المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التهنئة بأعياد غير المسلمين الدينية ..!!



أبوعاصم أحمد بلحة
2013-12-27, 03:25 PM
التهنئة بأعياد غير المسلمين الدينية ..

التهنئة لغير المسلمين بأعيادهم الدينية < كالنصارى في المسيح - عليه السلام - مولداً ، أو صلباً .. > جاء محرماً وممنوعاً لعلة تمكين إقرارهم فيما بنيت عليه تلك الأعياد من الاعتقادات الفاسدة ؛ كاعتقاد صلب المسيح، أو قيامته أو كونه فداء للبشر، أو ابن الله الوحيد، ونحو ذلك من الباطل الممنوع في شريعة الإسلام ..

وتهنئتهم : داخل في الإقرار لما هم عليه من شعائر الكفر ورضىً به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره ..

ومن دلائل المنع والتحريم ، قوله تعالى : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) .
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ..

يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - مبيناً ومقرراً لهذا الأصل : ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة بهم ، < فحرام بالاتفاق > مثل : أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول : < عيد مبارك عليك > ، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب !! ، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر ، وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. وكثير ممن لا قدر للدين عنده : يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر ؛ فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) ( أحكام أهل الذمة 1/441 - 442 ) ..

حسن بن محمد الحملي.

أم علي طويلبة علم
2013-12-27, 03:42 PM
السؤال : قرأت الفتاوى المتعلقة بعدم جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم واحتفالاتهم الدينية ، ولكنني أريد أن أعرف ما حكم تهنئتهم في مناسباتهم الشخصية كالزواج وقدوم الغائب ؟



الجواب:
الحمد لله
أولاً:
تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية محرم لا شك في تحريمه ، وقد سبق لنا في فتاوى متعددة بيان ذلك ، والتحذير منه .
( 947 (http://www.islamqa.info/ar/ref/947) ) و ( 11427 (http://www.islamqa.info/ar/ref/11427) ) و ( 4528 (http://www.islamqa.info/ar/ref/4528) ) و ( 1130 (http://www.islamqa.info/ar/ref/1130) ) .

ثانياً:
وأما مناسباتهم الشخصية الخاصة ، كزواج ، أو نجاح في مدرسة ، أو تعيين في وظيفة ، أو شفاء من مرض ، أو إنجاب ولد ، أو قدوم من سفر ، ونحوه : فهذا مما اختلف فيه العلماء إلى أقوال ثلاثة - وهي أقوال ثلاثة عن الإمام أحمد - : فمنهم من رأى الجواز ، ومنهم من منع ، ومنهم من أجاز بشرط وجود مصلحة شرعية ، كتأليف قلوبهم للإسلام ، أو دعوتهم إلى الدين .
وهذا أرجح الأقوال ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
قال ابن مفلح الحنبلي – رحمه الله - :
وتحرم العيادة ، والتهنئة ، والتعزية لهم ... ، وعنه – أي : عن الإمام أحمد - : يجوز ، وعنه : لمصلحة راجحة , كرجاء إسلام , اختاره شيخنا – أي : ابن تيمية - ومعناه اختيار الآجري , وأنه قول العلماء : يُعاد ، ويعرض عليه الإسلام ، نقل أبو داود : إن كان يريد يدعوه إلى الإسلام : فنعم .
" الفروع و تصحيح الفروع " ( 10 / 334 ) .

على أننا ننبه إلى شروط أخرى يجب توفرها حتى يقال بالجواز ، ومنها :

1. خلو بيئة التهنئة والزيارة من المنكرات ، كالاختلاط ، والمعازف ، والأطعمة والأشربة المحرمة ، فاحتفالات المسلمين غالباً – وللأسف – لا تخلو من منكرات ، فكيف بغير المسلمين .
وانظر جواب السؤال رقم : ( 3325 (http://www.islamqa.info/ar/ref/3325) ) .

2. أن تخلو عبارات التهنئة من مخالفات شرعية ، كابتدائه بالسلام ، أو الدعاء له بالعز والبقاء .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
فصل في تهنئتهم بزوجة ، أو ولد ، أو قدوم غائب ، أو عافية ، أو سلامة من مكروه ، ونحو ذلك ، وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد ، فأباحها مرة ، ومنعها أخرى ، والكلام فيها كالكلام في التعزية ، والعيادة ، ولا فرق بينهما ، ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه ، كما يقول أحدهم " متَّعك الله بدينك " ، أو " نيَّحك فيه " – أي : قوَّاك فيه - ، أو يقول له : " أعزك الله " ، أو " أكرمك " ، إلا أن يقول " أكرمك الله بالإسلام ، وأعزك به " ، ونحو ذلك ، فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة .
" أحكام أهل الذمة " ( 1 / 441 ) .

3. أن لا يهنَّأ ذلك الكافر – ولا المسلم كذلك – إن كان رجوعه من سفر معصية ، أو حرب على المسلمين ، أو لتولي وظيفة محرمة ، كعمل في بنك ، أو قضاء بين الناس بخلاف الشرع .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
"فمن هنَّأ عبداً بمعصية ، أو بدعة ، أو كفر : فقد تعرض لمقت الله وسخطه ، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء ، والتدريس ، والإفتاء ؛ تجنباً لمقت الله ، وسقوطهم من عينه ، وإن بُلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعاً لشرٍّ يتوقعه منهم ، فمشى إليهم ، ولم يقل إلا خيراً ، ودعا لهم بالتوفيق ، والتسديد : فلا بأس بذلك" .
" أحكام أهل الذمة " ( 1 / 441 ، 442 ) .

4. تجنب تهنئة رؤوس الكفر كالقساوسة ، والأحبار ، وزعماء الكفر ؛ لقطع الطمع في إسلامهم ، ولما في تهنئتهم ومشاركتهم من عزٍّ لهم ، وذل للمسلم ، إلا أن يُطمع بأحد بعينه : فيجوز ، كما في عيادة النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه أبي طالب .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – وسئل عن تهنئة " قس " بوصوله - :
وأما ذهاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لليهودي الذي كان مريضاً : فإن هذا اليهودي كان غلاماً يخدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فلمَّا مرض عاده النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليعرض عليه الإسلام ، فعرَضه عليه ، فأسلم ، فأين هذا الذي يعوده ليعرض عليه الإسلام من شخص زار قسّاً ليهنئه بسلامة الوصول ، ويرفع من معنويته ؟! لا يمكن أن يقيس هذا على ذاك إلا جاهل ، أو صاحب هوى .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 3 / 47 ) .

والخلاصة : أن الراجح في المسألة هو جواز التهنئة ، بالشروط التي قدمناها ، وإن كان الأحوط أن يجتنبهم المرء تماما ، وأن يبتعد عن مخالطتهم .

والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب