تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ( من وحي الهجرة النبوية ) شعر طلعت المغربي



طلعت المغربي
2013-11-22, 04:45 PM
من وحي الهجرة النبوية
مهداةٌ إلى سيدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم

شعر : طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتَّاب مصر




يا صاحبَ الذكرى إليكَ تحيتي **وعليكَ يا خيرَ الوجودِ ثنائي


يزهو القصيدُ بذكركم يا سيدي **فمقامُكم يعلو على الإطراء


أهــــدي إليكَ قصــيدتي فلعلني **يومَ اللقا أنجو بذا الإهـــــداء


من وحي ســـيرتِكم أتتْ أبياتُها **والعذرُ إن لم أستطع إيفائي


أرجو شفاعتَكم إذا اجتمع الورى ** أرجو رضاكم يا أبا الزهراء


نفسي انجلت عنها الهمومُ بمدحكم ** وتبدلتْ أكــــــــــدار ُها بصفاء


نورُ النبيِّ ( محمدٍ) كشفَ الدجى **كالبدرِ عند الليلةِ الظلماءِ


نــــــــورٌ على نورٍ مديح ( محمدٍ )** حقاً برغم ِالأعينِ العمياء


فهو الســــراجُ وذاك وصفُ إلهِــنا **وضيا حبيبي فاقَ كلَّ ضياء


للعالمينَ أتيتَ ( أحمـــــدُ ) رحمةً **وأراكَ للكفـــــار ســـيفَ فناء


في السِــــــلْمِ خير ُمُسالمٍ يا سيدى **والفارسُ المغوارُ في الهيجاء


والصحبُ إن حميَ الوطيسُ ببأسِكم ** هــــــم يتقونَ وعندَ كلِ بلاء


هيهاتَ أن أظما وذكرُكَ سيدي ** للقلب فيه مدى الحياةِ روائي


***


يا ويحَ أربابَ الجــــــــهالة ِ أقبلوا **وقلوبُهم كالصخرةِ الصماء


جاءوا لعم المصطفى وحبيبِهِ **وتكلموا في غلظةٍ وجفاءِ


قالوا له ابنُ أخيك فرَّق بيننا **بل عابَ دينَ القوم ِوالآباءِ


ومضى يقـــــولُ بأنهُ يوحى له **مع أنه كبقيـــــــةِ الشعراءِ


إن كان ما يأتيهِ مساً.. جــــاءهُ ** منا أطبـــــــاءٌ بخير دواءِ


أو كان يبغي المالَ جئناكم به **حتى يضـــــيقَ بذلك الإثراءِ


أو كان يبغى الملكَ كان مليكَنا **وهو الرئيسُ وسيدُ الوجهاءِ


فارجعْ إلى ابنِ أخيكَ واعرفْ رأيَهُ ** جئنـــــا لكي لا نبتدي بعداءِ


وهنا يقـــــــــولُ المصطفى بثباتِهِ **ووقـــــــارِه ِ .. يا أرحمَ الآباءِ


والله يا عمَّاهُ لو وضعوا هنا ** شمساً أو البدرَ المنيرَ إزائي


ما كنتُ أتركُ ما أمرتُ بفعله **حتى أتممه ولو بفنــــــــــائ ي


وهنا يقولُ الكفرُ جئنا فاستمعْ ** سنحُــــلُ هذا الأمرَ دونَ عناءِ


خـــذ من تشا منا مكان(محمدٍ) **لا تحمه ِ .. واتركهُ دونَ وقاءِ


قد ساوموه لكي يسلم حبــــــه **عرضوا لهـذا الأمر ِدونَ حياءِ


ويقولُ عمُ المصــــطفى وحبيبُهُ **يا بئسَ ما عرضـــــوا له بغباءِ


بئستْ فعالُكمـــــــو وبئسَ مقالُكم ** لا تذكـــــروه فإنَّ فيهِ شقــــائى


أنا أطعــــمُ ابنكمو وأغذوهُ لكم **ثم المقابـــــــلُ تقتلونَ رجائى؟؟


(واللهِ لن يصلوا إليكَ بجمعِهم) **حتى أفــــــــارقَ عالَـــمَ الأحياءِ


***


ويموتُ عمُ المصطفى ونصيرُهُ ** يا موتُ هلاَّ جئتَ فى إبطاءِ


والزوجُ فارقـــــت الحياة َلربها ** فبقيتَ تبكيـــها أحـــرَّ بكـــاءِ


وظللتَ تذكـــــرها بخيرٍ دائماً **وحبوتَــها في العمر ِخيرَ وفاءِ


وقضيتَ عامَ الحزن ِبعدَ وفاتِهم **وإذا الحيــــاةَُ غدتْ بغير ضياءِ


وإذا بأهل ِالكفــــر زادوا كيدَهم **وتفننــــــــو ا في المكر ِوالإيذاءِ


قالــــوا إذا لم ترجعوا عن دينكم **سنحــــــــيلُ دنيــــاكم إلى أرزاءِ


سنصبُّ ألـــوانَ العذابِ عليكمو ** لن تظفــــــروا منا بأيِّ نَجَــــــاءِ


***


هــذا( بـــلالُ) قد ابتــــُلي بـ(أميةٍ) **قد عاشَ منــــه العمـــرَ في بلواءِ


يأتي بصخـــــرٍ فوقَ صدرٍ طاهرٍ ** ويجــــرهُ جراً على الرمضاءِ


وإذا العذابُ اشـــتدَ زادَ صلابةً **(أحـــدٌ) يقول(بلالُ) للأعداءِ


(أحـــدٌ ..أحدْ )هذا نشيدٌ خالدٌ **قد هــــزَّ أرضي بل وهزَّ سمائى


***


وأرى(صُهيب)الآن يبــغي هجرةً ** لكنــــــهم وقفـــوا له بجفـــاءِ


قد كنتَ صُــــعلوكاً فقيراً معدماً **لا.. لن تمـــــــرَّ بهذه الأشياءِ


وهنا يقول(صهيبُ ) قولة َواثقٍ ** أنا أفتـــــدي ديني ولو بدمائي


أنا لن أعـــودَ مدى الحياةِ إليكمو ** لو أنكــــم مزقتـــــمو أشلائي



أبشـــرْ (أبا يحيى) ببيعٍ رابحٍ ** أبشــــر فعنــدَ اللهِ خيرُ عطاءِ


***


وكذاك (عمارُ بنُ ياسر)مثلُهم وكذا (سميةُ) أولُ الشهداء


وأبوهُ ( ياسرُ) تلك عائلةٌ غدت **فوقَ الكلامِ وفوقَ كل ِثناءِ


(صبراً)تقولُ لآلِ(ياسر) تؤجروا **غــــــداً اللقاءُ بجنةٍ فيحاءِ


ويقولُ (عمارُ بن ياسرَ)سيدي ** إني أعيشُ الآنَ في الظلماءِ


طاوعتُهم يا سيدي في قولِهم ** لأصدَّ عني محنتي وبلائي


لكنَّ قلبيَ مؤمنٌ وموحِدٌ ** ما فيهِ غيرُ عقيدتي وولائي


وتقول يا (عمارُ)عُدْ إن عاودوا ** يوماً ولا تعبأ بذي الأشياءِ


ما دام قلبكَ مطمئناً لا تخفْ ** واذكرْ إلهكَ عشْ بخيرِ رجاءِ


***


ويجيئُ (خبابُ الأرت) مخاطباً **خيرَ البريةِ سيدَ الشفعاءِ


ويراكَ يا (مختارُ) تسندُ ظهرَكم ** لجدارِ هذي الكعبةِ الشمَّاءِ


ويقولُ (خبابُ الأرت) مقولة ** ألفاظها جاءت على استحياءِ


إنَّ العذابَ اشتدَّ زاد ضراوة ** لبست لنا الأيامُ ثوبَ شقاءِ


هلاّ دعوت الله ربكَ سيدي ** هلاَّ دعوتَ لنا على الأعداءِ


وتقولُ الاستعجالُ ذلك شأنكم **بل إنَّ ذلك شيمةُ الأحياءِ


قد كان فيما قبلكم أممٌ مضت **صبروا على البلوى بلا استثناءِ


مُشِطوا بأمشاطِ الحديد فمدَهم **هذا العذابُ بقوةٍ ومضاءِ


النصرُ آتٍ لا محالة َ فاصبروا** واستمسكوا بالشرعةِ الغراءِ


النصرُ من رب البرية قادمٌ ** فلتنضووا يا قومُ تحتَ لوائي


الدينُ يوماً ما سيسرى ضوؤهُ **وبقدرِ ما تمتدُ عينُ الرائي


ويسيرُ سائركم بأمنٍ دائمٍ **من (حضرموت) إلى رُبى (صنعاءِ)


ويسيرُ سائركم بأمنٍ دائمٍ **لم يخش إلا اللهَ ذا الآلاءِ


***


ما كنتَ تقدِرُ أنْ تُدافِعَ سيدي **يوماً عن الضعفاءِ والبؤساءِ


ها أنتَ تسجدُ مرةً فيجيئُكم **بسلا جزورٍ أخبثُ الخبثاءِ


***


وذهبت تبغي من (ثقيفٍ) نصرةً **فلعلَ فيها سامعاً لنداءِ


لكنهم كانوا الأراذلَ سيدي **لاقوكمو بجهالةٍ جهلاءِ


أغروا بكم صبيانَهم وعبيدَهم **تركوكمو فيها مع السفهاءِ


يرمونكم بحجارةٍ يا سيدي ** فتسيل من عقبٍ أعزُ دماءِ


ورفعتَ كفكَ للسماواتِ العلا **فإذا جميعُ الكونِ فى إصغاءِ


إنْ لمْ يكنْ بك ربنا غضبٌ عليَّ ** فذاكَ غايةُ مُنيتي ورضائي


إني استعذتُ بنورِ وجهكَ ربَنَا ** فبهِ إلهي أشرقتْ ظلمائي


وبه صلاحُ الدين ِوالدنيا معاً **وأخصهُ بالحمدِ والإطراءِ


عُتبى الأمورِ إليكَ حتى ترتضي ** يا ربَّنا يا واسِعَ النعماءِ


***


ويجيئ أمرٌ أن تهاجرَ سيدي **من عندِ ربكَ أرحمِ الرحماءِ


وتجمعَ القومُ اللئامُ ببابِكم **باللاتِ قدْ حلفوا وبالآباءِ


لا ينجونَّ (محمدٌ) من بيننا ** أو أننا نُمحى من الغبراءِ


شاهت وجوهُ القومِ يا خيرَ الورى ** ومضيتَ أنتَ بعزةٍ ومضاءِ


ومع الذي قد نالكم من كيدهم **ها أنتَ (أحمدُ) سيدُ الأُمناءِ


للقومِ عندي يا (عليُ) ودائعٌ ** أنا لا أخونهمو وهم أعدائي


نم يا عليُ لكي تردَّ ودائعاً ** أعظمْ بكمْ منْ قمةٍ شماءِ


أعظمْ بهذا الخُلْق ِأينَ مثالُهُ ** أعظمْ بها من منةٍ ووفاءِ


هم يمكرونَ .. يدبرونَ لقتلِكم **وتفكرونَ بردِ ذي الأشياءِ


***


وينامُ مشتملاً عليُ ببردِكم ** أنعمْ بهذي البُردةِ الخضراءِ


يفديكمو بالروحِ لم يعبأ بها** يفديكمو حقاً بخيرِ فداءِ


الموتُ خلفَ البابِ ينظرُ نحوه** لكنهُ يعلو عن النظراءِ


بشجاعةٍ فوقَ الشجاعةِ نفسها** وبهمةٍ تعلو ذرى العلياءِ


ما هابَ سيفاً مشهراً في وجههِ** ما كانَ يوماً ما من الجبناءِ


يا دهرُ سجلْ لا تكنْ متوانياً ** هذا النموذجُ عزَّ في دنيائي


***


وخرجت تبغي من يكون مؤازراً** ومضيت في حذرٍ من الرقباء


وخرجتَ تبغي في الأباعدِ نصرةً** إنَّ الأقاربَ أتعسُ التعساءِ


ونظرتَ خلفكَ والدموعُ غزيرة ** يا أرضَ (مكة) أطهرَ الأرجاءِ


يا بقعةً عندَ الإلهِ عزيزة **وكذاكَ عندي .. بلْ وأنتِ شفائي


واللهِ حبكِ أنتِ يجري في دمي ** لكنَّ أهلَكِ قرروا إقصائي


يا مهبطاً للوحي إني أرتجي** من عند ربي مِنَّةً بلقاءِ


***


إنَّ الذى فرضَ الكتاب عليكمو **سيردكم يوماً من السعداءِ


يوماً ستفتحُ ذلكَ البلدَ الذى **غادرتَهُ في حلكةِ الظلماءِ


***


هاجرتَ ( أحمدُ ) بعدما اشتدَّ الأذى **هاجرتَ تخفيفاً عن الضعفاءِ


وأرى (سراقة) راحَ يتبعُ خطوكم** ضلتْ خُطاهُ وتاهَ فى البيداءِ


وجوادُهُ رفضَ الرضوخَ لأمرهِ ** ساختْ قوائمهُ بذي الصحراءِ


لِمَ يا جوادُ اليومَ أنت خذلتني؟!** ما كنتَ يوماً ترتضي إيذائي


فخُطاكَ تسرعُ إنْ بَعُدنا عنهمو** وإذا قصدناهم ففي إبطاءِ


وكأنهُ قد قالَ ذا ركبُ الهُدى **من ذا يطاولُ ركبَهُ بغباءِ


حقاً فركب المصطفى لا يقتفى** بالسوءِِ ذاكَ تصرفِ البلهاءِ


فعنايةُ الرحمنِ تحرسُ ركبَهُ **وعناية الرحمنِ خيرُ وقاءِ


وهنا يقولُ (سراقة) اذهب سيدي** لا .. لن أناصبكم بأي عداءِ


هاتِ الأمانَ أيا ( محمدُ ) هاتِهِ ** فعطاؤكم والله خيرُ عطاءِ


أنا لن أدلهمو عليكم سيدي ** أبداً ومهما حاولوا إغرائي


ارجعْ (سراقة) لا غُبارَ عليكمو ** واسمعْ لِما سأقولُ من أنباءِ


يوماً ستلبسُ في يديكَ أساوراً ** هي مِلك (كسرى) صاحب الخيلاءِ


ارجع (سراقة) وانتظرْ ما قلتُهُ ** فهو القريبُ وليسَ ذا بالنائي


***


هي رحلةٌ هاجرتَ فيها سيدي ** أحداثُها جلتْ عن الإحصاءِ


عطرتَ (طيبة) سيدي بمجيئكم ** وملأتَ كلَّ الكونِ بالأضواءِ


وبنيتَ مجتمعاً يفيضُ محبة ** ومودةً.. يخلو من البغضاء


هجروا حظوظَ النفسِ حينَ أمرتهم **وسموا بأخلاق على الجوزاءِ


***


يا رب وامنحنا بفضلك هجرةً ** تعلو النفوس بها على الأهواء


ويكون فيها هجر كل رذيلةٍ ** كالحقد والبغضاء والشحناء


وأعد لأمتنا سوالفَ مجدِها ** واكتب لنا نصراً على الأعداء


ثبت إلهي كلَّ من قد جاهدوا ** وارفع لهم يا ربُ خيرَ لواء


واحقن دماءَ المسلمين جميعها ** لنكون يا ربي من السعداء





***