مشاهدة النسخة كاملة : بطلان مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
عماد السكندري
2014-03-07, 08:42 PM
الحمد لله الذي بعث في المؤمنين رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين
أما بعد ,,,
من الأقوال الفاسدة التي تبناها بعض الأصوليين والفقهاء تقسيم المسلمين إلى عوام ومجتهدين وأن العامي لا يمكنه فهم الأدلة وبالتالي لا يسأل عنها ويوجبون عليه تقليد إمام أو شيخ وهذا ما يعبرون عنه بمقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
وأحد الذين تبنوا هذا القول والذي ربما كان سببا في انتشاره وسار على دربه الكثيرون بعده الإمام الشاطبي
قال الشاطبي في كتابه المشهور (الموافقات في أصول الشريعة):
فتاوى المجتهدين بالنسبة إلى العوام كالأدلة الشرعية بالنسبة إلى المجتهدين.
والدليل عليه أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة وقد قال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
والمقلد غير عالم؛ فلا يصح له إلا سؤال أهل الذكر، وإليهم مرجعه في أحكام الدين على الإطلاق، فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى
(الموافقات - ج 5 ص 337 )
هذا كلام باطل أسأل الله أن يغفر للشاطبي
فإن هذا الكلام يجعل الفقيه ُمشَرِّع وينزله منزلة النبي الذي يوحى إليه
وهذا الكلام يؤصل لاستمرار جهل الجهال فالتقليد جهل وليس بعلم
وقوله أن عموم المسلمين لا يمكنهم أن يفهموا الأدلة القرآنية والهدي النبوي وليس لهم ذلك البتة قول في غاية الوهن لا يعتد به البتة
فالقرآن والسنة هم الحجة وليس أقوال المجتهدين والله تعالى وهب كل إنسان عقل وقلب يفقه به
قال تعالى "إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"
وقال تعالى "هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"
وقال تعالى في ذم من لا يتفقه "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا"
وقال تعالى مادحا العلماء "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" وهذا حصر للخشية في العلماء فغير العالم لا يخشى والخشية واجبة وعليه فالعلم واجب
وفي الحديث الصحيح "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ" ومفهومه أن من لم يتفقه في الدين لم يرد الله به خيرا والتفقه بالطبع يكون بفهم الأدلة لا بالتقليد
ويستحيل على الله أن يأمر الناس بالتفقه ثم لا يعطيهم الآلة التي تمكنهم من ذلك فلو حصل لكان هذا ظلما وليس من الحكمة تعالى الله عن ذلك
وقال تعالى ذاما الذين اتبعوا أئمتهم الذين ضلوا "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
ولو كان التقليد جائز لما عذب الله هؤلاء لأنهم قلدوا كبراءهم ومن وثقوا فيهم
هذا الدين نزل على أمة أمية
قال تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"
نزل على الأعراب والفلاحين وربات البيوت بل والأعاجم أيضا ونزل على الجن أيضا
وقوله تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"
فأولا: المقصود حسب ما جاء في التفاسير المشهورة سؤال أهل الكتب من الأمم السابقة عن الرسل الذين بعثوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جمبعا بشر ولم يكونوا ملائكة وهذا هو الراجح لدلالة السياق عليه
قال الإمام الطبري:
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) يقول فاسألوا أهل التوراة والإنجيل قال أبو جعفر : أراه أنا قال : يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام ، ويمشون في الأسواق اهــــ
قال ابن كثير:
ولهذا قال تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) أي : اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف : هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرا ، وذلك من تمام نعم الله على خلقه; إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم . اهــــــ
وقال القرطبي:
أي لم يرسل قبلك إلا رجالا . فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون يريد أهل التوراة والإنجيل الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، قاله سفيان . وسماهم أهل الذكر ؛ لأنهم كانوا يذكرون خبر الأنبياء مما لم تعرفه العرب اهــــــ
ثانيا: ولو أخذنا بالقياس أو قلنا بتعميم الحكم في الآية عن سؤال من لا يعلم لمن يعلم فواضح أن السؤال الذي شرعه الله في الآية لأهل الكتاب هو سؤال عن روايتهم فقط لا عن اجتهادهم أو فتاواهم
وبالتالي فسؤال الجاهل بأمر إلى العالم به لابد أن يكون سؤال عن روايته لا عن رأيه , عن الدليل لا عن القول المجرد من الأدلة
شتا محمد
2014-03-07, 09:14 PM
السلام عليكم و رحمة الله
ما هو التقليد أصطلاحا عند الأصوليين و الفقهاء ؟
بارك الله فيكم
عماد السكندري
2014-03-07, 09:30 PM
التقليد اصطلاحا هو العمل بقول الغير من غير حجة
انظر إرشاد الفحول للشوكاني الجزء السادس
أشرف بن محمد
2014-03-07, 10:27 PM
نفع الله بك أخي عماد
الذهول لا ينفك منه أحد
وقد جاء في صدر حديثك: "في المؤمنين رسولا"
والصواب: "الأميين". والله أعلم.
عماد السكندري
2014-03-07, 10:40 PM
جزاك الله خيرا على التنبيه أخي أشرف
أشرف بن محمد
2014-03-07, 11:05 PM
بارك الله فيك أخي الفاضل
لطفا،
لخّص لنا وجه الخطأ في عنوان المسألة،
وموطن الزلل من عبارة الشاطبي، ووجه الزلل..
عماد السكندري
2014-03-07, 11:26 PM
أخي أشرف جزاك الله خيرا على مرورك
أنا بالفعل قمت ببيان وجه الخطأ وذلك بالآيات والأحاديث وبيقيننا في عدل الله وحكمته
وأخشى أن أختصر فيؤدي ذلك إلى إجمال فيه إخلال
لكن يمكن أن نوجز الموضوع كالاتي:
عبارة الشاطبي ومقولة مذهب العامي مذهب مفتيه معناها أن غالبية المسلمين ليس عندهم من التمييز والقوة العقلية والقلبية ما يمكنهم أن يفهموا به القرآن والسنة ويعرفوا الأدلة ويميزوا بين الحق والباطل وعليه فيجب عليهم شرعا تقليد من يثقون بدينه يختار شيخ ثم يقلده في كل شئ ويعمل بفاتاواه بدون أن يطلب الحجة يعني يكون أعزك الله مثل البعير يمشي وراء صاحبه أينما يوجهه
وأنا أبين أن هذا باطل لأن الله تعالى وهب كل مسلم عقل وقلب وأمر المسلمين جميعا بالعلم و بالتفقه وحثهم عليه وجعل الحجة في كتابه وسنة رسوله وأن الله أخبرنا أنه سيعذب الذين اتبعوا أئمتهم في الضلال ولم يعذرهم فلم ينصب للناس إماما غير النبي يطاع في كل شئ بل العالم يٍسأل عن دليله لا عن قوله مجرد من الدليل عن روايته لا عن رأيه
أشرف بن محمد
2014-03-08, 12:40 AM
أخي الحبيب،
كلامك فيه من العموم ما فيه، ولم يصب المحز على ما فيه..
وللرد أصول - أيها الحبيب - آكدها:
- الاطلاع على شتات ومنثور كلام المردود عليه؛ لتثبيت الخطأ عليه، أو فَسْر ما أشكل منه..
- تحرير المصطلحات وتصويرها واستحضارها على الوجه الذي يذهب إليه المردود عليه، وعدم إلزامه من القول ما لم يلتزمه ..
- تحرير تاريخ المسألة وتتبع أطوار استعمال مفرداتها..
- الحرص الحرص الحرص على تبيُّن وجه قول القائل وعدم التسرُّع في تخطئته ..
ثم يَرد عليك أشياء، منها:
قوله تعالى:
"لعلمه الذين يستنبطونه منهم"
"فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم"
"فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تعلمون"، وهذه الآية بوّب عليها البيهقي (تـ: 458) بقوله: "باب تقليد العامي للعالم"..
وقال ابن عبد البر (تـ: 463) في "جامع بيان العلم":
(ولم يختلف العلماء: أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقول الله عز وجل: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} [النحل: 43]،
وأجمعوا: على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه، فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به، لا بد له من تقليد عالمه،
وكذلك لم يختلف العلماء: أن العامة لا يجوز لها الفتيا؛ وذلك - والله أعلم - لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم والقول في العلم).
حديث:
"إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس" م
وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أَخَفِيَ هَذَا عَلَيَّ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَلْهَانِي الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ" يَعْنِي: الخُرُوجَ إِلَى تِجَارَةٍ. خ .. وفيه: اختلاف أحوال الناس في تحصيل العلوم والعوائق التي قد تعترض كثيرا من الناس، أمّا اختلاف الأفهام والعقول فأمر لا يُحتاج إلى تثبيته ..
ثم:
أين محلّ العوام من الإجماع، سواء في انعقاده أو خرقه ..
وهكذا ..
الشاهد من الكلام:
ما كان ينبغي لك - أخي الحبيب - أنْ تحيط الإمام الشاطبي رحمه الله بهذه الكلمات الغلاظ والمآلات الشنيعة، غفر الله لنا ولك..
عماد السكندري
2014-03-08, 02:59 AM
أخي الحبيب أشرف
أؤكد لك أني حررت المصطلحات جيدا واطلعت على الأقوال المختلفة فيها وأدلة كل فريق , ومراد الإمام الشاطبي واضح جدا من كلامه في الموافقات الذي نقلته لا يحتاج عناء لفهمه
وواضح أخي أنك لم تقرأ موضوعي كاملا - مع أن سطوره قليلة - لأنك لو اكملت قراءته لعرفت أن قوله تعالى "فاسألوا أهل الذِّكر إنْ كنتم لا تعلمون" معناها شئ آخر تماما غير ما ذهب إليه الشاطبي والبيهقي وذلك بإجماع تقريبا من المفسرين , معناها: سؤال أهل الكتب من الأمم السابقة عن الرسل الذين بعثوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا جمبعا بشر ولم يكونوا ملائكة وهذا هو الراجح لدلالة السياق عليه وراجع ما نقلته من تفاسير الطبري والقرطبي وابن كثير
وأما قوله تعالى "لعلمه الذين يستنبطونه منهم": فهذه الآية نزلت في الشائعات والأخبار التي تنتشر بين الناس فالله تعالى يأمرنا بأن نتثبت من الأخبار من المصادر الموثوقة ولا علاقة لها بمسألة التعلم أو التقليد
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها ، فيخبر بها ويفشيها وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة .
وقد قال مسلم في " مقدمة صحيحه " حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن حفص ، حدثنا شعبة ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كفى بالمرء أن يحدث بكل ما سمع " وكذا رواه أبو داود في كتاب " الأدب " من سننه ، عن محمد بن الحسين بن إشكاب ، عن علي بن حفص ، عن شعبة ورواه مسلم أيضا من حديث معاذ بن هشام العنبري ، وعبد الرحمن بن مهدي . وأخرجه أبو داود أيضا من حديث حفص بن عمر النمري ، ثلاثتهم عن شعبة ، عن خبيب عن حفص بن عاصم ، به مرسلا .
وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قيل وقال أي : الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ، ولا تدبر ، ولا تبين .
وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بئس مطية الرجل زعموا عليه " .
وفي الصحيح : " من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . ويذكر هاهنا حديث عمر بن الخطاب المتفق عليه ، حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه ، فجاءه من منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك ، فلم يصبر حتى استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفهمه : أطلقت نساءك ؟ قال : " لا " . فقلت : الله أكبر . وذكر الحديث بطوله .
وعند مسلم : فقلت : أطلقتهن ؟ فقال : " لا " فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه . ونزلت هذه الآية : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر .
ومعنى قوله : ( يستنبطونه ) أي : يستخرجونه ويستعلمونه من معادنه ، يقال : استنبط الرجل العين ، إذا حفرها واستخرجها من قعورها . اهــــــ
قال الإمام الطبري:
القول في تأويل قوله ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
قال أبو جعفر : يعني - جل ثناؤه - بقوله : " ولو ردوه " الأمر الذي نالهم من عدوهم [ والمسلمين ] إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أولي أمرهم يعني : وإلى أمرائهم وسكتوا فلم يذيعوا ما جاءهم من الخبر ، حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ذوو أمرهم هم الذين يتولون الخبر عن ذلك ، بعد أن ثبتت عندهم صحته أو بطوله ، فيصححوه إن كان صحيحا ، أو يبطلوه إن كان باطلا " لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يقول : لعلم حقيقة ذلك الخبر الذي جاءهم به الذين يبحثون عنه ويستخرجونه " منهم " اهـــــــ
وقال القرطبي:
والمعنى أنهم إذا سمعوا شيئا من الأمور فيه أمن نحو ظفر المسلمين وقتل عدوهم أو الخوف وهو ضد هذا أذاعوا به أي أفشوه وأظهروه وتحدثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته . فقيل : كان هذا من ضعفة المسلمين ؛ عنالحسن ؛ لأنهم كانوا يفشون أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويظنون أنهم لا شيء عليهم في ذلك . وقال الضحاك وابن زيد : وهو في المنافقين فنهوا عن ذلك لما يلحقهم من الكذب في الإرجاف .
قوله تعالى : ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم أي لم يحدثوا به ولم يفشوه حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يحدث به ويفشيه . أو أولوا الأمر وهم أهل العلم والفقه ؛ عن الحسن وقتادة وغيرهما . السدي وابن زيد : الولاة . وقيل : أمراء السرايا . لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي يستخرجونه ، أي لعلموا ما ينبغي أن يفشى منه وما ينبغي أن يكتم . اهــــــ
وقوله تعالى "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم" ليس فيها أي حجة لمن يجيز التقليد بل يوجبه على بعض الناس
هذه الآية نزلت في الجهاد تشرع لبعض الناس أن يقعدوا عن الجهاد لأجل طلب العلم والتعليم , فأين فيها أن مذهب العامي مذهب مفتيه؟!
وقول ابن عبد البر:
(ولم تختلف العلماء: أن العامة عليها تقليد علمائها)
هذا باطل وإجماع موهوم سامحه الله
بل الإجماع نقله غير واحد على بطلان التقليد
قال الإمام الشوكاني في كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول"
يقول:
اختلفوا في المسائل الشرعية الفرعية ، هل يجوز التقليد فيها أم لا ؟
فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا يجوز مطلقا .
قال القرافي : مذهب مالك ، وجمهور العلماء : وجوب الاجتهاد ، وإبطال التقليد ، وادعى ابن حزم الإجماع على النهي عن التقليد .
قال : ونقل عن مالك أنه قال : أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق فاتركوه . وقال عند موته : وددت أني ضربت بكل مسألة تكلمت فيها برأي سوطا ، على أنه لا صبر لي على السياط .
قال ابن حزم : فهاهنا مالك ينهى عن التقليد ، وكذلك الشافعي ، وأبو حنيفة وقد روى المزني عن الشافعي في أول مختصره أنه لم يزل ينهى عن تقليده ، وتقليد غيره. انتهى
وقد ذكرت نصوص الأئمة الأربعة المصرحة بالنهي عن التقليد في الرسالة التي سميتها القول المفيد في حكم التقليد فلا نطول المقام بذكر ذلك وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إن لم يكن إجماعا ، فهو مذهب الجمهور اهـــــــ
إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد)
أرأيت الإجماع الحقيقي أو على الأقل قول الجمهور
واليك أقوال الأئمة الأربعة التي تؤكد قول الشوكاني والقرافي وابن حزم
1- أبو حنيفة رحمه الله
==================
"إذا صح الحديث فهو مذهبي". ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق 6 / 293)
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى : ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد) )
"إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي " .
( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2- مالك بن أنس رحمه الله
==================
"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32)
"ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91)
3- الشافعي رحمه الله
==================
"إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت".
وفي رواية "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد " . (النووي في المجموع 1 / 63)
"إذا صح الحديث فهو مذهبي " . (النووي 1 / 63 )
4- أحمد بن حنبل رحمه الله
==================
"لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " .
(إعلام الموقعين 2 / 302)
و كان الإمام أحمد يحارب هذا المسلك الشائن المهزوم محاربةً شعواء ، وينابذه ويطارده في كل مكان.
قال محمد بن زيد المستملي : سأل أحمد رجل : أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل ، عليك بالآثار والحديث
فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها
قال له: ابن المبارك لم ينزل من السماء ، إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
و كان ينهى تلاميذه حتى عن كتابة آراءه الفقهية وفتاويه ، ولما أحس يوماً بإنسان يكتب ومعه ألواح في كمه
قال له : لا تكتب رأيي ؛ لعلي أقول الساعة مسألة ثم أرجع غداً عنها
(ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1 / 329)
ومن هنا يتضح أن أقوال الأئمة يستدل لهـــا ولا يستدل بهــا
أقوال العلماء مجردة ليست حجة إنما الحجة في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى ج9 / ص 66):
فصل في الاكتفاء بالرسالة والاستغناء بالنبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع ما سواه اتباعا عاما وأقام الله الحجة على خلقه برسله فقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
فدلت هذه الآية على أنه لا حجة لهم بعد الرسل بحال وأنه قد يكون لهم حجة قبل الرسل .
ف " الأول " يبطل قول من أحوج الخلق إلى غير الرسل حاجة عامة كالأئمة . اهـــــــ
وإذا كان الجاهل مثل الأعمى فالواجب على العالم تبصيره بنور العلم لا أن يتركه في عماه
قال تعالى "وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا"
وقال تعالى "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"
و الله المستعان
أشرف بن محمد
2014-03-08, 08:15 AM
أخي الحبيب : عماد السكندري،
سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار
رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
شتا محمد
2014-03-08, 01:53 PM
أخى الكريم عماد
جزاكم الله خيرا على ردكم . أعلم يا أخى أن الشوكانى و قبله ابن حزم قد خالفا جماهير أهل السنة فى مسألة تقليد العامة لعلماءهم فأياك و مشاربهم فى هذه المسألة إلا على حذر و تقية . و أدعاء الشوكانى أن الأجماع على حرمة التقليد فيها نظر بل الأستقراء و الواقع ينكره و الأدلة على ذلك كثيرة جدا .
عماد السكندري
2014-03-08, 02:54 PM
أخى الكريم عماد
جزاكم الله خيرا على ردكم . أعلم يا أخى أن الشوكانى و قبله ابن حزم قد خالفا جماهير أهل السنة فى مسألة تقليد العامة لعلماءهم فأياك و مشاربهم فى هذه المسألة إلا على حذر و تقية . و أدعاء الشوكانى أن الأجماع على حرمة التقليد فيها نظر بل الأستقراء و الواقع ينكره و الأدلة على ذلك كثيرة جدا .
وجزاك خيرا أخي شتا
يا أخي دعك من الشوكاني وابن حزم وغيرهم أنا لا أقلد أحدهم ولا احتج بكلامه أنا فقط أتيت بأقوالهم ردا على كلام ابن عبد البر الذي نقله الأخ أشرف , وقولك أنهم مخالفين لجماهير أهل السنة فلا أدري من تقصد بجماهير أهل السنة؟ إذا كان الأئمة الأربعة ينهون عن التقليد والإمام أحمد إمام أهل السنة كان ينهى تلاميذه عن كتابة أقواله الفقهية وكان يقول عليكم بالآثار والحديث
الان دعك من أقوال زيد وعمرو
الأدلة التي استدللت بها هي ما أوردتها في صلب الموضوع
ما رأيك فيها؟ هل الايات والأحاديث التي استشهدت بها حجة في إبطال التقليد وابطال كلام الشاطبي؟ أم أن لها معنى آخر غير معناها العربي الواضح والمعنى الذى ذكره أئمة التفسير؟
عماد السكندري
2014-03-08, 03:00 PM
أخي الحبيب : عماد السكندري،
سوف ترى إذا انجلى الغبار / أفرس تحتك أم حمار
رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
انقشع الغبار الحمد لله وعرفت أنه فرس
انقشع غبار التلبيس الذي كان يلبسه علينا بعض المتأخرين وظهر نور الحق في كلام الله وأحاديث رسوله وعرفت أن العلم واجب على كل مسلم ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
والمسلم العادي يستطيع فهم الأدلة إذا كانت عنده الرغبة وبذل جهدا واستعمل سمعه وبصره وفؤاده وعقله
فهي نعم أنعم الله بها عليه لكي يستخدمها في طاعته ومعرفة الحق
لا أن يستخدمها جيدا في أمور الدنيا فقط ويترك أمور الدين لمن ينوب عنه من المشايخ ثم يتبع الشيخ اتباع أعمى بدون أن يعرف الأدلة ويرجح بينها
فالحمد الله أن أزال عنا الغبار وأظهر لنا الحق
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-09, 05:15 AM
جزاكم الله خيرا
وددت إضافة بعض النقاط:
أولا : يجب بيان أن التقليد والإجتهاد بينهما مراحل ودرجات كثيرة فلا يصير العامي المقلد مجتهد بيوم وليلة, بل بالطلب والمرور على تلك المراحل
ثانيا : يمكن للعامي أن يتعلم ويطلب العلم وبعد ذلك قد يقارن ويوازن بين الأقوال
ثالثا: دل الواقع على من لم يطلب العلم من العوام ولم يبدأ بقطع تلك المراحل لا يتأتى منه المقارنة أو الترجيح بين الأقوال فكلام الأئمة الأربعة محمول على من يميز ويستطيع معرفة ما أيده السنة وما لم يؤيده
رابعا : أما قولك "وهب الله كل إنسان عقل وقلب يفقه به " وإستدلالك بالآثار فبعيد عن مناط الخلاف, فلم ينكر أحد فيما أعلم قدرة المقلد في فهم النصوص بعد الطلب وأما قبل الطلب فلا يتمكن من فهم الأقوال والتمييز بينها, نعم قد يفهم الأدلة لكلا الفريقن لكنه لا يرجح, وعلى ذلك يحمل الأمر بالتفقه وإعطائهم الآلة (آلة العقل) لذلك, لاحظ أنك قلت أمرهم بالتفقه ولم يأمرهم بالإستنباط قبل التفقه
خامسا : التقليد منه مذموم وممدوح, المذموم ما كان بعيدا عن طاعة الله في معصيته أو عن جهل تام, أما من تبع من غلب على ظنه أنه يوصله للحق وللدين مع عدم تمكن ذلك الشخص من الترجيح فلا يعقل أن يذم , ومما يدل على ثبوت تقليد العلماء أننا مأمورين بتقليد النبي والخلفاء الأربعة
سادسا : أما حديث (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) ونحو ذلك من الأدلة فلا تدل على مرادك وبعيدة عن مناط الخلاف
فالمقلد ليس يحدث بكل فتوى يسمعه كل من رأي , بل بما يدين الله به وما وصله مما يغلب على ظنه أنه حق فلا يمكن مقارنته بمن إذا سمع شائعة أو حديث نقله دون التثبت, فهذا أقصى ما بوسع المقلد أن يصل إليه من التثبت
سابعا : أغلب العلماء مقلدة (أعني ليسوا ممن يقال عنهم مجتهد مطلق), فلا يخرجون عما سبق من الأقوال
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-09, 05:44 AM
انقشع الغبار الحمد لله وعرفت أنه فرس
انقشع غبار التلبيس الذي كان يلبسه علينا بعض المتأخرين وظهر نور الحق في كلام الله وأحاديث رسوله وعرفت أن العلم واجب على كل مسلم ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
والمسلم العادي يستطيع فهم الأدلة إذا كانت عنده الرغبة وبذل جهدا واستعمل سمعه وبصره وفؤاده وعقله
فهي نعم أنعم الله بها عليه لكي يستخدمها في طاعته ومعرفة الحق
لا أن يستخدمها جيدا في أمور الدنيا فقط ويترك أمور الدين لمن ينوب عنه من المشايخ ثم يتبع الشيخ اتباع أعمى بدون أن يعرف الأدلة ويرجح بينها
فالحمد الله أن أزال عنا الغبار وأظهر لنا الحق
جزاكم الله خيرا كلامك جمبل لكن ذلك لا يتأتى من العامي إلا بعد طلب العلم ولا يكون له ولما يطلب العلم بعد, وبهذا تكون المسألة خارجة عن مناط الخلاف
فالخلاف في العامل وليس في طلاب العلم
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-09, 05:48 AM
أتمنى أن يلزم الجميع الآداب الشرعية في المناقشة فلا أظن أحدا يريدإلا الحق جزاكم الله كل خير
عماد السكندري
2014-03-09, 06:06 PM
وجزاكم الله خيرا أخي عبد الله
ردا على النقاط من أولا إلى رابعا أقول:
كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك , فليس كل من عاصر النبي أو عاصر الصحابة من التابعين كان حافظا للقرآن عالما فقيها بالمعنى السائد اليوم , وكان هناك الأعراب , بل كان هناك العجم الذين دخلوا في الإسلام بعد الفتوحات
والصحابة بالتأكيد أفصح منا لغة فلو كان هذه الاصطلاحات بهذه المعاني الموجودة اليوم صحيحة لسبقونا إليها لكن لما لم يحدث هذا عرفنا أنها اصطلاحات مستحدثة أنشأها المتأخرون ويريدون إلزام الناس بها
كذلك علم أصول الفقه علم حادث أول من ألف فيه هو الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة"
وهذا لا يمنع من مشروعية دراسته وأن العلم بقواعده جيد لأنه يعين أكثر على استنباط الأحكام والترجيح فهو من الوسائل التي تعين على التعمق في الفهم والوسائل لها حكم المقاصد
لكن هذا العلم قواعده كلها مأخوذة من الكتاب والسنة ثم من البديهة والمنطق ولذا فالإنسان المعتدل السوي التفكير قد تستقر عنده كثير من هذه القواعد تلقائيا بدون أن يدرسها بشكل منهجي
فمنذ زمن النبوة حتى عصر الإمام الشافعي كان الناس يتعلمون أمور دينهم جيدا بدون هذا العلم مع ما كان فيهم من صغار وأعراب وعجم
إنما الاصطلاح المعروف هو عالم وجاهل
وليس بالمعنى السائد اليوم أن العالم هو ذلك الذي درس الشريعة عمرا طويلا أو المفتي العام والجاهل هو ذلك الرجل العادي البسيط
لكن العالم يعني العالم بمسألة أو جزئية معينة وقد يطلق مجازا على من كثر علمه في عدة أبواب
والجاهل هو من يجهل أمرا معينا
قال تعالى "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف" يعني الجاهل بحالهم
العلم جزئي والانسان طبيعي يكون عالما في أمور وجاهلا في أمور أخرى
هذا ما دلت عليه النصوص وهذا كان فهم الصدر الأول
فالمقصود أن العلم جزئي يمكن للمسلم أن يتعلم مسألة بأدلتها ويتفقه فيها بالآيات والأحاديث وإن كانت ثمة قاعدة أصولية يحتاجها فيعلمها له من هو عالم بها وقد يكون فقيه في هذه المسألة أكثر من كثير من الشيوخ وله أن يعلمها ويفتي بها وهو جاهل في باقي أبواب الدين فكل مسلم عليه أن يكون مجتهد في طلب العلم
ليس كما يقول الإمام الشاطبي أن العامي - يقصد الجاهل بأمر - لا دخل له بالأدلة البتة لأنه لا يفهمها
بل له أن يعرف الأدلة ويفهمها لأنه مكلف بالعلم والتفقه
أما لو اعتمد فقط على التقليد واتباع المشايخ بدون فهم الأدلة فإن أصاب شيخه أصاب معه وإن أخطأ فإن الشيخ قد يعذر لأنه اجتهد لكن لا يعذر المقلد لأنه قصر في طلب العلم
قال تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
ومناصري التقليد يقولون: بل للناس على الله حجة بعد الرسل وهم المشايخ والأئمة
كذلك فعل الذين من قبلهم من الشيعة الإمامية لكن على الأقل الإمامية اتخذوا مبرر لهذا بأن الأئمة عندهم معصومون وبالتالي يجوز تقليدهم
أما أصحابنا فبالرغم من اقرارهم بعدم عصمة الأئمة إلا أنهم مع ذلك يلزمون الناس بتقليدهم في صوابهم وخطأهم
قال تعالى "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
والسؤال: لماذا عذب الله هؤلاء مع أنهم اتبعوا أئمتهم؟
ولو قال قائل: هذا في الكفار وليس في المسلمين
قيل له: ماذا إن افتى الشيخ مقلده بجواز فعل كفري فهل لو قلده يعذر أم لا؟
وهل أنت توجب على العامة الاجتهاد فقط في باب الإيمان والكفر وتلزمهم بالتقليد في باقي الأبواب؟
عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
والسؤال يا من تجيز التقليد: الذين وصفهم الرسول صلى الله عليهم بالضلال هل هذا وصف مدح أم ذم؟ هو بالتأكيد ذم والضلال وصف يستلزم أنه آثم ومعذب أما على مذهبكم فهو مأجور لأنه قلد من وثق فيه
فإن قيل: هؤلاء ضلال لأن الذين اتبعوهم جهال وليسوا علماء
أجيب: بأن المقلد عندكم لا يستطيع تمييز الحق من الباطل ولا يفهم النصوص ولا مدخل له في العلم فكيف تلزمه بأن يميز بين العالم والجاهل؟ فما أدراه بكم العلم الذي يحمله فلان من الناس حتى يتبعه؟
أرأيتم كيف حال مناصري التقليد من التناقض والتخبط ومصادمة النصوص
يقول عبد الله من مسعود "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. اهـــــــ
مرة أخرى ابن القيم يقرر نفس الأمر وبشكل أوضح
والتفقه هو: معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها التفصيلية
أما الشاطبي يقول: والدليل عليه أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة اهـــــ
فهل كلام الإمام الشاطبي يتفق بأي حال مع أمر المسلمين جميعا بالتفقه ومعنى الفقه لغة واصطلاحا؟!
أما خامسا فغريب وعجيب منك جدا أن تقيس اتباع النبي بتقليد غيره
النبي صلى الله عليه وسلم ما يقوله ويفعله فهو شرع ويستدل به وهو الذي يوحى إليه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فما يقوله أو يفعله هو في ذاته الدليل
أما غيره فيطلب منه الدليل وغيره يتابع بقدر متابعته للنبي ويخالف في مخالفته
ومعروف مصادر التشريع : الكتاب والسنة والإجماع والقياس الخ
وليس واحدا من هذه المصادر هي هي أقوال الشيوخ لمقلديهم
فارجع عن هذا القياس أخي غفر الله لك
أما حديث (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) فأنا لم احتج به أنا ذكرته في معرض الرد على الأستاذ / أشرف عندما استدل بقوله تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) فكان جوابي أن الية المقصود منها التثبت من الأخبار والشائعات لا علاقة لها بالاجتهاد والتقليد وأيدت هذا المعنى بالحديث المذكور
و الله ولي التوفيق
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-10, 06:17 AM
جزاكم الله خيرا
أما قولك:
"كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك , فليس كل من عاصر النبي أو عاصر الصحابة من التابعين كان حافظا للقرآن عالما فقيها بالمعنى السائد اليوم , وكان هناك الأعراب , بل كان هناك العجم الذين دخلوا في الإسلام بعد الفتوحات "
لكن معنى تلك المصطلحات موجودة منذ عهد الصحابة, ألم يكن من الصحابة من كان يفتي الناس وهذا مع ما كان عند الناس آنذاك من قوة الفهم وسلامة اللغة ومع ذلك إحتاجوا إلى من يستفتونهم, فلو أمكن الجميع أن يجتهد لما كان للفتوى أساس ولما عمل به الصحابة ولما جوزه النبي مع وجوب أخذ الحكم مباشرة من النص, فالإنكار عندئذ واجب عليه صلى الله عليه وسلم ولكان المفتى آثما بفتواه ففتواه يجعل الناس يتقاعسون عن البحث ومعرفة الحكم من تلقاء أنفسهم
و أما قولك:
"علم أصول الفقه علم حادث أول من ألف فيه هو الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه "الرسالة"
وهذا لا يمنع من مشروعية دراسته وأن العلم بقواعده جيد لأنه يعين أكثر على استنباط الأحكام والترجيح فهو من الوسائل التي تعين على التعمق في الفهم والوسائل لها حكم المقاصد "
وكلامك هذا دال على أن من المصطلحات الحادثة ما هو صحيح
و أما قولك:
"العلم جزئي والانسان طبيعي يكون عالما في أمور وجاهلا في أمور أخرى
هذا ما دلت عليه النصوص وهذا كان فهم الصدر الأول
فالمقصود أن العلم جزئي يمكن للمسلم أن يتعلم مسألة بأدلتها ويتفقه فيها بالآيات والأحاديث وإن كانت ثمة قاعدة أصولية يحتاجها فيعلمها له من هو عالم بها وقد يكون فقيه في هذه المسألة أكثر من كثير من الشيوخ وله أن يعلمها ويفتي بها وهو جاهل في باقي أبواب الدين فكل مسلم عليه أن يكون مجتهد في طلب العلم"
الأمر كما بينت سابق -والله أعلم- أن بين التقليد والإجتهاد مراحل ودرجات فإبن تيمية رحمه الله على سبيل المثال ليس مجتهدا مطلقا فهو تبع أقوال من سبقه وهو في نفس الوقت ليس عامي مقلد
و -كما ذكرت- فطالب العلم قد يكون أعلم في مسألة من عالم
و أما قولك:
"ليس كما يقول الإمام الشاطبي أن العامي - يقصد الجاهل بأمر - لا دخل له بالأدلة البتة لأنه لا يفهمها
بل له أن يعرف الأدلة ويفهمها لأنه مكلف بالعلم والتفقه "
أنا لست ملزما بقول الشاطبي رحمه الله
والتقليد ليس مقصودا لذاته بل لكونه غالب على طن المستفتي أنه الموصل للحق وإلا لو خالف التقليد الحق وعلم المقلد ذلك لم يجوز له التقليد (تقليد الشخص المعين) قل يتبع ما يظنه الحق
و أما قولك:
"أما لو اعتمد فقط على التقليد واتباع المشايخ بدون فهم الأدلة فإن أصاب شيخه أصاب معه وإن أخطأ فإن الشيخ قد يعذر لأنه اجتهد لكن لا يعذر المقلد لأنه قصر في طلب العلم"
أليس هذا أولى من أنه يرجع إلى رأيه, ألا ترى أن الأئمة الأربعة أقرب إلى الوصول إلى الحق وفهم مراد الشارع مني ومنك
و أما قولك:
"قال تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
ومناصري التقليد يقولون: بل للناس على الله حجة بعد الرسل وهم المشايخ والأئمة
قال تعالى "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا"
والسؤال: لماذا عذب الله هؤلاء مع أنهم اتبعوا أئمتهم؟
ولو قال قائل: هذا في الكفار وليس في المسلمين
قيل له: ماذا إن افتى الشيخ مقلده بجواز فعل كفري فهل لو قلده يعذر أم لا؟
وهل أنت توجب على العامة الاجتهاد فقط في باب الإيمان والكفر وتلزمهم بالتقليد في باقي الأبواب"
كما ذكرت سابقا التقليد ليس مقصودا لذاته بل لكونه وسيلة إلى إمتثال مقصود الشارع فليس مغايرا لإتباع الرسول بل تابع لذلك فالتقليد ممدوح في هذه الحالة
و أما قولك:
"عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا "
والسؤال يا من تجيز التقليد: الذين وصفهم الرسول صلى الله عليهم بالضلال هل هذا وصف مدح أم ذم؟ هو بالتأكيد ذم والضلال وصف يستلزم أنه آثم ومعذب أما على مذهبكم فهو مأجور لأنه قلد من وثق فيه
فإن قيل: هؤلاء ضلال لأن الذين اتبعوهم جهال وليسوا علماء
أجيب: بأن المقلد عندكم لا يستطيع تمييز الحق من الباطل ولا يفهم النصوص ولا مدخل له في العلم فكيف تلزمه بأن يميز بين العالم والجاهل؟ فما أدراه بكم العلم الذي يحمله فلان من الناس حتى يتبعه؟"
المقلد يرجع إلى من إتفق أهل العلم على علمهم وإستحقاقهم للفتوى
في الحديث لم يأمر النبي بأنه إذا جاء ذلك الزمان أن يجتهد كل إمرء بما يفهمه من الأدلة, ولو كان هذا هو الواجب لوجب على النبي بيان ذلك بينا كاقيا شافيا
و أما قولك:
"يقول عبد الله من مسعود "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا"
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
وقال ابن القيم في (مدارج السالكين): حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسول وإنزال الكتاب وبلوغ ذلك إليه وتمكنه من العلم به؛ سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه فقصر عنه ولم يعرفه فقد قامت عليه الحجة. اهـــــــ
مرة أخرى ابن القيم يقرر نفس الأمر وبشكل أوضح"
لا منافاة لما قرره شيخ الإسلام والتقليد فالعلم عند المقلد هو ما يقول المجتهد
و أما قولك:
"أما خامسا فغريب وعجيب منك جدا أن تقيس اتباع النبي بتقليد غيره"
أنا لم أقارن بين تقليد النبي وتقليد غيره والعياذ بالله
لكني إستدليت بتقليد النبي على وجود تقليدا ممدوحا فأنت أطلقت الحكم على التقليد بانه مذموم
جزاكم الله خيرا متنتظر الإجابة
عماد السكندري
2014-03-10, 07:42 AM
جزاك الله خيرا يا أخ عبد الله , يا أخي ويا أيها الأعضاء جميعا
قسما برب الكعبة أنا ما قلت بإلغاء دور العالم المعلم ولا إلغاء دور الإفتاء والمفتي ولا أعارض أن يتعلم زيد من عمرو كما تعلم الصحابة من بعضهم وكما تعلم ابن تيمية ممن سبقه ولا قلت عقل كل عامي يستقل بمعرفة الشرع بدون أدلة والله وتالله الذي رفع السماء بلا عمد ما قلت هذا
يا أخوة أنا اتكلم عن بطلان التقليد وليس بطلان التعلم
مسألة التعلم يعني أخذ العلم يعني معرفة الأحكام بالأدلة وفهم النصوص هذا هو ما أناصره وأدعوا إليه وعلى هذا كان عمل الصحابة
كان الواحد منهم يسأل أو يستفتي في حكم الله في مسألة فيبين له المفتي أن هذه حكمها كذا لقول الله كذا وقول رسوله كذا
وقد يسأل هذا الصحابي - الذي يمكن أن تسميه صحابي عامي بتعبير اليوم - شخصا آخر ويرجح بين الأقوال
وقد لا يذكر المفتي دليلا وهذا حصل مني شخصيا أكثر من مرة أُسأل في شئ فأُجيب بالحكم بلا دليل فالمفتي يختلف عن المعلم في أنه قد لا يذكر دليلا أو يختصره لكن هذه مسؤلية المستفتي أن يطلب الدليل حتى يتعلم يعني حتى يخرج من الفتوى بشئ من العلم وإذا سأل وجب على المفتي حينها أن يبين له الأدلة
أما على طريقة الشاطبي وطريقة (مذهب العامي مذهب مفتيه) فإن المفتي إذا طلب العامي المستفتي الدليل يقول له: أنت عامي جاهل لا تفهم وليس من حقك السؤال عن الدليل أنت تعمل بفتواي وتقلدني في ما أقول فقط بلا سؤال وبلا تحري للحق لا تجادل ولا تناقش ولا تعترض فتنطرد , أنا يا عامي بالنسبة لك بمثابة الشارع والشارع لا يُسأل عن الدليل بل ما يقوله هو في ذاته الدليل
هذا هو ما أخالفه وأقول ببطلانه
وعمليا أنا لا أقول شئ بعيد عن الواقع
انظر مثلا موقع الإسلام سؤال وجواب عندما يسأل أي شخص سؤال وبالطبع الشخص يكون مجهول بالنسبة للمفتي وأغلبهم عوام
الإجابة تأتي دائما مرصعة بالأدلة وأحيانا ببيان الأقوال المختلفة والترجيح فلو الشخص سأل في موقع آخر مثل موقع إسلام ويب وأخذ فتوى مختلفة عن الأولى ورجح بينهما حسب ما اطمأن إليه فهل هو آثم متعد لحدوده لأن مذهبه لابد ن يكون هو مذهب مفتيه الأول؟ أم أنه بذل ما يستطيع في معرفة الحكم بأدلته وعمل بحديث الرسول استفت قلبك ولو افتوك الناس؟ واختار ما ترجح عنده فإن أصاب الحق فقد أصابه وإن أخطأ فقد بذل سعيه
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-11, 05:18 AM
أرى أن الخلاف بيننا منه ما هو لفظي ومنه ما هو معنوي,
لم أسلب المستفتي حق الترجيح فكما قلت بين المقلد والمجتهد مراجل ودرجات
وأخذ المستفتي بفتوى المفتي هل هذا إثر, فإن قلت لا فهذا هو التقليد
ونأكد على أن التقليد درجات
عماد السكندري
2014-03-11, 05:23 AM
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
[ خالف المقلدون أمر الله ورسوله وأئمتهم ]
الوجه العشرون : أن فرقة التقليد قد ارتكبت مخالفة أمر الله وأمر رسوله وهدي أصحابه وأحوال أئمتهم ، وسلكوا ضد طريق أهل العلم ، أما أمر الله فإنه أمر برد ما تنازع فيه المسلمون إليه وإلى رسوله ، والمقلدون قالوا : إنما نرده إلى من قلدناه ; وأما أمر رسوله فإنه صلى الله عليه وسلم أمر عند الاختلاف بالأخذ بسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، وأمر أن يتمسك بها ، ويعض عليها بالنواجذ ، وقال المقلدون : بل عند الاختلاف نتمسك بقول من قلدناه ، ونقدمه على كل ما عداه ، وأما هدي الصحابة فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلا واحدا في جميع أقواله ، ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لا يرد من أقواله شيئا ، ولا يقبل من أقوالهم شيئا ، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث ; وأما مخالفتهم لأئمتهم فإن الأئمة نهوا عن تقليدهم وحذروا منه كما تقدم ذكر بعض ذلك عنهم .
وأما سلوكهم ضد طريق أهل العلم فإن طريقهم طلب أقوال العلماء وضبطها والنظر فيها وعرضها على القرآن والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال خلفائه الراشدين ، فما وافق ذلك منهم قبلوه ، ودانوا الله به ، وقضوا به ، وأفتوا به ، وما خالف ذلك منها لم يلتفتوا إليه ، وردوه ، وما لم يتبين لهم كان عندهم من مسائل الاجتهاد التي غايتها أن تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع ، من غير أن يلزموا بها أحدا ، ولا يقولوا : إنها الحق دون ما خالفها ، هذه طريقة أهل العلم سلفا وخلفا ، وأما هؤلاء الخلف فعكسوا الطريق ، وقلبوا أوضاع الدين ، فزيفوا كتاب الله وسنة رسوله وأقوال خلفائه وأصحابه ، فعرضوها على أقوال من قلدوه ، فما وافقها منها قالوا لنا وانقادوا له مذعنين ، وما خالف أقوال متبوعهم منها قالوا : احتج الخصم بكذا وكذا ، ولم يقبلوه ، ولم يدينوا به .
واحتال فضلاؤهم في ردها بكل ممكن ، وتطلبوا لها وجوه الحيل التي تردها ، حتى إذا كانت موافقة لمذاهبهم وكانت تلك الوجوه بعينها قائمة فيها شنعوا على منازعهم ، وأنكروا عليه ردها بتلك الوجوه بعينها ، وقالوا : لا ترد النصوص بمثل هذا ، ومن له همة تسمو إلى الله ومرضاته ونصر الحق الذي بعث الله به رسوله أين كان ومع من كان لا يرضى لنفسه بمثل هذا المسلك الوخيم والخلق الذميم . اهــــــــ
يتبع إن شاء الله
عماد السكندري
2014-03-11, 05:26 AM
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
الوجه الثالث والعشرون : أن الله سبحانه قال : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=34&ID=197&idfrom=224&idto=249&bookid=34&startno=3#docu) } فخص هؤلاء بالفلاح دون من عداهم ، والداعون إلى الخير هم الداعون إلى كتاب الله وسنة رسوله ، لا الداعون إلى رأي فلان وفلان .
[ ذم الله من أعرض عن التحاكم إليه ]
الوجه الرابع والعشرون : أن الله سبحانه ذم من إذا دعي إلى الله ورسوله أعرض ورضي بالتحاكم إلى غيره ، وهذا شأن أهل التقليد ، قال تعالى : { وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=34&ID=197&idfrom=224&idto=249&bookid=34&startno=3#docu) } فكل من أعرض عن الداعي له إلى ما أنزل الله ورسوله إلى غيره فله نصيب من هذا الذم ; فمستكثر ومستقل .
[ الحق في واحد من الأقوال ]
الوجه الخامس والعشرون : أن يقال لفرقة التقليد : " دين الله عندكم واحد وهو في القول وضده ، فدينه هو الأقوال المختلفة المتضادة التي يناقض بعضها بعضا ، ويبطل بعضها بعضا ، كلها دين الله " ؟ فإن قالوا : " بلى ، هذه الأقوال المتضادة المتعارضة التي يناقض بعضها بعضا كلها دين الله " خرجوا عن نصوص أئمتهم ; فإن جميعهم على أن الحق في واحد من الأقوال ، كما أن القبلة في جهة من الجهات ، وخرجوا عن نصوص القرآن والسنة والمعقول الصريح ، وجعلوا دين الله تابعا لآراء الرجال .
وإن قالوا : " الصواب الذي لا صواب غيره أن دين الله واحد ، وهو ما أنزل الله به كتابه وأرسل به رسوله وارتضاه لعباده ، كما أن نبيه واحد وقبلته واحدة ، فمن وافقه فهو المصيب وله أجران ، ومن أخطأه فله أجر واحد على اجتهاده لا على خطئه " .
قيل لهم : فالواجب إذا طلب الحق ، وبذل الاجتهاد في الوصول إليه بحسب الإمكان ; لأن الله سبحانه أوجب على الخلق تقواه بحسب الاستطاعة .
وتقواه : فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه ; فلا بد أن يعرف العبد ما أمر به ليفعله وما نهي عنه ليجتنبه وما أبيح له ليأتيه . ومعرفة هذا لا تكون إلا بنوع اجتهاد وطلب وتحر للحق ، فإذا لم يأت بذلك فهو في عهدة الأمر ، ويلقى الله ولما يقض ما أمره .
[ دعوة رسول الله عامة ]
الوجه السادس والعشرون : أن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة لمن كان في عصره ولمن يأتي بعده إلى يوم القيامة ، والواجب على من بعد الصحابة هو الواجب عليهم بعينه ، وإن تنوعت صفاته وكيفياته باختلاف الأحوال .
ومن المعلوم بالاضطرار أن الصحابة لم يكونوا يعرضون ما يسمعون منه صلى الله عليه وسلم على أقوال علمائهم ، بل لم يكن لعلمائهم قول غير قوله ، ولم يكن أحد منهم يتوقف في قبول ما سمعه منه على موافقة موافق أو رأي ذي رأي أصلا ، وكان هذا هو الواجب الذي لا يتم الإيمان إلا به ، وهو بعينه الواجب علينا وعلى سائر المكلفين إلى يوم القيامة .
ومعلوم أن هذا الواجب لم ينسخ بعد موته ، ولا هو مختص بالصحابة ; فمن خرج عن ذلك فقد خرج عن نفس ما أوجبه الله ورسوله . اهـــــ
يتبع إن شاء الله
عماد السكندري
2014-03-11, 05:28 AM
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
الوجه الثامن والعشرون : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ } وأخبر أن العلم يقل ، فلا بد من وقوع ما أخبر به الصادق ، ومعلوم أن كتب المقلدين قد طبقت شرق الأرض وغربها ، ولم تكن في وقت قط أكثر منها في هذا الوقت .
ونحن نراها في كل عام في ازدياد وكثرة ، والمقلدون يحفظون منها ما يمكن حفظه بحروفه ، وشهرتها في الناس خلاف الغربة ، بل هي المعروف الذي لا يعرفون غيره ; فلو كانت هي العلم الذي بعث الله به رسوله لكان الدين كل وقت في ظهور وزيادة والعلم في شهرة وظهور ، وهو خلاف ما أخبر به الصادق .
[ ص: 163 ] الوجه التاسع والعشرون : أن الاختلاف كثير في كتب المقلدين وأقوالهم ، وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه ، بل هو حق يصدق بعضه بعضا ، ويشهد بعضه لبعض ، وقد قال تعالى : { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=34&ID=197&idfrom=224&idto=249&bookid=34&startno=4#docu) } .
الوجه الثلاثون : أنه لا يجب على العبد أن يقلد زيدا دون عمرو ، بل يجوز له الانتقال من تقليد هذا إلى تقليد الآخر عند المقلدين ، فإن كان قول من قلده أولا هو الحق لا سواه فقد جوزتم له الانتقال عن الحق إلى خلافه ، وهذا محال .
وإن كان الثاني هو الحق وحده فقد جوزتم الإقامة على خلاف الحق .
وإن قلتم : " القولان المتضادان المتناقضان حق " فهو أشد إحالة ، ولا بد لكم من قسم من هذه الأقسام الثلاثة .
الوجه الحادي والثلاثون : أن يقال للمقلد : بأي شيء عرفت أن الصواب مع من قلدته دون من لا تقلده ؟ فإن قال " عرفته بالدليل " فليس بمقلد ، وإن قال : " عرفته تقليدا له ; فإنه أفتى بهذا القول ودان به وعلمه ودينه وحسن ثناء الأمة عليه يمنعه أن يقول غير الحق " قيل له : أفمعصوم هو عندك أم يجوز عليه الخطأ ؟ فإن قال بعصمته أبطل ، وإن جوز عليه الخطأ قيل له : فما يؤمنك أن يكون قد أخطأ فيما قلدته فيه وخالف فيه غيره ؟ فإن قال : وإن أخطأ فهو مأجور ، قيل : أجل هو مأجور لاجتهاده ، وأنت غير مأجور لأنك لم تأت بموجب الأجر ، بل قد فرطت في الاتباع الواجب فأنت إذا مأزور .
فإن قال : كيف يأجره الله على ما أفتى به ويمدحه عليه ويذم المستفتي على قبوله منه ؟ وهل يعقل هذا ؟ قيل له : المستفتي إن هو قصر وفرط في معرفته الحق مع قدرته عليه لحقه الذم والوعيد ، وإن بذل جهده ولم يقصر فيما أمر به واتقى الله ما استطاع فهو مأجور أيضا ، وإن بذل جهده ولم يقصر فيما أمر به واتقى الله ما استطاع فهو مأجور أيضا . وأما المتعصب الذي جعل قول متبوعه عيارا على الكتاب والسنة وأقوال الصحابة يزنها به فما وافق قول متبوعه منها قبله وما خالفه رده ، فهذا إلى الذم والعقاب أقرب منه إلى الأجر والصواب ; وإن قال وهو الواقع : اتبعته وقلدته ولا أدري أعلى صواب هو أم لا ، فالعهدة على القائل ، وأنا حاك لأقواله ، قيل له : فهل تتخلص بهذا من الله عند السؤال لك عما حكمت به بين عباد الله وأفتيتهم به ، فوالله إن للحكام والمفتين لموقفا للسؤال لا يتخلص فيه إلا من عرف الحق وحكم به وأفتى به ، وأما من عداهما فسيعلم عند انكشاف الحال أنه لم يكن على شيء . اهــــــــــ
يتبع إن شاء الله
المصباح المنير
2014-03-11, 05:33 AM
مطالبة المفتي بالدليل (http://www.dar-alifta.org/ViewFatawaConcept.aspx?ID=147&LangID=1)
فيه تفصيل موجز طيب
أما القول ببطلان القاعدة المذكورة فلا يوافق الشرع ولا العقل
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-11, 05:40 AM
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-11, 05:50 AM
أخي جزاكم الله خيرا
لم أقل بالتقليد المذموم, التقليد المطلق لشيخ أو مذهب, لكن التقليد على برهان وبصيرة,
ومن الناس من لا يتمكن من التفريق بين الألة والأقوال والترجيح, فكما تعلم أغلب مسلمي العالم لا يعرفون لغة العرب فكيف تريد منهم البحث في أدلة النصوص وهل يعقل أنهم يصيرون مجتهدين , وفي هذا العصر لا أظن أنه يوجد مجتهدا مطلقا -بمعنى أنه لا يرجع إلى أقوال السابقين ويستنبط الحكم مباشرة من النص. فهذا معنى المجتهد- وبين المجتهد وبين العامي -كما بينت مرارا- مراحل ودرجات
عماد السكندري
2014-03-11, 05:50 AM
مطالبة المفتي بالدليل (http://www.dar-alifta.org/ViewFatawaConcept.aspx?ID=147&LangID=1)
فيه تفصيل موجز طيب
أما القول ببطلان القاعدة المذكورة فلا يوافق الشرع ولا العقل
بطلان القاعدة هو ما يوافق الشرع والعقل واقرأ أقوال ابن القيم التي أنقلها الذي يبين فيها بطلان القاعدة شرعا وعقلا
بل كلامك متناقض فالمستفتي لو طلب الدليل فهو بالتأكيد يطلبه ليفهمه و يكون له حجة معنى ذلك أنه لو أفتاه شخص آخر وبين له دليل آخر أقوى من الأول فلو رجح بينهم بطل زعمك وبطلت القاعدة لأنه اجتهد في المسألة ولم يقلد يعني مذهبه هو الدليل وليس مذهب مفتيه
وإن قلت لا يرجح بل وجب أن يختار أحد الشيخين المفتيين ويقلده
أجيب: وكيف وعلى أي أساس سيختار لابد أن يجتهد ليعرف من منهما أكثر علما وفقها من الآخر وهذا اجتهاد أصعب بكثير فأنت أوجبت عليه أن يدرس ترجمة الشيخين ويعرف حالهما جيدا ليختار بينهما بينما منعته من الاختيار بين دليلين فتناقضت أولا وألزمته بالأصعب ثانيا
وإن سلمنا بأنه يمكنه اختيار أحدهما ليقلده فهنا السؤال عن الدليل لم يكن له أي فائدة إذ أنت أوجبت عليه تقليد شيخه سواء اطمئن للدليل أم لم يطمئن سواء وجد أدلة أخرى أم لا فالسؤال عن الدليل في هذه الحالة تحصيل حاصل لا معنى له
أرأيت أن كلامك هو المحال
وأنا لا زلت منتظر الإجابة على الأسئلة الأربعة التي وجهتها سابقا فهل من مجيب
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-11, 05:54 AM
سبق وأن بينت الرد
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
عماد السكندري
2014-03-11, 06:39 AM
أخي الحبيب عبد الله
أراك لم تقف على حقيقة الخلاف وجوهر المسألة
المسألة هي:
لم يختلف أحد حتى أنصار التقليد بأن كل مسلم في وقت ما في موطن ما عليه أن يجتهد لكن اختلفوا في مقدار هذا الاجتهاد
نحن نقول: يتعلم ما يلزمه تعلمه لأن العلم بالواجب واجب والتفقه واجب وذلك قدر استطاعته وقتا وجهدا وذهنا ويجتهد وفقا لهذا العلم أيضا وقت الحاجة قدر استطاعته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها
ونحن إذ نقول ذلك متأكدون أن الناس ستتفاوت تفاوتا كبيرا في مدى علمهم واجتهادهم وقدرتهم على الاستنباط فليس مطلوبا أو متوقعا من كل أحد أن يبلغ اجتهاد ابن تيمية أو الأئمة الأربعة المسألة تخضع لقدرات وإرادة كل شخص وذلك مثل تفاوتهم في باقي الطاعات واقامة السنن فمن الناس من يصلي الفرائض فقط ومنهم من يصلي السنن الرواتب ومنهم من يقوم الليل وهكذا
أما أنصار التقليد قالوا: يجتهد مرة واحدة يستنبط فيها من هو أفضل عالم أو شيخ ليقلده ولذا قالوا المقلد لمن يقلد مجتهد , بعد ذلك يسلم نفسه وعقله لهذا الشيخ ويأخذ فتاويه مجردة لا يلزمه معها الدليل لأن الاستنباط والنظر في أدلة الكتاب والسنة ليس من شأنه مع أنهم أوجبوا عليه الاستنباط والنظر في حال الأئمة والترجيح بينهم
فهم وثقوا في عقله وترجيحه في حالة اختيار من يقلده
وفي نفس الوقت استنكروا عقله وترجيحه في حالة الاختيار بين الأدلة والأقوال الفقهية مع أنه لا وجه للإستنكار لأنه:
إن كانت المسألة عليها إجماع فلن يسعه إلا اتباع الاجماع فمن الأمور التي لابد أن يتعلمها كل مسلم منذ الصغر أن الإجماع حجة
وإن كانت المسألة مختلف فيها ففي هذه الحالة لو رجح وأخطأ حتى فلابد أنه سيوافق ترجيحه بعض العلماء وليكن زيد من العلماء ففي هذه الحالة مرة أخرى حتى لو أخطأ فكأنه قلد زيدا الذي وافقه في قوله فمع أنها عمليا نفس النتيجة
إلا أن أنصار التقليد يريدون أن يصل العامي لهذه النتيجة عن طريق تقليده لزيد لا عن طريق نظره في الأدلة قدر استطاعته
والأولى أن يصل إليها باجتهاده في اختياره للدليل لا باجتهاده في اختياره للشيخ
النقطة الأخرى الخلط عند أنصار التقليد بين تقليد شخص وبين قبول روايته والتعلم منه
وهذا الذي يجعلهم يحتجون بآيات وآثار ليس لهم فيها أي متمسك
فهم يدعون أنك عندما يقول لك شيخ حديث ويصححه فتأخذه وتعمل به فأنت تقلده وهذا ليس تقليدا هذا توثيق للراوي ومن ثم لحديثه
فالبخاري مثلا عندما يقول حدثنا الليث بن سعد
فلا يقال أن البخاري يقلد الليث بل هو يأخذ عنه الرواية
كذلك عندما تجد استنباط جيد لشيخ وتأخذ به فأنت أخذت باستنباطه يعني بدليله ولم تقلده
وفي ذلك يقول ابن القيم في إعلام ااموقعين ردا على أنصار التقليد:
[ الرواية غير التقليد ] : الوجه الخامس والسبعون : قولكم " كل حجة أثرية احتججتم بها على بطلان التقليد فأنتم مقلدون لحملتها ورواتها ، وليس بيد العالم إلا تقليد الراوي ، ولا بيد الحاكم إلا تقليد الشاهد ، ولا بيد العامي إلا تقليد العالم ، إلى آخره " .
جوابه ما تقدم مرارا من أن هذا الذي سميتموه تقليدا هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين أخذوا عن نظرائهم مقلدين . ومثل هذا الاستدلال لا يصدر إلا من مشاغب أو ملبس يقصد لبس الحق بالباطل ، والمقلد لجهله أخذ نوعا صحيحا من أنواع التقليد واستدل به على النوع الباطل منه لوجود القدر المشترك ، وغفل عن القدر الفارق ، وهذا هو القياس الباطل المتفق على ذمه ، وهو أخو هذا التقليد الباطل ، كلاهما في البطلان سواء .
وإذا جعل الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل حجة لم يكن متبع الحجة مقلدا اهــــــــــ
فالتعلم من شيخ وأخذ الرواية عنه شئ وتقليده على طريقة مذهب العامي مذهب مفتيه شئ آخر تماما
عماد السكندري
2014-03-11, 07:35 AM
انظروا إلى مقولة الشاطبي وفي مقابلتها مقولة ابن القيم
قال الشاطبي:
والمقلد غير عالم؛ فلا يصح له إلا سؤال أهل الذكر، وإليهم مرجعه في أحكام الدين على الإطلاق، فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى
(الموافقات - ج 5 ص 337 )
قال ابن القيم:
فهل في هذا دليل على جواز اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله ؟ ، فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه محرم في دين الله ، ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة . اهــــــــــ
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص166)
فابن القيم يقرر إجماع القرون الفاضلة على بطلان مقولة الشاطبي
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-11, 07:34 PM
قلت لك مرارا أني لست ملزما بقول الشاطبي
وأنت الآن وافقتني أنه من الناس من يقلد
فهذا كما ذكرت أن بين التقليد والإجتهاد درجات
وأسألك وأتمنى الإجابة
هل تعلم الآن مجتهد مقطح حي على وجه الأرض
, فإن رددت بلا فكل من على وجه الأرض فهو آخذ ببعض مادة التقليد
عبد الله عمر المصري
2014-03-12, 03:29 AM
أرجو التكرم بالمشاركة في موضوعي التالي
http://majles.alukah.net/t127369/#post706389
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-12, 05:02 AM
هل تعلم الآن مجتهد مقطح حي على وجه الأرض
آسف قصدت مجتهد مطلق
عماد السكندري
2014-03-12, 04:32 PM
أخي عبد الله
عندما يأخذ شخص من آخر قولا فإن الأمر لا يخرج عن أحد ثلاثة:
الأول: أن يأخذ بروايته
الثاني: أن يأخذ بدليله المستنبط الذي يوافق أصل شرعي ويتلقاه العقل بالقبول والقلب بالإطمئنان
الثالث: أن يأخذ بقوله مجردا عن أية أدلة
الأول توثيق (اعتبار الأثر)
و الثاني اقتناع (اعتبار النظر)
و الثالث هو التقليد المذموم
أنت كلامك عن الدرجات التي بين الاجتهاد والتقليد هي هذان النوعان , الأول وهو يعني أخذ الرواية من شخص صحهها بدون بحث في سندها أو تضعيف رواية بتضعيف شخص لها بدون بحث في سندها
والنوع الثاني وهو الاقتناع بما أورده من استنباط
و ليس أي من هذين النوعين هو التقليد الذي نتكلم عنه
فالنوع الأول كما قال ابن القيم هو اتباع أمر الله ورسوله ولو كان هذا تقليدا لكان كل عالم على وجه الأرض بعد الصحابة مقلدا ، بل كان الصحابة الذين أخذوا عن نظرائهم مقلدين . فإن الله سبحانه خبر الصادق حجة وشهادة العدل حجة وبالتالي متبع الحجة ليس مقلدا
لأن التقليد معناه الاصطلاحي هو: العمل بقول الغير بغير معرفة الحجة
وبالتالي فحيثما كانت الحجة لم يكن هناك تقليد
إنما يقال هناك تصحيح أو توثيق من متلقي الرواية لمن رواها
وأيضا الثاني ليس تقليدا لأنه مبني على الاقتناع وهي النتائج التي تنبني على مقدمات يقبلها الشرع والعقل
أما التقليد الباطل الذي نتكلم عنه هو أخذ أقوال الغير بلا حجة
أما أن العلماء يعتمدوا على بعضهم في تصحيح حديث أو توثيق رواية كأن يعتمد فقيه على تخريج البخاري وتصحيحه للأحاديث أو يعتمد طالب علم على تصحيح أو تضعيف الألباني لرواية أو يعتمد الألباني على الإمام الذهبي في جرح راوي وتضعيف حديثه فهذا وإن أُطلق عليه أنه نوع من التقليد فهو مجازا فقط إنما هو في الحقيقة توثيق للرواية واقتناع بالأدلة وليس تقليد
وإلا لجاز أن نقول أن القاضي يقلد الشاهد عندما يقبل شهادته ويصدر حكما بناء عليها
ولجاز أن نقول أن البخاري مقلد الليث بن سعد الذي روى عنه أحاديث
ولجاز أن نقول أن ابن كثير وابن القيم مقلدان لشيخ الإسلام ابن تيمية لأنهما موافقانه في معظم أقواله واستدلالاته
أظن الان وضحت المسألة
أما كون التقليد المذموم موجود فأنا لا أنكر وجوده لكن أنكر مشروعيته
كما أننا لا ننكر وجود الكفر لكن ننكر مشروعيته
فموضوعنا ليس عن ما هو كائن ولكن عن ما يجب أن يكون
ليس عن السنن الكونية بل عن السنن الشرعية
عبد الله عمر المصري
2014-03-12, 08:49 PM
بدايةً اسمح لي أن أقول أن كلامك في حكم " الرأي الشاذ " فمنذ أن دخلت في مجال الاستماع لدروس العلم أو قراءة كلام أهل العلم أو ما إلى ذلك وكذا دراسة أصول الفقه والتي تقر بأن مذهب العاميّ هو مذهب من يُفتيه
لأني لم أرى ولم أسمع أي عالم يقول كلامك، فشعوري تجاهك - بخصوص هذه المسألة - كشعوري تجاه الدكتور الأزهري سعد الدين الهلالي الذي يظهر على الفضائيات ويقول أن كل إنسان قادر على التجريح بين آراء المذاهب الأربعة
وأن الفقيه ليس له أن يُرجّح رأي ويقوله للعاميّ، بل عليه أن يعرض له كل الآراء في المسألة بأدلتها ويترك العاميّ يختار، فصار - على طريقته - الفقيه عبارة عن موسوعة إلكترونية تعرض الآراء فقط والعاميّ يختار ما يشاء !!!!!!
يعني على طريقته لم يعد ثمّة فائدة للعالم عند أي إنسان عنده مُكنَة " البحث في الموسوعات الفقهية الإلكترونية " .
ثانياً : بخصوص موضوع البنوك كمثال
أنت تقول بذم التقليد
وأنا واحد لا أفهم أي شئ في الاقتصاد والتجارة، وأجد علماء يقولون : " البنوك التقليدية ربوية " ، وآخرون " البنوك التقليدية لا فرق بينها وبين البنوك الإسلامية كله مباح " ، وآخرون يقولون " البنوك التقليدية والإسلامية كلاهما حرام لأن التقليدية ربوية والإسلامية لا تخالف البنك المركزي في الدولة وبالتالي فطريقتها كطريقة التقليدية " .
والمصيبة أن كل واحد عنده " أدلة "
وأنا لا أفهم كيف وصلوا لهذه الأدلة ، ولا كيف استخرجوا منها " وَجه الدلالة "
وبالتالي ليس لي إلا الاتباع والتقليد
ولا تقل لي " أكثرهم علماً " فلا علم لي إلا بأنهم " علماء " ولا معيار عندي للمفاضلة
انظر مثلاً الفيديو الأول عالم فاضل يشرح علة كون البنوك التقليدية ليست حرام على قناة اليتويوب الخاصة بدار الإفتاء المصرية
https://www.youtube.com/watch?v=t52ghhyciQ0
الفيديو الثاني: الشعراوي وهو عالم فاضل تخرج من نفس المؤسسة " الأزهر " ويقول أن مَن يتبع أصحاب الرأي الأول فلم يستبرئ لدينه وعرضه
https://www.youtube.com/watch?v=0vGT-ALtIyE
أنا كعاميّ ماذا تنتظر مني ؟؟؟ وأنت تقول " التقليد مذموم " ؟ وكلاهما في نظري " عالم فاضل قوي متمكن " ؟
عماد السكندري
2014-03-13, 03:55 AM
أولا:
ما تظنه وتدعي أنه قول شاذ يا أخي هداك الله وإيانا للحق قد نقل فيه ابن حزم إجماع ونقل ابن القيم إجماع الثلاثة قرون الفاضلة عليه وذكر الشوكاني أنه إن لم يكن إجماع فهو قول الجمهور وقال القرافي المالكي أنه قول الجمهور وهو قول الأئمة الأربعة
قال الإمام الشوكاني في كتابه "إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول"
يقول:
اختلفوا في المسائل الشرعية الفرعية ، هل يجوز التقليد فيها أم لا ؟
فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه لا يجوز مطلقا .
قال القرافي : مذهب مالك ، وجمهور العلماء : وجوب الاجتهاد ، وإبطال التقليد ، وادعى ابن حزم الإجماع على النهي عن التقليد .
قال : ونقل عن مالك أنه قال : أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فما وافق الكتاب والسنة فخذوا به ، وما لم يوافق فاتركوه . وقال عند موته : وددت أني ضربت بكل مسألة تكلمت فيها برأي سوطا ، على أنه لا صبر لي على السياط .
قال ابن حزم : فهاهنا مالك ينهى عن التقليد ، وكذلك الشافعي ، وأبو حنيفة وقد روى المزني عن الشافعي في أول مختصره أنه لم يزل ينهى عن تقليده ، وتقليد غيره. انتهى
وقد ذكرت نصوص الأئمة الأربعة المصرحة بالنهي عن التقليد في الرسالة التي سميتها القول المفيد في حكم التقليد فلا نطول المقام بذكر ذلك وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إن لم يكن إجماعا ، فهو مذهب الجمهور اهـــــــ
إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد)
قال ابن القيم:
فهل في هذا دليل على جواز اتخاذ أقوال رجل بعينه بمنزلة نصوص الشارع لا يلتفت إلى قول من سواه بل ولا إلى نصوص الشارع إلا إذا وافقت نصوص قوله ؟ ، فهذا والله هو الذي أجمعت الأمة على أنه محرم في دين الله ، ولم يظهر في الأمة إلا بعد انقراض القرون الفاضلة . اهــــــــــ
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص166)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين يذم أنصار التقليد ويبطل حججهم:
[ خالف المقلدون أمر الله ورسوله وأئمتهم ]
الوجه العشرون : أن فرقة التقليد قد ارتكبت مخالفة أمر الله وأمر رسوله وهدي أصحابه وأحوال أئمتهم ، وسلكوا ضد طريق أهل العلم ، أما أمر الله فإنه أمر برد ما تنازع فيه المسلمون إليه وإلى رسوله ، والمقلدون قالوا : إنما نرده إلى من قلدناه ; وأما أمر رسوله فإنه صلى الله عليه وسلم أمر عند الاختلاف بالأخذ بسنته وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، وأمر أن يتمسك بها ، ويعض عليها بالنواجذ ، وقال المقلدون : بل عند الاختلاف نتمسك بقول من قلدناه ، ونقدمه على كل ما عداه ، وأما هدي الصحابة فمن المعلوم بالضرورة أنه لم يكن فيهم شخص واحد يقلد رجلا واحدا في جميع أقواله ، ويخالف من عداه من الصحابة بحيث لا يرد من أقواله شيئا ، ولا يقبل من أقوالهم شيئا ، وهذا من أعظم البدع وأقبح الحوادث ; وأما مخالفتهم لأئمتهم فإن الأئمة نهوا عن تقليدهم وحذروا منه كما تقدم ذكر بعض ذلك عنهم .
وأما سلوكهم ضد طريق أهل العلم فإن طريقهم طلب أقوال العلماء وضبطها والنظر فيها وعرضها على القرآن والسنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال خلفائه الراشدين ، فما وافق ذلك منهم قبلوه ، ودانوا الله به ، وقضوا به ، وأفتوا به ، وما خالف ذلك منها لم يلتفتوا إليه ، وردوه ، وما لم يتبين لهم كان عندهم من مسائل الاجتهاد التي غايتها أن تكون سائغة الاتباع لا واجبة الاتباع ، من غير أن يلزموا بها أحدا ، ولا يقولوا : إنها الحق دون ما خالفها ، هذه طريقة أهل العلم سلفا وخلفا ، وأما هؤلاء الخلف فعكسوا الطريق ، وقلبوا أوضاع الدين ، فزيفوا كتاب الله وسنة رسوله وأقوال خلفائه وأصحابه ، فعرضوها على أقوال من قلدوه ، فما وافقها منها قالوا لنا وانقادوا له مذعنين ، وما خالف أقوال متبوعهم منها قالوا : احتج الخصم بكذا وكذا ، ولم يقبلوه ، ولم يدينوا به . اهـــــــ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى):
"والحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به.
فأما العاجز عن العلم كالمجنون، أو العاجز عن العمل، فلا أمر عليه ولا نهي" اهـــــ
فلم يقل شيخ الإسلام الحجة تقوم بشيخ أو عالم
وأنت ترى شيخ الاسلام يقرر أن المعذورين فقط هم المرفوع عنهم القلم والعاجز عن العمل كالكسيح ولم يعذر الجاهل المقلد لأنه قلد شيخه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى ج9 / ص 66):
فصل في الاكتفاء بالرسالة والاستغناء بالنبي صلى الله عليه وسلم عن اتباع ما سواه اتباعا عاما وأقام الله الحجة على خلقه برسله فقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده } إلى قوله : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } .
فدلت هذه الآية على أنه لا حجة لهم بعد الرسل بحال وأنه قد يكون لهم حجة قبل الرسل .
ف " الأول " يبطل قول من أحوج الخلق إلى غير الرسل حاجة عامة كالأئمة . اهـــــــ
وإليك أقوال الأئمة الأربعة:
1- أبو حنيفة رحمه الله
==================
"إذا صح الحديث فهو مذهبي". ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
"لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق 6 / 293)
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي)
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا)
وفي أخرى : ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد) )
"إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي " .
( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )
2- مالك بن أنس رحمه الله
==================
"إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه " . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32)
"ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91)
3- الشافعي رحمه الله
==================
"إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت".
وفي رواية "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد " . (النووي في المجموع 1 / 63)
"إذا صح الحديث فهو مذهبي " . (النووي 1 / 63 )
4- أحمد بن حنبل رحمه الله
==================
"لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا " .
(إعلام الموقعين 2 / 302)
و كان الإمام أحمد يحارب هذا المسلك الشائن المهزوم محاربةً شعواء ، وينابذه ويطارده في كل مكان.
قال محمد بن زيد المستملي : سأل أحمد رجل : أكتب كتب الرأي؟
قال: لا تفعل ، عليك بالآثار والحديث
فقال له السائل: إن عبد الله بن المبارك قد كتبها
قال له: ابن المبارك لم ينزل من السماء ، إنما أمرنا أن نأخذ العلم من فوق.
و كان ينهى تلاميذه حتى عن كتابة آراءه الفقهية وفتاويه ، ولما أحس يوماً بإنسان يكتب ومعه ألواح في كمه
قال له : لا تكتب رأيي ؛ لعلي أقول الساعة مسألة ثم أرجع غداً عنها
(ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 1 / 329)
أعرفت الان أن القول الشاذ هو من يؤيد مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)؟ أعرفت أن التقليد بدعة منكرة ما عرفها السلف
أعرفت أنه يقول بكلامي الأئمة الأربعة وشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم و القرافي والشوكاني وابن حزم؟
ثانيا:
قولك
ولا تقل لي " أكثرهم علماً " فلا علم لي إلا بأنهم " علماء " ولا معيار عندي للمفاضلة
هذه والله حجة عليك فأنت تقر أنه لا معيار عندك للمفاضلة بين العلماء
فكيف ستختار واحد منهم لتقلده؟ هل هو اختيار عشوائي بالقرعة مثلا أم ماذا؟
قلت لك في مشاركة سابقة أن أنصار التقليد في حين منعوا العامي من الاجتهاد في الاختيار بين الأقوال أوجبوا عليه الاجتهاد في الاختيار بين الرجال وهذا أصعب
وأنت أثبتت الان صحة قولي
أما ماذا يفعل العامي في قضية مثل هذه فهو ببساطة أن يتعلم
يتعلم ما هو الربا وأنواعه وهذه تتم في سماع محاضرة واحدة مدتها ساعة أو ساعتين أو يقرأ باب الربا في كتاب فقه
و يعرف كيف يتعامل البنك بشكل عام وهذا معظم الناس تعرفه أن البنك يأخذ أموالا من المودعين ويعطي عليها فائدة سنوية هذه الفائدة هي نسبة من الوديعة
ثم يسمع للفتوتين
ثم يرجح بنفسه حسب المعلومات التي تمكن من جمعها وما يقبله العقل ويطمئن له القلب
فإن أصاب فقد أصاب وإن أخطأ فقد فعل ما بوسعه وله عذر أمام الله يرجى أن يكون مقبولا
إن أخطأ اعتبره أنه قلد الشيخ الذي أفتى بهذا القول
فكما قلت سابقا طالما أن المسألة مختلف فيها ففي هذه الحالة لو رجح العامي وأخطأ حتى فلابد أنه سيوافق ترجيحه بعض العلماء وليكن زيد من العلماء ففي هذه الحالة مرة أخرى حتى لو أخطأ فكأنه قلد زيدا الذي وافقه في قوله فمع أنها عمليا نفس النتيجة
إلا أن أنصار التقليد يريدون أن يصل العامي لهذه النتيجة عن طريق تقليده لزيد لا عن طريق نظره في الأدلة قدر استطاعته
والأولى أن يصل إليها باجتهاده في اختياره للدليل لا باجتهاده في اختياره للشيخ
فيا أخي الكريم الجهل يرفع بالعلم ولا يرفع بالتقليد
وعندما نقول بالعلم لا يلزم أن يكون كعلم الإمام الشافعي أو شيخ الإسلام ابن تيمية ولا أن يكون صاحبه حافظ المتون وقارئ لكتب الأصول
المقصود علم جزئي بالمسألة وبقدر الاستطاعة
و الله ولي التوفيق
عبد الله عمر المصري
2014-03-13, 04:58 AM
على فكرة
لما قلت لك " قولك رأي شاذ " ليس من الطبيعي أن ترد عليه بأقوال الأئمة الأربعة وابن القيم وابن حزم
لأن علمائنا - كالفوزان وابن باز وابن العثيمين وكذا دار الإفتاء المصرية - يعلموا هذه الأقوال، ولم يفهم أحد منهم ما فهمته حضرتك ، وأجمعوا كلهم أن العامي مقلد في كل شئ إلا في أمر واحد وهو اختيار مَن يقلده فهو مجتهد .
أما قولك أن العامي يقدر على الترجيح بين الأدلة والآراء ويستقل بنفسه دون تقليد فهذا - كما قلت - ما لم يفهمه أحد من علماءنا المعاصرين - في الأزهر والسعودية على السواء - من كلام هؤلاء العلماء السابقين الذين تفضلت بنقل أقوالهم
يعني أقوالهم صحيحة لكن ليس بطريقتك في فهمها، بدليل أن أحداً من المعاصرين لم يقل بها إلا أنت والدكتور سعد الدين الهلالي فقط .
لذلك أقول لك " رأيك شاذ " .
انظر في دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/FatawaConcepts.aspx
وانظر في اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaSubjects.aspx?languagena me=ar&View=Page&HajjEntryID=0&HajjEntryName=&RamadanEntryID=0&RamadanEntryName=&NodeID=9391&PageID=12452&SectionID=2&SubjectPageTitlesID=19782&MarkIndex=18&0
وتحديداً عبارة:
(فتبين أن المقصود بذم الأئمة رحمهم الله طالب العلم القادر على معرفة النصوص واستنباط الحكم منها)
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-13, 05:00 AM
الخلاف بيننا منه لفظي ولا مشلحة في الإصطلاح
فالمقلد المطلق من إستخرج الأحكام من الأدلة مباشرة ومن دونه فهو مقلد وتختلف المقلدة في الدرجات
فإختلافنا هنا لفظي لا جوهرله
أما في العامي فالخلاف لها ثمرة,
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
عبد الله عمر المصري
2014-03-13, 05:06 AM
الخلاف بيننا منه لفظي ولا مشلحة في الإصطلاح
فالمقلد المطلق من إستخرج الأحكام من الأدلة مباشرة ومن دونه فهو مقلد وتختلف المقلدة في الدرجات
فإختلافنا هنا لفظي لا جوهرله
أما في العامي فالخلاف لها ثمرة,
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
هل تؤيد ما يلي ؟
انظر في دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/FatawaConcepts.aspx
وانظر في اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaSubjects.aspx?languagena me=ar&View=Page&HajjEntryID=0&HajjEntryName=&RamadanEntryID=0&RamadanEntryName=&NodeID=9391&PageID=12452&SectionID=2&SubjectPageTitlesID=19782&MarkIndex=18&0
وتحديداً عبارة:
(فتبين أن المقصود بذم الأئمة رحمهم الله طالب العلم القادر على معرفة النصوص واستنباط الحكم منها)
عماد السكندري
2014-03-13, 12:04 PM
واضح يا أخ عبد الله عمر أنك مقلد لمن نقلت عنهم وتريد أن تلزمني بفهمهم وأنا ما عندي نص ولا دليل ولا شبهة دليل أن ألتزم بفهم ابن عثيميم والفوزان
أنت بهذه الطريقة النقاش لن يكون مجدي معك ولن يكون نقاشا علميا إطلاقا فكلما اتيك بنص من كتاب الله أو سنة رسوله ستقول لي فلان لم يفهمها كما فهمت يعني نحن المفروض أننا لا نفهم نصوص الوحي إلا عن طريق وسيط , ماشي
أتيتك بأقوال السلف حتى نتبع طريقة أخذ الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فأتيتك بأقوال السلف فاعترضت عليها أيضا لأن الفوزان فهم غير ما فهمت يعني حتى كلام البشر لا يفهم إلا بفهم بشر آخرين
إذن أنت القاعدة الشرعية الوحيدة التي تنطلق منها هي قول أفراد معينين تقلدهم وهؤلاء فقط هم من تقبل أقوالهم كحجة وتلتزم بفهمهم
أما أنا يا أخ فلا ألتزم بفهم من ذكرتهم فأنا والحمد لله أدرس شريعة من عشر سنوات وحاصل على درجة جامعية وعلى دراسات عليا وعربي أفهم العربية و عندي عقل واستطيع فهم كلام القرآن والسنة إلا ما أشكل علي في بعض المفردات أرجع فيها إلى التفاسير واستطيع فهم كلام السلف ولا أحتاج مترجم يترجم لي مقاصدهم
أما أن كلام القرآن والسنة لا يفهم إلا عن طريق عالم وكلام العالم لا يفهم إلا عن طريق عالم ثاني وكلا العالم الثاني لا يفهم إلا عن طريق عالم ثالث فهذه الدائرة أتركها لك ولمن ارتضاها أن يخوض فيها
أما أنا فالذي ألتزم به هو المعنى الظاهر الواضح من الكلام وهذا الذي كلفني به الشرع
ثم إن الفتوى التي نقلتها من مجلة البحوث العلمية تأولت جميع أقوال السلف في ذم التقليد على أن المراد بها طالب العلم وليس العامي ولكن لم يأت صاحب هذا الكلام بأي دليل على صحة كلامه
وهذا النهج سيء جدا ويفتح باب شر على العلم وعلى الدين وأهله لأن وفقا لهذا أسلوب كلما وجدنا نص أو كلاما للسلف لا يوافق هوانا حرفنا كلامهم وقلنا أكيد السلف قصدوا بها كذا وكذا وحملنا كلامهم ما لا يحتمله
فبدلا من أن تكون آراءنا تبعا للدليل والأثر أصبح الأثر هو التابع لآراءنا
والسلف بما فيهم الأئمة الأربعة لو أرادوا ذلك ما عجزوا عن بيانه , فهم أفصح منا , لكننا لم نجد في أقوالهم جملة واحدة تقول العامي يجب عليه التقليد فهذا الأسلوب هو تقويلهم ما لم يقولوه ولو أرادوه لما عجزوا أن يقولوه وبالتالي هذا أسلوب غير علمي ولا موضوعي بالمرة
والشوكاني الذي تدعي أني لم أفهم كلامه قد رد على هذا الإدعاء الباطل أن السلف أرادوا المجتهدين ولم يقصدوا العامة
قال الشوكاني:
والمذهب الثالث: التفصيل ، وهو أنه يجب على العامي ، ويحرم على المجتهد ، وبهذا قال كثير من أتباع الأئمة الأربعة ، ولا يخفاك أنه إنما يعتبر في الخلاف أقوال المجتهدين ، وهؤلاء هم مقلدون ، فليسوا ممن يعتبر خلافه ، ولا سيما وأئمتهم الأربعة يمنعونهم من تقليدهم وتقليد غيرهم ، وقد تعسفوا ، فحملوا كلام أئمتهم هؤلاء على أنهم أرادوا المجتهدين من الناس ، لا المقلدين فيالله العجب .
وأعجب من هذا أن بعض المتأخرين ممن صنف في الأصول نسب هذا القول إلى الأكثر ، وجعل الحجة لهم الإجماع على عدم الإنكار على المقلدين ، فإن أراد إجماع خير القرون ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، فتلك دعوى باطلة فإنه لا تقليد فيهم ألبتة ، ولا عرفوا التقليد ولا سمعوا به بل كان المقصر منهم يسأل العالم عن المسألة التي تعرض له فيفتيه بالنصوص التي يعرفها من الكتاب والسنة ، وهذا ليس من التقليد في شيء بل هو من باب طلب حكم الله في المسألة ، والسؤال عن الحجة الشرعية .
(إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول - المقصد السادس الاجتهاد والتقليد )
أرأيت الان أني فهمي لكلام السلف هو الفهم الصحيح
عبد الله عمر المصري
2014-03-13, 07:50 PM
لو كل واحد رجع لفهمه دون كلام العلماء
وعندما رأى كلام العلماء المعاصرين يتعارض في عقله مع كلام العلماء القدامى الذين ما تلقى المعاصرين العلم إلا من كتبهم
لو كل واحد وقع في ذلك فضرب بكلام العلماء المعاصرين عُرضَ الحائط اعتماداً على فهمه لكلام القدامى دون أن يقول " أتوقف حتى أعرض الأمر على العلماء المعاصرين لأرى رأيهم هل يردون كلام السابقين أم لهم توجيه له غير ما فهمتُ "
فلا تعجب بعد ذلك أن نرى أفكار شاذة
فإن أول ما سمعته في مجال العلوم الشرعية أنه كما أن المرء لا يكون فقيهاً في القانون بقراءة مجموعة من كتب القانون إلا بعد أن يُجاز من فقهاء القانون " بشهادة الليسانس من كليات الحقوق والشريعة والقانون "
فكذلك - ومن باب أولى - ليس كل من فتح كتب العلماء وأتى منها بنصوص وأتى منها بأقوال تؤيد فهمه للنصوص صار قادراً على فهم مراد الشرع
ولو أن العاميّ سأل العالم ما دليلك في حكم كذا ؟ فسيقول له العالم: المصالح المرسلة وقول الصحابي والاستحسان
فسيقول له العامي: اشرح لي كل كلمة قلتها لأني لن أفهم شئ
فسيتحول مجلس الإفتاء إلى مجلس تعليم مما يُخل بفكرة تمييز مجالس الإفتاء عن مجلس التعليم
ثم لماذا تجاهلت قولي لك :
انظر في دار الإفتاء المصرية
http://www.dar-alifta.org/FatawaConcepts.aspx
وانظر في اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaSubjects.aspx?languagena me=ar&View=Page&HajjEntryID=0&HajjEntryName=&RamadanEntryID=0&RamadanEntryName=&NodeID=9391&PageID=12452&SectionID=2&SubjectPageTitlesID=19782&MarkIndex=18&0
وتحديداً عبارة:
(فتبين أن المقصود بذم الأئمة رحمهم الله طالب العلم القادر على معرفة النصوص واستنباط الحكم منها)
إن كنت لا ترضى بفهم ابن العثيمين والفوزان
فأنا هنا أتيتك بكلام دار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية
فهاتين أكبر مؤسستين في العالم الإسلامي يُرجَع لهما في القضايا الشرعية
ولم أسمع منذ أن وُلِدتُ أن أحداً أراد تعلم العلوم الشرعية إلا وذهب لأحد الجهتين: إما السعودية وإما الأزهر
وقد نقلت لك قول كبار علماء السعودية وكبار علماء الأزهر
فمن حضرتك حتى تخرج على كل هؤلاء الكبار وتتسلق عليهم لتقرأ كتب العلماء القدامى وكأنك تدعي جهل علماء هاتين المؤسستين بما ورد فيهما ؟؟
واسمح لي - ولا تقول سامحك الله فأنا لا أنسب لك هذا الكلام بل أقرر قاعدة - ليس كل من تخرج من كلية شرعية صالح للإفتاء أو بناء القواعد والنظريات
فالكليات الشرعية شأنها شأن الكليات الدنيوية
فكلية الهندسة يخرج منها مهندس شاطر ومهندس خائب
وكلية الطب يخرج منها طبيب ناجح وطبيب فاشل
وكذا الكليات الشرعية
فعيب عليك أن تضرب بالرابطين اللذين وضعتهما لك - في السعودية والأزهر - عرض الحائط وتدعي أنك أعلم منهم في مسألة من أهم مسائل أصول الفقه
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-13, 08:33 PM
السلام هل لا أجبت عن سآلي
عبد الله عمر المصري
2014-03-13, 09:19 PM
السلام هل لا أجبت عن سآلي
يا أخ عبد الله أرجو منك في مشاركاتك في هذا الموضوع أمرين :
الأول: تحديد مَن تخاطبه
الثاني: اقتباس سؤالك أو عبارتك التي تريد مِمَن تخاطبه أن يرد عليه
عبد الله عمر المصري
2014-03-13, 09:42 PM
فأنا والحمد لله أدرس شريعة من عشر سنوات وحاصل على درجة جامعية وعلى دراسات عليا وعربي أفهم العربية و عندي عقل واستطيع فهم كلام القرآن والسنة
ممكن أفهم أين تدرس الشريعة ؟؟ في أي جامعة وأي تخصص ؟؟ وما هو مستواك في أصول الفقه ؟ ومن هم العلماء الذين درست عليهم ؟؟
لأن كثيراً من المعاصرين يقولون " قرأت في الأديان " و " درست الفقه " وهو لم يُجاز من شيخ واحد بل كل قراءاته " مع نفسه "
يعني لا شيخ له ولا إمام .
عماد السكندري
2014-03-14, 02:44 AM
أعتذر منك يا أخ عبد الله عمر المصري فأنا أنهي النقاش معك إلى هذا الحد وأطلب منك تكرما أن تتوقف وتكتب في موضوعك أنت كما شئت
لأنه واضح أنك لا تحمل في جعبتك أي علم أو دليل سواء نقلي أو عقلي تتكلم به وحتى عندما نقلت لك كلام السلف اعترضت على فهمي له وعندما نقلت لك كلام الشوكاني العربي الواضح الذي لا يحتمل أي تأويل آخر الذي رد فيه على من زعم أن السلف قصدوا المجتهد لا العامي وقال أن هذا كلام باطل اعترضت أيضا ولازلت تقول لي فهمك وفهم فلان وفهم فلان
فإما أنك لا تقرأ أصلا ما أكتب وإما أنك لا تجيد العربية
وبالتالي تحول النقاش من نقاش علمي هادف إلى تشغيب و تضييع للوقت بلا فائدة وأنا الصراحة لا أريد أن ينحرف موضوعي إلى هذا ولا أريد تضييع وقتي ولا وقت القراء في جدال عقيم وشغب لا طائل منه
أنا يا أخي مجتهد وأدعو كل مسلم أن يكون مجتهد ويتعلم دينه ويفقه المسائل بأدلتها من السماع والقراءة للعلماء ولا يقلد أحد
وأكيد أنا حر في نفسي وفي قناعتي
وأنت حر تقلد من تشاء الفوزان أو ابن عثيمين أو غيرهما
ومن الان فصاعدا أرجو من أي أخ مشارك في موضوعي أن يلتزم في النقاش بقال الله قال الرسول قال الصحابة ولا بأس بالاستشهاد بالمفسرين في تفسير الايات بمعنى بيان معاني المفردات وأسباب النزول وبالمحدثين في تصحيح وتضعيف الأحاديث
وأي مشاركة لا يلتزم صاحبها بهذا فأنا اسف سوف أتاجاهله ولا ينتظر مني رد
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-14, 05:04 AM
السلام عليكم يا أخي عماد السكندري
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
عماد السكندري
2014-03-14, 09:42 AM
السلام عليكم يا أخي عماد السكندري
أسألك
من لا يعلم العربية لا يتأتى منه فهم النصوص, فكيف يجتهد
وعليكم السلام
من لا يعلم العربية يقرأ ترجمة النصوص قرآن وأحاديث بلغته حتى يتعلم العربية
أما الإجابة عن أسئلتك
فسبق وان ذكرت أن التقليد ليس مقصودا لذاته وإنما هو مقصود لتوقع المستفتي أنه هو الحق وهو الدين, ولا معصوم إلا الشارع فلو آمن المستفتي -حق الإيمان- وأنا لا أتصور هذا من مسلم فلا أظن أحدا يستطيع القول بأنه مستحق للعقاب ونأكد على أن هذا قول شنيع ويبين للمستفتي بطلان القول
لم أفهم إجابتك
الإجابة التي أفهمها: نعم هو آثم أم لا هو غير آثم
نعم يشرع لي أن أنبهه أم لا يجوز
عبد الله عمر المصري
2014-03-14, 03:03 PM
وعليكم السلام
من لا يعلم العربية يقرأ ترجمة النصوص قرآن وأحاديث بلغته حتى يتعلم العربية
يا أخي الفاضل أعتقد - بل أكاد أجزم - أن الأخ عبد الله لا يقصد الأعجمي بل يقصد العربي من العوام الذين لا يفهموا لا نحو ولا بلاغة مما يجب فهمها وإتقانها بجوار إتقان أصول الفقه لاستنباط الأحكام الشرعية من الأدلة النقلية
فهذا ليس أهل لأن تقول له " اجتهد "
وأقسم بالله أنني سمعت شخص يقول بعدم فرضية الحجاب أو الخمار سمه ما شئت ولما احتج عليه الطرف الآخر بقول الله " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " في سورة النور
قال له هذا الشخص : " اللام في قوله وليضربن لام تعليل وليس لام أمر وبالتالي فالآية لا تدل على وجوب الخمار "
هذا هو ما يعنيه الأخ عبد الله والله أعلم .
وبالرجوع للمفسرين تجد البعض أو الكل منهم يقول أن آية " يدنين عليهن من جلابيبهن " تتعلق بالخلاء لأن المرأة كانت تقضي حاجتها في الصحراء مما يؤدي إلى كشف عورتها
ويقول بعض " المجتهدين " على طريقتك أن طالما هذه العلة انتفت فلا يصح القول بفرضية الحجاب
طالما أن هذا المجتهد يرى عدم ضرورة الرجوع لكلام الفقهاء والعلماء " اعتماداً على فهمه لأن كل واحد من حقه الاجتهاد "
هذا الكلام في ذاته الذي يُعتبر عدم اعتراف بفضل التعلم الذي قلت أنت من قبل أنك لا تنكره لأن القول بأن كل واحد من حقه الاجتهاد يجعل الشخص يقول " طالما أنا مجتهد وكل واحد من حقه الاجتهاد فلماذا سأذهب للتعلم " ؟؟
أرجو منك زيارة هذا الرابط وأنت حر ترد أو لا ترد لأن فيه كلام لابن القيم من إعلام الموقعين والصحابي عبد الله بن مسعود ولا أعلم هل ستعتبر هؤلاء أشخاص كابن العثيمين فترفض كلامهم أم لا .
http://islamqa.info/ar/126198
قال رسول الله: ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري (100) ومسلم (2673)
فالحديث دل على أن الناس أربعة أنواع
عالم وجاهل ومتبع لعالم ومتبع لجاهل
فالأول والثالث ممدوحين والثاني والرابع مذمومين
مما يعني أنه ليس كل أحد من حقه الاجتهاد وإلا فكيف سيظهر " الجهلاء " في نظرك ؟
عماد السكندري
2014-03-14, 05:04 PM
يا أخ عبد الله عمر أنت المفاهيم عندك مغلوطة ومضطربة
الاجتهاد ليس معناه بالضرورة الاستغناء عن التعلم من الاخرين
قيل هنا مرارا وصل لحد التكرار الممل أن التعلم غير التقليد , التعلم من الاخرين وسؤالهم مشروع على أن يكون ذلك بأخذ الرواية والأدلة لا الرأي المجرد وعلى كل مسلم إن وجد اختلاف أن يعرف أدلة كل قول قدر استطاعته ويرجح بينها قدر استطاعته أيضا فليس مكلفا دائما بأن يصيب الحق لكنه مكلف ببذل ما في وسعه لذلك , وذلك كما يقول أنصار التقليد أن العامي ليس مكلفا دائما بأن يصيب الحق لكنه مكلف ببذل ما في وسعه لاختيار شيخ يقلده
فأنصار التقليد في حين منعوا العامي من الاجتهاد في الاختيار بين الأقوال أوجبوا عليه الاجتهاد في الاختيار بين الرجال
فليس الاجتهاد مرادفا لترك التعلم وترك الاستفتاء إنما هو مرادف لبذل ما يستطيع الشخص للوصول للحق بالأدلة ولا يقلد شخصا بعينه في كل أقواله وأفعاله
أرجو أن ننتهي من هذه النقطة لأني كررتها كثيرا جدا هنا
وأرجو من أي أحد يريد المناقشة أن يقرأ كــــــــــــــ ــل المشاركات السابقة حتى لا يعيد نفس الأسئلة
وأما رابط موقع الإسلام سؤال وجواب فهو عن الفتوى بغير علم
فلا أدري ما هو وجه الاستدلال بهذا؟
هل أنا قلت يجوز الإفتاء بغير علم؟
بل أنت من تدعو إلى الإفتاء بغير علم
فأنت تجعل أقوال العلماء مجردة من الأدلة حجة وهذا جهل وليس علم
وأنا سألزمك الان بكلام ابن القيم طالما استشهدت به
وإن كان عندك رائحة الإنصاف والتجرد للحق لا للهوى فبعد أن أعطيك كلامه عليك أن تسلم لي ببطلان التقليد ووجوب الاجتهاد
سأعطيك قولين له
واحد من نونيته في تعريف العلم - ما هو العلم
والثاني من إعلام الموقعين في إبطال التقليد والرد على أنصاره وإبطال حجة من حججهم
الأول
يقول ابن القيم في نونيته:
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين الرسول وبين قول فلان
يعني: حتى تتكلم أو تفتي بعلم لابد أن يكون دليلك هو: قال الله قال رسوله قال الصحابة لا قال فلان من العلماء
الثاني
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
[ هل كلف الناس كلهم الاجتهاد ؟ ]
الوجه الثاني والستون : قولكم : " لو كلف الناس كلهم الاجتهاد وأن يكونوا علماء ضاعت مصالح العباد وتعطلت الصنائع والمتاجر وهذا مما لا سبيل إليه شرعا وقدرا " فجوابه من وجوه ; أحدها : أن من رحمة الله سبحانه بنا ورأفته أنه لم يكلفنا بالتقليد ، فلو كلفنا به لضاعت أمورنا ، وفسدت مصالحنا ، لأنا لم نكن ندري من نقلد من المفتين والفقهاء ، وهم عدد فوق المئتين ، ولا يدري عددهم في الحقيقة إلا الله ، فإن المسلمين قد ملئوا الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، وانتشر الإسلام بحمد الله وفضله وبلغ ما بلغ الليل ، فلو كلفنا بالتقليد لوقعنا في أعظم العنت والفساد ، ولكلفنا بتحليل الشيء وتحريمه وإيجاب الشيءوإسقاطه معا إن كلفنا بتقليد كل عالم ، وإن كلفنا بتقليد الأعلم فالأعلم فمعرفة ما دل عليه القرآن والسنن من الأحكام أسهل بكثير من معرفة الأعلم الذي اجتمعت فيه شروط التقليد ، ومعرفة ذلك مشقة على العالم الراسخ فضلا عن المقلد الذي هو كالأعمى .
وإن كلفنا بتقليد البعض وكان جعل ذلك إلى تشهينا واختيارنا صار دين الله تبعا لإرادتنا واختيارنا وشهواتنا ، وهو عين المحال ; فلا بد أن يكون ذلك راجعا إلى من أمر الله باتباع قوله وتلقي الدين من بين شفتيه ، وذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله وأمينه على وحيه وحجته على خلقه ، ولم يجعل الله هذا المنصب لسواه بعده أبدا .
الثاني : أن بالنظر والاستدلال صلاح الأمور لا ضياعها ، وبإهماله وتقليد من يخطئ ويصيب إضاعتها وفسادها كما الواقع شاهد به .
والثالث : أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول فيما أخبر به ، ويطيعه فيما أمر ، وذلك لا يكون إلا بعد معرفة أمره وخبره .
ولم يوجب الله سبحانه من ذلك على الأمة إلا ما فيه حفظ دينها ودنياها وصلاحها في معاشها ومعادها ، وبإهمال ذلك تضيع مصالحها وتفسد أمورها ، فما خراب العالم إلا بالجهل ، ولا عمارته إلا بالعلم ، وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها ، وإذا خفى العلم هناك ظهر الشر والفساد . ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورا .
قال الإمام أحمد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251) : ولولا العلم كان الناس كالبهائم ، وقال : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ; لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه كل وقت .
الرابع : أن الواجب على كل عبد أن يعرف ما يخصه من الأحكام ، ولا يجب عليه أن يعرف ما لا تدعوه الحاجة إلى معرفته ، وليس في ذلك إضاعة لمصالح الخلق ولا تعطيل لمعاشهم ; فقد كان الصحابة رضي الله عنهم قائمين بمصالحهم ومعاشهم وعمارة حروثهم والقيام على مواشيهم والضرب في الأرض لمتاجرهم والصفق بالأسواق ، وهم أهدى العلماء الذي لا يشق في العلم غبارهم . انتهى
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص 181 , 182)
هذا هو كلام ابن القيم البين الواضح
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
عماد السكندري
2014-03-14, 09:43 PM
قال ابن عبد البر رحمه الله:
التقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع، لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه، والتقليد؛ أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه
(جامع بيان العلم ج 2 / 37)
لاحظ أنه قال: (فضل قوله) ولم يقل (فضله هو) كما يقول أنصار التقليد
فلابد من معرفة القول ووجاهته وترجيحه واطمئنان القلب له لا مجرد الرضا بشخص القائل
وقال ابن عبد البر رحمه الله:
قد ذم الله تبارك وتَعَالى التقليد في غير موضع من كتابه فَقَالَ : اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [سورة التوبة آية 31 ]
وروي عَن حذيفة ، وغيره ، قَالَ : " لم يعبدونهم من دون الله ، ولكن أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم ".
وقال عدي بن حاتم رضي الله عنه؛ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال لي: (يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك"، وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال عدي: قلت يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا؟! قال صلى الله عليه وسلم: (بلى، أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه، ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه؟"، فقلت: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: (تلك عبادتهم").
وساق ابن عبد البر بسنده عن أبي البختري في قوله عز وجل: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، قال: "أما إنهم لو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم، ولكنهم أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرامه حلاله فأطاعوهم، فكانت تلك الربوبية".
وعن أبي البختري قال: (قيل لحذيفة في قوله: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، أكانوا يعبدونهم؟ فقال: (لا، ولكن كانوا يحلون لهم الحرام فيحلونه، ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه".
وقال جل وعز: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم} [سورة الزخرف: 23 - 24]، فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء، فقالوا؛ {إنا بما أرسلتم به كافرون}.
وفي هؤلاء ومثلهم قال الله جل وعز: {إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون} [سورة الأنفال: 22]، وقال عز وجل: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} [سورة البقرة: 166 – 167]، وقال جل وعز عائبا لأهل الكفر وذاما لهم: {ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون} [سورة الأنبياء: 52 - 53]، وقال: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} [سورة الأحزاب: 67]، ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء.
وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها، لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد، كما لو قلد رجل فكفر، وقلد آخر فأذنب، وقلد آخر في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كل واحد ملوما على التقليد بغير حجة، لأن كل ذلك تقليد يشبه بعضه بعضا وإن اختلفت الآثام فيه.
وقال الله جل وعز: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} [سورة التوبة: 115]، وقد ثبت الاحتجاج بما قدمنا في الباب قبل هذا، وفي ثبوته إبطال التقليد أيضا.
فإذا بطل التقليد بكل ما ذكرنا وجب التسليم للأصول التي يجب التسليم لها وهى الكتاب والسنة أو ما كان في معناهما بدليل جامع بين ذلك
(جامع بيان العلم ج2 / 109 ـ 112)
عماد السكندري
2014-03-14, 09:56 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه، وذلك هو الواجب عليهم.
فقال أبو حنيفة؛ "هذا رأيي وهذا أحسن ما رأيت، فمن جاء برأي خير منه قبلناه"، ولهذا لما اجتمع أفضل أصحابه أبو يوسف بمالك فسأله عن مسألة الصاع وصدقة الخضروات ومسألة الأجناس؟ فأخبره مالك بما تدل عليه السنة في ذلك، فقال: (رجعت إلى قولك يا أبا عبد الله، ولو رأى صاحبي ما رأيتُ لرجع إلى قولك كما رجعتُ".
ومالك كان يقول؛ "إنما أنا بشر أصيب وأخطئ، فاعرضوا قولي على الكتاب والسنة"، أو كلاما هذا معناه.
والشافعي كان يقول؛ "إذا صح الحديث فاضربوا بقولي الحائط، وإذا رأيت الحجة موضوعة على الطريق فهي قولي"، وفي مختصر المزني لما ذكر أنه اختصره من مذهب الشافعي لمن أراد معرفة مذهبه قال؛ "مع إعلامه نهيه عن تقليده وتقليد غيره من العلماء".
والإمام أحمد كان يقول؛ "لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الثوري، وتعلموا كما تعلمنا"، وكان يقول؛ "من قلة علم الرجل أن يقلد دينه الرجال"، وقال؛ "لا تقلد دينك الرجال فإنهم لن يسلموا من أن يغلطوا".
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال؛ "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" ،
ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا، فيكون التفقه في الدين فرضا.
والتفقه في الدين؛ هو معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية، فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين
(مجموع الفتاوى ج 20 / 211 ـ 212)
لاحظ أنه قال: (قد نهوا الناس عن تقليدهم)
ولم يقل: (قد نهوا المجتهدين عن تقليدهم)
فالنهي عن التقليد عند الأئمة الأربعة يشمل الناس جميعهم وهذا فهم شيخ الإسلام ابن تيمية
لا كما قال أخينا عبد الله عمر ونقل ذلك عن ابن عثيمين والفوزان الأئمة قصدوا المجتهدين فقط ولم يقصدوا العامة
عماد السكندري
2014-03-16, 08:14 PM
قال ابن عبدالبر:
قال أبو عبدالله بن خويز منداد البصري المالكي: التقليـــــد معناه في الشرع: الرجوع إلى قول لاحجة لقائله عليه، وذلك ممنوع منه في الشريعة، والاتباع: ماثبت عليه حجة. وقال في موضع آخر من كتابه: كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مُقلده، والتقليد في دين الله غير صحيح. وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه. والاتباع في الدين مسوّغ والتقليد ممنوع
(جامع بيان العلم 2/117)
فالاتباع هو العمل بالدليل الشرعي، ويكون المفتي مخبراً بالدليل.
عبد الله عمر المصري
2014-03-17, 06:37 AM
أنت ادعيت أنك درست الشريعة عشر سنوات
وسألتك : أين درستها ؟ من هم شيوخك ؟ ما هو المستوى الذي وصلت له ؟
لأنك بهذه الطريقة - أي بجزمك ببطلان المقولة عنوان موضوعك - تدعي أن كل العلماء الموجودين على الساحة - ولا أخص أحد معين - أغبياء لم يقرؤوا ما قرأتَه ولم يفهموا ما وعيتَه
لماذا تتجاهل هذا السؤال ؟
الأمر أمران: إما أن لك شيخ تعلمت على يديه وهنا يكون النقاش له معنى
وإما أنك أخذت العلم من الكتب دون شيوخ تتلقى عنهم وهنا يقول العلماء :
من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه
وما ضلّ واصل بن عطاء المعتزلي والجهم بن صفوان إلا لأنهم لم يأخذوا العلم من العلماء ثم ذهبوا للقرآن يأخذون منه الآيات التي تؤيد آرائهم في خلق القرآن ونفي التقدير السابق ونفي الصفات الإلهية وما إلى ذلك ويقولون لك : " نحن عندنا أدلة من القرآن ولا نتكلم بغير علم " .
لذلك أسألك : من هم الشيوخ الذين تعلمت على يديهم ؟
أم أنك بقرائتك للكتب حكمت ببطلان المقولة التي تناقلها العلماء جيلاً عن جيل غير جاهلين بالنقولات التي تنقلها أنت عن السلف الصالح ؟
عماد السكندري
2014-03-17, 09:27 AM
أنت ادعيت أنك درست الشريعة عشر سنوات
وسألتك : أين درستها ؟ من هم شيوخك ؟ ما هو المستوى الذي وصلت له ؟
لأنك بهذه الطريقة - أي بجزمك ببطلان المقولة عنوان موضوعك - تدعي أن كل العلماء الموجودين على الساحة - ولا أخص أحد معين - أغبياء لم يقرؤوا ما قرأتَه ولم يفهموا ما وعيتَه
لماذا تتجاهل هذا السؤال ؟
الأمر أمران: إما أن لك شيخ تعلمت على يديه وهنا يكون النقاش له معنى
وإما أنك أخذت العلم من الكتب دون شيوخ تتلقى عنهم وهنا يقول العلماء :
من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه
وما ضلّ واصل بن عطاء المعتزلي والجهم بن صفوان إلا لأنهم لم يأخذوا العلم من العلماء ثم ذهبوا للقرآن يأخذون منه الآيات التي تؤيد آرائهم في خلق القرآن ونفي التقدير السابق ونفي الصفات الإلهية وما إلى ذلك ويقولون لك : " نحن عندنا أدلة من القرآن ولا نتكلم بغير علم " .
لذلك أسألك : من هم الشيوخ الذين تعلمت على يديهم ؟
أم أنك بقرائتك للكتب حكمت ببطلان المقولة التي تناقلها العلماء جيلاً عن جيل غير جاهلين بالنقولات التي تنقلها أنت عن السلف الصالح ؟
النقاش له معنى بالأدلة وليس بأسماء شيوخي
ويمكنك الاطلاع على ملفي لمعرفة بيانات عني
وأي سؤال شخصي لن أجيب عليه من الان
من أراد أن يسأل سؤال عن شخصي يرسل رسالة ع الخاص فقط
مرة أخرى أنا لم أأت ببدع من القول أنا نقلت أقوال السلف الواضحة كابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن عبد البر وابن خويز وابن حزم وقبل كل هؤلاء وبغض النظر عن كم علمي فعمدتنا الدليل وهو الكتاب والسنة وعمل الصحابة
عماد السكندري
2014-03-17, 09:54 AM
حتى العلماء المتقدمين أقوالهم معظمها تدل على أن الشخص لا يقلد ولا يعمل بالفتوى مجردة من الدليل إلا إذا لم يمكنه معرفة الدليل أو عجز عن فهمه ولم يجد بد إلا أن يقلد فهنا يكون في حكم المضطر
ونحن لا نخالف في ذلك فالضرورات تبيح المحظورات
لكن القواعد تبنى على الأصل وعلى الغالب لا على الاستثناء
فالأصل أن الناس بمقدورها فهم الأدلة لأن هذا القرآن أصلا نزل على أمة أمية ولأن القرآن ذم عوام الكفار لعدم تدبرهم القرآن فقال "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهؤلاء العوام بالطبع لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد التي يريدها الأصوليون
وبالتالي يصبح التقليد هو الاستثناء وهو الذي لا يٌلجأ إليه إلا في حالة الضرورة عند فقد الدليل أو العجز عن فهمه والعجز عن تمييز الحق من الباطل وهذه حالات نادرة ويستوى في ذلك إن كان الشخص يطلق عليه عامي أو مجتهد
ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430.
وذكر صالح الفُلاّني مثله في (ايقاظ همم أولي الأبصار) صـ 60 ــ 61،
فقال إن الله تعالى وصف المشركين بأنهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ومع هذا فقد أقام عليهم الحجة بكتابه الكريم فالاعتذار بأن العامة لايفهمون النصوص باطل قطعا.
فقولهم إن في تكليف العامة معرفة دليل الفتوى تكليفا لهم بطلب رتبة الاجتهاد، وهذا محال قول مردود ليس صحيحا إنه لايفهم أي دليل إلا مجتهد، فكثير من الأدلة يمكن للعامة فهمها دون عناء كما ذكرنا أعلاه، وهناك أدلة يمكن للعالم أن يقرِّب فهمها للعامة كما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثال أحيانا ليقرب فهم الجواب للسائل. كما أن العامي ليس مكلفا بمعرفة أدلة جميع مسائل الفقه أو معظمها كالمفتي، وإنما العامي يكفيه أن يعلم الدليل في مسألته ونازلته.
عماد السكندري
2014-03-17, 11:56 AM
ثم يا أخ الفتوى التي نقلتها من مجلة البحوث العلمية والإفتاء ورد فيها الاختلاف حول التقليد بين من يجيزه ومن يقول بمنعه مطلقا
فالفتوى أقرت بوجود من يمنع التقليد وذكرت بعض الأدلة على ذلك ولم يدعي صاحب الفتوى أن الأصوليين اتفقوا على مشروعية التقليد فلماذا نسبت القول بمشروعية التقليد للمتقدمين وكأنهم اتفقوا على ذلك
يبدو أنك لم تقرأها جيدا
وهذا - باللون الأزرق - من ضمن ما جاء في الفتوى:
أدلة منكري التقليد :
أما منكرو التقليد فاستدلوا بأدلة منها :
1- ما ورد من النصوص التي تنهى عن القول على الله بغير علم ، كقوله تعالى : وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ، والاعتماد على التقليد قول بلا علم ، فكان منهيًّا عنه .
2- ما ورد من نصوص تفيد وجوب طلب العلم على جميع المسلمين ، كقوله صلى الله عليه وسلم : طلب العلم فريضة على كل مسلم
3- أن المجتهد قد يخطئ وقد يكذب ، فكيف يؤمر المقلد باتباع الخطأ والكذب .
(الجزء رقم : 86، الصفحة رقم: 141)
4- الأدلة الكثيرة التي تنهى عن تقليد الآباء والرؤساء ، مما ذم الله عليه الكفار كقوله تعالى : وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ .
قالوا : وقد احتج بهذه الآيات في إبطال التقليد ولم يمنعهم كفر أولئك من الاحتجاج بها ؛ لأن التشبيه لم يقع من جهة الكفر والإيمان ، وإنما وقع التشبيه بين التقليدين من حيث إنه تقليد بغير حجة للمقلد ، وإن اختلفت الآثام فيه
وقد جرت بين الفريقين مجادلات ومحاورات يقصر المقام عنها اهـــــ
فمن هم منكري التقليد الذي أشار إليهم صاحب الفتوى؟ أليسوا علماء أصوليين منهم السلف والمتقدمين؟
ومن هم الفريقين اللذين جرت بينهما مجادلات ومحاورات؟ أليس فريق منهم هو من الأصوليين المتقدمين؟
فهذه الفتوى التي نقلتها وتشبثت بها غاية ما فيها أن الأمر فيه خلاف
فلماذا تريد أن تلزمني بقول من يجيز التقليد دون القول الآخر؟
أليس صاحب الفتوى نفسه قال أنه عند حدوث الخلاف يجب على طالب العلم النظر في الأدلة والترجيح بالعرض على الكتاب والسنة؟
فهذا هو ما أقوم به في موضوعي أقدم الأدلة من الكتاب والسنة في ذم التقليد ومستشهدا أيضا بأقوال السلف الصالح
فما وجه الإنكار هداك الله؟
والفتوى تنقل كلام ابن تيمية الآتي:
(وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد ، فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزؤ والانقسام ، فالعبرة بالقدرة والعجز) اهــــ
ونحن نوافق على كلام ابن تيمية فابن تيمية لم يقل العامة عليها التقليد بشكل عام كما هو الشائع وكما يقول الشاطبي
بل يقول بوضوح العامي يجتهد طالما أمكنه ذلك فالعبرة بالقدرة والعجز
ونحن نقول: غالبية الناس قادرين على فهم الأدلة في غالب المسائل وخلاف ذلك هو الاستثناء , والقواعد تبنى على الأصل والغالب لا على الاستثناء
وهذا يلزم منه أن المسلم لابد له في مسائل الشرع أن يسلك طريق الاجتهاد أولا ويبذل ما في وسعه من وقت وجهد للوصول للدليل وفهمه ثم بعد ذلك إن عجز فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فله في هذه الحالة أن يقلد من يثق به أكثر فلا يمكنه أن يقرر هو مستطيع أم عاجز إلا بعد أن يخوض الاجتهاد في المسألة أولا , والذي يقرر ذلك هو الشخص نفسه
وهذا يا أخ لا يختلف عما قلته فكلام شيخ الإسلام الذي نقله صاحب الفتوى على سبيل الاستشهاد به موافقا عليه يتفق مع كلامي و لله الحمد
فالخلاصة أن الأصل في التقليد أنه مذموم لا يجوز , وعلى كل مسلم التفقه في الدين والاجتهاد في معرفة المسائل بأدلتها وأن غالب الناس إن شاء الله قادرين على ذلك لكنه إن عجز فالعجز مانع شرعي من التكاليف ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
و الله المستعان
المبلغ
2014-03-18, 05:07 AM
جهد طيب يا أخ عماد, ولكن لي بعض الملاحظات أرجو أن يتسع صدرك لأخيك في سماعها
- ما تقوله قول قديم -حسب علمي- قال به بعض العلماء وأظن أن أصله عند المعتزلة والقدرية تفريعا أو توسعا في مسألة وجوب نظر العبد واجتهاده في معرفة الخالق ...
- هذه المسألة متشابكة مع مسائل أخرى تستخدم نفس المصطلح أحيانا ويراد به غير ما تذهب إليه, مثل التقليد بنوعيه المذموم والممدوح والاتباع, والكلام عن الدليل والاعتماد على الرأي ..
- إذا كان من أهل العلم من نادى بذلك -مثلالشوكاني رحمه الله- فأنت متبع له ولا حرج عليك, ولكن عباراتك قد تحمل تعميما غير مقبول مثل قولك في صدر الموضوع (من الأقوال الفاسدة التي تبناها بعض الأصوليين والفقهاء تقسيم المسلمين إلى عوام ومجتهدين) ثم قولك بعد ذلك (كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة) هذا التعميم أراه من توسع معنى التقليد لديك حتى أتى على كل لازمة للعلم والعلماء وطلب العلم ..الخ
- للأسف, كتابتك فيها كثير من الأخطاء الإملائة والإعرابية مما قد يجعل المرء ينصرف عن كلامك لأنك بكل سهولة لا تملك الأدوات التي تعينك على فهم النص وبالتالي يحدث ذلك الخلط
- تفسيرك لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هو نفس تفسير الشوكاني رحمه الله, ولا بأس في ذلك, ولكن انظر للشوكاني رحمه الله في آخر كتابه في ذم التقليد بماذا يستدل على إبطاله: "وَقَالَ الله عز وَجل {مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون قَالُوا وجدنَا آبَاءَنَا لَهَا عابدين} وَقَالَ {إِنَّا أَطعْنَا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} فَهَذِهِ الْآيَات وَغَيرهَا مِمَّا ورد فِي مَعْنَاهُ ناعية على المقلدين مَا هم فِيهِ وَهِي وَإِن كَانَ تنزيلها فِي الْكفَّار لكنه قد صَحَّ تَأْوِيلهَا فِي المقلدين لِاتِّحَاد الْعلَّة وَقد تقرر فِي الْأُصُول أَن الِاعْتِبَار بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب وَإِن الحكم يَدُور مَعَ الْعلَّة وجودا وعدما وَقد احْتج أهل الْعلم بِهَذِهِ الْآيَات على إبِطَال التَّقْلِيد وَلم يمنعهُم من ذَلِك كَونهَا نازلة فِي الْكفار"
المبلغ
2014-03-18, 05:15 AM
كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة مع وجود الداعي لذلك
من الموسوعة الشاملة أنقل:
مصنف ابن أبي شيبة (5/ 284)
26118 - حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا"
-------
صحيح البخاري (9/ 159)
وَقَالَ مَطَرٌ الوَرَّاقُ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] ، قَالَ: «هَلْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فَيُعَانَ عَلَيْهِ»
----
سنن الدارمي (1/ 332)
293 - أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا شِبْلٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ عِلْمَ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ، وَكُلُّ طَالِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ إِلَى عِلْمٍ»
[تعليق المحقق] إسناده صحيح
------
المبلغ
2014-03-18, 05:23 AM
وجدت سندا لما قلتُه آنفا ولله الحمد
قال الغزالي في المستصفى:
المستصفى (ص: 372)
[مَسَالَةٌ الْعَامِّيُّ يَجِبُ عَلَيْهِ الِاسْتِفْتَاءُ وَاتِّبَاعُ الْعُلَمَاءِ]
وَقَالَ قَوْمٌ مِنْ الْقَدَرِيَّةِ: يَلْزَمُهُمْ النَّظَرُ فِي الدَّلِيلِ وَاتِّبَاعُ الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ وَهَذَا بَاطِلٌ بِمَسْلَكَيْنِ:
أَحَدِهِمَا: إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُفْتُونَ الْعَوَامَّ وَلَا يَأْمُرُونَهُمْ بِنَيْلِ دَرَجَةِ الِاجْتِهَادِ، وَذَلِكَ مَعْلُومٌ عَلَى الضَّرُورَةِ وَالتَّوَاتُرِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَعَوَامِّهِمْ. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ مِنْ الْإِمَامِيَّةِ : كَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِمْ اتِّبَاعَ عَلِيٍّ لِعِصْمَتِهِ وَكَانَ عَلِيٌّ لَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ تُقْيَةً وَخَوْفًا مِنْ الْفِتْنَةِ. قُلْنَا: هَذَا كَلَامُ جَاهِلٍ سَدَّ عَلَى نَفْسِهِ بَابَ الِاعْتِمَادِ عَلَى قَوْلِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَئِمَّةِ فِي حَالِ وَلَايَتِهِ إلَى آخِرِ عُمُرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ فِي اضْطِرَابٍ مِنْ أَمْرِهِ، فَلَعَلَّ جَمِيعَ مَا قَالَهُ خَالَفَ فِيهِ الْحَقَّ خَوْفًا وَتَقِيَّةً
الْمَسْلَكِ الثَّانِي: أَنَّ الْإِجْمَاعَ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ الْعَامِّيَّ مُكَلَّفٌ بِالْأَحْكَامِ، وَتَكْلِيفُهُ طَلَبَ رُتْبَةِ الِاجْتِهَادِ مُحَالٌ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إلَى أَنْ يَنْقَطِعَ الْحَرْثُ وَالنَّسْلُ وَتَتَعَطَّلَ الْحِرَفُ وَالصَّنَائِعُ وَيُؤَدِّي إلَى خَرَابِ الدُّنْيَا لَوْ اشْتَغَلَ النَّاسُ بِجُمْلَتِهِمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ، وَذَلِكَ يَرُدُّ الْعُلَمَاءَ إلَى طَلَبِ الْمَعَايِشِ وَيُؤَدِّي إلَى انْدِرَاسِ الْعِلْمِ بَلْ إلَى إهْلَاكِ الْعُلَمَاءِ وَخَرَابِ الْعَالَمِ، وَإِذَا اسْتَحَالَ هَذَا لَمْ يَبْقَ إلَّا سُؤَالُ الْعُلَمَاءِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ التَّقْلِيدَ وَهَذَا عَيْنُ التَّقْلِيدِ. قُلْنَا: التَّقْلِيدُ قَبُولُ قَوْلٍ بِلَا حُجَّةٍ وَهَؤُلَاءِ وَجَبَ عَلَيْهِمْ مَا أَفْتَى بِهِ الْمُفْتِي بِدَلِيلِ الْإِجْمَاعِ، كَمَا وَجَبَ عَلَى الْحَاكِمِ قَبُولُ الشُّهُودِ وَوَجَبَ عَلَيْنَا قَبُولُ خَبَرِ الْوَاحِدِ؛ وَذَلِكَ عِنْدَ ظَنِّ الصِّدْقِ وَالظَّنُّ مَعْلُومٌ وَوُجُوبُ الْحُكْمِ عِنْدَ الظَّنِّ مَعْلُومٌ بِدَلِيلٍ سَمْعِيٍّ قَاطِعٍ فَهَذَا الْحُكْمُ قَاطِعٌ، وَالتَّقْلِيدُ جَهْلٌ.
المبلغ
2014-03-18, 05:24 AM
معذرة لعدم تنسيق الردود لأني أكتب في عجلة من أمري, وفقك الله تعالى
عماد السكندري
2014-03-18, 06:07 AM
نعم (طالب علم) التي وردت في النصوص هي جملة معناها أي مسلم يبتغي العلم
أما اعتراضي فلم يكن على اللفظ بل على المعنى الاصطلاحي الحادث له, ففي زمننا "طالب علم" تطلق على الذي يتفرغ لدراسة علوم الشريعة دراسة منظمة وأهمها دراسة علوم الالة الأصول ومصطلح الحديث
ويا إخوة لا يكون كل هم أحدكم الرد وتصيد الأخطاء ليكن الهدف الوصول للحق والتركيز على صلب الموضوع
بصراحة أنا أشعر بالحزن والإحباط الشديدة لحال اخواني في الإسلام في منتدى كهذا مفترض أن جل أعضاءه إما من حاملي العلم أو مريديه والمفترض أن المسائل تُبحث بأسلوب علمي وموضوعية وتجرد لكني للأسف وللصراحة صُدمت في مستوى التعليقات والردود في هذا الموضوع خصوصا
فأخ فاضل مثل أخينا مبلغ ترك الكم الهائل من النصوص والنقولات والاستدلالات والأسئلة والردود في مشاركات وصلت للستين مشاركة ليستدرك فقط على كلمة طالب علم!
وآخر كل ما يهمه من هم شيوخي!
والواضح أيضا أن كل من يشارك لا يقرأ المشاركات السابقة وهذه من آفات العصر استعجال الرد قبل اكمال السماع أو القراءة والتمعن في القول وفهمه
يا أخ مبلغ كلام الغزالي الذي نقلته قد رددنا على محتواه مرات ومرات بالأدلة تارة وبالنقل عن علماء كابن تيمية وابن القيم والشوكاني تارة
وبالتالي أنا لن أعيد الرد مرة أخرى ارجع إلى المشاركات السابقة ستجد فيها الرد وإبطال كلام الغزالي إن شاء الله
و الله المستعان
عبد الله عمر المصري
2014-03-18, 11:10 AM
نعم (طالب علم) التي وردت في النصوص هي جملة معناها أي مسلم يبتغي العلم
أما اعتراضي فلم يكن على اللفظ بل على المعنى الاصطلاحي الحادث له, ففي زمننا "طالب علم" تطلق على الذي يتفرغ لدراسة علوم الشريعة دراسة منظمة وأهمها دراسة علوم الالة الأصول ومصطلح الحديث
لا أدل على فهمك الخاطئ من كون أبو حنيفة كان تاجراً وطالب علم في نفس الوقت
وفي الوقت المعاصر كثير من العلماء حصل على شهادات جامعية في تخصصات دنيوية ثم انتقل للشهادات الشرعية بعدها
كما أن حضرتك معك شهادة في التربية وتقنية المعلومات وتتصدى للكلام في مسائل أصول الفقه
فلا يلزم للمسلم كي يكون طالب علم أن يكون متفرغ
لا قديماً
ولا في زماننا
عماد السكندري
2014-03-18, 01:44 PM
ما يهمني في موضوعي أن كل مسلم لابد أن يكون طالب علم في المسائل التي يحتاجها في أمور دينه
ما يهمني هو ألا نقسم الناس إلى عامة ومجتهدين والعامة تقلد علماءها
العلم واجب والتقليد ممنوع مذموم
عبد الله عمر المصري
2014-03-18, 02:00 PM
ما يهمني في موضوعي أن كل مسلم لابد أن يكون طالب علم في المسائل التي يحتاجها في أمور دينه
ما يهمني هو ألا نقسم الناس إلى عامة ومجتهدين والعامة تقلد علماءها
العلم واجب والتقليد ممنوع مذموم
طالما أن كل مشايخك المذكورين في ملفك الشخصي لم يقولوا بما تقل به
طالما أن علماء الأزهر والسعودية
سلفيو مصر وسلفيو السعودية وغيرهم من البلدان العربية والإسلامية لم يقولوا بما تقل به
رغم ان النصوص التي تفضلت بنقلها عن الأئمة الأربعة يحفظها طلاب المدارس العادية فضلاً عن طلاب المعاهد الشرعية
فالأفضل أن تحتفظ برأيك لنفسك
أو على الأقل يكون صياغة عنوان موضوع " هل تصح مقولة .... " وليس " بطلان مقولة .... " لأنك بهذا تفتئت على العلماء وتعتبرك نفسك العالم وعبد الكريم الخضير وأحمد النقيب وغيرهما ممن هم مذكورين في ملفك الشخصي جهلوا كلام ابن القيم والأئمة الأربعة والشوكاني
ليس هذا إلا تطاول على العلماء
ولآخر مرة أقول لك : واصل بن عطاء رأس المعتزلة كان يستدل بقول الله " فتبارك الله أحسن الخالقين " على أن العباد يخلقوا أفعالهم ، وأن قول الله " ليس كمثله شئ " دليل على نفي الصفات الإلهية وكان يظن نفسه على صواب ويتكلم " بالقرآن " الذي لا يصح معارضته بأقوال الرجال
وما ضل الجهم بن صفوان إلا أنه تصدى لمناظرة السومانية دون الرجوع للعلماء وبدأ يبحث في القرآن على الأدلة المؤيد لكلامه
ولولا عجزي وعدم معرفتي كيفية البحث عن أقوال العلماء واستخراجها من بطون الكتب لكنت أتيت بها لك
لكنك تضرب بكل قول - غير فهمك - عرض الحائط ولا تكلف خاطرك أن تسأل العلماء الذي تقول في ملفك الشخصي أنك أخذت عنهم العلم
ولا أظنك حصلت على أي إجازة منهم أو جالست أحد منهم
بل أعتقد أن شأنك مع عبد الكريم الخضير ومصطفى العدوي وأحمد النقيب كشأن واصل بن عطاء مع الحسن البصري
لا تتكلم مرة أخرى بشكل جازم طالما أنك تصر على استعراض نقولاتك عن أهل العلم السابقين على صغار طلاب العلم بهذا المنتدى ولا تأبه لقولي لك بأن تذهب لأي عالم من المذكورين في ملفك الشخصي إنك كنت على اتصال بهم - ولا أظنك إلا قد سمعت دروسهم على النت فقط دون الجلوس لهم - وتسأل عن صحة فهمك لكلام العلماء الذين تُكثِر من النقل عنهم وتضرب وأنت في بيتك بكلام الشاطبي عُرضَ الحائط ولا يخطر ببالك قط احتمال أن يكون فهمك خطأ
عماد السكندري
2014-03-18, 03:49 PM
كونك تتهمني بالتطاول على العلماء فهذا كذب وأسلوبك يفتقر لآداب النقاش , ولا أفهم لماذا كل هذا السخط والغضب وكأني أبيح الخمر والميسر سبحان الله!
كل ما أقوله أن المسلم مطالب بالتفقه في دينه والتفقه يأتي بمعرفة النصوص وفهمها لا بل التقليد الأعمى.
ما هو الغلط في ذلك؟ وما الذي يجعلك تشطات غيظا وغضبا إلا أن يكون شيطان رجيم أو هوى سقيم
وحتى تعرف أنك متسرع لا تبحث ولا تقرأ قبل أن تتكلم فالشيخ عبد الكريم الخضير نقل كلام الشوكاني وابن حزم مقرا أنهم قالوا ببطلان التقليد في حق الجميع لا فرق بين عامي وغيره , يعني فهم نفس ما فهمته أنا , ولم أفهم كلامهم على هواي كما تدعي
وهذه نقولات من محاضرة للشيخ عبد الكريم الخضير:
يقول:
في مختصر التحرير يقول: التقليد عرفاً أخذ مذهب الغير بلا معرفة دليله، وفي الأحكام لابن حزم: التقليد على الحقيقة إنما هو قبول ما قاله قائل دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، ثم قال: فهذا هو الذي أجمعت الأمة على تسميته تقليداً وقام البرهان على بطلانه، هذا كلام ابن حزم، وسيأتي أن ابن حزم والشوكاني شددا في أمر التقليد اهــــــ
ثم قال بعد أن ساق كلام الشوكاني:
ابن حزم –أيضاً- له كلام طويل جداً في إبطال التقليد في الباب السادس والثلاثين من الأحكام.
هذا الكلام وإن كان فيه شدة على جماهير المسلمين الذين يتبعون المذاهب الأربعة، هذا فيه شدة عليهم، لكنه أقرب إلى الحق والصواب، نعم، مما يتذرع به كثير من متعصبة المذاهب؛ لأن كلام مثل هؤلاء يدعون إلى الكتاب والسنة الذي هو الأصل، وأولئك يدعون إلى تقليد الرجال ثقة بهم وبإمامتهم وعلمهم وعملهم. اهـــــــ
ثم قال:
يعني الدعوة التي أثيرت قبل ربع قرن - دعوة نبذ التقليد مطلقا - ، دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر، والقائلون بها أهل خير وفضل وصلاح، لكن نختلف معهم في من تلقى إليه هذه الدعوى , فرق بين عامي وشبه عامي من مبتدئ يريد أن يتعلم ويسلك الجادة والطريقة المتبعة، وبين متأهل، المتأهل ليس له أن ينظر في كلام فلان وعلان، إنما يأخذ من الكتاب والسنة اهــــــ
http://www.khudheir.com/audio/1441
فهذا الشيخ عبد الكريم يقر أن العلماء المذكور أسماءهم قالوا بنبذ التقليد في حق كل الناس لكنه اختلف معهم
يعني فهمي لكلامهم كان صحيحا
والجدير بالذكر هنا أنه قال عن دعوى نبذ التقليد:
(دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر)
فانظر أيها المتسرع الذي تكثر من الثرثرة بدون علم
هو نفسه الذي خالف دعوى نبذ التقليد للعامي قال أنها دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر
أما أنت فتقول أنها دعوى فيها تطاول على العلماء وتتهمني بأني أسلك مسلك المعتزلة!!
لا يسعني الان إلا أن أقول هداك الله أيها المسكين
ورجاء اكتفي بهذا القدر من المشاركة في موضوعي
غفر الله لنا ولك
عماد السكندري
2014-03-18, 10:18 PM
مع العلم أن الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير لا يُنكر على العامي أن يطلب الدليل ويفهم النصوص في مسألة ما ويرجح بين الأقوال إن هو عرف دليل كل قول
فقط ما يعترض عليه هو أن شخص يسمع أو يقرأ حديثا بدون أن يعرف صحته ولا إن كان حكمه منسوخا أو في حالات تخصصه فيعمل به ويفتي به مباشرة , ولذا عليه أن يأخذه من كتاب فقه أو من درس حتى يتأكد من صحته وإن كان معمول به أم منسوخ
ونحن نتفق إلى حد كبير مع ما قال , لاسيما في أحكام القضاء والمعاملات والولاية الخ فهذه أمور تحتاج الإلمام بجوانب المسألة وتغطيتها جيدا وهذا يتم بقراءة الباب الخاص بهذه المسألة في كتاب أو أكثر من كتب الفقه أو سماع درس أو طلب المستفتي الدليل وتفصيله من المفتي
فشتان بين هذا الكلام وبين كلام الشاطبي والغزالي الذي يمنع العامي من التفقه وطلب الأدلة لأن العامي بنظرهم لا يستطيع أن يفهم ولا مدخل له البتة بالنصوص أو الدليل وأنه حتى لو استطاع العامة الاجتهاد والتفقه فلا يصح أن يقوموا به أيضا لأن هذا فيه تعطيل للمصالح بل يبقوا هم في معيشتهم وأعمالهم ويبقوا في جهلهم ويتركوا العلم لفئة محدودة من الناس هم العلماء ويكون الناس كلهم تبعا لهؤلاء ويقلدونهم
شتان بين القولين
عماد السكندري
2014-03-19, 12:37 AM
مرة أخرى هناك فرق بين التعلم من العلماء وتقليدهم
التعلم مشروع بل واجب أما التقليد ممنوع
وعندما نقول ممنوع معناه الأصل المنع ويبقى أنه مثل أي محظور آخر في الشرع يجوز فقط عند الضرورة فالضرورات تبيح المحظورات
فالأصل أن الناس بمقدورها فهم الأدلة لأن هذا القرآن أصلا نزل على أمة أمية ولأن القرآن ذم عوام الكفار لعدم تدبرهم القرآن فقال "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهؤلاء العوام بالطبع لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد التي يريدها الأصوليون
وبالتالي يصبح التقليد هو الاستثناء وهو الذي لا يٌلجأ إليه إلا في حالة الضرورة عند فقد الدليل أو العجز عن فهمه والعجز عن تمييز الحق من الباطل وهذه حالات نادرة ويستوى في ذلك إن كان الشخص يطلق عليه عامي أو مجتهد
ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430.
وذكر صالح الفُلاّني مثله في (ايقاظ همم أولي الأبصار) صـ 60 ــ 61،
فقال إن الله تعالى وصف المشركين بأنهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ومع هذا فقد أقام عليهم الحجة بكتابه الكريم فالاعتذار بأن العامة لايفهمون النصوص باطل قطعا.
فقولهم إن في تكليف العامة معرفة دليل الفتوى تكليفا لهم بطلب رتبة الاجتهاد، وهذا محال قول مردود ليس صحيحا إنه لايفهم أي دليل إلا مجتهد، فكثير من الأدلة يمكن للعامة فهمها دون عناء كما ذكرنا أعلاه، وهناك أدلة يمكن للعالم أن يقرِّب فهمها للعامة كما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثال أحيانا ليقرب فهم الجواب للسائل. كما أن العامي ليس مكلفا بمعرفة أدلة جميع مسائل الفقه أو معظمها كالمفتي، وإنما العامي يكفيه أن يعلم الدليل في مسألته ونازلته.
أما أن يكون التقليد بالنسبة لعامة الناس هو الأصل فإن هذا
أولا: خلاف ما أمر به الله ورسوله من وجوب العلم والتفقه والتدبر
ثانيا: يؤدي إلى احتكار العلم لدى عدد محدود من الناس ممن يعتبروا أنفسهم مجتهدين وهم فقط من يستطيعون فهم القرآن والسنة وغيرهم ممنوع عليه الاطلاع والتدبر والتمييز وهذا أمر فساده ظاهر
فالعلماء ليسوا أوصياء على الناس , ولم ينصب الله للناس إماما حجة بعد الرسول , العالم وظيفته نقل الروايات والآثار وتصحيحها وبيان الأدلة في المسائل الاجتهادية ودعوة الناس إلى اتباع القرآن والسنة واتباع الدليل وبعد ذلك كل انسان حر ومن حق كل انسان أن يستفسر عن الأدلة ولا يعمل إلا بما يترجح عنده وما يطمئن له قلبه لأنه في النهاية هو المسؤول عن اختياره وأعماله وسيحاسب أمام الله وحده لن يأت شيخه الذي قلده معه يحاجج عنه
ثالثا: يصيب الدعوة بالجمود , إذ لو أن السواد الأعظم من الناس قلدوا عدد محدود من المشايخ وفي هؤلاء المشايخ الضلال والمبتدعة كالروافض والصوفية وغيرهم فمن أين يأت تصحيح المسار؟
لو أنت من أنصار التقليد وأردت الان أن تدعو شخص شيعي يسب الصحابة و أم المؤمنين ويستحل نكاح المتعة ويستحل قتل أهل السنة إذا أردت دعوته للحق سيحتج عليك بمذهبك وسيقول لك (أنتم يا أهل السنة تقولون مذهب العامي مذهب مفتيه والعامي لا يسعه إلا تقليد من يثق به من المشايخ وأنا أثق بآية الله فلان الذي درس في الحوزات العلمية سنوات طوال ونال رتبة مجتهد وأقلده ولا تطلب مني اتباع الدليل لأن عندكم العامي لا يفهم الدليل)
وقتها سيتضح لك قبح هذا المسلك وهذا المذهب
فيجب علينا أن نتعاون في تجديد الدعوة ونبين للناس أن مذهب أهل السنة هو اتباع الدليل من قرآن وسنة وإجماع بقدر ما يستطيع الشخص وأننا لا ننكر جهود العلماء ولا نهجرهم فهم حملة العلم نأخذ منهم العلم بأدلته ونقبل ما يوافق ظاهر القرآن وصحيح السنة وما يقبله العقل ويطمئن له القلب ونترك ما سوى ذلك
و الله المستعان
المبلغ
2014-03-23, 06:35 AM
يا أخ عماد أدلتك التي ترد بها على الشاطبي ومن قال بقوله عامة لا تسعفك فيما تقدم عليه
وإذا كان هذا تأصيلك للمسألة فلا تلم على من أصَّل للتقليد لأنهم في أقل الحالات يتساوون معك أو مع من تقلده في عمومية الاستدلال
عماد السكندري
2014-03-23, 02:09 PM
يا أخ عماد أدلتك التي ترد بها على الشاطبي ومن قال بقوله عامة لا تسعفك فيما تقدم عليه
وإذا كان هذا تأصيلك للمسألة فلا تلم على من أصَّل للتقليد لأنهم في أقل الحالات يتساوون معك أو مع من تقلده في عمومية الاستدلال
العموم الذي استشهد به عموم غير مخصوص
كيف يتفق قول الشاطبي (أن وجود الأدلة بالنسبة إلى المقلدين وعدمها سواء؛ إذ كانوا لا يستفيدون منها شيئا؛ فليس النظر في الأدلة والاستنباط من شأنهم، ولا يجوز ذلك لهم ألبتة وقد قال تعالى: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].)
مع قول الله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" التي خاطب بها عــــــــــوام الكفار ليعوا ما فيه من الأدلة
وقوله تعالى في سورة النحل "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر" يعني الله تعالى يأمر عوام المشركين أن يسألو أهل الذكر عن البينات والزبر يعني الدليل والرواية لا عن الفتوى مجردة فالآية التي استشهد بها حجة عليه
وكيف يتفق قوله مع قول الله "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" فهل (ليدبروا آياته) عمومها محفوظ لكل المسلمين أم هي خاصة بالأئمة فقط
وكيف يتفق قوله (فهم إذن القائمون له مقام الشارع، وأقوالهم قائمة مقام أقوال الشارع. انتهى)
مع قول الله تعالى "حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
فهل لفظ (الناس) هنا عام قصد به العموم يعني جميع الناس أم قصد به الخصوص يعني فئة محدودة من الناس هم من درسوا الأصول وحفظوا المتون وأما باقي الناس فلهم حجة على الله بعد الرسل وهم الأئمة؟
وكيف تتفق أقواله مع حديث "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
فهل هذا العموم محفوظ أم مستثنى منه المقلدين يعني من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين إلا المقلدة فالله أراد بهم خيرا بالرغم من عدم تفقههم في الدين؟
نبئونا بعلم يا إخوة إذا كان التقليد دينا حتى ندعو الناس إليه
هاتوا برهانكم وأجيبوا على الأسئلة وإن ثبت أن كلام الشاطبي صحيح والتقليد واجب على عامة المسلمين فسنقول به
وإن ثبت هذا فيلزمكم أن تبينوا لنا ما هو الحد الذي يصير به الشخص مجتهدا ولا يجوز له التقليد
كم جزء من القرآن عليه أن يحفظ وكم حديث عليه أن بعرف
عماد السكندري
2014-03-23, 10:31 PM
الخلاف في هذا الموضوع كله سببه ببساطة الخلاف حول علاقة تحصيل العلم بالاجتهاد:
فأنصار التقليد يرون كثرة العلم مطلوبة لحصول الاجتهاد
ونحن نرى الاجتهاد مطلوب لحصول كثرة العلم
أنصار التقليد يرون أن ارتقاء مستوى الفهم مطلوب للنظر في النصوص والأدلة
ونحن نرى أن النظر في النصوص والأدلة مع التأمل والتدبر مطلوب لارتقاء مستوى الفهم
عماد السكندري
2014-03-25, 03:31 PM
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (إن التقليد كأكل الميتة)
وقال ابن القيم - رحمه الله :
" إن مَن ذكرتم مِن الأئمة لم يقلدوا تقليدكم ، ولا سوّغوه بتَّة ، بل غاية ما نُقل عنهم من التقليد في مسائل يسيرة لم يظفروا فيها بنص عن الله ورسوله ، ولم يجدوا فيها سوى قول مَنْ هو أعلم منهم فقلدوه ، وهذا فعل أهل العلم ، وهو الواجب ، فإن التقليد إنما يباح للمضطر ، وأما من عَدَلَ عن الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعن معرفة الحق بالدليل مع تمكنه منه إلى التقليد فهو كمن عَدَل إلى المَيْتَة مع قُدْرته على المُذَكَّي ، فإن الأصل أن لايقبل قول الغير إلا بدليل إلا عند الضرورة ، فجعلتم أنتم حال الضرورة رأس أموالكم " .
اعلام الموقعين:( 2/241).
قال ابن حزم ردا على من ادعوا أن العامة ليسوا أهلا للاجتهاد و غير قادرين عليه:
فإن قالوا: لا نقدر على الاجتهاد.
كذبوا، وما يعجز أحد عن أن يسأل عن حكم الله، وحكم رسوله صلى الله
عليه وسلم، والبحث عن السند، والناسخ، والمنسوخ، فإن عجز عن ذلك: لزمه الانقياد لما بلغه من القرآن، وعن النبي صلى الله عليه وسلم
اهــــــــ
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-26, 08:30 AM
السلام عليك يا اخي عماد بارك الله فيك
أنا تعبت في الحقيقة من النقاس نفس المألة مرات والمرات أتمنى منك قرأئة ___جميع___ مشاركاتي وأسئلتي السابقة بتجرد وأن لا تكرر ذكر مواضيع قد ردينا عليها من قبل وجراكم الله خيرا وللعلم عندما كنت أناقشك كنت أقرأ جميع مشاركاتك جزاكم الله خيرا ولا أظنك إلا مريدا للحق
عماد السكندري
2014-03-26, 03:58 PM
وعليكم السلام ورحمة الله يا أخي عبد الله
أضحك الله سنك يا أخي من هو الذي رد على الآخر!
أنا صار لي حوالي خمسين مشاركة في هذا الموضوع رددت فيها على كل شاردة وواردة وأبطلت كل شبهة والحمد لله بالكتاب والسنة ثم بنقل الأدلة من كلام ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وابن حزم والشنقيطي
ورددت على مسأل أن هناك درجات بين المقلد والمجتهد وبينت أن هذا ليس تقليدا بل اتباع وليست المسألة مشاحة في الاصطلاح بل في المعنى فالاتباع هو لرواية الثقة و لدليله من الكتاب والسنة والأدلة العقلية أما التقليد فهو أخذ الرأي الفقهي أو اجتهاد الفقيه الخالي من الحجة والعمل به فشتان بين هذا وذاك ونقلت لك كلام ابن القيم في الفرق بين التقليد والاتباع
فارجع إلى مشاركاتي رقم 31 و 36
أما سؤالك عن غير العربي فليسعه ما وسع من أسلم من الفرس والروم زمن النبوة والصحابة
يتعلم ويجتهد بلغته حتى يتعلم العربية
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
عماد السكندري
2014-03-26, 08:09 PM
و بالمناسبة أئمة الحديث البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة هم أعاجم
بل الأكثر من ذلك سيبويه عالم اللغة والنحو أعجمي أصلا
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-27, 06:45 AM
أخي عبد الله المصرى مع أني لا أتفق مع أخي عماد إلا أني أراك شددت القول و كبرت خطأ الأخ عماد
ما دام ليس يستند على جهل بل ادلة وأقوال معروفة فنقدر رأيه
وكما قال النبي أكثر ما يدخل الناس الجنة التقوى وحسن الخلف,
وأناشد الجميع بإلتزام الخلق الشرعي
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-27, 07:02 AM
أولا من لا يعرف العربية لا يمكنه فهم النصوص حتى بالترجمة ولذا لم يجز الترجمة الحرفية للقرآن (وأنا أتكلم عن تجربة فأنا كنت لا أعلم العربية قبل أن من الله على بتعلم العربية,)وكما هو معلوم عند من يشتغل بالترجمة أن بالترجمة لا يمكن مطابقة معنى الكلام المترجم
أما قولك
"ورددت على مسألة أن هناك درجات بين المقلد والمجتهد وبينت أن هذا ليس تقليدا بل اتباع "
فلا شك أن الخلاف هنا لفظي
أما قولك
"قال ابن عبد البر رحمه الله:
التقليد عند جماعة العلماء غير الاتباع، لأن الاتباع هو أن تتبع القائل على ما بان لك من فضل قوله وصحة مذهبه، والتقليد؛ أن تقول بقوله وأنت لا تعرفه ولا وجه القول ولا معناه
(جامع بيان العلم ج 2 / 37)
لاحظ أنه قال: (فضل قوله) ولم يقل (فضله هو) كما يقول أنصار التقليد
فلابد من معرفة القول ووجاهته وترجيحه واطمئنان القلب له لا مجرد الرضا بشخص القائل"
والخلاف هنا لفظي فأنا قلت يقلد لتوقعه ان الفتوى هو الحق وإلا فيحرم عليه التقليد إذا علم أن الفتوى باطلا, والتقليد ليس مقصودا لذاته بل يريد المقلد إصابة الحق, والإتباع على مفهومك لها لا تنفك عن مادة من التقليد في كثير من الأحيان, فكم من عامي قابلته بنفسي إذا سمع إستدلال العالم الفلاني إقتنع وإذا سمع إستدلال لآخي لم يقدر على الترجيح بل صار في حيرة لا يعرف ماذا يفعل
وقلت
"قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه"
فبمفهوم المخالفة يقلدون إذا كانوا على الحق وقيد عدم التقليد إذا تبين أنهم على غير الحق
وقلت
"ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430."
هذا في القرآن وفهم ما كان واضحا منه للعوام لا في الفقه
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-27, 07:03 AM
حتى العلماء المتقدمين أقوالهم معظمها تدل على أن الشخص لا يقلد ولا يعمل بالفتوى مجردة من الدليل إلا إذا لم يمكنه معرفة الدليل أو عجز عن فهمه ولم يجد بد إلا أن يقلد فهنا يكون في حكم المضطر
ونحن لا نخالف في ذلك فالضرورات تبيح المحظورات
لكن القواعد تبنى على الأصل وعلى الغالب لا على الاستثناء
فالأصل أن الناس بمقدورها فهم الأدلة لأن هذا القرآن أصلا نزل على أمة أمية ولأن القرآن ذم عوام الكفار لعدم تدبرهم القرآن فقال "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وهؤلاء العوام بالطبع لم تتوفر فيهم شروط الاجتهاد التي يريدها الأصوليون
وبالتالي يصبح التقليد هو الاستثناء وهو الذي لا يٌلجأ إليه إلا في حالة الضرورة عند فقد الدليل أو العجز عن فهمه والعجز عن تمييز الحق من الباطل وهذه حالات نادرة ويستوى في ذلك إن كان الشخص يطلق عليه عامي أو مجتهد
ولعل أفضل من رد هذا القول هو الشنقيطي في تفسير هذه الآية من سورة محمد صلى الله عليه وسلم (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) إذ قال: إن هذا خطاب توبيخ للكفار لإعراضهم عن تدبر القرآن فكيف بعوام المسلمين؟، أفليس من الأولى أن يكونوا مطالبين بتدبر القرآن وفهم الأدلة؟ هذا مجمل كلامه في (أضواء البيان) جـ 7 صـ 430.
وذكر صالح الفُلاّني مثله في (ايقاظ همم أولي الأبصار) صـ 60 ــ 61،
فقال إن الله تعالى وصف المشركين بأنهم (أولئك كالأنعام بل هم أضل) ومع هذا فقد أقام عليهم الحجة بكتابه الكريم فالاعتذار بأن العامة لايفهمون النصوص باطل قطعا.
فقولهم إن في تكليف العامة معرفة دليل الفتوى تكليفا لهم بطلب رتبة الاجتهاد، وهذا محال قول مردود ليس صحيحا إنه لايفهم أي دليل إلا مجتهد، فكثير من الأدلة يمكن للعامة فهمها دون عناء كما ذكرنا أعلاه، وهناك أدلة يمكن للعالم أن يقرِّب فهمها للعامة كما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب الأمثال أحيانا ليقرب فهم الجواب للسائل. كما أن العامي ليس مكلفا بمعرفة أدلة جميع مسائل الفقه أو معظمها كالمفتي، وإنما العامي يكفيه أن يعلم الدليل في مسألته ونازلته.
وهنا وافقت على أنه قد لا يفهم النصوص وأنا أضيف بل هذا الأغلب الآن والله المستعان فاغلب المسلمين لا يعرفون العربية
عماد السكندري
2014-03-27, 08:00 PM
وهنا وافقت على أنه قد لا يفهم النصوص وأنا أضيف بل هذا الأغلب الآن والله المستعان فاغلب المسلمين لا يعرفون العربية
غير صحيح
بل المسلمون العرب يعرفون العربية وأما الألفاظ القليلة التي تٌشكل لندرة استعمالها في عصرنا فالرجوع إلى المعجم أو التفسير أو السؤال عنها في متناول كل أحد
والأعجمي الذي لا يعرف العربية يعرفها أو قد يسعه التفقه بلغته إن وجدت ترجمة موثوق بها
عبدالله أبو مجاهد
2014-03-28, 09:29 AM
والأعجمي الذي لا يعرف العربية يعرفها أو قد يسعه التفقه بلغته إن وجدت ترجمة موثوق بها
بعلم كل من تعلم العربية ولغة أخرى أنه لا يمكن نقل المعنى نفسه بالترجمة وبهذا لا يتأتى من من لم يتعلم العربية فهما النصوص فهما صحيحا
عماد السكندري
2014-03-28, 10:48 AM
يا أخي أنا عشت في أوروبا سنوات عديدة وكثيرا ما تناظرت وتناقشت مع أجانب في الدين وأؤكد لك أن كثير منهم خصوصا الذين دخلوا في الإسلام يعرفون عن الإسلام والأحكام أكثر من كثير من العرب
وأما دول باكستان وأندونيسيا فلا أحدثك عن تفقههم و اتقانهم حتى أنه بجانبهم يحزنك حال أمة العرب
يا أخي هذا الدين أرسل للناس جميعا ويسره الله للناس جميعا
المبلغ
2014-04-01, 03:23 AM
غير صحيح
بل المسلمون العرب يعرفون العربية وأما الألفاظ القليلة التي تٌشكل لندرة استعمالها في عصرنا فالرجوع إلى المعجم أو التفسير أو السؤال عنها في متناول كل أحد
والأعجمي الذي لا يعرف العربية يعرفها أو قد يسعه التفقه بلغته إن وجدت ترجمة موثوق بها
على كلامك يجب على كل أعجمي أن يتعلم العربية حتى يفهم عن الله ورسوله دون واسطة وإلا وقع في وحل التقليد لمن يترجم له, فإن الترجمة شر من التقليد في حالتنا, إذ كيف لرجل ألا يتابع عالما من علماء المسلمين في اجتهاده ثم يسلم لصبية أو مجهولي العلم بترجمة نصوص الشرع ويأخذ عنهم الحلال والحرام ومعرفة الخالق بأسمائه وصفاته, ومن باب أولى فإن العربي ينبغي أن يستنبط بنفسه قواعد الفقه, وأصوله, وقواعد اللغة وغير ذلك من علوم, لأنه لا يسلم لأحد في اجتهاده فربما أخطأ, وربما وهم, إلى غير ذلك من آفات تصيب بني البشر
عماد السكندري
2014-04-01, 03:46 AM
الترجمة مثلها مثل رواية الخبر مطلوب فيها الثقة والإتقان فإن تحققا فأخذ الترجمة اتباع لحجة وليس تقليدا
أبو سالم بن سالم
2014-04-02, 11:40 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله صحبه ومن اتبعه بإحسان:
تبين لي_إن شاء الله_بعد قراءة كلام الأخ/السكندري حفظه الله أنه يريد أن يقول التالي:
يجب على كل مسلم أن يعي أمور دينه حتى يعبد الله على بصيرة وعلى علم وحتى يصل إلى الله تعالى بالطريق الصحيح وهو طريق العلم,وهذا كلام صحيح حقا,فأنا أقول يجب على كل مسلم أن يعبد الله على علم وليس جهل ويجتهد قدر ما يستطيع في تعلم أمور دينه حتى لا تكون له حجة عند الله,فقد أرسلت الرسل ووضعت الكتب ووجد العلماء فلا حجة لأحد بالجهل,ولكن لا أعني بذلك أنه لا يحل التقليد المقصود به السؤال عن ما ليس يعلمه وإلا وقعنا في جمود وتوقف عند تطبيق الدين حتى يصير الإنسان عالما فهذا لا يقول به أحد,بل أقصد من هذا أن يتعلم المرء فرائض دينه وأحكامه تحت أيدي العلماء الثقات الربانيين ثم بعد ذلك يطبق علمه على نفسه,ومتى جهل مسأله يسأل الثقات عنها ثم يتعلمها بأحكامها ودلائلها أي لا يساق فقط بالكلام بل يساق بالدليل ويدور معه حيث دار سواء وافق ذلك كلام فلان أو خالفه,فالعبرة بالنص وليس القص,
فالدعوة إلى العلم دعوة حقيقية لازمة أن يعلم الإنسان حلال دينه من حرامه وإلا سأله الله يوم القيامة عن جهله,لماذا استمر عليه مع وجود علماء يعلمون الناس دينهم.
وليسأل المرء عن دليل وليس فقط مجرد رأي وهذا كلام صحيح تماما من الأخ/السكندري,ومع هذا لا يحل لأحد أن يفتي ويجتهد دون أن يتعلم أولا ويصل لهذا المكان العالي الشريف,وكل منا يجتهد على قدر استطاعته والله لا يكلف نفسا إلا وسعها والله تعالى هو أعلم من المرء بنفسه.أ.ه
عماد السكندري
2014-04-02, 06:47 PM
التقليد ليس معناه السؤال , السؤال إن كان عن حكم الله ورسوله بالأدلة وبالبينات كما قال تعالى "بالبينات والزبر" فهذا تعلم واتباع للحجة وليس تقليدا
التقليد هو اتباع قول الغير بغير حجة
فقد يسأل الشخص وهو مجتهد
وقد يقرأ عشرات الكتب وهو مقلد لأنه يعمل بأقوال من يقرأ لهم من غير فهم للأدلة فيكون مقلدا
أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة الان
وقولك (حتى يصير الإنسان عالما فهذا لا يقول به أحد) كان الصحيح أن تقول (لا أعلم أحد قال بذلك) لأنه قال بذلك الجمهور
لابد للانسان أن يكون عالما بالأمر قبل أن يعمل به , والتواتر العملي هنا معتبر فالشخص الذي يصلي كما يرى كل الناس حوله تصلي في المساجد وغير المساجد فهذا اتباع لتواتر أو إجماع عملي فيكفيه هذا لا يجب أن يعرف النصوص الدالة عليه , يجب فقط البحث في النصوص وعمل السلف إذا وجد اختلاف أو وجد تعارض الفعل مع النصوص , طبعا هذا بالنسبة للعبادات المحضة التي لا مدخل للفطرة أو العقل فيها
ويجب على كل مسلم أن يجتهد والتعلم هو جزء من الاجتهاد
أبو سالم بن سالم
2014-04-02, 08:00 PM
تقصد أن الجمهور يقولون بوجوب الإجتهاد في الأمر قبل عمله؟؟؟؟,أنا أقصد إجتهاد مطلق فيه بحيث يصبح مفتيا في هذا الأمر ,أم أنه يسأل عليه الثقات بدليلهم ثم بعد أن يتعلم يراجع أقوالهم.
متى يصبح المرء مجتهدا مطلقا في مسألة وهو لا يعلم شئ عن مراحل الطلب؟؟؟؟
عماد السكندري
2014-04-03, 04:45 AM
الاجتهاد له مدلولان مدلول عام وآخر خاص يستخدمه الأصوليون
فالمعنى العام هو بذل جهد لمعرفة الحق بدليله , بتعبير آخر هو العمل على تحصيل و فهم نصوص الكتاب والسنة و ما دلا عليهما من حلال وحرام وأحكام وعبر و مواعظ وفضائل لإتيانها ونواهي للابتعاد عنها
و دليله الحديث الصحيح عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) متفق عليه
والمعنى الاصطلاحي الأصولي هو العمل على معرفة أحكام المسائل التي لم برد فيها نص مباشر , بتعبير آخر هو كل ما سوى الكتاب والسنة من أدوات التشريع من قياس واستصحاب و استحسان الخ
ويستشهد بعض الأصوليين لهذا المعنى بحديث المغيرة بن شعبة عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) رواه أبو داود
والحديث ضعفه ابن حزم لأن فيه مجهولا في السند وحكم عليه المحدث أبو اسحاق الحويني بأنه منكر
الأول مطلوب من كل أحد في كل مسألة تعرض له وقد يلحق بها معرفة الإجماع أيضا
والثاني يمكن القول بأنه لا يُتوصل إليه إلا بعد المرور على النوع الأول أولا
أو الأفضل أن نقول الاجتهاد بالمعنى الأول أعم وأشمل ويدخل فيه الاجتهاد بالمعنى الثاني الأصولي وذلك لأن وسائل معرفة التشريع الأخرى من قياس وأقوال الصحابة والاستصحاب وشرع من قبلنا وسد الذرائع الخ مرجعها في النهاية إلى الكتاب والسنة لفظا و فهما وليس فقط لفظا
فلو أخذنا القياس مثالا
القياس عند الأصوليين هو رد الفرع إلى الأصل بعلة تجمعهما في الحكم أو رد غير المنصوص عليه إلى المنصوص عليه لاشتراكهما في العلة
وهذا التفريق بين الأصل والفرع أو بين المنصوص عليه وغير المنصوص عليه هو في الحقيقة باعتبار اللفظ
أما باعتبار المفهوم فلا نحتاج لهذا التفريق وبالتالي لا نحتاج للقول بأن هناك مصدر آخر للتشريع هو القياس بل نقول الفهم الجيد للنص يجعلنا نلحق غير الملفوظ بالملفوظ بجامع اشتراكهما في المعنى
فهذا هو مفهوم النص و (المفهـــــــــ ــوم) مصدره (فهم)
وهذا ربما يحل الخلاف مع الظاهرية , فالذي جعل الظاهرية يعترضون على القياس ولا يعتبروه أنهم قالوا أننا مخاطبون بالكتاب والسنة وهما الحجة على العباد ولم يجعل الله قياس فقيه حجة على العباد وأن اعتبار مصادر تشريعية أخرى كالقياس والتعليل والاستحسان وغيره فيه إعطاء حق التشريع للبشر وهذا باطل
أما لو قلنا لهم أن ما يسميه الأصوليون قياس ليس مصدرا مستقلا للتشريع إنما هو في حقيقته فهم جيد لنصوص الكتاب والسنة لربما انتهى الخلاف , فالقرآن نزل بلسان العرب ولسان العرب بل أي لغة من اللغات ليست فقط مفردات بل مفردات وتراكيب ومجاز وتشبيه واستعارة ومفهوم وعليه فإن نصوص الكتاب والسنة يجب أن تؤخذ وفق كل هذا وليس فقط وفقا للمفردات اللفظية وإخراجها عن مضمونها ومقاصدها
فعندما يقول تعالى "فلا تقل لهما أف" فالعربي يفهم منه لا تقل لهما حتى أف وبالطبع لا تقل ما فوقها
وعلى هذا كان الصحابة والتابعين فلم يحتاج الصحابة إلى قواعد الأصول ليفهموا مدلول النصوص ولم يكن علم الأصول له وجود
وهذا الكلام ليس المقصود منه الإنكار على التصنيف في علم الأصول ودراسته لكن المقصود الرد على من أوجب دراسته للتفقه و معرفة الأحكام وأنه لا سبيل لفهم الكتاب والسنة إلا به
فنقول له ببساطة الصحابة والتابعين كانوا أفقه الناس بدون دراسته ولم يكونوا جميعا متفرغين للتفقه و لم يعرف أن أحدا كان يتفرغ لطلب العلم بل كان من منهم المزارع و التاجر والصانع
فالذي وسعهم يسع غيرهم
أبو سالم بن سالم
2014-04-03, 08:28 PM
والثاني يمكن القول بأنه لا يُتوصل إليه إلا بعد المرور على النوع الأول
ليس يمكن بل أكيد.فحتى يفهم الثاني لا بد له من الممارسة على الأول.
أما باقي كلامك فجميل صراحة.ما شاء الله عليك.
أدعو أخي إلى معرفة النصوص والعلم وعدم التقليد والله معك,فدعوتك دعوة إلى ينبوع صافي من الكتاب والسنة وهو الحق الذي لا ريب فيه.
وفقنا الله جميعا للخير واتباع كلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.آمين.ا.ه
عماد السكندري
2014-04-04, 07:48 AM
يقول ابن حزم في المحلى:
المجتهد المخطئ خير من المقلد المصيب :
( مسألة ) : والمجتهد المخطئ أفضل عند الله من المقلد المصيب ، هذا في أهل الإسلام خاصة ، وأما غير أهل الإسلام , فلا عذر للمجتهد المستدل ، ولا للمقلد ، وكلاهما هالك ، برهان هذا ما ذكرناه آنفًا بإسناده من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر ) ، وذم الله تعالى التقليد جملة ، فالمقلد عاصٍ ، والمجتهد مأجور .
وليس مَن اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقلدًا , لأنه فعل ما أمره الله تعالى به ، وإنما المقلد مَن اتبع دون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه فعل ما لَم يأمره الله تعالى به ، وأمّا غير أهل الإسلام فإن الله تعالى يقول : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ (آل عمران : 85) . اهــــــــ
عماد السكندري
2014-04-04, 08:29 PM
جهد طيب يا أخ عماد, ولكن لي بعض الملاحظات أرجو أن يتسع صدرك لأخيك في سماعها
- ما تقوله قول قديم -حسب علمي- قال به بعض العلماء وأظن أن أصله عند المعتزلة والقدرية تفريعا أو توسعا في مسألة وجوب نظر العبد واجتهاده في معرفة الخالق ...
- هذه المسألة متشابكة مع مسائل أخرى تستخدم نفس المصطلح أحيانا ويراد به غير ما تذهب إليه, مثل التقليد بنوعيه المذموم والممدوح والاتباع, والكلام عن الدليل والاعتماد على الرأي ..
- إذا كان من أهل العلم من نادى بذلك -مثلالشوكاني رحمه الله- فأنت متبع له ولا حرج عليك, ولكن عباراتك قد تحمل تعميما غير مقبول مثل قولك في صدر الموضوع (من الأقوال الفاسدة التي تبناها بعض الأصوليين والفقهاء تقسيم المسلمين إلى عوام ومجتهدين) ثم قولك بعد ذلك (كلمة عامي ومجتهد وطالب علم كلها مصطلحات حادثة لم تكن تقال في عصر الصحابة) هذا التعميم أراه من توسع معنى التقليد لديك حتى أتى على كل لازمة للعلم والعلماء وطلب العلم ..الخ
- للأسف, كتابتك فيها كثير من الأخطاء الإملائة والإعرابية مما قد يجعل المرء ينصرف عن كلامك لأنك بكل سهولة لا تملك الأدوات التي تعينك على فهم النص وبالتالي يحدث ذلك الخلط
- تفسيرك لقوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هو نفس تفسير الشوكاني رحمه الله, ولا بأس في ذلك, ولكن انظر للشوكاني رحمه الله في آخر كتابه في ذم التقليد بماذا يستدل على إبطاله: "وَقَالَ الله عز وَجل {مَا هَذِه التماثيل الَّتِي أَنْتُم لَهَا عاكفون قَالُوا وجدنَا آبَاءَنَا لَهَا عابدين} وَقَالَ {إِنَّا أَطعْنَا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} فَهَذِهِ الْآيَات وَغَيرهَا مِمَّا ورد فِي مَعْنَاهُ ناعية على المقلدين مَا هم فِيهِ وَهِي وَإِن كَانَ تنزيلها فِي الْكفَّار لكنه قد صَحَّ تَأْوِيلهَا فِي المقلدين لِاتِّحَاد الْعلَّة وَقد تقرر فِي الْأُصُول أَن الِاعْتِبَار بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب وَإِن الحكم يَدُور مَعَ الْعلَّة وجودا وعدما وَقد احْتج أهل الْعلم بِهَذِهِ الْآيَات على إبِطَال التَّقْلِيد وَلم يمنعهُم من ذَلِك كَونهَا نازلة فِي الْكفار"
يبدو أني لم أقرأ هذه المشاركة جيدا وهي تعج بالجهل والأخطاء كما هو واضح
ما أقوله هو ليس فقط قول قديم بل هو قول السلف جميعا قبل أن تظهر المذاهب و بدعة التقليد المذهبي
ولا علاقة للمعتزلة ولا القدرية بالموضوع وربما أحد يطوع هنا يشرح لك ما حقيقة ومذهب المعتزلة فأنا وقتي لا يسمح الآن بإعطاء دروس في العقيدة
الاتباع غير التقليد وقد بينته في مشاركة سابقة فاقرأ وتعلم فالجهل آفة والجهل المركب آفة أكبر
أما الكلام الذي تظنه فيه أخطاء فاعرضه على أحد كبير كأبيك أو أمك حتى يعرفوك معناه
الأخطاء الإملائة والإعرابية
إسمها "الإملائية"
ما تقوله قول قديم
إسمها ما تقوله هو قول قديم
إذا كان من أهل العلم من نادى بذلك
إسمها إذا كان هناك من أهل العلم من نادى بذلك
مثلالشوكاني رحمه الله
لا أعرف شخص إسمه مثلالشوكاني بل أعرف الشوكاني رحمه الله
يعني لا أنت فاهم العربية ولا عارف تكتب
الله المستعان
عبد الله عمر المصري
2014-04-05, 12:26 AM
هذه دروس مرئية للدكتور سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية مرفوعة على موقعه الرسمي أرجو مشاهدتها
ولا أحب الرد على هذه المشاركة إلا ممن تواضع وشاهدها أما من في قلبه كبر يعميه عن مجرد سماع كلام أهل العلم لاعتقاده أنه علامَة فلا مرحباً برده على هذه المشاركة فلم أدخل للموضوع بعد أن انقطعت عن المشاركة فيه للجدال بل لنفع الإخوة الذين يحبون سماع كلام العلماء
محاضرات مرئية بعنوان: منهج الاجتهاد والتقليد :
http://www.alshathri.net/Sections/774/%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA %D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82 %D9%84%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%B1%D8%A6%D9%8A-
عماد السكندري
2014-04-05, 03:28 AM
قال تعالى "ويل لكل همزة لمزة"
وأنا أدعوك يا أخ عبد الله لترك هذا اللمز وأعاذنا الله من الكبر وأنا أرحب بالنقاش طالما كان بالتزام الأدب وبالأدلة
لكن لا أرحب بالمناكفات وأساليب التنقيص والاستخفاف التي هي كل ما يحمله المفلسون في جعبتهم
ولا أرحب أيضا بافتعال إشكالات على الكلام العربي الواضح وتحريفه عن ظاهره
ولا أرحب أيضا بتقديس كلام الأشخاص إذا كان عار عن الأدلة
والرابط الذي وضعته دخلت عليه فوجدت 18 محاضرة كل محاضرة ربما ساعة ونصف أو ساعتين وهذا كثير , الصراحة وقتي لا يسمح الان بسماع كل هذه المحاضرات والوقت الذي أقضيه في سماع هذا , الأولى أن أقضيه في قراءة القرآن أو التفسير أو التفقه في الأمور التي لم أتفقه فيها بعد أو العبادة
لو كانت المسألة محاضرة واحدة ساعة أو اثنين لسمعتها
فأنت إن كنت سمعت هذه المحاضرات واقتنعت بأدلة الشيخ فوفر علينا الوقت بارك الله فيك واكتب هنا أهم الأدلة التي وجدتها
وبالنسبة لي بعد سماع الأدلة إما سأسلم لك وأتراجع عن قولي
وإما أعطيتك الرد عليها
ويا أخ عبد الله ليس من منهجية النقاش في المنتديات أن يكون ردك وحجتك على المخالف أن تضع رابط فيه عشرات المحاضرات وتمضي
أنا كان من السهل علي أن أضع روابط واكتفي بذلك
لكني قرأت وسمعت وبحثت وعند الكتابة جئت بخلاصة الأدلة ووضعتها وحتى كلام العلماء الذي أورده به آخذ منه مقتطفات قصيرة فيها فكرة معينة استشهد بها
فانت إفعل نفس الشئ
أما المطولات و الموسوعات فليس مكانها هنا أخي
هذه يمكن لأي أحد أن يدخل على جوجل ويعمل بحث وسعظهر له آلاف المحاضرات والكتب
أما هنا فهذه منتديات حوارية النقاش فيها يكون بكتابة الكلام والأدلة مباشرة ولا بأس بالاستشهاد بأقوال العلماء على أن يكون ذلك مختصرا قدر الإمكان والروابط إنما توضع فقط للتوثيق والإحالة لمن يريد أن يتأكد من المعلومة
هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى
عبد الله عمر المصري
2014-04-05, 08:11 AM
يقول الدكتور سعد الشثري في كتابه: " شرح مختصر روضة الناظر للطوفي " صفحة 943 ما نصه:
" ومن فوائد النظر في باب الاجتهاد التمييز بين مَن له حق الاجتهاد والنظر في الأدلة، وبين مَن يَجب عليه سؤال العلماء، ولذلك فإننا نجد في زماننا كثيراً من المُتَطَفِّلين على الأحكام الشرعية يكتبون فيها ويُرَجِّحون وَهُم لم يصلوا إلى درجة الاجتهاد، وما ذاك إلا لجهلهم بطرائق الاجتهاد وأحكامه؛ فباب الاجتهاد باب مهم وله فوائد عظيمة ولعلنا إن شاء الله تعالى نبين هذا الباب بياناً شافياً "
يقول الدكتور الشثري في ذات الكتاب صفحة 945 ما نصه: " المسألة الثالثة: شروط المجتهد: وهذه الشروط يتعلق بها عدد من الأمور: الأول أنها شروط لصحة الاجتهاد، فمَن فُقِدَ عنده شئ من هذه الشروط، فإن اجتهاده لا يكون صحيحاً ولا معتبراً. الثاني: أنها في نفس الوقت شروط لجواز الاجتهاد، بحيث إن مَن فَقَدَ شرطاً من هذه الشروط حَرُمَ عليه الاجتهاد. الثالث: أنها أيضاً شروط لوجوب الاجتهاد فمَن كانت عنده هذه الشروط وَجَبَ عليه أن يجتهد، وحَرُمَ عليه أن يأخذ بقول غيره كائنأً مَن كان "
يقول الدكتور سعد الشثري في كتابه: " شرح كتاب قواعد الأصول ومعاقد الفصول " في شرحه لعبارة الماتن (فإن علم ذلك في مسألة بعينها كان مجتهداً فيها)، قال الدكتور سعد شرحاً لهذه العبارة: " أي أن الاجتهاد يُمكن أن يتجزأ في المسائل بحيث يكون مجتهداً في باب دون آخر وهذا فيما يتعلق بالشرط الأول والثاني فقط فمن لم يكن عارفاً بالأصول فلا يجوز له الاجتهاد لا في مسألة ولا باب ولا غيرهما؛ ومن هنا نعلم خطأ مَن يقول: الجهاد يفتي فيه أهل الجهاد فقط، وذلك لأن أهل الجهاد لهم المشاركة فيه، أما الفتوى فهي من عمل أهل الاجتهاد، ومَن لم يكن عارفاً بقواعد الاستنباط فلا يحق له الفتوى في الجهاد ولو كان من المشاركين فيه الذين أبلوا فيه بلاء حسناً، إذ كيف يفتي في الجهاد مَن لا يميز بين دلالة الاقتضاء ودلالة الإشارة ول ابين مفهوم الصفة ومفهوم اللقب " انتهى كلامه
ويعني الدكتور بالشرط الأول: الإحاطة بمدارك الأحكام أي القدرة على معرفة الأدلة الشرعية الواردة في المسألة التي سيجتهد فيها ، والشرط الثاني يقصد به: معرفة المواطن التي أجمع فيها العلماء على قول معين وذلك كي لا يُفتي بخلافه.
يقول الدكتور سعد في ذات الكتاب السابق شرح كتاب قواعد الأصول، ما نصه: " قَسَّم المؤلف الناس بالنسبة للاجتهاد إلى ثلاثة أصناف " ثم قال: " الصنف الثاني: العامي فهذا يجب عليه التقليد ولا يجوز له الاجتهاد لعدم توفر شروط الاجتهاد فيه ولقوله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) " انتهى كلامه
يقول الدكتور سعد في ذات الكتاب ما نصه: " لكن لو اختلف العلماء عنده فقال الأول بالجواز وقال الثاني بالتحريم فماذا يفعل؟ الواجب حينئذ أن يُرَجِّح بينهما، إما بأن يسأل عالماً ثالثاً فيعمل بقول الأكثر، وإما أن ينظر أيهما أعلم وأورع فيعمل بقول الأعلم الوَرِع، ولا يجوز له أن يتخير بينهما لأن الدين ليس بالتشهي لأنه عند التخير يكون عاملاً بهواه " انتهى كلامه
يقول ابن العثيمين في شرحه على كتابه الأصول من علم الأصول طبعة دار ابن الجوزي بالسعودية صفحة 698: " وعلى هذا فنقول للمقلد، وإن كان قد حَفِظَ زاد المستقنع، أو نيل المآرب أو دليل الطالب أو غير ذلك، نقول له: لا يجوز لك أن تُفتي لأنك مُقلد، والمقلد يُفتي بلا علم ، والفتوى بلا علم حرام " انتهى كلامه .
يقول محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر) صفحة 491: " ولم يخالف في جواز التقليد للعاميّ إلا بعض القَدَريَّة والأصل في التقليد قوله تعالى: " وليُنذِروا قومَهُم إذا رَجعوآ إليهم " وقوله: " فسئَلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وإجماع الصحابة عليه. " انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله
يقول ابن قدامة في كتابه روضة الناظر تحت عنوان (فصل في التقليد): " وأما التقليد في الفروع فهو جائز إجماعاً، فكانت الحجة فيه الإجماع، ولأن المجتهد في الفروع إما مصيب وإما مخطئ مثاب غير مأثوم بخلاف ما ذكرناه، فلهذا جاز التقليد بل وَجَبَ على العاميّ ذلك، وذهب بعض القدرية إلى أن العامة يلزمهم النظر في الدليل في الفروع أيضاً وهو باطل بإجماع الصحابة "
قال ابن النجار الفتوحي الحنبلي في متن مختصر التحرير باب التقليد والإفتاء وهو يتكلم عن التقليد: " ويَحرُم في: معرفة الله تعالى والتوحيد والرسالة، وفي أركان الإسلام الخمس ونحوها مما تواتر واشتهر. ويلزم غيرَ مجتهدٍ في غير ذلك. " انتهى كلامه
وقال بعد ذلك في فصل شروط المفتي: " لا يفتي إلا مجتهد "
لم أنقل كلام الدكتور الخضير الآتي ذكره إلا بعد البحث عن كلمة " الخضير " في مشاركاتك في هذا الموضوع لأرى كيف تنقل لنا رأيه
وحتى تعرف أنك متسرع لا تبحث ولا تقرأ قبل أن تتكلم فالشيخ عبد الكريم الخضير نقل كلام الشوكاني وابن حزم مقرا أنهم قالوا ببطلان التقليد في حق الجميع لا فرق بين عامي وغيره , يعني فهم نفس ما فهمته أنا , ولم أفهم كلامهم على هواي كما تدعي
وهذه نقولات من محاضرة للشيخ عبد الكريم الخضير:
يقول:
في مختصر التحرير يقول: التقليد عرفاً أخذ مذهب الغير بلا معرفة دليله، وفي الأحكام لابن حزم: التقليد على الحقيقة إنما هو قبول ما قاله قائل دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، دون النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير برهان، ثم قال: فهذا هو الذي أجمعت الأمة على تسميته تقليداً وقام البرهان على بطلانه، هذا كلام ابن حزم، وسيأتي أن ابن حزم والشوكاني شددا في أمر التقليد اهــــــ
ثم قال بعد أن ساق كلام الشوكاني:
ابن حزم –أيضاً- له كلام طويل جداً في إبطال التقليد في الباب السادس والثلاثين من الأحكام.
هذا الكلام وإن كان فيه شدة على جماهير المسلمين الذين يتبعون المذاهب الأربعة، هذا فيه شدة عليهم، لكنه أقرب إلى الحق والصواب، نعم، مما يتذرع به كثير من متعصبة المذاهب؛ لأن كلام مثل هؤلاء يدعون إلى الكتاب والسنة الذي هو الأصل، وأولئك يدعون إلى تقليد الرجال ثقة بهم وبإمامتهم وعلمهم وعملهم. اهـــــــ
ثم قال:
يعني الدعوة التي أثيرت قبل ربع قرن - دعوة نبذ التقليد مطلقا - ، دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر، والقائلون بها أهل خير وفضل وصلاح، لكن نختلف معهم في من تلقى إليه هذه الدعوى , فرق بين عامي وشبه عامي من مبتدئ يريد أن يتعلم ويسلك الجادة والطريقة المتبعة، وبين متأهل، المتأهل ليس له أن ينظر في كلام فلان وعلان، إنما يأخذ من الكتاب والسنة اهــــــ
http://www.khudheir.com/audio/1441
فهذا الشيخ عبد الكريم يقر أن العلماء المذكور أسماءهم قالوا بنبذ التقليد في حق كل الناس لكنه اختلف معهم
يعني فهمي لكلامهم كان صحيحا
والجدير بالذكر هنا أنه قال عن دعوى نبذ التقليد:
(دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر)
فانظر أيها المتسرع الذي تكثر من الثرثرة بدون علم
هو نفسه الذي خالف دعوى نبذ التقليد للعامي قال أنها دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر
أما أنت فتقول أنها دعوى فيها تطاول على العلماء وتتهمني بأني أسلك مسلك المعتزلة!!
مع العلم أن الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير لا يُنكر على العامي أن يطلب الدليل ويفهم النصوص في مسألة ما ويرجح بين الأقوال إن هو عرف دليل كل قول
فقط ما يعترض عليه هو أن شخص يسمع أو يقرأ حديثا بدون أن يعرف صحته ولا إن كان حكمه منسوخا أو في حالات تخصصه فيعمل به ويفتي به مباشرة , ولذا عليه أن يأخذه من كتاب فقه أو من درس حتى يتأكد من صحته وإن كان معمول به أم منسوخ
ونحن نتفق إلى حد كبير مع ما قال
فشتان بين هذا الكلام وبين كلام الشاطبي والغزالي الذي يمنع العامي من التفقه وطلب الأدلة لأن العامي بنظرهم لا يستطيع أن يفهم ولا مدخل له البتة بالنصوص أو الدليل وأنه حتى لو استطاع العامة الاجتهاد والتفقه فلا يصح أن يقوموا به أيضا لأن هذا فيه تعطيل للمصالح بل يبقوا هم في معيشتهم وأعمالهم ويبقوا في جهلهم ويتركوا العلم لفئة محدودة من الناس هم العلماء ويكون الناس كلهم تبعا لهؤلاء ويقلدونهم
شتان بين القولين
أحب قبل نقل كلام الدكتور الخضير الرد على هذه العبارة التي قمت بتلوينها من كلامك في الاقتباس الثاني باللون الأزرق أن أنقل رد الدكتور الخضير على هذه العبارة:
يقول الدكتور الخضير - سيأتي ذكر هذه العبارة في النقولات التالية مع بيان المرجع - ما نصه: " هل يجب على العامي أن ينظر في هذا العالم، هل انطبقت فيه الشروط السابقة أم لم تنطبق؟ كيف؟ ما يستطيع، ما يستطيع تطبيق هذه الشروط، وتكليفه بذلك تكليف بالمحال؛ هو ما يعرف، لو عرف أن يطبق هذه الشروط في العالم لطبقها على نفسه، نعم، فكان يصير عالماً "
هل فهمت أن قولك : " حتى لو استطاع العامة الاجتهاد والتفقه "
يتعارض مع قول الدكتور عبد الكريم : " لو عرف أن يطبق هذه الشروط في العالم لطبقها على نفسه، نعم، فكان يصير عالماً "
فغريب جداً أن تنسب للعامة الاجتهاد والتفقه ثم تطلق عليهم لفظ " العامة " !!!!!!!!!!!
أبدأ في نقل كلام الدكتور عبد الكريم كالتالي:
يقول الدكتور عبد الكريم الخضير في شرحه الصوتي الذي تم تفريغه وقمت بتحميله من موقع صيد الفوائد على متن الورقات في أصول الفقه صفحة 21:
ملحوظة: كلمة (يقول) يعني سؤال موجه من أحد الطلاب الحاضرين في الدرس للشيخ عبد الكريم في المحاضرة وكلمة (أقول) هو رد الشيخ على السؤال.
" يقول: أنا طالب علم وقرأت علم الفروع من مذهب الإمام مالك، ولكني رأيت كثيراً من طلبة العلم يقولون في هذا ليس بعلم!!
أقول: طالب العلم المبتدئ عليه أن يتفقّه على ما ذكره أهل العلم، وكل يعتني بالكتاب المعروف المشهور في بلده، وليس معنى هذا أنه إذا اعتنى بالكتاب الفقهي -كالزاد عندنا مثلاً أو العمدة أو الدليل، أو مختصر خليل عند المالكية أو المتون الأخرى في المذاهب الأخرى- ليس معنى هذا أنه يأخذ هذه الأحكام قضايا مسلمة وهذه الكتب دساتير لا يحاد عنها، لا، إنما تكون هذه الكتب كعناصر بحث يفهم الطالب المسألة ويتصورها ويستدل لها، وينظر من قال بها من أهل العلم وأدلتهم ومن خالف أدلتهم، ثم يوازن بين هذه الأدلة ويخرج بالقول الصحيح الراجح، فإذا أتم كتاباً على هذه الطريقة فإنه يدرك من الفقه ما لا يدركه غيره ممن ينادي بالتفقه رأساً من الكتاب والسنة. طالب العلم إذا تأهل فرضه أن يتفقه من الكتاب والسنة ولا ينظر إلى أقوال الرجال، إلا من باب الاستئناس، أما إذا لم يتأهل طالب العلم فإن عليه أن يسلك ما سلكه أهل العلم، ولا نقول بالتقليد، لا، إنما نقول بالاتباع، يأخذ هذا الكتاب المختصر، ويتصور مسائل هذا الكتاب، ويستدل لهذه المسائل، ثم بعد ذلك ينظر من وافق ومن خالف وأدلة الجميع ويوازن، وحينئذٍ يكون قد أتقن هذا الفن ومعوله وعمدته في الأدلة."
لاحظ أن كلامه كله - أعني في قوله لا نقول بالتقليد إنما نقول بالاتباع - موجه لشخص توافر فيه صفة " طالب العلم " وبالتالي كلامه لا ينصرف لعوام الناس الذين هم أبعد ما يكونوا عن طلب العلوم الشرعية لانشغالهم بتخصصاتهم وأعمالهم الدنيوية ، لأنه في الكلام السابق موجه كلامه لطالب العلم بنوعيه: الذي تأهَّل والذي لم يتأهَّل ولكلٍ حكمه، لكن لا ينصرف كلامه مطلقاً إلى العوام الذين لم يجلسوا لطلب العلم الشرعي
ويقول الدكتور الخضير في صفحة 39 :
" يقول: ما رأيكم في القول الذي يقول: من قلد عالماً لقي الله سالماً؟
أقول: إذا كان لديه أهلية النظر في النصوص وعنده الآلة التي يستطيع بها الاستنباط من الكتاب والسنة فإنه لا يسوغ له التقليد، بل حرمه جمع غفير من أهل العلم، والمقلد عند عامة أهل العلم ليس من أهل العلم، على ما سيأتي في الاجتهاد والتقليد -إن شاء الله تعالى- أما بالنسبة للعامي ومن في حكمه ممن ليست لديه أهلية النظر فإن فرضه التقليد، لكن من يقلد، يقلد من تبرأ ذمته بتقليده."
ويقول الدكتور الخضير في صفحة 169 - كل ذلك لازلنا في شرح الدكتور على متن الورقات الذي هو تفريغ لمحاضراته الصوتية -:
ملحوظة: النقل التالي به عدة سطور لا علاقة لها بالموضوع لكن اضطررت لنقلها ليتضح السياق فقط وسيتم تحديد الشاهد في كلام فضيلته:
" نأتي إلى مسألة..، هذه مسألة عملية، لكن مسألة عملية أكثر منها -وإن كنا يعني طرقناها مراراً لكن ما يمنع أن نعيدها للمناسبة- أحاديث النهي عن الصلاة في أوقات النهي: "ثلاث ساعات كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا أن نصلي فيهن، أو أن نقبر فيهن موتانا: إذا طلعت الشمس حتى ترتفع، إذا بزغت الشمس حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة، وإذا تضيفت الشمس للغروب حتى تغرب"، ثلاث ساعات، إضافة إلى الوقتين الموسعين: « لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس » فالأوقات خمسة، الأوقات خمسة، عندنا النهي عن الصلاة في هذه الأوقات الخمسة، وعندنا أحاديث ذوات الأسباب، ونأخذ مثالاً -هو من أوضحها-: « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين » الآن تسمعون وترون الناس يتسامحون في الصلاة في أوقات النهي، يتسامحون كثيراً، ورأينا من أهل العلم والفضل من يدخل قبل غروب الشمس بدقيقتين أو ثلاث فيصلي، أو يدخل المسجد مع بزوغ الشمس ويصلي؛ عملاً بحديث التحية -تحية المسجد- يتسامحون لماذا؟
لأنهم اعتادوا أن يقال: أحاديث النهي عامة، وأحاديث ذوات الأسباب خاصة، والخاص مقدم على العام -يعني كما يقول الشافعية- اعتاد الناس أن يقولوا مثل هذا الكلام، ووجد قبولاً، وجد ارتياحاً نفسياً؛ بعد أن أكد بعض من ينتسب إلى العلم، وينبغي أن يؤكد لكن ليس على إطلاقه، نبذ التقليد، ناس رأوا الناس ملتزمين بمذهب معين، فالثورة على التقليد صار لها آثاراً صار لها ردود أفعال، التقليد بالنسبة للمتأهل لا يجوز، لكن هل يؤمر كل شخص بالاجتهاد؟
يعني جاءت هذه الدعوة، وهي دعوة حق، لا نقول: هي باطلة، لكن ليست لكل الناس، للمتأهل على العين والرأس، فجاءت هذه الدعوة وصادفت محل، الناس متمسكون بمذهب، والمذهب يرى منع الصلوات في هذه الأوقات بل يتشددون في مثل هذا الأمر، حتى رأينا من يحرف الذي يريد أن يصلي، يحرفه عن القبلة، فالمسألة صارت من باب ردود الأفعال، وإلا لو بحثت بحثاً مبسوطاً ما صار لها مثل هذه الآثار."
ويقول الدكتور الخضير في صفحة 360 و 361 : " ثم قال-رحمه الله تعالى-: ومن شرط المستفتي أن يكون من أهل التقليد: فيقلد المفتي في الفتيا، وليس للعالم أن يقلد، العامة -عامة المسلمين- الذين ليست لديهم الأهلية للنظر في النصوص، والخلاف والإجماع، والموازنة بين كل ما ذكر، هذا عامي فرضه التقليد، وفي حكمه المتعلم الذي لم يبلغ درجة الأهلية، أهلية الاستنباط من الكتاب والسنة، هؤلاء فرضهم التقليد،
هؤلاء فرضهم التقليد
هؤلاء فرضهم التقليد
هؤلاء فرضهم التقليد
هؤلاء فرضهم التقليد
كما في قوله -جل وعلا-: ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [ سورة النحل، الآية : 43 ]، لكن على المقلد أن يسأل من تبرأ ذمته بسؤاله.
قد يقول: العامي ليست لديه أهلية، من يسأل؟ إذا رأى شخص مظهره مظهر عالم يكفي؟ يكفي أن يكون الشكل الخارجي يؤهل لأن يسمى شيخاً؟ إذن كيف يطالب هذا العامي بسؤال من تبرأ ذمته بسؤاله، وهو ليست لديه أهلية -أهلية الموازنة- بين من تبرأ ذمته بتقليده، ومن لا تبرأ ذمته بتقليده.
قد يقول: يستشير أهل العلم، نقول: أين أهل العلم، هو الآن ما بعد عرف أهل العلم الذين يمكن أن يقتدى بفعالهم وأقوالهم؟
نقول: الاستفاضة في هذا كافية، يعني إذا عرف الناس..، اتجهوا إلى فلان يسألونه، واشتهر بين الناس أن هذا عالم يكفي العامي، شهادة..، عمله بهذه الاستفاضة، ولا يكلف ما وراء ذلك، هل يجب على العامي أن ينظر في هذا العالم، هل انطبقت فيه الشروط السابقة أم لم تنطبق؟ كيف؟ ما يستطيع، ما يستطيع تطبيق هذه الشروط، وتكليفه بذلك تكليف بالمحال؛ هو ما يعرف، لو عرف أن يطبق هذه الشروط في العالم لطبقها على نفسه، نعم، فكان يصير عالماً، وإذا اشترطنا فيه أن يعرف العالم بالطرق المتبعة عند أهل العلم، لزم عليه الدور، المسألة مفترضة في عامي، لكن نقول: يكفي في ذلك الاستفاضة، إذا اشتهر وشاع بين الناس أن فلاناً يتجه إليه المسلمون بسؤالهم، ويصدرهم بالعلم الذي لم يستفض نقده؛ لأنه إذا لم يكن عالماً حقيقياً، ولا يتصدر للناس استفاض نقده عند الناس، وكشفه الله -سبحانه وتعالى-، فمثل هذا يكفي فيه أن يستفيض أمره ويشتهر عند الناس أن هذا العالم، هذا الشخص من أهل العلم الذين تبرأ الذمة بتقليدهم. "
ويقول الدكتور الخضير في صفحة 370 إلى 372 في معرض التعليق على كلام ابن حزم والشوكاني في ذم التقليد ما نصه:
" ظهرت دعوى لنبذ التقليد وعدم النظر في كتب الفقهاء، والتفقه مباشرة من الكتاب ولسنة، دعوة إلى أخذ العلم من معدنة، لكن ينبغي أن يفرق بين الناس، ولا شك أن من تأهل للاستنباط من الكتاب والسنة أنه ليس له أن يقلد أحداً، وإنما عليه أن يجتهد، ولا يجوز له أن يقلد في دينه الرجال؛ لأن المرد عند التنازع إلى الكتاب والسنة، والذي لم يتأهل سواءً كان عامياً أو مبتدئاً في الطلب، ليست لديه الأهلية، وليست لديه الآلة كاملة، مثل هذا فرضه
فرضه
فرضه
فرضه
فرضه سؤال أهل العلم، وفي حكم سؤال أهل العلم الأخذ من كتبهم، وهذا هو التقليد.
لما ينادي هؤلاء -الذين نجزم بأنهم على خير ويدعون إلى خير بنبذ الكتاب والسنة، ويلقون مثل هذه المسائل ويشددون فيها في مختلف طبقات المتعلمين- يريدون أن يأتي المبتدئ ويتفقه من الكتاب والسنة.
المبتدئ بيمسك المصحف ويشوف أول آية وثاني آية فيها حكم بيطبق، مبتدئ ما يعرف شيئاً، يأتي إلى صحيح البخاري أو مسلم أو بلوغ المرام وغيره من كتب السنة سواءً كانت المطولة أو المختصرة فيعمل بهذه الأحاديث، وقد يكون لهذه الأحاديث نواسخ في كتب أخرى، متى يعرف أن هذا الحكم منسوخ، يعني إذا قرأ في كتب السنة باب الأمر بقتل الكلاب، ثم أخذ المسدس وكلما شاف كلباً أفرغ في رأسه رصاصة، مأمور بقتل الكلاب، ثم بعد ذلك يأتيه باب نسخ الأمر بقتل الكلاب، مثل هذا يقال له: اجتهد من الكتاب والسنة، أو نقول: تأهل على الطريقة وعلى الجادة المتبعة عند أهل العلم؟ اقرأ في كتب الفقه، اقرأ لأهل العلم -لفقهاء الأمصار- ووازن بين أقوالهم بالأدلة ورجح ما يرجحه الدليل.
حينما يوجه طالب العلم المبتدئ إلى كتاب فقه من المتون المعتمدة في المذاهب -وكل بحسبه، وما هو بمعتمد في بلده- حينما يقال لطالب العلم المبتدئ: احفظ الزاد، وادرس الزاد، واحضر دروس الزاد، هل معنى هذا أننا نجعل الزاد بمثابة الكتاب والسنة، لا يحيد عنه طالب العلم؟ لا، إنما نجعل مثل هذا الكتاب عناصر بحث، تأتي إلى المسألة الأولى وتتصور هذه المسألة، تفهم هذه المسألة، ثم تستدل لهذه المسألة، تبحث عن دليل لهذه المسألة، من قال بهذا القول؟ من خالف هذا القول؟ ما دليلهم؟ تنظر في الأدلة وترجح وتوازن وتأخذ بالقول الصائب من خلال الدليل، هذا هو الاتباع، هذه طريقة جادة متبعة عند أهل العلم، نعم منهم من يقتصر ويدعو إلى الاقتصار على مرحلة واحدة من المراحل، هذا الزاد، هذا زاد المستقنع احفظه وتصير إماماً، بنقول: ما هو بصحيح، ليس بصحيح، نقول: احفظ الزاد، صح، افهم الزاد، صح، استدل لمسائل الزاد صحيح، اعرف من خالف ومن وافق بالأدلة صحيح، وازن بين الأدلة صحيح، رجح ما يرجحه الدليل صحيح، هو هذا الاتباع، خطة، خطة تسير عليها، ليس معنى هذا أنك كل ما في الزاد صحيح، الزاد على صغر حجمه قد هذا الكتاب، خالف المذهب في اثنتين وثلاثين مسألة، إذن كم خالف القول الصحيح الراجح بدليله؟
أكثر قطعاً، لا نريد من طلاب العلم أن يتعصبوا لشخص، نريد منهم أن يعملوا بالدليل، ونريد منهم أن يسيروا على الطرق والجواد المتعبة عند أهل العلم، الموصلة إلى العلم من أبوابه.
فالمبتدئ لا شك أنه يبي يتعلم، والعلم لا يأتي فجأة، لا يأتي دفعة واحدة، يأتي بالتدريج، وإذا كان هذا الطالب يترجح له في يوم من الأيام في بادئ الأمر قول من خلال النظر في المسألة، وتصور المسألة، والأدلة والموازنة؛ لأنه بهذه الطريقة بيعرف المسألة بأدلتها، وبيشوف دليل المخالف اعتمد على ناسخ، اعتمد على منسوخ، اعتمد على عام، اعتمد على خاص، اعتمد على مطلق، اعتمد على مقيد، وماشي، لكن لما ينظر إلى حديث بمفرده ويعمل به، لا يدري هل هو منسوخ، لا يدري هل هو مقيد، لا يدري هل هو مخصص، لا يدري عن شيء، حتى يأتي الدليل المقيد، أو الدليل المخصص، أو الدليل الناسخ بعد يمكن شهور وأعوام من بداية الطلب.
فأظن الكلام واضح ما فيه لبس، يعني الدعوة التي أثيرت قبل ربع قرن، دعوة محترمة، ولها حظ كبير من النظر، والقائلون بها أهل خير وفضل وصلاح، لكن نختلف معهم في من تلقى إليه هذه الدعوى، فرق بين عامي وشبه عامي من مبتدئ يريد أن يتعلم ويسلك الجادة والطريقة المتبعة، وبين متأهل، المتأهل ليس له أن ينظر في كلام فلان وعلان، إنما يأخذ من الكتاب والسنة، ومع ذلكم عليه –أيضاً- أن ينظر في أقوال الصحابة والتابعين ومن دونهم، ينظر في أقوال فقهاء الأمصار يستدل بها يستنير بها، يستنير بها؛ لئلا يحدث قول يؤديه إليه فهمه لهذا النص وفهم الصحابة على خلافه، ونحن ملزمون بفهم السلف، لا نبتدع فهم يختلف عن فهم السلف.
أظن الكلام واضح، والمقصود منه بيِّن، فنحن ندعو إلى الأخذ بالكتاب والسنة؛ لأنهما هما الأصل، ونقدر ما قاله ابن حزم، وما قاله الشوكاني، وما يرمى به من دعاوى للاعتصام بالكتاب والسنة وهذا الأصل؛ لأن الكتاب والسنة أصل الأصول، لكن يبقى أن هذا يخاطب به المتأهل، وأما بالنسبة للمبتدئ فعلى الطريقة والجادة التي شرحنا وهي جادة مسلوكة عند أهل العلم، نعم يوجد في المذاهب من يعتمد هذا الكتاب دستوراً لا يحيد عنه، هذا خطأ لا يقر، يعني في كل مذهب كتاب معتمد، أيش معنى هذا؟
إن بعض الطلبة يقف إلى هذا الحد، خلاص، يقول: أنا حدي هذا الكتاب ويكفيني هذا الكتاب، ويستمر مقلد، والمقلد يا إخوان ليس من أهل العلم اتفاقاً، كما نقل ذلك ابن عبد البر وغيره، ليس من أهل العلم اتفاقاً المقلد، يعني ما في فرق بين عالم يسمونه عالم –الناس- ويتصدى للقضاء بين الناس وإفتائهم وهو جامد على مذهب، ولو خالفه الدليل لا يتعداه؛ لأنه أخذ العلم من هذا الكتاب الذي لا يتجاوز مائة صفحة، وبين عامي يسأل عالماً فيجيبه بالحكم، وأيش الفرق؟ ما في فرق، إذن كلهم عوام.
العالم هو الذي يعرف الحكم بدليله، وهذا الطالب المبتدئ بالطريقة التي شرحناها -بإذن الله- إذا كانت لديه الأهلية للتحصيل من الفهم والحفظ فإنه لا يستغرق وقتاً طويلاً حتى يسمى عالماً، بس المسألة تحتاج إلى وجود آلة لفهم هذه النصوص، وما يعين على فهم هذه النصوص، ويكون عالماً؛ لأنه ليس بالمستحيل، لكن نحتاج إلى جادة متبعة مسلوكة توصل إلى العلم، ما نحتاج نتخبط، يوم الكتاب هذا، ويوم الكتاب الفلاني، يوم الكتاب العلاني، يوم يروح لزيد من الناس وينصحه بكتاب كذا، اقرأ كتاب كذا، ويمر على ثاني يقول: لا، اترك هذا واقرأ كذا، لا، أنت عندك كتاب في بلدك معتمد، اقرأ في هذا الكتاب، أيش المانع، لكن على الطريقة التي ذكرناها، اجعل مسائل الكتاب عناصر بحث، وحينئذ توفق وتسدد واصدق اللجأ إلى ربك، أن يهديك لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأكثر من الاستغفار وأكثر من الأذكار، واقرأ القرآن بالتدبر على الوجه المأمور به وسوف يوفقك الله -جل وعلا- "
عبد الله عمر المصري
2014-04-05, 05:00 PM
يقول الشيخ محمد الخضري بك المفتش بوزارة المعارف ومدرس التاريخ الإسلامي بالجامعة المصرية الطبعة السادسة 1969 م .
في كتابه أصول الفقه صفحة 381 تحت عنوان : (التقليد في الفروع) ما نصه:
يجب على العامي الاستفتاء واتباع العلماء والدليل على ذلك:
1) قوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) والذي يسأل إنما هو مَن لا يعلم عما لا يعلم لأن الأمر مُعَلَّق بعلة عدم العلم.
2) إجماع الصحابة، فإنهم كانوا يُفتون العوام ولا يأمرونهم بنيل رتبة الاجتهاد، وذلك معلوم على الضرورة والتواتر من علمائهم وعوامهم.
3) إن الإجماع مُنعَقِد على أن العامي مُكَلَّف بالأحكام، وتكليفه طلب رتبة الاجتهاد مُحال لأنه يؤدي إلى أن ينقطع الحرث والنسل وتتعطل الحرف والصنائع ويؤدي إلى خراب الدنيا لو اشتغل الناس بجملتهم بطلب هذه الرتبة وإذا استحال هذا لم يبق إلا سؤال العلماء.
النقولات التالية من كتاب:
الآراء الشاذة في أصول الفقه دراسة استقرائية نقدية إعداد الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن علي النملة عضو هيئة التدريس بقسم أصول الفقه كلية التربية وأصول الدين جامعة القصيم بالسعودية، دار التدمرية، الطبعة الأولى 2009، المجلد الثاني.
قال أبو الحسين البصري: " فرض العامي في أحكام الحوادث هو الرجوع إلى العلماء والعمل بما يُفتونه به " انظر شرح العمد 2/305
وفي تحرير المؤلف لنسبة الرأي الشاذ للقائلين به قال في صفحة 879 ما نصه:
" لم أقف على مَن صرَّح بنسبة جواز الفتوى ممن جمع نتفاً من العلم لأحد، ومع ذلك فقد وجد في المعاصرين مَن يُصَرِّح بأن الشروط التي استرطها علماء أصول الفقه لبلوغ درجة الفتوى ليست واقعية، وأن الاجتهاد ينبغي أن يكون مباحاً لمن أدرك شيئاً من العلم مؤكدين أن الإسلام ليس فيه رجال دين، وإنما هو أمانة في أعناق المسلمين "
وفي ذكره للقول الثاني في المسألة وهو القول الراجح قال ما نصه في صفحة 880:
" ذهب جماهير أهل العلم إلى عدم جواز الفتوى ممن لم تتوفر فيه شروط المفتي ، يقول ابن حمدان: " لا يجوز لعامي أن يُفتي بما يجده في كتب الفقهاء " . وأشار إلى المُسَوَّدة في أصول الفقه لآل تيمية صفحة 544 .
وذكر الأدلة على ذلك:
" الدليل الأول:
قوله تعالى: " وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) " سورة النحل
وجه الاستدلال:
أن الله عز وجل نهى عن التصريح بالحكم على شئ بأنه حرام، أو حلال مع عدم وجود الأهلية لذلك حتى وصف ذلك بأنه افتراء من صاحبه، والنهي يقتضي التحريم " وأشار في الهامش إلى : فتح القدير للشوكاني 2/201
الدليل الثاني:
إجماع الصحابة، ومن بعدهم من التابعين والسلف الصالح على تعظيم أمر الفتوى، وعدم التساهل فيها
ويؤكد ذلك ابن قدامة - انظر الروضة الجزء الثالث صفحة 1021 وانظر إعلام الموقعين لابن القيم الجزء الرابع صفحة 203 - فيقول عن سؤال مَن ليس من أهل الاجتهاد: " فأما مَن عرفه بالجهل فلا يجوز أن يُقَلده اتفاقاً "
الدليل الثالث:
أن مَن جمع نتفاً من العلم، ولم تتوفر فيه شروط المفتي فليس من المجتهدين؛ لأن أبواب الفقه يرتبط بعضها ببعض، ومَن أدرك أشياء متفرقة مَن العلم فإنه مظنة التقصير والخطأ - يُنظَر: إعلام الموقعين 203/4 -
الترجيح :
بعد النظر في الرأي الشاذ يتضح صحة وصفه بذلك، وعليه فإن القول بجواز الفتوى ممن جمع نتفاً من العلم قول غير معتبر؛ لمصادمته لدليل الإجماع، وبهذا يترجح القول الثاني في المسألة بعدم جواز الفتوى إلا ممن توفرت فيه شروط المفتي . "
وختم الموضوع بقوله:
" وقد حَذَّر السلف الصالح من ذلك، ونَبَّهوا إلى خطورته، مؤكدين أهمية الرجوع إلى العلماء ممن توفرت فيهم شروط الاجتهاد، ومن ذلك قول ابن وهب - انظر تاريخ بغداد الجزء 7/13 - : ( كل صاحب حديث ليس له إمام في الفقه فهو ضال، ولولا أن الله أنقذني بمالك، والليث لضللتُ، كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم يُعمَل به) " انتهى النقل من كتاب (الآراء الشاذة في أصول الفقه) للدكتور عبد العزيز النملة.
قال الدكتور محمد سليمان الأشقر في كتابه (الواضح في أصول الفقه) صفحة 282 :
" وما نُقِلَ عن الأئمة الأربعة، وكثير غيرهم من علماء الأمة، مِن مثل قولهم: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي، وخذ من حيث أخذوا) مَحمَلُه أنهم قالوا ذلك لتلاميذهم المؤهَّلين، يحثونهم بذلك على عملٍ هم عليه قادرون، وليس قولهم ذلك موجّهاً إلى العوام الذين هم عنه عاجزون. ولكن يستفاد من فحواه إرشاد العوام إلى سلوك طريق التفهم للكتاب والسنة شيئاً فشيئاً، وإن كانوا لا يستقلون بإدراك شئ من الأحكام الاجتهادية في حال عجزهم. والله أعلم . " انتهى
قال ابن عبد البر: " ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المرادون بقول الله عز وجل: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وأجمعوا على أن الأعمى لابد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه، فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بُدَّ له من تقليده عالمه " جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر الجزء الثاني 115
هل فهمت أن ما قلته لك ليس مجرد " فهم ابن العثيمين والفوزان " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عماد السكندري
2014-04-05, 09:34 PM
يا أخ عبد الله أنا طلبت منك أن تكتب هنا أهم الأدلة التي وجدتها في المحاضرات ولم أطلب منك نقل أراء الرجال فكل ما نقلت ليس له وزن إلا بمقدار ما يحمله من دليل
أولا بالنسبة للشيخ عبد الكريم الخضير أنا لم أنكر أنه ممن يقولون بالتقليد فلم يكن هناك داع لكل هذا النقل عنه وتكبير الخط وتحميره وتزريقه وإعادة الكلمات بشكل أشبه بالهستيري
أنا كنت أرد عليك عندما اتهمتني بأني لم أفهم كلام العلماء الذين قالوا بإبطال التقليد كالشوكاني وابن حزم والقرافي واتهمتني كذلك بأن قولي هذا فيه تسفيه للعلماء الاخرين الذين قالوا بالتقليد والتطاول عليهم
فأوردت لك كلام الشيخ الخضير والذي أقر فيه أن الشوكاني وابن حزم قصدوا ما قصدته أنا تماما من أنهم قالوا بإبطال التقليد في حق الكل لا فرق بين عامي وغيره وأوردت لك كلامه أن هذا القول (له حظ كبير من النظر) فهذه الجملة تكفي في الرد على استنكارك الشديد للموضوع
ثانيا بالنسبة لصلب الموضوع
لم يأت من نقلت عنهم الشتري والمفتش في كل كلامهم بدليل إلا آية (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وادعاء الإجماع
أما الآية فقلنا مرارا أنها في السؤال عن الرواية لا عن الرأي الاجتهادي
فالآية التالية لها حجة على هؤلاء , يقول تعالى "بالبينات والزبر" يعني بالآيات والكتب المنزلة هذا هو نوع السؤال الذي ترشد إليه الاية وهو السؤال عن الخبر فقط ولم تقل أبدا اسئلوا أهل الذكر عن اجتهاداتهم وأقوالهم مجردة كما يقول الشاطبي , الشاطبي يقول لا مدخل للعامي في البينات والزبر فقول مفتيه مجردا بالنسبة له يقوم مقام الكتاب والرواية
كما أن سبب نزول الآية يؤكد هذا المعنى فالآية أصلا تخاطب المشركين الذين تعجبوا أن يكون الرسول بشر وليس من الملائكة تقول لهم اسألوا أيها المشركون أهل التوراة والانجيل الذين سبقوكم في نزول الرسالات إليهم عن الروايات التي في كتبهم هل الرسل السابقة كانوا بشرا أم سوى ذلك
والسؤال عن الخبر وما يقوم مقامه بقراءة الكتب هو طلب للدليل وبالتالي هو اجتهاد وليس تقليدا
فكيف أخذ المقلدون الآية وقلبوا معناها وجعلوها دليلا في مشروعية التقليد , كيف يفهم من الآية أنها تعني أن شخص يختار شيخ مشهور ويقلده في كل أقواله ولا يطالبه بالدليل ولا يحق له البحث والنظر في النصوص كما يقول الشاطبي وكما تقول عبارة (مذهب العامي مذهب مفتيه)!!!
أما دعوى الإجماع فإن كان المقصود الاجماع على أن الجاهل بأمر يسأل من يظنه عالما به عن نصوص الكتاب وهدي النبي والرواية فنحن متفقون على هذا الاجماع ومصداق ذلك في حديث "إنما العلم بالتعلم" وهذا اتباع للحجة وليس تقليدا
أما إن كانت دعوى الاجماع مقصود بها التقليد بمفهومه الأصولي المعاصر وهو تقليد شخص معين إماما واتباع أقواله بدون حجة فهي دعوة باطلة ساقطة لا شك لا تصدر إلا من مقلد لم يكلف نفسه عناء البحث في أقوال السلف أو من شخص نٌزعت منه الأمانة العلمية ويحاول إقحام كلمة إجماع للانتصار لمذهبه لعلمه ما للإجماع من مكانة لكن أمثال هذه الدعاوى مع الوقت نزعت هيبة كلمة الإجماع من نفوس الكثير لكثرة إدعائها في غير محلها
ولو أن الصحابة بيننا وعلموا ما يفتريه عليهم البعض أنهم أجمعوا على وجوب التقليد على عموم المسلمين لأوجعوه ضربا
فإن هذه القرون الأولى ما عرفوا التقليد ولا سمعوا عنه بل كان المعروف عندهم أن المقلد إمعه ولا عرفوا شئ إسمه رتبة الاجتهاد إنما ما عرفوه أن الذين أوتوا العلم درجات فالناس تتفاوت في مقدار علمهم كما يتفاوتون في عباداتهم و طاعاتهم وأن الجاهل بأمر إذا سأل العالم به وتعلم منه الآيات والأخبار الواردة فيه صار عالما متبعا لما جاءه من الدليل
وهذه نقولات تبين بطلان الإجماع الذي ادعوه وأن الإجماع الحقيقي هو على بطلان التقليد:
قال عبد الله بن مسعود "لا يقلدن أحدكم دينه رجلا"
قال القرافي : مذهب مالك ، وجمهور العلماء : وجوب الاجتهاد ، وإبطال التقليد ، وادعى ابن حزم الإجماع على النهي عن التقليد . اهـــــــ
قال الشوكاني: وقد ذكرت نصوص الأئمة الأربعة المصرحة بالنهي عن التقليد في الرسالة التي سميتها القول المفيد في حكم التقليد فلا نطول المقام بذكر ذلك وبهذا تعلم أن المنع من التقليد إن لم يكن إجماعا ، فهو مذهب الجمهور اهـــــــ
وحتى لا تكرر مرة أخرى أني لم أفهم كلام العلماء وأنهم قصدوا المجتهدين لا العوام خذ هذه الهدية
قال الإمام الشوكاني في نفس الكتاب:
( والمذهب الثالث ) : التفصيل ، وهو أنه يجب على العامي ، ويحرم على المجتهد ، وبهذا قال كثير من أتباع الأئمة الأربعة ، ولا يخفاك أنه إنما يعتبر في الخلاف أقوال المجتهدين ، وهؤلاء هم مقلدون ، فليسوا ممن يعتبر خلافه ، ولا سيما وأئمتهم الأربعة يمنعونهم من تقليدهم وتقليد غيرهم ، وقد تعسفوا ، فحملوا كلام أئمتهم هؤلاء على أنهم أرادوا المجتهدين من الناس ، لا المقلدين فيالله العجب . اهـــــ
وقال أبو حنيفة: "لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " اهـــــ
تأمل قوله لا يحل لأحد ولم يقل لا يحل لمجتهد
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه، وذلك هو الواجب عليهم. اهـــــ
تأمل قوله (نهوا الناس) ولم يقل (نهوا تلاميذهم أو نهوا من بلغ رتبة الإجتهاد)
ثم قال شيخ الإسلام:
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال؛ "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" ،
ولازم ذلك أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا، فيكون التفقه في الدين فرضا.
والتفقه في الدين؛ هو معرفة الأحكام الشرعية بأدلتها السمعية، فمن لم يعرف ذلك لم يكن متفقها في الدين
(مجموع الفتاوى ج 20 / 211 ـ 212)
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
[ هل كلف الناس كلهم الاجتهاد ؟ ]
الوجه الثاني والستون : قولكم : " لو كلف الناس كلهم الاجتهاد وأن يكونوا علماء ضاعت مصالح العباد وتعطلت الصنائع والمتاجر وهذا مما لا سبيل إليه شرعا وقدرا "
فجوابه من وجوه:
أحدها : أن من رحمة الله سبحانه بنا ورأفته أنه لم يكلفنا بالتقليد ، فلو كلفنا به لضاعت أمورنا ، وفسدت مصالحنا ، لأنا لم نكن ندري من نقلد من المفتين والفقهاء ، وهم عدد فوق المئتين ، ولا يدري عددهم في الحقيقة إلا الله ، فإن المسلمين قد ملئوا الأرض شرقا وغربا وجنوبا وشمالا ، وانتشر الإسلام بحمد الله وفضله وبلغ ما بلغ الليل ، فلو كلفنا بالتقليد لوقعنا في أعظم العنت والفساد ، ولكلفنا بتحليل الشيء وتحريمه وإيجاب الشيءوإسقاطه معا إن كلفنا بتقليد كل عالم ، وإن كلفنا بتقليد الأعلم فالأعلم فمعرفة ما دل عليه القرآن والسنن من الأحكام أسهل بكثير من معرفة الأعلم الذي اجتمعت فيه شروط التقليد ، ومعرفة ذلك مشقة على العالم الراسخ فضلا عن المقلد الذي هو كالأعمى .
وإن كلفنا بتقليد البعض وكان جعل ذلك إلى تشهينا واختيارنا صار دين الله تبعا لإرادتنا واختيارنا وشهواتنا ، وهو عين المحال ; فلا بد أن يكون ذلك راجعا إلى من أمر الله باتباع قوله وتلقي الدين من بين شفتيه ، وذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رسول الله وأمينه على وحيه وحجته على خلقه ، ولم يجعل الله هذا المنصب لسواه بعده أبدا .
الثاني : أن بالنظر والاستدلال صلاح الأمور لا ضياعها ، وبإهماله وتقليد من يخطئ ويصيب إضاعتها وفسادها كما الواقع شاهد به .
والثالث : أن كل واحد منا مأمور بأن يصدق الرسول فيما أخبر به ، ويطيعه فيما أمر ، وذلك لا يكون إلا بعد معرفة أمره وخبره .
ولم يوجب الله سبحانه من ذلك على الأمة إلا ما فيه حفظ دينها ودنياها وصلاحها في معاشها ومعادها ، وبإهمال ذلك تضيع مصالحها وتفسد أمورها ، فما خراب العالم إلا بالجهل ، ولا عمارته إلا بالعلم ، وإذا ظهر العلم في بلد أو محلة قل الشر في أهلها ، وإذا خفى العلم هناك ظهر الشر والفساد . ومن لم يعرف هذا فهو ممن لم يجعل الله له نورا .
قال الإمام أحمد : ولولا العلم كان الناس كالبهائم ، وقال : الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب ; لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثا ، والعلم يحتاج إليه كل وقت .
الرابع : أن الواجب على كل عبد أن يعرف ما يخصه من الأحكام ، ولا يجب عليه أن يعرف ما لا تدعوه الحاجة إلى معرفته ، وليس في ذلك إضاعة لمصالح الخلق ولا تعطيل لمعاشهم ; فقد كان الصحابة رضي الله عنهم قائمين بمصالحهم ومعاشهم وعمارة حروثهم والقيام على مواشيهم والضرب في الأرض لمتاجرهم والصفق بالأسواق ، وهم أهدى العلماء الذي لا يشق في العلم غبارهم . انتهى
(إعلام الموقعين عن رب العالمين - ج2 ص 181 , 182)
قال ابن حزم:
فإن قالوا: لا نقدر على الاجتهاد.
كذبوا، وما يعجز أحد عن أن يسأل عن حكم الله، وحكم رسوله صلى الله
عليه وسلم، والبحث عن السند، والناسخ، والمنسوخ، فإن عجز عن ذلك: لزمه الانقياد لما بلغه من القرآن، وعن النبي صلى الله عليه وسلم
اهــــــــ
هل فهمت الان أن ما قلته هو نفس فهم العلماء الذين نقلت عنهم؟؟؟؟؟؟
وهل علمت أن كل من ادعى أن كلامهم خاص بمن نال رتبة الاجتهاد ما هو إلا افتراء عليهم وتزوير لكلامهم؟
ولعلك تسأل من يحرم على عوام الناس النظر في النصوص وطلب الأدلة وفهمها والترجيح بين الأقوال عند التعارض حتى يبلغ الشخص رتبة الاجتهاد لعلك تسأله ما هو حد رتبة الاجتهاد بالضبط بالدليل من الكتاب أو السنة أو أقوال الصحابة فطالما أنه ادعى إجماع الصحابة على ذلك فلابد أن عنده أقوال كثيرة عنهم في ذلك
فليأتينا بقول صحابي واحد بسند صحيح فيه شروط بلوغ رتبة الاجتهاد وهيهات أن يفعل
عبد الله عمر المصري
2014-04-06, 12:00 AM
قال القرافي
قال الشوكاني
وقال أبو حنيفة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
قال الإمام أحمد :
قال ابن حزم:
هل فهمت الان أن ما قلته هو نفس فهم العلماء الذين نقلت عنهم؟؟؟؟؟؟
ردي عليك هو نفس ردك على كلامي
يا أخ عماد لم أطلب منك نقل أراء الرجال فكل ما نقلت ليس له وزن إلا بمقدار ما يحمله من دليل
لم يكن هناك داع لكل هذا النقل عنه وتكبير الخط وتحميره وتزريقه وإعادة الكلمات بشكل أشبه بالهستيري
لم أرَك تفعل إلا ما أنكرت عليّ فعله من نقل آراء الرجال وتحمير الخط
وهل علمت أن كل من ادعى أن كلامهم خاص بمن نال رتبة الاجتهاد ما هو إلا افتراء عليهم وتزوير لكلامهم؟
ألا يعد هذا لمز للعلماء ؟؟
لعلك تقصد لصق تهمة الإفتراء والتزوير بالآتي ذكرهم
قال الدكتور محمد سليمان الأشقر في كتابه (الواضح في أصول الفقه) صفحة 282 :
" وما نُقِلَ عن الأئمة الأربعة، وكثير غيرهم من علماء الأمة، مِن مثل قولهم: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي، وخذ من حيث أخذوا) مَحمَلُه أنهم قالوا ذلك لتلاميذهم المؤهَّلين، يحثونهم بذلك على عملٍ هم عليه قادرون، وليس قولهم ذلك موجّهاً إلى العوام الذين هم عنه عاجزون. ولكن يستفاد من فحواه إرشاد العوام إلى سلوك طريق التفهم للكتاب والسنة شيئاً فشيئاً، وإن كانوا لا يستقلون بإدراك شئ من الأحكام الاجتهادية في حال عجزهم. والله أعلم . " انتهى
وكذلك أيضاً
يقول الدكتور سعد في ذات الكتاب السابق شرح كتاب قواعد الأصول، ما نصه: " قَسَّم المؤلف الناس بالنسبة للاجتهاد إلى ثلاثة أصناف " ثم قال: " الصنف الثاني: العامي فهذا يجب عليه التقليد ولا يجوز له الاجتهاد لعدم توفر شروط الاجتهاد فيه ولقوله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) " انتهى كلامه
وكذلك
يقول محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر) صفحة 491: " ولم يخالف في جواز التقليد للعاميّ إلا بعض القَدَريَّة والأصل في التقليد قوله تعالى: " وليُنذِروا قومَهُم إذا رَجعوآ إليهم " وقوله: " فسئَلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وإجماع الصحابة عليه. " انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله
وكذلك أيضاً
يقول ابن قدامة في كتابه روضة الناظر تحت عنوان (فصل في التقليد): " وأما التقليد في الفروع فهو جائز إجماعاً، فكانت الحجة فيه الإجماع، ولأن المجتهد في الفروع إما مصيب وإما مخطئ مثاب غير مأثوم بخلاف ما ذكرناه، فلهذا جاز التقليد بل وَجَبَ على العاميّ ذلك، وذهب بعض القدرية إلى أن العامة يلزمهم النظر في الدليل في الفروع أيضاً وهو باطل بإجماع الصحابة "
وكذلك
قال ابن النجار الفتوحي الحنبلي في متن مختصر التحرير باب التقليد والإفتاء وهو يتكلم عن التقليد: " ويَحرُم في: معرفة الله تعالى والتوحيد والرسالة، وفي أركان الإسلام الخمس ونحوها مما تواتر واشتهر. ويلزم غيرَ مجتهدٍ في غير ذلك. " انتهى كلامه
وقال بعد ذلك في فصل شروط المفتي: " لا يفتي إلا مجتهد "
وكذلك
يقول الدكتور عبد الكريم الخضير على دعوى نبذ التقليد:
" يعني جاءت هذه الدعوة، وهي دعوة حق، لا نقول: هي باطلة، لكن ليست لكل الناس، للمتأهل على العين والرأس، فجاءت هذه الدعوة وصادفت محل "
أظن الكلام واضح، والمقصود منه بيِّن، فنحن ندعو إلى الأخذ بالكتاب والسنة؛ لأنهما هما الأصل، ونقدر ما قاله ابن حزم، وما قاله الشوكاني، وما يرمى به من دعاوى للاعتصام بالكتاب والسنة وهذا الأصل؛ لأن الكتاب والسنة أصل الأصول، لكن يبقى أن هذا يخاطب به المتأهل، وأما بالنسبة للمبتدئ فعلى الطريقة والجادة التي شرحنا وهي جادة مسلوكة عند أهل العلم
فأشكرك على كريم خلقك مع العلماء الذين اتهمتهم بتزوير كلام الأئمة الأربعة
وأشكرك على إنصافك معي إذ تحتج لكلامك بنفس الطريقة التي نبذتني باستعمالها وهي ذكر أقوال " الرجال " وتلوين الشاهد من كلامهم .
وعليك أن تعلم أن أي طالب اجتاز اختبارات الفرقة الأولى في أي كلية شرعية سيقول لك:
تعلم الفقه - الذي ورد في كلام ابن تيمية - يُحمَل على الكفاية، فهو فرض كفاية وليس فرض عين . لكن واضح أنك لم تتعلم حتى هذه الجزئية بدليل أنك رأيت أن كلام ابن تيمية يؤيد فهمك
لا أفهم ما هي نوعية الأدلة التي تعجب مزاج حضرتك إن كنت تضرب بعرض الحائط كل كلام العلماء الذي آتيك به بحجة أنه " قول الرجال " في الوقت الذي تبيح لنفسك فيه أن تأتي بقول رجال آخرون في نفس مرتبتهم وتراه حجة قوية لك .
إذا غاب الإنصاف وظهر الكيل بمكيالين فكيف سنصل لحل ؟؟
ولا تظهر في مظهر المظلوم الضحية وتقول لي: " أشكرك على حسن خلقك معي " لأني لم أُسِئ إليك لما أقول أنك تكل بمكيالين وتسيء للعلماء وهذا أوضحته في بداية مشاركتي هذه
لأن مَن نقلت لك أنهم يحملون كلام الأئمة الأربعة على ذوي الأهلية في الاجتهاد هم علماء كبار وليسوا طلاب علم صغار حتى تتهمهم بالافتراء والتزوير
ألا ترى نفسك لمزت العلماء ؟؟ أم أن اللمز لا يؤثر فيك إلا لو كان موجه لك أما لو كان صادر عنك فمباحٌ مباحٌ مباح ؟؟؟
وهل علمت أن كل من ادعى أن كلامهم خاص بمن نال رتبة الاجتهاد ما هو إلا افتراء عليهم وتزوير لكلامهم؟
الرد هو
قال تعالى "ويل لكل همزة لمزة"
وأنا أدعوك يا أخ عماد لترك هذا اللمز وأعاذنا الله من الكبر وأنا أرحب بالنقاش طالما كان بالتزام الأدب
عماد السكندري
2014-04-06, 03:12 AM
ليس كيل بمكيالين لكني ألزمك بما تريد أن تلتزم به
أنا في الأول استشهدت بالكتاب والسنة
فاعترضت أنت والبعض وقلت كلاما معناه أني لم أفهم نصوص الكتاب والسنة وأنه يلزمني أن اخذ بأقوال العلماء وقلت لي بالحرف في المشاركة رقم 37:
(أني لم أرى ولم أسمع أي عالم يقول كلامك)
فنقلت لك كلام العلماء الذين قالوا بكلامي
فمرة أخرى ادعيت أني لم أفهم كلام هؤلاء العلماء و زعمت أنهم قصدوا المجتهدين لا العوام تقليدا للشيخ الفوزان
فلذا نقلت لك من كلام هؤلاء العلماء أنفسهم أصحاب الشأن ما يبطل هذا الزعم فالشوكاني مثلا نقل هذا الزعم بالحرف ثم رد عليه وأبطله
وكذلك فعل ابن القيم بعد ما ذكر قول من ينكر الإجتهاد على العوام وأسبابه أخذ يرد عليهم ويبطل حججهم واحدة بعد الأخرى
ونقلت لك كلام ابن حزم الذي رد على من أنكر الاجتهاد على الناس جميعا
فأثبتت لك أن فهمي لكلام العلماء كان صحيحا وأن تأويل كلامهم أنهم قصدوا المجتهدين لا العوام قد ردوا عليه وأبطلوه بأنفسهم
أما قولك
(أي طالب اجتاز اختبارات الفرقة الأولى في أي كلية شرعية سيقول لك:
تعلم الفقه - الذي ورد في كلام ابن تيمية - يُحمَل على الكفاية، فهو فرض كفاية وليس فرض عين)
فأقول: هذا الطالب أجهل من الدابة هو ومن علمه الفقه والمكان الذي يدرس فيه يجب التحذير منه
فقول ابن تيمية ( أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا) يمنع منعا باتا أن يكون المقصود فرض الكفاية لأن الخير مطلوب لكل أحد
فكل مقلد لم يفقهه الله في الدين , هذا أولا
وثانيا لو كان هذا قصد ابن تيمية فلم يكن يعجز أن يوضحه وهو أفصح من هذا الطالب الجاهل
وهو رحمه الله الذي عرف عنه التفصيل الدقيق في كلامه وحسن البيان والفصاحة فما عجز عن أن يقول أن هذا فرض كفاية أو هذا فرض على المجتهدين حتى يأت من لا زال يحبو في العلم ويدعي أن ابن تيمية لم يبين مراده
وأخيرا لن أجبرك على قبول الأدلة مهما بدت واضحة بل أقول لك "وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"
عبد الله عمر المصري
2014-04-06, 03:48 PM
ليس كيل بمكيالين لكني ألزمك بما تريد أن تلتزم به
أنا في الأول استشهدت بالكتاب والسنة
فاعترضت أنت والبعض وقلت كلاما معناه أني لم أفهم نصوص الكتاب والسنة وأنه يلزمني أن اخذ بأقوال العلماء وقلت لي بالحرف في المشاركة رقم 37:
(أني لم أرى ولم أسمع أي عالم يقول كلامك)
ظاهر كلامك يوحي أني - ومن أيّدني من الإخوة - لا نكتفي بقال الله وقال الرسول، وهذا في ذاته فرية لا نقبلها، وظاهر كلامك أننا لم نستشهد عليك بآيات وأحاديث، والواقع أن ذلك حدث لكنك تقوم بتفسيرك الخاص للآية والحديث وتقتنع به كما يحلو لك
فقلت لك أن الله عز وجل قال: " فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
دليل واضح على أن هناك سائل ومسئول، عالم وجاهل، تابع ومتبوع، ولم أعلم من أين أتيت بتفسيرك الذي قلت به في هذه الآية
تفسير القرطبي
مسألة: لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المراد بقول الله عز وجل:
{ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ }
[النحل: 43] وأجمعوا على أن الأعمى لا بدّ له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه؛ فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بد له من تقليد عالمه، وكذلك لم يختلف العلماء أن العامة لا يجوز لها الفتيا؛ لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم.
http://www.altafsir.com/Tafasir.asp?tMadhNo=1&tTafsirNo=5&tSoraNo=21&tAyahNo=7&tDisplay=yes&UserProfile=0&LanguageId=1
تفسير أبو بكر الجزائري في كتابه " أيسر التفاسير " قال في تفسير الآية:
تعين سؤال أهل العلم في كل ما لا يعلم إلا من طريقهم، من أمور الدين والآخرة.
والحديث الشريف:
سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول : إن اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزِعُهُ من العبادِ، ولكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا، اتخذَ الناسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلوا، فأفْتَوا بغيرِ علمٍ، فضلوا وأضلوا .
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 100
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقلت أن هذا الحديث يدل على أن هناك صنفين من الناس:
متبوعين : عالم أو جاهل
تابعين: وهم عوام الناس
فإذا غاب العالم لم يجد العوام أحد يتبعوه ، فيتبعوا الجاهل
فليس كل الناس " علماء " وليس التفرقة بين العالم وطالب العلم المبتدئ وكذا العاميّ من ابتداع المعاصرين كما زعمت بل هي واردة في الحديث وواضحة جداً لكل مَن يقرأ الحديث
فنقلت لك كلام العلماء الذين قالوا بكلامي
وأنا نقلت لك كلام العلماء الذين يرفضوا كلامك فبدلاً من أن تخلص مثلاً للموضوع بأن المسألة فيها قولين إذا بك تتجرأ وتتهم العلماء الذين نقلت عنهم - ومنهم الخضير والشنقيطي وابن عبد البر وابن قدامة وابن النجار الفتوحي ولا أظنك تعلم قيمة هؤلاء الثلاثة الآخرين فأولهم مالكي والتاليين له حنبليان ولا يجهل طالب علم قيمة الثلاثة - بالتزوير والكذب والجهل . وما أحسنها من كلمات تخرج من فم مَن يقدر العلماء
والأدهى أنك ضربت بأقوالهم عرض الحائط ولم تُعَلّق عليها أي تعليق وتظل تأيني بأقوال علماء آخرين، لا لتؤكد أن المسألة فيها خلاف، بل لتؤكد أن أقوال مَن أتيت بهم تدل على جهلهم وافترائهم !!!!!!!!!!!!!
فمرة أخرى ادعيت أني لم أفهم كلام هؤلاء العلماء و زعمت أنهم قصدوا المجتهدين لا العوام تقليدا للشيخ الفوزان
ابن عبد البر وابن النجار وابن قدامة ماتوا قبل مولد الفوزان بمئات السنين وثلاثتهم عمالقة في الفقه والجاهل فقط هو الذي يتهمهم بالتقليد الذي اتفقنا على أنه العمل بقول قائل بدون معرفة دليل قوله
أما قولك
(أي طالب اجتاز اختبارات الفرقة الأولى في أي كلية شرعية سيقول لك:
تعلم الفقه - الذي ورد في كلام ابن تيمية - يُحمَل على الكفاية، فهو فرض كفاية وليس فرض عين)
فأقول: هذا الطالب أجهل من الدابة هو ومن علمه الفقه والمكان الذي يدرس فيه يجب التحذير منه
فقول ابن تيمية ( أن من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا) يمنع منعا باتا أن يكون المقصود فرض الكفاية لأن الخير مطلوب لكل أحد
فكل مقلد لم يفقهه الله في الدين , هذا أولا
ليس بعجب أن تتجرأ على ذلك فمثلك يختار من أقوال العلماء ما يوافق معتقده بدليل تجاهلك بل وسبَّك للعلماء الذين أتيتك بأقوالهم
وأنا قلت " أي طالب في أي كلية شرعية " وحضرتك لست كذلك فيا ليتك تضع لسانك الكريم في فمك فكليتك التي تخرجت منها من الكليات التي لا يُدرس فيها أي علم من العلوم الشرعية كشأن الطب والهندسة والآداب والإعلام والصيدلة
ولو أنك درست في أي كلية لعرفت شئ اسمه " مبادئ كل فن عشرة " ومن ضمن هذه المبادئ معرفة حكم تعلم هذا العلم
ومما ينبغي أن يُعلم أن حكم تعلم الفقه ومعرفة أحكام الحلال والحرام يختلف باختلاف الأحوال؛ فقد يكون أحيانًا فرض عينٍ، وأحيانًا فرض كفاية، وأحيانًا نافلة ومستحبًا.
1- فيكون تعلُّمُ الفقه فرضَ عينٍ فيما أوجبه الله تعالى على كل مسلم مُكَلَّف؛ وذلك لأن العلمَ طريقُ العمل، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والمسلمُ لن يستطيع أداء ما أوجبه الله تعالى عليه إلا إذا عَلِمَه وعَلِمَ صفة أدائه الموافقة لمراد الله تعالى. وذلك مثل: أحكام الطهارة والصلاة والصوم وغيرها مما يجب على كل مسلم بعينه، ويدخل في ذلك تعلُّم ما يتعلق ببعض الناس دون بعض في العبادات والمعاملات؛ كأحكام الزكاة للأغنياء، والحج لمن استطاع، وأحكام البيع لمن يشتغل به، وأحكام الزواج لمن أراد التزوج، وأحكام الطلاق لمن أراد أن يطلِّق، وأحكام العِدَّة لمن فارقها زوجُها، ويدخل فيما تعلمه فرض عين: العلم بما يَحِلُّ وما يَحْرُمُ من المأكولات والمشروبات والملبوسات، فتعلَّمُ أحكام كل ذلك فرض عين ليتمَّ العملُ بموجبه.
2- ويكون تعلُّم الفقه فرض كفاية فيما زاد على ما سبق من العلم، بحيث يجب أن يوجد في الأُمَّة من يتخصص في علم الفقه، لتعلُّمه وتعليمه، وتحصيل ما لا بد منه لإقامة الدين؛ وذلك عملاً بقول الله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} [التوبة:122].
3- ويكون تعلُّم الفقه نافلة ومستحبًا على مَن أراد التبحُّر في دقائق علم الفقه فيما فوق القدْر الذي يحصل به فرض الكفاية.
انظر الرابط التالي :
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عمادة البحث العلمي
http://ejtaal.net/islam/madeenah-arabic/processed_fi3_all.htm
وورد في الرابط:
أولاً: تعريف الفقه:
هو في اللغة: الفَهْم ؛ يُقال فَقِهَ: يَفْقَهُ بمعنى فَهِمَ يَفْهَمُ والفقه في الاصطلاح: العِلْمُ بالأحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ المأْخُوذة من أدلة الكتاب والسنة.
ثانيا: موضوعه:
يبحث الفقه في الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات كالصلاة والصوم، والمعاملات كالبيع والربا، والعلاقات الاجتماعية كالزواج والطلاق إلى غير ذلك من الأحكام.
ثالثا: فائدته:
معرفة الفقه تُعين المسلم على معرفة أحكام عباداته للّه تعالى، ومعاملاته وعلاقاته بمن حوله من الناس، وليكون على بصيرة من أمر دينه، ودنياه فيسعد في الدنيا والآخرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم : [من يُرِد الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين...، -متفق عليه].
رابعا: حكم تَعَلُّمِ الفقهِ وتَعْلِيمه:
هو فَرْضُ كفاية على المسلمين، بمعنى أنه يجب على المسلمين أن يكون من بينهم الفقهاء في كل عصر وفي كل مكان ليبيِّنُوا لهم حكم الشرع في ما يقع بينهم من مسائل في العبادات والمعاملات وغيرها. فإن عمَّ الجهل و انعدم الفقهاء فالمسلمون حينئذ يكونون آثمين جميعاً. قال الله تعالى: {ومَا كَان المؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم طَائفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدين ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُم إذا رَجَعُوا إلَيْهِم لَعَلَّهُم يَحْذَرُون } (122 التوبة).
ويجب على المكلَّف أن يتعلم من العلوم الدينية ما يكفيه في عباداته ومُعاملاته.
انتهى
فهل أنت متفق مع هذا الكلام أم ترى علماء الجامعة الإسلامية جهلاء ؟؟
ويا ليتك ترسل فتوى لدار الإفتاء الأردنية أو دار الإفتاء المصرية تسألهم عن حكم تعلم الفقه وأصوله بالنسبة لعوام الناس وطلاب العلم والعلماء
واخترت هذين الدارين لأن كلاهما فقط الهيئات الرسمية التي لها موقع رسمي على الإنترنت ، كما أن الأولى تعطيك رابط على بريدك الإلكتروني فيه نص السؤال والإجابة عليه، فيمكن تنقل لنا هذا الرابط
والثانية - المصرية - تعطيك رقم للاستعلام عن الفتوى، بحيث تقوم بكتابته في الجزء المخصص لذلك في الموقع فتظهر لك ما إذا كانت الدار قامت بالرد على سؤالك أم لازال لم يتم الرد عليه، والرد يصل خلال 24 ساعة أو 48 ساعة على أكثر تقدير
وأقترح عليك أن تقوم بجمع أقوال العلماء التي تستشهد علينا بها أن العامي من حقه الإفتاء ويقدر على الإجتهاد وهو جاهل بأصول الفقه وأصول التفسير ، أقترح عليك وأنت تراسل دار الإفتاء المصرية أو الأردنية جمع هذه الأقوال حتى تنظر لقول هؤلاء العلماء في دار الإفتاء فيها .
وافهم كلامي كما تريد :
إذا لم تفعل أي من هذين الخيارين - نظراً لعدم وجود أي دار إفتاء عربية أخرى لها موقع تفاعلي مع زوّاره للرد على الأسئلة - فسأعلم أنك كالذي يفتح القرآن ليبحث فيه عن الآيات التي تؤيد معتقده كالمعتزلة والجهمية لما تمسّكوا بقول الله " ليس كمثله شئ " لنفي الصفات والشيعة لما تمسكوا بقول الله " يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت " وحملوا الآية على الإرادة الكونية لتأييد قولهم بعصمة الأئمة
لأن البحث عن الحق يقتضي جمع أقوال كل العلماء المعتبرين القدامى والمحدثين في المسألة لاستخراج المعلومة المفيدة
لا أن تقتصر على خمسة أو ستة أقوال وتضرب بعرض الحائط كل الأقوال التي نقلتها لك تسفيهاً منك لقائليها ولمزك لهم بالافتراء والكذب والجهل
عماد السكندري
2014-04-07, 02:13 AM
يا عبد الله واضح أنك كل مرة تحاول جاهدا إظهار أنك من طلاب العلم ولكن كل مرة يظهر العكس تماما
والمضحك أنك تنقل لي تعريف علم الفقه
أضحك الله سنك
يبدو أنك صغير يا بني ولا تعرف أن غالبا قبل أن تولد كنت منتهي من دراسة الورقات وشرحها والموافقات بشرحه وإرشاد الفحول و نيل الأوطار وعمدة الأحكام
عموما يبدو أن غرضك أصلا من الحوار أن تبين للناس أنك قرأت شيئا في أصول الفقه وقد تحقق مرادك وعرف الناس
الان توكل على الله وتصحبك السلامة
عبد الله عمر المصري
2014-04-07, 02:21 AM
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
فصل في التمذهب
وأما من كان عاجزا عن معرفة حكم الله ورسوله وقد اتبع فيها من هو من أهل العلم والدين ولم يتبين له أن قول غيره أرجح من قوله فهو محمود يثاب لا يذم على ذلك ولا يعاقب وإن كان قادرا على الاستدلال ومعرفة ما هو الراجح، وتوقى بعض المسائل فعدل عن ذلك إلى التقليد فهو قد اختلف في مذهب أحمد المنصوص عنه. والذي عليه أصحابه أن هذا آثم أيضا وهو مذهب الشافعي وأصحابه وحكي عن محمد بن الحسن وغيره أنه يجوز له التقليد مطلقا وقيل: يجوز تقليد الأعلم. وحكى بعضهم هذا عن أحمد كما ذكره أبو إسحاق في اللمع وهو غلط على أحمد، فإن أحمد إنما يقول: هذا في أصحابه فقط على اختلاف عنه في ذلك وأما مثل مالك والشافعي وسفيان، ومثل إسحاق بن راهويه وأبي عبيد فقد نص في غير موضع على أنه لا يجوز للعالم القادر على الاستدلال أن يقلدهم وقال: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكا ولا الشافعي ولا الثوري. وكان يحب الشافعي ويثني عليه ويحب إسحاق ويثني عليه ويثني على مالك والثوري وغيرهما من الأئمة ويأمر العامي أن يستفتي إسحاق وأبا عبيد وأبا ثور وأبا مصعب؛ وينهى العلماء من أصحابه كأبي داود وعثمان بن سعيد وإبراهيم الحربي، وأبي بكر الأثرم وأبي زرعة، وأبي حاتم السجستاني ومسلم وغيرهم: أن يقلدوا أحدا من العلماء. ويقول: عليكم بالأصل بالكتاب والسنة .
فصل في الإيجاب والتحريم
وكذلك العامي إذا أمكنه الاجتهاد في بعض المسائل جاز له الاجتهاد فإن الاجتهاد منصب يقبل التجزي والانقسام فالعبرة بالقدرة والعجز وقد يكون الرجل قادرا في بعض عاجزا في بعض لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب فأما مسألة واحدة من فن فيبعد الاجتهاد فيها والله سبحانه أعلم.
أرجو أن تنتهي من هذا الجدل العقيم فها هو ابن تيمية الذي استشهدت به يُصَرّح أن كلام ابن حنبل في النهي عن التقليد
مُوَجَّه إلى (العلماء من أصحابه) وكذلك يقول ابن تيمية عن مذهب أحمد بن حنبل في شأن تقليد الأئمة كمالك والشافعي (لا يجوز للعالم القادر على الاستدلال أن يقلدهم)
هل قرأت كلمة (للعالم القادر على الاستدلال) أم أضطر لتكرارها ؟؟
وهل قرأت كلمة (لكن القدرة على الاجتهاد لا تكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب) ؟؟
هل لازلت تقر أن كل أحد يستطيع الاجتهاد بدون تحصيل (علوم تفيد معرفة المطلوب) لا يفقه العوام أسمائها فضلاً عن مضمونها ؟؟
هل لازلت تكرر كلامك الذي لا يدرسه أي طالب علم شرعي على مر الحصول وهو " هل شروط الاجتهاد كان يعرفها الصحابة ؟ "
فشأنك كمن يُنكر السنة ويقول " هل الصحابة كانت تعرف شئ اسمه حديث موضوع وحديث منقطع وحديث موقوف " ليُبطِل بذلك كلام أهل العلم بالحديث ومصطلحه
لعلك ستقول عن نقلي عن ابن تيمية " أقوال الرجال " فمذهبك هو أن أقوال الرجال لو وافقت كلامك تستدل بها ولو خالفته تضرب بها عرض الحائط كما سبق أن أهملت نقلي عن ابن عبد البر وابن قدامة والشنقيطي والأشقر وابن النجار الفتوحي وكل منهم بمفرده قامة شامخة وأنت بكل سهولة اتهمتهم بالافتراء على الأئمة الأربعة
عماد السكندري
2014-04-07, 04:13 AM
مسكين يا فتى تعوم في بحر أمواجه أكبر منك
أولا: أنا لم أذكر قول الإمام أحمد أصلا في مشاركتي السابقة بالتحديد لعلمي بالاختلاف حولها , وجاءت بصيغة المخاطبة فيسهل تأويلها أنه كان يخاطب تلاميذه فقط
وابن تيمية نقل روايات مختلفة عن الامام أحمد , قيل كذا وروي عنه كذا
ولذا أنا تركت هذا واختصرت الطريق لأوفر على نفسي عناء الجدال وأتيتك بأقوال من ذكروا هذا القول (وجوب التقليد على العامي وتحريمه على المجتهد) وردوا عليه وأبطلوه
وهؤلاء مثل الشوكاني و ابن القيم وابن حزم
و نقلت قول ابن تيمية "وهؤلاء الأئمة الأربعة رضي الله عنهم قد نهوا الناس عن تقليدهم في كل ما يقولونه، وذلك هو الواجب عليهم." ولا يمكن لغة ولا عقلا أن تكون كلمة "الناس" المقصود بها "تلامذة الأئمة"
والفارق بين عبارته التي نقلتها أنا وعبارته التي نقلتها أنت هو أن
العبارة التي نقلتها أنا هي في النهي عن التقليد العام لإمام من الأئمة , وهو الذي يناقض قول الشاطبي ويناقض مقولة (مذهب العامي مذهب مفتيه)
أما عبارته التي نقلتها أنت فهي جواز التقليد الجزئي في مسألة من المسائل الاجتهادية فقط عند عدم ورود النص المباشر فيها وعجز الشخص عن الاستدلال , وهذا القول يتوافق تماما مع مقولته (التقليد مثل أكل الميتة لا يجوز إلا عند الاضطرار)
وهذا أنا لم أخالف فيه لكن أقول هذه حالات نادرة الحدوث فغالبية أمور الشرع التي تهم عموم المسلمين وردت فيها نصوص وآثار سيعرفها بسهولة من يسأل أو يبحث عنها
وغالبية المسلمين عندهم فطرة وعقل ومعرفة باللغة العربية وعندهم بعد ذلك مصادر العلم متوفرة في الكتب المطبوعة والاليكترونية والمحاضرات المسموعة والمرئية وتوافر المساجد ومن فيها من أئمة وأهل العلم والاسطوانات والانترنت والتي تمكن الشخص الحريص على دينه من الاجتهاد في مسألة , أما لو فقد شخص كل هذا أو عجز عن التوصل لمصادر العلم كبعدها أو كعجز بدني من مرض أو عمى أو غيره فهذا يجوز له التقليد في المسائل التي يعجز عن الاجتهاد فيها
وهذا المعنى ينسجم مع قول ابن تيمية (الحجة على العباد إنما تقوم بشيئين: بشرط التمكن من العلم بما أنزل الله، والقدرة على العمل به)
فالشرط هنا ليس شرط (العلم) لكنه شرط ( التمكن من العلم)
ففارق بين أن تقمش وتبحث في جوجل عن جملة للعالم تجتزئها من سياقها لتنتصر لغرضك , وبين أن تعرف أقوال هذا العالم المختلفة وتجمعها لمعرفة مذهب الإمام بالضبط في المسألة
ثانيا: قسما بالله حتى لو ابن تيمية يرى وجوب التقليد المطلق على العوام لما تبعته في هذا فرسول هذه الأمة ليس ابن تيمية بل هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , و محمد صلى الله عليه وسلم روي لنا قوله "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وبالمناسبة هذا الحديث ذكره الكتاني في الأحاديث المتواترة
وروي لنا قوله "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"
وروي لنا قوله "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"
وقبل ذلك جاءنا قوله تعالى "لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل"
وقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر"
وقوله تعالى "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء"
وقوله تعالى "كتاب أنزل إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
وقوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"
وقوله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وقوله تعالى "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"
وقوله تعالى "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل"
ومن الآن فصاعدا لن أقبل إلا أدلة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة (أقوال فقط لا أفعال لأن أفعالهم تترجم بشكل خطأ)
في الآيات أقبل نقل المفسرين المشهورين (ابن كثير , القرطبي , الطبري , البغوي , ابن عاشور) في أمرين فقط وهما: تفسير المفردات اللغوية , بيان سبب النزول.
وفي الأحاديث وأقوال الصحابة أقبل نقل تصحيح وتضعبف وتخريج المحدثين المشهورين
وأنا نقلت أقوال كثير من العلماء فقط للاستئناس بأقوالهم لا للاستشهاد بها ولأبين أنه لا إجماع في المسألة وأن هذا القول له سلف كثر ولنقل ردود هؤلاء العلماء على بعض الحجج التي يتحجج بها أنصار التقليد كقولهم "كيف يطلب من الناس جميعا الاجتهاد" وقولهم "العامي عاجز عن معرفة الأدلة" وفي هذا كفاية
فمن الان فصاعدا أي نقل لآراء العلماء في هذا الموضوع لن أرد عليه ويعتبر صاحبه نفسه في قائمة التجاهل
و الله ولي التوفيق
عبد الله عمر المصري
2014-04-07, 06:17 AM
النقل التالي لكل منصف يدخل الموضوع وليس لمن تجاهل كل ما لم يعجبه بما فيها كلام ابن قدامة وابن عبد البر وابن النجار الفتوحي دون أن يوضح سبب واحد لتجاهل أقوالهم في : روضة الناظر للأول وجامع بيان العلم وفضله للثاني ومختصر التحرير للثالث
وأدعوا كل زائر وعضو في المنتدى المقارنة بين قول الأخ عماد سامحه الله على تجاهل كل قول لعالم لا يعجبه ويتمسك بكلام الشوكاني وكأنه قرآن وبين قول ابن تيمية ونقله لكلام العلماء.
الشاهد في المقارنة هو اللون الأزرق وأما اللون الأحمر فللتنبيه على أهمية الكلمة للتعليق عليها بعد المقارنة
وغالبية المسلمين عندهم فطرة وعقل ومعرفة باللغة العربية وعندهم بعد ذلك مصادر العلم متوفرة في الكتب المطبوعة والاليكترونية والمحاضرات المسموعة والمرئية وتوافر المساجد ومن فيها من أئمة وأهل العلم والاسطوانات والانترنت والتي تمكن الشخص الحريص على دينه من الاجتهاد في مسألة
انظر فصل الاجتهاد والتقليد في المستدرك على مجموع الفتاوى (2/277) ورد فيها ما نصه:
" ثم قال القاضي: فأما صفة المستفتي فهو: العامي الذي ليس معه ما ذكرنا من آلة الاجتهاد، وذكر قول عبد الله: سألت أبي عن رجل تكون عنده الكتب المصنفة فيها قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واختلاف الصحابة والتابعين، وليس للرجل تبصر بالحديث الضعيف والمتروك، ولا الإسناد القوي من الضعيف، فيجوز أن يعمل بما شاء ويتخير ما أحب منها فيفتي به ويعمل به؟ قال: لا يعمل به حتى يسأل ما يؤخذ به منها، فيكون يعمل على أمر صحيح، يسأل عن ذلك أهل العلم.
قال القاضي: وظاهر هذا أن فرضه التقليد والسؤال إذا لم يكن له معرفة بالكتاب والسنة
هامش:
المسودة لآل تيمية ص 513-518
ولنا أن نسأل : ما هي آلة الاجتهاد والمعرفة بالكتاب والسنة عند المهندس والنجار والطبيب والصيدلي والمُمَرِّض والإعلامي وطالب الثانوية ورجل القانون والقضاء والنيابة وعالم الآثار والفيزياء والفلك والرياضيات ؟؟
وهل لشخص لا يعرف الفرق بين لام الأمر ولام التعليل ولام التوكيد - وهو حال معظم العوام الذي اجتهدوا على طريقة الأخ عماد ورأوا أن آية سورة النور ليست دليل على فرضية الخمار لأن بعضهم يرى اللام في " وليضربن " توكيدية والآخرون يرونها تعليلية وطائفة ثالثة يرون أن الآية نزلت لأسباب معينة وانتهت بانتهاء العصر الذي نزلت فيه وذلك بعد رجوعهم لكتب التفسير - معرفة بالكتاب والسنة واللغة العربية ؟
انظر الرابط التالي :
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عمادة البحث العلمي
http://ejtaal.net/islam/madeenah-arabic/processed_fi3_all.htm
وورد في الرابط:
رابعا: حكم تَعَلُّمِ الفقهِ وتَعْلِيمه:
هو فَرْضُ كفاية على المسلمين، بمعنى أنه يجب على المسلمين أن يكون من بينهم الفقهاء في كل عصر وفي كل مكان ليبيِّنُوا لهم حكم الشرع في ما يقع بينهم من مسائل في العبادات والمعاملات وغيرها. فإن عمَّ الجهل و انعدم الفقهاء فالمسلمون حينئذ يكونون آثمين جميعاً. قال الله تعالى: {ومَا كَان المؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم طَائفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا في الدين ولِيُنْذِرُوا قَوْمَهُم إذا رَجَعُوا إلَيْهِم لَعَلَّهُم يَحْذَرُون } (122 التوبة).
ويجب على المكلَّف أن يتعلم من العلوم الدينية ما يكفيه في عباداته ومُعاملاته.
انتهى
فهل أنت متفق مع هذا الكلام أم ترى علماء الجامعة الإسلامية جهلاء ؟؟
فما كان منك إلا أن قلت
يا عبد الله واضح أنك كل مرة تحاول جاهدا إظهار أنك من طلاب العلم ولكن كل مرة يظهر العكس تماما
والمضحك أنك تنقل لي تعريف علم الفقه
أضحك الله سنك
يبدو أنك صغير يا بني ولا تعرف أن غالبا قبل أن تولد كنت منتهي من دراسة الورقات وشرحها والموافقات بشرحه وإرشاد الفحول و نيل الأوطار وعمدة الأحكام
عموما يبدو أن غرضك أصلا من الحوار أن تبين للناس أنك قرأت شيئا في أصول الفقه وقد تحقق مرادك وعرف الناس
نفس صيغة الاستهزاء والتقليل التي كان يستعملها الأخ " عز الدين " صاحب موضوع : هل شاء الله كوناً وقدراً أن يعصيه إبليس ؟
فهو أيضاً كل مرة كان يقول لي " يا بني " غير مبالٍ - بل أعتقده متعمد - أن قول هذه الكلمة في مقام الرعاية والمحبة شئ وفي مقام التقليل من شأن الطرف الآخر شئ آخر
وهو أيضاً كان يستدل بكلمة لابن القيم تؤيد رأيه أن الله ما أراد كوناً من إبليس المعصية بل أراد فقط أن يفتنه لأن إرادة الله كوناً لوقوع المعصية لا ينسجم مع عدل الله
وكان كثير الاستشهاد بالآية " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم "
والغريب أن طريقته نفس طريقة الأخ عماد من تجاهل نقولات الآخرين في الوقت الذي يريد أن يلزمهم بنقولاته، فهو يلزمنا بكلمة لابن القيم ورفض تماماً التعليق على كلام ابن أبي العز الحنفي في شرح عبارة الطحاوي " ولا يكون إلا ما يريد " ، وأنت يا أخ عماد تتمسك بكلام الشوكاني مع حديث وآية ولا تقوم باحترام كلام ابن قدامة وابن عبد البر وابن النجار الفتوحي وكأنهم قمامة أقل من أن ينالوا تعليقك
كلاكما نفس الطريقة
والغريب أنك كنت غير مؤيد له في كلامه - أعني عز الدين - ودخلت في موضوعه وشاركت بثلاثة آيات قرآنية لم يهتم هو بها ولا بالتعليق عليها نهائياً
نفس سياسة التجاهل
ولا أعلم لماذا في موضوعه متخذاً موقف معارض لكلامه وهو لم يفعل إلا ما تقوله أنت ؟؟
وغالبية المسلمين عندهم فطرة وعقل ومعرفة باللغة العربية وعندهم بعد ذلك مصادر العلم متوفرة في الكتب المطبوعة والاليكترونية والمحاضرات المسموعة والمرئية
أرجو مشاهدة كلام الشيخ أبو إسحاق الحويني الذي هو في نفس مرتبة الشيخ مصطفى العدوي أحد من تقول أنهم شيوخك
من التوقيت 58 إلى 1:28
https://www.youtube.com/watch?v=lXt25fuSVRA
والسلام عليكم
عماد السكندري
2014-04-07, 06:51 AM
المهندس والنجار والطبيب والصيدلي والمُمَرِّض والإعلامي وطالب الثانوية ورجل القانون والقضاء والنيابة وعالم الآثار والفيزياء والفلك والرياضيات بل وأقول العامل والفلاح والبقال والجزار وطالب المرحلة الاعدادية تجد كثير منهم متفقهون في السياسة ولم يدرسوا أصول السياسة ولا تخرجوا في كلية السياسة
ومتفقهون في الرياضة والفن والتجارة ولم يدرسوا بشكل نظامي في أي من هذه المجالات
ومتفقهون في قوانين المرور والعقارات والقوانين المدنية وكثير من قوانين دولتهم التي تخصهم ولم يتخرجوا في كلية الحقوق
فلماذا عندما يأت الأمر للدين سيفقد هؤلاء القدرة على فهم الأحكام والنصوص ولن يميزوا بين لام التعليل ولام الأمر!
كفاكم استخفاف بالناس وبما وهبهم الله من عقل وقلب ونصوص نزلت بلغة واضحة وبما يسره الله لهم من مصادر علم بدعوى أنهم عوام لابد أن يعيشوا كالبهائم طوال عمرهم ويتركوا دين الله وتعلمه لفئة قليلة من الناس يكونوا لهم بمثابة أنبياء بعد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
لم يكفي احتكار الثروات والمناصب واحتكار المؤسسات حتى يأت من يريد احتكار العلم والاجتهاد لفئة من الناس وتحريمه على باقي المسلمين
بهذا المنطق فإن كل عوام الفرق الضالة مهتدين وعلى خير لأنهم فعلوا المفروض عليهم وهو تقليد من وثقوا بعلمه واشتهر بينهم
فالشيعة الذين يسبون الصحابة وأم المؤمنين ويكفرون السنة ويقتلونهم ويتدينون بهذا على خير ولا إثم عليهم
وعوام الخوارج كذلك وعوام المرجئة والجهمية والمعتزلة كذلك
فلعل هؤلاء ستنفعهم فتوى الشتري والشنقيطي و ابن قدامة يوم القيامة عند الحساب
عبد الله عمر المصري
2014-04-07, 07:01 AM
مَن ذكرتهم ليسوا متفقهون بل متشدقون وليس مشكلتي أنك لا تعلم الفرق
فليس كل من تكلم في السياسة والقانون الطب والهندسة يكون فقيه فيهم
والناس عندما يتعلق الأمر بمصلحتها كمرض تريد أن تشفي منه الابن أو عقار يسكنون فيه أو مصلحة لهم يتنازع فيها آخر معهم لا يختارون المتشدقون بل يختارون أفضل طبيب وأفضل مهندس معماري وأفضل محامي لأنهم رغم أنهم متشدقون إلا أنهم وقت الضرورة التي تمس مصلحتهم لا يلجأون إلا للمتخصصين ضاربين بكل متشدق عرض الحائط
وأما ما ذكرتهم من الفرق فقد خالفوا في أمور واضحة معلومة من الدين بالضرورة وهي ما قال عنها الرسول " المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك "
والفقه الذي يقول العلماء الذين تحتقرهم بالتقليد فيه هو المسائل الدقيقة التفصيلة التي ليست واضحة في القرآن والسنة وهي التي تحتاج عالم باللغة وبالأصول وأقوال الفقهاء ومواطن الإجماع والناسخ والمنسوخ إلى غير ذلك مما يُمكنهم من آلة الاجتهاد
والدليل على ذلك أن كلام الجامعة الإسلامية الذي تجاهلته أنت كان فيه أن المسلم العادي عليه أن يتعلم ما يحتاجه من الضروريات في العبادات والمعاملات اليومية
لكن المسائل الدقيقة تكون من اختصاص العلماء
عماد السكندري
2014-04-07, 07:09 AM
لا ألزمك بنقولات أحد
النقولات أتيت بها لما قلت أنك لا تعرف عالم واحد قال بكلامي
فبينت لك أن هناك أكثر من واحد قال بكلامي
فاتهمتني أني لم أفهم كلامهم فنقلت مرة أخرى كلامهم هم أنفسهم الذي يؤيد كلامي , سبحان الله هل هذه صعب عليك فهمها!
وشيوخي آخذ منهم الرواية وطرق الاستدلال فقط ولا أقلدهم
لا أقلد الحويني ولا الخضير وآخذ من حيث أخذوا , لاشك أني أنتفع بعلمهم يعني بروايتهم لا بآراءهم
فلا تحتج علي بقول أحد
هات لي آية واحدة أو حديث واحد أو قول صحابي فيه حث الناس على تقليد أئمتهم
ولكن قبل أن تأت بأي نص اعرف معاني مفرداته جيدا وسبب نزوله وإن كان حديثا فتأكد من صحته ولو احتمالا
ولكن هيهــــــــــــ ـــــات
عبد الله عمر المصري
2014-04-07, 07:13 AM
غير صحيح
بل المسلمون العرب يعرفون العربية
مع كامل تقديري للأخ " المبلغ " ولا أقصد الإساءة إليه مطلقاً والله شهيد على ذلك لكن كيف توفق بين قولك هذا وبين نقدك للأخ المبلغ لما قلت له تعليقاً على إحدى مشاركاته
إسمها "الإملائية"
إسمها ما تقوله هو قول قديم
إسمها إذا كان هناك من أهل العلم من نادى بذلك
لا أعرف شخص إسمه مثلالشوكاني بل أعرف الشوكاني رحمه الله
يعني لا أنت فاهم العربية ولا عارف تكتب
الله المستعان
كيف تقول أن المسلمون يفهمون العربية ومن حقهم الاجتهاد وأخذ الأحكام من النصوص وأنت بعينك اتهمت أحد الإخوة بعدم فهم العربية مع أن الأخطاء قد يكون سببها التسرع في الكتابة وليس الجهل ؟؟؟
إن كنت تراه لا يفهم العربية فكيف تجيز له الاجتهاد ؟؟
أقسم بالله عليك وعلى كل عضو أو زائر يؤيدك مشاهدة هذا الفيديو ستة دقائق
وصف الفيديو في اليوتيوب كما كتبه مَن قام برفع الفيديو :
حكم كشف المرأة لشعرها جائز وفقاً لأقوال بعض العلماء من السابقين مثل الشيخ محمد عبده ومن المعاصرين جمال البنا والذين استندوا في ذلك على ادلة شرعية واضحة
https://www.youtube.com/watch?v=ojwxUJC4c7c
ولا تنس أن رسول الله قال أن من حق المسلم على أخيه المسلم أن يبر قسمه
والفيديو كله ستة دقائق فليس فيه إثقال عليك حتى تفهم قصدي
ليس بيني وبينك عداء شخصي
لكني شاهدت بعيني - وستشاهد بعينك - من تجرّأ على الفتيا واستنباط الأحكام بحجة " احترام عقول الناس " وكانت النتيجة ما كانت فلا أعلم ما حكم حضرتك فيه .
عماد السكندري
2014-04-07, 08:15 AM
مَن ذكرتهم ليسوا متفقهون بل متشدقون وليس مشكلتي أنك لا تعلم الفرق
فليس كل من تكلم في السياسة والقانون الطب والهندسة يكون فقيه فيهم
والناس عندما يتعلق الأمر بمصلحتها كمرض تريد أن تشفي منه الابن أو عقار يسكنون فيه أو مصلحة لهم يتنازع فيها آخر معهم لا يختارون المتشدقون بل يختارون أفضل طبيب وأفضل مهندس معماري وأفضل محامي لأنهم رغم أنهم متشدقون إلا أنهم وقت الضرورة التي تمس مصلحتهم لا يلجأون إلا للمتخصصين ضاربين بكل متشدق عرض الحائط
وأما ما ذكرتهم من الفرق فقد خالفوا في أمور واضحة معلومة من الدين بالضرورة وهي ما قال عنها الرسول " المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك "
والفقه الذي يقول العلماء الذين تحتقرهم بالتقليد فيه هو المسائل الدقيقة التفصيلة التي ليست واضحة في القرآن والسنة وهي التي تحتاج عالم باللغة وبالأصول وأقوال الفقهاء ومواطن الإجماع والناسخ والمنسوخ إلى غير ذلك مما يُمكنهم من آلة الاجتهاد
والدليل على ذلك أن كلام الجامعة الإسلامية الذي تجاهلته أنت كان فيه أن المسلم العادي عليه أن يتعلم ما يحتاجه من الضروريات في العبادات والمعاملات اليومية
لكن المسائل الدقيقة تكون من اختصاص العلماء
أي صاحب عقار أمي يعرف حقوقه وواجباته القانونية جيدا أفضل من كثير من المحامين لكن الناس تذهب للمحامي ولا تذهب إليه لسببين الأول أنه لا يفقه من القوانين إلا ما يخصه فقط أما المحامي فدرس القوانين جميعها ونحن لا نقول أن كل أحد يشتغل في الإفتاء العام لكن نقول يعلم ما ينفعه ويصلح به دينه وكفاه ذلك
والثاني أن قانون الدولة أصلا لا يسمح لغير المحامي بالعمل في المحاماة والمرافعة أمام القضاء
نفس الكلام في الفرق بين من يعلم دواء نفسه والطبيب ومع ذلك لو مرضت ووجدت شخصا شكى نفس شكواك ونفس الاعراض وأخذ علاجا ونفع معه لربما أخذت بقوله إذا وثقت به ولم تبال إن كان طبيب أو عامل نظافة
أنا لم أحتقر أحد وكفى اساءة ورمي بالباطل فقد ضقت بذلك ذرعا منك
فكف عن مثل هذا الأسلوب
أما قولك أن التقليد هو في (المسائل الدقيقة التفصيلية التي ليست واضحة في القرآن والسنة وهي التي تحتاج عالم باللغة وبالأصول وأقوال الفقهاء ومواطن الإجماع والناسخ والمنسوخ إلى غير ذلك مما يُمكنهم من آلة الاجتهاد)
فأقول: مرة أخرى العبرة هنا بالتمكن من العلم أو العجز عنه
فقبل أن يقلد شخص آخر عليه محاولة أن يكون عالما فيها أولا فإن كان ثمة مفردة لغوية أشكلت عليه فليس أسهل من أن يسأل عن معناها أو يفتح قاموس وإن كانت هناك قاعدة أصولية مرت عليه أثناء اطلاعه على أقوال العلماء المختلفة في المسألة فليفتح كتاب أصول ويقرأها أو يسأل شيخ عنها أو يبحث عنها في النت ويحاول يرجح بين الأقوال فإن عجز بعد ذلك عن فهم النصوص والقواعد ولم يمكنه الترجيح جاز له التقليد فالتقليد كأكل الميتة لا يجوز إلا للمضطر وحتى يصدق على شخص أنه مضطر لابد أن يحاول أولا ثم يفشل لا أن يسلم ابتداء أنه ليس من أهل الاجتهاد وغير مخاطب بطلب العلم ومن ثم يهجر العلم ويعتمد على غيره فقط
و مسألة الوضوح والخفاء مسألة نسبية
فعثمان بن مظعون استحل شرب الخمر مع أنه مما يُعد أصوليا من المعلوم بالدين بالضرورة ومع ذلك لم يكفر
وهناك ما تعتبره أنت من الدقائق ويكون عند غيرك دلالته ظاهرة بغير عناء كأن يكون بلغه حديثا صحيحا في المسألة
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.