طه نجا
2013-11-09, 11:29 PM
في ترجمة صالح بْن مُحَمَّد بْن زائدة ، أبي واقد الليثي المدني، من "تاريخه ـ 2862 – " قال الإمام البخاري رحمه الله :
" تركه سلمان بْن حرب، منكر الحديث، يَرْوِي عَنْ سالم عَنِ ابْن عُمَر عَنْ عُمَر رفعه: من غل فأحرقوا متاعه، وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغلول: ولم يحرق.
[تاريخ البخاري ، الكبير (4/291) ] .
إلى هنا ليست هناك مشكلة ؛ لكن كلام الإمام البخاري له تكملة :
"وعَامَّةُ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّونَ بِهَذَا فِي الْغُلُولِ ، وَهَذَا بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ " اهـ
هكذا ، ساق هذه العبارة : الإمام البيهقي في "سننه الصغرى" (3/398 ـ رقم 3611 /قلعجي) ـ لكن بدون واو العطف في أوله ، وتحرفت العبارة في سننه الكبرى (9/103) : " وعليه أصحابنا .." ، وفي "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (4/40ـ ط حامد الفقي) : " وعامة أصحابه" ، بضمير الغائب .
بينما لفظ "فتح الباري" ، وعنه القسطلاني : يحتجون .. ، بدون أوله .
وقد ثبت على الصواب أيضا في : البدر المنير ، وعون المعبود ، وتحفة الأحوذي ..
...
في سنن الترمذي (1461) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السَّوَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاحْرِقُوا مَتَاعَهُ .
قَالَ صَالِحٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى مَسْلَمَةَ وَمَعَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَوَجَدَ رَجُلاً قَدْ غَلَّ، فَحَدَّثَ سَالِمٌ بِهَذَا الحَدِيثِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُحْرِقَ مَتَاعُهُ، فَوُجِدَ فِي مَتَاعِهِ مُصْحَفٌ، فَقَالَ سَالِمٌ: بِعْ هَذَا وَتَصَدَّقْ بِثَمَنِهِ.
هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ، وَهُوَ قَوْلُ الأَوْزَاعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ .
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، وَهُوَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ وَهُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ, قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ رُوِيَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَالِّ، فَلَمْ يَأْمُرْ فِيهِ بِحَرْقِ مَتَاعِهِ. اهـ .
ومن الواضح أن لفظ جواب البخاري هنا ، هو نفس لفظه في "التاريخ" ، أو قريب منه جدا ، بدون الزيادة المذكورة .
لكن يحتمل أنه بهذه الزيادة في بعض النسخ ، وعليها شرح الحافظ العراقي .
ينظر : "سؤالات الترمذي للبخاري حول أحاديث في جامع الترمذي" ، يوسف بن محمد الدّخيل (2/721) .
***
دعنا من هذا الخلط في النسخ ؛ فالأمر فيه قريب ، إن شاء الله !!
لكن السؤال الأهم من ذلك كله :
من عساهم يكونون "أصحاب البخاري" ، الذين احتج "عامتهم" ، بهذا الحديث ؟!
مع أن "الجمهور"، أو "العامة" على تضعيف الحديث "رواية" ، وترك العمل به "دراية" ؟!
" تركه سلمان بْن حرب، منكر الحديث، يَرْوِي عَنْ سالم عَنِ ابْن عُمَر عَنْ عُمَر رفعه: من غل فأحرقوا متاعه، وَقَالَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغلول: ولم يحرق.
[تاريخ البخاري ، الكبير (4/291) ] .
إلى هنا ليست هناك مشكلة ؛ لكن كلام الإمام البخاري له تكملة :
"وعَامَّةُ أَصْحَابِنَا يَحْتَجُّونَ بِهَذَا فِي الْغُلُولِ ، وَهَذَا بَاطِلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ " اهـ
هكذا ، ساق هذه العبارة : الإمام البيهقي في "سننه الصغرى" (3/398 ـ رقم 3611 /قلعجي) ـ لكن بدون واو العطف في أوله ، وتحرفت العبارة في سننه الكبرى (9/103) : " وعليه أصحابنا .." ، وفي "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (4/40ـ ط حامد الفقي) : " وعامة أصحابه" ، بضمير الغائب .
بينما لفظ "فتح الباري" ، وعنه القسطلاني : يحتجون .. ، بدون أوله .
وقد ثبت على الصواب أيضا في : البدر المنير ، وعون المعبود ، وتحفة الأحوذي ..
...
في سنن الترمذي (1461) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو السَّوَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللهِ فَاحْرِقُوا مَتَاعَهُ .
قَالَ صَالِحٌ: فَدَخَلْتُ عَلَى مَسْلَمَةَ وَمَعَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَوَجَدَ رَجُلاً قَدْ غَلَّ، فَحَدَّثَ سَالِمٌ بِهَذَا الحَدِيثِ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُحْرِقَ مَتَاعُهُ، فَوُجِدَ فِي مَتَاعِهِ مُصْحَفٌ، فَقَالَ سَالِمٌ: بِعْ هَذَا وَتَصَدَّقْ بِثَمَنِهِ.
هَذَا الحَدِيثُ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ، وَهُوَ قَوْلُ الأَوْزَاعِيِّ، وَأَحْمَدَ، وَإِسْحَاقَ .
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذَا الحَدِيثِ، فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ، وَهُوَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ وَهُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ, قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقَدْ رُوِيَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الغَالِّ، فَلَمْ يَأْمُرْ فِيهِ بِحَرْقِ مَتَاعِهِ. اهـ .
ومن الواضح أن لفظ جواب البخاري هنا ، هو نفس لفظه في "التاريخ" ، أو قريب منه جدا ، بدون الزيادة المذكورة .
لكن يحتمل أنه بهذه الزيادة في بعض النسخ ، وعليها شرح الحافظ العراقي .
ينظر : "سؤالات الترمذي للبخاري حول أحاديث في جامع الترمذي" ، يوسف بن محمد الدّخيل (2/721) .
***
دعنا من هذا الخلط في النسخ ؛ فالأمر فيه قريب ، إن شاء الله !!
لكن السؤال الأهم من ذلك كله :
من عساهم يكونون "أصحاب البخاري" ، الذين احتج "عامتهم" ، بهذا الحديث ؟!
مع أن "الجمهور"، أو "العامة" على تضعيف الحديث "رواية" ، وترك العمل به "دراية" ؟!