تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد مستخلصة من كتاب "أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين



أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 12:27 AM
بين يدي عدة رسائل جامعية في مسألة مهمة وهي مسألة الأدلة التي ظاهرها التعارض والمشكلة، وهذه الرسائل هي:
أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين، دراسة وترجيح للدكتور/ سليمان الدبيخي، وهي رسالة ماجستير.
أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين، جمعا ودراسة للدكتور/ سليمان الدبيخي، وهي رسالة دكتوراه.
آيات العقيدة التي قد يوهم ظاهرها التعارض، وهي عبارة عن ثلاث رسائل ماجستير، من إعداد/ خالد الدميجي، حياة المحمادي، حنان العمري.
الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم، عرض ودراسة، للدكتور/ أحمد القصير، وهي رسالة دكتوراه.
وهذه الرسائل جيدة في بابها، لذلك سأحاول -إن شاء الله- أن ألخصها واحدة بعد واحدة -في هذا المجلس المبارك- لتعم الفائدة والله المستعان.
وسأبدأ -إن شاء الله تعالى- بـالرسالة الأولى.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 01:14 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:
المبحث الأول: العدوى.
الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

حديث أبي هريرة: "لا عدوى"، وما كان على شاكلته مما ينفي وجود العدوى.
مع
حديث أبي هريرة: "لا يوردن ممرض على مصح"، وما يشبهه من الأحاديث التي تثبت وجود العدوى.
الجواب عن التعارض:

تحمل الأحاديث النافية على أنه لا عدوى بذاتها كما كان أهل الجاهلية يعتقدون، وإنما تكون العدوى بأمر الله، وتبقى الأحاديث المثبتة كما هي، وحينئذ يزول الإشكال، والله المستعان.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 01:19 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:
الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:
المبحث الثاني: الطيرة (التشاؤم).
حكم الطيرة:
تضافرت الأدلة على تحريمها وبيان بطلانها، وأنها من الشرك.
الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:
حديث أبي هريرة: "لا عدوى ولا طيرة"، وما كان على شاكلته مما ينفي وجود التشاؤم. مع حديث أبي هريرة: "إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة"، وفي رواية "العبد"، وهذا الحديث برواياته يثبت التشاؤم.
الجواب عن التعارض:
الشؤم نوعان:
الأول: محرم، وهو ما ورد عنه النهي، وهو ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه، ومن سماته: يكون قبل إقدامهم على الشيء، أو بعده عند حصول أدنى ضرر. يعتقدون في المتطير به أنه مؤثر بذاته، أو أنه سبب في جلب النفع ودفع الضر.
الثاني: الشؤم المثبت في الحديث الثاني، وهو ما يجده الإنسان في نفسه من الكراهة لهذه الأشياء عند حصول الضرر منها، ومن سماته: لا يكون إلا بعد وقوع الضرر وتكرره من الشيء المتشائم منه، فإذا تضرر الإنسان من شيء أبيح له تركه، بل قد يجب ذلك. أن الأثر المترتب على التشاؤم من هذه الأشياء هو تركها ومفارقتها مع اعتقاد أن الله تعالى هو الخالق الفعال لما يريد بيده والنفع والضر سبحانه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 01:41 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الثالث: الرقى.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي يفهم منها كراهة الرقى ومنافاتها للتوكل؛ مثل حديث ابن عباس، وفيه: "هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون"، وفي لفظ: "لا يرقون ولا يسترقون".
ثانيا: الأحاديث التي تفيد جواز الرقى ومشروعيتها؛ مثل حديث عائشة قالت: "أمر رسول الله أن يسترقى من العين"، وحديثها أيضا: "أن رسول الله كان يرقي بهذه الرقية: اذهب البأس رب الناس، بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت".

الجواب عن التعارض:

يفرق بين فعل الرقية وبين طلبها؛ ففعلها مستحب في حق الراقي جائز في حق المرقي، وطلبها مكروه قادح في كمال التوكل.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 02:03 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الرابع: الكي.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي يفهم منها أن النبي فعل الكي أو أقره؛ مثل حديث جابر قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُبيّ بن كعب طبيبا فقطع منه عرقا ثم كواه عليه".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد عدم محبته للكي؛ مثل حديث جابر، وفيه "وما أحب أن أكتوي".

ثالثا: الأحاديث التي تفيد الثناء على تركه؛ مثل حديث: "ولا يكتوون".

رابعا: الأحاديث التي تفيد النهي عنه؛ مثل حديث: "وأنا أنهى عن الكي".

الجواب عن التعارض:

يكون الكي جائزا في الحالات التالية:

1- إذا دعت الحاجة إليه.

2- لا يمكن الاستغناء عنه بغيره.

3- اعتقاد أن الشفاء بيد الله وحده، والكي مجرد سبب.

ويكون مكروها في الحالات التالية:

1- إذا أمكن الاستغناء عنه بغيره.

2- إذا كان قبل نزول المرض لحفظ الصحة؛ لما فيه من ضعف التوكل.

3- وهو محرم إذا صاحبه غلو في نسبة الشفاء.

علي أحمد عبد الباقي
2014-02-20, 03:00 AM
جزاك الله خيرًا يا عبد الله ، وبارك الله فيك.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 04:41 AM
شكر الله لشيخنا علي عبد الباقي مروره الكريم، وجزاه الله عنا خيرا.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 04:42 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث الخامس: الحلف بغير الله تعالى.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد النهي عن الحلف بغير الله تعالى؛ مثل حديث: "من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله"، وما في معناه.

ثانيا: الأحاديث التي ظاهرها حلف النبي بغير الله؛ مثل حديث: "أفلح وأبيه إن صدق"، وما شابهه.

الجواب عن التعارض:

النهي في الأحاديث الأولى يفيد التحريم، وما ورد من روايات فيها الحلف بغير الله من النبي فهي غير محفوظة، وعلى صحتها فهي منسوخة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 04:44 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث السادس: ما جاء في بعض الألفاظ الموهمة للتشريك في الربوبية.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ما ورد في النهي عن هذه الألفاظ؛ مثل حديث: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي"، وفي رواية: "ولا يقل العبد لسيده: مولاي؛ فإن مولاكم الله"، وحديث: عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله، فقد رشد، ومن يعصهما، فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله".

ثانيا: الأحاديث التي يفهم منها جواز إطلاق هذه الألفاظ؛ مثل حديث: "إذا ولدت الأمة ربتها"، وما جاء في حديث زيد بن خالد أن رسول الله قال عندما سئل عن ضالة الإبل: "مَا لَكَ وَلَهَا، مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ المَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ، فَذَرْهَا حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا"، وحديث: "وليقل: سيدي مولاي" وما شابهها.

الجواب عن التعارض:

1- يحرم إطلاق لفظ الرب على السيد بدون إضافة، وأما مع الإضافة فيجوز في حالتين، ويحرم فيما عداهما، وهاتان الحالتان هما:

أ. إذا كان الإضافة إلى ما لا تعبد عليه من سائر الحيوان والجماد.

ب. إذا كان إطلاقها على سبيل الوصف والإخبار عن الغير.

2- يكره أن يقول العبد لسيده: مولاي، وما ورد من قول النبي: "وليقل: سيدي مولاي" فلبيان الجواز.

3- يكره أن يقول: السيد لعبده وأمته: عبدي، وأمتي، وأما استعمال هذه الألفاظ من الغير للتعريف والإخبار والوصف فجائز.

4- يكره أن يجمع الإنسان بين الله تعالى ورسوله في ضمير واحد؛ لما قد يوهم من التسوية بين الله تعالى ورسوله، ولا يحرم لوروده في أدلة كثيرة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 05:01 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الأول: ما يتعلق بتوحيد الألوهية:

المبحث السابع: في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ".

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ما جاء في إياس الشيطان أن يعبد في جزيرة العرب كما في حديث جابر: "إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ".

ثانيا: ما جاء في وقوع الشرك والكفر وعبادة غير الله تعالى؛ مثل حديث: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" وما شابهه.

الجواب عن التعارض:

أن النبي أخبر عما وقع في نفس الشيطان من اليأس عندما رأى الفتوح ودخول الناس في دين الله أفواجا، ولكن لا يلزم من هذا عدم وقوع الشرك وعبادة سوى الله تعالى؛ لأن الأمر يقع على خلاف ما ظنه الشيطان، كما دلت على ذلك الأحاديث التي فيها إخبار النبي بوقوع الشرك.

أو يقال: المراد أن الشيطان قد أيس أن يجتمعوا كلهم على الكفر.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 05:11 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الأول: ما جاء في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كلتا يديه يمين".

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: وصف كلتا يدي الله تعالى باليمين كما في حديث: "وكلتا يديه يمين".

ثانيا: وصف إحدى يدي الله تعالى بالشمال كما في حديث: "يطوي الله السموات بيمينه .. ثم يطوي الأرضين بشماله".

الجواب عن التعارض:

لا يجوز وصف يد الله تعالى بالشمال، وما ورد من روايات فيها ذكر الشمال فغير صحيحة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 09:20 PM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الثاني: ما جاء في صفة الرحمة لله عز وجل.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تثبت أن الرحمة صفة من صفات الله تعالى؛ كحديث: "إن رحمتي غلبت غضبي"، وما في معناه.

ثانيا: الأحاديث التي قد يفهم منها أن صفة الرحمة مخلوقة كما في حديث: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة"، وما شابهه.

الجواب عن التعارض:

التفريق بين نوعين من الرحمة المضافة إلى الله تعالى:

إحداهما: المضافة إلى الله تعالى إضافة صفة إلى الموصوف بها.

الثانية: المضافة إلى الله تعالى إضافة مفعول إلى فاعله.

وفي يوم القيامة يرحم الله عباده بكلا الرحمتين: الرحمة التي هي صفته تعالى، والرحمة التي هي مخلوقة له تعالى. وهذه الرحمة المخلوقة هي من آثار رحمته التي هي صفة من صفاته.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 09:43 PM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:

المبحث الثالث: ما جاء في علو الله -عز وجل- وفوقيته مع ورود نصوص المعية والقرب.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تثبت علو الله تعالى؛ كحديث: "وأنت الظاهر فليس فوقك شيء"، وحديث: "في الرفيق الأعلى"، وما في معناهما.

ثانيا: الأحاديث التي تثبت معيته تعالى لخلقه كما في حديث: "إنكم تدعون سميعا قريبا، وهو معكم"، وما شابهه.

ثالثا: الأحاديث التي تثبت قربه تعالى ودنوه من عباده؛ مثل حديث: "وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة".

الجواب عن التعارض:

أجمع أهل السنة والجماعة على مذهب واحد في هذه النصوص، وهو مذهب الجمع، فلا تعارض عندهم بينها، وإنما أتى هذا الوهم من أتى، بسبب قياسه الخالق بالمخلوق، وهذا أمر باطل؛ لأن الله تعالى لا شبيه له في ذاته ولا في صفاته.

وبقي التنبيه على بعض الأمور:

1- معية الله تعالى تكون عامة مع الخلق كلهم، ومقتضاها: العلم والإحاطة والقدرة والسلطان، وتكون خاصة بأنبيائه وأوليائه، ومقتضاها: النصرة والإعانة والتأييد.

2- القرب الذي وصف الله تعالى به نفسه ووصفه به رسوله لا ينافي علو الله تعالى، بل هو تعالى -بإجماع السلف- قريب في علوه عالٍ في قربه؛ لأنه تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

3- قرب الله تعالى الوارد في النصوص يكون بمعنى تقريب العبد إليه، وهذا محل إجماع، ويكون بمعنى قربه هو سبحانه بعلمه وقدرته وتدبيره من جميع خلقه، وهذا محل إجماع أيضا، قربه بنفسه، وهذا فيه قولان لأهل السنة.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-20, 10:02 PM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثاني: ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات:


المبحث الرابع: ما جاء في رؤية النبي لربه عز وجل.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث الدالة على عدم الرؤية؛ كحديث: "نور أنى أره"، وما في معناه.

ثانيا: النصوص الدالة على الرؤية كما في حديث ابن عباس قال في قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11]، {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13]، قَالَ: «رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ»"، وفي رواية: "رآه بقلبه".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين الأدلة بإثبات الرؤية الفؤادية ونفي الرؤية البصرية.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-21, 03:42 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثالث: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الأول: ما جاء في مؤاخذة من أساء في الإسلام بعمله في الجاهلية والإسلام.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ما يدل على أن المرء بإسلامه يغفر له ما سلف في جاهليته؛ كحديث: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا؟ وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ؟".

ثانيا: ما يفيد أن المرء إذا أسلم ثم أساء في إسلامه فإنه يعاقب على إساءته في حال إسلامه وفي حال جاهليته كما في حديث: "وَمَنْ أَسَاءَ أُخِذَ بِعَمَلِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَام".

الجواب عن التعارض:

تحمل الإساءة الواردة في الحديث الثاني على الكفر، سواء كان ذلك بارتداده عن الإسلام، أو بكونه دخل في الإسلام ظاهرا، وأما في الباطن فهو باق على كفره؛ بمعنى أنه أسلم إسلام المنافق.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-21, 04:06 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثالث: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثاني: أحاديث الوعد والوعيد.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: أحاديث الوعد، وهي على نوعين:

1- التي فيها أن من فعل كذا دخل الجنة؛ مثل حديث: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة".

2- الأحاديث التي فيها أن من قال كذا أو فعل كذا حرمه الله على النار؛ مثل حديث: "لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان".

ثانيا: أحاديث الوعيد، وهي على ستة أنواع:

1- التي فيها إطلاق لفظ الكفر على بعض الكبائر؛ مثل حديث: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر".

2- التي فيها نفي الإيمان عمن ارتكب بعض الكبائر؛ مثل حديث: "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ".

3- التي فيها براءة النبي ممن ارتكب بعض الكبائر؛ مثل حديث: "من غش فليس مني".

4- التي فيها نفي دخول الجنة لمن ارتكب بعض الكبائر؛ مثل حديث: "لا يدخل الجنة قاطع".

5- التي فيها الوعيد بالنار لمن ارتكب بعض الكبائر؛ مثل حديث: "من كذب علي فليلج النار".

6- التي فيها لعن من ارتكب بعض الكبائر؛ مثل حديث: "لعن الله الواصلة والمستوصلة".

وجه التعارض بين هذه الأحاديث:

أن أحاديث الوعد بنوعيها تفيد أن هذا الفاسق الملّي موعود بدخول الجنة والنجاة من النار وإن ارتكب الكبائر خلا الشرك، ما دام أنه ينطق بالشهادتين ومعه أصل الإيمان، بينما نجد في أحاديث الوعيد بجميع أنواعها ما يفيد أن هذا الفاسق الملّي متوعد بالنار والحرمان من الجنة، وفي بعضها نفي الإيمان عنه وبراءة الرسول منه، بل وإطلاق الكفر عليه عند ارتكابه بعض الكبائر.

الجواب عن التعارض:

الصحيح في هذه النصوص كلها إطلاق القول بها كما جاءت، واعتقاد أن هذا العمل سبب لاستحقاق الوعد أو الوعيد المترتب عليه، لكن لا يحكم على معين بدخوله في هذا الوعد أو ذاك الوعيد حتى تتوفر فيه الشروط، وتنتفي عنه الموانع.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-21, 04:44 AM
الباب الأول: الإيمان بالله، وتحته ثلاثة فصول:

الفصل الثالث: مسائل تتعلق بالإيمان:

المبحث الثالث: ما جاء في مكان سدرة المنتهى.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ما يدل على أن سدرة المنتهى في السماء السابعة؛ كحديث: ".. فأتينا السماء السابعة .. ورفعت لي سدرة المنتهى".

ثانيا: ما يدل على أنها في السماء السادسة؛ كما في حديث: "لما أسري برسول الله انتهى إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة".

الجواب عن التعارض:

الجمع بين هذه النصوص: أن أصلها في السماء السادسة، ومعظمها كأغصانها وفروعها في السابعة.

عبد الله عمر المصري
2014-02-21, 04:49 AM
جزاك الله خيراً

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 05:51 PM
الباب الثاني: اليوم الآخر، وتحته فصلان:

الفصل الأول: أشراط الساعة:

المبحث الأول: ما جاء في ابن صياد، هل هو المسيح الدجال أو غيره؟

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: حديث الجساسة الطويل، وفيه أن تميما الداري رأى المسيح الدجال في جزيرة، وأن النبي –صلى الله عليه وسلم حدث عنه بهذا.

ثانيا: الأحاديث التي وردت عن ابن صياد وبعض أوصافه، وأن بعض الصحابة كان يذهب إلى أنه هو المسيح الدجال.

بيان وجه التعارض:

لما كان ابن صياد فيه بعض أمارات المسيح الدجال اشتبه أمره على بعض الصحابة فمن بعدهم، لا سيما وأنه يصرح بأنه يعرف مكانه، وأين هو الآن، وأنه لو عرض عليه أن يكون المسيح الدجال ما كره، بالإضافة إلى أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تردد في شأنه في أول الأمر حتى إن عمر حلف عنده أن ابن صياد هو الدجال فلم ينكر عليه، وهذا يدل على شدة اشتباه أمره، ولذلك صرح كثير من أهل العلم بأن أمره مشكل.

الجواب عن التعارض:

مما لا شك فيه عند أهل العلم أن ابن صياد دجال من الدجاجلة –هذا قبل أن يدعي الإسلام- وإنما وقع الخلاف بينهم في كونه المسيح الدجال أم غيره.
والراجح: أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال الذي يقتله عيسى بن مريم –عليه السلام-؛ لأن أحاديث ابن صياد محتملة وحديث الجساسة نص في المسألة، ولأدلة أخرى يرجع إليها في الأصل.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 06:05 PM
الباب الثاني: اليوم الآخر، وتحته فصلان:

الفصل الأول: أشراط الساعة:

المبحث الثاني: ما جاء في الدخان هل مضى أم لم يأت بعد؟

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد أن الدخان لم يأت بعد؛ كحديث: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ".

ثانيا: الأحاديث التي وردت عن ابن مسعود ويقطع فيها أن الدخان قد مضى.

الجواب عن التعارض:

ليس هناك أي تعارض؛ فكلام النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الدخان الذي هو علامة من علامات الساعة الكبرى، وهذا لم يأت بعد، وكلام ابن مسعود عن الدخان الذي أصاب قريشا.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 06:16 PM
الباب الثاني: اليوم الآخر، وتحته فصلان:

الفصل الثاني: مسائل تتعلق باليوم الآخر:

المبحث الأول: ما جاء في تعذيب الميت ببكاء أهله عليه.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد أن الميت يُعذب ببكاء أهله عليه؛ كحديث: " إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ".

ثانيا: الأحاديث التي تنفي ذلك؛ كحديث ابن عباس قال: "لما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت: رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، وَقَالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآنُ: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين هذه الأدلة بأن يقال: المسلم إذا كانت النياحة من سنته أو دعا أهله إليها، أو لم ينههم فإنه يعذب بذلك، وإن لم يتلبس بذلك من شيء فإن عذابه هو تألمه وتأذيه لما يرى من عمل أهله، وأما الكافر فيزيده الله عذابا ببكاء أهله عليه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 06:28 PM
الباب الثاني: اليوم الآخر، وتحته فصلان:
الفصل الثاني: مسائل تتعلق باليوم الآخر:

المبحث الثاني: ما جاء في قلة النساء وكثرتهن في الجنة.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد أن النساء في الجنة أقل من الرجال؛ كحديث: "إِنَّ أَقَلَّ سَاكِنِي الْجَنَّةِ النِّسَاء"، وحديث: "اطَّلَعْتُ فِي الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد أن النساء في الجنة أكثر؛ كحديث: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَأ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ".

الجواب عن التعارض:

الراجح: أن النساء من بني آدم في الجنة أقل من الرجال، وأما إذا انضم إليهن الحور العين فيكن في الجنة أكثر من الرجال.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 06:38 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر:

المبحث الأول: زيادة العمر بصلة الرحم.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي فيها أن الأجل مكتوب مقدر لا يزيد ولا ينقص؛ كحديث: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ".

ثانيا: الأحاديث التي فيها أن العمر يزيد بصلة الرحم؛ كحديث: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".

الجواب عن التعارض:

الظاهر: القول بأن صلة الرحم سبب في زيادة العمر، والله تعالى قدّر السبب والمسبب، فمن علم الله أنه سيصل رحمه زاد في أجله، ومن علم منه خلاف ذلك نقص في أجله.

محمود الجيزي
2014-02-28, 10:10 PM
أحسن الله إليك وأثابك....متابعون ،،

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 10:39 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر:

المبحث الثاني: ما جاء في أن الشقي من شقي في بطن أمه مع ورود ما يدل على أن كل مولود يولد على الفطرة.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:


أولا: الأحاديث التي تفيد أن الإنسان قد كتبت عليه الشقاوة أو السعادة قبل أن يولد؛ كحديث: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد أن كل مولود يولد على الفطرة -وهي الإسلام على القول الراجح-؛ كحديث: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ".

بيان وجه التعارض:

على القول بأن الفطرة في الحديث الإسلام –وهو الراجح- قد يتوهم البعض أن هذا الحديث يخالف الأحاديث الأخرى والتي فيها سبق تقدير الشقاوة والسعادة؛ لأنه إذا كان بعض الناس قد كتب عليه أن يكون شقيا فكيف يولد على الإسلام؟

الجواب عن التعارض:

المراد بكتابة الشقاوة والسعادة إنما هو باعتبار المآل والخاتمة، وهذا لا يمنع من أن يكون قبل ذلك مولودا على الإسلام.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 10:49 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر: المبحث الثالث: "والشر ليس إليك".

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد أن الشر من الله تعالى، وأنه واقع بتقديره؛ كحديث: "وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد عدم إضافة الشر إلى الله تعالى؛ كما في حديث: "لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ".

الجواب عن التعارض: أن يقال: المعنى: والشر لا يتقرب به إليك، أو الشر لا يضاف إليك على انفراده، فلا يا خالق الشر، أو أن المعنى أن الله تعالى لا يخلق شرا محضا، وأن الشر الذي يخلفه تعالى ليس شرا بالنسبة إليه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 11:08 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر:

المبحث الرابع: حكم أولاد المشركين في الآخرة.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد أن أطفال المشركين في الجنة؛ كحديث: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَّا الوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الفِطْرَةِ"، فَقَالَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَأَوْلاَدُ المُشْرِكِينَ".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد أن حكمهم التوقف؛ كما في حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوْلاَدِ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: "اللَّهُ إِذْ خَلَقَهُمْ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ".

ثالثا: الأحاديث التي فهم منها بعض أهل العلم أنهم في النار؛ كحديث الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الذَّرَارِيِّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ؟ يُبَيَّتُونَ فَيُصِيبُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيِّهِم ْ، فَقَالَ: "هُمْ مِنْهُمْ".

الجواب عن التعارض:

الراجح مذهب الجمع: وحاصله: أنهم يُمتحنون في عرصات القيامة فيُرسل إليهم رسول، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، أو ترفع لهم نار ويؤمرون باقتحامها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى أدخل النار، وقد جاءت أحاديث بذلك.

وقد اعترض على هذا الجواب بأن الآخرة ليست دار عمل، وبضعف أحاديث الامتحان، وأجيب عن هذين الاعتراضين بأجوبة تنظر في الأصل.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 11:23 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر:

المبحث الخامس: ما جاء في استعمال (لو).

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: ما جاء من النهي عن استعمال "لو"؛ كما في حديث: "وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان".

ثانيا: الأحاديث الدالة على جواز استعمال "لو"؛ كما في حديث "لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ".

الجواب عن التعارض:

الراجح أن "لو" تستعمل على وجهين:

الأول: على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور، وهذا هو المنهي عنه؛ كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ".

الثاني: أن تستعمل لبيان علم نافع؛ كما في قوله تعالى: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا"، أو لبيان محبة الخير وإرادته؛ كما في حديث: "لَوْ أَنَّ لِي مَالاً لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلاَنٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ".

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 11:34 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الأول: القدر:

المبحث السادس: وقت كتابة الملك ما قدر للعبد في بطن أمه.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي تفيد الكتابة بعد الأربعين الثالثة؛ كحديث: "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، وَيُقَالُ لَهُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ".

ثانيا: الأحاديث التي تفيد الكتابة بعد الأربعين الأولى؛ كحديث: "يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ فِي الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ، أَوْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَيُكْتَبَانِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ فَيُكْتَبَانِ، وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَثَرُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ، فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَلَا يُنْقَصُ".

الجواب عن التعارض:

البعض ذهب إلى الجمع، وأن الكتابة تقع أكثر من مرة، والبعض ذهب إلى ترجيح الحديث الأول؛ لأنه متفق عليه، بينما الثاني من أفراد مسلم، وأن الأول أيده أحاديث أخرى، وأنه لم تختلف ألفاظه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-02-28, 11:45 PM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الثاني: مسائل متعلقة بالنبوة:

المبحث الأول: حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي فيها النهي عن التفضيل بين الأنبياء؛ كما في حديث: "لا تخيروا بين الأنبياء"، وحديث: "لا تخيروني على موسى".

ثانيا: الأحاديث التي يفهم منها جواز التفضيل؛ كحديث: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"، وحديث: "فضلت على الأنبياء بست".

الجواب عن التعارض:

التفاضل بين الأنبياء والرسل ثابت وموجود، وبه صرّح القرآن، وأما المفاضلة بين رسولين أو نبيين أو تفضيل رسول أو نبي على عدد من الرسل، أو عدد من الأنبياء على وجه التعيين، فهذا أمر غيبي توقيفي لا بد فيه من دليل.

مع القطع بتفضيل نبينا –صلى الله عليه وسلم- وتفضيل أولي العزم من الرسل؛ لأن الدليل دل عليه.

أبو أمامة عفا الله عنه
2014-03-01, 12:42 AM
الباب الثالث: القدر، ومسائل تتعلق بالنبوة، وتحته فصلان:

الفصل الثاني: مسائل متعلقة بالنبوة:

المبحث الثاني: عدد أجزاء النبوة التي منها الرؤيا.

الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض:

أولا: الأحاديث التي فيها أن الرؤيا جزء من سبعين جزءا؛ كما في حديث: "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة".

ثانيا: الأحاديث التي فيها أن الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا؛ كحديث: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا المُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

ثالثا: الأحاديث التي فيها أن الرؤيا جزء من خمسة وأربعين جزءا؛ كحديث: "أَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا، وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".

الجواب عن التعارض:

يجمع بين هذه الأحاديث فيقال: الاختلاف في عدد الأجزاء إنما يكون على حسب حال الرائي، فكلما كان الرائي أصدق حديثا وأعظم ديانة وأحسن يقينا وأخلص نية؛ كانت رؤياه أقرب الأعداد المذكورة إلى النبوة.


وبهذا نكون قد انتهينا من الفوائد المستخلصة من هذا الكتاب، ولله الحمد والمنة، ونسأله القبول والنفع.

وأنبه على أن هذا الكتاب مليء بالفوائد بخلاف ما ذكرت، وإنما ركزت على مسألة التعارض المتوهم لإزالته -وهذا لبّ الكتاب- لأهميتها ولمجيء الشبهات دائما من هذه الناحية، والله المستعان.

كما أنني أشكر المشايخ الكرام: الشيخ علي عبد الباقي، والشيخ عبد الله عمر المصري، والشيخ محمود الجيزي لمرورهم الكريم.