أبوعاصم أحمد بلحة
2014-01-05, 06:35 PM
نفح العبير
من لقاء الشيخين: العثيمين والخضير.
بقلم: تميم بن عبد العزيز القاضي
[متممة، منقحة]
في عصر يوم(الخميس) التاسع والعشرين من شهر صفر، لعام خمسة وثلاثين وأربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية، شرفت بالجلوس في لقاء من أمتع مجالس العلم.
جمع عَلَمين من أجلاء العلماء، وحَبرين دهاقنة الكتب والمخطوطات، على مستوى العالم العربي، أو قل العالم أجمع.
إنهما الشيخان الجليلان:
الشيخ د. عبد الرحمن العثيمين.
وفضيلة الشيخ: د.عبد الكريم الخضير.
وذلك في مجلس الشيخ العثيمين.
وبحضور الشيخ: د. أحمد القاضي، وأربعة من الأفاضل.
امتد اللقاء من أول العصر إلى ما بعد أذان المغرب.
لقاء حافل، وثري، ومطارحات معرفية حول الكتب وطبعاتها(من مائتي سنة)، وأخذ ورد بين هذين (العملاقين) في ذلك المجال، فماذا عساك أن تأخذ أو أن تدع من تلك المحاورات العلمية البهيجة، والمواقف النادرة، وأخبار المكتبات والدور والمخطوطات، ونوادر النسخ والطبعات، فما إن ينتهي د.العثيمين من خبر طبعة إلا ويتبعها د.الخضير بنظيرها، وما إن يذكر هذا قصة مخطوط إلا ويتبعها صاحبه بمثلها، وتخلل ذلك الوقوف على بعض نوادر المخطوطات التي لم تطبع، وقد صورت لكم بعض صفحاتها.
وبعد الجلسة، أخذنا جولة معهما في مكتبة العثيمين النادرة، تخللها الكثير من الكلام على الكتب، وتقييم طبعاتها، ونقد (لاذع) لبعضها.
قد كانت نزهة معرفية مبهجة، ولذة علمية غامرة، تذكرت معها ما قيل عن لذة العلماء بكتبهم، والتي لم يعدلوا بها لذة عرس ولا مال.
***
[كنت قد نشرت وقفات من هذا اللقاء، كتبتها بعده على عجل، وأرسلته لبعض الخواص، ووعدتهم بإتمامه، فطارت به من ليلته الركبان، وانتشر في المشرق والمغرب، فرأيت أن أتمم بعض ما دونته من ذلك اللقاء، رجاء النفع للجميع، وربما امتزج التعبير العربي بالعامي، فهو حكاية عما حصل لا غير].
فمما دار في الجلسة:
-كان اللقاء السابق بين العلَمَين(العثي ين#الخضير): (بالفايت): حسب تعبير الشيخ عبد الكريم.
وتبين أن هذا (الفايت) قبل خمس وثلاثين سنة، في زيارة من الشيخ عبد الكريم لجامعة أم القرى.
*قضية: الاستكثار من الطبعات، أو الاقتصار على أحسنها.
كان رأي الشيخ العثيمين: عدم الاستكثار منها، فإذا طبع كتاب طبعة، ثم طبع أحسن منها، يستبعد السيئة، وينقل تعليقاته عليها، إلا إذا كانت السابقة طبعة قديمة جداً،(غير ملعوب بها) وأما الملعوب بها فيخرجها تماماً، لأنها تضيق المكان، يقول: لست مع من يبالغ في اقتناء الطبعات النفيسة(مثلاً: لسان العرب بعشرة آلاف ريال):
وأما الشيخ الخضير مع الاستكثار، كل نسخة لها ميزة.
-الخضير: ذكر خبر نسخة للآجرومية(طُبعت في روما قبل 600 سنة!!!) عام 1440م !!!
.. بيعت بتسعين ألف ريال.!!![[الأجرومية بتسعين ألف ريال]]
-العثيمين: عَرض علي واحد كتاب مخطوط نفيس جداً، طلب فيه (خمسين ألف ريال)، فرفضه، وصوره ابن عثيمين بخمسة آلاف، وقال: بعه على غيري.
-الخضير: سنة: 99، زرت الشيخ د. محمد مصطفى الأعظمي، فأراني لقطة من صحيح البخاري من تركيا، عليها تعليقات لابن سيد الناس، والحافظ العراقي، والهيثمي، ومجموعة من أهل العلم.
قال له الشيخ عبد الكريم : لماذا لم تصورها كاملة؟
قال الأعظمي: طلبوا على اللقطة الواحدة مثل هذه: ألف ريال، وهي 300 صفحة(يبون ثلاثمائة ألف).
قال الشيخ: لو أنك أتيت بها، وصورت ألف نسخة، وبعتها 1000، لأتت لك بمليون.
فقال الأعظمي: طيب .. لو أتيت بها، وبعتها على واحد بألف، وصورها وباعها بخمسين ريال: قعدت به.
قال الشيخ الخضير: قبل أسبوع: أرسل لي نظام يعقوبي هذه النسخة على ورق أفضل من الأصل.
قال د.العثيمين: وقد أرسل لي نسخة أيضاً.
قال الخضير: هناك نسختان: نسخة النويري(وهي التي أعني).
وهناك نسخة البقاعي.
-العثيمين: أنفس نسخ البخاري هي نسخة عبد المجيد البعلي، وخطه أحسن من المطبعة فيما نُقِل لي: نسخها، وقابلها أربع مرات، ولم يشذ عنها شيء، ويقولون: كان يتوضأ ويصلي ركعتين يسأل الله التسديد، فقرأه على ابن مالك صاحب الألفية، ليضبط شكله،(هي نسخة اليونيني، لأن يونين قرية من قرى بعلبك).
صارت تعرف باليونينية.
أحد المغاربة باع داره واشترى هذه النسخة.
الخضير: النسخة الأصل بحث عنها القسطلاني فلم يجدها، فوجد الفرع، وقابل نسخته على الفرع(18) مرة!! حتى ضبطها.
وبعد مده يقول: وجدت المجلد الثاني من الأصل، فقابل الفرع على الأصل، فلم يختلف ولا نقطة.
ولذا... إذا أراد في الشرح أن يبين اختلاف الروايات قال: (كذا في الفرع كأصله).
العثيمين: هناك مغربي يسمى محمد بن ناصر الدَّرعي، من علماء الحديث.
جاءته نسخة من نسخة اليونيني واشتراها بمائتي مثقال ذهباً (دِرعَة قرية من قرى المغرب، من قرى مدينة تامكروت(هكذا أظنها) شمال المغرب، مكتبة الحمزاوية).
وهي قرية مليانة مَلِي من المخطوطات، وحتى الآن.
قال العثيمين: وقد ذهبت لها، وصورت منها مئات المخطوطات.
*مكتبات الجامعات.
ثم ذكر الشيخ عبد الكريم كلاماً حول مكتبات الجامعات، وكيف أن وجود المهتمين أمثال د.العثيمين يثريها وينعشها، ولذا يوجد فرق كبير بين الجامعات في اقتناء الكتب والمخطوطات.
الجامعة الإسلامية: محمود ميرة.(فذكر الشيخ العثيمين أيضا: الشيخ حماد الأنصاري)
جامعة أم القرى: ابن عثيمين.
جامعة الإمام: عبد الله العسيلان.
- - -
*لقطة عابرة:
-د.الخضير للعثيمين: لو يبي يعرض عليك يا أبو اسليمان: شرح أبي حيان على الألفية، طبع أمريكا..
ابن عثيمين مقاطعا: هذاه عندي... أقوم أجيبه؟
العثيمين: أعرف كتب الفلسفة والمنطق والفقه والتوحيد والحديث....
كيف كتب النحو، هذا بالعظم.(بالعظم بالعظم)
الخضير متعجباً: أصل أو صورة!!!!؟
العثيمين: أصل، طبعة شيكاغو، (ط: 1941هـ)[أحد الحضور: تبيعه بألف، العثيمين: أبيع ثيابي ولا أبيعه].
العثيمين: عندي شرح للألفية، مجلدان ضخمان، لابن هاني الأندلسي من تلاميذ أبي حيان، عجيب جداً، أغلب شواهده لم تَدُر في كتب النحو، وهو عندي مجلدان(العثيمين)
-د.العثيمين: (الجِبَالي..)من علماء تونس شرح أبيات المغني في 10 مجلدات.
-تَعَرَّض الشيخ الخضير لتفسير القرطبي، وذكر انه ما فيه أتقن من تفسير القرطبي الثانية، محققة على 13 نسخة، وقابلها بالأولى فوجد فيها أخطاء.
الخضير: القرطبي المفسر تلميذ لأبي العباس صاحب المفهم، وكثيراً ما يقول في تفسيره: سمعت شيخنا أبو العباس،
فجاء أحد طلاب الماجستير، ينقل رأي ابن تيمية من تفسير القرطبي!!!
يظن أن قول القرطبي (قال أبو العباس) يقصد به ابن تيمية.
يقول د. الخضير له: كم عمر شيخ الإسلام يوم يموت القرطبي؟ كان عمره عشر سنوات.
العثيمين: طبعات المستشرقين محدودة العدد(200-300) نسخة تقريباً، لهم هم ومن حولهم فقط، أما غيرهم فلا يعنوان بهم، ولذا كتبهم محدودة العدد.[مما يزيد سعر النسخة الأصلية جداً].
لقطة:
-د: ابن عثيمين للخضير: هذا كتاب عني ههنا مخطوط، لم يطبع أبداً، هل تعرفه؟
(ثم ناوله للشيخ الخضير، واسمه: معجم شيوخ السبكي)
الشيخ الخضير: أرني إياه وأتذكره.
العثيمين متحدياً: لن تتذكره،(للتقي السبكي، وهو غير المطبوع، المطبوع للابن(التاج) وهذا للأب: تقي الدين السبكي، وهو لم يطبعه).
وقد أخرج د. العثيمين: من هذا المخطوط: جميع الحنابلة، وجميع الأحناف(ميز الأعلام الحنابلة والحنفية من هذا المخطوط) .[د. العثيمين: يشتغل على كتاب في طبقات الحنفية.]
الخضير: خطه طيب.
العثيمين للخضير: خطه جميل، خط من هذا؟
الخضير: أليس: ابن فضل الله.
العثيمين: لا، خط محدِّث، ذهب.
-د.الخضير يقرأ في المخطوطة: غائب عما حوله: يقول له هل هو خط ابن عبد الهادي؟
الخضير، لا: خط ابن عبد الهادي ما يُقرأ.
العثيمين: خط حسام الدين أحمد ابن أيبك الحسامي الدمياطي، هل تعرفه يا شيخ.
[[ما أعجب حال هؤلاء، إذا فتح د.الخضير مخطوطاً، يغيب بشهوده عن مشهوده، يخاطبه د.العثيمين والحاضرون فلا يرد، ذكرني بقول الشاعر في الأبيات المعروفة: لنا جلساء ما نمل حديثهم...]]
العثيمين: هذا خط الدمياطي، والدمياطي هو الذي خرَّج المشيخة، خرجها لشيخه تقي الدين، وقرأه عليه، وأجازه فيه، وقرأته بنت التقي(أخت التاج)، اسمها: سارة.
-ثم ناول العثيمين: د. المقبل مخطوطاً آخر: الأول من المنتخب في تكملة تاريخ حلب.
أربع مجلدات، وهذا أحدها، وهو مهم جداً، مليان علم، لم يطبع من قبل، قاله د.عبدالرحمن.
لابن خطيب الناصرية، أبو الحسن علي.
وأما تاريخ حلب فمطبوع 11 مجلد. طبع في دمشق.
وهو موثق، قرأه علماء.
((وفي أثناء قراءته للسماعات في آخر الكتاب، بدأ الخضير يفصلها: هذا ليس خط السخاوي، هذا خط السخاوي!! [وكأنها دفاتر إخوانه، أو كراريس أولاده!!]
-(معجم شيوخ ...للمكي) المطبوع ربعه، وهو عند (د.العثيمين) كاملاً، من الهند، طبعه حمد الجاسر رحمه الله(طبع ربعه في المؤسسه)، فأخبره العثيمين، فزعل الجاسر[حين علم أن الذي طبعه مجرد الربع، وأن الكامل موجود عند العثيمين].
*((معجم شيوخ الدمياطي))
-د.العثيمين: هل تعرف يا شيخ معجم شيوخ الدمياطي، هذا المهم، وهو آية من آيات الله، (لا يفوتك)، بخطه كله، توفي(705هـ).
-ثم ذكر قصة حصوله عليه، وأنه كان فيه سقط بَيِّن، الجزء الثالث غير موجود أبداً،
وبحث عنه بكل مكان.
وجده أولاً بتونس، فنسخه كاملاً، فيه خروق كثيرة، لا يمكن تحقيقه.
وفي سنةٍ ما، ذهب د. العثيمين للمكتبة لأزهرية، رواق الأروام، منعوه من الدخول إلا بأمر، لكنه دخلها ......، وجد دواليب، مليئة بالمخطوطات، كلها بخطوط المؤلفين، الأشباه والنظائر في النحو للسوطي بخطه(4 مجلدات) ، شرح المفصل لابن يعيش بخطه، ثم وجد كتيب صغير، ففتحه، وإذا به: معجم شيوخ الدمياطي، الجزء المفقووووووود(ا ثالث)، وبخط الدمياطي
الخضير معلقاً: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما....
[[وقد أرانا الدكتور العثيمين هذا الكتاب أثناء الجولة بالمكتبة، وأرانا ذلك الجزء المفقود]].
-ثم أشار د. العثيمين إلى معجم شيوخ ابن الفرضي.
*((قصة العثيمين في مكتبة السليمانية بتركياً،(عام 1403))).
حكى لنا د. العثيمين قصة غاية في الغرابة..
ذهب للمكتبة السليمانية، بتركيا عام (1403هـ)، جلس معهم شهرين، كانوا لا يسمحون أن يطَّلع الباحث إلا على ثلاثة كتب في آن واحد، ثم يستبدلها.
ثم بدأ يسلك معهم، ومع أمين المكتبة، وصارت له علاقة طيبة بهم، فبدأ الأمين يأتي له بعشرين وخمس وعشرين كتاباً دفعة، والكتاب لا يأخذ من العثيمين إلا خمسة وعشر دقائق لتصفحه.
كانت عادتهم أن يخرجوا الساعة 12 ظهراً لقهوة مجاورة، ويتغدون، ثم يرجعون للمكتبة الساعة الواحدة.
في ذات صباح طلب د.العثيمين كتباً ، وأتوا له بها، وأتوا له بكتاب بالغلط(لم يطلبه)، فإذا به مكتوب عليه: معجم شيوخ بغداد، (العثيمين: قلت: اربط حمارك، هذا اللي حنا ندوّر :) هذا جابه الله، وإذا به بخط ابي حيان الأندلسي(الذي ما تخطيه العين، حسب تعبير العثيمين) [ومرة أخرى، كأنه دفتر ولد من أولاده، ما أعجب أمرهم]،يقول: والله اسجد من الفرحة، لكن ما العمل، لأن التصوير عندهم جدداً صعب.
..................
من لقاء الشيخين: العثيمين والخضير.
بقلم: تميم بن عبد العزيز القاضي
[متممة، منقحة]
في عصر يوم(الخميس) التاسع والعشرين من شهر صفر، لعام خمسة وثلاثين وأربع مائة بعد الألف من الهجرة النبوية، شرفت بالجلوس في لقاء من أمتع مجالس العلم.
جمع عَلَمين من أجلاء العلماء، وحَبرين دهاقنة الكتب والمخطوطات، على مستوى العالم العربي، أو قل العالم أجمع.
إنهما الشيخان الجليلان:
الشيخ د. عبد الرحمن العثيمين.
وفضيلة الشيخ: د.عبد الكريم الخضير.
وذلك في مجلس الشيخ العثيمين.
وبحضور الشيخ: د. أحمد القاضي، وأربعة من الأفاضل.
امتد اللقاء من أول العصر إلى ما بعد أذان المغرب.
لقاء حافل، وثري، ومطارحات معرفية حول الكتب وطبعاتها(من مائتي سنة)، وأخذ ورد بين هذين (العملاقين) في ذلك المجال، فماذا عساك أن تأخذ أو أن تدع من تلك المحاورات العلمية البهيجة، والمواقف النادرة، وأخبار المكتبات والدور والمخطوطات، ونوادر النسخ والطبعات، فما إن ينتهي د.العثيمين من خبر طبعة إلا ويتبعها د.الخضير بنظيرها، وما إن يذكر هذا قصة مخطوط إلا ويتبعها صاحبه بمثلها، وتخلل ذلك الوقوف على بعض نوادر المخطوطات التي لم تطبع، وقد صورت لكم بعض صفحاتها.
وبعد الجلسة، أخذنا جولة معهما في مكتبة العثيمين النادرة، تخللها الكثير من الكلام على الكتب، وتقييم طبعاتها، ونقد (لاذع) لبعضها.
قد كانت نزهة معرفية مبهجة، ولذة علمية غامرة، تذكرت معها ما قيل عن لذة العلماء بكتبهم، والتي لم يعدلوا بها لذة عرس ولا مال.
***
[كنت قد نشرت وقفات من هذا اللقاء، كتبتها بعده على عجل، وأرسلته لبعض الخواص، ووعدتهم بإتمامه، فطارت به من ليلته الركبان، وانتشر في المشرق والمغرب، فرأيت أن أتمم بعض ما دونته من ذلك اللقاء، رجاء النفع للجميع، وربما امتزج التعبير العربي بالعامي، فهو حكاية عما حصل لا غير].
فمما دار في الجلسة:
-كان اللقاء السابق بين العلَمَين(العثي ين#الخضير): (بالفايت): حسب تعبير الشيخ عبد الكريم.
وتبين أن هذا (الفايت) قبل خمس وثلاثين سنة، في زيارة من الشيخ عبد الكريم لجامعة أم القرى.
*قضية: الاستكثار من الطبعات، أو الاقتصار على أحسنها.
كان رأي الشيخ العثيمين: عدم الاستكثار منها، فإذا طبع كتاب طبعة، ثم طبع أحسن منها، يستبعد السيئة، وينقل تعليقاته عليها، إلا إذا كانت السابقة طبعة قديمة جداً،(غير ملعوب بها) وأما الملعوب بها فيخرجها تماماً، لأنها تضيق المكان، يقول: لست مع من يبالغ في اقتناء الطبعات النفيسة(مثلاً: لسان العرب بعشرة آلاف ريال):
وأما الشيخ الخضير مع الاستكثار، كل نسخة لها ميزة.
-الخضير: ذكر خبر نسخة للآجرومية(طُبعت في روما قبل 600 سنة!!!) عام 1440م !!!
.. بيعت بتسعين ألف ريال.!!![[الأجرومية بتسعين ألف ريال]]
-العثيمين: عَرض علي واحد كتاب مخطوط نفيس جداً، طلب فيه (خمسين ألف ريال)، فرفضه، وصوره ابن عثيمين بخمسة آلاف، وقال: بعه على غيري.
-الخضير: سنة: 99، زرت الشيخ د. محمد مصطفى الأعظمي، فأراني لقطة من صحيح البخاري من تركيا، عليها تعليقات لابن سيد الناس، والحافظ العراقي، والهيثمي، ومجموعة من أهل العلم.
قال له الشيخ عبد الكريم : لماذا لم تصورها كاملة؟
قال الأعظمي: طلبوا على اللقطة الواحدة مثل هذه: ألف ريال، وهي 300 صفحة(يبون ثلاثمائة ألف).
قال الشيخ: لو أنك أتيت بها، وصورت ألف نسخة، وبعتها 1000، لأتت لك بمليون.
فقال الأعظمي: طيب .. لو أتيت بها، وبعتها على واحد بألف، وصورها وباعها بخمسين ريال: قعدت به.
قال الشيخ الخضير: قبل أسبوع: أرسل لي نظام يعقوبي هذه النسخة على ورق أفضل من الأصل.
قال د.العثيمين: وقد أرسل لي نسخة أيضاً.
قال الخضير: هناك نسختان: نسخة النويري(وهي التي أعني).
وهناك نسخة البقاعي.
-العثيمين: أنفس نسخ البخاري هي نسخة عبد المجيد البعلي، وخطه أحسن من المطبعة فيما نُقِل لي: نسخها، وقابلها أربع مرات، ولم يشذ عنها شيء، ويقولون: كان يتوضأ ويصلي ركعتين يسأل الله التسديد، فقرأه على ابن مالك صاحب الألفية، ليضبط شكله،(هي نسخة اليونيني، لأن يونين قرية من قرى بعلبك).
صارت تعرف باليونينية.
أحد المغاربة باع داره واشترى هذه النسخة.
الخضير: النسخة الأصل بحث عنها القسطلاني فلم يجدها، فوجد الفرع، وقابل نسخته على الفرع(18) مرة!! حتى ضبطها.
وبعد مده يقول: وجدت المجلد الثاني من الأصل، فقابل الفرع على الأصل، فلم يختلف ولا نقطة.
ولذا... إذا أراد في الشرح أن يبين اختلاف الروايات قال: (كذا في الفرع كأصله).
العثيمين: هناك مغربي يسمى محمد بن ناصر الدَّرعي، من علماء الحديث.
جاءته نسخة من نسخة اليونيني واشتراها بمائتي مثقال ذهباً (دِرعَة قرية من قرى المغرب، من قرى مدينة تامكروت(هكذا أظنها) شمال المغرب، مكتبة الحمزاوية).
وهي قرية مليانة مَلِي من المخطوطات، وحتى الآن.
قال العثيمين: وقد ذهبت لها، وصورت منها مئات المخطوطات.
*مكتبات الجامعات.
ثم ذكر الشيخ عبد الكريم كلاماً حول مكتبات الجامعات، وكيف أن وجود المهتمين أمثال د.العثيمين يثريها وينعشها، ولذا يوجد فرق كبير بين الجامعات في اقتناء الكتب والمخطوطات.
الجامعة الإسلامية: محمود ميرة.(فذكر الشيخ العثيمين أيضا: الشيخ حماد الأنصاري)
جامعة أم القرى: ابن عثيمين.
جامعة الإمام: عبد الله العسيلان.
- - -
*لقطة عابرة:
-د.الخضير للعثيمين: لو يبي يعرض عليك يا أبو اسليمان: شرح أبي حيان على الألفية، طبع أمريكا..
ابن عثيمين مقاطعا: هذاه عندي... أقوم أجيبه؟
العثيمين: أعرف كتب الفلسفة والمنطق والفقه والتوحيد والحديث....
كيف كتب النحو، هذا بالعظم.(بالعظم بالعظم)
الخضير متعجباً: أصل أو صورة!!!!؟
العثيمين: أصل، طبعة شيكاغو، (ط: 1941هـ)[أحد الحضور: تبيعه بألف، العثيمين: أبيع ثيابي ولا أبيعه].
العثيمين: عندي شرح للألفية، مجلدان ضخمان، لابن هاني الأندلسي من تلاميذ أبي حيان، عجيب جداً، أغلب شواهده لم تَدُر في كتب النحو، وهو عندي مجلدان(العثيمين)
-د.العثيمين: (الجِبَالي..)من علماء تونس شرح أبيات المغني في 10 مجلدات.
-تَعَرَّض الشيخ الخضير لتفسير القرطبي، وذكر انه ما فيه أتقن من تفسير القرطبي الثانية، محققة على 13 نسخة، وقابلها بالأولى فوجد فيها أخطاء.
الخضير: القرطبي المفسر تلميذ لأبي العباس صاحب المفهم، وكثيراً ما يقول في تفسيره: سمعت شيخنا أبو العباس،
فجاء أحد طلاب الماجستير، ينقل رأي ابن تيمية من تفسير القرطبي!!!
يظن أن قول القرطبي (قال أبو العباس) يقصد به ابن تيمية.
يقول د. الخضير له: كم عمر شيخ الإسلام يوم يموت القرطبي؟ كان عمره عشر سنوات.
العثيمين: طبعات المستشرقين محدودة العدد(200-300) نسخة تقريباً، لهم هم ومن حولهم فقط، أما غيرهم فلا يعنوان بهم، ولذا كتبهم محدودة العدد.[مما يزيد سعر النسخة الأصلية جداً].
لقطة:
-د: ابن عثيمين للخضير: هذا كتاب عني ههنا مخطوط، لم يطبع أبداً، هل تعرفه؟
(ثم ناوله للشيخ الخضير، واسمه: معجم شيوخ السبكي)
الشيخ الخضير: أرني إياه وأتذكره.
العثيمين متحدياً: لن تتذكره،(للتقي السبكي، وهو غير المطبوع، المطبوع للابن(التاج) وهذا للأب: تقي الدين السبكي، وهو لم يطبعه).
وقد أخرج د. العثيمين: من هذا المخطوط: جميع الحنابلة، وجميع الأحناف(ميز الأعلام الحنابلة والحنفية من هذا المخطوط) .[د. العثيمين: يشتغل على كتاب في طبقات الحنفية.]
الخضير: خطه طيب.
العثيمين للخضير: خطه جميل، خط من هذا؟
الخضير: أليس: ابن فضل الله.
العثيمين: لا، خط محدِّث، ذهب.
-د.الخضير يقرأ في المخطوطة: غائب عما حوله: يقول له هل هو خط ابن عبد الهادي؟
الخضير، لا: خط ابن عبد الهادي ما يُقرأ.
العثيمين: خط حسام الدين أحمد ابن أيبك الحسامي الدمياطي، هل تعرفه يا شيخ.
[[ما أعجب حال هؤلاء، إذا فتح د.الخضير مخطوطاً، يغيب بشهوده عن مشهوده، يخاطبه د.العثيمين والحاضرون فلا يرد، ذكرني بقول الشاعر في الأبيات المعروفة: لنا جلساء ما نمل حديثهم...]]
العثيمين: هذا خط الدمياطي، والدمياطي هو الذي خرَّج المشيخة، خرجها لشيخه تقي الدين، وقرأه عليه، وأجازه فيه، وقرأته بنت التقي(أخت التاج)، اسمها: سارة.
-ثم ناول العثيمين: د. المقبل مخطوطاً آخر: الأول من المنتخب في تكملة تاريخ حلب.
أربع مجلدات، وهذا أحدها، وهو مهم جداً، مليان علم، لم يطبع من قبل، قاله د.عبدالرحمن.
لابن خطيب الناصرية، أبو الحسن علي.
وأما تاريخ حلب فمطبوع 11 مجلد. طبع في دمشق.
وهو موثق، قرأه علماء.
((وفي أثناء قراءته للسماعات في آخر الكتاب، بدأ الخضير يفصلها: هذا ليس خط السخاوي، هذا خط السخاوي!! [وكأنها دفاتر إخوانه، أو كراريس أولاده!!]
-(معجم شيوخ ...للمكي) المطبوع ربعه، وهو عند (د.العثيمين) كاملاً، من الهند، طبعه حمد الجاسر رحمه الله(طبع ربعه في المؤسسه)، فأخبره العثيمين، فزعل الجاسر[حين علم أن الذي طبعه مجرد الربع، وأن الكامل موجود عند العثيمين].
*((معجم شيوخ الدمياطي))
-د.العثيمين: هل تعرف يا شيخ معجم شيوخ الدمياطي، هذا المهم، وهو آية من آيات الله، (لا يفوتك)، بخطه كله، توفي(705هـ).
-ثم ذكر قصة حصوله عليه، وأنه كان فيه سقط بَيِّن، الجزء الثالث غير موجود أبداً،
وبحث عنه بكل مكان.
وجده أولاً بتونس، فنسخه كاملاً، فيه خروق كثيرة، لا يمكن تحقيقه.
وفي سنةٍ ما، ذهب د. العثيمين للمكتبة لأزهرية، رواق الأروام، منعوه من الدخول إلا بأمر، لكنه دخلها ......، وجد دواليب، مليئة بالمخطوطات، كلها بخطوط المؤلفين، الأشباه والنظائر في النحو للسوطي بخطه(4 مجلدات) ، شرح المفصل لابن يعيش بخطه، ثم وجد كتيب صغير، ففتحه، وإذا به: معجم شيوخ الدمياطي، الجزء المفقووووووود(ا ثالث)، وبخط الدمياطي
الخضير معلقاً: وقد يجمع الله الشتيتين بعدما....
[[وقد أرانا الدكتور العثيمين هذا الكتاب أثناء الجولة بالمكتبة، وأرانا ذلك الجزء المفقود]].
-ثم أشار د. العثيمين إلى معجم شيوخ ابن الفرضي.
*((قصة العثيمين في مكتبة السليمانية بتركياً،(عام 1403))).
حكى لنا د. العثيمين قصة غاية في الغرابة..
ذهب للمكتبة السليمانية، بتركيا عام (1403هـ)، جلس معهم شهرين، كانوا لا يسمحون أن يطَّلع الباحث إلا على ثلاثة كتب في آن واحد، ثم يستبدلها.
ثم بدأ يسلك معهم، ومع أمين المكتبة، وصارت له علاقة طيبة بهم، فبدأ الأمين يأتي له بعشرين وخمس وعشرين كتاباً دفعة، والكتاب لا يأخذ من العثيمين إلا خمسة وعشر دقائق لتصفحه.
كانت عادتهم أن يخرجوا الساعة 12 ظهراً لقهوة مجاورة، ويتغدون، ثم يرجعون للمكتبة الساعة الواحدة.
في ذات صباح طلب د.العثيمين كتباً ، وأتوا له بها، وأتوا له بكتاب بالغلط(لم يطلبه)، فإذا به مكتوب عليه: معجم شيوخ بغداد، (العثيمين: قلت: اربط حمارك، هذا اللي حنا ندوّر :) هذا جابه الله، وإذا به بخط ابي حيان الأندلسي(الذي ما تخطيه العين، حسب تعبير العثيمين) [ومرة أخرى، كأنه دفتر ولد من أولاده، ما أعجب أمرهم]،يقول: والله اسجد من الفرحة، لكن ما العمل، لأن التصوير عندهم جدداً صعب.
..................