مشاهدة النسخة كاملة : كشفُ الغطاءِ عن [خبايا وكنوز] سير أعلام النبلاء. (متجدد)!
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:40 PM
إن شاء الله تعالى سأضع لكم كل أقوال الإمام الذهبي المنثورة في كتاب سير أعلام النبلاء في كل المواضيع وذلك من خلال عدة مضنفات منها مالم يطبع
وأخص بالذكر الشيخ الفاضل مجد مكي على مابذله في رسالته أقوال الحافظ الذهبي النقدية في علوم الحديث من كتاب سير أعلان النبلاء
فبرجاء المتابعة والتدوين ونشر هذه الدرر من الحافظ الذهبي رحمه الله.
كتبه : رمضان عوف.
وأحب أن أذكر (أبو عاصم): أن لي بحثاً على السير بعنوان: (كشف الغطاء عما استُنكر واستُغرب في سير أعلام النبلاء)، يسر الله إتمامه.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:42 PM
(1) إطلاق اصطلاح حديث على الأثار والمقاطيع
قال أبو داود الطيالسي: سمعت من شعبة سبعة آلاف حديث، وسمع منه غندر سبعة آلاف.
قلت: يعني: بالآثار والمقاطيع.
قال علي بن المديني: كان عند يحيى بن ضريس الرازي، عن حماد بن سلمة عشرة آلاف حديث.
قلت: يعني: بالمقاطيع والآثار.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو محمد بن قدامة الفقيه، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا ملك بن أحمد، حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس الحافظ، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا الأبار، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، سمعت عبدان يقول:
قال عبد الله بن المبارك: الإسناد عندي من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فإذا قيل له: من حدثك؟ بقي.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:43 PM
(2) مفاضلة بين حماد بن سلمة وحماد بن زيد
قال عبد الله بن معاوية الجمحي: حدثنا الحمادان، وفضل ابن سلمة على ابن زيد، كفضل الدينار على الدرهم
يعني: الذي اسم جده دينار، أفضل من حماد بن زيد الذي اسم جده درهم- وهذا محمول على جلالته ودينه، وأما الإتقان، فمسلم إلى ابن زيد، هو نظير مالك في التثبت
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:57 PM
(3) الوقوع في عكرمة مولى ابن عباس وحماد بن سلمة
عن يحيى بن معين، قال:
إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة، وفي حماد بن سلمة، فاتهمه على الإسلام.
قلت: هذا محمول على الوقوع فيهما بهوى وحيف في وزنهما، أما من نقل ما قيل في جرحهما وتعديلهما على الإنصاف، فقد أصاب، نعم، إنما قال يحيى هذا في معرض رواية حديث خاص في رؤية الله -تعالى- في المنام، وهو حديث يستنكر.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:57 PM
(4) عن أبي قلابة، قال:
إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال
قلت أنا: وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل، فاعلم أنه أبو جهل،
وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبنت منه، فاهرب، وإلا فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي، واخنقه.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-25, 04:58 PM
(5) قال عبد الرحمن بن داود بن منصور الفارسي: سمعت حفص بن عمر قال:ما رأيت مثل قبيصة! ما رأيته متبسما قط، من عباد الله الصالحين
قلت: كذا كان -والله- أهل الحديث، العلم والعبادة، واليوم فلا علم ولا عبادة، بل تخبيط، ولحن، وتصحيف كثير، وحفظ يسير، وإذا لم يرتكب العظائم، ولا يخل بالفرائض، فلله دره.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:26 AM
النية في طلب العلم
(6) قال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، وابن جريج: لمن طلبتم العلم؟
كلهم يقول: لنفسي.
غير أن ابن جريج، فإنه قال: طلبته للناس.
قلت: ما أحسن الصدق، واليوم تسأل الفقيه الغبي: لمن طلبت العلم؟ فيبادر، ويقول: طلبته لله، ويكذب، إنما طلبه للدنيا، ويا قلة ما عرف منه.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:27 AM
(7)
قال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، قال:
كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها، أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة، ويندم.
وعلامة ذلك: أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان، فبعدا له.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:27 AM
(8) قال خليفة بن خياط: وقد كان أبو بكر ولى أبا عبيدة بيت المال .
قلت: يعني: أموال المسلمين، فلم يكن بعد عمل بيت مال، فأول من اتخذه عمر.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:28 AM
(9) في ترجمة عبد الرحمن بن عوف
قال أبو عمر بن عبد البر: كان مجدودا في التجارة، خلف: ألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا.
قلت: هذا هو الغني الشاكر، وآوي فقير صابر، وأبو ذر، أو أبو عبيدة، زاهد عفيف.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:29 AM
(10) عن جابر قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أقبل سعد بن مالك.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (هذا خالي، فليرني امرؤ خاله.
قلت: لأن أم النبي -صلى الله عليه وسلم- زهرية، وهي: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، ابنة عم أبي وقاص.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:30 AM
(11) عن ابن المسيب:
أن رجلا كان يقع في علي، وطلحة، والزبير، فجعل سعد ينهاه، ويقول:
لا تقع في إخواني.
فأبى، فقام سعد، وصلى ركعتين، ودعا.
فجاء بختي يشق الناس، فأخذه بالبلاط، فوضعه بين كركرته والبلاط حتى سحقه، فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا، يقولون:
هنيئا لك يا أبا إسحاق! استجيبت دعوتك
قلت: في هذا كرامة مشتركة بين الداعي والذين نيل منهم.
(12) وفي كتاب المستدرك للحاكم:
عن جابر مرفوعا:سيد الشهداء: حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره، ونهاه، فقتله
قلت: سنده ضعيف.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:30 AM
(13) قال عن ضمة القبر لسعد بن معاذ رضي الله عنه
قلت: هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء، بل هو أمر يجده المؤمن، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا، وكما يجد من ألم مرضه، وألم خروج نفسه، وألم سؤاله في قبره وامتحانه، وألم تأثره ببكاء أهله عليه، وألم قيامه من قبره، وألم الموقف وهوله، وألم الورود على النار، ونحو ذلك، فهذه الأراجيف كلها قد تنال العبد، وما هي من عذاب القبر، ولا من عذاب جهنم قط، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك أو كله، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه.
قال الله -تعالى-: {وأنذرهم يوم الحسرة} ، وقال: {وأنذرهم يوم الآزفة، إذ القلوب لدى الحناجر} .
فنسأل الله -تعالى- العفو واللطف الخفي، ومع هذه الهزات، فسعد ممن نعلم أنه من أهل الجنة، وأنه من أرفع الشهداء -رضي الله عنه-.
كأنك يا هذا تظن أن الفائز لا يناله هول في الدارين، ولا روع، ولا ألم، ولا خوف، سل ربك العافية، وأن يحشرنا في زمرة سعد.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:32 AM
(14) التحذير من الجلوس مع أهل البدع
قال سفيان الثوري : من سمع ببدعة، فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم.
قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة
(15)تدليس الصحابة
قال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس.
قلت: تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه، فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم، والصحابة كلهم عدول
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:33 AM
(16) العمل بالسنة
عن الشعبي، قال:
لما مرضت فاطمة، أتى أبو بكر، فاستأذن.
فقال علي: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك.
فقالت: أتحب أن آذن له.
قال: نعم.
قلت: عملت السنة - رضي الله عنها - فلم تأذن في بيت زوجها إلا بأمره -.
(17) كانت الأهواء والبدع خاملة في زمن الليث، ومالك، والأوزاعي، والسنن ظاهرة عزيزة، فأما في زمن أحمد بن حنبل، وإسحاق، وأبي عبيد، فظهرت البدعة، وامتحن أئمة الأثر، ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم، فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة، ثم كثر ذلك، واحتج عليهم العلماء أيضا بالمعقول، فطال الجدال، واشتد النزاع، وتولدت الشبه - نسأل الله العافية -.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:34 AM
(18) في وصفه لابن يشكوال رحمه الله
قلت: كان بصيرا بالرجال المتأخرين، مؤرخا، حلو التترجم، فصيح العبارة، وافر الحشمة، ظاهر التجمل، من بلغاء الكتبة، وله تصانيف جمة منها (تكملة الصلة) في ثلاثة أسفار، اخترت منها نفائس.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:35 AM
الإمام البغوي رحمه الله (ت 510هـ)
يقول الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمته
الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ شيخ الإسلام، مُحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر صاحب التصانيف
(كشرح السنة) و (معالم التنزيل) و (الجمع بين الصحيحين) ومصابيح السنة ) وأشياء.
وكان البغوي يُلقب بمحيي السنة وبركن الدين، وكان سيداً إماماً عالماً علامة زاهداً وله القدم الراسخ في التفسير والباع المديد في الفقه. وتوفي "بمرو الروُّذ" مدينة من مدائن خراسان في شوال سنة 516هـ وعاش بضعاً وسبعين سنة
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:35 AM
قال شقيق لحاتم: مذ صحبتني، أي شيء تعلمت مني؟
قال: ست كلمات: رأيت الناس في شك من أمر الرزق، فتوكلت على الله، قال الله -تعالى
وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها
ورأيت لكل رجل صديقا يفشي إليه سره، ويشكو إليه، فصادقت الخير ليكون معي في الحساب، ويجوز معي الصراط.
ورأيت كل أحد له عدو، فمن اغتابني ليس بعدوي، ومن أخذ مني شيئا، ليس بعدوي، بل عدوي من إذا كنت في طاعة، أمرني بمعصية الله، وذلك إبليس وجنوده، فاتخذتهم عدوا، وحاربتهم.
ورأيت الناس كلهم لهم طالب، وهو ملك الموت، ففرغت له نفسي.
ونظرت في الخلق، فأحببت ذا، وأبغضت ذا، فالذي أحببته لم يعطني، والذي أبغضته لم يأخذ مني شيئا، فقلت: من أين أتيت؟ فإذا هو من الحسد، فطرحته، وأحببت الكل، فكل شيء لم أرضه لنفسي، لم أرضه لهم.
ورأيت الناس كلهم لهم بيت ومأوى، ورأيت مأواي القبر، فكل شيء قدرت عليه من الخير، قدمته لنفسي لأعمر قبري.
فقال شقيق: عليك بهذه الخصال.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:36 AM
(21) قال في ترجمة الإمام وكيع بن الجراح بعد أن أورد عنه:
الفضل بن محمد الشعراني سمعت يحيى بن أكثم يقول صحبت وكيعا في الحضر والسفر وكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة
قلت: هذه عبادة يخضع لها ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة؛ فقد صح نهيه عليه السلام عن صوم الدهر؛ وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر ومتابعة السنة أولى فرضي الله عن وكيع وأين مثل وكيع؟
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:37 AM
قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى-
وإنما شأن المحدث اليوم الاعتناء بالدواوين الستة، و «مسند أحمد بن حنبل» و «سنن البيهقي»، وضبط متونها وأسانيدها، ثم لا ينتفع بذلك حتى يتقي ربه، ويدين بالحديث، فعلى علم الحديث وعلمائه ليبك من كان باكيا، فقد عاد الإسلام المحض غريبا كما بدأ، فليسع امرؤ في فكاك رقبته من النار، فلا حول ولا قوة إلا بالله. ثم العلم ليس هو بكثرة الرواية، ولكنه نور يقذفه الله في القلب، وشرطه الاتباع والفرار من الهوى والابتداع، وفقنا الله وإياكم لطاعته
(سير أعلام النبلاء)
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-02-26, 02:38 AM
(22) الانطاكي الامام القدوة، واعظ دمشق، أبو عبد الله أحمد بن عاصم الانطاكي
الزاهد.
قال أبو حاتم الرازي: أدركته بدمشق، وكان صاحب مواعظ وزهد.
كان يقال: هو جاسوس القلوب.
يقول رحمه الله:
- أصلح فيما بقي، يغفر لك ما مضى، ما أغبط إلا من عرف مولاه.
- يسير اليقين يخرج كل الشك من القلب
- قلة الخوف من قلة الحزن في القلب، كما أن البيت إذا لم يسكن خرب.
- الناس ثلاث طبقات: مطبوع غالب وهم المؤمنون، فإذا غفلوا ذكروا،
ومطبوع مغلوب فإذا بصروا أبصروا ورجعوا بقوة العقل،
ومطبوع مغلوب غير ذي طباع، ولا سبيل إلى رد هذا بالمواعظ.
قلت : فما الظن إذا كان واعظ الناس من هذا الضرب عبد بطنه وشهوته، وله قلب عري من الحزن والخوف، فإن انضاف إلى ذلك فسق مكين، أو انحلال من الدين، فقد خاب وخسر، ولابد أن يفضحه الله تعالى
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:09 AM
(23)عند ترجمة ابن إسحاق:
وذكر البخاري هنا فصلا حسنا عن رجاله، وإبراهيم بن سعد، وصالح بن كيسان، فقد أكثرا عن ابن إسحاق.
قال البخاري: ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق، فلربما تكلم الإنسان، فيرمي صاحبه بشيء واحد، ولا يتهمه في الأمور كلها.
قال: وقال إبراهيم بن المنذر: عن محمد بن فليح: نهاني مالك عن شيخين من قريش، وقد أكثر عنهما في (الموطأ)، وهما ممن يحتج بهما، ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم، نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي، وكلام الشعبي في عكرمة، وفيمن كان قبلهم، وتناول بعضهم في العرض والنفس، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت، وحجة، والكلام في هذا كثير.
قلت: لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر، ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة، وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر، لا عبرة به، ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف.
وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه، لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين، ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة، وارتفع مالك، وصار كالنجم، فله ارتفاع بحسبه، ولا سيما في السير، وأما في أحاديث الأحكام، فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن، إلا فيما شذ فيه، فإنه يعد منكرا، هذا الذي عندي في حاله - والله أعلم
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:09 AM
من نوادر الإمام الذهبي في السير
(24) عند ترجمة مطين، أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي:
وسئل عنه الدارقطني فقال: ثقة جبل.
قلت: صنف المسند والتاريخ وكان متقنا.
وقد تكلم فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وتكلم هو في ابن عثمان، فلا يعتد غالبا بكلام الأقران، لا سيما إذا كان بينهما منافسة، فقد عدد ابن عثمان لمطين نحوا من ثلاثة أوهام، فكان ماذا؟
ومطين أوثق الرجلين، ويكفيه تزكية مثل الدارقطني له
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:11 AM
كرامة لأبي هريرة رضي الله عنه بعد وفاته
(26) من نوادر الإمام الذهبي في السير
قال الحافظ أبو سعد السمعاني: سمعت أبا المعمر المبارك بن أحمد: سمعت أبا القاسم يوسف بن علي الزنجاني الفقيه: سمعت الفقيه أبا إسحاق الفيروزابادي: سمعت القاضي أبا الطيب يقول: كنا في مجلس النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خراساني، فسأل عن مسألة المصراة، فطالب بالدليل، حتى استدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها. فقال -وكان حنفيا-: أبو هريرة غير مقبول الحديث.
فما استتم كلامه حتى سقط عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها، وهرب الشاب منها وهي تتبعه.
فقيل له: تب، تب. فقال: تبت. فغابت الحية فلم ير لها أثر."
قال الذهبي بعد ذكر هذه الواقعة: "إسنادها أئمة".
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:36 AM
(26) قال أيوب بن المتوكل: كان الخليل إذا أفاد إنسانا شيئا، لم يره بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد شيئا، أراه بأنه استفاد منه.
قلت: صار طوائف في زماننا بالعكس.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:37 AM
(27)من درر الإمام الذهبي في السير
عن أبي نعيم: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا الأبار، سمعت محمد بن يحيى النيسابوري، حين بلغه وفاة أحمد، يقول: ينبغي لكل أهل دار ببغداد أن يقيموا عليه النياحة في دورهم.
قلت ـ الذهبي ـ: تكلم الذهلي بمقتضى الحزن لا بمقتضى الشرع ".
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-01, 03:38 AM
(28)من درر الإمام الذهبي في السير
قال عبد الرزاق: أنبأنا معمر، قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك، ولم يكن علم وجوب الإخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها، أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة، ويندم.
وعلامة ذلك: أنه يقصر من الدعاوى وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان، فبعدا له"
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-04, 07:26 AM
من درر الإمام الذهبي في السير
(30)عن عبيدة، قال: اختلف الناس في الأشربة فمالي شراب منذ ثلاثين سنة إلا العسل واللبن والماء.
قال محمد بن سيرين
وقلت لعبيدة: إن عندنا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحب إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الارض.
قلت: هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس.
ومثل هذا يقوله هذا الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بخمسين سنة، فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره بإسناد ثابت، أو شسع نعل كان له، أو قلامة ظفر، أو شقفة من إناء شرب فيه!!
فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده، أكنت تعده مبذرا أو سفيها؟ كلا!!
فابذل ما لك في زورة مسجده الذي بنى فيه بيده والسلام عليه عند حجرته في بلده، والتذ بالنظر إلى " أحده " وأحبه، فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم يحبه، وتملا بالحلول في روضته ومقعده، فلن تكون مؤمنا حتى يكون هذا السيد أحب إليك من نفسك وولدك وأموالك والناس كلهم.
وقبل حجرا مكرما نزل من الجنة، وضع فمك لاثما مكانا قبله سيد البشر بيقين، فهنأك الله بما أعطاك، فما فوق ذلك مفخر.
ولو ظفرنا بالمحجن الذي أشار به الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحجر ثم قبل محجنه، لحق لنا أن نزدحم على ذلك المحجن بالتقبيل والتبجيل.
ونحن ندري بالضرورة أن تقبيل الحجر أرفع وأفضل من تقبيل محجنه ونعله.
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-04, 07:30 AM
من درر الإمام الذهبي في السير
(31) كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخذ يده فقبلها، ويقول: يد مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقول نحن إذ فاتنا ذلك: حجر معظم بمنزلة يمين الله في الارض مسته شفتا نبينا صلى الله عليه وسلم لاثما له.
فإذا فاتك الحج وتلقيت الوفد فالتزم الحاج وقبل فمه وقل: فم مس بالتقبيل حجرا قبله خليلي صلى الله عليه وسلم
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-06, 03:44 AM
من درر الإمام الذهبي في السير
(32) قال الحافظ يحيى بن عبدالوهاب (ابن منده):
كنتُ مع عمي عبيدالله في طريق نَيْسابور، فلما بلغنا بِئر مَجَنَّة، قال عمِّي: كنت ها هنا مرَّةً، فعرضَ لي شيخ جمَّال، فقال: كنتُ قافلاً من خراسان مع أبي، فلمَّا وصلنا إلى ها هنا، إذا نحن بأربعين وِقْرًا من الأحمال، فظننا أنها منسوج الثياب، وإذا خيمة صغيرة فيها شيخ، فإذا هو والدك، فسأله بعضُنا عن تلك الأحمال؟ فقال: هذا متاعٌ قلَّ من يرغبُ فيه في هذا الزمان، هذا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-06, 03:46 AM
من نوادر الإمام الذهبي في السير
(34) قال الذهبي أيضا تعليقا على حكاية البرقاني أن الدارقطني كان يملي عليه كتاب العلل من حفظه
قلت: إن كان كتاب العلل الموجود قد أملاه الدارقطني من حفظه -كما دلت عليه هذه الحكاية- فهذا أمر عظيم يقضى به للدارقطني أنه أحفظ أهل الدنيا، وإن كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن، وقد جمع قبله كتاب العلل علي بن المديني حافظ زمانه
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-06, 03:47 AM
من نوادر الإمام الذهبي في السير
(35) قال أبو الحسن العتيقي: حضرت أبا الحسن وجاءه أبو الحسين بغريب ليقرأ له شيئا فامتنع واعتل ببعض العلل، فقال: هذا غريب، وسأله أن يملي عليه أحاديث، فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرين متنا، جميعا: "نعم الشيء الهدية أمام الحاجة".
قال: فانصرف الرجل ثم جاء بعد وقد أهدى له شيئا، فقربه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا، متون جميعها: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه".
قال الذهبي: ""قلت: هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب عن العتيقي، وهي دالة على سعة حفظ هذا الإمام، وعلى أنه لوح بطلب شيء، وهذا مذهب لبعض العلماء، ولعل الدارقطني كان إذ ذاك يحتاجه، وكان يقبل جوائز دعلج السجزي وطائفة، وكذا وصله الوزير ابن حنزابة بجملة من الذهب لما خرج له المسند
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-06, 03:47 AM
من نوادر الإمام الذهبي في السير
(36)في المستدرك -للحاكم -شيء كثير على شرطهما، وشيء كثير على شرط أحدهما، ولعل مجموع ذلك ثلث الكتاب، بل أقل، فإن في كثير من ذلك أحاديث في الظاهر على شرط أحدهما أو كليهما وفي الباطن لها علل خفية مؤثرة، وقطعة من الكتاب إسنادها صالح وحسن وجيد، وذلك نحو ربعه، وباقي الكتاب مناكير وعجائب، وفي غضون ذلك أحاديث نحو المئة يشهد القلب ببطلانها كنت قد أفردت منها جزءا
أبوعاصم أحمد بلحة
2014-03-06, 03:48 AM
من نوادر الذهبي في السير
(37)عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ما صدق الله عبد أحب الشهرة.
قال الذهبي: علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة، ولا يشعر بها، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد، ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ويقول: رحم الله من أهدى إلى عيوبي، ولا يكن معجبا بنفسه، لا يشعر بعيوبها، بل يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن
رضا الحملاوي
2015-01-12, 12:32 AM
جزاكم الله خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.