المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال لطلاب علم السيرة النبوية



أم علي طويلبة علم
2014-01-07, 11:45 PM
على طلاب علم السيرة النبوية معرفة ترتيب مراجع السيرة والتمييز بينها وأهميتها بحسب الإيجاز والتوسع وسلامة المنهج فهذا يساعد طالب العلم على دراسة السيرة والاهتمام بها

فما هي مزايا ومثالب الكتب التاليه :

- سيرة ابن هشام رحمه الله .
-السيرة النبوية لابن اسحاق رحمه الله
- الفصول في اختصار سيرة الرسول للحافظ ابن كثير رحمه الله
- كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب لجلال الدين السيوطي رحمه الله .
- الوفا بتعريف فضائل المصطفى لابن الجوزي رحمه الله
- الشمائل الشريفة للسيوطي رحمه الله
-السيرة النبوية لابن كثير رحمه الله
- صحيح السيرة للألباني رحمه الله
- زاد المعاد لابن القيم الجوزية رحمه الله .
- الرحيق المختوم للمباركفوري رحمه الله .
- مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
- هذا الحبيب يا محب لأبي بكر الجزائري حفظه الله .
- السيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري حفظه الله
- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير لابن سيد الناس
- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي.
- كنور اليقين في سيرة سيد المرسلين للخضري .
- السيرة النبوية
- اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون لموسى بن راشد العازمي
- المغازي النبوية لمحمد بن عمر الواقدي
- الطبقات الكبري لابن سعد
- الاكتفاء في مغازي رسول الله والثلاثة الخلفاء للكلاعي الأندلسي
- دلائل النبوة للبيهقي
-إمتاع الأسماع لما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع لتقي الدين المقريزي

محمد طه شعبان
2014-01-08, 12:05 AM
فأما الكتابان الأولان, وهما ((مغازي ابن إسحاق)) و((سيرة ابن هشام)), فهما عمدة كتب السيرة, وهما أقوى مصدرين لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم, بعد كتب السنة, ولكن يعاب عليهما وجود بعض الضعيف بل والموضوع فيهما.
كما أن ((مغازي ابن إسحاق)) بها جزء كبير مفقود, ولكن يعوضه أهل العلم بما في ((سيرة ابن هشام)) حيث إنه نقل مغازي ابن إسحاق بِرُمَّتِهَا.

محمد طه شعبان
2014-01-08, 12:08 AM
وأما ((الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)) فهو كتاب جيد ورائع, ويعد بداية جيدة للمبتدئ في دراسة السيرة النبوية, وتذكرة للمنتهي

محمد طه شعبان
2014-01-08, 12:12 AM
وأما ((السيرة النبوية لابن كثير)) فتتميز بأنها جامعة لِجُلِّ أحداث السيرة, إن لم تكن كلها, ولكن يعيبها أنها ليست منقحة, فلا يستفيد منها كل أحد, وإنما المتخصصون فقط, وهذه كانت عادة بعض الأئمة أنه كان يجمع جميع روايات الموضوع صحيحها وضعيفها, ثم يترك التنقيح بعد ذلك لغيره من العلماء؛ ومن هؤلاء الإمام الطبري والإمام ابن كثير رحمهما الله

محمد طه شعبان
2014-01-08, 12:14 AM
وأما ((صحيح السيرة النبوية)) للألباني, فهو كتاب رائع, ولا يعيبه إلا أنه لم يكمل, ولو كَمُلَ لكان من أَجَلِّ مشاريع العلامة الألباني رحمه الله

محمد طه شعبان
2014-01-08, 12:16 AM
ونكمل فيما بعد إن شاء الله
ونرجو مشاركة الإخوة

أبو مالك المديني
2014-01-08, 06:03 PM
مغازي الواقدي ـ وإن كان العلماء ـ يقبلونه في السير والمغازي ، إلا أنه ينفرد بأشياء ، ويأتي بأحاديث مرفوعة ، فما انفرد به أو ذكره مرفوعا ، ولم يتابعه أحد ، فحينئذ لا يحتج به ، والله أعلم .
وطبقات تلميذه ابن سعد من أجل كتب المتقدمين في المغازي والسيرة ، ولكن ما ينقله عن شيخه محمد بن عمر الواقدي ، فينطبق عليه ما ذكرناه سابقا . أما غيره فينظر في إسناده ، كبقية المصادر ، والله أعلم .

أبو مالك المديني
2014-01-08, 06:11 PM
وما يتعلق بدلائل البيهقي فهو كتاب مسند أيضا ، وفيه ينقل عن ابن إسحاق وغيره ، ويجمع بين الصحيح وغيره ، فهو في بابه عمدة أيضا .
وأما كتاب المقريزي إمتاع الأسماع ، فالمقريزي مؤرخ كبير واقتصادي عظيم ، وصاحب فن في المغازي والسيرة ، وكتاباته نافعة ، يستفاد منها جدا .

أبو مالك المديني
2014-01-08, 06:12 PM
وأما الرحيق المختوم ، فهو رحيق حقا . كتاب نافع جدا .

أم علي طويلبة علم
2014-01-08, 11:39 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم واصلوا وصلكم الله بهداه

أم علي طويلبة علم
2014-01-09, 10:06 AM
قال الكتاني رحمه الله في الرسالة المستطرفة ص 199 حول كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد :

"وهي من أحسن كتب المتأخرين في السيرة النبوية وأبسطها ، انتخبها من أكثر من ثلاثمائة كتاب ، وتحرى فيها الصواب ، وأتى فيها من الفوائد بالعجب العجاب ، وقد زادت أبوابه على سبعمائة ، وختم كل باب بإيضاح ما أشكل فيه ، مع بيان غرائب الألفاظ ، وضبط المشكل."

أم علي طويلبة علم
2014-01-09, 10:15 AM
كتاب الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية لمحمد طه شعبان ،قال :

" (الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية)، وهو عبارة عن شرح لمتن (الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية) لشيخنا الشيخ وحيد بن بالي حفظه الله، حاولت في هذا الشرح أن أذكر في كل حدث جميع ما صح فيه؛ فاعتمدت على كتب السنن أولا، ثم ما روي بأسانيد مقبولة في كتب السيرة، ثم ما كان عليه اتفاق أو شبهه من المؤرخين، وأخرجت ما كان منكرا، أو ما نص العلماء على عدم ثبوته . "

أم علي طويلبة علم
2014-01-09, 10:21 AM
قال الكتاني رحمه الله في الرسالة المستطرفة ص198 :

"( سيرة أبي الربيع سليمان بن موسى بن سليمان بن حسان الحميدي الكلاعي (1) البلنسي ) ... :( الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء)
و ( شرحها لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام البناني ) بفتح الباء وتشديد النون الفاسي المتوفى بها : سنة ثلاث وستين ومائة وألف في خمس أو ست مجلدات ".

______________________________ ______________
(1) الكلاعي : نسبة إلى ذي الكلاع ، قبيلة من حمير .

أبو مالك المديني
2014-01-09, 10:56 PM
قال الكتاني رحمه الله في الرسالة المستطرفة ص 199 حول كتاب سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد :

"وهي من أحسن كتب المتأخرين في السيرة النبوية وأبسطها ، انتخبها من أكثر من ثلاثمائة كتاب ، وتحرى فيها الصواب ، وأتى فيها من الفوائد بالعجب العجاب ، وقد زادت أبوابه على سبعمائة ، وختم كل باب بإيضاح ما أشكل فيه ، مع بيان غرائب الألفاظ ، وضبط المشكل."
والصالحي كثيرا ما يأخذ عن شيخه السيوطي، رحمهما الله .

أبو مالك المديني
2014-01-09, 11:09 PM
وفي الحقيقة أن كتاب الصالحي ( سبل الهدى والرشاد ) قد توسع جدا وعقد في الكتاب أبوابا كثيرة ، لكن فيه كثير من الروايات التي لا تصح ، وخلط فيه بين الغث والسمين ، واعتمد على ما جاء في السيرة دون تبيين لها ، فلا بد من تمحيص هذه الروايات التي يوردها رحمه الله .

أم علي طويلبة علم
2014-01-09, 11:40 PM
بارك الله فيكم ،، هل من مزيد عن كتب السيرة ؟

أبو مالك المديني
2014-01-09, 11:56 PM
أما زاد المعاد في هدي خير العباد، لابن القيم ، فلا يسأل عنه ، فهو قيم جدا ، من خير ما ألفه ابن القيم ، ولما لا وقد أعطى الله لهذا الإمام بسطة في العلم والهدى ـ نحسبه والله حسيبه ـ رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وألحقنا به وبسائر الأئمة في الصالحين .

أبو مالك المديني
2014-01-10, 12:03 AM
أما عن مختصر السيرة للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .
كما ذكرنا أن كتاب زاد المعاد في خير هدى العباد من خير ما ألَّفه الإمام ابن قيم الجوزية ومن المعارف الرائعة التي تشهد له بالإمامة ووفرة العلم والتحرر من التقليد . وقد عرض فيه المؤلف رحمه الله ، صورة واضحة لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه ، وتصرفاته العامة والخاصة بأسلوب سهل ليقتدي به المسلم ويسيرعلى منهاج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ثم جاء شيخ الإسلام إمام الدعوة، فانتقى من كتاب زاد المعاد هذا المختصر الطيب لينتفع به المسلمون في شئونهم الدينية والدنيوية ، كي يتخذه المسلم زادا لمعاده وقدوة لسلوكه ليحقق قوله عز وجل : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا } .

أفقر الخلق إلى الله
2014-01-10, 11:04 AM
كتاب الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية لمحمد طه شعبان ،قال :

" (الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية)، وهو عبارة عن شرح لمتن (الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية) لشيخنا الشيخ وحيد بن بالي حفظه الله، حاولت في هذا الشرح أن أذكر في كل حدث جميع ما صح فيه؛ فاعتمدت على كتب السنن أولا، ثم ما روي بأسانيد مقبولة في كتب السيرة، ثم ما كان عليه اتفاق أو شبهه من المؤرخين، وأخرجت ما كان منكرا، أو ما نص العلماء على عدم ثبوته . "

وأرى أن المؤلف قد وفى إلى حد ما بشرطه في الكتاب

أم علي طويلبة علم
2014-01-10, 02:26 PM
قال الكتاني رحمه الله في الرسالة المستطرفة ص 197 :


( كسيرة أبي الفتح بن سيد الناس الصغرى ) وهي المسماة : ( بنور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ) مختصرة من ( الكبرى ) المسماة : ( بعيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ) وعلى ( الصغرى ) تعليقة ( لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي ) سبط ( ابن العجمي ) وهي المسماة : ( نور النبراس في شرح سيرة ابن سيد الناس )

و ( الدرر في أختصار المغازي والسير ) ( لأبي عمر بن عبد البر ) و ( خلاصة سير سيد النبيين ) ( لمحب الدين الطبري ) جمعه من اثني عشر مؤلفا .

أبو مالك المديني
2014-01-10, 05:14 PM
نفع الله بكم .
أما عن الدرر لابن عبد البر فهو كتاب مسند للسيرة ، جيد في بابه ، جمع أبوابا متعددة ، ولم يستوعب كثيرا من السيرة ، بل هو مختصر ، واعتمد على موسى بن عقبة ، وابن إسحاق ـ بروايات متعددة ولم يعتمد على رواية زياد البكائي وحده ، حيث اعتمد ابن عبد البر على رواية ابن هشام الذي يروي عن البكائي، بل زاد غيرها، كرواية يونس بن بكير وغيرها أيضا ـ ونقل عنه نصوصا سقطت من مطبوعه ، وأبي داود كثيرا ، من طريق محمد بن بكر المعروف بابن داسة التمار ، وقد قال أبو عمر رحمه الله في مقدمة الكتاب : هذا كتاب اختصرت فيه ذكر مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابتداء نبوته، وأول أمره في رسالته ومغازيه وسيرته فيها، لأني ذكرت مولده، وحاله في نشأته، وعيونا من أخباره في صدر كتابي في الصحابة، وأفردت هذا الكتاب لسائر خبره في مبعثه وأوقاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختصرت ذلك من كتاب موسى بْن عقبة، وكتاب ابن إسحاق رواية ابن هشام وغيره، وربما ذكرت فيه خبرا ليس منهما، والنسق كله على ما رسمه ابن إسحاق، فذكرت مَغَازِيَهُ وسيره على التقريب والاختصار، والاقتصار على العيون من ذلك دون الحشو والتخليط، وإلى الله أرغب في العون على الأمل فيه، والتوفيق لما يرضيه، وهو حسبي لا شريك له .

أبو مالك المديني
2014-01-10, 05:40 PM
وهناك كتاب صحيح السيرة النبوية لإبراهيم العلي رحمه الله ، وقد قدم للكتاب الدكتور عمر الأشقر والدكتور همام سعيد .
وأما كتاب السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم ضياء العمري ، فهو جيد أيضا .

أم علي طويلبة علم
2014-01-24, 07:07 PM
سئل الشيخ الإمام ابن باز -رحمه الله-:
ما هو رأيكم في السيرة لابن هشام؟
[الجواب]
كتاب جيد ومفيد، كتاب عظيم ومفيد، لكن في أخباره ما هو صحيح وما هو ضعيف، ولكنه كتاب مفيد وهو مختصر السيرة لابن إسحاق -رحمه الله- وفيه فوائد كثيرة.


http://www.binbaz.org.sa/mat/10487

وسئل الشيخ رحمه الله أيضا :


أفيدوني -لو تكرمتم- عن كتاب (البداية والنهاية)، ثم رشحوا لي بعضاً من الكتب لتكون نواةً لمكتبتي؟ جزاكم الله خيراً.

البداية والنهاية كتاب عظيم للحافظ ابن كثير رحمه الله، فهو تاريخ عظيم إسلامي، ذكر فيه أخبار الأنبياء الماضيين، ثم ذكر فيه نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرته، ثم ذكر مغازيه عليه الصلاة والسلام، ثم ذكر ما بعده إلى القرن الثامن، إلى نصف القرن الثامن، فينبغي اقتناؤه والاستفادة منه فهو كتاب عظيم، ذكر فيه الأحاديث والآثار وكلام أهل العلم في التاريخ فهو كتاب جيد وننصحك باقتناء الكتب المفيدة مثل المغني لموفق الدين ابن قدامة، مثل شرح المهذب للنووي، مثل مجموع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، مثل مجموعة رسائل أئمة الدعوة، مثل فتح المجيد، مثل تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، كتاب التوحيد، كتب الشيخ محمد رحمه الله، كتاب مختصر السيرة النبوية، والسيرة أيضاً لابنه عبد الله، كلها كتب جيدة، بلوغ المرام، تحفظ ما تيسر منه، عمدة الحديث، منتقى الأخبار، نيل الأوطار شرح المنتقى، تفسير الشوكاني، تفسير البغوي، تفسير ابن كثير، كلها كتب مفيدة جيدة.

http://www.binbaz.org.sa/mat/10500

أم علي طويلبة علم
2014-01-24, 07:39 PM
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

السؤال: ما أفضل الكتب المؤلفة في السيرة النبوية يا فضيلة الشيخ؟
الجواب

الشيخ: هذه المشكلة السيرة النبوية ألفت فيها كتبٌ كثيرة لكن بعضها ليس له سند ولكنها اشتهرت بين الناس ثم كتبت في الكتب من أحسن ما رأيت وأنا لم أرَ شيئاً كثيراً من كتب التاريخ والسيرة البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله وإذا أشكل عليك شيء منها يعني إذا قرأت وأشكل عليك شيء فابحث عنه بحثاً خاصاً مثل أن تروى قصة قصة واقعة منسوبة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو لغيره من الصحابة فابحث عنها وعن سندها حتى يتبين لك المهم أن من خير ما قرأت وأفيده في هذا الموضوع كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله.

http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8850.shtml

أم علي طويلبة علم
2014-01-24, 07:52 PM
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في لقاءات الباب المفتوح


من أفضل كتب السيرة:

السؤال: ما هي كتب السيرة التي ينصح فضيلتكم باقتنائها والإطلاع عليها؟

الجواب:


السيرة النبوية الواقع أن فيها أشياء ضعيفة مما نقل، وفيها أشياء صحيحة، ومن أحسن ما رأيت زاد المعاد لابن القيم ، على أنه رحمه الله أحياناً يأتي بآثار غير صحيحة، لكنه من خير ما رأيت، وكذلك من بعده البداية والنهاية لابن كثير فإنها جيدة، ولكن لو شاء الإنسان أن يأخذ كل قضية وحدها فيدرسها ويراجع عليها كلام أهل العلم ثم يلخصها في كتاب له خاص أو ينشره ويكون عاماً فهذا حسن. وإنني أتمنى أن يوجد طالب علم يحرص على هذه المسألة وينقح السيرة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين مما شابها من الآثار الضعيفة أو المكذوبة.


(63/21)

أم علي طويلبة علم
2014-01-25, 01:56 PM
كتاب ( صحيح السيرة النبوية ما صح من سيرة رسول الله (ص) وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه للحافظ ابن كثير ) للشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
قال الناشر في مقدمته :
" ... فعزم على خدمة سيرة رسول الله (ص) ، وشرح الله صدره لتمييز الصحيح من الضعيف من كتاب ( السيرة النبوية ) للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ، وبدأ تحقيقه لهذا الكتاب في الشارقة ، وسمى مشروعه هذا :
( صحيح السيرة النبوية ) ما صح من سيرة رسول الله (ص) وذكر أيامه وغزواته وسراياه والوفود إليه للحافظ ابن كثير.
واستدرك فيه على ابن كثير العديد من الاستدراكات المهمة ، ولكن الله توفى الشيخ قبل أن يكمل مشروعه ، وتوقف عمله فيه عند ( فصل الإسراء والمعراج ) رحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، وحشره في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ... "

أبو مالك المديني
2014-01-25, 10:58 PM
نفع الله بكم .
وهناك كتاب : جهود علماء المسلمين في تمييز صحيح السيرة النبوية من ضعيفها
د. عبدالكريم عكيوي

أبو مالك المديني
2014-01-25, 11:05 PM
ومن كلامه : ومن الأسباب العلمية أيضا التي حملت المحدِّثين على العناية بنقد أخبار السيرة وتصحيحها، أن استحضار أحوال عصر النبوة وأخبار المغازي له فائدة في نقد الأحاديث والأخبار. فنقد الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يتوقف على عرضه على الوقائع التي صحت في السيرة النبوية. وبناء على هذا الأصل تم نقد كثير من الأحاديث، وسيأتي شيء من ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى. فهذه هي الأسباب التي حملت المحدِّثين على العناية بتحقيق السيرة النبوية. ولهذا نجد أخبار السيرة مبثوثة في كتب الحديث ودواوين السنة، ومنها ما خصص فيه المؤلفون كتبا للمغازي والسير مثل ما فعل البخاري في جامعه الصحيح حيث عقد كتاباً للمغازي، أخرج فيه ما صح عنده من أخبار المغازي. ومعنى ذلك أن السيرة النبوية عند المحدِّثين جزء من السنة النبوية.ومع مرور الزمن صارت السيرة النبوية علما قائما بذاته، فانفصلت عن الحديث، فوجدت كتب خاصة بها دون غيرها، واشتهر من علماء الإسلام طائفة ممن لهم عناية واهتمام بالتواريخ والسير والمغازي وأخبار الإسلام، وهم المعروفون بأئمة المغازي أو الأخباريين. وكان الغالب على هؤلاء الجمع والتقميش، دون الفحص والتفتيش، فوجد بذلك التساهل في كتب المغازي والسير. يقول الدكتور فاروق حمادة: "ومما ينبغي التنبه له… أن كتب السير ومثلها كتب التاريخ تسوق كل ما ورد في الباب مما صح أو لم يصح من الأخبار لتمحيصه وغربلته لا قطعا منهم بصحته، ولا جزما بصدقه…وفي هذا يقول الحافظ زين الدين العراقي المتوفى 806 ه في فاتحة ألفيته في السيرة النبوية:
وليعلم الطالبُ أنَّ السِّيرا ... تجمع ما صح وما قد أنكرا
والقصد ذكر ما أتى أهل السير ... به وإن إسناده لم يعتبر
ولهذا كان الأئمة عبر العصور يتتبعون ما ورد في كتب السير ويبينون ما فيه من الضعيف والواهي والموضوع"(1). ومعنى ذلك أن منهج النقد الذي وضعه المحدثون، لم يكن له حضور عند أكثر من كتب في السيرة النبوية وتاريخ الإسلام، فكانوا يسوقون الأخبار والروايات من غير نقد ولا تمحيص. ولهذا بقي المحدثون يتتبعون أخبار السيرة النبوية بالنقد والتمحيص ليتميز الصحيح فيها من الضعيف. وبفضل جهود المحدِّثين والاعتماد على مناهجهم أمكن لعلماء الإسلام التمييز بين الصحيح من السيرة النبوية وضعيفها، وذلك لدقة مناهجهم وقوة مسالكهم في النقد. ويمكن بيان منهج المحدِّثين في نقد أخبار السيرة النبوية في الخطوات الآتية:
1- استقصاء مصادر الخبر وطرقه ورواته وألفاظه وصيغه:
إن الناظر في كتب المحدِّثين والمتتبع لتصرفاتهم في التصحيح والتضعيف، يستوقف نظره ولوع علماء الحديث ونقاده بجمع طرق الحديث الواحد واستقصاء الأسانيد التي ورد بها، وحصر طرقه ومخارجه التي أتى منها، وبلغ منهم ذلك أَنْ حَمَلَ بعضَ مَنْ لم يعرف مسلك المحدِّثين على وصفهم بزوامل للأسفار.
أو كما قال بعضهم:
زوامل للأشعار لا علم عندها ... لعمرك ما يدري البعير إذا غدا
بجيدها إلا كعلم الأباعر ... بأحماله أو راح ما في الغرائر(2)
إلى آخر كلامه ....
__________
(1) مصادر السيرة النبوية وتقويمها " للدكتور فاروق حمادة ص 104، وانظر "السيرة النبوية الصحيحة" للدكتور أكرم ضياء العمري 1/39-40.
(2) "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة ص 17. والغرائر جمع غِرارة، وهي:وعاء من الخيش ونحوه توضع فيه الحبوب.

أم علي طويلبة علم
2014-01-26, 09:12 AM
نقل قيم بارك الله فيكم ،، نرجو تكملة
منهج المحدِّثين في نقد أخبار السيرة النبوية

أبو مالك المديني
2014-01-27, 09:22 PM
بارك الله فيكم .
إليكم أختي الكريمة تكملة كلامه :
وذلك لما رآهم لا يكتفون بالسند الواحد للحديث حتى يضموا إليه غيره، وكانوا يفرحون بذلك؛ لأنه الطريق إلى معرفة هذا الحديث والحكم الصحيح عليه، ومعرفة أوصافه، وكل ما يمكن أن يعرض للأحاديث، ولهذا يقول يحيى بن معين: "لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجها ما عقلناه"(1). فكلما توسع الناظر في الحديث في جمع الطرق وتتبع الأسانيد التي ورد بها، كثرت فوائده وضَعُفَ احتمال غَلَطه في الحكم على الحديث، وعرف من ذلك ما لم يعرفه لو وقف عند السند الأول الذي وقف عليه أولاً. يقول الإمام أحمد: "الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضا"(2). فكل سند للحديث الواحد يأتي بفائدة جديدة في الحكم على الحديث ومعرفة صفته، ولهذا جعل المحدثون الطريق الواحد بمنزلة خبر مستقل ولو كانت الطرق كلها تحكي عن الواقعة نفسها وتحمل المتن نفسه، وكانوا في العد يجعلون كل طريق حديثا واحدا، وفي هذا المعنى يقول الإمام مسلم بن الحجاج في بيان مسلكه في صحيحه:" إنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقسمها على ثلاثة أقسام، وثلاث طبقات من الناس، على غير تكرار إلا أن يأتي موضع لا يستغنى فيه عن ترداد حديث فيه زيادة معنى أو إسناد يقع إلى جنب إسناد ؛ لعلة تكون هناك؛ لأن المعنى الزائد في الحديث المحتاج إليه يقوم مقام حديث تام، فلابد من إعادة الحديث الذي فيه ما وصفنا من الزيادة."(3) فصرح أن الزيادة في الإسناد تقوم مقام حديث تام.
ويتأكد هذا خاصة في أخبار السير والمغازي لأنها في الغالب عبارة عن حكايات لوقائع وحوادث، وهذه الحوادث تكون متلاحقة، والرواة لها ليسوا كلهم في مرتبة واحدة من الحفظ والضبط، فيحفظ بعضهم ما لم يحفظ غيره، ويروي بعضهم ما لا يرويه غيره. ولهذا نص المحدثون على ضرورة استقصاء طرق الخبر وتتبع أسانيده التي ورد بها، حتى يمكن حصر صيغه واستكمال وقائعه وأجزائه. فكل إسناد من أسانيد الحديث الواحد لا يخلو في الغالب من فوائد وزيادات في نص الحديث ومتنه. فأسانيد الخبر تتعدد بتعدد رواة ذلك الخبر ونقلته، والرواة والنقلة يختلفون في الحفظ والاستيعاب، وقد ينقل بعضهم ما غفل عنه الآخر، ولا سيما في نقل الأحاديث الطويلة ورواية الوقائع المتلاحقة الحوادث، والنوازل المتنوعة المشاهد والمواضع، فمن اقتصر على سند واحد فقد اكتفى برواية واحدة، فلم يؤمن عليه ألا يكتمل عنده متن الحديث، وأن تغيب عنه أجزاء كثيرة من الواقعة، أو يقف على الحديث بمعناه دون لفظه، فلا مناص من البحث عن الروايات الأخرى. وما أكثر الأخبار الواردة في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يمكن استكمال وقائعها وجمع أجزائها إلا بجمع الروايات المختلفة واستقصاء أسانيدها وطرقها؛ ولهذا وجد عند بعض علماء المغازي ورواة السيرة النبوية ما سماه بعضهم بالسند الجماعي: وهو أن يجمع الراوي في الرواية بين أكثر من واحد ممن سمع منه الواقعة، ويضم سماعاته منهم بعضها إلى بعض لتستقيم الواقعة وتكتمل أجزاؤها، ولو اقتصر على الواحد لجاءت الواقعة قاصرة؛ لأن هؤلاء روى بعضهم من الواقعة ما لم يرو غيره؛ لأن كل واحد حفظ ما لم يحفظ غيره، فلابد من ضم ذلك كله بعضه إلى بعض.
وهذا من منهج إمام الحديث والمغازي في عصره ابن شهاب الزهري، فقد أخرج البخاري بسنده عنه في قصة الإفك، قال الزهري: حدثني عروة ابن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة ابن مسعود عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، وكلهم حدثني طائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا، وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة وبعض حديثهم يصدق بعضا، وإن كان بعضهم أوعى له من بعض." قال الحافظ ابن حجر في شرح قول الزهري "وبعضهم كان أوعى..": "هو إشارة إلى أن بعض هؤلاء الأربعة أميز في سياق الحديث من بعض من جهة حفظ أكثره، لا أن بعضهم أضبط من بعض مطلقاً، ولهذا قال: "أوعى له" أي للحديث المذكور خاصة… وحاصله أن جميع الحديث عن مجموعهم لا أن مجموعه عن كل واحد منهم". فهذا هو المنهج الذي وضعه المحدثون لجمع الأخبار الطويلة التي تتفرق أجزاؤها بحسب تفاوت حفظ الحفاظ، عندما يروي بعضهم ما لم يرو غيره. فلاستكمال الأخبار لابد من تتبع أسانيدها واستقصاء طرقها، فتجتمع بذلك ألفاظه وصيغه، فيكتمل متنه. وهذا المسلك هو المعروف عند علماء الحديث بالمتابعات أي أن المحدث لا يكتفي بالحديث الواحد في مصدر واحد بسند واحد وإنما يبحث له عن أسانيد أخرى فإن وجدت فالحديث له متابعات، وهي مما يتقوى بها الحديث، وإذا لم تكن له متابعات سموه فرداً غريباً.
وأما الفائدة الثانية: فهي أن اعتبار المصادر المتنوعة وضم بعضها إلى بعض، يتم به استكمال الخبر وجمع أطرافه؛ لأن كل مصدر إنما يورد منه طرفا أو جزءا، فبعضها يكمل بعضا. وإن هذا المنهج الذي وضعه المحدثون منهج عام يصلح في النقد التاريخي عامة، وليس في الحديث والسيرة النبوية فقط. وقد عبر المؤلفون في النقد التاريخي في العصر الحاضر عن هذا المسلك بتعابير مختلفة، لكنها لا تخرج في حقيقتها عما سطره المحدثون. فقد نصوا على أن منهج النقد التاريخي يقوم أولا على استقصاء الخبر في جميع المصادر المتوافرة، ولا يجوز للناقد أن يزدري أي مصدر قد يرد به الخبر.
إن المؤرخ الذي يقف على خبر تاريخي في مصدر من المصادر أو في وثيقة، لا يكتفي بهذا الخبر من خلال مصدر واحد وإنما يجب عليه استقصاء مصادر الخبر ومظانه المتنوعة. واستقصاء مصادر الخبر "يقتضي عدم الاكتفاء بما يبين للعين أو يعثر عليه بأيسر جهد، بل يتطلب الاستقصاء البعيد والتفتيش الدقيق في كل ركن وزاوية أملا في أن ينكشف شيء جديد". فكلما عثر المؤرخ على الخبر المنظور فيه في مصدر عَبَرَ منه إلى غيره، فينظر في الخبر الواحد من خلال مصادر عديدة وشواهد متنوعة، " فلا يزدري أيا من المصادر أو يهمله؛ لأن أقلها لدى النظرة الأولى قد يغدو بعد التحقيق أكثرها خطورة، وأغناها بالمعلومات". فهذا ما نص عليه المحدثون لما ذكروا وجوب تتبع مصادر الخبر واستقصاء أسانيده ومخارجه، وبهذا تمكن علماء الإسلام من جمع أخبار السيرة النبوية.
2- تحكيم علم الرجال وقواعد الجرح والتعديل:
وهذا أيضا منهج راسخ عند المحدِّثين. فقد اشترط المحدثون لمن ينظر في الخبر لتحقيقه ومعرفة درجته من حيث الصحة والضعف، أن يستحضر أحوال رواته من جهة العدالة والضبط، ومن جهات أخرى لا صلة لها بالعدالة ولا بالضبط، مثل حياة الراوي، مولدا ووفاة، وبلدا ورحلة وتواريخ ذلك كله. بل إنه في بعض الحالات قد يعرف عدالة الرجل وضبطه، لكنه مع ذلك يحتاج إلى أخباره الأخرى، مثل حاجته إلى معرفة البلاد التي دخلها، ومقامه بين أقرانه وغيره ممن يشاركه في الرواية، وفهمه لهذا الحديث الذي يرويه وعلمه به، والطريقة التي تحمل بها هذا الحديث، وتاريخ سماعه، وتاريخ التحديث به.وكلما توسع الناظر في الحديث في استحضار ذلك، حصلت له فوائد جليلة، ولا سيما إذا كان للحديث المنظور فيه معارض، فيحتاج إلى الحكم بالنسخ أو التوفيق أو الترجيح، وإن كثيرا من ضوابط الترجيح ترجع إلى أحوال رواة الحديث من هذه الجهات المختلفة. ولهذا ذكر المصنفون في مصطلح الحديث أنواعا كثيرة تتعلق بأحوال الرواة وأخبارهم، ونصوا على ضرورة استحضارها. وهذه الأنواع هي :
معرفة صفة من تقبل روايته ومن ترد.
معرفة الصحابة.
معرفة التابعين.
معرفة رواية الأكابر عن الأصاغر.
معرفة رواية الأقران.
معرفة الأخوة.
معرفة رواية الآباء عن الأبناء.
معرفة رواية الأبناء عن الآباء.
معرفة من اشترك في الرواية عنه اثنان تباعد ما بين وفاتيهما.
معرفة من لم يرو عنه إلا واحد.
معرفة من ذكر بأسماء أو صفات مختلفة.
معرفة المفردات من الأسماء والكنى والألقاب.
معرفة الأسماء والكنى ومن اشتهر بها.
معرفة كنى المعروفين بالأسماء.
معرفة ألقاب المحدِّثين والرواة.
معرفة المؤتلف والمختلف.
معرفة المتفق والمفترق.
معرفة المنسوبين إلى غير آبائهم.
معرفة النسب التي على خلاف ظاهرها.
معرفة المبهمات من الرجال والنساء.
معرفة الثقات والضعفاء.معرفة من اختلط من الثقات.
معرفة طبقات العلماء والرواة.
معرفة الموالي والمنسوبين إلى القبائل منهم.
معرفة أوطان الرواة وبلدانهم.
معرفة رواية الصحابة بعضهم عن بعض والتابعين بعضهم عن بعض.
معرفة ما رواه الصحابة عن التابعين عن الصحابة.
معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه وعكسه.
معرفة من وافقت كنيته كنية زوجه.
معرفة من وافق شيخه اسم أبيه.
معرفة من اتفق اسمه واسم أبيه وجده.
معرفة من اتفق شيخه والراوي عنه.
معرفة من وافق اسمه نسبه.
معرفة الأسماء التي يشترك فيها الرجال والنساء.
معرفة من لم يرو إلا حديثا واحدا.
معرفة الحفاظ وما اختص به كل منهم من ناحية العلم.
ويظهر أن هذه الأنواع تتعلق بأحوال الرواة وأخبار الرجال من جهات مختلفة زائدة على العدالة والضبط. وباستحضار هذه الجهات كلها من أخبار الرواة، تمكن المحدثون من تحقيق الأخبار وتمييز الصحيح من غيره، والترجيح بين الأخبار المختلفة. فكان الناقد يسمع الخبر أو يقف عليه في مصدره المكتوب، فيستحضر جميع ما يتصل بالرجل الذي رواه في حياته وأحواله وتواريخ مولده ووفاته ورحلاته والبلاد التي دخلها، ومن لقيه من الرجال والشيوخ، وكانوا يستحضرون هذه الأخبار حتى بالنسبة للصحابة رضوان الله تعالى عليهم، فإنهم وإن كانوا عدولا، فإن الاعتبار بأخبارهم وأحوالهم وتواريخهم وتراجمهم له فائدة في نقد مرويات السيرة النبوية خاصة.
__________________

(1) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" 2/212.
(2) المصدر نفسه.
(3) مقدمة صحيح مسلم بشرح النووي 1 / 48 -49.

أم علي طويلبة علم
2014-01-27, 10:06 PM
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، هل هذا النقل من كتاب : جهود علماء المسلمين في تمييز صحيح السيرة النبوية من ضعيفها لعبدالكريم عكيوي ؟

أبو مالك المديني
2014-01-28, 06:43 PM
نعم ، نفع الله بكم .

أم علي طويلبة علم
2014-03-22, 05:50 PM
للرفع

أم علي طويلبة علم
2014-07-27, 10:05 PM
السيرة النبوية الصحيحة لدكتور أكرم ضياء العمري 82-87 :

"... ومن أبرز المصادر التي وصلت إلينا في السيرة:

(سيرة ابن هشام): وهي تهذيب لسيرة ابن إسحق ، حيث حذف ابن هشام منها كثيراً من الإسرائيليات والأشعار المتنحلة ، وأضاف إليها معلومات في اللغة والأنساب ، مما جعلها - بعد التهذيب - تنال رضا جمهور العلماء.
فليس من مؤلف بعده إلا كان عيالاً عليه. والحق أن الصورة التي تعطيها مغازيه عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم تقترب إلى حد كبير مما أوردته كتب الحديث الصحيحة ، مما يعطي سيرته توثيقاً كبيراً. وقد شرح سيرة ابن هشام الحافظ السهيلي (ت581هـ) في كتابه (الروض الأنف) وهو مطبوع.


ومنها: (الطبقات الكبرى) لمحمد بن سعد (ت230هـ) حيث خصص المجلدين الأولين من كتابه للسيرة. وابن سعد ثقة يتحرى في كثير من رواياته كما يقول الخطيب البغدادي والعسقلاني، لكنه ينقل عن الضعفاء، مثل الواقدي الذي أكثر من النقل عنه حتى اتهمه ابن النديم بسرقة مصنفاته، لكن التدقيق يثبت أن ابن سعد مؤلف له منهجه وأنه يكثر النقل عن الواقدي كما يكثر عن شيوخ آخرين يبرز بينهم عفان بن مسلم وعبد الله بن موسى والفضل بن دكين والثلاثة من ثقات المحدثين.
وقد ذكر الحافظ الذهبي: "ويقولون إن ما رواه عنه - أي الواقدي - كاتبه في الطبقات هو أمثل قليلاً في رواية الغير عنه". .


ومنها: (تاريخ خليفة بن خياط) المتوفي (240هـ)، وهو محدث ثقة من شيوخ الإمام البخاري في (الصحيح). وكتابه تاريخ عام تناول في بدايته أحداث السيرة باقتضاب معتمداً على ابن إسحق بالدرجة الأولى.


ومنها: (أنساب الأشراف) لأحمد بن يحي بن جابر البلاذري (ت279هـ). وهو تاريخ عام مرتب على النسب، وقد خصص البلاذري القسم الأول منه للسيرة. وينظر المحدثون إلى البلاذري نظرة تضعيف، فقد أورد العسقلاني ترجمته في كتابه عن الضعفاء (لسان الميزان) .


ومنها: (تاريخ الرسل والملوك) لمحمد بن جرير الطبري (ت310هـ) حيث خصص قسماً من تاريخه للسيرة. والطبري: ثقة. واعتمد على ابن إسحق بالدرجة الأولى. ومنهج الطبري أنه لا يهتم بنقد الروايات التي يوردها من حيث الصحة والضعف بل يسوقها بأسانيدها، تاركاً للقارئ مهمة التحقيق والترجيح.


ومنها: (الدرر في اختصار المغازي والسير) لابن عبد البر القرطبي (ت463هـ). وهو من أعلام المحدثين في عصره. وقد اعتمد على سيرة ابن إسحق، وسيرة موسى بن عقبة، وتاريخ ابن أبي خيثمة، إضافة إلى كتب الحديث. ولم يصرح بالنقل عن الواقدي إلا في موضع واحد، لكنه أشار إلى روايته لمغازيه. وقد صرح بمتابعة ابن إسحق في البناء العام لكتابه، ولم يتقيد بذكر الإسناد كثيراً.


ومنها: (جوامع السيرة) لابن حزم الظاهري (ت456هـ). وقد تخلى عن طريقة ذكر الأسانيد، ولم يشر إلى مصادره، ورجح بين الروايات، وأثبت في كتابه ما اختاره، وحقق في تواريخ الأحداث، وغلبت عليه طريقة التلخيص فجرد السيرة من الأشعار والقصص.


ومنها: (الكامل في التاريخ) لابن الأثير الجزري (ت632هـ). وهو مؤرخ ثقة. وكتابه في تاريخ عام خصص قسماً منه للسيرة.


ومنها: (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) لابن سيد الناس (ت734هـ). وهو محدث ثقة، وثقه الذهبي وابن كثير. وقد أكثر فيه النقل عن كتب الحديث إلى جانب كتب المغازي التي سبقته، وقد ذكر مصادره في مقدمة كتابه.


ومنها: (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن قيم الجوزية (ت751هـ). وهو من أعلام العلماء في عصره. و كتابه نفيس في الشمائل والآداب والفقه والمغازي، فهو مزيج من ذلك كله.


ومنها: (السيرة النبوية) للحافظ الذهبي (ت748هـ). وهو مؤلف ثقة يمتلك عقلية ناقدة جيدة، وخاصة في استخدام قواعد المحدثين التي يعد من أهل الاستقراء التام فيها. وقد اقتصر على نقد بعض الروايات في كتابه هذا.


ومنها: (البداية والنهاية) للحافظ ابن كثير (ت774هـ). وهو تاريخ عام خصص قسماً منه للسيرة. وابن كثير من الأئمة الثقات المتحققين، وثقه الذهبي والعسقلاني وابن العماد الحنبلي.


ومنها: (إمتاع الأسماع) للمقريزي. وهو ثقة. وقصد الاختصار، وتخلى عن ذكر الإسناد. وقال السخاوي عن (الإمتاع): "فيه الكثير مما ينتقد"..


ومنها: (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية) لأحمد بن محمد القسطلاني (ت923هـ).


ومنها: (شرح المواهب اللدنية) لمحمد بن عبد الباقي الزرقاني (ت1122هـ).
والمواهب وشرحه من الكتب الجامعة في الشمائل والسيرة.


ومنها: (السيرة الحلبية) لبرهان الدين الحلبي (ت841هـ) فيه حشو وقصص إسرائيلي. وقد حذف أسانيد الروايات واكتفى بذكر راوي الخبر وشرح بعض الغريب وإضافة تعليقات أخرى.


ومنها: (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد) لمحمد بن يوسف الدمشقي الشامي (ت942هـ). انتخبها من أكثر من 300 كتاب.


هذا أهم ما وصل إلينا من مصادر السيرة، وهي كما ذكرت تلي من حيث الدقة القرآن الكريم والحديث الشريف.
ولكن هذا لا يعني أن كل ما أوردته كتب السيرة له نفس القيمة من حيث الصحة، بل ولا يشترط أن يكون كله صحيحاً، بل فيه الصحيح والضعيف.
وينبغي عند دراسة السيرة الاعتماد على الصحيح أولاً ثم استكمال الصورة بما هو حسن أو مقارب للحسن، ولا يلجأ إلى الضعيف فيما له أثر في العقائد أو التشريع، ولا بأس من الأخذ به - عندما لا نجد غيره من الروايات القوية - فيما سوى ذلك من أخبار تتعلق بالحث على مكارم الأخلاق أو وصف لعمران أو صناعات أو زرع، أو ما شاكل ذلك.
وهذا المنهج اتبعه أهل الحديث أنفسهم. قال عبد الرحمن بن مهدي (ت197هـ):
"إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شدّدنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال، وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب سهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال"..

إن السيرة بحاجة إلى تمحيص أسانيدها ومتونها، تبعاً لقواعد المحدثين في نقد الحديث. ومما يعين على ذلك أن سائر مصادر السيرة المهمة قد أوردت الروايات تتقدمها الأسانيد، وأن معظم رواة السيرة من المحدثين الذين ترجمت لهم كتب الرجال، وأوضحت حالهم، وبينت ما قيل فيهم من جرح وتعديل.
إن عدم استعمال البعض لهذا المنهج يرجع إلى ما في ذلك من صعوبة وجهد في معرفة الرجال وأحوالهم والتفتيش عنهم، وفي إتقان علوم الحديث والتمرس على تطبيقها في النقد التاريخي ... " .

أم علي طويلبة علم
2014-09-05, 11:23 PM
للرفع