مشاهدة النسخة كاملة : كلام في الأخوة لابن القيم يهز الوجدان
ابو العبدين البصري
2013-11-07, 10:04 PM
قال الإمام الهروي_ رحمه الله_: [ أَنْ تَرْضَى بِمَا رَضِيَ الْحَقُّ بِهِ لِنَفْسِهِ عَبْدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَخًا. وَأَنْ لَا تَرُدَّ عَلَى عَدُوِّكَ حَقًّا. وَأَنْ تَقْبَلَ مِنَ الْمُعْتَذِرِ مَعَاذِيرَهُ].
قال العلامة ابن القيم موضحا:" إِذَا كَانَ اللَّهُ قَدْ رَضِيَ أَخَاكَ الْمُسْلِمَ لِنَفْسِهِ عَبْدًا, أَفَلَا تَرْضَى أَنْتَ بِهِ أَخًا ؟ فَعَدَمُ رِضَاكَ بِهِ أَخًا_ وَقَدْ رَضِيَهُ سَيِّدُكَ الَّذِي أَنْتَ عَبْدُهُ عَبْدًا لِنَفْسِهِ_ عَيْنُ الْكِبْرِ.
وَأَيُّ قَبِيحٍ أَقْبَحُ مِنْ تَكَبُّرِ الْعَبْدِ عَلَى عَبْدٍ مِثْلِهِ، لَا يَرْضَى بِأُخُوَّتِهِ. وَسَيِّدُهُ رَاضٍ بِعُبُودِيَّتِه ِ ؟
فَيَجِيءُ مِنْ هَذَا: أَنَّ الْمُتَكَبِّرَ غَيْرُ رَاضٍ بِعُبُودِيَّةِ سَيِّدِهِ. إِذْ عُبُودِيَّتُهُ تُوجِبُ رِضَاهُ بِأُخُوَّةِ عَبْدِهِ.
وَهَذَا شَأْنُ عَبِيدِ الْمُلُوكِ, فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ بَعْضَهُمْ خُشْدَاشِيَّةَ( 1) بَعْضٍ.
وَمَنْ تَرَفَّعَ مِنْهُمْ عَنْ ذَلِكَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ عَبِيدِ أُسْتَاذِهِمْ( 2).
____
( 1) لفظ فارسي معناه: الزميل في الخدمة.
( 2) المدارج: (ج3_ص126), منزلة التواضع.
أم عامر
2013-11-07, 11:40 PM
جزاكم الله خيرا
ابو العبدين البصري
2013-11-08, 11:30 AM
قَوْلُهُ: [ وَأَنْ لَا تَرُدَّ عَلَى عَدُوِّكَ حَقًّا ].
أَيْ لَا تَصِحُّ لَكَ دَرَجَةُ التَّوَاضُعِ حَتَّى تَقْبَلَ الْحَقَّ مِمَّنْ تُحِبُّ وَمِمَّنْ تُبْغِضُ فَتَقْبَلُهُ مِنْ عَدُوِّكَ كَمَا تَقْبَلُهُ مِنْ وَلِيِّكَ, وَإِذَا لَمْ تَرُدَّ عَلَيْهِ حَقَّهُ، فَكَيْفَ تَمْنَعُهُ حَقًّا لَهُ قِبَلَكَ ؟ بَلْ حَقِيقَةُ التَّوَاضُعِ أَنَّهُ إِذَا جَاءَكَ قَبِلْتَهُ مِنْهُ, وَإِذَا كَانَ لَهُ عَلَيْكَ حَقٌّ أَدَّيْتَهُ إِلَيْهِ, فَلَا تَمْنَعُكَ عَدَاوَتُهُ مِنْ قَبُولِ حَقِّهِ، وَلَا مِنْ إِيتَائِهِ إِيَّاهُ.
وَأَمَّا: [ قَبُولُكَ مِنَ الْمُعْتَذِرِ مَعَاذِيرَهُ ] .
فَمَعْنَاهُ: أَنَّ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ, ثُمَّ جَاءَ يَعْتَذِرُ مِنْ إِسَاءَتِهِ، فَإِنَّ التَّوَاضُعَ يُوجِبُ عَلَيْكَ قَبُولَ مَعْذِرَتِهِ، حَقًّا كَانَتْ أَوْ بَاطِلًا, وَتَكِلُ سَرِيرَتُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى, كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ فِي الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا عَنْهُ فِي الْغَزْوِ, فَلَمَّا قَدِمَ جَاءُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ, فَقَبِلَ أَعْذَارَهُمْ, وَوَكَلَ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
وَعَلَامَةُ الْكَرَمِ وَالتَّوَاضُعِ: أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَ الْخَلَلَ فِي عُذْرِهِ لَا تُوقِفُهُ عَلَيْهِ وَلَا تُحَاجُّهُ, وَقُلْ: يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ, وَلَوْ قُضِيَ شَيْءٌ لَكَانَ، وَالْمَقْدُورُ لَا مَدْفَعَ لَهُ, وَنَحْوُ ذَلِكَ( 2).
____________
( 2) المدارج: (ج3_ص126), منزلة التواضع.
ابو العبدين البصري
2013-11-08, 02:32 PM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله.
أم علي طويلبة علم
2018-01-09, 04:53 PM
وَعَلَامَةُ الْكَرَمِ وَالتَّوَاضُعِ: أَنَّكَ إِذَا رَأَيْتَ الْخَلَلَ فِي عُذْرِهِ لَا تُوقِفُهُ عَلَيْهِ وَلَا تُحَاجُّهُ, وَقُلْ: يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ, وَلَوْ قُضِيَ شَيْءٌ لَكَانَ، وَالْمَقْدُورُ لَا مَدْفَعَ لَهُ, وَنَحْوُ ذَلِكَ
رحم الله العلامة ابن القيم
أبو العبدين البصري
2018-01-15, 04:06 PM
جزاكم الله خيرا
وجزاكم مثله أختي.
أبو العبدين البصري
2018-01-15, 04:07 PM
رحم الله العلامة ابن القيم
رحمه الله تعالى وجزاه عنا كل خير.
أبو العبدين البصري
2018-02-05, 05:34 PM
يرفع.....
أبو البراء محمد علاوة
2018-02-06, 01:50 AM
السبب في نسخ الصفا ؟؟؟
(http://majles.alukah.net/t163930/)قال الفضيل بن عياض: (إذا أردت أن تصادق صديقًا: فأغضبه؛ فإن رأيته كما ينبغي؛ فصادقه).
عقب ابن الجوزي قائلا: (وهذا اليوم مخاطرة؛ لأنك إذا أغضبت أحدًا: صار عدوا في الحال.
والسبب في نسخ حكم الصفا: أن السلف كان همتهم الآخرة وحدها، فصفت نياتهم في الأخوة، والمخالطة، فكانت دِينا لا دنيا.
والآن: فقد استولى حب الدنيا على القلوب، فإن رأيت متملقا في باب الدين: فأخبره تقله – أي: فاختبره تبتعد عنه -). [صيد الخاطر: (391 _ 392)].
(http://majles.alukah.net/t163930/)
أبو العبدين البصري
2020-06-26, 10:40 AM
جزاكم الله خيرا
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.