احمد ابو انس
2013-12-05, 07:44 PM
صحة حديث ثوبان (لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ، فيجعلها الله هباءً منثورا قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جَلِّهم لنا ، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها )
وحديث ( أنا سترتها عليك في الدنيا ، وأنا اغفرها لك اليوم ) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً : ورد في السؤال حديث القوم الذين يجعل الله أعمالهم هباء منثورًا وهذا الحديث رواه :
ابن ماجه (4/246) عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ، فيجعلها الله هباءً منثورا ) قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جَلِّهم لنا ، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال : ( أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) .
قال البوصيري : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات .
وقال المنذري (3/170) : رواته ثقات .
ورواه الطبراني في معجمه الأوسط (5/46) .
وفي الصغير (1/396) وقال : لا يروى عن ثوبان إلا هذا الإسناد ، تفرد به عقبة ( يعني ابن علقمة ) .
ورواه الروياني في مسنده (1/425)
وهو في الفردوس بمأثور الخطاب (5/131)
وعقبة بن علقمة المعافري : ثقة عند الجمهور ، وقال ابن معين : لا بأس به ، وقال ابن حبان : يعتبر بحديثه ، وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، وقال ابن عدي : روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد ( انظر : تهذيب التهذيب ، 7/246-247)
فالحديث لا يروى إلا بهذا الإسناد كما أشار إليه الدار قطني ، فهو غريب والغريب مظنة الضعف ، والمصادر التي خَرَّجت الحديث هي من مظان الضعف ، فما انفرد به ابن ماجه يغلب عليه الضعيف ، وهكذا معجم الطبراني ، والفردوس وغيرها ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولا أحمد ، ولا مالك ، ولا غيرهم .
ومتن الحديث فيه نكارة ، فإن المعهود من قواعد الشرع أن فعل السيئات لا يبطل الحسنات ،بل الحسنات تذهب السيئات .
وهؤلاء قوم مؤمنون ، أهل ليل وصلاة ، فكيف تكون أعمالهم هباء منثوراً ، وإنما توعد الله بهذا الكافرين فقال : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً" والله أعلم .
أما الحديث الآخر ( أنا سترتها عليك في الدنيا ، وأنا اغفرها لك اليوم )
فقد رواه البخاري في صحيحه ( برقم 2661)
وفي تفسير القرآن ، وفي الأدب ، والتوحيد ، ..ورواه مسلم في التوبة ( برقم 4972) وابن ماجه ( في المقدمة 179)وأحمد ( 5179،5562 ) .
كلهم من طريق قتادة ، عن صفوان بن محرز ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدني الله عبده المؤمن ، فيضع عليه كنفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟
أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم ، أي ربِّ ، حتى إذا قرره بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه قد هلك ، قال : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته ، وأما الكافر أو المنافق ، فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين .
فهذا حديث صحيح ، متفق على صحته ، ظاهر المعنى ، لا إشكال فيه بحمد الله .
-أما حديث عبادة المتفق عليه ، وما كان مثله في معناه من أنه من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه أدخله الله الجنة ، فهو محمول على من قالها ، عارفا بمعناها ،عاملا بمقتضاها في الجملة ، وإن حصل منه بعض تفريط أو إخلال لا يقدح في أصل الشهادة ، لأن الله تعالى يقول لأهل الجنة : " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " ، " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " فالعمل لابد منه للإيمان ، ولهذا قال العلماء : الإيمان قول وعمل واعتقاد ، فهو قول باللسان ، واعتقاد بالجنان ، وعمل بالأركان .
ولا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا مقرونا بالعمل الصالح ، فلا بد فيه إذاً من عمل ٍيزكيه ويدل عليه .
أما شهادة باللسان ،وكل أعمال المرء في عمره كلها تشهد ضده ، وضد إيمانه ، فهناك إذا كفر تشهد عليه كل لحظات المرء ، وكل أعماله ، وكل توجهاته ، وهناك دعوى إيمان لا يوجد ما يشهد لها !
فلا بد للإيمان من عمل ، وعلى هذا جرى قول السلف كالإمام أحمد ، والبخاري والآجرّي ، ، واللالكائي ، وأبي عبيد ، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
ألهمنا الله وإياك السداد في القول والعمل ،،،
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
هل هذا الحديث ضعيف ؟
وحديث ( أنا سترتها عليك في الدنيا ، وأنا اغفرها لك اليوم ) ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأخ/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً : ورد في السؤال حديث القوم الذين يجعل الله أعمالهم هباء منثورًا وهذا الحديث رواه :
ابن ماجه (4/246) عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأعلمن أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا ، فيجعلها الله هباءً منثورا ) قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جَلِّهم لنا ، ألا نكون منهم ونحن لا نعلم! قال : ( أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) .
قال البوصيري : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات .
وقال المنذري (3/170) : رواته ثقات .
ورواه الطبراني في معجمه الأوسط (5/46) .
وفي الصغير (1/396) وقال : لا يروى عن ثوبان إلا هذا الإسناد ، تفرد به عقبة ( يعني ابن علقمة ) .
ورواه الروياني في مسنده (1/425)
وهو في الفردوس بمأثور الخطاب (5/131)
وعقبة بن علقمة المعافري : ثقة عند الجمهور ، وقال ابن معين : لا بأس به ، وقال ابن حبان : يعتبر بحديثه ، وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه ، وقال ابن عدي : روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد ( انظر : تهذيب التهذيب ، 7/246-247)
فالحديث لا يروى إلا بهذا الإسناد كما أشار إليه الدار قطني ، فهو غريب والغريب مظنة الضعف ، والمصادر التي خَرَّجت الحديث هي من مظان الضعف ، فما انفرد به ابن ماجه يغلب عليه الضعيف ، وهكذا معجم الطبراني ، والفردوس وغيرها ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ولا أحمد ، ولا مالك ، ولا غيرهم .
ومتن الحديث فيه نكارة ، فإن المعهود من قواعد الشرع أن فعل السيئات لا يبطل الحسنات ،بل الحسنات تذهب السيئات .
وهؤلاء قوم مؤمنون ، أهل ليل وصلاة ، فكيف تكون أعمالهم هباء منثوراً ، وإنما توعد الله بهذا الكافرين فقال : " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً" والله أعلم .
أما الحديث الآخر ( أنا سترتها عليك في الدنيا ، وأنا اغفرها لك اليوم )
فقد رواه البخاري في صحيحه ( برقم 2661)
وفي تفسير القرآن ، وفي الأدب ، والتوحيد ، ..ورواه مسلم في التوبة ( برقم 4972) وابن ماجه ( في المقدمة 179)وأحمد ( 5179،5562 ) .
كلهم من طريق قتادة ، عن صفوان بن محرز ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ،
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدني الله عبده المؤمن ، فيضع عليه كنفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟
أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم ، أي ربِّ ، حتى إذا قرره بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه قد هلك ، قال : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته ، وأما الكافر أو المنافق ، فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ، ألا لعنة الله على الظالمين .
فهذا حديث صحيح ، متفق على صحته ، ظاهر المعنى ، لا إشكال فيه بحمد الله .
-أما حديث عبادة المتفق عليه ، وما كان مثله في معناه من أنه من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه أدخله الله الجنة ، فهو محمول على من قالها ، عارفا بمعناها ،عاملا بمقتضاها في الجملة ، وإن حصل منه بعض تفريط أو إخلال لا يقدح في أصل الشهادة ، لأن الله تعالى يقول لأهل الجنة : " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " ، " ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون " فالعمل لابد منه للإيمان ، ولهذا قال العلماء : الإيمان قول وعمل واعتقاد ، فهو قول باللسان ، واعتقاد بالجنان ، وعمل بالأركان .
ولا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا مقرونا بالعمل الصالح ، فلا بد فيه إذاً من عمل ٍيزكيه ويدل عليه .
أما شهادة باللسان ،وكل أعمال المرء في عمره كلها تشهد ضده ، وضد إيمانه ، فهناك إذا كفر تشهد عليه كل لحظات المرء ، وكل أعماله ، وكل توجهاته ، وهناك دعوى إيمان لا يوجد ما يشهد لها !
فلا بد للإيمان من عمل ، وعلى هذا جرى قول السلف كالإمام أحمد ، والبخاري والآجرّي ، ، واللالكائي ، وأبي عبيد ، ومن قبلهم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
ألهمنا الله وإياك السداد في القول والعمل ،،،
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
هل هذا الحديث ضعيف ؟