مع ذلك لم تتحاش من نقلها وإهدائها إلى الإخوان؛ وكذلك سميت هذا الرجل وعددته - مع ما ارتكبه - من علماء المسلمين؛ وما هكذا المعروف من هدى أهل العلم والإيمان، فإنهم لا يكتبون الضلال والباطل والزور، إلا لرده، ودفعه في نفس ذلك المزبور؛ وأنت قد خالفت هديهم، وخرجت عن طريقتهم، ومن سلك مسالك التهم، فلا يلومن من أساء به الظن.
ثم إن خط الرجل حجة عليه; ودعواه أنه ناقل، دعوى تفتقر إلى إثبات ودليل، فلا غرو أن حكم شيخنا الوالد بخطك عليك، وأشار برد أباطيله إليك؛ وقد ذكرت أنك كنت متأسيا حال النقل، بما في الفقه الأكبر لأبي حنيفة، في العقيدة السليمة الحميدة، وعسى الله أن يحقق ذلك.
وعلى تسليمه، كيف ساغ لك أن تكتب ضدها، ولا تبين ما فيه؟ ولو أخذت بواجب أمر الفرقان، وتخلقت بخلق أهل الإيمان، المذكور في قوله سبحانه: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [سورة الفرقان آية: 72] لما وجه الوالد ولا غيره إليك ردا ولا ملاما، ولكن عرضت نفسك للبلاء فاستهدف.
ومن ذلك قولك: قد تمادى بنا الكلام، حتى خرجنا عن المقام، تشبيها لأولي الأفهام، ودفعا للكثير من الأوهام، وهذا تصريح منك: بأن أخذك بخطك من باب الوهم؛ ومن المعلوم: أنه لم يكن مما يفيد اليقين والثبوت، فأقل أحواله تنْزيلا: أن يكون من باب الفراسة، والحكم بالقرائن القوية.
ومن زعم أن الحكم بها من باب الأوهام، فسفسطته وجدله مما لا يحتاج برهانه وتقريره بسط كلام.
ولا يشك من له أدنى مسكة من عقل أن من اعتنى بنسخ كتب الزندقة والتعطيل، والتجهم، مع دعواه أنه لا يعتقدها، فهو مخبول العقل، ليس عنده من وازع الدين ما يقتضي تركها.." إلى آخر هذه الرسالة النفيسة
عبد الله آل موسى
2014-03-27, 01:50 AM
قال الإمام حمد بن عتيق في رسالته إلى صديق حسن خان رحمهما الله تعالى: "واعلم أرشدك الله أن الذي جرينا عليه، أنه إذا وصل إلينا شيء من المصنفات في التفسير، وشرح الحديث، اختبرنا واعتبرنا معتقده في العلو والصفات والأفعال، فوجدنا الغالب على كثير من المتأخرين أو أكثرهم مذهب الأشاعرة الذي حاصله نفي العلو، وتأويل الآيات في هذا الباب، بالتأويلات الموروثة عن بشر المريسي وأضرابه من أهل البدع والضلال ; ومن نظر في شرح البخاري ومسلم ونحوهما، وجد ذلك فيه وأما ما صنفوا في الأصول والعقائد، فالأمر فيه ظاهر لذوي الألباب ; فمن رزقه الله بصيرة ونورا، وأمعن النظر فيما قالوه، وعرضه على ما جاء عن الله ورسوله، وما عليه أهل السنة المحضة، تبين له المنافاة بينهما، وعرف ذلك كما يعرف الفرق بين الليل والنهار؛ فأعرض عما قالوه، وأقبل على الكتاب والسنة، وما عليه سلف الأمة وأئمتها، ففيه الشفاء والمقنع ; وبعض المصنفين يذكر ما عليه السلف، وما عليه المتكلمون، ويختاره ويقرره انتهى كلامه رحمه الله
وهذا ما كان عليه الجماعة حتى في زمن الإمام محمد بن إبراهيم فقد ورد عنه منع طباعة كتب الأشعرية
عبد الله آل موسى
2014-03-27, 01:51 AM
قال الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: [وجوهرة السنوسي ذكر فيها مذهب الأشاعرة، وأكثره مذهب الجهمية المعطلة، لكنهم تصرفوا فيه تصرفا لم يخرجهم عن كونهم جهمية. ومذهبهم أن القرآن عبارة عن كلام الله، لا أنه كلامه الذي تكلم به، وخالفوا الكتاب والسنة..وكثير من أهل العلم يكفرون نفاة الصفات؛ لتركهم ما دل عليه الكتاب والسنة، وعدم إيمانهم بآيات الصفات] فتاوى عبد الرحمن بن حسن 1-371
عبد الله آل موسى
2014-04-02, 11:55 AM
قال الإمام حمد بن عتيق رحمه الله:["ليحذر طالب الحق من كتب أهل البدع، كالأشاعرة، والمعتزلة، ونحوهم، فإن فيها من التشكيك، والإيهام، ومخالفة نصوص الكتاب والسنة ما أخرج كثيرا من الناس عن الصراط المستقيم، نعوذ بالله من الخذلان"] الدرر السنية 3-357
عبد الله آل موسى
2014-04-12, 10:10 PM
قال الإمام عبد الرحمن بن حسن الإله " هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة . وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع . فإذا فسر المفسر " الإله " بمعنى القادر على الاختراع ، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله ، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد - كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية ، وهو الذي يقولونه عن أبي الحسن وأتباعه - لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم . فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء . وكانوا مع هذا مشركين فتح المجيد
عبد الله آل موسى
2014-05-14, 10:31 AM
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب:
(أربعة عشر مسألة في اتباع الناس أهوائهم وتركهم الكتاب والسنة)
وقال أيضا رحمه الله:
الأولى: يجوزون على الله أن يأمر بكل شيء، ويفعل كل شيء، وينْزهونه عن حقائق أسمائه وصفاته، ولا يتم التوحيد إلا به.
الثانية: وينهون عن تصديق الرسل فيما أخبروا به، ويقلدون طواغيتهم فيما يخالف العقل والنقل، ويقولون: هم أعلم.
الثالثة: يفتون بحمل كلام العامي في العقود على شواذ اللغة، التي لم تخطر بباله، ويحرفون كلام الله المحكم، وكلام رسوله الواضح، على غير مراده
الرابعة: ويحيلون الجواب على من مات أو غاب، وهو أوغل منهم في الارتياب.
الخامسة: ويدعون كمال العلم والإحاطة، ويصرحون أنهم لا يفهمون منه كلمة واحدة.
السادسة: ويجزمون بصحة الإجماع، ويكفرون من خالفه، ويقولون: مذهبنا بخلافه، وهو أحكم.
السابعة: والعلم المفروض عليهم يحرمون طلبه، وعلومهم التي يدأبون فيها، خيرها ما حرم عليهم السؤال عنه.
الثامنة: ويتكلمون بما يقتضي الإحاطة بعلم الله وحكمته في خلقه وأمره، وما ظنوا أنه خلاف الحكمة، قالوا: لا يفعل لحكمة، بل لمشيئة، فإذا رأوا من طواغيتهم خلاف ما أصلوا
لهم من القواعد سلموا لهم، وقالوا: هم أعلم.
التاسعة: ثم يتناقضون، فيتكلمون في شرعه بالتعليل الباطل، ويولدون عليه ما شاؤوا.
العاشرة: ويتكلمون في عصمة الأنبياء بما يضحك العاقل، ويوسعون الكلام فيه، ويفردونه بالتصنيف؛ والنوع الذي انعقد الإجماع على العصمة فيه - وهو حظهم ونصيبهم - لا يلتفتون إليه، بل يحرمون الالتفات إليه، ولو صح كلامهم في الأول فلا تعلق له بهم.
الحادية عشر: ويقولون: الأصول التي يكفر مخالفها، هي التي تعلم بالعقل، وما لا فهي الشرعيات، وهذا تناقض؛ فإن الكفر: إنكار السمعيات، ولا يعرف إلا بها. ومن تدبر هذا عرف أنهم شر من الخوارج، الذين علقوا الكفر بمخالفة الكتاب، ولكن غلطوا.
وهؤلاء الذين علقوه بغيره اتفق السلف على أن قولهم شر من قول الخوارج، وارتكبوا معه أربع عظائم:
الأولى: رد نصوص الأنبياء.
الثانية: رد ما وافقها من العقل.
الثالثة: جعل ما خالفها أصولا للدين.
الرابعة: تكفيرهم، أو تفسيقهم، أو تخطئتهم من خالفها واتبع الأنبياء، وقد أمرنا أن نتدبر القرآن، ولا يكون إلا إذا كان بينا.فأما إن احتمل معاني، ولم يبين المراد، لم يمكن أن يتدبر؛ ولهذا تجد من زعمه قد اشتمل كلامهم من الباطل على ما لا يعلمه إلا الله، بل فيه من الكذب في السمعيات نظير ما فيه من الكذب في العقليات، بل منتهى أمرهم إلى القرمطة في السمعيات، والسفسطة في العقليات؛ وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئا من الكتاب والسنة، حتى في المسائل العملية، والقضايا الفقهية.
الثانية عشر: والتوحيد عندهم: إنكار صفات الكمال، ونعوت الجلال، والشرك إثباتها؛ ودينهم اتخاذ أكابرهم أربابا من دون الله.
الثالثة عشر: ويزعمون أنهم ما عظموهم إلا لأجل الله، ثم يستخفون به، ويسبونه مسبة ما سبها إياه أحد من البشر.
الرابعة عشر: ويزعمون أن فعلهم تعظيم وإجلال للأنبياء والصالحين، وهم بذلك يكذبونهم، ويكفرونهم، ويستجهلون من صدقهم وآمن بهم؛ وهذا، والذي قبله: من أعجب العجاب! !
هشام الجيجلي
2014-05-22, 01:15 PM
اذا كان الاشاعرة معطلة فهذا يعني ان الغزالي الجويني القرطبي ابن عبد السلام النووي ابن حجر كلهم معطلة فماذا بقي من علماء المسلمين
ح
س
عبد الله عمر المصري
2014-06-03, 02:16 AM
اذا كان الاشاعرة معطلة فهذا يعني ان الغزالي الجويني القرطبي ابن عبد السلام النووي ابن حجر كلهم معطلة فماذا بقي من علماء المسلمين
ح
س
وهل ترى أن الأشاعرة ليسوا معطلة ؟ فكيف تفسر نفيهم للصفات واعتقادهم أن إثبات الصفات المنصوص عليها في الوحيين يلزم منه التشبيه ؟؟
والعلماء الذي ذكرتهم علماء فضلاء ، نأخذ منهم الفقه، ونأخذ من النووي وابن حجر شروحاتهم لصحيحي البخاري ومسلم، لكن لا نأخذ منهم تقريراتهم في العقيدة في باب الصفات الإلهية .
وما معنى
ح
س
؟؟؟
ثم إننا مللنا أن الاحتجاج بكثرة الأشاعرة على صحة معتقدهم
لو أنك تحتج بالواقع على صحة عقيدة معينة فسأقول لك أن علماء السلفية - الذين يُطلق عليهم الأشاعرة لفظ الوهابية - منذ أن تمكنوا من بلاد الحرمين الشريفين - من خلال الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية أيام الدولة العثمانية - لم يتسلط على الحرمين صوفي واحد
مما يدل على نصرة الله لدعوة محمد بن عبد الوهاب التي سعى فيها لإرجاع الناس للكتاب والسنة وليس لخرافات الصوفية .
فكف عن هذه النغمة من فضلك فهي ليست مطلقاً دليل علمي . وما كان أبداً يصح تقرير العقائد بالنظر للواقع ، كمن ينظر لحال المتبركين بالقبور المتمسّحين في الأضرحة ويقول: لو أن الله لا يرضى بذلك ما تركهم على ما هم عليه إما بمنعهم ابتداءً أو بمعاقبتهم !!!!!!!
وهذا من التلبيس لأن قائل ذلك جعل رضا الله الذي لا يكون إلا شرعياً - أي فيما يوافق الشرع - بمعنى الإرادة الكونية التي هي مشيئته سبحانه .
وهو قول قديم للمشركين " لو شاء الله ما أشركنا " ، فهم كذلك يستدلون بالواقع على صحة معتقدهم .
الطيب العربي
2014-06-04, 06:04 PM
يا اخوان لماذا العناوين المستفزة [ذم الفرقة الأشعرية من كلام أئمة نجد رحمهم الله]...؟ فالشعراوي رحمه الله اشعري.. فما القول فيه..؟
عبد الله عمر المصري
2014-06-04, 06:45 PM
يا اخوان لماذا العناوين المستفزة [ذم الفرقة الأشعرية من كلام أئمة نجد رحمهم الله]...؟ فالشعراوي رحمه الله اشعري.. فما القول فيه..؟
اقرأ هذا الكلام
قال ابن تيمية في الصفحة السابعة من المجلد الثاني في مجموع الفتاوى (توحيد الربوبية) بعد أن ذكر من قول الله في سورة البقرة " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم " إلى قوله تعالى " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " قال:
" والمتكلم يستحسن مثل هذا التأليف، ويستعظمه حيث قررت الربوبية، ثم الرسالة، ويظن أن هذا موافق لطريقته الكلامية في نظره في القضايا العقليات أولا: من تقرير الربوبية، ثم تقرير النبوة، ثم تلقي السمعيات من النبوة كما هي الطريقة المشهورة الكلامية للمعتزلة، والكرّامية، والكُلّابية، والأشعرية. ومن سلك هذه الطريق في إثبات الصانع أولاً، بناءً على حدوث العالَم، ثم إثبات صفاته نفياً وإثباتاً بالقياس العقلي - على ما بَيَّنَهم فيه من اتفاق واختلاف: إما في المسائل، وإما في الدلائل - ثم بعد ذلك يتكلمون في السمعيات، من المعاد، والثواب، والعقاب، والخلافة، والتفضيل، والإيمان بطريق مُجمل.
وإنما عمدة الكلام عندهم، ومُعظمه: هو تلك القضايا التي يسمّونها العقليات، وهي أصول دينهم. وقد بنوها على مقاييس تستلزم رد كثير مما جاءت به السنة؛ فلحقهم الذم من جهة ضعف المقاييس التي بنوا عليها، ومن جهة ردهم لما جاءت به السنة. " انتهى كلامه
هكذا تكلم ابن تيمية عن الأشاعرة .
أما الشعراوي فعقيدته رحمه الله فيها اضطراب في باب الصفات
فبعض المقاطع المرئية من تفسيره يُثبت لله عز وجل الصفات ويقول: نُثبت لله اليد والاستواء على الحقيقية في إطار " ليس كمثله شئ " .
وأحياناً قال : " إثبات اليد يستلزم الجارحة فتكون هنا بمعنى القوة والعطاء " .
ففيها اضطراب لأن هناك مقاطع يستدل بها الأشاعرة على موافقة الشعراوي لعقيدتهم
وهناك مقاطع يستدل بها السلفية على الأشاعرة أن الشعراوي يرد على كلامهم .
كالمقطع الشهير الذي قال فيه:
" ثم الذين يقولون أنه لا يجوز إثبات سمع لله لأنه يستلزم الجارحة وهي الأذن، فيُؤَوّلون السمع بعلم الله بالمسموعات، هذا كلام باطل، لأنهم لو نفوا السمع عن الله مخافة إثبات الأذن، فيلزمهم نفي العلم لأن العلم يستلزم العقل، والصواب أن يُقال أن الله عز وجل يسمع بأُذُن تليق بذاته " .
فهو هنا وافق معتقد السلف من جهة رده على المُعطّلة المُؤَوّلة لكنه أثبت لله صفة " الأذن " بغير أن يرد دليل على نسبتها لله في القرآن أو السنة الصحيحة .
أما عن توحيد العبادة : فالرجل صوفي قولاً واحداً يجيز التوسل بالأولياء والصلاة بالمساجد التي فيها قبور ويرى أن " الوهابية " أغبياء في هذا المجال.
والخلاصة: أن ما ورد على لسانه موافق للسنة نأخذه وما ورد على لسانه من بدعة نتركه
ولا يسمعه من يريد التعلم إلا بعد دراسة العقيدة ليميز كلامه الطيب من كلامه المخالف للسنة.
لكن العوام لم يسمعوه من باب التعلم بل من باب " حب الدروس الدينية " عموماً . وهناك فرق بين من يسمع ليتعلم ويتأصّل وبين من يسمع لأن روحه تحب التغذي على الدروس الدينية على العموم.
الطُفيل بن عمرو
2014-06-04, 07:47 PM
والصواب أن يُقال أن الله عز وجل يسمع بأُذُن تليق بذاته
هل ورد أدلة علي ذلك ؟
-----------------------------
يقول لشيخ ابن عثيميين رحمه الله
كُل ما يتعلق بصفات الله تعالى؛ فإنه لا يجوز إثباته ولا نفيه إلا بدليل, إلا ما علمنا أنه لا يليق بجلاله عز وجل))
كالأشياء التي تتضمن النقص مثل لو قال الإنسان: هل لله أسنان وأضراس؟ فنجيب لا, ما له أسنان ولا أضراس؛ لأن هذه إنما يحتاج إليها لمضغ الأكل, والله تعالى لا يأكل كما نعلم, أيضاً ليس لله تعالى معدة, وليس له أمعاء, وننفي ذلك؛ لأن هذا إنما يحتاج إليها من يحتاج إلى الأكل, ثم إن الله تعالى صمد, قال بعض العلماء: في تفسيرها: ((الصمد))؛ أي: لا جوف له؛ لأنه غني عن الأكل, فلا تظنوا أننا لا ننفي كل شيء حتى يرد بعينه, إذا كان إثباته يستلزم نقصاً نفيناه؛ لأن النقص وما يستلزمه كله منفي عن الله عز وجل
عبد الله عمر المصري
2014-06-04, 08:18 PM
هل ورد أدلة علي ذلك ؟
وهل أنت قرأت كلامي بتركيز ؟
وهناك مقاطع يستدل بها السلفية على الأشاعرة أن الشعراوي يرد على كلامهم .
كالمقطع الشهير الذي قال فيه:
" ثم الذين يقولون أنه لا يجوز إثبات سمع لله لأنه يستلزم الجارحة وهي الأذن، فيُؤَوّلون السمع بعلم الله بالمسموعات، هذا كلام باطل، لأنهم لو نفوا السمع عن الله مخافة إثبات الأذن، فيلزمهم نفي العلم لأن العلم يستلزم العقل، والصواب أن يُقال أن الله عز وجل يسمع بأُذُن تليق بذاته " .
فهو هنا وافق معتقد السلف من جهة رده على المُعطّلة المُؤَوّلة لكنه أثبت لله صفة " الأذن " بغير أن يرد دليل على نسبتها لله في القرآن أو السنة الصحيحة .
ما تم تلوينه بالأحمر دليل على أن كلمة " والصواب ....... " الذي اقتبستها أنت هي من كلام الشعراوي وليس من كلامي
وما تم تلوينه بالأزرق هو تعليقي على كلام الشعراوي الموافق لكلام الشيخ ابن العثيمين
التركيز من فضلكم قبل المشاركة منعاً للتكرار.
لأني قلت
فهو هنا
مما يدل على أن ما بين علامتي التنصيص " .... " هو ليس من كلامي بل من كلام الشعراوي
الطُفيل بن عمرو
2014-06-04, 09:58 PM
كان يكفيك أقل من ذلك
نسأل الله أن يعفوا عن الزلل
أما بالنسبة لصفة الأُذُن فنحن لا ننفيها في حق الله لإحتمال ورودها لأنها لا تحتمل العيب أو النقص وأيضاً لا نُثبتها إلا بدليل فلا يقتضي عدم النفي الإثبات .
واحد من الفتيان
2014-06-04, 10:08 PM
السلام عليكم
فعلا كماا قال الأخ العنوان مستفز
والأفضل تجنب هذه المواضيع على الاقل في هذا الزمن العصيب
فنحن نرى تفرق المسلمين والقتل الذي يصيب الالاف منهم كل يوم ولا ينقصنا قراءة هذا الكلام
الله يهدينا لمعرفة المفيد للأمة ولطرح الرديء
عبد الله عمر المصري
2014-06-05, 12:12 AM
السلام عليكم
فعلا كماا قال الأخ العنوان مستفز
والأفضل تجنب هذه المواضيع على الاقل في هذا الزمن العصيب
فنحن نرى تفرق المسلمين والقتل الذي يصيب الالاف منهم كل يوم ولا ينقصنا قراءة هذا الكلام
الله يهدينا لمعرفة المفيد للأمة ولطرح الرديء
الأمة متفرقة لاختلافها في العقيدة والقتال بينها لأنهم لم يفهموا العقيدة
وقد كان أئمة السلف أيام التابعين وأتباع التابعين يشتدون في النكير على أهل البدع في الأسماء والصفات - كالأشاعرة - والربوبية والقضاء والقدر - كالمعتزلة - والإيمان - كالخوارج - والصحابة - كالرافضة -
ولم يقل أحد منهم " كفّوا عن ذم الفرق الأخرى وبيان ضلالاتهم بحجة توحيد الصف
لدرجة أن الحسن البصري الذي تَربّى في بيت أم سلمة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" ليس لصاحب بدعة غيبة "
يعني يُجوّز الغيبة في حق صاحب البدعة وذلك لإعلام الناس ببدعته ليحذروا منه
فالاستفزاز الحقيقي هو السعي في تجميع الناس وحشد الأعداد الكبيرة دون أن تتوحد قلوبهم على العقيدة الصافية
الطيب العربي
2014-06-05, 04:33 AM
على رسلك يا عبد الله عمر المصري، اما والله لو شئت لقلت، ولو قلت لكرهت ما ستقرأ، لكن اكتفي بقول، مثلما ان داعش فتنتها فكرة (الدولة)، فكثير من السلفيين فتنتهم مقولة (العقيدة الصحيحة) ومقولة (التوحيد) ومقولة (منهج السلف الصالح)، ومقولة (ما دل عليه الكتاب والسنة)، حتى فام في اذهان عوام المسلمين بمن فيهم عوام السلفيين، انهم هم وحدهم على الحق وغيرهم على باطل..! فيا صاحبي هناك صائب وأصوب، وليس بالضرورة صائب وخاطئ. فكثير من المسلمين السابقين والحاليين هم ضمن فئة (صائب وأصوب). ولو كان كل ما عند السلفية صائب، مع كثرتهم، لما كان زماننا هذا احط زمان مر على المسلمين، حتى صدق فينا حديث رسول الله (ص)، [توشك ان تتداعى عليكم الامم]. غفر الله لي ولك ان شاء الله.
عبد الله عمر المصري
2014-06-05, 05:13 AM
على رسلك يا عبد الله عمر المصري، اما والله لو شئت لقلت، ولو قلت لكرهت ما ستقرأ، لكن اكتفي بقول، مثلما ان داعش فتنتها فكرة (الدولة)، فكثير من السلفيين فتنتهم مقولة (العقيدة الصحيحة) ومقولة (التوحيد) ومقولة (منهج السلف الصالح)، ومقولة (ما دل عليه الكتاب والسنة)، حتى فام في اذهان عوام المسلمين بمن فيهم عوام السلفيين، انهم هم وحدهم على الحق وغيرهم على باطل..! فيا صاحبي هناك صائب وأصوب، وليس بالضرورة صائب وخاطئ. فكثير من المسلمين السابقين والحاليين هم ضمن فئة (صائب وأصوب). ولو كان كل ما عند السلفية صائب، مع كثرتهم، لما كان زماننا هذا احط زمان مر على المسلمين، حتى صدق فينا حديث رسول الله (ص)، [توشك ان تتداعى عليكم الامم]. غفر الله لي ولك ان شاء الله.
القضية مع الأشاعرة قضية حق وباطل وليس قضية صواب وأصوب وكل كتب أئمتنا منذ أحمد بن حنبل والبخاري ومن جاء بعده تقر ذلك
وحضرتك نسيت أن الكثير من الأشاعرة فتنتهم مقولة (معظم الأمة أشاعرة لذلك فالأشعرية هي العقيدة الصحيحة)
ونسوا قول رسول الله: " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء " .
ولم أجد شئ في منهج السلفية الصافية باطل ولو عندك ناقش بالأدلة ، لكن بلا لهجة استهزاء .
ونحن لا نخدع بعبارات رَنّانة ، بل نتربّى عليها، ونطبقها، والفيصل بيننا وبين الفرق الأخرى هو أننا نطبق هذه العبارات أما هم فإنهم يزعمون تطبيقها وهم أبعد ما يكونوا عنها، ويكفي في التدليل على ذلك لهثم وراء منطق اليونان بدعوى أن فيه من الحجة والبيان ما كان ينقص صحابة النبي العدنان رغم كل ما تعلموه من السنة والقرآن .
حتى إنهم - الأشاعرة - لو دخلوا في مناظرة مع أحد لا يسألوه عن حفظه للقرآن ولا السنة، ولا دراسته للتفاسير وشروحات الأحاديث، بل يسألوه عن درجة إلمامه بالمنطق ليكون أهلاً لأن يناظرهم ، وما ذلك إلا لأنهم أفراخ المعتزلة، كرّروا مقولتهم في التعطيل، وانخدعوا بدعوى " التنزيه " وأقروا أن الميعاد والحشر لا يثبت إلا بالسمع، مع أن كثير من العقليات تثبته، وجاؤوا في صفات الله التي لا تثبت إلا بالسمع، فضربوا به عرض الحائط وقرروا لأنفسهم أصولاً عقلية تكون مصدرهم في فهم قضية الصفات الإلهية، حتى قال الآمدي الأشعري أحد رؤوسهم ما نصه:
" ولعل الخصم قد يتمسك هاهنا بظواهر من الكتاب والسنة وأقوال بعض الأئمة وهي بأسرها ظنية ولا يسوغ استعمالها في المسائل القطعية فلهذا آثرنا الإعراض عنها، ولم نُشغِل الزمان بإيرادها " انظر غاية المرام في علم الكلام للآمدي صفحة 184
هذه هي منزلة القرآن والسنة عند الأشاعرة مقارنةً بمنزلة المنطق " المسائل القطعية " .
فليتهم يسكتوا عن مقولة " الأشاعرة أهل السنة والجماعة "
لأن معنى " أهل السنة " أي المتمسكين بالسنة، وهؤلاء لا يأتيهم حديث إلا وردّوه بدعوى " الآحاد " ولو كان متفق عليه بين البخاري ومسلم .
َقَال مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَعْنِي الْبُخَارِيَّ: " أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُمِيتَتْ ، فَاصْبِرُوا يَا أَصْحَابَ السُّنَنِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ ، فَإِنَّكُمْ أَقَلُّ النَّاسِ "
المصدر : كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب » ذِكْرُ مَا يَجِبُ تَقْدِيمُ حِفْظِهِ عَلَى الْحَدِيثِ .
الطيب العربي
2014-06-05, 06:04 AM
القضية مع الأشاعرة قضية حق وباطل...! على رسلك مرة اخرى. يا صاحبي دعك من هذا الغلو، فما القضية معهم قضية حق وباطل، بل هي ما ذكرت. فارائهم التي جاءوا بها (وليس المتكلمين الذين جاءوا بعدهم) هي اراء اسلامية. ومن ذلك ان خبر الاحاد الذي ذكرته، ليس بحجة في العقائد، سواء ورد في البخاري او ورد في مسلم. فانا من المؤمنين بهذا القول عن ثقة، واني ازعم ان من يقول بخلاف ذلك قد ضل الطريق في هذه المسئلة، كائنا من كان. فهذه القضية قضية عقلية وليس قضية نقلية. لكن معنى انه ليس بحجة في العقائد لا يعني تكذيب الحديث، بل فقط نه لا تقوم به حجة على عقيدة ينعقد عليها القلب، اما في الاحكام الشرعية فيؤخذ بخبر الاحاد، لان الحكم الشرعي هو ظن. هذا كمثال. ولعلمك فان الاشاعرة لم يجعلوا من أنفسهم فرقة مفصولة عن المسلمين، مثلما انت تفعل مع السلفية، بل هم ضمن فئة المسلمين، لهم ارائهم، مثلما لاصاحبك اراء.
عبد الله عمر المصري
2014-06-05, 06:57 AM
القضية مع الأشاعرة قضية حق وباطل...! على رسلك مرة اخرى. يا صاحبي دعك من هذا الغلو، فما القضية معهم قضية حق وباطل، بل هي ما ذكرت. فارائهم التي جاءوا بها (وليس المتكلمين الذين جاءوا بعدهم) هي اراء اسلامية. ومن ذلك ان خبر الاحاد الذي ذكرته، ليس بحجة في العقائد، سواء ورد في البخاري او ورد في مسلم. فانا من المؤمنين بهذا القول عن ثقة، واني ازعم ان من يقول بخلاف ذلك قد ضل الطريق في هذه المسئلة، كائنا من كان. فهذه القضية قضية عقلية وليس قضية نقلية. لكن معنى انه ليس بحجة في العقائد لا يعني تكذيب الحديث، بل فقط نه لا تقوم به حجة على عقيدة ينعقد عليها القلب، اما في الاحكام الشرعية فيؤخذ بخبر الاحاد، لان الحكم الشرعي هو ظن. هذا كمثال. ولعلمك فان الاشاعرة لم يجعلوا من أنفسهم فرقة مفصولة عن المسلمين، مثلما انت تفعل مع السلفية، بل هم ضمن فئة المسلمين، لهم ارائهم، مثلما لاصاحبك اراء.
السلفية لم يفصلوا نفسهم عن المسلمين ولا أفهم أين الدليل على كلامك
والأشاعرة ينظرون للسلفية على أنهم ضلّال ، وينظرون لأنفسهم على أنهم هم المسلمون حقاً.
وخبر الواحد مقبول في العقائد كما هو مقبول في الأحكام لأن الناقلون لنا الأحكام هم ناقلو العقائد فإن كانوا عدولاً في الأحكام فهم عدولاً في العقائد ، ولا يوجد " قضايا عقلية " في العقيدة، بعبارة أخرى : " لا يوجد في العقل الصريح ما يخالف النقل الصحيح " .
والدين ليس فيه رأي
وأحمد بن حنبل لما قيل له: هل ننسخ كتب الأثر - يعني الحديث - أم كتب الرأي ؟
فقال: لا ، بل انسخوا كتب الأثر
فقيل لابن حنبل: ابن المبارك أجاز نقل كتب الرأي
فقال أحمد : ابن المبارك لم ينزل من السماء إنما أُمرنا أن نأخذ العلم من فَوق .
الدين ليس سياسة ولا فنون ولا فلسفة كي يكون لك واحد رأيه
الدين - العقيدة - إما حق وإما باطل
ولعلك تعرف الحديث الذي رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم لما خط خطاً على الرمل وقال ما معناه " هذا سبيل الله " ثم جعل من هذا الخط المستقيم يخرج منه خطوطاً عن يمينه وشماله وقال ما معناه " هذه سُبُل الشيطان "
وتلى قول الله عز وجل: " ولا تتبعوا السُبُل فتفرق بكم عن سبيله "
نحن نتكلم في عقيدة وليس في اختيار موضة وأذواق اختيار أنواع الطعام
العقيدة: عقد القلب على تصديق خبر الله وتنفيذ أمره
وهي إما بمعنى " العَقد " وإما بمعنى " العُقدَة " فإن كانت بمعنى العَقْد فتُحمَل على التزام العبد بتنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه
وإن كانت بمعنى العُقْدَة فهي تحمل معنى العُروَة الوثقى وهي العقدة التي يعقدها المسلم في قلبه كي يصدق كل ما أخبر الله به
هذا هو أ ، ب عقيدة
لكن لما تنظر للعقيدة على أنها " أهلي " و " زمالك " - وهما ناديان من أندية لعبة كرة القدم في مصر -
فهذا ضلال مبين
لأنه لا آراء في العقيدة
لكن الآراء في الفقه بشرط أن يستند الرأي على دليل
وأكررها لك : شيخ الأزهر الحالي يرى أن الفرق بين السني والشيعي كالفرق بين الحنبلي والحنفي والمالكي والشافعي
لكن في نفس الوقت ينظر للسلفية على أنهم أصحاب دين جديد !!!!!!!!!!
فلا يصح أن تنظر للعقيدة على أنها آراء
هذا من حقه يرى عائشة عفيفة
وهذا من حقه يرى عائشة نجسة زانية
هذا من حقه يرى أبو بكر وعمر أفضل الناس بعد الأنبياء
وهذا من حقه يتقرب إلى الله بلعن أبو بكر وعمر كما يفعل الروافض
هذا من حقه يرى أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وهذا من حقه يرى أن القرآن ناقص وأن ثمة قرآن آخر اختص الله به علي كرم الله وجهه
هذا من حقه يرى أن الأحاديث الصحيحة حجة في الدين عقائد وأحكام
وهذا من حقه الاكتفاء بالقرآن ولا يرى " قال رسول الله " حجة لا في العقائد ولا الأحكام
وكل واحد حر في رأيه
هذا ليس دين
هكذا يصير الأمر " كوسَة " .
الطيب العربي
2014-06-05, 01:10 PM
تقول: [وكل واحد حُر في رأيه..!]..نعم كل واحد حر ورأيه، والرأي المقصود ليس كما تهكمت في أمثلة سامجة طرحتها، لا علاقة لها بقولي أبدا. أم ترى أني يجب أن أكون على رأيك ورأي علماء اتجاهك لأكون على الصواب..!
اللهم فاشهد أني قد بلغت..!
الطيب العربي:
السلام عليكم ورحمة الله:قرأت ما كتب أعلاه [http://majles.alukah.net/t127718/]، وإذا اتسع صدركم، ويجب أن يتسع لكونكم مسلمين..! وكذلك صدر المشرفين على هذا الموقع الذين يحذفون ما لا يوافق هواهم ومنهجهم. أقول بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. أقول بداية إني لست سلفياً بالمعنى المتعارف عليه، أقول ذلك حتى أريحُ من سيجتهد من الاجتهاد، إنما أنا رجل مسلم اعلم أن الله سيسألني عن معتقدي وحدي، وهو به أخبر. وأقول: لا شك أن كل من ينفق وقتاً على قراءة هذه الأمور هدفه أن يزيل شُبهة عنده، أو يزيل شبهة عند غيره من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليلقى الله بعقيدة صحيحة. لكن إذا سمحتم لي فأنا عندي أقوال قد تخالف رأيكم، وعندي اعتراض على منهجكم في بحث هذا الموضوع، عسى أنْ استفيد منكم وتستفيدون مني. وأبدأ أولاً بذكر اعتراضي على منهجكم في البحث، وهو منهج ليس مخصوصاً بكاتب أصل الموضوع فقط، بل يتعداه إلى كل من يقول أنا (سلفي).
وأول اعتراض هو تكرار هذه العبارات في نقاشاتكم (ما عليه أهل السنة والجماعة --- مذهب السلف الصالح-- ما دل عليه الكتاب والسنة— بَيَّنَ العلماء – أجمع العلماء)، فاني أرى في هذا القول مخالفة عقدية خطيرة..؟ فهل نزلَ على من يقول ذلك وحيٌ من الله ليخبره أنه على مذهب السلف وغيره لا..؟ فبأي حق يحتكر من يردد تلك العبارات رأي السلف على انه رأيكم وحدكم..؟ نقول هذا بدليل أن السلف قد اختلفوا بينهم في أمور كثيرة، في فروع العقيدة وفي الأحكام الشرعية، فهل هداكم الله إلى ما اختلفوا فيه دون غيركم..؟ فان زعم احد ذلك فقد خالف منهج السلف لأنهم اختلفوا كما قلنا، وان أخذ برأي احدهم أو مجموعة منهم، ثم زعم انه رأيُ السلف فقد افترى على الباقيين. فما بالك إذا قال عالم قولاً لم يقل به احد من السلف، وكان رأياً قد استوفى الشروط الشرعية الصحيحة، أيكونُ مبتدعاً مثلاً..؟ بل هل كان اختلاف السلف يقع في خانة الذم أم كان يقع في خانة الجائز..؟ كما أنَّ قول: [ما دل عليه الكتاب والسنة] لا يجعل الحجة لكم على غيركم بهذه الديباجه التي يكثر تردادها، فما دل عليه الكتاب والسنة هو حسب فهمكم انتم، وليس بالضرورة أنْ يكون فهمكم هو الصحيح، وفهم غيركم باطل. وبالتالي فهناك احتمال أن يكون فهمكم لجزئيات من الإسلام هو الباطل، وفهم غيركم لها هو الصواب، وقد يكون الفهمين متساويين، ولكليهما وجه مقبول من الصواب، فلماذا رأيكم في مثل الحالة الأخيرة، هو ما دل عليه الكتاب والسنة، ورأي غيركم لم يدل عليه الكتاب والسنة...! فهذا القول [ما دل عليه الكتاب والسنة] الذي يُوضع أول كل نقاش مع احد منكم، فيه اتهام للناس في افهماهم وعقائدهم إذا خالفوا أقوالكم وكان دليلهم اقوي من أدلتكم أو بمثل قوتها. وكذلك قول (بَيَّنَ العلماء – أجمع العلماء)، يبتدأ بها السلفي قوله. وهذا في الحقيقة تدليس، لان فيه تغرير بالمسلمين، فقد يكون اجمع عليه العلماء حقاً، وقد يكونون لم يجمعوا عليه، بل قد يكون انفرد به واحد منهم. فما المانع أن يقول الواحد منكم هذا هو الرأيُ الذي عليه أنا، وفلان وفلان.بعد الذي قلته، إذا اتفق احد معي على خطأ هذا المنهج في البحث، فيجب التصرف فوراً تجاهه لنزيل اللغط الحاصل بين المسلمين، فقد والله صار شرخاً عظيماً في جسد المسلمين مع انه ليس كذلك، إذا فهم المسلمين كيف تُزال هذه الاختلافات شرعياً ومن ثم عقلياً.
الاعتراض الثاني: الملاحظ عند كثير من السلفيين أنَّ أدلتهم العقدية (وليس الفقهية) هي شيوخهم [وهذا ليس طعناً فيهم]، وكأن الله سوف يسأل الواحد منهم في موضوع العقيدة عن قول شيخه في المسألة الفلانية، لا عن اعتقاده هُوَ عنها، فكلام الكثير منهم المكرر عن ذلك، إنما هُوَ في معظمه حفظ، أو قص ولصق [خذ مثال قضية خبر الآحاد في العقائد على مواقع الانترنت]. والمشاركات أعلاه مثال على بعض ذلك. أي نعم أني استفيد كمسلم من أقوالهم لكن في النهاية أنا من سيُحاسب على المعتقد لا هُوَ، فالعقيدة لا تقليد فيها، ذلك أنها تتعلق بكل إنسان بعينه، فكون المسلم يولد لأبوين مسلمين لا يجعله بالضرورة مسلماً في الاعتقاد [وليس في الأحكام]، إذ لا بد أن يكون الإنسان قد خلا بنفسه فتدبَّرَ هذا الكون، فسأل نفسه تلك الأسئلة التي يسألها كل إنسانٍ لنفسه، فوجدَ أن إجابة أبويه المسلمين صحيحة عقلياً، فاعتقدها عن يقين لا عن ظن.
الاعتراض الثالث: أن علماء المسلمين جميعاً، قديمهم وحديثهم، يؤخذ منهم ويرد عليهم، فلماذا السلفيون عند النقاش معهم يجعلون علمائهم، والذين هم من جملة علماء المسلمين، أعلى مرتبة من غيرهم. فيا صاحبي إذا كنت ترى في الشيخ محمد عبد الوهاب يرحمه الله، والشيخ ابن تيمية يرحمه الله، والشيخ ابن باز يرحمه الله، والألباني يرحمه الله، إليهم انتهى العلم، فغيرك لا يرى ذلك، بل قد يرى أنَّ باعهم في العلم ضعيف، وعليهم مآخذ كغيرهم. فإذا كنت تراهم بتلك المنزلة فلا يحق لك أن تفرض على الآخرين أن يروهم كذلك. وإلا فيجب أنْ ترى علمائهم بمثل المنزلة التي ترى فيها علمائك، إذا كنت منصفاً. فمثلا أنا العبد الفقير أرى أن أبو موسى الأشعري يرحمه الله اعلم منهم، وما يرمى به من أقوال هو بريءٌ في كثيرٍ منها، وبعض من آراءه وان خالفت منهجك ومنهجي فما زالت آراءه تعتبر أراء إسلامية [هناك تفسير لذلك لا يتسع المجال له]. فمن يظن أن في عقائد الاشعريين الأوليين لا المتكلمين الذي أتوا بعده، خلل، فليراجع كتبهم ليقف على حقيقة دعواهم، أم انه سيخاف على عقيدته منهم..! على اعتبار أنها من زجاج سهل الكسر..! فإذا كان الواحد منا يبذل جهدا في فهم عمل برنامج كمبيوتري، فيستغرق منه شهورا لإتقانه، ألا يتوجب عليه أنْ يتبين بنفسه موضع الخلاف في أمرٍ ما بين المسلمين، فيكون له رأيٌ واحده بدل أن يكون إمَّعة..!
الاعتراض الرابع: أنَّ كثيراً من السلفيين يطعن في علماء المسلمين تصريحاً أو تلويحاً، وكأن الله أرسلهم ليكونوا على الناس وكلاء. فاتقوا الله وكفوا.
الاعتراض الخامس: أن كثيراً من السلفيين يرمون غيرهم بتقديم العقل على النقل، بإطلاق وظلم، وكأنَّ أولئك الغير كانوا على الإسلام فكفروا، أما هُم فهم الطائفة الناجية بعلمائها وعوامها...! والأعجب أن كثير من السلفيين، بما فيهم العلماء المنتسبون إلى السلفية، غارقون في الذي ينهون عنه. مع أنَّ الأمر ليس كذلك، فالكل إنْ شاء الله من أهل السنة من الطائفة الناجية برحمة ربها.
الاعتراض السادس وهي في نفس الوقت نصيحة خالصة لوجه الله، أن قضية أحكام الخلاف غائبة عن كثير من عوام السلفيين [ولا أعدُّكم منهم]، إلا من رحم ربي، مع أن هذه القضية هي اخطر قضية، فإن من كمال الدين أن بيَّنَ الله لنا كيفية رفع الخلاف عند الاختلاف.
الاعتراض السابع: انه يكثر في أتباع المنهج السلفي تحذير أنفسهم وغيرهم من كتب باقي المسلمين، كقول صاحبنا أعلاه، وارجوا أن لا يجد في نفسه شيء من ذلك: [ليحذر طالب الحق من كتب أهل البدع، كالأشاعرة، والمعتزلة، ونحوهم، فإن فيها من التشكيك، والإيهام، ومخالفة نصوص الكتاب والسنة ما أخرج كثيراً من الناس عن الصراط المستقيم، نعوذ بالله من الخذلان]، فمن كانت عقيدته صحيحة يجابه بها الدنيا، فلا يخاف من البدع، أليس كذلك..؟ ولماذا يخاف طالما أن شيوخه موجودون فيسألهم، وقد أتاح الانترنت إمكانية تواصل مذهله ما حَلُمَ بها أي إنسان من قبل. أما من كانت عقيدته أو آراءه العقدية مخلخله، فبالتحذير من الاطلاع على آراء المخالفين له، يمكن الحفاظ على آراءه العقدية أو الفقهية كما عُلِّمَت له. وهذا التحذير المشار إليه منهم، مع الأسف يفعله النصارى والشيعة مع أتباعهم، فيحذرونهم من مناقشة المسلمين...!
ما بكم يا قوم، السنا جميعا أهل السنة، والحق يعرف بالرجال، وستوضع في القبر وحدك ولا احد معك. ما بكم يا قوم: إن عقيدة المسلمين عقيدة صحيحة، قائمة على العقل، ولذلك فهي قوية، يستطيع فرد واحد من المسلمين أن يجابه بها الدنيا. لكن إنْ كان هناك مثالب وشبهات تثار..؟ فما السبيل إلى دحضها..؟ السبيل إلى ذلك بانفتاح أهل السنة على بعضهم، وانضباطهم بأحكام الاختلاف.
ارجوا أن لا يسألني احد عن أدلتي فيما زعمت سابقاً، فالأمر أصبح مشهوراً ومعروفاً عن كل من يتبنى السلفية، إلا قليل رايتهم بدءوا يتخلصون من هذا القيد، فأصبح للسلفية معهم وجهٌ مشرق بنزعه.
آخراً، بالنسبة لعنوان الموضوع الرئيس، فهذا معتقدي إن شئتم، وهو أنَّ البحث في كل ما يتعلق بذات الله لا أبحث فيه، بل أتوقف عند قول ربنا عن نفسه في كتابه، لان ذات الله وصفاته لا تقع تحت الحس وبالتالي لا مجال للعقل فيها، ولا في كيفية حصولها، لا إثباتاً ولا نفياً، أقول هذا في ظل أن الله سبحانه قال عن نفسه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير). فأيُ قول يخالف معنى ذلك يؤول تأويلاً صحيح يحتمله النص موافق لطريقة العرب في الكلام، ليوافق مفهوم الآية، من نحو مدلول حديث (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر)، فأفهم الحديث على مدلوله الذي يتوافق مع الآية القطعية الدلالة، انه كناية عن رحمة ربنا، لا نزوله. فإنك لو تصوَّرت نزوله فقد تصورت جسماً لا محالة، لا ينفع معه إنكارك باللسان لذلك، ولا ينفعك عدم تشبيهك لذلك النزول في رفع هذا التصور الباطل عنه، ولا ينفعك منع عقلك من تخيُّل كيفية ذلك النزول في رفع هذا التصور الباطل عنه كذلك، فمجرد القبول بفكرة النزول هي قضية بحد ذاتها، فعقل الإنسان خلقه الله وهو اعلم به، من أنه سيتصوَّر ذلك النزول فيما لو قبلت بفكرة النزول على ظاهرها في الحديث، ولم تأولها التأويل الصحيح. ذلك لأن هذه هي طبيعة العقل التي لا غنى له عنها، فالعقل لا يقبل انه ينزل ولا ينزل معاً. واسمحوا لي أن أقول أن أيَّ تبرير بغير ذلك هو تبرير لا مكان له من الإعراب عندي، وعند كثير من المسلمين الواعين على عقيدتهم حق الوعي، من نحو: [أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، فهو ينـزل كما يشاء ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله]، فمن سيأخذ بهذا التبرير فهو على الحقيقة يدفع بها تصوُّر العقل المرفوض عنده وعند المسلمين، عن نفسه وعن عقله. فطالما انك قبلت بفكرة النزول سيترافق معها في عقلك كانسان، فكرة الجسم، شئت أم أبيت، ولكي تدفع عن نفسك وعقلك هذه التهمة والمعضلة، وتبرأ خالقك جل وعلا من فكرة الجسم، لا مناص من أنْ تتبعها بمقولة بلا تشبيه ولا تمثيل..! فإذا رضيت أيها المسلم بهذا التبرير، فبماذا سترد على النصارى الذين يقولون أنَّ الله تجسَّدَ في بشر، إذا احتجوا عليك بمثل ما تقول فقالوا (مثلاً): [انه تجسيد يليق بالله وليس مثل أجسادنا وتصوُّرنا عنها، فهو تجسيد لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، فهو يتجسد كما يشاء ولا يلزم من ذلك كونه بالتجسد يصير بشرا خالصاً]..!! فان كان احد يزعم أن ذلك القول الذي نقضته هو منهج السلف الصالح، ويدعوا الله أنْ يموت عليه، فأنا وكثير من المسلمين نزعم أنَّ ما عبَّرَت عنه في تلك المسألة هي منهج السلف الصالح، ونسال الله أنْ نموت عليه..! ولا تقلقوا علينا، بل ليقلق كل واحد على نفسه. فانه إن سألني ربي عن ذلك، فلن أقول له يا ربي قال عبدك الشيخ فلان ذلك فقلته مثله، بل سأقول يا رب: انك قلت عن نفسك: [(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير)، فكيف لي أن أتخيلك تنزل إلى السماء الدنيا، فإذا تخيلتك فقد جَسَّمْتُكَ، وحاشا لك. ولا استطيع يا ربي أن اثبت لك النزول واعتقد انه (بلا تشبيه ولا تمثيل)، كما يقول البعض، فهذا أراه عذراً أقبح من الذنب من القول بالنزول، فان عقلي الذي خلقته وخلقت كل العقول بني ادم مثله، إلا من نكس على عقبيه، لا تقبل الشيء ونقيضه في آنٍ معاً]. يا قوم إنَّ المسألة جد خطيرة، فإذا كان الأخ أبو احمد المالكي أعلاه، قال: [وهذا ما ندين الله تعالى به وهو معتقدنا ونسأل الله أن نلقاه على منهج السلف]. فاني كذلك أقول ذات قوله عن قولي السابق: [وهذا ما ندين الله تعالى به وهو معتقدنا ونسأل الله أن نلقاه على منهج السلف].اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
ولن أحيلكم على قول احد من العلماء يسند قولي، بل سأحيلكم على قول ابن جني يرحمه الله، عالم العربية، في كتابه (الخصائص – الجزء الثالث)، فقد قال تحت باب عنوانه (باب فيما يُؤَمِّنَهُ علم العربية من الاعتقادات الدينية)، قال: {اعلم أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب، وأن الانتفاع به ليس إلى غاية ولا وراءه من نهاية. وذلك أن أكثر من ضلَّ من أهل الشريعة عن القصد فيها وحاد عن الطريقة المثلى إليها فإنما استهواه "واستخف حلمه" ضعفه في هذه اللغة الكريمة الشريفة، التي خُوطب الكافة بها، وعرضت عليها الجنة والنار من حواشيها وأحنائها، وأصل اعتقاد التشبيه لله تعالى بخلقه منها، وجاز عليهم بها وعنها. وذلك أنهم لما سمعوا قول الله سبحانه، وعلا عما يقول الجاهلون علواً كبيرًا: {يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ} وقوله: "عز اسمه: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ}، وقوله: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، وقوله: تعالى: {مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}، وقوله: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ}، وقوله، {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقوله: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}، ونحو ذلك من الآيات الجارية هذا المجرى. وقوله في الحديث: "خلق الله آدم على صورته"، حتى ذهب بعض هؤلاء الجهال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} أنها ساق ربهم ونعوذ بالله من ضعفة النظر، وفساد المعتبر، ولم يشكوا أن هذه أعضاء له، وإذا كانت أعضاء كان هو لا محالة جسمًا معضىً؛ على ما يشاهدون من خلقه، عز وجهه، وعلا قدره، وانحطت سوامى الأقدار والأفكار دونه. ولو كان لهم أنس بهذه اللغة الشريفة أو تصرُّفٌ فيها، أو مزاولة لها، لحمتهم السعادة بها، ما أصارتهم الشقوة إليه، بالبعد عنها. وسنقول في هذا ونحوه ما يجب مثله. ولذلك ما قال رسول الله صلى اله عليه وسلم لرجل لَحَن: أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل، فسمي اللحن ضلالًا وقال عليه السلام: "رحم الله امرأ أصلح من لسانه"، وذلك لما علمه صلى الله عليه وسلم مما يعقب الجهل لذلك من ضد السداد، وزيغ الاعتقاد. وطريق ذلك أن هذه اللغة أكثرها جارٍ على المجاز، وقلما يخرج الشيء منها على الحقيقة. وقد قدمنا ذكر ذلك في كتابنا هذا وفي غيره. فلما كانت كذلك، وكان القوم الذين خوطبوا بها أعرف الناس بسعة مذاهبها وانتشار، أنحائها جرى خطابهم بها مجرى ما يألفونه ويعتادونه منها وفهموا أغراض المخاطب لهم بها على حسب عرفهم وعادتهم في استعمالها}. ثم قال ابن جني بعد ذلك مما تخيرته من قوله من اجل الاختصار: { وقوله: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} إن شئت جعلت اليمين هنا الجارحة، فيكون على "ما ذهبنا" إليه من المجاز والتشبيه، أي حصلت السموات تحت قدرته حصول ما تحيط اليد به في يمين القابض عليه، وذكرت اليمين هنا دون الشمال لأنها أقوى اليدين وهو من مواضع ذكر الاشتمال والقوة. وإن شئت جعلت اليمين هنا القوة؛ كقوله: إذا ما رايةٌ رفعت لمجد ... تلقاها عرابة باليمين}. وقوله{ فأما قول من طغى به جهله، وغلبت عليه شقوته، حتى قال في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}: إنه أراد به عضو القديم، وإنها جوهر كهذه الجواهر الشاغلة للأماكن، وإنها ذات شعر، وكذا وكذا مما تتايعوا"في شناعته" وركسوا في "غوايته" فأمر نحمد الله على أن نزهنا عن الإلمام بحراه. وإنما الساق هنا يراد بها شدة الأمر؛ كقولهم: قد قامت الحرب على ساق. ولسنا ندفع من ذلك أن الساق إذا أريدت بها الشدة فإنما هي مشبهة بالساق هذه التي تعلق القدم، وأنه إنما قيل ذلك لأن الساق هي الحاملة للجملة، المنهضة لها. فذكرت هنا لذلك تشبيها وتشنيعا. فأما أن تكون للقديم -تعالى- جارحة: ساق أو غيرها فنعوذ بالله من اعتقاده "أو الاجتياز"بطواره. وعليه بيت الحماسة: كشفت لهم عن ساقها ... وبدا من الشر الصراح}. انتهى.فلا تظنوا يا قوم أنَّ مقولة (بلا تشبيه ولا تمثيل تفيد مع هذه الأمور مع إثباتها)، فلا يستقيم في العقل الشيء وضده، من نحو ينزل ربنا لكن نزول يليق بجلاله بلا كيف..! فلا يستقيم ذلك إلا لو ألغى المسلم عقله كما ألغى النصراني عقله. فتصير عقيدة المسلمين مخالفة للعقل...! يا قوم لا يمنعكم كره ما قرأتم أن لا تتدبروه، فإن رأيتم أخاكم قد ضل فاسعوا إلى إنقاذه من النار بالحجة الواضحة.ولعلي لا القاءكم بعد يومي هذا في منتداكم، فاني أظن ظناً قوياً أن منبر الالوكة لا يتسع إلا للون واحد، يزعمون انه منهج السلف الصالح، ومنهج غيرهم المخالف لهم هو منهج السلف الطالح...! والقوم عقيدتهم ضعيفه يخشون عليها وعليكم من أمثالي...! أقول هذا لاستفزهم بان يتركوا هذا الموضوع وشأنه، ولينبري لي من يزعم خلاف قولي فينقضه بالحق، فإن الرجال تُعرف بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال.نصيحة لك أيها القارئ: قم بحفظ نسخة من هذا الصفحة، فقد لا تجدها غدا، وادعوا الله أن يخيب ظني.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهوآخر دعوانا: "اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماما".
عبد الله عمر المصري
2014-06-05, 07:45 PM
فهل نزلَ على من يقول ذلك وحيٌ من الله ليخبره أنه على مذهب السلف وغيره لا..؟ فبأي حق يحتكر من يردد تلك العبارات رأي السلف على انه رأيكم وحدكم..؟ نقول هذا بدليل أن السلف قد اختلفوا بينهم في أمور كثيرة، في فروع العقيدة وفي الأحكام الشرعية، فهل هداكم الله إلى ما اختلفوا فيه دون غيركم..؟ فان زعم احد ذلك فقد خالف منهج السلف لأنهم اختلفوا كما قلنا
أولاً: الأشاعرة يحتكرون الحق ويستعرضون عضلاتهم ويقولون " نحن أكثر عدداً من السلفيين " كدليل على أنهم على حق، فمن الذي يحتكر الحق إذن ؟
ثانياً: أين الدليل على أن الخلاف وقع بين السلف في مسألة ما إذا كان ظاهر النصوص القرآنية والنبوية في الصفات تشبيه أم ليس ظاهره تشبيه ؟
شيخ البخاري الذي استدل ابن كثير صاحب التفسير بقوله على بيان ما يعتقد قال:
" بل الأمر كما قال الأئمة، منهم: نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري، قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه " انظر تفسير ابن كثير الآية 54 من سورة الأعراف
فأين في كلام السلف ما يدل على أن من الصحابة أو التابعين أو أتباع التابعين من قال بغير هذا وبنفس هذه الصراحة ؟ مَن مِن السلف (الصحابة والتابعين وأتباع التابعين والأئمة الأربعة) قال أن ظاهر النصوص القرآنية والنبوية في الصفات الإلهية موهمة للتشبيه ويجب صرف ظاهرها ؟
نحن ندّعي الإجماع وندّعي أن كل السلف على ما قاله نعيم بن حماد الخزاعي ، وعلى من يدّعي نقض هذا الإجماع فيجب عليه أن يأتي بقول أحد هؤلاء السلف السابق ذكرهم يقول بصراحة أن النصوص الصفاتية فيها تشبيه خلافاً لنعيم بن حماد الخزاعي .
وكذلك قول (بَيَّنَ العلماء – أجمع العلماء)، يبتدأ بها السلفي قوله. وهذا في الحقيقة تدليس، لان فيه تغرير بالمسلمين، فقد يكون اجمع عليه العلماء حقاً، وقد يكونون لم يجمعوا عليه، بل قد يكون انفرد به واحد منهم. فما المانع أن يقول الواحد منكم هذا هو الرأيُ الذي عليه أنا، وفلان وفلان.بعد الذي قلته، إذا اتفق احد معي على خطأ هذا المنهج في البحث، فيجب التصرف فوراً تجاهه لنزيل اللغط الحاصل بين المسلمين، فقد والله صار شرخاً عظيماً في جسد المسلمين مع انه ليس كذلك، إذا فهم المسلمين كيف تُزال هذه الاختلافات شرعياً ومن ثم عقلياً.
نفس الرد السابق
الاعتراض الثاني: الملاحظ عند كثير من السلفيين أنَّ أدلتهم العقدية (وليس الفقهية) هي شيوخهم [وهذا ليس طعناً فيهم]، وكأن الله سوف يسأل الواحد منهم في موضوع العقيدة عن قول شيخه في المسألة الفلانية، لا عن اعتقاده هُوَ عنها، فكلام الكثير منهم المكرر عن ذلك، إنما هُوَ في معظمه حفظ، أو قص ولصق، أي نعم أني استفيد كمسلم من أقوالهم لكن في النهاية أنا من سيُحاسب على المعتقد لا هُوَ، فالعقيدة لا تقليد فيها
الاعتراض الثالث: أن علماء المسلمين جميعاً، قديمهم وحديثهم، يؤخذ منهم ويرد عليهم، فلماذا السلفيون عند النقاش معهم يجعلون علمائهم، والذين هم من جملة علماء المسلمين، أعلى مرتبة من غيرهم. فيا صاحبي إذا كنت ترى في الشيخ محمد عبد الوهاب يرحمه الله، والشيخ ابن تيمية يرحمه الله، والشيخ ابن باز يرحمه الله، والألباني يرحمه الله، إليهم انتهى العلم، فغيرك لا يرى ذلك، بل قد يرى أنَّ باعهم في العلم ضعيف، وعليهم مآخذ كغيرهم. فإذا كنت تراهم بتلك المنزلة فلا يحق لك أن تفرض على الآخرين أن يروهم كذلك. وإلا فيجب أنْ ترى علمائهم بمثل المنزلة التي ترى فيها علمائك، إذا كنت منصفاً.
اذهب وقل هذا الكلام للإمام البخاري صاحب الصحيح فقد بنى كتابه " خلق أفعال العباد " في رده على المعتزلة على أقوال شيوخه الرجال .
ولم يذكر فيه أي حجج عقلية .
الاعتراض الرابع: أنَّ كثيراً من السلفيين يطعن في علماء المسلمين تصريحاً أو تلويحاً، وكأن الله أرسلهم ليكونوا على الناس وكلاء. فاتقوا الله وكفوا
البخاري والشافعي طعنوا في رجال المعتزلة ، وابن حجر الهيتمي الأشعري الصوفي حكم بكفر ابن تيمية بشخصه، وابن عابدين الحنفي الصوفي صاحب " حاشية ابن عابدين " الكتاب المشهور في الفقه الحنفي، حكم على محمد بن عبد الوهاب بأنه ضال مُضل .
فالسلفيين لا ينفردوا بذلك . بل كل صاحب عقيدة صادق في اعتقاده لها ، يُضَلل كل مَن يخالفه، أما من يرى كل الناس حلوين ، وكلنا يد واحدة، فهذا مائع لا لون له .
الاعتراض الخامس: أن كثيراً من السلفيين يرمون غيرهم بتقديم العقل على النقل، بإطلاق وظلم، وكأنَّ أولئك الغير كانوا على الإسلام فكفروا، أما هُم فهم الطائفة الناجية بعلمائها وعوامها...! والأعجب أن كثير من السلفيين، بما فيهم العلماء المنتسبون إلى السلفية، غارقون في الذي ينهون عنه. مع أنَّ الأمر ليس كذلك، فالكل إنْ شاء الله من أهل السنة من الطائفة الناجية برحمة ربها.
كما قلت لك " مَن لا يُضلل المخالف له في أصول الاعتقاد - ولا أتكلم عن الفروع كاختلاف الصحابة في رؤية النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج لكن الأصول هي جواز أو عدم جواز رؤية الله في الدنيا لأي من البشر باستثناء سيدنا محمد - فهو مائع لا لون له " .
لأنه لا يمكن أن يكون
وللعلم : الأشاعرة هم من يعترفوا على أنفسهم بأن النقل مطية للعقل، وأنهم يُثبتون عقائدهم بالعقل لا بالنقل، ولا يذكرون النقل إلا لتأييد ما توصلوا له بعقولهم، وما خالف من النقل كلام عقولهم يردّوه بالتضعيف لو كان حديث أو بالتأويل لو كان قرآن.
واقرأ ما سبق وقلته لك
قال الآمدي الأشعري أحد رؤوسهم ما نصه:
" ولعل الخصم قد يتمسك هاهنا بظواهر من الكتاب والسنة وأقوال بعض الأئمة وهي بأسرها ظنية ولا يسوغ استعمالها في المسائل القطعية فلهذا آثرنا الإعراض عنها، ولم نُشغِل الزمان بإيرادها " انظر غاية المرام في علم الكلام للآمدي صفحة 184
وأما عن افتراءك أن علماء السلفية خالفوا ذلك وقدّموا عقولهم على النقل فإما أن تأتي بدليل من كلامهم معزوّاً إلى مصادرها من كتبهم وإما تضع لسانك في فمك ، قل خيراً أو اصمت ، والبينة على من ادعى
فهذا معتقدي إن شئتم، وهو أنَّ البحث في كل ما يتعلق بذات الله لا أبحث فيه، بل أتوقف عند قول ربنا عن نفسه في كتابه، لان ذات الله وصفاته لا تقع تحت الحس وبالتالي لا مجال للعقل فيها، ولا في كيفية حصولها، لا إثباتاً ولا نفياً، أقول هذا في ظل أن الله سبحانه قال عن نفسه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير)
وهذا معتقدنا نحن السلفية وأشهد الله على ذلك . وأبرأ إلى الله من كل جاهل إتهمنا بأننا نقول بغير ذلك .
حتى قال في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}: إنه أراد به عضو القديم، وإنها جوهر كهذه الجواهر الشاغلة للأماكن، وإنها ذات شعر
هذا ما أقوله لك : الأشاعرة درسوا الفلسفة فتأثروا بما ورد فيها، فدراسة " الجوهر والعرض " لا توجد إلا في الفلسفة .
وبسبب تأثر الأشاعرة - الذين ما هم إلا تلامذة المعتزلة ولعلك تجعل المعتزلة أيضاً من أهل السنة !!! - بالفلسفة والمنطق فإنهم يفهمون صفات الله على طريقة " الجوهر والعرض " . وهي مصطلحات بدعية لم يخطر في بال أحد من الصحابة لأن عقيدتهم كانت صافية، لم تتأثر بنجاسات الفلسفة اليونانية .
ولم تأولها التأويل الصحيح
على طريقتك : ومن قال لك أن تأويلك هو التأويل الصحيح ؟ لعلك سترد بنفس ما سخرت به منا فتقول " هذا التأويل ما دل علي القرآن والسنة وأجمع عليه العلماء " !!!!!!!
ولا ينفعك عدم تشبيهك لذلك النزول في رفع هذا التصور الباطل عنه
[أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، فهو ينـزل كما يشاء ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله]، فمن سيأخذ بهذا التبرير فهو على الحقيقة يدفع بها تصوُّر العقل المرفوض عنده وعند المسلمين، عن نفسه وعن عقله. فطالما انك قبلت بفكرة النزول سيترافق معها في عقلك كانسان، فكرة الجسم، شئت أم أبيت
كلامك نقضه الإمام ابن كثير تفسير الآية 54 سورة الأعراف فقال :
" وأما قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، لا يشبهه شيء من خلقه و{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة، والأخبار الصحيحة، على الوجه الذي يليق بجلال الله، ونفى عن الله تعالى النقائص، فقد سلك سبيل الهدى " انتهى كلام ابن كثير .
فقد أقر بإثبات الصفات ، ونفعه ما قلت أنه لا ينفع السلفية ، فقد أثبت الصفات ، ولعلك ترى كلامه باللون الأحمر يوافق الكلام الذي قلت أنت أنه لن ينفع السلفية في رفع التشبيه من العقل .
وهذا الكلام ، أعني إثبات الصفة مع القول بأنها ليست مثل صفات الخلق ونثبتها بما يليق بجلال الله، الذي تدعي أنت أنه متعارض ولا يرفع الشبهة من الذهن ، أقر به الشعراوي :
https://www.youtube.com/watch?v=S0_bl3p2hHk
فبماذا سترد على النصارى الذين يقولون أنَّ الله تجسَّدَ في بشر، إذا احتجوا عليك بمثل ما تقول فقالوا (مثلاً): [انه تجسيد يليق بالله وليس مثل أجسادنا وتصوُّرنا عنها، فهو تجسيد لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى، فهو يتجسد كما يشاء ولا يلزم من ذلك كونه بالتجسد يصير بشرا خالصاً].
هذه الشبهة قرأتها فعلاً على موقع أحد الكنائس، فقالوا : طالما أنكم يا مسلمون قلتم أن جبريل كان يتشبّه بجسم الصحابي دحية الكلبي، فهل الله أضعف من جبريل ويعجز عن التجسد ؟
والرد بسيط : نحن لم نثبت لله عز وجل النزول بالعقل، بل أثبتناه بالنقل، ولو وصف الله نفسه بأي صفة في القرآن والسنة الصحيحة لأثبتناها له مع نفي المثيل والشبيه كما قال ابن كثير والشعراوي رحمهما الله ، ولو أثبت الله لنفسه أنه جسد لأثبتناه، لكن لما لم يثبت الله لنفسه ذلك، فنحن لا نثبته له سبحانه وتعالى .
حتى ذهب بعض هؤلاء الجهال في قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ} أنها ساق ربهم ونعوذ بالله من ضعفة النظر، وفساد المعتبر
لعلك تقصد بهؤلاء الجهال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال في صحيح البخاري:
قال ابن كثير في تفسير آية " يوم يُكشَف عن ساق ما نصه كالتالي:
" وقد قال البخاري (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)ها هنا :
حدثنا آدم ، حدثنا الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15944)، عن عطاء بن يسار (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16572)، عن أبي سعيد الخدري (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44)قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يكشف ربنا عن ساقه ، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ، فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " .
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما من طرق وله ألفاظ ، وهو حديث طويل مشهور . "
فالرسول هو الذي قال - بوحي من الله - " يكشف ربنا عن ساقه " والهاء هنا لإضافة الساق لله عز وجل كما تليق به رغم أنفك
كما قال ابن كثير.
توضيح مهم حول ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الساق
غالبا ما يدندن أهل البدع من المخالفين لأهل السنة المثبتين للصفات بقول ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق ) حيث جاء عنه أنه قال في تفسيرها ( عن يوم كرب وشدة) ، ونحوها من العبارات ، فيقولون هذا ابن عباس أول صفة من الصفات فكيف تنكرون علينا التأويل في بقية الصفات وتقولون إنه تحريف**!
فيقال في الجواب عن هذا :
أولا : هذه الآية ليست صريحة في إثبات الصفة ، ولذلك قال بعض العلماء هذه الآية ليست من آيات الصفات، وتوضيح ذلك أن الله سبحانه وتعالى يقول (أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين*يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) (ن41-42)
فلم يقع في الآية تصريح بنسبة الساق إلى الله سبحانه وتعالى ، وإنما قال (يوم يكشف عن ساق) ، فمن فسرها بقوله : يكشف عن هول وشدة ،فلا يعتبر هذا من التأويل(بمعنى صرف المعنى عن ظاهره) ، وإنما هو تفسير للآية على حسب سياقها، فلا شك أن العرب كانت تستعمل هذه الكلمة في التعبير عن شدة الأمر ، فيقولون كشفت الحرب عن ساقها، ويقصدون بها كشفت عن شدة وهول، كما جاء عن سعد بن مالك جد طرفة بن العبد من قوله
كشفت لهم عن ساقها*** وبدا من الشر البراح
( ديوان الحماسة 1/198) ، والخصائص (3/252) والمحتسب(2/326) من حاشية معاني القرآن للفراء (3/177)
فإذا فسرنا الآية بمعنى يوم يكشف القيامة عن ساقها التي هي بمعنى الشدة ، فالمعنى مناسب جدا ، ويدل عليه سياق الآيات ، فمن شدة ذلك اليوم أنهم يدعون فيه إلى السجود فلا يستطيون : (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة) ، فكل هذا من شدة ذلك اليوم وهوله، والله المستعان.
ولكن هذا لاينافي أن يكون من تفسير الآية أن يكشف ربنا سبحانه وتعالى عن ساقه التي جاءت في الروايات ، فالآية تحتمل كل هذه المعاني وهذا ليس فيه اختلاف تضاد ، وإنما هو اختلاف تنوع، فكون ابن عباس رضي الله عنه وغيره يفسرون الاية بمعنى الهول والشدة ، لايمنع من تفسيرها بالساق لله سبحانه وتعالى ، فيكون كل واحد من المفسرين ذكرا جزءا من المعنى ، ويكون تفسير الآية مجموع هذه الأقوال ، كما وضح ابن تيمية رحمه الله هذه القاعدة في مقدمة التفسير.
روى الفراء في معاني القرآن (3/177) قال حدثني سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه ، أنه قرا (يو م تكشف عن ساق) يريد : القيامة والساعة لشدتها) انتهى
قال شعيب الأنؤوط ( قلت : وهذا سند صحيح) كما في حاشية العواصم والقواصم لابن الوزير (8/341) .
فعلى ما ورد في كتاب الفراء من قراءة ابن عباس الآية بالتاء( يوم تكشف) ، فيكون تفسيره لها بقوله (يوم هول وشدة) واضح جدا وليس فيه تأويل كما يقولون، وعلى هذا لايستطيع أهل البدع الاستدلال بقول ابن عباس في التاويل فقد فسر الاية على حسب قراءته بالتاء(تكشف) ، وعلى القراءة بالتاء لاتكون كذلك من آيات الصفات.
فرضي الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ما كان أبعدهم عن صرف معاني الآيات عن ظاهرهاالمراد منها إلى غيره بحجة التنزيه!كما يفعله أهل التأويل بالباطل، نسأل الله السلامة والعافية
قال ابن تيمية ما نصه: " ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه الآية في الصفات ؛ فإنه قال : (يوم يكشف عن ساق) نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله ، ولم يقل عن ساقه ، فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر ، ومثل هذا ليس بتأويل ، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف " انتهى كلامه رحمه الله ، وهو في غاية التحقيق والنفاسة . مجموع الفتاوي [ 6 / 394_395 ] .
وما أجمل قول الشوكاني رحمه الله : ( وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عرفت ، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً ، فليس كمثله شيء) فتح القدير للشوكاني
وإذا كانت أعضاء كان هو لا محالة جسمًا معضىً
حتى قال في قول الله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ}: إنه أراد به عضو القديم، وإنها جوهر كهذه الجواهر الشاغلة للأماكن، وإنها ذات شعر
ألم أقل لك أن أشعريتك جعلتك تتأثر بفكر الفلسفة التي يُدرس فيها الجوهر والصفات ؟
وطريق ذلك أن هذه اللغة أكثرها جارٍ على المجاز، وقلما يخرج الشيء منها على الحقيقة
بل الأصل حمل الكلام على الحقيقة وهذا هو الطبيعي، ما لم يرد دليل على أن ظاهره غير مراد .
قولك
فلا يستقيم في العقل الشيء وضده، من نحو ينزل ربنا لكن نزول يليق بجلاله بلا كيف..! فلا يستقيم ذلك إلا لو ألغى المسلم عقله
يتعارض مع قولك
لان ذات الله وصفاته لا تقع تحت الحس وبالتالي لا مجال للعقل فيها
فأنت مرة تُقر أن ذات الله وصفاته لا مجال للعقل فيها
ومر تتكلم عن إلغاء العقل وكأنه - أي إلغاء العقل في موضوع الصفات - جهل ومَسَبّة في حق فاعله
وقولك
فإن الرجال تُعرف بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال
يتعارض مع قولك
ما بكم يا قوم، السنا جميعا أهل السنة، والحق يعرف بالرجال
فمرة تقول " والحق يُعرف بالرجال " ومرة تقول " ولا يُعرف الحق بالرجال
فما أكثر تعارض كلامك .
وفي النهاية أريد منك المقارنة بين كلام ابن كثير السلفي وبين كلام التفتازاني الأشعري
قال ابن كثير :
" وأما قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، لا يشبهه شيء من خلقه "
قال التفتازاني الأشعري:
" لمّا كان التنزيه عن الجهة مما تَقُصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة، كان الأنسب في خطاباتهم، والأقرب إلى صلاحهم، والأليق بدعوتهم إلى الحق: ما يكون ظاهراً في التشبيه " شرح المقاصد الجزء الرابع الصفحة 50
فابن كثير السلفي قال : " والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله "
والتفتازاني الأشعري قال: " ما يكون ظاهراً في التشبيه "
فابن كثير قال أن القول بأن الظاهر التشبيه هو في " أذهان المشبهين "
والتفتازاني أقر بأن الظاهر هو التشبيه فعلاً
فابن كثير عاب ما يرد في أذهان المشبهين واستدل بقول شيخ البخاري حماد الخزاعي أنه ليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه
أما التفتازاني عاب النص القرآن نفسه بأنه ورد على التشبيه
عبد الله عمر المصري
2014-06-05, 08:36 PM
ما بكم يا قوم: إن عقيدة المسلمين عقيدة صحيحة، قائمة على العقل
ها أنت تقر على نفسك أن عقيدتك قائمة على العقل، فكيف تتنصل من اتهامنا - نحن السلفية - لكم - أنتم الأشاعرة - بأنكم تقدمون العقل على النقل ؟؟؟؟
هناك فرق بين أن تقول " عقيدة المسلمين قائمة على النقل الصحيح الموافق للعقل الصريح " وهذا صواب
وبين أن تقول " عقيدة المسلمين قائمة على العقل " وهذا هو عين الضلال الذي يؤكد اتهامكم بأنكم تقدمون العقل على النقل
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.