المجلسي الشنقيطي
2013-12-30, 11:07 PM
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ، وبعد :
فقد يسر الله تعالى نظم إيصال السالك ، وإيصال السالك هو شرح نفيس جامع ومختصر نثره الشيخ العلامة المتبحر محمد يحيى الولاتي لشرح منظومة ابن أبي كف في أصول مالك .
ومنظومة ابن أبي كف ، نظم لأصول الإمام مالك التي اعتمدها في الاستدلال والاستنباط ،وعدة أبياتها ثلاثون بيتا ، ودون المقدمة والخاتمة والقواعد الفقهية ، استغرقت ستة عشر بيتا من المنظومة النفيسة .
وقد يسر الله نظم الشرح كاملا مع تحري الوفاء بالشرح و الوضوح والبيان والجمال والإيجاز ما أمكن ، فجاءت جامعة ومستوعبة كل ما كتبه العلامة الولاتي بفضل الله .
وكان عدد أبياتها في البداية مئتين وأربعة أبيات ،ثم بلغت بعد التصحيح والتنقيح مئتين و ثلاثين بيتا زدْتُ فِيها بعض ما ضربت عنه صفحا من البيان و الاسهاب في ضرب الْأمثلة ثم رأَيْتُ أنْ أَنظم ذلك ،و أسأل الله أن ينفع بها ويدخر لي أجرها .
وسأعتمد اللون الأسود لنظم ابن أبي كف ، واللون اأزرق مع النجوم للشرح الذي يتخللها ، وبالله التوفيق.
هذا ، وأحب أن أشير إلى أنني استفدتُ كثيرا من الطبعة الثانية التي اعتنى بها الشيخ أبو سلمان عبد الكريم قبول جزاه الله خيرا على مجهوده ، وجزى الله شيخه الفقيه عبد الرحمن بن محمد عليوي على العون الذي قدمه .
المقدمة
-الحمد لله الذي قد فهَّما = دلائلَ الشرعِ العزيزِ العلما
2-ثم الصلاةُ والسلام أبداً = على النبيِّ الهاشمي أحمدا
3-وآله الغُرِّ وصَحبِهِ الكِرَامْ = والتَّابعين لهُمُ عَلَى الدَّوَام
4-وبَعدُ فالقَصْدُ بذا النَّظمِ الوَجِيز = ذِكْرُ مَبَانِي الفِقْهِ في الشَّرْعِ العَزِيز
5-فقلتُ: واللهَ المُعينَ أسْتَعِينْ = وأستمـدُّ مِنْه فَتْحَِهُِ المُبينْ
6-أدلَّةُ المَذْهَبِ مَذْهَبِ الأَغَرْ = مَالَكٍ الإمَامِ سِتَّةَ عَشَرْ
نَصُّ الْكِتَابِ وَنَصُّ السُّنَّة
7-نصُّ الكِتَابِ ثُمَّ نصُّ السُّنَّة = سُـنَّةِ مَـنْ لَهُ أتَمَّ المِنَّة
8-والنصُّ ما يُفيدُ معنىً وَاحِدا ** ولَمْ يُفِدْ -وإن تُنَقِبْ -زَائِدا
9-مِثَالُهُ ثَلاثَةٌ وَسَبْعَةٌ **وَبَعْدَهَا عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
10-وَحُرْمَةُ الْوَأْدِ الذي قَدْ فَعَلَهْ **عَبَدَةُ الأَصْنَامِ أَيَّامَ الْبَلَهْ
ظَاهِرُ الْكِتَابِ وَظَاهِرُ السُّنَّة
11-وَظَاهِرُ الْكِتَابِ وَالظَّاهِرُ مِنْ = سُنَّةِ مَنْ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ قَمِنْ
12-وهُوَ ذو مَعْنىً تَرَجَّحَ عَلى ** مَعْنىً وَسَمِّ ثَانِياً مُؤَوَّلا
13-كَالْمُدِّ وَالْفَقِيرِ في الْمِسْكِينِ ** وَالاِسْتِعَاذَ ةِ مِنَ اللَّعِينِ
14-لََدَى الْقِرِاءَةِ وَآيَةِ الْوُضُو ** فَفِيهِمَا التَّأوِيلُ حَتْماً يُفْرَضُ
15-بِالْحَمْلِ فِيهِما عَلَى الْإِرَادَةِ ** وَكَصِيَامِ الشَّهْرِ بِالشَّهَادَةِ
16-يَعْنِي بِهِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ فَلا **يُرَادُ مِنْ شُهُودِهِ أَنْ يَكْمُلا
17-وَنِيَةِ الصِّيَامِ قَبْلَ الْيَوْمِ ** أ ذَاكَ حُكْمٌ عَمَّ كُلَّ صَوْمِ
18-وَكَصَلاةِ جَارِ بَيْتِ اللهِ **فِي بَيْتِهِ وَ إنْ بِعُذْرٍ وَاهِ
19-ظَاهِرُهُ نَفْيٌ بِلا تَصْحِيحِ ** تَأْوِيلُهُ الْكَمَالُ في التَّرْجِيحِ
دَليلُ الْكِتَابِ وَدَلِيلُ السُّنَّة
مَفْهُومُ المُخَالَفَه
20-ثُمَّ الدَّلِيلُ مِنْ كِتَابِ الله = ثُمَّ دَلِيلُ سُنَّةِ الْأَوَّاهِ
21-وذا أبُو حَنِيفَةِ قَدْ خَالَفَهْ ** وَسِمُهُ الْمَفْهُومُ ذُو الْمُخَالَفَهْ
22-فِي الشَّرْطِ وَالْعَدِّ وحَصْرٍ وَصْفِ ** وَغَايَةٍ وَعِلَّةٍ وَظَرْفِ
23-فالشَّرْطُ وَالْغَايَةُ في الْمَبْتُوتَةِ **وَالْعَدُّ مِثْلَ سَبْعَةٍ ومِئَةِ
24-وآيَةُ الْوُسْعِ مِثَالُ الْحَصْرِ ** وَالْوَصْفُ في رَبَائِبٍ في الْحِجْرِ
25-وَالظَّرْفُ(عَا ِفُونَ في) وَ(الْحَجُّ) ** أيْ(أَشْهُرٌ) لِكُلِّ مَنْ يَحُجُّ
26-وَرُدَّهُ وَلَوْ مَعَ التَّقْييدِ ** في مِنَّةٍ أَوْ جَاءَ للتَّوْكِيدِ
27-أوِ اْنْ عَلَى الغَالِبِ كَانَ يَجْرِي ** أَوْ لِجَوابِ سَائِلٍ لا يَدْرِي
28-أَوْ لِبَيَانِ وَاقِعٍ قَدْ كَانَا ** أَوْ لِمُبَالَغَةِ مَنْ أَبَانَا
29-فَغَالِبُ الْقَيْدِ كـ(في حُجُورِ) ** (لَحْماً طَرِيّاً) مِنَّةُ الشَّكُورِ
30-بِاللهِ والْيَوْمِ الْأَخِيرِ أَكَّدَا ** إِيمَانَ ذَاتِ مَيِّتٍ إِذْ قَيَّدَا
31-وَلِلْمُبَالَغَ ةِ (تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ** سَبْعِينَ مَرَّةً) فَلَمْ يَغْفِرْ لَهُمْ
32- جَوَابُ سَائِلٍ كَما (في الغَنَمِ) ** - بالسَّوْمِ في الْمَرْعَى- (زَكَاةٌ) فَاغْنَمِ
33- بَيانُ واقِعٍ بـِ (لا تَتَّخِذُوا ** وِلايَةً مِنْ دُونِكُمْ) فَلتَنْبِذُوا
34- فَالنَّهْيُ عَنْ وِلايَةِ الْكُفَّارِ ** فِي كُلِّ حَالٍ دُونَ خُلْفٍ جارِ
تَنْبِيهُ الْكِتَابِ وَتنْبِيهُ السُّنَّة
مَفْهُومُ المُوَافَقَهْ
35-وَمِنْ أُصُولِهِ الَّتي بِهَا يَقُولْ = تَنْبِيهُ قُرْآنٍ وَسُنَّةِ الرَّسُولْ
36-وَهُوَ مَسْكُوتٌ لَهُ مُوَافَقَهْ ** لِلنُّطْقِ يَسْتَنْبِطُهُ الَّذِي فَقَهْ
37-كَضَرْبِهِ وَشَتْمِهِ لِلْوَالِدَيْنْ ** وَحَرْقِهِ مَالاً لِمَنْ فَقَدَ ذَيْنْ
38- وَدَعْوَةِ النَّبِي إلـى الْكُرَاعِ **وَمَالُ عَبْدٍ بِيعَ لِلْمُبْتَاعِ
39-وَهُوَ مِنْ بَابِ الْقِيَاسِ الْمُنْجَلِي ** وَقيلَ فِي اللَّفْظِ الْمُرادُ يَنْجَلِي
مَفْهُومُ الْكِتَابِ وَمَفْهُومُ السُّنَّة
دَلالَةُ الاقْتِضَاء
40-وَحُجَّةٌ لَدَيْهِ مَفْهُومُ الْكِتَابْ = مِنْ سُنَّةِ الْهَادي إِلَى نَهْجِ الصَّوابْ
41-يَعْني بِهِ دَلالَةً بالاقْتِضَا ** بِالشَّرْعِ أَوْ بِالْعَقْلِ كُلٌّ مُرْتَضى
42-أَوْ عَادَةٍ وَ الْكُلُّ بِالتَّصْرِيحِ ** يَأْتِي وَقَدْ يَجيءُ بِالتَّلْوِيحِ
43-فَاَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مَعْنىً يَلْزَمُ **وَلَيْسَ فِي اللَّفْظِ وَلَكِنْ يُُفْهَمُ
44-مِثَالُهُ مَا قَصَّهُ رَبُّ الْفَلَقْ ** فِي أَمْرِهِ الْكَلِيمَ قَالَ (فَانْفَلَقْ)
45- فَيُفْهَمُ امْتِثَالُ مُوسَى مَا أَمَرْ ** وكـ (اسْأَلِ الْقَرْيَةَ ) جَاءَ فِي الخَبَرْ
46- أَيْ أَهْلَهَا فِي الْعَقْلِ ثُمَّ الْأَمْرُ ** بأَنْ نُصَلِّيْ شَرْطُهُنَّ الطُّهْرُ
47- بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ جَا بِحِلِّهَا ** وَقَدَّرُوا حَلَّ عُمُومُ نَيْلِها
48-وَرَفْعُ نِسْيَانٍ خَطا إِكْرَاهِ ** أَيْ إِثْمُهَا عَنْ أُمَّةِ الْأَوَّاهِ
49-وَالثَّانِ مَعْنىً عَادَةً لَيْسَ يُؤَمْ ** لَكِنْ لَهُ بِاللَّفْظِ وَصْلٌ مُلْتَزَمْ
50 - مِثَالُهُ الاصْبَاحُ بِالْجَنَابَهْ ** إذْ حَلَّ لَيْلُ الصَّوْمِ لِلدُّعَابَهْ
51-لِآخِرِ الْأَجْزَاءِ حَيْثُ شَمِلَهْ ** فَلَيْسَ يَحْرُمُ عَلى مَنْ فَعَلَهْ
52-وَمُكْثُ إِحْدَاهُنَّ شَطْرَ دَهْرِهَا ** دُونَ صَلاةٍ فِيهِ قَدْرُ حَيْضِهَا
تَنْبِيهُ الكِتَابِ وَتَنْبِيهُ السُّنَّةِ
دَلالَةُ الإيمََاءِ
53- ثُمَّتَ تَنْبِيهُ كِتَابِ اللهِ ثـُمّ ْ = تَنْبِيهُ سُنَّةِ الَّذي جَاهاً عَظُمْ
54- وَهْوَ دَلالَةٌ بِالاِقْتِضَاءِ ** وَسَمِّهِ دَلالَة الإيـمـَاءِ
55- إنْ قَرَنَ الشَّرْعُ بِحُكْمٍ صِفَةً ** يَلْزَمُ مِنْها أَنْ تَكُونَ عِلـَّةً
56- لَوْ لَمْ تَكُنْ لَعِيبَتِ الصِّيـَاغَـهْ ** وَكَانَ لَغْواً نَافِيَ الْبَلاغـهْ
57- كَقَوْلِهِ فِي السَّارِقَيْنِ (فَاقْطَعُوا ) ** وذَلِكَ الْأعْرَابِيُ الْمُوَاقِعُ
الإجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ وعَمَلُ أَهْلِ الْمَدِينة
58- ثُمَّتَ إِجْمَاع ٌوَقَيْسٌ وَ عَمَلْ = مَدِينَةِ الرَّسُولِ أَسْخَى مَنْ بَذَلْ
الإجْمَاعُ :
59- فَالَاوَّلُ اتِّفَاقُ أَهْلِ الْعِلْمِ ** بَعْدَ النَّبِي عَلَى اعْتِبَارِ حُكْمِ
60- شَرْعاً بِأَيِّ زَمَنٍ وَالْمُسْتَنَدْ ** يَجِبُ حَتْماً فِيهِ حَتَّى يُعْتَمَدْ
61- وَيَنْتَفِي شَرْطُ انْقِرَاضِ عَصْرِهِمْ ** تَوَاتُرٌ يَكُونُ فِي عِدَّتِهِمْ
62- وَحَيثُمَا خَالَفَهُ شَخْصٌ رَسَخْ ** وَ إِنْ يَكُنْ فَرْداً بِخُلْفِهِ انْفَسَخْ
63-وَهُوَ بِالنُّطْقِ وَبالسُّكُوتِ ** كِلاهُما قِسْمَانِ فِي الثُّبُوتِ
64- ذُو الْقَطْعِ في الْمَشْهُودِ وَ الْمَنْقُولِ **بِالْمُتَوَاتر ِ مِنَ النُّقُولِ
65-وَخَرْقُهُ مِنْ بَعْدُ غَيْرُ نَاهِضِ ** وَقَدِّمَنَّهُ عَلَى الْمُعَارِضِ
66- مِنَ الْكِتَابِ وَ الْحَدِيثِ الْأَجْلَلِ ** وَمِنْ قِيَاسٍ وَإِنِ الْقَيْسَ الْجَلِي
67- فَالْوَحْيُ قَدْ يُنْسَخُ أَوْ يُؤَوَّلُ ** وَ الْقَيْسُ فَوْتُ شَرْطِهِ مُحْتَمَلُ
68- وَقَدْ يُعَارَضُ بِشَيءٍ قَدْ يَصِمْ ** وَسَلِمَ الْإجْمَاعُ مِنْهَا فَعُصِمْ
69- وَالثَّانِ ظَنِّيٌّ وبِالْآحَادِ ** قَدْ جَاءَنَا مِنْ كُتُبِ الْأَشْهَادِ
70-وَجَاحِدٌ حُجِّيَةَ الْإِجْمَاعِ ** فَانْسِبْهُ لا رَيْبَ لِلابْتِدَاعِ
71- كََمَا ادَّعَى النَّظَّامُ ثُمَّ الشِّيعَهْ ** وَفِرْقَةُ الْخَوَارِجِ الشَّنِيعَهْ
72- وَاقْطَعْ بِكُفْرِ جَاحِدِ الضَّرُوريْ ** لا خُلْفَ أَمَّا جَاحِدُُ الْمَشْهُورِ
73- إِنْ كَانَ مَنْصُوصاً عَلَيْهِ كَرِبَا ** نَسِيئةٍ فَكَافِرٌ إذْ كَذَّبَا
74- وَلَمْ يُكَفَّرْ جَاحِدٌ بِالنَّظَرِيْ ** بِالِاتِّفَاقِ إِذْ أَتى بِالنَّظَرِ
75- مِثْلُ فَسَادِ حَجِّ مَنْ قَدْ وَطِئا ** وَهُوَ قَبْلَ فِعْلِهِ مَا وَطِئَا
76- عَرَفَةً وَسُدُسُ اْبْنَةِ ابْنُمِ ** مَعْ بِنْتِ صُلْبٍ فِيهِ إِجْمَاعٌ نُمِي
الْقِيَاسُ :
77- أَمَّا الْقِيَاسُ فَاأتَى فِي اللُّغَةِ ** وَالْقَيْسُ لِلتَّقْدِيرِ َالتَّسْوِيَةِ
78- حَمْلٌ لِمَعْلُومٍ عَلَى مَعْلُومِ ** تَسَاوَيَا فِي عِلَّةِ الْمَحْكُومِ
79- أَرْبَعَةٌ تِلْكَ وَمَالِكُ اْرْتَضَى ** أَنْ يَغْلِبَ الْآحَادَ إنْ تَعَارَضَا
80- وَهُوَ أَصْلُ الرَّأْيِ وَالْيَنْبُوعُ **لِلْفِقْهِ مِنْهُ تُشْعَبُ الْفُرُوعُ
81- وَهُوَ فِي التَّكْفِيرِ وَ التَّقْدِيرِ ** وَ الْحَدِّ قَدْ جَرَى عَلَى الْمَشْهُورِ
82- كَقَيْسِهِ رَقَبَةَ الْمُظـَّهِّرِ ** عَلَى الَّتي فِي الْقَتْلِ إِنْ يُكَفِّرِ
83- وَكَأَقَلِّ الْمَالِ فِي الصَّدَاقِ ** عَلَى نِصَابِ الْقَطْعِ لِلسُّرَّاقِ
84- وَالْحَدُّ مِثْلُ الْفُحْشِ بِالذُّكْرَانِ ** قَدْ قَاسَهُ عَلَى زِنَاءِ الزَّاني
85- عِلَلُهَا الْكَفَّارَةُ اسْتِحْلالُ ** عُضْوٍ واْلاِيلاَجُ أَيِ الْإدْخَالُ
86- وَهُوَ فِي الرُّخَصِ وَالشَّرْطِ امْتَنَعْ ** وَسَبَبٍ وَكُلِّ مَانِعٍ مَنَعْ
عَمَلَ أَهْلِ الْمَدِينَة :
87- وَطَيْبَةٌ فَأَهْلُهَا إِنَ اْجْمَعُوا ** فَمَالِكٌ بِفِعْلِهِمْ يُشَرِّعُ
88- إِنْ كَانَ لا يُقَالُ بِالتَّفْكِيرِ ** أَوْ مُطْلَقاً فَإنَّهَا كَالكِيرِ
89- وَأَهْلُهَا صَحْبُ النَّبِيِّ الشَّافِعِ ** إِذْ شَهِدُواْ الْوَحْيَ وَكُلُّ تَابِعِيْ
90- وَرُدَّ الاِطْلاَقُ فَإِنَّ الَاكْثَرَا ** حُجَّتُهُمْ أَنَّهُمُو بَعْضُ الْوَرَى
91- لَكِنْ إذَا مَا وَافَقُوا دَلِيلا ** عُدَّ الْمُعَارِضُ لَهُمْ عَلِيلا
92- وَيَغْلِبُ الْآحَادَ مِ الْأَخْبَارِ ** بَلْ هُوَ فَوقَ الْبَيْعِ بِالْخِيَارِ
قَوْلُ الصَّحَابي وَالْإِسْتِحْسَ انٌ :
93- وَقَوْلُ صَحْبِهِ وَ الاِسْتِحْسَانُ = وَهْوَ اقْتِفَاءُ مَالَهُ رُجْحَانُ
94- وَقِيلَ بَلْ هُوَ دَلِيلٌ يَنْقَذِفْ = فِي نَفْسِ مَنْ بِالاِجْتِهَادِ قَدْ وُصِفْ
95- وَلَكِنِ التَّعْبِيرُ مِنْهُ يَقْصُرُ = عَنْهُ فَلا يَعْلَمُ كَيْفَ يُخْبرُ
قَوْلُ الصَّحَابي:
96-فَقَوْلُ صَاحِبِ النَّبِيْ إِنِ اْنْتَشَرْ ** وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مُخَالِفٌ ظَهَرْ
97-فَحُجَّةٌ أَمَّ اَوَ اْفْتَى أَوْ حَكَمْ ** قَوْلاً وَفِعْلاً مَالِكٌ بِذَا حَكَمْ
الْإِسْتِحْسَان ٌ
98-وَمَنْ يَكُ اسْتَحْسَنَ عِنْدَ الشَّافِعِي ** فَإِنَّهُ شَرَّعَ مِثْلَ الشَّارِعِ
99- بِهِ أَبُو حَنِيفَةٍ قَدْ عَمِلا ** كَمَالِكٍ وَبَعْضُ مَنْ تَحَنْبَلا
100- وَرَدَّهُ ابْنُ حَاجِبٍ فَالْمُجْتَهِدْ ** لِيْسِ يَؤُودُهُ بَيَانُ مَا يَرِدْ
101- مَصْلَحَةٌ جُْزْئِيَّةٌ تَبَدَّتِ ** وَالْمُرْشِدَ الْكُلِّيَ قَدْ تَعَدَّتِ
102- بِنَحْوِ ذَا عَرَّفَهُ الْأبْيَاريْ ** َكَإِرْثِهِمْ خِيَرَةً عَنْ شَاري
103- وَ اخْتَلَفُواْ فِي الرَّدِّ وَ الْوُقُوعِ ** كُلِّيُهَا الْمَقِيسُ فِي الرُّجُوعِ
104- إِذْ حَوْزُ مَنْ أَجَازَ لِلْجَمِيعِ ** - فَلاَ يَفُوتُ الْقَصْدُ مِ الْمَبِيعِ -
105- مَصْلَحَةٌ إِذْ فَوْتُ ذَاكَ ضَرَرُ ** وَهِيَ مِنْ ضَرَرِ فَضْلٍ أَكْبَرُ
106-وَقِيلَ تَخْصِيصُ الدَّلِيلِ الْعَامِّ ** مِثْلُ جَوَازِ الْمُكْثِ فِي الْحَمَّامِ
107- بِعَادَةٍ إِذْ فِيهِ لِلأَنَامِ ** مَصْلَحَةٌ تَرْبُو عَلَى الْأثَامِ
108-فَالْجَهْلُ بِالثَّمَنِ فِي الْمِيَاهِ ** وَمُدَّةِ الْمُكْثِ مِنَ الْمَنَاهِي
109-وَمِثْلُ ذَاكَ جَاءَ فِي الشِّرَاءِ ** لِلْمَـا بِلاَ قَدْرٍ مِنَ السِّقَاءِ
110- وَرَدَّهُ الْعَلاَّمَةُ الْوَلاَتي ** مُضَعِّفاً مَقَالَهُ فِي الْآتي
111- فَكُلُّ عَادَةٍ زَمَانَ الْمُصْطَفَى ** إِمَّا أَقَرَّهَا فَتِلْكَ تُقْتَفَى
112- فَهِيَ حِينَمَا ارْتَضَاهَا سُنَّةٌ ** أَوْ أَجْمَعُوا مِنْ بَعْدِهِ فَحُجَّةٌ
113- وَذَا سَوَاءٌ سَكَتُوا أَوْ نَطَقُواْ ** وَرَدُّ غَيْرِهَا عَلَيْهِ اتَّفَقُوا
يليه الجزء الثاني :
فقد يسر الله تعالى نظم إيصال السالك ، وإيصال السالك هو شرح نفيس جامع ومختصر نثره الشيخ العلامة المتبحر محمد يحيى الولاتي لشرح منظومة ابن أبي كف في أصول مالك .
ومنظومة ابن أبي كف ، نظم لأصول الإمام مالك التي اعتمدها في الاستدلال والاستنباط ،وعدة أبياتها ثلاثون بيتا ، ودون المقدمة والخاتمة والقواعد الفقهية ، استغرقت ستة عشر بيتا من المنظومة النفيسة .
وقد يسر الله نظم الشرح كاملا مع تحري الوفاء بالشرح و الوضوح والبيان والجمال والإيجاز ما أمكن ، فجاءت جامعة ومستوعبة كل ما كتبه العلامة الولاتي بفضل الله .
وكان عدد أبياتها في البداية مئتين وأربعة أبيات ،ثم بلغت بعد التصحيح والتنقيح مئتين و ثلاثين بيتا زدْتُ فِيها بعض ما ضربت عنه صفحا من البيان و الاسهاب في ضرب الْأمثلة ثم رأَيْتُ أنْ أَنظم ذلك ،و أسأل الله أن ينفع بها ويدخر لي أجرها .
وسأعتمد اللون الأسود لنظم ابن أبي كف ، واللون اأزرق مع النجوم للشرح الذي يتخللها ، وبالله التوفيق.
هذا ، وأحب أن أشير إلى أنني استفدتُ كثيرا من الطبعة الثانية التي اعتنى بها الشيخ أبو سلمان عبد الكريم قبول جزاه الله خيرا على مجهوده ، وجزى الله شيخه الفقيه عبد الرحمن بن محمد عليوي على العون الذي قدمه .
المقدمة
-الحمد لله الذي قد فهَّما = دلائلَ الشرعِ العزيزِ العلما
2-ثم الصلاةُ والسلام أبداً = على النبيِّ الهاشمي أحمدا
3-وآله الغُرِّ وصَحبِهِ الكِرَامْ = والتَّابعين لهُمُ عَلَى الدَّوَام
4-وبَعدُ فالقَصْدُ بذا النَّظمِ الوَجِيز = ذِكْرُ مَبَانِي الفِقْهِ في الشَّرْعِ العَزِيز
5-فقلتُ: واللهَ المُعينَ أسْتَعِينْ = وأستمـدُّ مِنْه فَتْحَِهُِ المُبينْ
6-أدلَّةُ المَذْهَبِ مَذْهَبِ الأَغَرْ = مَالَكٍ الإمَامِ سِتَّةَ عَشَرْ
نَصُّ الْكِتَابِ وَنَصُّ السُّنَّة
7-نصُّ الكِتَابِ ثُمَّ نصُّ السُّنَّة = سُـنَّةِ مَـنْ لَهُ أتَمَّ المِنَّة
8-والنصُّ ما يُفيدُ معنىً وَاحِدا ** ولَمْ يُفِدْ -وإن تُنَقِبْ -زَائِدا
9-مِثَالُهُ ثَلاثَةٌ وَسَبْعَةٌ **وَبَعْدَهَا عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ
10-وَحُرْمَةُ الْوَأْدِ الذي قَدْ فَعَلَهْ **عَبَدَةُ الأَصْنَامِ أَيَّامَ الْبَلَهْ
ظَاهِرُ الْكِتَابِ وَظَاهِرُ السُّنَّة
11-وَظَاهِرُ الْكِتَابِ وَالظَّاهِرُ مِنْ = سُنَّةِ مَنْ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ قَمِنْ
12-وهُوَ ذو مَعْنىً تَرَجَّحَ عَلى ** مَعْنىً وَسَمِّ ثَانِياً مُؤَوَّلا
13-كَالْمُدِّ وَالْفَقِيرِ في الْمِسْكِينِ ** وَالاِسْتِعَاذَ ةِ مِنَ اللَّعِينِ
14-لََدَى الْقِرِاءَةِ وَآيَةِ الْوُضُو ** فَفِيهِمَا التَّأوِيلُ حَتْماً يُفْرَضُ
15-بِالْحَمْلِ فِيهِما عَلَى الْإِرَادَةِ ** وَكَصِيَامِ الشَّهْرِ بِالشَّهَادَةِ
16-يَعْنِي بِهِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ فَلا **يُرَادُ مِنْ شُهُودِهِ أَنْ يَكْمُلا
17-وَنِيَةِ الصِّيَامِ قَبْلَ الْيَوْمِ ** أ ذَاكَ حُكْمٌ عَمَّ كُلَّ صَوْمِ
18-وَكَصَلاةِ جَارِ بَيْتِ اللهِ **فِي بَيْتِهِ وَ إنْ بِعُذْرٍ وَاهِ
19-ظَاهِرُهُ نَفْيٌ بِلا تَصْحِيحِ ** تَأْوِيلُهُ الْكَمَالُ في التَّرْجِيحِ
دَليلُ الْكِتَابِ وَدَلِيلُ السُّنَّة
مَفْهُومُ المُخَالَفَه
20-ثُمَّ الدَّلِيلُ مِنْ كِتَابِ الله = ثُمَّ دَلِيلُ سُنَّةِ الْأَوَّاهِ
21-وذا أبُو حَنِيفَةِ قَدْ خَالَفَهْ ** وَسِمُهُ الْمَفْهُومُ ذُو الْمُخَالَفَهْ
22-فِي الشَّرْطِ وَالْعَدِّ وحَصْرٍ وَصْفِ ** وَغَايَةٍ وَعِلَّةٍ وَظَرْفِ
23-فالشَّرْطُ وَالْغَايَةُ في الْمَبْتُوتَةِ **وَالْعَدُّ مِثْلَ سَبْعَةٍ ومِئَةِ
24-وآيَةُ الْوُسْعِ مِثَالُ الْحَصْرِ ** وَالْوَصْفُ في رَبَائِبٍ في الْحِجْرِ
25-وَالظَّرْفُ(عَا ِفُونَ في) وَ(الْحَجُّ) ** أيْ(أَشْهُرٌ) لِكُلِّ مَنْ يَحُجُّ
26-وَرُدَّهُ وَلَوْ مَعَ التَّقْييدِ ** في مِنَّةٍ أَوْ جَاءَ للتَّوْكِيدِ
27-أوِ اْنْ عَلَى الغَالِبِ كَانَ يَجْرِي ** أَوْ لِجَوابِ سَائِلٍ لا يَدْرِي
28-أَوْ لِبَيَانِ وَاقِعٍ قَدْ كَانَا ** أَوْ لِمُبَالَغَةِ مَنْ أَبَانَا
29-فَغَالِبُ الْقَيْدِ كـ(في حُجُورِ) ** (لَحْماً طَرِيّاً) مِنَّةُ الشَّكُورِ
30-بِاللهِ والْيَوْمِ الْأَخِيرِ أَكَّدَا ** إِيمَانَ ذَاتِ مَيِّتٍ إِذْ قَيَّدَا
31-وَلِلْمُبَالَغَ ةِ (تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ** سَبْعِينَ مَرَّةً) فَلَمْ يَغْفِرْ لَهُمْ
32- جَوَابُ سَائِلٍ كَما (في الغَنَمِ) ** - بالسَّوْمِ في الْمَرْعَى- (زَكَاةٌ) فَاغْنَمِ
33- بَيانُ واقِعٍ بـِ (لا تَتَّخِذُوا ** وِلايَةً مِنْ دُونِكُمْ) فَلتَنْبِذُوا
34- فَالنَّهْيُ عَنْ وِلايَةِ الْكُفَّارِ ** فِي كُلِّ حَالٍ دُونَ خُلْفٍ جارِ
تَنْبِيهُ الْكِتَابِ وَتنْبِيهُ السُّنَّة
مَفْهُومُ المُوَافَقَهْ
35-وَمِنْ أُصُولِهِ الَّتي بِهَا يَقُولْ = تَنْبِيهُ قُرْآنٍ وَسُنَّةِ الرَّسُولْ
36-وَهُوَ مَسْكُوتٌ لَهُ مُوَافَقَهْ ** لِلنُّطْقِ يَسْتَنْبِطُهُ الَّذِي فَقَهْ
37-كَضَرْبِهِ وَشَتْمِهِ لِلْوَالِدَيْنْ ** وَحَرْقِهِ مَالاً لِمَنْ فَقَدَ ذَيْنْ
38- وَدَعْوَةِ النَّبِي إلـى الْكُرَاعِ **وَمَالُ عَبْدٍ بِيعَ لِلْمُبْتَاعِ
39-وَهُوَ مِنْ بَابِ الْقِيَاسِ الْمُنْجَلِي ** وَقيلَ فِي اللَّفْظِ الْمُرادُ يَنْجَلِي
مَفْهُومُ الْكِتَابِ وَمَفْهُومُ السُّنَّة
دَلالَةُ الاقْتِضَاء
40-وَحُجَّةٌ لَدَيْهِ مَفْهُومُ الْكِتَابْ = مِنْ سُنَّةِ الْهَادي إِلَى نَهْجِ الصَّوابْ
41-يَعْني بِهِ دَلالَةً بالاقْتِضَا ** بِالشَّرْعِ أَوْ بِالْعَقْلِ كُلٌّ مُرْتَضى
42-أَوْ عَادَةٍ وَ الْكُلُّ بِالتَّصْرِيحِ ** يَأْتِي وَقَدْ يَجيءُ بِالتَّلْوِيحِ
43-فَاَوَّلُ الْقِسْمَيْنِ مَعْنىً يَلْزَمُ **وَلَيْسَ فِي اللَّفْظِ وَلَكِنْ يُُفْهَمُ
44-مِثَالُهُ مَا قَصَّهُ رَبُّ الْفَلَقْ ** فِي أَمْرِهِ الْكَلِيمَ قَالَ (فَانْفَلَقْ)
45- فَيُفْهَمُ امْتِثَالُ مُوسَى مَا أَمَرْ ** وكـ (اسْأَلِ الْقَرْيَةَ ) جَاءَ فِي الخَبَرْ
46- أَيْ أَهْلَهَا فِي الْعَقْلِ ثُمَّ الْأَمْرُ ** بأَنْ نُصَلِّيْ شَرْطُهُنَّ الطُّهْرُ
47- بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ جَا بِحِلِّهَا ** وَقَدَّرُوا حَلَّ عُمُومُ نَيْلِها
48-وَرَفْعُ نِسْيَانٍ خَطا إِكْرَاهِ ** أَيْ إِثْمُهَا عَنْ أُمَّةِ الْأَوَّاهِ
49-وَالثَّانِ مَعْنىً عَادَةً لَيْسَ يُؤَمْ ** لَكِنْ لَهُ بِاللَّفْظِ وَصْلٌ مُلْتَزَمْ
50 - مِثَالُهُ الاصْبَاحُ بِالْجَنَابَهْ ** إذْ حَلَّ لَيْلُ الصَّوْمِ لِلدُّعَابَهْ
51-لِآخِرِ الْأَجْزَاءِ حَيْثُ شَمِلَهْ ** فَلَيْسَ يَحْرُمُ عَلى مَنْ فَعَلَهْ
52-وَمُكْثُ إِحْدَاهُنَّ شَطْرَ دَهْرِهَا ** دُونَ صَلاةٍ فِيهِ قَدْرُ حَيْضِهَا
تَنْبِيهُ الكِتَابِ وَتَنْبِيهُ السُّنَّةِ
دَلالَةُ الإيمََاءِ
53- ثُمَّتَ تَنْبِيهُ كِتَابِ اللهِ ثـُمّ ْ = تَنْبِيهُ سُنَّةِ الَّذي جَاهاً عَظُمْ
54- وَهْوَ دَلالَةٌ بِالاِقْتِضَاءِ ** وَسَمِّهِ دَلالَة الإيـمـَاءِ
55- إنْ قَرَنَ الشَّرْعُ بِحُكْمٍ صِفَةً ** يَلْزَمُ مِنْها أَنْ تَكُونَ عِلـَّةً
56- لَوْ لَمْ تَكُنْ لَعِيبَتِ الصِّيـَاغَـهْ ** وَكَانَ لَغْواً نَافِيَ الْبَلاغـهْ
57- كَقَوْلِهِ فِي السَّارِقَيْنِ (فَاقْطَعُوا ) ** وذَلِكَ الْأعْرَابِيُ الْمُوَاقِعُ
الإجْمَاعُ وَالْقِيَاسُ وعَمَلُ أَهْلِ الْمَدِينة
58- ثُمَّتَ إِجْمَاع ٌوَقَيْسٌ وَ عَمَلْ = مَدِينَةِ الرَّسُولِ أَسْخَى مَنْ بَذَلْ
الإجْمَاعُ :
59- فَالَاوَّلُ اتِّفَاقُ أَهْلِ الْعِلْمِ ** بَعْدَ النَّبِي عَلَى اعْتِبَارِ حُكْمِ
60- شَرْعاً بِأَيِّ زَمَنٍ وَالْمُسْتَنَدْ ** يَجِبُ حَتْماً فِيهِ حَتَّى يُعْتَمَدْ
61- وَيَنْتَفِي شَرْطُ انْقِرَاضِ عَصْرِهِمْ ** تَوَاتُرٌ يَكُونُ فِي عِدَّتِهِمْ
62- وَحَيثُمَا خَالَفَهُ شَخْصٌ رَسَخْ ** وَ إِنْ يَكُنْ فَرْداً بِخُلْفِهِ انْفَسَخْ
63-وَهُوَ بِالنُّطْقِ وَبالسُّكُوتِ ** كِلاهُما قِسْمَانِ فِي الثُّبُوتِ
64- ذُو الْقَطْعِ في الْمَشْهُودِ وَ الْمَنْقُولِ **بِالْمُتَوَاتر ِ مِنَ النُّقُولِ
65-وَخَرْقُهُ مِنْ بَعْدُ غَيْرُ نَاهِضِ ** وَقَدِّمَنَّهُ عَلَى الْمُعَارِضِ
66- مِنَ الْكِتَابِ وَ الْحَدِيثِ الْأَجْلَلِ ** وَمِنْ قِيَاسٍ وَإِنِ الْقَيْسَ الْجَلِي
67- فَالْوَحْيُ قَدْ يُنْسَخُ أَوْ يُؤَوَّلُ ** وَ الْقَيْسُ فَوْتُ شَرْطِهِ مُحْتَمَلُ
68- وَقَدْ يُعَارَضُ بِشَيءٍ قَدْ يَصِمْ ** وَسَلِمَ الْإجْمَاعُ مِنْهَا فَعُصِمْ
69- وَالثَّانِ ظَنِّيٌّ وبِالْآحَادِ ** قَدْ جَاءَنَا مِنْ كُتُبِ الْأَشْهَادِ
70-وَجَاحِدٌ حُجِّيَةَ الْإِجْمَاعِ ** فَانْسِبْهُ لا رَيْبَ لِلابْتِدَاعِ
71- كََمَا ادَّعَى النَّظَّامُ ثُمَّ الشِّيعَهْ ** وَفِرْقَةُ الْخَوَارِجِ الشَّنِيعَهْ
72- وَاقْطَعْ بِكُفْرِ جَاحِدِ الضَّرُوريْ ** لا خُلْفَ أَمَّا جَاحِدُُ الْمَشْهُورِ
73- إِنْ كَانَ مَنْصُوصاً عَلَيْهِ كَرِبَا ** نَسِيئةٍ فَكَافِرٌ إذْ كَذَّبَا
74- وَلَمْ يُكَفَّرْ جَاحِدٌ بِالنَّظَرِيْ ** بِالِاتِّفَاقِ إِذْ أَتى بِالنَّظَرِ
75- مِثْلُ فَسَادِ حَجِّ مَنْ قَدْ وَطِئا ** وَهُوَ قَبْلَ فِعْلِهِ مَا وَطِئَا
76- عَرَفَةً وَسُدُسُ اْبْنَةِ ابْنُمِ ** مَعْ بِنْتِ صُلْبٍ فِيهِ إِجْمَاعٌ نُمِي
الْقِيَاسُ :
77- أَمَّا الْقِيَاسُ فَاأتَى فِي اللُّغَةِ ** وَالْقَيْسُ لِلتَّقْدِيرِ َالتَّسْوِيَةِ
78- حَمْلٌ لِمَعْلُومٍ عَلَى مَعْلُومِ ** تَسَاوَيَا فِي عِلَّةِ الْمَحْكُومِ
79- أَرْبَعَةٌ تِلْكَ وَمَالِكُ اْرْتَضَى ** أَنْ يَغْلِبَ الْآحَادَ إنْ تَعَارَضَا
80- وَهُوَ أَصْلُ الرَّأْيِ وَالْيَنْبُوعُ **لِلْفِقْهِ مِنْهُ تُشْعَبُ الْفُرُوعُ
81- وَهُوَ فِي التَّكْفِيرِ وَ التَّقْدِيرِ ** وَ الْحَدِّ قَدْ جَرَى عَلَى الْمَشْهُورِ
82- كَقَيْسِهِ رَقَبَةَ الْمُظـَّهِّرِ ** عَلَى الَّتي فِي الْقَتْلِ إِنْ يُكَفِّرِ
83- وَكَأَقَلِّ الْمَالِ فِي الصَّدَاقِ ** عَلَى نِصَابِ الْقَطْعِ لِلسُّرَّاقِ
84- وَالْحَدُّ مِثْلُ الْفُحْشِ بِالذُّكْرَانِ ** قَدْ قَاسَهُ عَلَى زِنَاءِ الزَّاني
85- عِلَلُهَا الْكَفَّارَةُ اسْتِحْلالُ ** عُضْوٍ واْلاِيلاَجُ أَيِ الْإدْخَالُ
86- وَهُوَ فِي الرُّخَصِ وَالشَّرْطِ امْتَنَعْ ** وَسَبَبٍ وَكُلِّ مَانِعٍ مَنَعْ
عَمَلَ أَهْلِ الْمَدِينَة :
87- وَطَيْبَةٌ فَأَهْلُهَا إِنَ اْجْمَعُوا ** فَمَالِكٌ بِفِعْلِهِمْ يُشَرِّعُ
88- إِنْ كَانَ لا يُقَالُ بِالتَّفْكِيرِ ** أَوْ مُطْلَقاً فَإنَّهَا كَالكِيرِ
89- وَأَهْلُهَا صَحْبُ النَّبِيِّ الشَّافِعِ ** إِذْ شَهِدُواْ الْوَحْيَ وَكُلُّ تَابِعِيْ
90- وَرُدَّ الاِطْلاَقُ فَإِنَّ الَاكْثَرَا ** حُجَّتُهُمْ أَنَّهُمُو بَعْضُ الْوَرَى
91- لَكِنْ إذَا مَا وَافَقُوا دَلِيلا ** عُدَّ الْمُعَارِضُ لَهُمْ عَلِيلا
92- وَيَغْلِبُ الْآحَادَ مِ الْأَخْبَارِ ** بَلْ هُوَ فَوقَ الْبَيْعِ بِالْخِيَارِ
قَوْلُ الصَّحَابي وَالْإِسْتِحْسَ انٌ :
93- وَقَوْلُ صَحْبِهِ وَ الاِسْتِحْسَانُ = وَهْوَ اقْتِفَاءُ مَالَهُ رُجْحَانُ
94- وَقِيلَ بَلْ هُوَ دَلِيلٌ يَنْقَذِفْ = فِي نَفْسِ مَنْ بِالاِجْتِهَادِ قَدْ وُصِفْ
95- وَلَكِنِ التَّعْبِيرُ مِنْهُ يَقْصُرُ = عَنْهُ فَلا يَعْلَمُ كَيْفَ يُخْبرُ
قَوْلُ الصَّحَابي:
96-فَقَوْلُ صَاحِبِ النَّبِيْ إِنِ اْنْتَشَرْ ** وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مُخَالِفٌ ظَهَرْ
97-فَحُجَّةٌ أَمَّ اَوَ اْفْتَى أَوْ حَكَمْ ** قَوْلاً وَفِعْلاً مَالِكٌ بِذَا حَكَمْ
الْإِسْتِحْسَان ٌ
98-وَمَنْ يَكُ اسْتَحْسَنَ عِنْدَ الشَّافِعِي ** فَإِنَّهُ شَرَّعَ مِثْلَ الشَّارِعِ
99- بِهِ أَبُو حَنِيفَةٍ قَدْ عَمِلا ** كَمَالِكٍ وَبَعْضُ مَنْ تَحَنْبَلا
100- وَرَدَّهُ ابْنُ حَاجِبٍ فَالْمُجْتَهِدْ ** لِيْسِ يَؤُودُهُ بَيَانُ مَا يَرِدْ
101- مَصْلَحَةٌ جُْزْئِيَّةٌ تَبَدَّتِ ** وَالْمُرْشِدَ الْكُلِّيَ قَدْ تَعَدَّتِ
102- بِنَحْوِ ذَا عَرَّفَهُ الْأبْيَاريْ ** َكَإِرْثِهِمْ خِيَرَةً عَنْ شَاري
103- وَ اخْتَلَفُواْ فِي الرَّدِّ وَ الْوُقُوعِ ** كُلِّيُهَا الْمَقِيسُ فِي الرُّجُوعِ
104- إِذْ حَوْزُ مَنْ أَجَازَ لِلْجَمِيعِ ** - فَلاَ يَفُوتُ الْقَصْدُ مِ الْمَبِيعِ -
105- مَصْلَحَةٌ إِذْ فَوْتُ ذَاكَ ضَرَرُ ** وَهِيَ مِنْ ضَرَرِ فَضْلٍ أَكْبَرُ
106-وَقِيلَ تَخْصِيصُ الدَّلِيلِ الْعَامِّ ** مِثْلُ جَوَازِ الْمُكْثِ فِي الْحَمَّامِ
107- بِعَادَةٍ إِذْ فِيهِ لِلأَنَامِ ** مَصْلَحَةٌ تَرْبُو عَلَى الْأثَامِ
108-فَالْجَهْلُ بِالثَّمَنِ فِي الْمِيَاهِ ** وَمُدَّةِ الْمُكْثِ مِنَ الْمَنَاهِي
109-وَمِثْلُ ذَاكَ جَاءَ فِي الشِّرَاءِ ** لِلْمَـا بِلاَ قَدْرٍ مِنَ السِّقَاءِ
110- وَرَدَّهُ الْعَلاَّمَةُ الْوَلاَتي ** مُضَعِّفاً مَقَالَهُ فِي الْآتي
111- فَكُلُّ عَادَةٍ زَمَانَ الْمُصْطَفَى ** إِمَّا أَقَرَّهَا فَتِلْكَ تُقْتَفَى
112- فَهِيَ حِينَمَا ارْتَضَاهَا سُنَّةٌ ** أَوْ أَجْمَعُوا مِنْ بَعْدِهِ فَحُجَّةٌ
113- وَذَا سَوَاءٌ سَكَتُوا أَوْ نَطَقُواْ ** وَرَدُّ غَيْرِهَا عَلَيْهِ اتَّفَقُوا
يليه الجزء الثاني :