المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سُلطانُ العِلْمِ أعْظَمُ من سُلطَانِ اليَدِ



أبو عبد الأكرم الجزائري
2014-02-27, 02:29 AM
قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوْزيَّة -http://majles.alukah.net/imgcache/2014/10/256.jpg-:
( بل سُلطانُ العِلْمِ أعْظَمُ من سُلطَانِ اليَدِ؛ ولهذا: ينقادُ النَّاسُ للحُجَّةِ ما لا ينقادونَ لليدِ؛ فإنَّ الحُجَّة تنقادُ لها القلوبُ، وأمَّا اليدُ فإنَّما ينقادُ لها البَدَنُ؛ فالحُجَّةُ تأسِرُ القلبَ وتقودُهُ، وتُذِلُّ الْمُخالِفَ، وإنْ أظَهَر العِنادَ والمُكابرَةَ؛ فقلبُهُ خاضِعٌ لها، ذليلٌ مقهورٌ تحتَ سُلطَانِها ).
[ مفتاح دار السَّعادة: 1/244 ].

أبو عبد الأكرم الجزائري
2014-02-27, 04:03 AM
قال فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله:

العِلمُ مِيزانُ شَرعِ اللهِ حيثُ بِهِ *** قِوامُهُ وبِدُونِ العِلمِ لَم يَقُمِ

كيف تَزِن صَلاتِك؟ هل هي صحيحة ولا ليست صحيحة؟ بالجهل تَزِن؟! -- لا - بالعلم، كيف تعرف أنَّ صيامك صحيح؟ كيف تعرف أنَّ حَجَّكَ صحيح؟ إنَّما هو بالعلم، عُروة بن مُظرس لما جاء من جبال طي، وما ترك جبل إلَّا وقف عنده، هل عرف أنَّ حَجَّهُ صحيح ولَّا باطل؛ حَتَّى عَرَض على النَّبِي -عليه الصلاة والسلام-؟! ما عَرَف، مَا يَدرِي، هل حَجَّهُ صحيح ولاَّ باطل حتَّى عَرَض مَا فَعَلَهُ على النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم بَيَّنَ لَهُ.

العِلمُ مِيزانُ شَرعِ اللهِ حيثُ بِهِ *** قِوامُهُ وبِدُونِ العِلمِ لَم يَقُمِ

وكُلَّما ذُكِرَ السُّلطانُ في حُجَجٍ، فالعِلمُ يعني المُراد بهِ العلم، السُّلطَان في النُّصُوص فِي الحُجَج، والخُصُومَات، والمُجَادَلَات المُراد بهِ العلم، لا سُلطَةُ الأيدِي لِمُحتَكِمِ، لا أيدِي ولا سِلاح ولا غيرُهُ... لماذا؟! لأنَّ سُلطَان العلم، العلم الصَّحيح المَبنِي على الكِتاب والسُّنَّة هو الذِّي يُحَقِّقُ العَدل؛ بينما سُلطَانُ اليد، سُلطانُ السِّلاح قَد يَتَوَلَّاهُ الصَّالِح؛ فيَكُون بالعَدل، وقَد يَتَوَلَّاهُ الظَّالم الغَاشِم؛ فَيَكُونُ بالظُّلم.

فسُلطَة اليَدِ بالأبدانِ قاصِرَةٌ *** تكون بالعَدلِ أو بالظُّلمِ و الغَشَمِ

- نعم - إِذَا كَان مَا هُنَاك إِلَّا قُوَّة، فَالقُوَّة قَد تُستَعمَل فِي العَدل، وقَد تُستَعمَل فِي الظُّلم؛ لَكِن سُلطَان العِلم، المُجَادَلَة بِالعِلم، المُحَاقَقَة بِالعِلم، فَإِنَّهَا لَا يَنشَأُ عَنهَا إِلَّا العَدل؛ ولِذَا في كثيرٍ من الأحوَال، لا يُجدِي فِي تَوجِيه النَّاس، ونُصحِ النَّاس، وإِرشَادِ النَّاس؛ إِلَّا سُلطَان العِلم، فَالمُجَادَلَة لَا سِيَّمَا لِمَن كَانَ عِندَهُ عِلم، أَمَّا العَامِّي فَإِنَّهُ لَا يُجَادِل؛ إِنَّمَا يُبَيِّن لَهُ الحَقّ، وإِلَّا فَيُؤطَر عَلَيهِ، أمَّا المُجَادَلَة تَكُون لِمَن عِندَهُ عِلم؛ ولِذَا لَمَّا وَجَّهَ النَّبِي -عليه الصَّلاةُ والسَّلام- مُعَاذًا إِلَى اليَمَن، قال: ((إِنَّكَ تَقدُمُ عَلَى قَومٍ أَهلِ كِتَاب)) يعني اهتَمّ لَهُم، وجَادِلهُم، ونَاظِرهُم، وحَاوِرهُم، أمَّا بِالنِّسبَةِ لِلعَامَّة مَا يُقَال لَهُم مِثل هذا؛ إِنَّما يُبَيَّن لهمُ الحَقّ، إِن انصَاعُوا لَهُ؛ وإِلَّا فَيُؤطَرُونَ عَلَى الحَقّ.
فسُلطَةُ العِلمِ تَنقادُ القُلوبُ لَها، يعني إذا بُيِّن الحُكمُ بِدَلِيلِهِ لَاشَكَّ أنَّ القَلبَ السَّوِيّ المُستَمِرّ عَلَى فِطرَتِهِ تَنقَادُ لِهَذا السُّلطَان تَنقادُ القُلوبُ لَها إلَى الهُدَى، وإلَى مَرضاةِ رَبِّهِ.

http://www.youtube.com/watch?v=daiX9HR0nIE

أبو مالك المديني
2014-02-27, 01:47 PM
نفع الله بك . نقل طيب مفيد .

إبن سالم
2014-02-27, 07:46 PM
ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.
صدق الله حقا فما جربت هذه إلا أنتجت خيرا كما قال الله تعالى.
ومن أصدق من الله حديثا.