تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احتجاج شعبي موريتاني على تمزيق المصاحف وإهانة المقدسات !



أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-04, 06:28 AM
03-03-2014 | مركز التأصيل للدراسات والبحوث (http://www.taseel.com/Display/Author/AuthorsPubs.aspx?ID=219)



وجاءت الحادثة الأخيرة التي قام بها أربعة مجهولون ملثمون بدخول أحد المساجد قبيل صلاة العشاء وأخذوا عددا من المصاحف وقاموا بتمزيقها ورميها في المراحيض العامة, فقامت على اثر ذلك موجة من الاحتجاجات التي امتدت إلى مناطق عديدة من العاصمة نواكشوط.
http://majles.alukah.net/imgcache/2014/03/379.jpg

صدرت منذ فترة عدة تقارير أمريكية منها تقرير لمركز "Gallup International Poll" حول ظاهرة الإلحاد وتناميها في عدد من الدول, ذُكر أن الإلحاد يتنامى في دول المغرب العربي وموريتانيا بصورة متزايدة, وشهدت خلال السنتين الماضيتين عدة حوادث أخرى تتعرض للإسلام والمسلمين في عقيدتهم وثوابتهم منها أيضا ما قام به بعض هؤلاء المجرمين بسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتمزيق المصحف الشريف وإهانة المساجد وقاموا أيضا بحرق بعض الكتب الفقهية للمذهب المالكي في تحد واضح لعقيدة المسلمين.
وجاءت الحادثة الأخيرة التي قام بها أربعة مجهولون ملثمون بدخول أحد المساجد قبيل صلاة العشاء وأخذوا عددا من المصاحف وقاموا بتمزيقها ورميها في المراحيض العامة, فقامت على اثر ذلك موجة من الاحتجاجات التي امتدت إلى مناطق عديدة من العاصمة نواكشوط.
وقال محمدون ولد محمد سالم إمام مسجد "خالد بن الوليد " الذي وقع فيه الحادث -ناقلا عن شهود عيان-: إن الحادثة وقعت قبيل صلاة العشاء وإن من قاموا بها كانوا أربعة أشخاص ملثمين يستقلون سيارة دفع رباعي من نوع "تويوتا بيك آب"، مؤكدا أنهم نفذوا العملية بسرعة ولاذوا بالفرار وأنهم توقفوا قرب المسجد، ونزل أحدهم من السيارة واقتحم المسجد وأخرج منه أربعة مصاحف وقام مع رفاقه بتمزيقها ورميها في المرافق قبل أن يفروا من المكان "
وفوجئ المصلون عقب صلاة مغرب يوم الأحد بوجود بعض أوراق المصحف ممزقة وملقاة على الأرض، وبعضها الآخر ملقى في مراحيض المسجد وانتشر الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير جدا, فخرج سكان العاصمة منذ فجر الاثنين للاحتجاج وللمطالبة بإنزال أشد عقوبة على مرتكبي الحادثة.
وجاء التعامل الحكومي مع القضية بنفس العقلية الأمنية التي ترتفع وتيرتها اليوم في كثير من بلدان العالم العربي حيث انتشرت قوات من الحرس الرئاسي في عدد من شوارع العاصمة الموريتانية نواكشوط ,فوقعت مواجهات بين المئات من القوات الشرطية وجموع المحتجين المتظاهرين, فقُتل شخص وأصيب العشرات من المتظاهرين.
وكانت مسيرات المحتجين قد خرجت بصورة عفوية تلقائية من عدد من الأحياء والأسواق متجهة إلى قلب المدينة للتنديد بتمزيق المصحف الشريف في مقاطعة "تيارت" شمال العاصمة وساروا باتجاه القصر الرئاسي للمطالبة بكشف الفاعلين ومحاسبتهم على هذه الجريمة الشنعاء.
فأدى ذلك إلى شل حركة المرور, فتدخلت الشرطة مستخدمة قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين فتوفى أحدهم جراء هذه القنابل حيث اخترقت إحداها بطنه – وفق شاهد عيان - فمات على الفور عند وصوله لمركز الإسعاف بمستشفي العاصمة الرئيسي.
وشارك في المسيرات العفوية قطاعات مختلفة من المجتمع الموريتاني, حيث ثار من اجل المصحف الشريف الطلاب وتلاميذ المدارس وتجار الأسواق مع أئمة المساجد فحاولت قوات الشرطة والدرك والحرس الجمهوري منعهم من الوصول للقصر الرئاسي فشهدت ساحته اعنف المواجهات.
وجاء التعامل المخالف للتعامل الأمني متأخرا بعد سقوط قتيل وعدة جرحى, فاتصل الرئيس الموريتاني بإمام المسجد ليعرف منه تفاصيل ما حدث, ثم عقد وزير الإعلام الموريتاني والناطق باسم الحكومة سيد محمد ولد محم مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الشؤون الإسلامية جاء فيه على لسان وزير الإعلام: " إن الأجهزة الأمنية تكثف من تحقيقاتها حول الحادث، " وأضاف " إنه حين يثبت الجرم سيتم التعامل معه "بتطبيق شرع الله تعالى في الجناة"، وأن الحكومة لا تخفي شيئا وستقوم بكل واجباتها، في التحقيق في الحادث، في تكثيف البحث عن الجناة في معاقبتهم".
وطالب وزير الإعلام المحتجين بالانسحاب من الشوارع والعودة لمدارسهم وأماكن عملهم، مشددا على أنه يجب ترك التعامل مع تلك الحادثة للأجهزة الأمنية والقضائية, وذكر أنه ربما لا يكون الحادث بقصد إجرامي مستدلا بحادث سابق مماثل حول تدنيس لمصحف في مدينة الزويرات قبل عدة أسابيع والتي اتهم فيها مختل عقليا بالقيام بهذا الجرم.
وتعد ردة الفعل هذه هي الأقوى في موريتانيا بعد سلسلة الحوادث المتكررة حيث قال الصحفي الموريتاني السيد هاشم لإذاعة بي بي سي "إن تلك الحادثة هي الأولى من نوعها في موريتانيا، التي تعد العاطفة الدينية فيها أقوى من أي شيء آخر".
وجاء هذا التصرف العفوي من عموم المسلمين في موريتانيا بعد وقت قليل من قيام شاب موريتاني بكتابة مقال مسيء إلي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أدي بدوره إلى موجة احتجاجات تطالب بتطبيق شرع الله على الشاب الذي اعتقلته السلطات وأحالته إلى القضاء.
إن عفوية هذه الاحتجاجات وشدتها وقوتها تؤكد على أن العاطفة الإيمانية قوية في الشعب الموريتاني وأنهم لا يقبلوا أن يمس احد عقيدتهم وثوابتهم لكنها تؤكد في الوقت ذاته غلبة العقلية الأمنية التي تنتهج دوما الأسلوب الأمني في التعامل مع الجماهير والتي تفتقر دوما للغة الحوار وتلبية المطالب المشروعة للمحتجين والتي يمكن حلها بطرق أخرى تضمن سلامة المواطنين وخاصة إذا كانت مطالبهم مثل هذا المطلب المحق وهو عدم المساس بالعقيدة والدين.