مشاهدة النسخة كاملة : ما هو حد العبادة ؟
العائذ بالله الأندلسى
2013-10-25, 07:44 AM
الإخوة الأفاضل السلام عليكم .
استشكل عليَّ بعض الاسئلة التي رأيتها في كتابات بعض عبيد القبور ..
1- إن كانت العبادة هي غاية الخضوع والذل فهل إن خضعت الزوجة لزوجها غاية الخضوع تكون له عابدة ؟
وهل إن خضع الخادم لسيده لدرجة أنه يقبل قدماه كل صباح يكون له عابدا ؟
2- وما هو مقدار هذا الخضوع وحده التي تصير به الأفعال عبادة ؟
أرجو المساعدة ..
وجزاكم الله خيرا .
سليمان الخراشي
2016-11-10, 02:17 PM
وعليكم السلام ..
هل كتبت في ملتقى أهل الحديث باسم .. النجدي ؟!
أبو محمد المأربي
2016-11-10, 11:29 PM
يقال: العبادة: مأخوذة من التذلل والاستكانة.
وعرّفها بعض العلماء: بأنها كل طاعة يؤتى بها على سبيل التذلل تعظيما للمطاع دون التوصل بها إلى نفع ناجزٍ للمطيع وتخيّل غرضٍ للمطاع فيه.
وعلى هذا، إذا صُرِفت هذه الحقيقة إلى الله بإذنٍ من الشارع فهي توحيد وإيمان، وإن صرفت إلى غير الله فهي كفر وإشراك.
أبو محمد المأربي
2016-11-11, 11:34 AM
التعريف الأول هو تعريف الإمام فخر الدين الرازي.
- تعريف ثان للرازي:"هي فعل أو قول أو ترك فعل أو ترك قول يؤتى به لمجرّد اعتقاد أن الآمر به عظيم يجب قبوله"
- تعريف ثالث للرازي: "هي عبارة عن الفعل الذي يؤتى به لغرض تعظيم الغير"
- تعريف ابن فورك:"حد العبادة هي الأفعال الواقعةعلى نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع لله المتجاوز لتذلّل بعض العباد لبعض"
- تعريف آخر له:"العبادة طاعة معها خضوع وتذلّل وتعظيم وتقرّب مع اعتقاد الهيبة بالمعبود"
- وقال علاء الدين السمرقندي الحنفي:"نهاية ما يقدر عليه من الخضوع والتذلل لمن يستحقّ بأمرِه"
- تعريف الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله:" العبادة الخصوع لله بالطاعة والتذلل له بالاستكانة"
- تعريف المعلّمي:" خضوع اختياري يطلب به نفع غيبي، فإن كان لله زيد بسلطانٍ، وإن كان لغيره زيد بغير سلطان"
وستأتي تعاريف أخرى ثم أذكر التعريف المختار إن شاء الله
محمدعبداللطيف
2016-11-11, 02:29 PM
ما هو حد العبادة ؟ (http://majles.alukah.net/t122304/).العبادة: الطاعة مع الخضوع – قال الراغب: (العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل) .من التعريف اللغوي السابق يمكن أن يقال عن العبادة الشرعية إنها: الانقياد والخضوع لله تعالى على وجه التقرب إليه بما شرع مع المحبة.----------------------------------------عبادة الله مبنية على المحبة ، بل هي حقيقة العبادة ، إذ لو تعبدت بدون محبة صارت عبادتك قشرا لا روح فيها ، فإذا كان الإنسان في قلبه محبة الله وللوصول إلى جنته ، فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك . ولهذا لما أحب المشركون آلهتهم توصلت بهم هذه المحبة إلى أن عبدوها من دون الله أو مع الله .والمحبة تنقسم إلى قسمين :القسم الأول : محبة عبادة ، وهي التي توجب التذلل والتعظيم ، وأن يقوم بقلب الإنسان من إجلال المحبوب وتعظيمه ما يقتضي أن يمتثل أمره ويجتنب نهيه ، وهذه خاصة بالله ، فمن أحب مع الله غيره محبة عبادة، فهو مشرك شركا أكبر ، ويعبر العلماء عنها بالمحبة الخاصة.--مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين---ويقول ابن عثيمين
رحمه الله في الأصول الثلاثة والعبادة مفهومها العام هي التذلل لله محبة وتعظيما-------------------------------------------------------------* العبادة الحقة تعني تمام المحبة مع تمام الخضوع والتذلل لله (عز وجل) الذي يعني طاعته (سبحانه) والانقياد لأمره، ومحبة ما يحب، وبغض ما يكره، واتباع رسوله -صلى الله علييه وسلم- فيما أمر ونهى وما سن وما شرع-----------------------------------------------------------------قال ابن كثير عند تفسير" إياك نعبد وإياك نستعين":" والعبادة في اللغة من الذلة يقال طريق معبد وبعير معبد أي مذلل وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. " تفسير ابن كثير(1/25)---------------------------------------------------------------------قال ابن القيم: "العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع. والعرب تقول: طريق مُعبَّد، أي مذلل، والتعبد: التذلل والخضوع؛ فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدًا له حتى تكون محبًا خاضعًا". مدارج لسالكين (1/85).---------------وقال ابن القيم ( والمحبة مع الخضوع هي العبودية التي خلق الخلق لأجلها فإنها غاية الحب بغاية الذلولا يصلح ذلك إلا له سبحانه والإشراك به في هذا هو الشرك الذي لا يغفره الله ولا يقبل لصاحبه عملا )الفوائد ص 183.وقال ابن القيم: "الإله" هو الذي تألهه القلوب محبة وإجلالا وإنابة، وإكراما وتعظيما وذلا وخضوعا وخوفا ورجاء وتوكلا------------
قال ابن القيم في نونيته:
وعبادة الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر *** ما دار حتى قامت القطبان---------------------------------وتوحيد الألوهية: مأخوذ من أَلَهَ, يَأْلَهُ, إِلهة, وأُلوهة، إذا عَبَدَ مع المحبة والتعظيم. يُقال: تألّه، إذا عبد معظِّما محبا، ففرْق بين العبادة والألوهة؛ فإنّ الألوهة: عبادة فيها المحبة والتعظيم والرضى بالحال والرجاء والرغب والرهب. فمصدر ألَه، يأله, ألوهة، وإلهة، ولهذا قيل توحيد الإلهية، وقيل توحيد الألوهية، وهما مصدران لـ: أَلَهَ يَأْلَهُ. ومعنى أَلَهَ في لغة العرب: عبد مع المحبة والتعظيم، والتألُّه العبادة على ذاك النحو، قال الراجز(6):لله دَرُّ الغانيات المـُــدَّهِ سبَّحْن واسترجعن من تألُّهي يعني من عبادتي، فتوحيد الإلـهية، أو توحيد الألوهية هو توحيد العبادة، يعني جَعْل العبادة لواحد وهو الله جل جلاله.والعبادة أنواع، والعبادة يفعلها العبد، والله جل وعلا هو المستحق للألوهة وللعبادة؛ يعني هو ذو الألوهة وهو ذو العبادة على خلقه أجمعين. -----------------------------العبادة الخاصة الشرعية، فهي عبادة الطاعة والخضوع والذل والمحبة الاختيارية، وهي خاصة لمن وفقه الله من المكلفين من الأنبياء والمرسلين وعامة المؤمنين بهم.ومن الآيات الواردة فيها قول الله تعالى: يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ[الزخرف: 68] وقوله: فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ[الزمر: 17-18] والآيات في هذا المعنى كثيرة.الإطلاق الثاني: إطلاقات العبادة بحسب الاسمية والمصدرية:فالعب دة باعتبارها مصدراً تعني التعبد، وهو فعل العابد وتعريفها: (التذلل لله محبة وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي جاءت به شرائعه) (3) اهـ.وأما باعتبارها اسماً، فهي تعني: المتعبد (4) به وتعريفها: (اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة) (5) .ومن التعريف المذكور في معنى العبادة باعتبارها اسماً يتضح أن للعبادة أربع مراتب وهي: قول القلب، وقول اللسان، وعمل القلب، وعمل الجوارح، وهذا معنى قوله: (من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة) وقد فصل ابن القيم هذه المراتب فقال:(قول القلب: هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله، وملائكته ولقائه على لسان رسله.وقول اللسان: الإخبار عنه بذلك والدعوة إليه والذب عنه ، والقيام بذكره وتبليغ أوامره.وعمل القلب: كالمحبة له والتوكل عليه والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له، وإخلاص الدين له، والصبر على أوامره وعن نواهيه وعلى أقداره والرضى به عنه، والموالاة فيه والمعاداة فيه، والذل له، والخضوع، والإخبات إليه والطمأنينة به، وغير ذلك من أعمال القلوب، التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها، وعمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة.وأعمال الجوارح: كالصلاة والجهاد ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات، ومساعدة العاجز، والإحسان إلى الخلق، ونحو ذلك.) (6) اهـ.فظهر من هذا أن جميع أمور الديانة من الاعتقادات والإرادات والأقوال والأعمال داخلة في مسمى العبادة.---------------------------------------------------------- يقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى"العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها" (الحق الواضح المبين، ص59_60).---- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كلما ازداد القلب حبّاً لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً وحرية عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة، وهي العلة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلية، فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يلتذ ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه، ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه).وقال ابن القيم: (إنَّ مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً للّه وانقياداً وطاعة، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه)
محمدعبداللطيف
2016-11-11, 03:45 PM
1- إن كانت العبادة هي غاية الخضوع والذل فهل إن خضعت الزوجة لزوجها غاية الخضوع تكون له عابدة ؟
وهل إن خضع الخادم لسيده لدرجة أنه يقبل قدماه كل صباح يكون له عابدا ؟
2- وما هو مقدار هذا الخضوع وحده التي تصير به الأفعال عبادة ؟. الاجابة اخى الكريم العائذ بالله الأندلسى نقلتها من كلام بعض الاخوةوبإضافات لكلام اهل العلم وبعض التصرف منى ليكون الحواب كافيا شافيا -- إن المحبة والطاعة لا تكون عبادة بإطلاق ، فمن أطاع مخلوقاً في معصية الله لا يكون قد وقع في الشرك الأكبر إلا بقيد ذكره أهل العلم يجعل تلك الطاعة من العبادات التي لا تكون إلا لله فليس كل طاعة عبادة وليس كل محبة عبادة ، فالمحبة والطاعة منهما ما هو عبادة ومنهما ما هو عادة وجبلَّة .
وأما الحب الذي يكون عبادة فهو من جنس الحب الذي لا يكون إلا لله ، وهي المحبة التي فيها تعلُّقٌ بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبة واختيارا، ورغب إلى المحبوب، واجتناب النهي رغبة واختيارا، فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب، يكون معها الرغب والرهب، يكون معها الطاعة, يكون معها السعي في مراضي المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب---لذلك نقول: المحبة التي هي من العبادة هي المحبة التي يكون فيها إتباع للأمر والنهي ورغب ورهب.
ولهذا قال طائفة من أهل العلم المحبة المتعلقة بالله ثلاثة أنواع:
µ محبة الله على النحو الذي وصفنا، هذا نوع من العبادات الجليلة، ويجب إفراد الله جل وعلا بها.
µ والنوع الثاني محبة في الله وهو أن يحب الرسل في الله عليهم الصلاة والسلام، وأن يحب الصالحين في الله, يحب في الله وأن يبغض في الله.
µ والنوع الثالث محبة مع الله وهذه محبة المشركين لآلـهتهم؛ فإنهم يحبونها مع الله جل وعلا، فيتقربون إلى الله رغبا ورهبا نتيجة محبة الله، ويتقربون إلى الآلـهة رغبا ورهبا نتيجة لمحبتهم لتلك الآلـهة.
ويتضح المقام بتأمل حال المشركين وعبدة الأوثان وعبدة القبور في مثل هذه الأزمنة، فإنك تجد المتوجه لقبر الولي في قلبه من محبة ذلك الولي وتعظيمه ومحبة سدنة ذلك القبر ما يجعله في رغب ورهب وفي خوف وفي طمع وفي إجلال حين يعبد ذلك الولي أو يتوجه إليه بأنواع العبادة؛ لأجل تحصيل مطلوبه، فهذه هي محبة العبادة التي صرفها لغير الله جل وعلا شرك أكبر به؛ بل هي عماد الدين؛ بل هي عماد صلاح القلب فإن القلب لا يصلح إلا بأن يكون محبا لله جل وعلا وأن تكون محبته لله جل وعلا أعظم من كل شيء.
فالمحبة؛ محبة الله وحده هذه -يعني محبة العبادة- هذه من أعظم أنواع العبادات، وإفراد الله بها واجب.
والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية، من أحب غير الله جل وعلا معه محبة العبادة فإنه مشرك الشرك الأكبر بالله جل وعلا.
هذه الأنواع الثلاثة هي المحبة المتعلقة بالله.
أما النوع الثاني من أنواع المحبة وهي المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية، وهذا أذن فيه الشرع وجائز؛ لأن المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغب والرهب الذي هو من العبادة، وإنما هي محبة للدنيا، وذلك كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والرجل لزوجته والأقارب لأقربائهم والتلميذ لشيخه والمعلم لأبنائه ونحو ذلك من الأحوال، هذه محبة طبيعية لا بأس بها؛ بل الله جل وعلا جعلها غريزة.
قال الإمام رحمه الله (باب قول الله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ﴾[البقرة:165]) قوله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا), (أَندَادًا) يعني أشباها ونظراء و أكْفَاء يعني يساوونهم في المحبة، لهذا قال (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ):
وأحد وجهي التفسير في قوله (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) يعني يحبّ المشركون الأنداد كحب المشركين لله.
والوجه الثاني من التفسير أن قوله (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) معناه يحب المشركون الأنداد كحب المؤمنين لله.
والوجه الأول أظهر، والكاف فيه هنا في قوله (كَحُبِّ اللَّهِ) بمعنى مثل؛ يعني يحبونهم مثل حب الله وهي كاف المساواة ومثلية المساواة، ولهذا قال جل وعلا في سورة الشعراء مخبرا عن قول أهل النار ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(97)إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الشعراء:97-98]، قال العلماء: سووهم برب العالمين في المحبة بدليل هذه الآية، ولم يسووهم برب العالمين في الخلق والرزق وأفراد الربوبية.
) هذا يدل على أن محبة الله جل وعلا واجبة، وأنّ محبة الله يجب أن تكون فوق كل محبوب وأن يحب الله أعظم من محبته لأي شيء، قال جل وعلا (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ) إلى أن قال (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ), وهذا وعيد، فيدل على أن تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات؛ لأن الله توعد عليه وحكم على فاعله بالفسق والظلال.
فالواجب لتكميل التوحيد أن يحب العبد الله ورسوله فوق كل محبوب، ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام هي محبة في الله ليست محبة مع الله؛ بل هي محبة في الله لأن الله الذي أمرنا بحب النبي عليه الصلاة والسلام، ومحبته -إذن- في الله؛ يعني في الله لأجل محبة الله؛ فإن من أحب الله جل وعلا أحب رسله.
. أما إذا كانت محبة الله هي الأصل وهي المقدمة لديه بحيث لو أمره ذلك المحبوب بالكفر لم يفعله فإن طاعته له فيما سوى ذلك من المعاصي يكون عصيان وفسق وليس شركاً أكبراً.
وأما الطاعة فكذلك لا تكون عبادة إلا إذا أطاع العبد مخلوقاً لذاته استقلالا وصورتها أن يطيعه في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله . بمعنى أنه يطيع هذا المخلوق طاعة مطلقة ويتابعه متابعة مطلقة بحيث لو أمره بالكفر لفعله فهذه الطاعة شرك أكبر مخرجة عن الملة والعياذ بالله.
أما إذا كانت طاعة الله هي الأصل وهي المقدمة لديه بحيث لو أمره ذلك المحبوب بالكفر لم يفعله فإن طاعته له فيما سوى ذلك من المعاصي يكون عصيان وفسق وليس شركاً أكبراً.
ونقول إن خضعت الزوجة لزوجها غاية الخضوع بحيث أنها تطيعه طاعة مطلقة وتتابعه متابعة مطلقة بحيث لو أمرها بالكفر لفعلت فهذه الطاعة شرك أكبر مخرجة عن الملة والعياذ بالله وتكون عابدة له.
أما إذا كانت طاعة الله هي الأصل وهي المقدمة لديها بحيث لو أمرها ذلك المحبوب بالكفر لم تفعله فإن طاعتها له فيما سوى ذلك من المعاصي يكون عصيان وفسق وليس شركاً أكبراً.
وهكذا قس إن خضع الخادم لسيده ..
وبهذا نعرف مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة وهو على حسب ما يظهره هذا الخضوع من أفعال الجوارح فإن حمله هذا الخضوع على الكفر عرفنا أنه خضع له غاية الخضوع وهذا كفر وإن حمله هذا الخضوع على الفسق أو المعاصي عرفنا أنه لم يخضع له غاية الخضوع فإن أظهر فسقاً أو معصية فهو خضوع فسق ومعصية وليس كفرا ، والله أعلم [منقول بتصرف وزيادة من كلام الشيخ صالح ال الشيخ فى كفاية المستزيد]
أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-11, 07:49 PM
من ذل مع الحب فليس بعابد ومأله لمحبوبه حتى يقعده على عرش الحب في قلبه بحيث لو تعارض حبه مع حب غيره لقدمه وهذا معناه كمال الحب ومنتهاه ومثله كمال الانكسار والذل والتضرع وكمال الخضوع والطاعة ومن هنا كان إحدى ظنائن الألوهية لغير الله امثتال الاوامر امتثالا مطلقا فمن فعل ذلك اختيارا فهو عابد لممتثله ولو كان والدا أو زوجا أو سيدا أو ملكا أو شيخا قد اتخذهم أربابا من دون الله وهو من شرك الامتثال الدال على التوجه المخصوص في الباطن ومن صريح العبودية لغير الله صرف الامتثال المخصوص بالشرع كالصلاة والزكاة والطواف والدعاء وغيرها مما شرعه الله تعالى ولا يليق إلا لمن له صفات الكمال ونعوت الجلال والجمال فمن صرف عبادة واحدة لغير الله تعالى فهو مشرك كافر عابد مع الله غيره وليس بمسلم موحد فالتوجه المخصوص في الباطن والامتثال المخصوص في الظاهر والمطلق منه كل ذلك العبادة والحب الخالص أساس العبودية وأعظم العبودية ومن لم يدرك حقيقة معنى "منتهى الحب" يضيف التعظيم ويضيف الخضوع وهي لوازم له يقتضيها المنتهى بالضرورة فلا حاجة لها في الحد فإن أردت تعريف العبادة فهي على قسمين باطنة وهي أساس العبادة وركنها كالإخلاص والمحبة والخشية والرهبة والرغبة والتوكل والاستعانة وظاهرة وهي التي يتعلق بها الحكم الشرعي في الظاهر وهي القربات المخصوصة بالشرع على وجه القصد بالامتثال كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها من المعاملات كبر الوالدين وصلة الأرحام والعطف على الأيتام وإطعام أهل الخصاصة وجهاد الأعداء فمن أدى برا بوالدية وهي صورة شرعية مطلوبة حكمنا له بالقربة والطاعة والعبادة لله باعتبار إسلامه ومن كان مشركا = على غير الإسلام وبر امه كان ذلك من جملة الإحسان العام والعادات الحسنة وله أججر في الجملة يجازى عليه في الدنيا هذا في الحكم الشرعي الظاهر أما إن كان بره لأمه على وجه الاعتقاد = منتهى الحب فسوف لن يقف عند البر والإحسان بل يتجاوزه إلى تقديم امرها على أمر الله وتضييع حق الله لحقها بل وصرف ما لا ينبغي إلا لله لها كالسجود والدعاء والتضرع وهو في هذا يكون قد انتهى في الحب وعبدها لذلك يقال لو جاء أحد يسأل عن رجل يبر أمه بصورة العبادة المخصوصة بالله هنا يقال هذا مشرك كافر فالعبادة المخصوصة بالله تعالى في الظاهر ليست كالعادة من بر للوالدين وصلة للأرحام وإكرام للجيران ومن هنا نفهم ان تعاريف أهل العلم للعبادة تجنح للإحاطة بجميع انواعها سواء الباطنة كالحب فهو عبادة والظاهرة الخاصة والعادية كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "العباد اسم جامع لكل ماا يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة" زأما العبادة التي إن صرفت لغير الله تكون شركا فهي الباطنة والخاصة واما العادية فمتى كانت النية هي التي أدرجتها في العبادة فلن تكون شركا إلا إن صاحبها اعتقاد فمن وصل الرحم تحببا وتقربا لأمه لا يكون مشركا عند احد في الحكم الظاهر فلا بد أن نفرق بين صرف العبادة الخاصة لغير الله والذي يكون شركا في كل حال وبين كل انواع العبادة والتي منها المعاملات والعادات وباختصار فمن اعترض على معنى العبودية في الحب والخضوع لم يفرق بين مطلق الحب والحب المطلق ومن اعترض على معنى العبودية ببر الوالدين فلم يفرق بين العبادات المخصوصة بالله وبين العادات والمعاملات التي تنبني على الاعتقاد والنية. و حكم اهل السنة المطلق بالشرك من صرف العبادات هو في مفهوم العبادة الخاص لا العام فلينتبه فعموم التعريف ليس بحجة علينا لاننا لا نحكم بالشرك إلا على من يسجد للأولياء ويدعوها من دون الله دعاء عبادة ويطوف بها ويذبح لصاحبها ولا فرق بين فعله لصاحب القبر وبين ما يفعله العابد لله فالكل يتقرب ويتنسك والإسلام هو توحيد الله في النسك والعبادة ومن أشرك معه غيره فهو على غير ملة الإسلام.. وختاما اظنك تبينت جواب سؤالك بنفسك عن المراة التي تخضع لزوجها إلى منتهى الخضوع !! والله أعلم.
عبد الباسط آل القاضي
2016-11-11, 08:04 PM
وجدت في إحدى المخطوطات التـي لم تطبع كلمات عن العبادة أردت أن أشارككم فيها ها هنا على وجه الاستفادة :
( ( العبادة امتلاء القلب بحب المعبود وتعظيمه والمسارعة إلى محابه ومراضيه بامتثال ما أمر على الوجه الذي أمر من أجل أنه أمر والوسوسة افراط يخرجه عن الوجه الذي أمر كما أن التساهل تفريط مخرج له عن ذلك .
كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ )
أبو محمد المأربي
2016-11-11, 10:09 PM
- أبو الراغب الأصفهاني في تفصيل النشأتين(ص85):
العبادة فعل اختياري، مناف للشهوات البدنية، تصدر عن نية يراد بها التقرب إلى الله تعالى، طاعة للشريعة" ثم ذكر محترزات الحدّ فليراجع منه.
-قال ابن تيمية رحمه الله في المسوّدة (2/ 1005):
"كل ما كان طاعة لله ومأمورا به فهو عبادة عند أصحابنا والمالكية والشافعية، وعند الحنفية: العبادة ما كان من شرطها النيّة"
- وقال ابن مفلح رحمه الله في الفروع (1/111):
"أن ما لم يُعلم إلا من الشارع فهو عبادة كصلاة وغيرها، وهذا معنى قول الفخر إسماعيل وأبي البقاء وغيرهما: العبادة ما أمر به شرعا من غير إطراد عرفي ولا اقتضاء عقلي".
وانظر : العدّة في أصول الفقه (1/163) التحبير شرح التحرير (2/999)
- وأحسن التعريفات للعبادة الشرعية هو تعريف علاء الدين السمرقندي في ميزان الأصول (ص35):" نهاية ما يقدر عليه من الخضوع والتذلل لمن يستحق بأمره".
- ونحوه قول الرازي في التفسير 1/ 25-26: " إن العبادة عبارة عن الإتيان بالفعل المأمور به على سبيل التعظيم للآمر".
والخلاصة:
أن عبادة الله خضوع خاصّ لا يليق إلا لله، لكن العباد عاجزون عن درك الخضوع الخاص بالله بعقولهم واجتهادهم؛فصارت عبادة الله متوقّفة على أذن الشارع وأمره، توقيفية كأسماء الله وصفاته؛ ولهذا فكلّ خصلةٍ أمر الشارع بصرفها إلى الله وحده فهي خضوع خاصّ لا يليق لغير الله.
وعلى هذا: فمن صرف تلك الخصلة الخاصة بالله لغير الله فهو عابد لغيره مشرك.
وإذا انعطفنا على سؤالك فأقول:
الزوجة إذا صرفت لزوجها خصلة من تلك الخصال الخاصّة بالله كالسجود والذبح... فهي عابدة لزوجها مشركة به.
وكذلك العبد تجاه سيّده إذا صرف إليه نحو ما صرفت المرأة لزوجها فهو عابد لسيده مشرك بالله كافر.
هذا هو الجواب المختصر عن الإشكال الذي ذكرته.
والله المستعان.
محمدعبداللطيف
2016-11-12, 01:18 PM
فالتوجه المخصوص في الباطن والامتثال المخصوص في الظاهر والمطلق منه كل ذلك العبادة والحب الخالص أساس العبودية وأعظم العبودية ومن لم يدرك حقيقة معنى "منتهى الحب" يضيف التعظيم ويضيف الخضوع وهي لوازم له يقتضيها المنتهى بالضرورة فلا حاجة لها في الحد فإن أردت تعريف العبادة فهي على قسمين باطنة وهي أساس العبادة وركنها كالإخلاص والمحبة والخشية والرهبة والرغبة والتوكل والاستعانة وظاهرة وهي التي يتعلق بها الحكم الشرعي في الظاهر -------------------------------- لو جاء أحد يسأل عن رجل يبر أمه بصورة العبادة المخصوصة بالله هنا يقال هذا مشرك كافر فالعبادة المخصوصة بالله تعالى في الظاهر ليست كالعادة من بر للوالدين وصلة للأرحام وإكرام للجيران ومن هنا نفهم ان تعاريف أهل العلم للعبادة تجنح للإحاطة بجميع انواعها سواء الباطنة كالحب فهو عبادة والظاهرة الخاصة والعادية كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "العباد اسم جامع لكل ماا يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة" وأما العبادة التي إن صرفت لغير الله تكون شركا فهي الباطنة والخاصة واما العادية فمتى كانت النية هي التي أدرجتها في العبادة فلن تكون شركا إلا إن صاحبها اعتقاد فمن وصل الرحم تحببا وتقربا لأمه لا يكون مشركا عند احد في الحكم الظاهر فلا بد أن نفرق بين صرف العبادة الخاصة لغير الله والذي يكون شركا في كل حال وبين كل انواع العبادة والتي منها المعاملات والعادات وباختصار فمن اعترض على معنى العبودية في الحب والخضوع لم يفرق بين مطلق الحب والحب المطلق ومن اعترض على معنى العبودية ببر الوالدين فلم يفرق بين العبادات المخصوصة بالله وبين العادات والمعاملات التي تنبني على الاعتقاد والنية. و حكم اهل السنة المطلق بالشرك من صرف العبادات هو في مفهوم العبادة الخاص لا العام فلينتبه فعموم التعريف ليس بحجة علينا لاننا لا نحكم بالشرك إلا على من يسجد للأولياء ويدعوها من دون الله دعاء عبادة كل هذا الكلام الذى قمت بتلوينه من كلامك فى الاقتباس- بعد التأمل وجدت أنه لايستقيم مع كلام اهل العلم ولا بد من مناقشته --فقولك اخى الكريم -
ومن لم يدرك حقيقة معنى "منتهى الحب" يضيف التعظيم ويضيف الخضوع وهي لوازم له يقتضيها المنتهى بالضرورة فلا حاجة لها في الحد--الاجابة- هى من اركان العبادة بل هى اصل معنى العبادةوتدخل فى الحد والمعنى دخولا اوليا وليست من لوازمها فان الازم يكون خارج الماهية فيبطل قولك فلا حاجة لها في الحد-
يقول ابن القيم رحمه الله: "العبادة تجمع
أصلين
: غاية الحب بغاية الذل والخضوع. والعرب تقول: طريق مُعبَّد، أي مذلل، والتعبد: التذلل والخضوع؛ فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدًا له حتى تكون محبًا خاضعًا". مدارج لسالكين- وقولك وظاهرة وهي التي يتعلق بها الحكم الشرعي في الظاهر - الحكم الشرعى لا يتعلق بالظاهر فقط ولكن متعلق بالظاهر والباطن وهو ما يسمى بتلازم الظاهر والباطن وعلاقة كل منهما بالاخر ---------اما قولك-- تجنح للإحاطة بجميع انواعها سواء الباطنة كالحب فهو عبادة والظاهرة الخاصة والعادية-------------------------------------------الاجابة هذا التقسيم فيه نظر-قد اشرنا الى التقسيم الصحيح مسبقا ولا مانع من اعادته بالتفصيل--وبالمثال يتضح المقال---فى باب الحب يقسمه العلماء الى1- محبة العبادة
هي المحبة التي فيها تعلُّقٌ بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغبة واختيارا، ورغب إلى المحبوب، واجتناب النهي رغبة واختيارا، فمحبة العبادة هي المحبة التي تكون في القلب، يكون معها الرغب والرهب، يكون معها الطاعة, يكون معها السعي في مراضي المحبوب والبعد عما لا يحب المحبوب----لذلك قسم اهل العلم المحبة المتعلقة بالله ثلاثة انواع-1-محبة الله على النحو الذي وصفنا، هذا نوع من العبادات الجليلة2- والنوع الثانيمحبة في الله وهو أن يحب الرسل في الله عليهم الصلاة والسلام، وأن يحب الصالحين في الله, يحب في الله وأن يبغض في الله.3-النوع الثالثمحبة مع اللهوهذه محبة المشركين لآلـهتهم؛ فإنهم يحبونها مع الله جل وعلا، فيتقربون إلى الله رغبا ورهبا نتيجة محبة الله، ويتقربون إلى الآلـهة رغبا ورهبا نتيجة لمحبتهم لتلك الآلـهة-----------فالمحبة؛ محبة الله وحده هذه من أعظم أنواع العبادات، وإفراد الله بها واجب.
والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية، من أحب غير الله جل وعلا معه محبة العبادة فإنه مشرك الشرك الأكبر بالله جل وعلا..4- والنوع الرابع يدخل تبعا فى النوع الثالث وهو فى قوله تعالى-(يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) يعني يحبّ المشركون الأنداد كحب المشركين لله.
والوجه الثاني من التفسير أن قوله (يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ) معناه يحب المشركون الأنداد كحب المؤمنين لله--هذا نوع من انواع المحبة الشركية-----------------------------------------------------اما النوع الثانى من المحبة فهو المحبة الطبيعية وهذا النوع لايدخل فى محبة العبادةوهو النوع الثاني من أنواع المحبة وهي المحبة المتعلقة بغير الله من جهة المحبة الطبيعية، وهذا أذن فيه الشرع وجائز؛ لأن المحبة فيها ليست محبة العبادة والرغب والرهب الذي هو من العبادة، وإنما هي محبة للدنيا، وذلك كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والرجل لزوجته والأقارب لأقربائهم والتلميذ لشيخه والمعلم لأبنائه ونحو ذلك من الأحوال، هذه محبة طبيعية لا بأس بها؛ بل الله جل وعلا جعلها غريزة.------------ومن هذا التقسيم يظهر نوع خامس وهو أنّ محبة الله يجب أن تكون فوق كل محبوب وأن يحب الله أعظم من محبته لأي شيء، قال جل وعلا (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ) إلى أن قال (أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ), وهذا وعيد، فيدل على أن تقديم محبة غير الله على محبة الله كبيرة من الكبائر ومحرم من المحرمات؛ لأن الله توعد عليه وحكم على فاعله بالفسق والظلال.ويدخل فى هذا النوع محبة المحرمات ولكن هذا النوع ايضا من المحبة المحرمة او محبة المحرمات لا تدخل فى محبة العبادة وهذا التفصيل من كلام اهل العلم يزيل الاشكال -------------------------------------- اما قولك أخى الكريم -فهو يزيد الاشكال وهو تعريف العبادة بأنها قسمين باطنة وهي أساس العبادة وركنها كالإخلاص والمحبة والخشية والرهبة والرغبة والتوكل والاستعانة وهذا لا غبار عليه--- اما قولك ----و
أما العبادة التي إن صرفت لغير الله تكون شركا فهي الباطنة والخاصة -نقول هذا الكلام فيه نظر واليكم بعض الامثله توضح التقسيم الصحيح لعلماء التوحيد فى هذه المسألة--------------------------------------------------الخوف مثلاوهو عمل قلبى منه ما هو- خوف العبادةوهو- أن يخاف في داخله من هذا المخوف منه، وخوفه لأجل ما عند هذا المخوف منه مما يرجوه أو يخافه من أن يمسه سرا بشيء، أو أنه يملك له في آخرته ضرا أو نفعاهذا هو خوف العبادة--------------------2- النوع الثانى الخوف الطبيعى كخوف موسى عليه السلام فخرج منها خائفا يترقب- او كخوف الانسان من حيوان مفترس مثلا فهذا خوف طبيعى لا يدخل فى خوف العبادة وهو متعلق بالباطن--------3- ومنه الخوف الحرم كالذين يتركون بعض الواجبات او يفعلون بعض المحرمات لمجرد خوفهم من الناس -------------------------------------------------------------------------مثال اخر الدعاء- منه ما هو دعاء عباده وهو دعاء الاموات والغائبين ودعاءعباد الاوثان لاوثانهم---هذا دعاء عبادة --------------والنوع الثانى من الدعاء دعاء الحى الحاضر القادر فيما يقدر عليه فهذا لا يدخل فى دعاء العبادة و هذا من الدعاء الجائز---------------------------كذلك الذبح منه ما هو ذبح العبادة وهو الذبح اما بالتقرب بالذبح لغير الله او بالتسمية على الذبيحة بغير اسم الله فالاول ذبح العبادة والثانى استعانة وتدخل فى ذبح العبادة -والنوع الثانى مالا يدخل فى ذبح العبادة وهو الذبح للاكل او الضيوف فهذا النوع لا يدخل فى ذبح العبادة لانه ذبح للغير ولكن غير متقرب الى غير الله ولا ذاكرا اسما غير اسم الله على الذبح وحتى ذبح الكافر اذا ذبح غير متقرب ولا ذاكرا اسم غير الله يكون ذبحا عاديا ولكن تجتمع فى الذبيحة موانع اخرى تمنع الاكل--------------------وكذلك الاستغاثة منها ما هوشركى وهو الاستغاثةبالامو ات والغائبين فيما لا يقدر عليه الا الله وكذلك الاستعانة والتوكل وغيره من العبادات القلبية منها ما هو شرك اكبر اذا كانت فيما لا يقدر عليه الا الله ومنها-------------------------------------------------------------------- النوع الثانى -الاستغاثة فيما يقدر عليه المخلوق والاستعانة به فيما يقدر عليه فهذا ليس من باب الشرك كما بين علماء التوحيد- اما التوكل وهو من الاعمال القلبية فقد اختلف العلماء فيه ومنهم من اجازه فى الظاهر فيما يقدر عليه المخلوق وجعلوه بمعنى الوكالة ومنهم من منعه فيما يقدر علية المخلوق لانه عمل القلب وجعلوه من المحرم ولكن العلماء ايضا لم يدخلوه فى توكل العبادة-------------------------------------------------وكذلك الطاعة منها ماهو شرك وكفر وهو الطاعة فى التحليل والتحريم خلاف ما حلله الله وحرمه لقوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا - او الطاعة فى الكفر لقوله تعالى- وان جاهداك لتشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما-----------اما النوع الثانى الذى لا يدخل فى طاعة العبادة-فهو الطاعة فالمعصيةفلا طاع لمخلوق فى معصية الخالق ولكن لا يصير بها عابدا لغير الله العبادة الكبرى وان كان فية نوع عبودية صغرى وهى ما تسمى نوع شرك ولكنه شرك اصغر--------------------------------وبهذا التفصيل بضرب الامثلة يزول الاشكال فى هذه المسأله فى تعريف العبادة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة" فهو تعريف جامع ولكن بتفصيل اهل العلم وتقسيماتهم التى اوضحناها سابقا فيتبين خطأقولك أخى الكريم------ و حكم اهل السنة المطلق بالشرك من صرف العبادات هو في مفهوم العبادة الخاص لا العام فلينتبه فعموم التعريف ليس بحجة علينا------ الاجابة-فنقول كما قال علماء التوحيد ان هذا التعريف من شيخ الاسلام من اجمع التعريفات لمعنى العبادةولكن بفهم السلف من العلماء الراسخين فى العلم ولا يكاد يخلو منه كتاب من كتب التوحيد لانه من اعظم الحجج فى التعريفات الجامعة المانعة فقولك ليس بحجة علينا هذا راجع الى عدم الاطلاع على ما وضحه العلماء لتعريف شيخ الاسلام للعباده------فلا بد من تحرير المسائل كما حررها اهل العلم وبينوها ومعرفة حدود ما انزل الله فى باب الاسماء والاحكام حتى لا تختلط الاحكام ببعضعها
محمدعبداللطيف
2016-11-12, 01:35 PM
سئل الشيخ: عبد الله، بن عبد الرحمن، أبا بطين، رحمه الله تعالى. ما قولكم دام فضلكم، في تعريف العبادة، وتعريف توحيد العبادة، وأنواعه فأجاب: الحمد لله رب العالمين؛ أما العبادة في اللغة، فهي: من الذل؛ يقال؛ بعير معبد، أي: مذلل، وطريق معبد، إذ كان مذللاً، وقد وطأته الأقدام، وكذلك الدين أيضاً، من الذل، يقال دنته، فدان، أي: ذللته، فذل؛ وأما تعريفها في الشرع، فقد اختلفت عباراتهم، في تعريفها، والمعنى واحد. فعرفها طائفة بقولهم، هي: ما أمر به شرعاً، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي؛ وعرفها طائفة بأنها: كمال الحب مع كمال الخضوع؛ وقال ابو العباس، رحمه الله تعالى: هي اسم جامع، لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة، والظاهرة
(ص290) فالصلاة، والزكاة، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار، والمنافقين، والإحسان إلى الجار، واليتيم، والمسكين، والمملوك، من الآدميين، والبهائم، والدعاء، والذكر، والقراءة، وأمثال ذلك، من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمته، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك؛ فالدين كله داخل في العبادة انتهى.
ومن عرفها بالحب من الخضوع، فلأن الحب التام، مع الذل التام، يتضمن طاعة المحبوب، والانقياد له؛ فالعبد، هو الذي ذلـه الحب، والخضوع لمحبوبه، فبحسب محبة العبد لربه، تكون طاعته، فمحبة العبد لربه، وذله له يتضمن عبادته وحده لا شريك له؛ والعبادة المأمور بها، تتضمن معنى الذل، ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله، بغاية المحبة له؛ كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
ليس العبادة غير توحيد المحبة
. مع خضوع القلب والأركان
.
والحب نفس وفاقة فيما يحب
. وبغض ما لا يرتضى بجنان
.
ووفاقه نفس اتباعك أمره
. والقصد وجه الله ذي الإحسان
.
فعرف العبادة: بتوحيد المحبة، مع خضوع القلب، والجوارح؛ فمن أحب شيئاً، وخضع له، فقد تعبد قلبه له، فلا تكون المحبة المنفردة، عن الخضوع عبادة، ولا الخضوع بلا محبة عبادة؛ فالمحبة والخضوع: ركنان للعبادة، فلا يكون أحدهما عبادة بدون الآخر، فمن خضع لإنسان مع بغضه له، لم يكن عابداً له؛ ولو أحب شيئاً، ولم يخضع له، لم يكن عابداً له؛ كما يحب ولده، وصديقه؛ ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة الكاملة، والذل التام إلا الله سبحانه.
إذا عرف ذلك، فتوحيد العبادة، هو: إفراد الله سبحانه بأنواع العبادة المتقدم تعريفها، وهو نفس العبادة المطلوبة شرعاً، ليس أحدهما دون الآخر؛ ولهذا قال ابن عباس: كل ما ورد في القرآن من العبادة، فمعناه التوحيد؛ وهذا: هو التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وأما العبادة من حيث هي، فهي أعم من كونها توحيداً عموماً مطلقاً، فكل موحد عابد لله، وليس كل من عبد الله يكون موحداً؛ ولهذا يقال عن المشرك: إنه يعبد الله، مع كونه مشركاً، كما قال الخليل صلى الله عليه وسلم: (أفرأيتم ما كنتم تعبدون، أنتم وآباؤكم الأقدمون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين) [الشعراء: 75 –77] وقال عليه السلام: (إنني براء مما تعبدون، إلا الذي فطرني فإنه سيهدين) [الزخرف
فاستثنى الخليل ربه من معبوديهم، فدل على أنهم يعبدون الله.فإن قيل: ما معنى النفي في قوله سبحانه: (ولا أنتم عابدون ما أعبد) [الكافرون: 3] قيل: إنما نفى عنهم، الاسم الدال على الوصف، والثبوت؛ ولم ينف وجود الفعل، الدال على الحدوث، والتجدد؛ وقد نبه ابن القيم، رحمه الله تعالى، على هذا المعنى اللطيف، في بدائع الفوائد، فقال: لما انجر كلامه على سورة (قل يا أيها الكافرون) وأما المسألة الرابعة، وهو أنه لم يأت النفي في حقهم إلا باسم الفاعل، وفي جهته جاء بالفعل المستقبل تارة، وباسم الفاعل أخرى.
وذلك – والله أعلم – لحكمة بديعة، وهي: أن المقصود الأعظم، براءته من معبوديهم، بكل وجه، وفي كل وقت؛ فأتى أولاً، بصيغة الفعل، الدالة على الحدوث، والتجدد؛ ثم أتى في هذا النفي، بعينه، بصيغة اسم الفاعل، الدالة على الوصف، والثبوت؛ فأفاد في النفي الأول: أن هذا لا يقع مني؛ وأفاد في الثاني أن هذا ليس وصفي، ولا شأني، فكأنه قال: عبادة غير الله، لا تكون فعلاً لي، ولا وصفاً فأتى بنفيين، لمنفيين، مقصودين بالنفي.
وأما في حقهم، فإنما أتى بالاسم الدال على الوصف، والثبوت، دون الفعل؛ أي: الوصف الثابت، اللازم للعابد لله، منتف عنكم، فليس هذا الوصف، ثابتاً لكم، وإنما
يثبت لمن خص الله وحده بالعبادة، لم يشرك معه فيها أحداً؛ وأنتم لما عبدتم غيره، فلستم من عابديه، وإن عبدتموه في بعض الأحيان، فإن المشرك: يعبد الله، ويعبد معه غيره، كما قال تعالى، عن أهل الكهف: (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله) [الكهف: 16] أي اعتزلتم: معبوديهم، إلا الله، فإنكم لم تعتزلوه، وكذا قول المشركين، عن معبوديهم: (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) [الزمر: 3] فهم كانوا يعبدون الله، ويعبدون معه غيره، لم ينف عنهم الفعل، لوقوعه منهم، ونفي الوصف، لأن من عبد غير الله، لم يكن ثابتاً على عبادة الله، موصوفا ًبها. فتأمل: هذه النكتة البديعة، كيف تجد في طيها: أنه لا يوصف بأنه عابد لله، وإن عبده، ولا المستقيم على عبادته، إلا من انقطع إليه بكليته، وتبتل إليه تبتيلاً، لم يلتفت إلى غيره، ولم يشرك به أحداً في عبادته، وأنه إن عبده، وأشرك به غيره، فليس عابداً لله، ولا عبداً له؛ وهذا من أسرار هذه السورة، العظيمة، الجليلة، التي هي أحد سورتي الإخلاص، التي تعدل ربع القرآن، كما جاء في بعض السنن، وهذا لا يفهمه كل أحد، ولا يدركه، إلا من منحه الله، فهما من عنده، فله الحمد والمنة، انتهى كلامه رحمه الله تعالى[الجزء الثانى العقائد -الدرر السنية]
أبو محمد ريان الجزائري
2016-11-12, 11:23 PM
أخي الفاضل محمد عبد اللطيف
تقصدت التنبيه لموضوع التلازم بين الخضوع والحب لطالما كان الحب لمنتهاه أو كان الخضوع لمنتهاه
ردا على من أصله كابن القيم رحمه الله وكلامه ليس بصحيح من أن المحب الخاضع عابد فلا توصف الزوجة المحبة الخاضعة بالعبادة لزوجها لا لغة ولا شرعا ولا عرفا
كما ان هناك من عرف العبادة بالخضوع والامتثال والائتمار والطاعة ومتى كان على وجه الكمال كان يستلزم الحب الكامل ولا يمكن أن يقال هؤلاء ليسوا بعلماء التوحيد بل تعريف شيخ الإسلام رحمه الله الجامع كما أشرتُ له وأشرتَ له لم ينصص على الحب والذل بل عرفها باعتبار آخر
فمتى كان للتعريف اعتبارات يمكن جمعها في ثلاث تعريف انطلاقا من العبد في باطنه وتعريف انطلاقا من العبد في الظاهر وتعريف انطلاقا من المعبود ورضاه..
فلا يحسن الجمع بينها أو القضاء بواحد منها على البقية إلا بفقه وعلم
وقولك أن التلازم يكون خارج الماهية التلازم عند المناطقة وعند شيخ الإسلام قد يكون صوريا داخلل الماهية وقد يكون حقيقيا خارج الماهية وقد نبه له شيخ الإسلام رحمه الله في مسائل الإيمان واختار ان التلازم بين اظاهر والباطن صوري.. وليس كما قررت
ولطالما فسدت مقدمتك أخي الفاضل في نقد التلازم فسد ما رددت به حول التلازم بين منتهى المحبة ومنتهى الطاعة والخضوع في الطرد والعكس..ولا أستكثر من الحجج هنا لوضوح الغلط وضعف الرد !
---------------
أما بخصوص تعلق الحكم الشرعي بالظاهر فهو أصل متفق عليه في الأحكام لا حاجة لإيراد كلام أهل العلم فيه فالأحكام تتعلق بالظاهر سواء المطلق او المقرون وسواء كان فعلا أو قولا اما البواطن فلا تتعلق بها الأحكام إلا من جهة العموم لا التعيين فالمسائل المشتركة الكلية يدخل فيها متعلق الباطن أما المسائل الخاصة بالحاكم والقاضي والمفتي فلا ولشيخ الإسلام كلام في هذا مشهور
وقصدي فيما أوردت أخي الفاضل أن التعاريف انطلقت إما انطلاق تزكوي باطني وإما فقهي ظاهري
فمن نظر نظر العارفين وأرباب السلوك قال العبادة منتهى الحب مع منتهى الخضوع والتذلل ومن نظر نظر الفقهاء قال الامتثال وما يؤديه أو يقاربه ..
ولعلي انتظر منك إجابة حول تعريف شيخ اللإسلام لم يذكر في الحد الحب والخضوع؟! مع كونه أجمعها وأمنعها عندك!!
هذا حتى نختصر الطريق
-----------------------
أما انتقادك أخي الفاضل على قولي :
" تجنح للإحاطة بجميع انواعها سواء الباطنة كالحب فهو عبادة والظاهرة الخاصة والعادية"
فغريب
يعني هل قولي "كالحب فهو عبادة" فهمت منه كل انواع الحب أم هو الحب الذي نتكلم عنه = منتهى الحب
فتفصيلك في المحبة وانواعها ليس له هنا محل سوى الاستطراد وكثرة الكلام بعيدا عن محل الانتقاد
فالنقد إنما ينبغي ان يكون على إشارتي بسعة التعاريف وإحاطتها بانواع من العبادة بعد ثبوتها عبادة وأنها على انواع
الباطنة كالمحبة والخشية والإنابة
الظاهرة الخاصة بالشرع كالصلاة وأعمال الحج والزكاة
العادية كصلة الرحم وبر الوالدين وكفالة الأيتام
وما فصلته كجواب على التقسيم فليس بشيء يوضحه انتقادك قولي:
"أما العبادة التي إن صرفت لغير الله تكون شركا فهي الباطنة والخاصة"
العبادة التي تصرف لغير الله هل يدخلها التفصيل؟!!
غريب عجيب
هل يدخل التفصيل في ما ثبت أنه عبادة من الحب والخشية والاستعانة ؟!
أنت تخلط بين قولنا كل خشية عبادة وبين قولنا عبادة الخشية !!
راجع نفسك
التفصيل هنا وعبارتك علماء التوحيد لا ينفعك في رد تقسيم صحيح لما أطلق عليه أنه عبادة
بل هو يوافق كلامك الأخير في ترجيح كلام شيخ الإسلام مع اعتبار تلك التفاصيل فقارن بين ما قررته وما قلته أخيرا:
"وبهذا التفصيل بضرب الامثلة يزول الاشكال فى هذه المسأله فى تعريف العبادة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة" فهو تعريف جامع ولكن بتفصيل اهل العلم وتقسيماتهم التى اوضحناها سابقا فيتبين خطأقولك أخى الكريم------ و حكم اهل السنة المطلق بالشرك من صرف العبادات هو في مفهوم العبادة الخاص لا العام فلينتبه فعموم التعريف ليس بحجة علينا------ الاجابة-فنقول كما قال علماء التوحيد ان هذا التعريف من شيخ الاسلام من اجمع التعريفات لمعنى العبادةولكن بفهم السلف من العلماء الراسخين فى العلم ولا يكاد يخلو منه كتاب من كتب التوحيد لانه من اعظم الحجج فى التعريفات الجامعة المانعة فقولك ليس بحجة علينا هذا راجع الى عدم الاطلاع على ما وضحه العلماء لتعريف شيخ الاسلام للعباده------فلا بد من تحرير المسائل كما حررها اهل العلم وبينوها ومعرفة حدود ما انزل الله فى باب الاسماء والاحكام حتى لا تختلط الاحكام ببعضعها"
فأنت بلغت إلى نفس ما بلغته من جراء الشرح والتفصيل
غير أنك لم تستسغ أن يكون تعريف العبادة واسعا عما تعلق منه بقضايا التكفير
فرحت تجعل التعاريف الفضفاضة مع تفاصيل أهل التوحيد ناقضة لتقسيم التعريف إلى تعريف خاص وتعريف عام
مع أن الصناعة العلمية والطريقة المنطقية في التقاسيم والحدود بل والشرع والعقل وطريقة علماء السنة والتوحيد تقتضي البيان والتوضيح والتصحيح لا الغمغمة والجمود
فخلاصة نقدك على ما قسمته من تعريف العبادة إلى خاصة يكوون فيها في الحكم الظاهر الشرك وعامة جمعتها التعاريف انك أتيت بتفصيل ولو كان حقا صحيحا لكن لم يقله علماءنا وفقط !!!
وأسأل الله لي ولك التوفيق ومزيد الانتباه والتأمل فالعلم له مخارج كثيرة ترجع إلى الوحي وما دل عليه من أصول الاستنباط لا إلى أحد غيرهم فلينتبه لهذا جيدا
والله أعلم وصل اللهم وسلم على نبيك محمد
محمدعبداللطيف
2016-11-13, 12:53 PM
والخلاصة:
أن عبادة الله خضوع خاصّ لا يليق إلا لله، لكن العباد عاجزون عن درك الخضوع الخاص بالله بعقولهم واجتهادهم؛فصارت عبادة الله متوقّفة على أذن الشارع وأمره،
- العبادة اخى الكريم بمعناها العامهي التذلل لله محبة وتعظيما وهذا هو الدين المشترك الذى ارسلت به الرسل وهو الاسلام العام والفطرة التى فطر الله عليها العباد -فمن هذا يتضح ان قولك لكن العباد عاجزون عن درك الخضوع الخاص بالله بعقولهم واجتهادهم؛فصارت عبادة الله متوقّفة على أذن الشارع وأمره--هذا تعريف للعبادة بمعنى المتعبد به وليس التعريف العام للعبادة -- لأنالعبادة تطلق على شيئين:الأول: التعبد بمعنى التذلل لله- عز وجل- بفعل أوامره واجتناب نواهيه; محبة وتعظيما.
الثاني: المتعبد به; فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
مثال ذلك: الصلاة; ففعلها عبادة، وهو التعبد -.ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به.
محمدعبداللطيف
2016-11-13, 10:43 PM
1-ردا على من أصله كابن القيم رحمه الله وكلامه ليس بصحيح من أن المحب الخاضع عابد فلا توصف الزوجة المحبة الخاضعة بالعبادة لزوجها لا لغة ولا شرعا ولا عرفا
2-كما ان هناك من عرف العبادة بالخضوع والامتثال والائتمار والطاعة ومتى كان على وجه الكمال كان يستلزم الحب الكامل 3-ولا يمكن أن يقال هؤلاء ليسوا بعلماء التوحيد بل تعريف شيخ الإسلام رحمه الله الجامع كما أشرتُ له وأشرتَ له لم ينصص على الحب والذل بل عرفها باعتبار آخر
فمتى كان للتعريف اعتبارات يمكن جمعها في ثلاث تعريف انطلاقا من العبد في باطنه وتعريف انطلاقا من العبد في الظاهر وتعريف انطلاقا من المعبود ورضاه..
فلا يحسن الجمع بينها أو القضاء بواحد منها على البقية إلا بفقه وعلم
وأول تصوراتك الفاسدة قولك أن التلازم يكون خارج الماهية التلازم عند المناطقة وعند شيخ الإسلام قد يكون صوريا داخلل الماهية وقد يكون حقيقيا خارج الماهية وقد نبه له شيخ الإسلام رحمه الله في مسائل الإيمان واختار ان التلازم بين اظاهر والباطن صوري.. وليس كما قررت
ولطالما فسدت مقدمتك أخي الفاضل في نقد التلازم فسد ما رددت به حول التلازم بين منتهى المحبة ومنتهى الطاعة والخضوع في الطرد والعكس..ولا أستكثر من الحجج هنا لوضوح الغلط وضعف الرد !
---------------
اولا قبل الكلام نذكر قاعدة مهمة نبنى عليها الكلام--يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: العلم إدراكه في إدراك التقاسيم--ونقول - من المتأكد ضبط التعاريف، ضبط القيود على إدراك التقسيمات، لأن في التقسيمات ما يجلو المسألة، وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمت فإن في التقسيم ما يوضح أصل المسألة؛ لأن لكل حالة قسما.مثلا اذا تكلمت عن الشرك فنذكر اولا التعريف العام للشرك ثم نقسم الشرك كما قسمه اهل العلم الى شرك اكبر واصغر وخفى والاكبر والاصغر منه ظاهر وباطن ثم نعرف كل نوع من انواع الشرك وبعد ذلك نبين الفرق بين انواع الشرك فنقول مثلا الشرك الاكبر من حهة التعريف هو صرف العبادة لغير الله وهو شرك مخرج من الملة -اما الشرك الاصغر هو الشرك الذى لم يصل الى صرف العبادة لغير الله ويدخل فيه ايضا الوسائل والذرائع الموصلة الى الشرك الاكبر -فبهذه التقسيمات والضوابط والقيود تجلو المسألة، وبدون التقاسيم تدخل بعض الصور في بعض، وتدخل بعض المسائل في بعض، أما إذا قُسِّمت فإن في التقسيم ما يوضح أصل المسألة؛ لأن لكل حالة قسما---اردت اخى الكريم من هذه المقدمة ان تعرف المقصد من كلامى وهو ان يكون تصور المسألة من جهة الضوابط والقيود والفروق تصور واضح حتى لا تدخل بعض الصور في بعض، ولاتدخل بعض المسائل في بعض --ولذلك ضربت الامثلة فى الاعمال القلبية الباطنة مثل المحبة والخوف مثلا وقلت من هذه الاعمال القلبية المحبه مثلا منها محبة العبادة ومنها المحبه الطبيعية ومنها المحبة الحرمة فبهذا التقسيم تتضح صورة المسألةفالعمل القلبى منه ما هو عباد ةومنه ما ليس بعبادة فبهذا التقسيم يتضح حدود ما انزل الله فى الاسماء والاحكام فى كل عمل قلبى ولا تختلط المسائل والاحكام ببعضهافنجعل المكفر منها غير مكفر والعكس ايضا ان نجعل ما ليس مكفرا مكفر ولكن بالضوابط والتقاسيم والقيود لا تختلط الاسماء والاحكام -------------- فقولك اخى الكريم -ردا على من أصله كابن القيم رحمه الله وكلامه ليس بصحيح من أن المحب الخاضع عابد فلا توصف الزوجة المحبة الخاضعة بالعبادة لزوجها لا لغة ولا شرعا ولا عرفا-- نقول هذا راجع لعدم التحرير للاصول والقواعدا السابقة التى بيناها-فاذا قسمنا العمل القلبى التقسيم السابق زالت جميع الاشكالات التى استشكلها صاحب الموضوع--- واما قولك متى كان على وجه الكمال كان يستلزم الحب الكامل وقولك -منتهى الحب--ما هى القيود والضوابط والفروق اللازمة لهذا الحد الذى نفرق بينه وبين الانواع الاخرى الاجابة لا تستطيع تحديد كلمة منتهى الحب الا بالتقاسيم والضوابط التى ذكرناها وضربنا المثال بالمحبة وهو عمل قلبى وقلنا هذا العمل القلبى منه ما هو عباده وهو محبة العبادة ومنه ماهو من المحبة الطبيعية ولا يدخل فى العبادة فليس كل عمل القلب يدخل فى حد العبادة ولكن العبادات القلبية جزء من عمل القلب-وهنا السؤال كيف نقيس الوصول الى منتهى الحب الا اذا كان الذى نقيس به الضوابط والفروق للوصول الى ضابط المنتهى-وقس على هذا بقيت الاعمال الباطنة وحتى الاعمال الظاهرة تجرى على هذا المنوال من الضوابط والفروق فمن الاعمال ما يدخل فى حد العبادة وصرفه لغير الله شرك وهذا العمل ايضا له صور لا تدخله فى الشرك الاكبر ولكن تدخله فى الشرك الاضعر وهذا العمل ايضا قد لا يدخل اصلا فى الشرك فبالضوابط والقيودو التقاسيم تتضح المسائل وضربنا على الاعمال الظاهرة سابقا مثال -الذبح -والدعاء -فيمكن الرجوع اليه فى الفقرة السابقة--------واما قولك وأول تصوراتك الفاسدة قولك أن التلازم يكون خارج الماهية التلازم عند المناطقة وعند شيخ الإسلام قد يكون صوريا داخلل الماهية وقد يكون حقيقيا خارج الماهية- الاجابه- ارجع الى هذا الموضوع-http://majles.alukah.net/t93488/- فقد اوضحت فيه كلام اهل العلم لانك خلطت بين اللزوم الذى هو احد هؤلاء الثلاثة[التطابق والتضمن واللزوم ] وموضوع اخر وهو التلازم بين الظاهر والباطن --------ثم نكمل بقية الايرادات
أبو محمد المأربي
2016-11-15, 06:15 PM
- العبادة اخى الكريم بمعناها العامهي التذلل لله محبة وتعظيما وهذا هو الدين المشترك الذى ارسلت به الرسل وهو الاسلام العام والفطرة التى فطر الله عليها العباد ... لأنالعبادة تطلق على شيئين:الأول: التعبد بمعنى التذلل لله- عز وجل- بفعل أوامره واجتناب نواهيه; محبة وتعظيما.
الثاني: المتعبد به; فمعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
مثال ذلك: الصلاة; ففعلها عبادة، وهو التعبد -.ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به.
أخي الفاضل:
البحث في مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة، ويكون صارفه لغير الله كالزوج والسيد مشركا كما في سؤال صاحب الموضوع فراجعه إن شئت.
وما ذكرتُه في المشاركة القصيرة ونحوه هو الذي ينفع السائل في جواب استشكاله الذي ذكر في تقديري.
أما التذلل لله محبّة وتعظيما فهذا شأن كلّ عابدٍ لمعبوده، فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا، ولو كان شتما ونقصا في حكم الشارع الحكيم؟
والدّين المشترك: هو الخضوع لله بما أمرتْ به الرّسل والأنبياء لا ما يقتضيه إطلاقك الأوّل.
والمقصود: أنّ من أنشأ من نفسه فعلا يعظّم به الله قاصدًا التقرّب به إليه فليس بعابدٍ شرعا، رغم كونه عبادةً لله لغة!!
أما المحبة والتعظيم القلبي فلا ندير عليه حكما في الأحكام الدنيوية! وأخانا السائل: يطلب منك فرقا ظاهراً بين الخضوع الكفري الشركي، وبين الخضوع التوحيدي الإيماني، وضرب لك مثالين في خضوع الزوجة لزوجها والعبد لسيّده؛ فاللازم أن نعطيه فارقا بينهما وهو ما ذكرتُه.
أما شرائع الأنبياء والرسل فهي متفقة في أصل التوحيد ودعوة الخلائق إلى عبادة الله وحده - دين الأنبياء جميعا - وتختلف في الفروع المؤدية إلى الأصل والخادمة له من أنواع العبادات التي يتقرّب بها إلى الله!ولا يأتي في شريعة من الشرائع الأمر بعبادة غير الله والإشراك به
أبو محمد المأربي
2016-11-15, 08:26 PM
نسيت أن أقول للشيخ محمد عبد اللطيف حفظه الله:
ينبغي أن يكون الجواب عن سؤال الموضوع واضحا محدّدا بعيدا عن التدقيق في التعاريف التي لم يتفق العلماء عليها حتى الآن!
وهذا مضمون السؤال:
1- ما حكم الزوجة التي تسجد لزوجها، سواء كان للتعظيم، أو للمحبة، أو للخوف منه،أو لمصحلة أخرى تراها، أو للسخرية والاستهزاء به من غير سبب ظاهر يدل عليه؟
2- ما حكم العبد يقع ساحدا لسيّده كلّما قابله أو رآه للأسباب السابقة أو لأحدها؟
3- ما هو مناط الحكم عليهما بتكفير أو بغيره من الأحكام؟
الطيبوني
2016-11-16, 01:56 AM
[quote=أبو محمد المأربي;840525]
فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا
نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه
أبو محمد المأربي
2016-11-16, 11:58 AM
نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه
من سجد أو ذبح لصنمٍ من بشر أو جحر لأجل دنيا من مال أو جاه فهو معظّم ومجّل لمعبوده وهو كافر مشرك ظاهرا وباطنا؛ لأن قصد الفعل الصريح أو الظاهر قصد للمعنى الذي تصمّنه الفعل، إلا أن يعارضه قصد مخالف معتبر شرعا كالإكراه، لأن الأصل تطابق الظاهر والباطن، ودعواه أنه عبد الصنم لمصلحة دنيوية عير معتبرة؛ إذ هي دعوى يكذّبها الظاهر، ومن كذّبه الظاهر لم يصدّق إلا بدليل، ألا ترى أنه لا عبرة بقصد الهازل في النطق بكلمة الكفر، ولا بقصد المنافق في النطق بكلمة الإسلام في حقيقة الأمر.
الطيبوني
2016-11-16, 06:47 PM
رجل مسلم دخل مع الكفار و المشركين لمعبد . و عند دخولهم سجد كل واحد منهم للصنم الموجود داخل المعبد
فلما جاء دوره سجد هو للصنم لحاجة له عندهم قصد ارضائهم و حياء منهم ؟
هل يعتبر هذا الرجل عابدا للصنم ام لا و هل يلزم من ذلك ان يكون معظما للصنم محبا له ؟
أبو محمد المأربي
2016-11-16, 08:24 PM
لا جديد في هذا، بل تكرار لما سبق مع جوابه آنفا.
فإن كان لديك اعتراض على ما ذكرتُه فتفضّل، وهذا الفرس والميدان!!
الخلاصة:
كلّ من سجد لغير الله لأي غرض من الأغراض فهو عابد لغير الله مشرك فففإلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمانققق
الطيبوني
2016-11-16, 08:33 PM
كلّ من سجد لغير الله لأي غرض من الأغراض فهو عابد لغير الله مشرك فففإلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمانققق
الخلاف ليس في هذا اخي الكريم
و انما الخلاف في قولك
[quote=أبو محمد المأربي;840525]
( فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا )
فهذا عابد لغير الله بسجوده للصنم لحاجة وغرض يريده و لم يكن سجوده تعظيما و محبة للصنم
فلا يشترط في صرف العبادة لغير الله محبة المعبود و تعظيمه .
أبو محمد المأربي
2016-11-16, 10:51 PM
أخي الكريم:
كلامي في المشاركات واضح لا لبس فيه!
أقول:من صرف شيئا من عبادة الله لغيره فقد عظّمه واستكان له بهذا الفعل الشركي! ولعلّك ممن لا يفرّق بين قاعدة الاشتراط البدعية، وبين قاعدة التعليل السنّية في مثل هذه المباحث.
وفرقٌ ظاهر بين القول: هذا الفعل يتضمّن التعظيم..، وبين القول: لا يكون شركا ولا عبادةً حتى يوجد التعظيم ونحوه.
الطيبوني
2016-11-16, 11:58 PM
قصد الفعل الصريح أو الظاهر قصد للمعنى الذي تصمّنه الفعل
بارك الله فيك اخي الكريم
أبو محمد المأربي
2016-11-17, 05:44 AM
وفيك بارك أخي الفاضل
وفّقني الله وإياك لما فيه الخير والصلاح
أحمد القلي
2016-11-18, 02:11 AM
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا
نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه
قال الله ( {وَمَنِ النَّاسِ مِنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ})
قال مجاهد وقتادة (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} مِنَ الْكُفَّارِ لِأَوْثَانِهِمْ ")
قال الطبري
(قَالَ ابْنُ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَنِ النَّاسِ مِنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} قَالَ " هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ أَنْدَادُهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي عَبَدُوا مَعَ اللَّهِ يُحِبُّونَهُمْ كَمَا يُحِبُّ الَّذِينَ آمَنُوا اللَّهَ
{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} مِنْ حُبِّهِمْ هُمْ آلِهَتَهُمْ )) انتهى
ومنهم من فسر الأنداد بالسادة والآية عامة شاملة لكل ذلك
وقال الله عزوجل
(وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )
فعلى قراءتها بالرفع لا اشكال أن المودة حاصلة بين المشركين وأوثانهم المعبودة
أما قراءتها بالنصب أو التنوين فمعناه أنهم جعلوا الأوثان يتحابون عليها وعلى عبادتها في الدنيا
وهذه المحبة ستنقلب الى عداوةفي الآخرة
فكانت تلك الأوثان سببا في حصول التواد والمحبة بين عبادها
ومن باب أولى يكون الذي سبب لهم هذه المحبة بينهم أعظم مودة في قلوبهم وأشد حبا
وأيضا في قوله عزوجل
{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ الْمَوَدَّاتُ الَّتِي كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ .)انتهى
وأصل ذلك أن المشرك متبع لهواه , وكل هوى فهو محبوب لنفس صاحبه مرغوب فيه.
الطيبوني
2016-11-18, 03:18 AM
فهمت من كلام الاخ في الاول
ان الدافع لعبادة غير الله عز وجل هو محبة المعبود مع تعظيمه و الذل له
فاستدركت ان العبادة قد تقع بغير هذا الدافع كحب مال و رياسة و ما شابه ذلك
فاجاب بان نفس العبادة التي صرفت للمعبود في هذه الحالة متضمنة للتعظيم و الخضوع
فزال بحمد الله ما استشكلته من كلام الاخ
فوددت التنبيه على ان بعض الكتاب المعاصرين يشترط في الحكم على العمل انه عبادة صرفت لغير الله ما يشترط في العبادة الصحيحة المقبولة عند الله
أحمد القلي
2016-11-19, 06:47 PM
فاستدركت ان العبادة قد تقع بغير هذا الدافع كحب مال و رياسة و ما شابه ذلك
وهذا الذي قصدت استدراكه عليك , أي نفي المحبة المصاحبة للعبادة
وتبين بالآيات السابقة أنه لا بد أن توجد بين العابد والمعبود محبة , وعلى قدر تعلقه بمعبوده واجتهاده في عبادته واخلاصه في تحنته تكون محبته له
وهذه هي العلائق -الأسباب-التي ستتقطع يوم القيامة , كما جاء في الآية
وتنقلب الى عداوة , بعد ان كانت خلة , الا ما كان بين الأخلاء المتقين , فانها دائمة متصلة لاتصالها بمحبة رب العالمين .
نعم قد يعبد الرجل صنما او بشرا او حجرا لاجل دنيا او جاه او مال و لا يكون المعبود محبوبا معظما لديه
اذا عبد الصنم لأجل المال أو الدنيا , صار المعبود هو الغاية الكبرى أي المال , والصنم هو وسيلته
فهو عبد الدينار والدرهم
وهذا المال محبوب لديه ففي سبيله عبد الصنم
فآب الأمر في الأخير الى المحبة , وهي أصل كل عبادة
محمدعبداللطيف
2016-11-22, 08:22 PM
البحث في مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة، ويكون صارفه لغير الله كالزوج والسيد مشركا كما في سؤال صاحب الموضوع فراجعه إن شئت.
وما ذكرتُه في المشاركة القصيرة ونحوه هو الذي ينفع السائل في جواب استشكاله الذي ذكر في تقديري.
أما التذلل لله محبّة وتعظيما فهذا شأن كلّ عابدٍ لمعبوده، فهل رأيت عابدا لا يحب معبوده ولا يعظّمه بما يراه تعظيما وإجلالا، ولو كان شتما ونقصا في حكم الشارع الحكيم؟
والدّين المشترك: هو الخضوع لله بما أمرتْ به الرّسل والأنبياء لا ما يقتضيه إطلاقك الأوّل.
والمقصود: أنّ من أنشأ من نفسه فعلا يعظّم به الله قاصدًا التقرّب به إليه فليس بعابدٍ شرعا، رغم كونه عبادةً لله لغة!!
أما المحبة والتعظيم القلبي فلا ندير عليه حكما في الأحكام الدنيوية! وأخانا السائل: يطلب منك فرقا ظاهراً بين الخضوع الكفري الشركي، وبين الخضوع التوحيدي الإيماني، وضرب لك مثالين في خضوع الزوجة لزوجها والعبد لسيّده؛ فاللازم أن نعطيه فارقا بينهما وهو ما ذكرتُه.
أما شرائع الأنبياء والرسل فهي متفقة في أصل التوحيد ودعوة الخلائق إلى عبادة الله وحده - دين الأنبياء جميعا - وتختلف في الفروع المؤدية إلى الأصل والخادمة له من أنواع العبادات التي يتقرّب بها إلى الله!ولا يأتي في شريعة من الشرائع الأمر بعبادة غير الله والإشراك به قولك اخى الكريم-البحث في مقدار الخضوع الذي تصير به الأفعال عبادة- هو كما قال المحققين من علماء التوحيد-
من عرفها بالحب مع الخضوع، فلأن الحب التام، مع الذل التام، يتضمن طاعة المحبوب، والانقياد له؛ فالعبد، هو الذي ذلـه الحب، والخضوع لمحبوبه، فبحسب محبة العبد لربه، تكون طاعته، فمحبة العبد لربه، وذله له يتضمن عبادته وحده لا شريك له؛ والعبادة المأمور بها، تتضمن معنى الذل، ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله، بغاية المحبة له؛
كما قال ابن القيم رحمه الله سابقا
فعرف العبادة: بتوحيد المحبة، مع خضوع القلب، والجوارح؛
فمن أحب شيئاً، وخضع له، فقد تعبد قلبه له،
فلا تكون المحبة المنفردة، عن الخضوع عبادة
،
ولا الخضوع بلا محبة عبادة؛
فالمحبة والخضوع
:
ركنان للعبادة
، فلا يكون أحدهما عبادة بدون الآخر،
فمن خضع لإنسان مع بغضه له، لم يكن عابداً له
؛
ولو أحب شيئاً، ولم يخضع له، لم يكن عابداً له؛
كما يحب ولده، وصديقه؛---------اما قولك-ويكون صارفه لغير الله كالزوج والسيد مشركا - نقول ضابط الشرك الاكبر هو ما وضحه علماء التوحيد كما بيناه فى الفقرات السابقة بالضوابط والقيود الموجودة فى شروح كتاب التوحيد وقد عرف العلماء الشرك الاكبر بأنه صرف العبادة لغير الله هذا هو حد الشرك الاكبر ولنضرب مثلا اخى الكريم بما ذكرته فى مشاركتك السابقة بقولك-الزوجة إذا صرفت لزوجها خصلة من تلك الخصال الخاصّة بالله كالسجود والذبح... فهي عابدة لزوجها مشركة به. -هذا الكلام يحتاج الى تفصيل-نقول قد تسجد المرأة لزوجها سجود تحية كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه -فهذا سجود تحيه وهو ما فعله معاذ رضى الله عنه حينما سجد للنبى صلى الله عليه وسلم- اما السجود الثانى فهو سجود العبادة -وما الخضوع ايضا فهو منقسم الى خضوع الجوارح وخضوع القلب والسجود يدخل فى النوع الاول وهو خضوع الجوارح وهذان النوعان اي خضوع الجوارح وخضوع القلب ينقسمان الى خضوع عبادة وخضوع ليس بعبادة فرجع الامر الى التقسيمات والضوابط والقيود التى تبين خضوع العبادة وسجود العبادة من غيره --وكذلك الذبح فإن لم يقصد بالذبيحة التقرب إلى الله جل وعلا ولا التقرب لغيره، وإنما ذبحها لأجل أضياف عنده أو لأجل أن يأكلها؛ يعني ذبحها لقصد اللحم لم يقصد بها التقرب فهذا جائز وهو من المأذون فيه؛ لأن الذبح فيه لا يُشترط فيه أن ينوي الذابح التقرب بالذبيحة إلى الله جل وعلا.وعلى هذا لو ذبحت لزوجها لقصد الاكل لم يكن شركا-
---------- فبهذة الضوابط تتضح الفوارق بين ما يصل الى حد الشرك الاكبر او بمعنى آخر الى ما يصل الى حد العبادة وما لا يصل الى حد العبادة-اما التعريفات التى ذكرها اخى الكريم ابو محمد المأربى لابن مفلح والاصفهانى والرازى هو تعريف صحيح للعبادة فالعبادة لها تعريفات متعددة عند اهل كل فن من العلوم المتعددة فلعلماء اللغه-العبادة في اللغة، فهي: من الذل؛ يقال؛ بعير معبد، أي: مذلل، وطريق معبد، إذ كان مذللاً، وقد وطأته الأقدام ويعرفها علماء اصول الفقه بتعريف آخر- هي: ما أمر به شرعاً، من غير اطراد عرفي، ولا اقتضاء عقلي؛ ويعرفها شيخ الاسلام-هي اسم جامع، لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال، الباطنة، والظاهرة -ومنهم من يجمع بين التعريف اللغوى والشرعى كتعريف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدى-ومنهم من يعرفها بالمعنى العام للعبادة كما فى تعريف ابن القيم -ومنهم من يعرفها بمعنى المتعبد به-كما فى تعريف الفقهاء والاصوليين وكذلك تعريف شيخ الاسلام -فتعريف العبادة متنوع وكله صحيح ولكن لابد من التفرقة فى الاعتبارات كما وضحنا فى التنوع--------------- اما قولكوالمقصود: أنّ من أنشأ من نفسه فعلا يعظّم به الله قاصدًا التقرّب به إليه فليس بعابدٍ شرعا، رغم كونه عبادةً لله لغة!! --------------- يقول الشيخ صالح ال الشيخ موضحا كلام لشيخ الاسلام فى اقتضاء الصراط المستقيم-ومن الناس من يعمل ذاك ويؤجر على ما قام في قلبه من محبة النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ----والجواب وقوله أن هناك من يفعل ذاك ويؤجر لا يؤجر بإطلاق إنما يؤجر على ما قام في قلبه من المحبة، والله جل وعلا يقيم الوزن القسط والملائكة تكتب كل شيء، فيكون هذا معنى كلام شيخ الإسلام فيكون من فعل ذلك الفعل يكون مأجورا من جهة وهي جهة المحبة؛ لأن الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا؛ ولكنه مأزور من جهة الفعل ففعله بدعة ويُذم عليه لأجل أنه ابتدع، أما أصل المحبة فهذا أمر لم يعمله بابتداع وإنما الذي حصل بابتداع يذم عليه.
فلهذا شيخ الإسلام في كلمته كان دقيقا وهو أنه يقول إن وزن الأعمال عند الله جل وعلا يكون بأن يكون لك ما تعمل من الصالح وعليك ما تعمل من الوزر، فالذي قام في قلبه الخير يؤجر عليه؛ لكن يأثم على العمل الذي ابتدعه، والبدعة كما هو معلوم في كلام أهل العلم أشد من جنس المعاصي؛ يعني الكبائر لم؟ لأن الكبائر كبائر الذنوب والشهوات؛ لأن هذه يعملها المرء وهو يعلم أنه عاصٍ؛ لكنه عاص لكن صاحب البدعة يظل يعمل ويعمل وهو يظن أنه مطيع لله جل وعلا ولرسوله فيكون قد أحدث أمرا في الدين والنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
هناك انقسام من جهة العمل ومن جهة ما يقوم بالقلب، فما قام بالقلب من أصل المحبة هذا له حكم سائر أجناسه من العمل ،من جهة الأجر عليه في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية،أما ما قام في القلب من أنواع تحسين البدع، واعتقاد الصواب في خلاف السنة، والعمل الخارجي بالاحتفالات ونحوها، وهذا يكون بدعة ضلالة لأنه محدث في الدين ولأنه منطبق عليه حد البدعة.اهــ فشرط قبول الاعمال ان تكون خالصا صوابا -فقد يكون العمل خالصا كما ذكر شيخ الاسلام فى المحبة وهو موضع الشاهد ولكن العمل يكون خلاف السنه فيؤجر العبد على بعض العمل ويذم على بعضه---- هذا هو التفصيل فى هذه المسألة--- اما قولك--وأخانا السائل: يطلب منك فرقا ظاهراً بين الخضوع الكفري الشركي،وبين الخضوع التوحيدي الإيماني- الاجابة- الفارق الظاهر- فىالخضوع الكفري الشركي يكون بفعل الشرك الاكبر الظاهر الدال على الخضوع فى الباطن لغير الله وهذا قد بيناه بضوابطه مسبقا --وفى الخضوع الايمانى يكون بفعل الطاعة الدالة على الخضوع لله لان اعمال الجوارح تابعة لاعمال القلوبوقد تتخلف الدلالة على الباطن اذا كان يوجد اسباب اخر كما فى افعال المنافقين للاختلاف بين الظاهر والباطن والذى سببه النفاق---- فرجع الامر كله الى تحرير المسائل بالضوابط والقيود والفروق التى وضحها العلماء فى شروح كتاب التوحيد فإن فيها الجواب الكافى وقد نقلنا بعضه سابقا
أبو محمد المأربي
2016-11-23, 10:58 PM
هذا الكلام يحتاج الى تفصيل-نقول قد تسجد المرأة لزوجها سجود تحية كما قال النبى صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه -فهذا سجود تحيه وهو ما فعله معاذ رضى الله عنه حينما سجد للنبى صلى الله عليه وسلم- اما السجود الثانى فهو سجود العبادة ..
بارك الله فيك أخي الفاضل
- السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.
- وأيضا أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل وغيره من الصحابة لم يسجدوا للنبي عليه السلام أصلا وما روي في ذلك فهو من مناكير الضعفاء عند النقاد الكبار.
- الضابط فيما يكون شركا أكبر فهو: أن كلّ ما ثبت أنه من خصائص الإلهية فصرفه لغير الله شرك أكبر. هذا هو الضابط
أحمد القلي
2016-11-24, 12:10 AM
السجود هو فعل يدل على تمام الخضوع , فانه وضع أعلى ما في الجسد وأشرفه على أخفض موضع ممكن وهو الأرض
والسجود الذي كان من الملائكة هو سجود تحية لآدم عليه السلام وتكريم
وكذلك السجود ليوسف عليه السلام انما كان جائزا في شرعهم باذن من الله تعالى
والملائكة حين سجدوا لآدم كان ذلك امتثالا لأمر الله , فهم حققوا العبودية بهذه الطاعة المطلقة , لذلك لما خافهم ابليس وعصى أمر ربه استحق الذلة والهوان والعذاب مخلدا فيه أبد الآبدين
ومن هذا الباب ما جاء في الحديث , (لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرَتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)
فهذا لا ينبغي في الشريعة
ولكن يصير جائزا مشروعا بأمر النبي عليه السلام واذنه كما أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام
لكن النبي عليه السلام نهى عن مثل هذا السجود لأنه مفضي الى تعظيم الزوج والتذلل له وسدا لذريعة الشرك , وليس فيه معنى التحية والاكرام الذي وجد في السجود لأدم ويوسف عليهما السلام
محمدعبداللطيف
2016-11-24, 02:43 AM
- السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.
- الضابط فيما يكون شركا أكبر فهو: أن كلّ ما ثبت أنه من خصائص الإلهية فصرفه لغير الله شرك أكبر. هذا هو الضابط
الاجابة على كلامك انقلها لك من كلام شيخ الاسلام بن تيمية فى مجموع الفتاوى ليتضح لك الفرق بين سجود العبادة وسجود التحية واذا اردت المزيد من الايضاح فعليك بالرجوع الى مجموع الفتاوى فقد استوى شيخ الاسلام بن تيمية إيضاح هذه المسألة بالتفصيل-ولكن اذكر موضع الشاهد فقط لتتضح المسأله-يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله----- وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع عن السجود له، وهذا تشريف وتكريم له.
وقد قال بعض الأغبياء: إن السجود إنما كان للّه وجعل آدم قبلة لهم، يسجدون إليه كما يسجد إلى الكعبة، وليس في هذا تفضيل له عليهم، كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند اللّه، بل حرمة المؤمن عند اللّه أفضل من حرمتها، وقالوا: السجود لغير اللّه محرم، بل كفر.
والجواب: أن السجود كان لآدم بأمر اللّه وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه:
أحدها: قوله: لآدم، ولم يقل: إلى آدم. وكل حرف له معنى، ومن التمييز في اللسان أن يقال: سجدت له، وسجدت إليه، كما قال تعالى: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [فصلت: 37] وقال {وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [الرعد: 15].
وأجمع المسلمون على أن السجود لغير اللّه محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة، وكان يصلى إلى عنزَة [ العَنَزَة: رُمَيْح بين العصا والرُّمح]، ولا يقال: لعنزة، وإلى عمود وشجرة، ولا يقال: لعمود ولا لشجرة، والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده، وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهرًا، كما يولى وجهه إلى بعض
النواحي إذا أمه، كما قال: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144].
والثاني: أن آدم لو كان قبلة لم يمتنع إبليس من السجود، أو يزعم أنه خير منه؛ فإن القبلة قد تكون أحجارًا، وليس في ذلك تفضيل لها على المصلين إليها، وقد يصلي الرجل إلى عنزة وبعير، وإلى رجل، ولا يتوهم أنه مفضل بذلك، فمن أي شىء فر الشيطان؟ هذا هو العجب العجيب!!
والثالث: أنه لو جعل آدم قبلة في سجدة واحدة لكانت القبلة وبيت المقدس أفضل منه بآلاف كثيرة؛ إذ جعلت قبلة دائمة في جميع أنواع الصلوات، فهذه القصة الطويلة التي قد جعلت علمًا له، ومن أفضل النعم عليه، وجاءت إلى العالم بأن اللّه رفعه بها، وامتن عليه، ليس فيها أكثر من أنه جعله كالكعبة في بعض الأوقات!! مع أن بعض ما أوتيه من الإيمان والعلم، والقرب من الرحمن أفضل بكثير من الكعبة، والكعبة إنما وضعت له ولذريته، أفيجعل من جسيم النعم عليه أو يشبه به في شىء نزرًا قليلًا جدًا؟! هذا ما لا يقوله عاقل.
وأما قولهم: لا يجوز السجود لغير اللّه، فيقال لهم: إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة، تنفي بعمومها جواز السجود لآدم، وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له، والعام لا يعارض ما قابله من الخاص.
وثانيها: أن السجود لغير اللّه حرام علينا وعلى الملائكة. أما الأول فلا دليل وأما الثاني فما الحجة فيه؟
ص -360- وثالثها: أنه حرام أمر اللّه به، أو حرام لم يأمر به، والثاني حق ولا شفاء فيه، وأما الأول فكيف يمكن أن يحرم بعد أن أمر اللّه تعالى به؟
ورابعها: أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا، ويقال: كانت تحيتهم، فكيف يقال:
إن السجود حرام مطلقًا ؟ وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه. فكيف يقال: يلزم من السجود لشىء عبادته؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها) ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد.
وسابعها: وفيه التفسير أن يقال: أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛ إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة للّه وطاعة له، وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم. وسجود أخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له.
ص -361- ولم يأت أن آدم سجد للملائكة، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا للّه رب العالمين، ولعل ذلك واللّه أعلم بحقائق الأمور لأنهم أشرف الأنواع، وهم صالحو بني آدم ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا للّه رب العالمين، وهم أكفاء بعضهم لبعض، فليس لبعضهم مزية بقدر ما يصلح له السجود، ومن سواهم فقد سجد لهم من الملائكة للأب الأقوم، ومن البهائم للابن الأكرم.
وأما قولهم: لم يسبق لآدم ما يوجب الإكرام له بالسجود، فلغو من القول، هذى به بعض من اعتزل الجماعة، فإن نعم اللّه تعالى وأياديه وآلاءه على عباده ليست بسبب منهم، ولو كانت بسبب منهم فهو المنعم بذلك السبب، فهو المنعم به ويشكرهم على نعمه، وهو أيضًا باطل على قاعدتهم، لا حاجة لنا إلى بيانه ههنا.
وقوله: {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [الأعراف: 206] فإنه إن سلم أنه يفيد الحصر، فالقصد منه واللّه أعلم الفضل بينهم وبين البشر الذين يشركون بربهم ويعبدون غيره، فأخبرهم أن الملائكة لا تعبد غيره، ثم هذا عام وتلك الآية خاصة فيستثنى آدم، ثم يقال: السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف. فأما الأول: فلا يكون إلا للّه، وأما الثاني: فلم قلت: إنه كذلك؟ والآية محمولة على الأول توفيقًا بين الدلائل. وأما السؤال الثاني، فروى عن بعض الأولين: أن الملائكة الذين
ص -362- سجدوا لآدم ملائكة في الأرض فقط، لا ملائكة السموات. ومنهم من يقول: ملائكة السموات دون الكَرُوبِيِّين، وانتحى ذلك بعض المتأخرين، واستنكر سجود الأعلين من الملائكة لآدم مع عدم التفاتهم إلى ما سوى اللّه، ورووا في ذلك: (إن مِن خَلْقِ اللّه خَلْقًا لا يدرون: أخُلِقَ آدم أم لا ؟).
ونزع بقوله: {أَسْتَكْبَرْت َ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} [ص: 75] والعالون هم ملائكة السماء، وملائكة السماء لم يؤمروا بالسجود لآدم، فاعلم أن هذه المقالة أولا ليس معها ما يوجب قبولها، لا مسموع ولا معقول، إلا خواطر وسَوَانِح [ جمع السَّانح، وهو ما يعرض على الإنسان، وأصله: من سنح لي الشىء إذا عرض، فإذا كان هذا الشىء طائرًا وخلافه - يعرض من جهة اليمين سمى السانح وكان العرب يتيمنون به، وعكسه البارح]، ووساوس مادتها من عرش إبليس، يستفزهم بصوته ليرد عنهم النعمة التي حرص على ردها عن أبيهم قديمًا، أو مقالة قد قالها من يقول الحق والباطل، لكن معنا ما يوجب ردها من وجوه:
أحدها: أنه خلاف ما عليه العامة من أهل العلم بالكتاب والسنة، وإذا كان لابد من التقليد فتقليدهم أولى.
وثانيها: أنه خلاف ظاهر الكتاب العزيز، وخلاف نصه، فإن الاسم المجموع المعرف بالألف واللام يوجب استيعاب الجنس، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ} [البقرة: 34]، فسجود الملائكة يقتضى جميع الملائكة، هذا مقتضى اللسان الذي نزل به القرآن، فالعدول عن موجب القول العام إلى الخصوص لابد له من دليل يصلح له، وهو معدوم.
ص -363- وثالثها: أنه قال: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ]الحجر:30] فلو لم يكن الاسم الأول يقتضى الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله: {أَجْمَعُونَ} توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه.
وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال: ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون. فلعل قوله: {كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} جىء به لزعم زاعم يقول: إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء. ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه، ياليت شعري ! لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد اللّه أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال: أليس هذا من أبين البيان؟ -[مجموع الفتاوى]---------------------------انظر اخى الكريم الى ابو محمد المأربى الى قول شيخ الاسلام ابن تيمية- السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان؟
محمدعبداللطيف
2016-11-24, 02:47 AM
فلو لم يكن الاسم الأول يقتضى الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله: {أَجْمَعُونَ} توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه.
وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال: ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون. فلعل قوله: {كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} جىء به لزعم زاعم يقول: إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء. ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشىء يؤخذ منه، ياليت شعري ! لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد اللّه أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال: أليس هذا من أبين البيان؟ -[مجموع الفتاوى]---------------------------انظر اخى الكريم ابو محمد المأربى الى قول شيخ الاسلام ابن تيمية- السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان؟- فقولى أخى الكريم قد تسجد المراة سحود تحية -معناه ان هذا السجود ليس بسجود عبادة ولا يفهم من ان هذا النوع من السجود جائز ولكنه غير جائز لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر به لقوله-وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (35) .
وعن قيس بن سعد (36) رضي الله عنه قال: ((أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم (37) فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت على قبري أكنت تسجد له، قال: لا، قال: - فلا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق))--------------------------------------------------- فأنت أخى الكريمتعلقت بكلمة ذكرتها انا للتفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية فقلت قد تسجد المرأة سجود تحية يعنى سجود محرم وليس سجود عبادة والعبارة التى ذكرتها من باب التقسيم وسياق الكلام يدل عليه وكما قسمت الشرك الى اكبر واصغر هو ايضا من هذا الباب فالقصد التفرقة بين انواع السجود لمعرفة ما لا يصلح الا لله وما وهو محرم فى شرعنا وما هو جائز فى شرع من قبلنا اما من جهة التأصيل فى كون السجود منه ما هو كفرومنه ما هو محرمومنه ما هو جائز فى شرع من قبلنا اما فى شرعنا فهو ممنوع على الاطلاق فبهذا التفصيل يزول الاشكال حتى لايكفر ببعض الصور التى لم تصل الى حد صرف العبادة لغير الله ولكن تدخل فيما دون الكفر الاكبر ولا تصل الى الكفر الاكبر الا اذا كان سجود عبادة-فالبتفصيل والتقسيم يزول الاشكال-
-ولكن ما اردت بيانه فى الفقرات الاولى هو الضوابط والفروق والقيود التى يذكرها اهل العلم لمعرفة الاسماء والاحكام ومعرفة حدود ما أنزل اللهحتى لا تختلط الصور فى بعض وهو ما حدث بالفعلللبعض بسبب عدم تحرير المسائل كما حررها اهل العلم------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------اما كلام الاخ احمد القلى ففى كلام ابن تيمية رحمه الله ما يزيل ما اشتبه منه--------يقول شيخ الاسلام رحمه الله---
ورابعها:
أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا،
ويقال:
كانت تحيتهم، فكيف يقال:
إن السجود حرام مطلقًا ؟
وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه
.
فكيف يقال:
يلزم من السجود لشىء عبادته؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها)
ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد.
وسابعها:
وفيه التفسير أن يقال
:
أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛
إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له،
ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له،
ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله،
محمدعبداللطيف
2016-11-24, 02:50 AM
فينبغي إخوتى الكرام--------------------------------------------------- أن نفرق بين سجود التحيةوسجود العبادة،،أما سجود التحية فقد كان سائغاً في الشرائع السابقة، ثم صار محرماً على هذه الأمة، فهو معصية لله تعالى،-----------------------------------------------------------------------[ فمن المعلوم أن سجود العبادة القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد، ]----------------------------------------------------------------------------------[ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما وقصده التحية والإكرام فهذه من المحرمات التي دون الشرك،] --------------------------أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك،-----------------------ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر فمثل هذا السجود لا يتأتىإلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي،--------------------[ هذا الكلام مهم جدا لما فيه من الضوابط والتقسيم والتفصيل وهذا هو صنيع العلماء الراسخون فى العلم فى شروحهم لانواع العبادات فى كتب التوحيد--وليس كما يدعى البعض --- أن السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره-------------------------- فهذا الكلام من بعض الاخوة راجع الى عدم تحرير وتصور المسائل فى كتاب التوحيد لشيخ الاسلام وقد وضح هذا الكلام المشتبه -شيخ الاسلام بقوله-
أما قولهم:
لا يجوز السجود لغير اللّه
،
فيقال لهم
:
إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة،
تنفي بعمومها جواز السجود لآدم،
وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له
،
والعام لا يعارض ما قابله من الخاص- والقرآن وحتى كلام اهل العلم منه المحكم والمتشابه فيجب رد المتشابه الى المحكم حتى يزول الاشتباه -هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=237#docu)( 7 ) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=237#docu)
]----------------------------------------------------------------------------------------------------------- وأرجو أن تكون قد إتضحت المسألة وضوحا لا لبس فيه للأخوة الكرام------------------------------------------------------------------------ وإليكم توضيح ذلك من خلال النصوص التالية:-
يقول الله تعالى:- وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا[يوسف: 100].
يقول ابن عطية – في معنى السجود: (واختلف في هذا السجود، فقيل: كان كالمعهود عندنا من وضع الوجه بالأرض، وقيل: بل دون ذلك كالركوع البالغ ونحوه، مما كان سيرة تحياتهم للملوك في ذلك الزمان، وأجمع المفسرون أن ذلك السجود – على أي هيئة كان – فإنما كان تحية لا عبادة، قال قتادة: -هذه كانت تحية الملوك عندهم) (32) .
ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:(وقد كان سائغاً في شرائعهم، إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصًّا بجناب الرب سبحانه وتعالى، هذا مضمون قول قتادة وغيره – إلى أن قال: - والغرض أن هذا كان جائزاً في شريعتهم؛ ولهذا خروا له سجداً) (33) .
ويقول محمد رشيد رضا- عند تفسيره لقوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ[البقرة: 34]- : (وهو سجود لا نعرف صفته، ولكن أصول الدين تعلمنا أنه ليس سجود عبادة إذ لا يعبد إلا الله تعالى، والسجود في اللغة التطامن والخضوع والانقياد، وأعظم مظاهره الخرور نحو الأرض للأذقان، ووضع الجبهة على التراب، وكان عند القدماء من تحية الناس للملوك والعظماء، ومنه سجود يعقوب وأولاده ليوسف عليهم السلام) (34) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها)) (35) .
وعن قيس بن سعد رضي الله عنه قال: ((أتيت الحيرة، فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فأنت يا رسول الله أحق أن نسجد لك. قال: أرأيت لو مررت على قبري أكنت تسجد له، قال: لا، قال: - فلا تفعلوا، لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله لهم عليهن من الحق))--أرجو بهذا البيان ان يكون قد إتضح الفرق بين سجود العبادة وسجود التحية- ------------------------------------------------------وأنظر الى قول ابن عطيه رحمه الله الذى ذكرناه سابقا يقول- وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أى هيئة كان فإنما كان سجود تحية لا عبادة---- فنحن والحمد لله لم نأتى ببدع من القول ولكن اتينا بما اجمع عليه العلماء
محمدعبداللطيف
2016-11-24, 04:27 PM
آخرما كتبه شيخ الإسلام رحمه الله قبل وفاته وهو في السجن-------
وَمن سنة الله: أَنه إِذا أراد إِظْهَار دينه، أَقَامَ من يُعَارضهُ، فيحقُّ الحق بكلماته، ويقذفُ بِالْحَقِّ على الْبَاطِل فيدمغه فَإِذا هُوَ زاهق.
أحمد القلي
2016-11-24, 05:08 PM
وأجمع المفسرون أن ذلك السجود على أى هيئة كان فإنما كان سجود تحية لا عبادة---- فنحن والحمد لله لم نأتى ببدع من القول ولكن اتينا بما اجمع عليه العلماء
نعم بارك الله فيك
لم يقل أحد أن السجود ليوسف كان عبادة له , وانما هو تحية له
ولكن قد يقع اللبس من حيث أن السجود مطلقا لا يكون الا لله , وحده لا يشاركه في هذا العمل أحد غيره
فيمكن أن يحتج أحد ممن يسجد لقبر أو مخلوق على جوازه بالسجود الذي وقع ليوسف وآدم عليهما السلام
فيقول ان هذا المخلوق يستحق الاكرام والتشريف كما استحقه آدم
أو أنني لا أقصد بسجودي الا تحيته وتعظيمه كما فعل اخوة يوسف معه
فبم تدفع هذا القباس الفاسد لهؤلاء ؟
لو قلت لهم كما قلت هنا أن السجود نوعان , ورحت تفصل لهم الفوارق , لفرحوا بهذه الاجابة
وما كان قولهم الا أن يقولوا اننا من أصحاب النوع الثاني
لذلك فقد حرم الله تعالى الشرك , وقطع كل طريق ولو ضيق يؤدي اليه
وسد كل ذريعة ولو خفية مفضية اليه
فمنع النبي عليه السلام كل سجود من مخلوق لمخلوق حتى له عليه السلام
بل انه ذكر أن أكبر مخلوق يستحق السجود هو زوج المرأة لعظم حقه عليها
ولو جاز سجود في الدنيا لجاز هذا السجود من المرأة لزوجها
ولكنه لا ولن يجوز الا للواحد القهار
السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف اقول كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الذى انهى به كلامه فى هذه المسألة- أليس هذا من أبين البيان؟- فقولى أخى الكريم قد تسجد المراة سحود تحية -معناه ان هذا السجود ليس بسجود عبادة ولا يفهم من ان هذا النوع من السجود جائز ولكنه غير جائز لان النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمر به لقوله-
السجود هو السجود ليس له الا معنى واحد يعرفه كل ساجد
وسجود المرأة لزوجها ليس سجود تحية , فهي دائما معه فعلام تحييه ؟
بل سبب سجوده بينه الحديث , وهو لعظم حقه عليها
وهذه اللام هي لام التعليل
فحقه العظيم عليها يستوجب كمال الطاعة والخضوع لأمره
وهذه الطاعة له لم تكن الا بأمر من الله تعالى ورسوله , فلو لم يأمر بها لما امتثلت الزوجة لها
فهي بذلك متعبدة لله أولا وآخرا , مطيعة لربها قبل أن تطيع زوجها , لذلك لو أمرها بمعصية فلن تطيعه
وهذا من تمام العبودية التي لا تتحقق الا بالطاعة
أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا،
ويقال:
كانت تحيتهم، فكيف يقال:
إن السجود حرام مطلقًا ؟
نعم هو حرام مطلقا , وقد نسخت شريعتنا الجواز الذي كان في شريعة يوسف عليه السلام
مع أننا لا ندري ان كان ذلك السجود منهم هو ذاته السجود الذي نفعله اليوم
فقد يكون ركوعا دالا على الانحناء والخضوع , وقد يسمة الركوع سجودا والسجود ركوعا
كما في الصحيحين عن ابن عمر، قَالَ: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ،..))
أي ركعتين
والعكس أيضا صحيح , قال الله (فخر راكعا وأناب)
وقد كانت البهائم تسجد للنبي صلى الله عليه وسلم، والبهائم لا تعبد اللّه
.
فكيف يقال:
يلزم من السجود لشىء عبادته؟
ان كانت البهائم سجدت فقد منع أصحابه السجود له
بل الأعظم من ذلك أنه منعهم من القيام له
والعبادة تكون بالقلب والجوارح , وقد تجتمع فيهما
والسجود قد يجمع الأمرين وقد يكون بالجوارح دون خضوع للقلب
والشارع منع منهما سدا لكل الذرائع
[ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما وقصده التحية والإكرام فهذه من المحرمات التي دون الشرك،] --------------------------أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك،--
ان قصد الخضوع والقربة والذل فهذا من الشرك ولو لم يسجد
فالشرك يكون بعمل القلب ويكون بعمل الجوارح ويكون باحدهما دون اجتماعهما
وهذا مثل تارك الصلاة , فانه يكفر بهذا الترك
ومنهم من تأول أن الكفر يكون عندما يجحد وجبها , وهذا عمل القلب
وهذاالتأويل ضعيف لأنه لو جحد وجوبها فهو كافر وان صلى
فينبغي التفريق بين عمل القلب وعمل الجوارح في مقام العبادة
الطيبوني
2016-11-24, 06:04 PM
- السجود على أي وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغيره، ولا نعرف في شريعتنا سجودا لا يكون شركا ولا عبادة لغيره عند الاختيار.
كلام الاخ الفاضل ليس عاما انما يريد شريعتنا خاصة
فلا اظن ان هناك خلاف بينكم
و قوله لا نعرف في شريعتنا . يفهم منه انه لا ينفي ان يقع السجود على غير وجه العبادة في شريعة من قبلنا
أبو محمد المأربي
2016-11-24, 09:56 PM
بارك الله فيك أخي الطيبوني، الأمر كما ذكرتَه.
وأشكر أيضا الأخ القلي على التعليق النفيس على كلام الأخ محمد عبد اللطيف.
أخي محمد الذي استنكرته عليك لا زالت تنددن حوله من غير بيان يزيل الإشكال.
وإليك خلاصة المنتقد عليك:
المسألة الأولى:
قرّرت أن المرأة قد تسجد لزوجها تحية ولا يكون شركا أكبر كما قال صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد الحديث.
وهذا التقرير خطأ ظاهر لأن السجود في شرعنا من خصائص الإلهية كما قال تعالى:(لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إيّاه تعبدون) منطوق الآية: النهي عن السجود لغير الله، والأمر بالسجود لرب العالمين إن كان الساجد عابدا للرحمن.
ومفهوم الآية الشرطي: أن الساجد لغير الله عابد لغير الرحمن.
فالسجود فرد من أفراد العبادة، وثبوت الأخص(السجود) يستلزم ثبوت الأعم (العبادة) فلا معنى للقول بأنه قال: سجد، ولم يقل: عبد! ألا ترى مهاجرة الحبشة لما امتنعوا عن سجود التحية أنهم قالوا في تعليل الامتناع: أن السجود لغير الله عبادة له «...إنهم لا يسجدون لك.. اسجدوا لملك؟ فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: لا نسجد إلا لله فقال له النجاشي: وما ذاك؟ قال: إن الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر به عيسى برسول يأتي من بعده اسمه أحمد فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا..»
لأنّ السجود لغير الله عبادة له، فنحن لا نعبدك بالسجود لك ولو تحيّة
ألا فليسجد المشرك لأي غرض شاء من احترام أو تعظيم فإننا لا نعرف في شرع خاتم الأنبياء سجوداً لا يكون شركا وما وقع في شرع من قبلنا فهو منسوخ بشرعنا.
المسألة الثانية:
أظنّ أن الإشكال عند الأخ محمّد من عدم التفريق بين اتفاق الشرائع في أصل التوحيد ودعوة الخلائق إلى عبادة الله وحده وأن لا يشرك به شيئا - دين الأنبياء جميعا - وبين اختلافها في الفروع المؤدية إلى الأصل والخادمة له من أنواع العبادات التي يتقرّب بها إلى الله!
لا يأتي في شريعة نبي الأمر بعبادة غير الله والإشراك به كما قال تعالى: ﴿ولقد بعثنا في كلّ أمة رسولا إن اعبدوا الله واجتنوا الطاغوت﴾ لأن أصل دينهم التوحيد وإفراد الله بالعبادة.
لكن الشرائع تختلف في كميات وكيفيات العبادة ومظاهرها وأصنافها ويجري فيها النسخ والتغيير كما قال تعالى: ﴿لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدةً ولكن ليبلوكم في ما ءاتاكم﴾ وقال عليه السلام «الأنبياء إخوة لعلات أمّهاتهم شتى ودينهم واحد» لأن العبادة تعتمد الأمر والنهي، وهما يعتمدان المصالح والمفاسد، وهي تختلف من شريعة لأخرى، ومن عصر لآخر؛ فلذلك تختلف المحرّمات والمباحات في الشرائع، بل في الشريعة الواحدة،ولا يمكن عند استواء المفسدة في شيء أن يختلف الحكم، لكن الأمر في تحقيق الاستواء في الشيء الذي يختلف الحكم فيه من شريعة لأخرى فوجب اتباع النهي والأمر في كل شيء من الشرائع ﴿أم لهم شركآؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله﴾﴿قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون﴾﴿قل إن الله لا يأمر بالفحشاء﴾.
أو ليس في شرعنا ما لم يكن في شرع من قبلنا بالوصف أو بالأصل، ونحن نتقرّب به إلى الله، ولو صرفناه إلى غيره لكنا مشركين عابدين غير الله؟
فأفراد العبادة دائرة مع الأمر والنهي وجوداً وعدما فما أمرنا الله بالتقرّب به إليه فهو عبادة وصرفه إلى غيره شرك وعبادة للغير سواء كان جائزا لمن قبلنا أو محرّما، والسجود مما تختلف فيه الشرائع إجماعا.
قال الإمام ابن الوزير اليماني رحمه الله: «إن تحريم السجود لغير الله حكم شرعي يجوز تغيّره إجماعاً».
وقال الإمام ابن حزم في الرّد على بعض المعتزلة في تأويل قوله تعالى:﴿وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله﴾ قالوا: «معنى هذا إلا أن يأمرنا الله بتعظيم الأصنام كما أمرنا بتعظيم الحجر الأسود والكعبة».
قال ابن حزم: «وهذا في غاية الفساد؛ لأنّ الله تعالى لو أمرنا بذلك، لم يكن عوداً في ملّة الكفر، بل كان يكون ثَبَاتا على الإيمان وتزايداً فيه».
المسألة الثالثة:
نسبت إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سجد للنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا مما لم يصح ولم يقع عند النقاد الكبار من المحدّثين.
المسألة الرابعة:
الاستدلال في سجود التحية بحديث: (لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)
استدلال في غير محلّه لأن القضية الشرطية لا تدل على الجواز ولا على الوقوع ولا همّ النبي صلى الله عليه وسلم لتشريعه في حق الأزواج بل هذا من باب قوله تعالى:(فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك) وقوله:(قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) على رأي بعض المفسّرين.
والمقصود: أن القضايا الشرطية لا تدل على الجواز أو الوقوع.
المسألة الخامسة
أما سجود البهائم كالبعير للنبي صلى الله عليه وسلم "فخرق للعادة واقع بتسخير الله تعالى وأمره فلا مدخل له صلى الله عليه وسلم في فعله والبعير معذور حيث أنه من ربه مأمور كأمر الله - تعالى - ملائكته أن يسجدوا لآدم، والله سبحانه وتعالى - أعلم" مرقاة المفاتيح (5/ 2131).
ملاحظة:
لا تنس أخي الكريم ما نقلته عن الحافظ ابن كثير رحمه الله:
(فحرم هذا في هذه الملة وجعل السجود مختصا بجناب الرب سبحانه وتعالى)
فالسجود في شرعة محمد عليه السلام وآله من خصائص الإلهية فمن صرفه لغير الله فهو مشرك عابد لغيره شاء أم أبى
محمدعبداللطيف
2016-11-24, 10:44 PM
قال الإمام ابن الوزير اليماني رحمه الله: «إن تحريم السجود لغير الله حكم شرعي يجوز تغيّره إجماعاً».
نعم يجوز تغييره اجماعا وهذا اخى الكريم حجة عليك انت فأنا اخترت ما نقلته اخى الكريم من نقلابن الوزير اليماني رحمه الله ليكون هذا الاجماع حجة عليك وهو موافق لكلام شيخ الاسلام ابن تيمية بل وكافة العلماء المتقدمين والمتأخرين وقد سبق تأكيد ذلك فى كلام شيخ الاسلام بقوله-
أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛
إذ أمرنا اللّه تعالى أن نسجد له،
ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة للّه عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له،
ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله،------------------------------------------------------------ اتظن اخى الكريم أن سجود العبادة يجوز تغييره قطعا لا
[ فمن المعلوم أن سجود العبادة القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد]- اما السجود الذى ذكره الامام ابن الوزير فهو حجة قاطعة عليك وهو موافق تماما لما ذكرناه سابقا وأنا على يقين ان الاخوة الافاضل يمرون على ما انقله من كلام اهل العلم مرور الكرام بدون تحقيق وتدقيق وللعلم ان ما انقله عن علماء الامة مثل شيخ الاسلام هو الحق الواضح المبين الذى اتفقت عليه امة محمد صلى الله عليه وسلم ويلزم مخالفه تكذيب القران والاجماع كما قال شيخ الاسلام-وقد ذكرته مسبقا-قال شيخ الاسلام-
أما قولهم:
لا يجوز السجود لغير اللّه
،
فيقال لهم
:
إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة،
تنفي بعمومها جواز السجود لآدم،
وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له--فيلزم من هذه الكلمة نفى السجود لآدم لان الدليل الخاص الدال على السجود لآدم هو القرآن
أحمد القلي
2016-11-25, 07:15 PM
وأنا على يقين ان الاخوة الافاضل يمرون على ما انقله من كلام اهل العلم مرور الكرام بدون تحقيق وتدقيق
أخي بارك الله فيك , قد قرأناه بالتدقيق وبالتحقيق , وليس فيه ما تريد اثباته من التفريق بين السجودين
وشيخ الاسلام كتبه في معرض الرد على من أنكر سجود الملائكة لآدم عليه السلام , مستدلا -هذا النافي- بأن السجود عبادة لا تجوز الا لله عزوجل
فرد عليهم شيخ الاسلام بذكر تلك الوجوه التي فرق بها بين سجود آدم وسجود غيره
وبين أن السجود لايكون كله عبادة , والدليل هو سجود آدم الذي كان للتشريف والتكريم
مع أن شيخ الاسلام له كلام فاصل سيأتي ذكره في موضعه
والرد على التفريق السابق من عدة وجوه
أولها
أن الاستدلال بسجود الملائكة استدلال بمحل النزاع , لأن السجود الذي نعرفه هو سجود العبادة والتذلل والخضوع لله وحده وهذا محله القلب , والمعارض يقول أن السجود قد يكون بنية مخالفة لهذه النية , ويستدل بقصة الملائكة
وهذه القصة لم يطلع فيها على نوايا الملائكة , فيجب عليه أن يثبت أن نيتهم لم تكن تلك النية التي نعرفها من كل ساجد
وبغض النظر عن نواياهم فان هذا الفعل هو في حقهم منتهى العبودية وامتثال أمر ربهم , فكيف يستدل بأن سجودهم ليس عبادة لله ؟
ثانيها
أن السجود الذي نتحدث عنه هو سجود بني آدم وأنه يقع كله عبادة , والسجود المستدل به على خلاف ذلك هو سجود الملائكة لآدم , وهذا خارج محل النزاع
فالمعارض يلزمه أن يستدل بوجود سجود من بني آدم المكلفين لا من غيرهم ممن ليسوا بمكلفين
ثالثها
أن السجود المعروف في شريعتنا هو ما كان على الجبهة والأنف والأعضاء الأخرى المذكورة في الحديث
والملائكة سجودها مختلف عن سجودنا , لأننا لا نعلم ان كان لها جبهة أو أنف أو ركبة وقدم , بل نجزم أن خلقتها مختلفة عن صفة خلقتنا
فافترق السجودان لافتراق الأعضاء ,فظهر الفارق فبطل القياس
رابعها .
الفارق الآخر أن الملائكة ليس عليهم تكليف , ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون , فأفعالهم كلها تقع عبادة لله
وحركاتهم وسكناتهم كلها عبودية محضة للرب عزوجل
فلم يبق الا الجزم بأن سجودهم لن يكون الا عبودية بل هو غايتها وذروتها العليا
خامسها
أنه لو صح القياس لدل على أن هذا السجود للملائكة هو حادثة عين ليس لها عموم
فقد وقعت مرة واحدة ولن تقع الى الأبد واثباث الأخص لا يستلزم أبدا اثباث الأعم
فكيف يصح القياس عليه في وجود سجود مثله, ولن يكون أبد الآبدين سجود في الدنيا والآخرة مثله ولا شبيها به
سادسها
من استدل بسجود اخوة يوسف على وجود السجود الذي لا يكون عبادة فهو قياس فاسد مردود
لأنه لا يعلم ما صفة ذلك السجود و لا هيئته , فقد يكون مجرد انحناء لأجل التحية .و الركوع الذي يكون انحناء يطلق على السجود كما يطلق السجود على الركوع
وقال البغوي في تفسيره
(خَرُّوا لَهُ سُجَّداً، يَعْنِي: يَعْقُوبَ وخالته وإخوته وكان تحية الناس يومئذ السُّجُودَ، وَلَمْ يُرِدْ بِالسُّجُودِ وَضْعَ الْجِبَاهِ عَلَى الْأَرْضِ، وَإِنَّمَا هُوَ الِانْحِنَاءُ وَالتَّوَاضُعُ. )انتهى
وقال ابن الجوزي (قال أبو صالح عن ابن عباس: كان سجودهم كهيئة الركوع كما يفعل الأعاجم) انتهى
وها يدل على أن الأعاجم لا تزال تفعله , وفعلهم يدل على التعظيم , فانه لا يحيى بهذه التحية الا من كان معظما .
ومما يؤكد أنه كان مجرد انحناء أن الله قال
(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا )
وأبواه كانا على العرش أي السرير في مكان عال و هما لم ينزلا من مكانهما لأجل السجود فدل على أنهما انحنيا في مكانهما
وعلى فرض أن السجود كان بوضع الجباه على الأرض فلا دلالة فيه كما يبينه الوجه السابع
سابعها
أن السجود بناء على ما كان في شريعتهم نوعان
سجود عبادة وسجود تحية وتكريم
وقد نسخت شريعتنا النوع الثاني ومنعت منه بالاجماع
فلم يبق في شرعنا الا النوع الأول , وهذا هو المطلوب والمقصود .
أما التفريق بالنية فهو غير صحيح , فالسجود هو عمل الأعضاء واذا وقع سمي سجودا بصرف النظر عن نيه الساجد
ونية الساجد لا تغير من هيئة السجود في شيء , بل يبقى يسمى سجودا
والقياس الصحيح أن يقال أن الركوع عبادة لله
فهل يعتبر من ركع لأحد تحية له وتعظيما لا يقع ركوعه عبادة ؟
بل ان السجود الذي هو عبادة محضة قد نهى الشارع عنه نهيا شديدا في بعض الأماكن وفي بعض الأزمان
فمن الأول النهي عن اتخاذ القبور مساجد , أي مواضع للصلاة التي فيها السجود
وفي حديث عائشة («لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . قالت: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا.)
والسجود عند القبر ملعون صاحبه وان كان بقصد بسجوده الله تعالى
ومذهب أحمد الذي نقله عنه شيخ الاسلام بطلان الصلاة في المسجد الذي فيه قبر
وهذا يدل على أن النية لها انفصال عن الأفعال الظاهرة , فلم تشفع لهذا الساجد نيته الحسنة أنه يسجد ويصلي لله تعالى مادام أن السجود وقع في ذلك الموضع وكل هذا حماية لجناب التوحيد وسدا لذرائع الشرك
وكذلك نهي المصلي عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها لأنه وقت يسجد الكفار فيه للشمس فنهينا عن التشبه بهم في ايقاع السجود في ذلك الوقت
مع أن نية الساجد نية صالحة ولم يقصد أبدا التشبه بهم.
وأيضا نهى النبي عليه السلام الصحابة عن القيام خلف المأموم اذا صلى جالسا كما فعل هو في مرضه , وعلل النهي أن هذا القيام هو مثل قيام الأعاجم لعظمائهم , مع أن النية مختلفة مع اتحاد الصورة فأمرهم بالجلوس مع أن القيام واجب
قال شيخ الاسلام
(ففي هذا الحديث أنه أمرهم بترك القيام الذي هو فرض في الصلاة، وعلل ذلك بأن قيام المأمومين مع قعود الإمام يشبه فعل فارس والروم بعظمائهم، في قيامهم وهم قعود.
ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه وهذا تشديد عظيم في النهي عن القيام للرجل القاعد،
ونهى أيضا عما يشبه ذلك، وإن لم يقصد به ذلك،
ولهذا نهى عن السجود لله بين يدي الرجل، وعن الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله، كالنار ونحوها.
وفي هذا الحديث أيضا نهى عما يشبه فعل فارس والروم وإن كانت نيتنا غير نيتهم لقوله فلا تفعلوا. فهل بعد هذا في النهي عن مشابهتهم في مجرد الصورة غاية.)) انتهى
وكلامه الأخير هذا صريح في عدم اعتبار النية وأنها لا تغير من صورة العمل , فالساجد بين يدي الرجل لم يقصد السجود الا لله والساجد أمام النار كذلك , ولكن من فعل ذلك فقد شابه عباد النار في الصورة الظاهرية
وأختم بكلامه الأخير هذا والذي يلخص كل ما سبق , ويبين مذهبه الحق
فَصْلٌ:
وَأَمَّا الِانْحِنَاءُ عِنْدَ التَّحِيَّةِ: فَيُنْهَى عَنْهُ كَمَا فِي التِّرْمِذِيِّ {عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ الرَّجُلِ يَلْقَى أَخَاهُ يَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: لَا} وَلِأَنَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لَا يَجُوزُ فِعْلُهُ إلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَإِنْ كَانَ هَذَا عَلَى وَجْهِ التَّحِيَّةِ فِي غَيْرِ شَرِيعَتِنَا كَمَا فِي قِصَّةِ يُوسُفَ: ( {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ}
وَفِي شَرِيعَتِنَا لَا يَصْلُحُ السُّجُودُ إلَّا لِلَّهِ
بَلْ قَدْ تَقَدَّمَ نَهْيُهُ عَنْ الْقِيَامِ كَمَا يَفْعَلُهُ الْأَعَاجِمُ بَعْضُهَا لِبَعْضِ فَكَيْفَ بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ؟ وَكَذَلِكَ مَا هُوَ رُكُوعٌ نَاقِصٌ يَدْخُلُ فِي النَّهْيِ عَنْهُ.))
محمدعبداللطيف
2016-11-25, 11:15 PM
أن السجود بناء على ما كان في شريعتهم نوعان
سجود عبادة وسجود تحية وتكريم
وقد نسخت شريعتنا النوع الثاني ومنعت منه بالاجماع
فلم يبق في شرعنا الا النوع الأول , وهذا هو المطلوب والمقصود .
.)) اخى الكريم احمد القلى -
الكفر المخرج من الملة لا يرد عليه النسخ والتبديل، ذلك أن الشرائع كلها مجمعة على تحريم الكفر-- فالخلاف بينى وبينك فى هذه المسألة أقرب بكثير من الخلاف مع أخى ابو محمد المأربىلان الاخ ابو محمد ينفى سجود التحية وهو ثابت بنص القرآن ويقول السجود على اى وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغير الله وهذا الكلام يلزم منه نفى ما اثبته القران كما قال شيخ الاسلام فيما ذكرته سابقا وكلام الاخ ابو محمد لا يصطدم مع الفتوى الآتى ذكرها بقدر ما تصدم مع كلامك اخى احمد القلى لان الاخ ابو محمد أراح نفسه ومنع التفرقة فى السجود حتى لا يصطدم بمسألة النسخ --------------------------اما الاشكال بينى وبينك اخى الكريم هو انك تثبت التفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية قبل النسخ وهذا لا خلاف فيه ولكن المشكلة عندك بعد النسخ فانت تقول -وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع ولم يبق فى شرعنا الا النوع الاول --فقولك-وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع هذا ايضا مما لا خلاف فيه وقد نقلت الادلة المتضافرة عليه -ولم يبق الاقولك الذى فيه الاشكال وهوولم يبق الا النوع الاول--معنى ذلك انه لم يبقى الا نوع واحد بعد النسخ وهو سجود العبادة فهذا هو الخطا فى كلامك لان المحرمات هى التى يجرى عليها النسخ اما الكفر فلا يجرى عليه النسخ فمعنى انه لم يبق الا النوع الاول انه دخل سجود التحية فى النوع الاول فصار كفرا اكبر وهذا مالا دليل عليه بل يصطدم ايضا بالنصوص الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم التى تدل على المنع والتحريم لا الكفر والشرك الاكبر فأعمال العباد منها ما هو شرك اكبر ومنها ما هو دون الشرك الاكبر وأعنى بما هو دون الشرك الاكبر- الشرك الاصغر ووسائله وزرائعه فهذا هو مذهب السلف فى التفرقة بين ما هو كفر وشرك مخرج من الملة وبين ما هو دون ذلك-واليكم هذه الفتوى لتجمل ما وضحته لكم فإنى دائما لا اريد الاسترسال بكلامى فى توضيح المسائل ولكن طريقتى الاستدلال بكلام اهل العلم-------------------------------------------------------
الكفر المخرج من الملة لا يدخله النسخ والتبديل
السؤال
هل يوجد في الشريعة فعل معين كان جائزا، أو معصية، ثم تغير حكمه وصار كفرا مخرجا من الإسلام؟ وما معنى هذا الكلام للإمام القرافي في كتابه الفروق: ( استحال في عادة الله أن يأمر بما هو كفر في بعض المواطن؛ لقوله تعالى : " ولا يرضى لعباده الكفر " أي: لا يشرعه ديناً. ومعناه أن الفعل المشتمل على فساد الكفر لا يؤذن فيه ولا يُشرع، فلا يقال: إن الله شرع ذلك. وحقيقة الكفر في نفسه معلومة قبل الشريعة وليست مستفادة من الشرع، ولا تبطل حقيقتها بالشريعة، ولا تصير غير كفر ) اهـ. الفروق. وهل فعل الكفر لا يصح دخول النسخ عليه؛ لأنه لا نسخ في مسائل الوعد والوعيد؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكفر المخرج من الملة لا يرد عليه النسخ والتبديل، ذلك أن الشرائع كلها مجمعة على تحريم الكفر.
قال السبكي في فتاواه: فالشرائع كلها متفقة على تحريم الكفر ... اهـ.
وقال الجصاص في الفصول: إن العبادات ( قد ) ترد من الله تعالى على أنحاء ثلاثة:
واجب في العقل: فيرد الشرع بإيجابه، تأكيدا لما كان في العقل من حاله، وذلك نحو التوحيد، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وشكر المنعم، والإنصاف، وما جرى مجراه.
والثاني: محظور في العقل: فيرد الشرع بحظره، تأكيدا لما كان في العقل من حكمه، قبل وروده، نحو: الكفر، والظلم، والكذب، وسائر المقبحات في العقول، وهذان البابان لا يجوز ورود الشرع فيهما خلاف ما في العقل . ولا يجوز فيهما النسخ والتبديل . ... اهـ.
وقال الغزالي في المستصفى: أما المصلحة فهي عبارة في الأصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة، ولسنا نعني به ذلك، فإن جلب المنفعة ودفع المضرة مقاصد الخلق، وصلاح الخلق في تحصيل مقاصدهم، لكنا نعني بالمصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة وهو: أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة .... وتحريم تفويت هذه الأصول الخمسة والزجر عنها يستحيل أن لا تشتمل عليه ملة من الملل، وشريعة من الشرائع التي أريد بها إصلاح الخلق؛ ولذلك لم تختلف الشرائع في تحريم الكفر، والقتال، والزنا، والسرقة، وشرب المسكر. اهـ.
وأما كلام القرافي فهو يدل على هذا الأمر، وقد جاء فيه الفرق بين السجود للصنم الذي هو كفر وبين السجود للأب تعظيما له، وقد قال ابن الشاط في شرحه موضحا الفرق بينهما: الفرق بين السجود للصنم على وجه التذلل والتعظيم له، اتفق الناس على أنه كفر، وبين السجود للوالدين، والأولياء، والعلماء، تعظيما وتذللا، اتفقوا على أنه ليس بكفر: هو أن السجود للأصنام ليس لمجرد التذلل والتعظيم، بل له مع اعتقاد أنه آلهة، وأنهم شركاء لله تعالى، حتى اقتضى بذلك الجهل بالربوبية، بخلافه للوالدين، والأولياء، والعلماء، فإنه لما كان لمجرد التذلل والتعظيم، لا لاعتقاد أنهم آلهة وشركاء لله عز وجل، لم يكن كفرا، وإن كان ممنوعا سدا للذريعة، نعم، لو وقع مع الوالد، أو العالم، أو الولي على وجه اعتقاد أنه إله وشريك لله تعالى، لكان كفرا لا شك فيه ...
والوصف المفرق أن سجود من سجد للأصنام لم يسجد لها لمجرد التذلل والتعظيم، بل لذلك مع اعتقاد أنها آلهة، وأنها شركاء لله تعالى، ولو وقع مثل ذلك مع الوالد أو العالم، أو الولي، لكان ذلك كفرا لا شك فيه، وأما إذا وقع ذلك أو ما في معناه مع الوالد لمجرد التذلل والتعظيم لا لاعتقاد أنه إله وشريك لله عز وجل، فلا يكون كفرا وإن كان ممنوعا سدا للذريعة . .. اهـ.
ومثل السجود للأب تعظيما ما ورد من سجود في الأمم السابقة لآدم أو يوسف عليهما السلام، فليس السجود فيه سجود عبادة ولكنه سجود التحية، وهذا قد نسخ في شريعتنا وأصبح الانحناء للمخلوق محرما، ولكنه لا يعد كفرا إلا إذا قصد به سجود العبادة وتعظيم المخلوق كتعظيم الله تعالى.
قال ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصاً بجانب الرب سبحانه وتعالى، هذا مضمون قول قتادة وغيره، وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام، فوجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا معاذ؟. فقال: إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم، وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله، فقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها. . انتهى كلامه رحمه الله.
وقال البجيرمي في حاشيته: الانحناء لمخلوق كما يفعل عند ملاقاة العظماء، حرام عند الإطلاق، أو قصد تعظيمهم لا كتعظيم الله، وكفر إن قصد تعظيمهم كتعظيم الله تعالى. اهـ.
وقال ابن علان الشافعي: من البدع المحرمة الانحناء عند اللقاء بهيئة الركوع. أما إذا وصل انحناؤه للمخلوق إلى حد الركوع قاصداً به تعظيم ذلك المخلوق كما يعظم الله سبحانه وتعالى، فلا شك أن صاحبه يرتد عن الإسلام ويكون كافراً بذلك، كما لو سجد لذلك المخلوق.-------------------[مركز الفتوى] --- اما القسم الاخير من كلامك اخى الكريم السجود لله فى أوقات وأماكن النهى فهذه مسألة اخرى يمكن ان نخصص لما موضوع آخر إن شاء الله-- وكذلك حماية-جناب التوحيد وسد زرائع الشرك -ولكن كما يقول اهل العلم ثبت العرش ثم أنقش المشكلة فى التأصيل كما قلت بالضوابط والقيود والفروق حتى لا تدخل بعص الصور فى بعض وكما قال ابن القيم رحمه الله العلم ادراكه فى ادراك التقاسيم--وبدون التقسيم تدخل بعض الصور فى بعض وتدخل بعض المسأئل فى بعض واما اذا قسمت فان فى التقسيم ما يوضح اصل المسالة لان لكل حالة قسما- انما العلم ان تكون صورة المسألة منضبطة من جهة-صورة المسألة ومن جهة الحكم ومن جهة الدليل- وارجو بعد هذا الكلام ان يكون قد اتضحت المسألة وانا لا اريد ان اقنع غيرى من المناقشين والمحاورينوانما غايتى ان أظهر الحجة والبرهان لكى يستفيد بها القرآء الذين يتابعونا من طلبة العلم لأن لكل منا منهجيته فى طلب العلم
المعيصفي
2016-11-25, 11:39 PM
اخى الكريم احمد القلى -
-ولم يبق الاقولك الذى فيه الاشكال وهوولم يبق الا النوع الاول--معنى ذلك انه لم يبقى الا نوع واحد بعد النسخ وهو سجود العبادة فهذا هو الخطا فى كلامك لان المحرمات هى التى يجرى عليها النسخ اما الكفر فلا يجرى عليه النسخ فمعنى انه لم يبق الا النوع الاول انه دخل سجود التحية فى النوع الاول فصار كفرا اكبر وهذا مالا دليل عليه بل يصطدم ايضا بالنصوص الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم التى تدل على المنع والتحريم لا الكفر والشرك الاكبر فأعمال العباد منها ما هو شرك اكبر ومنها ما هو دون الشرك الاكبر وأعنى بما هو دون الرشرك الاكبر- الشرك الاصغر ووسائله وزرائعه فهذا هو مذهب السلف فى التفرقة بين ما هو كفر وشرك مخرج من الملة وبين ما هو دون ذلك-واليكم هذه الفتوى لتجمل ما وضحته لكم فإنى دائما لا اريد الاسترسال بكلامى فى توضيح المسائل ولكن طريقتى الاستدلال بكلام اهل العلم-------------------------------------------------------
جزاك الله خيرا
أحمد القلي
2016-11-26, 03:07 AM
أخي بارك الله فيك الأمر لا يتحمل كل هذا التشعب
فأنت تريد أن تثبت أن السجود في شريعتنا نوعان , يناء على اختلاف النية
والنوع الثاني الذي لا ليس هو عبادة , ليس عندك عليه دليل الا قصة يوسف عليه السلام
وليس فيها أي دليل يصلح ان تتمسك به
لما وضحته لك سابقا أن هذا السجود ليس هو السجود الذي تعرفه أنت في شريعتك
فهو مجرد انحناء لا يبلغ أن يصل بصاحبه الى وضع الجبهة على الأرض
ومهما بحثت ونقبت وفتشت فلن تصل الى قول فصل تطمئن اليه النفس في أنهم سجدوا السجود الذي تسجده أنت
وعلى فرض أنه كان كذلك فقد منع منه الشرع , ولم يبق الا سجودا واحدا لله الأحد
فكيفما وقع السجود , لا يكون الا له سبحانه فقد صار حقا له لا يشاركه فيه أحد ,
وفي رسائل ابن عبد الوهاب
(لأَن السجود لغير الله كائنًا من كان شرك أَكبر، وكذلك اعتقاد أَن احدًا من الناس قادر على كل ما يشاءُ، لأَن هذا من خصائص الله جل جلاله فهو الفعال لما يريد،)
فقد أطلق العبارة ولم يفصل
و قال ابن باز (وهكذا من يستحل السجود لغير الله، والصلاة لغير الله، ولو لم يفعله يقول: ما يخالف كونه يصلي للملائكة، يصلي للجن أو يصلي للأموات، أو يسجد لهم، ولو ما فعله يكفر بهذا الاعتقاد)
فمجرد اعتقاد ذلك كفر وان لم بسجد
وأصرح منه قوله هذا
(ولكن كان السجود فيما مضى يستعمل تحية وإكراما، كما فعل أبوا يوسف وإخوته، وكما فعلت الملائكة لآدم، هذا من باب التحية والإكرام، وليس من باب العبادة، أما في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام، فإن الله عز وجل منع من ذلك، وجعل السجود لله وحده سبحانه وتعالى، ولا يجوز أن يسجد لأحد لا للأنبياء ولا غيرهم، حتى محمد عليه الصلاة والسلام، منع أن يسجد له أحد، وأخبر أن السجود لله وحده سبحانه وتعالى،
فعلم بهذا أن جميع أنواع العبادة كلها لله وحده سبحانه وتعالى،
ومن أعظمها السجود فإنه ذل وانكسار لله سبحانه وتعالى، فهو من أفضل العبادات، فلا يصرف لغيره من الناس، لا للأنبياء ولا للجن ولا للإنس ولا غيرهم، والله المستعان.)
فالسجود عبادة وهو من أفضلها فلا يصرف لغير الله
وان صرفه لغيره , صار صارفا لعبادة لغير الله ودخل في الشرك من أوسع أبوابه
أما من استدل بسجود معاذ فقد قال ابن باز مبينا أنه كان متأولا لا يؤاخذ بهذا السجود
(س 4: السجود والذبح لغير الله، إذا كان عن جهل، أو كذا هل فيه فرق بين الجهل والتعمد؟
ج: هذه من الأمور التي لا تجهل،
من عملها يكفر وعليه التوبة إذا كان صادقا، عليه التوبة فمن تاب تاب الله عليه، المشركون تابوا وتاب الله عليهم يوم الفتح، وهم معروف كفرهم وضلالهم، في مكة فلما فتح الله مكة، ودخلوا في دين الله قبل الله منهم. أما سجود معاذ بن جبل للنبي صلى الله عليه وسلم فهو
متأول يحسب أنه جائز، وبين له النبي صلى الله عليه وسلم حرمة ذلك، بعدما استقرت الشريعة، علمه أن السجود لله؛ لقوله سبحانه: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} وانتهى الأمر، كان معاذ جاهلا فعلمه النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن استقرت الشريعة، علمه وعلم الأمة أن السجود لله، كما قال سبحانه: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} ، ويقول تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ} ، فالذي بين للمسلمين أن من يسجد لغير الله يكون كافرا، وعليه التوبة.) انتهى
فأنت ترى أنه لم يعذر الجاهل لأن هذه الأمور لا تجهل
ومعاذ ظن أن ذلك السجود الذي هو سجود التحية جائزا فكان متأولا فبين له خطأه
ولا يخفى عليك هنا أن السجود الذي حكم عليه الشيخ بأنه عبادة لا تكون الا لله هو سجود تحية من معاذ الى النبي عليه السلام فتأمل
بل أن الركوع لغير الله كفر به كما في الفتاوى للجنة الدائمة
السؤال السابع من الفتوى رقم (9868) :
س7: هل يجوز الركوع لأحد مثل الوالدين؟
ج7: لا يجوز،
بل ذلك شرك؛ لأن الركوع عبادة لله سبحانه كالسجود فلا يجوز فعلهما لغير الله سبحانه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز))
وواضح أن هذا الركوع للتحية وتعظيم الوالدين
والحاصل أن السجود عبادة بل هو أعلى مقامات العبودية , فلا يحتاج الى نية ليكون عبادة
و العبادة هي اسم جامع لكل الأعمال التي يحبها الله ويرضاها من العبد , سواء كانت بقلبه أو جوارحه
محمدعبداللطيف
2016-11-26, 01:41 PM
. أما سجود معاذ بن جبل للنبي صلى الله عليه وسلم فهو
متأول يحسب أنه جائز، وبين له النبي صلى الله عليه وسلم حرمة ذلك، بعدما استقرت الشريعة، علمه أن السجود لله؛
نعم هو نفس كلام شيخ الاسلام بن تيمبة رحمه الله-وكلام الامام ابن كثير-
قال ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: وقد كان هذا سائغاً في شرائعهم إذا سلموا على الكبير يسجدون له، ولم يزل هذا جائزاً من لدن آدم إلى شريعة عيسى عليه السلام، فحرم هذا في هذه الملة، وجعل السجود مختصاً بجانب الرب سبحانه وتعالى، هذا مضمون قول قتادة وغيره، وفي الحديث أن معاذاً قدم الشام، فوجدهم يسجدون لأساقفتهم، فلما رجع سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا يا معاذ؟. فقال: إني رأيتهم يسجدون لأساقفتهم، وأنت أحق أن يسجد لك يا رسول الله، فقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، لعظم حقه عليها. . انتهى كلامه رحمه الله--وأرى انه كل ما يأتى من النقاش فهو تكرار لما سبق واسأل الله لى ولكم العلم النافع والعمل الصالح
أبو محمد المأربي
2016-11-26, 05:29 PM
اخى الكريم احمد القلى -
الكفر المخرج من الملة لا يرد عليه النسخ والتبديل، ذلك أن الشرائع كلها مجمعة على تحريم الكفر--
فالخلاف بينى وبينك فى هذه المسألة أقرب بكثير من الخلاف مع أخى ابو محمد المأربى لان الاخ ابو محمد ينفى سجود التحية وهو ثابت بنص القرآن ويقول السجود على اى وجه وقع لغير الله فهو شرك وعبادة لغير الله وهذا الكلام يلزم منه نفى ما اثبته القران كما قال شيخ الاسلام فيما ذكرته سابقا وكلام الاخ ابو محمد لا يصطدم مع الفتوى الآتى ذكرها بقدر ما تصدم مع كلامك اخى احمد القلى لان الاخ ابو محمد أراح نفسه ومنع التفرقة فى السجود حتى لا يصطدم بمسألة النسخ --------------------------اما الاشكال بينى وبينك اخى الكريم هو انك تثبت التفرقة بين سجود العبادة وسجود التحية قبل النسخ وهذا لا خلاف فيه ولكن المشكلة عندك بعد النسخ فانت تقول -وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع ولم يبق فى شرعنا الا النوع الاول --فقولك-وقد نسخت شريعتنا النوع الثانى ومنعت منه بالاجماع هذا ايضا مما لا خلاف فيه وقد نقلت الادلة المتضافرة عليه -ولم يبق الاقولك الذى فيه الاشكال وهوولم يبق الا النوع الاول--معنى ذلك انه لم يبقى الا نوع واحد بعد النسخ وهو سجود العبادة فهذا هو الخطا فى كلامك لان المحرمات هى التى يجرى عليها النسخ اما الكفر فلا يجرى عليه النسخ فمعنى انه لم يبق الا النوع الاول انه دخل سجود التحية فى النوع الاول فصار كفرا اكبر وهذا مالا دليل عليه بل يصطدم ايضا بالنصوص الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم التى تدل على المنع والتحريم لا الكفر والشرك الاكبر فأعمال العباد منها ما هو شرك اكبر ومنها ما هو دون الشرك الاكبر وأعنى بما هو دون الشرك الاكبر- الشرك الاصغر ووسائله وزرائعه فهذا هو مذهب السلف فى التفرقة بين ما هو كفر وشرك مخرج من الملة وبين ما هو دون ذلك........................ .............................. .............................. .............................. .............................. .............................
أخي محمد!
لا حاجة إلى المزايدة في هذه الأبحاث وإليك التنبيه على بعض الأوهام في بحثك
الأول: لم أنف إطلاقا سجود إخوة يوسف ولا سجود الملائكة وهذه مشاركاتي فأت منها بما يدل على المدعّى.
الثاني: أنفي قطعاً أن يقع في شرعنا سجود لغير الله اختيارا لا يكون شركا فأت ببرهان على هذه المسألة إن كان لديك!
الثالث: كلام هؤلاء الأشاعرة كالقرافي لا ينفعك في هذه المباحث لأن أصولهم فاسدة فمدرك الكفر عند القرافي عقلي وهو رأي أبي المعالي والآمدي والرازي ومن قلّدهم من متأخري الأشعرية،
والكفر عند جمهور الطوائف حتى المعتزلة حكم شرعي يؤخذ من الشرع لا من العقل، فلا تتأثّر بأصول أهل الكلام وأنت لا تشعر.
الرابع: مسألة النسخ والتبديل، والشرك والكفر كلامك فيه خطأ لا يحتمل.
وبيانه: أن الشرائع لا تختلف في الإيمان بالله والتوحيد (إفراد الله بالعبادة) كما لا تختلف في تحريم الكفر (عدم الإيمان) والشرك (صرف خصيصة من خصائص الله لغيره) أو (إثبات شريك فيما هو من خصائص الله).
فلا يمكن أن يأتي في شريعة نبي من الأنبياء جواز الكفر والشرك بهذا المفهوم! لأن هذا من الأصول العامة التوحيدية لدعوة (اعبدوا الله ما لكم من إله غيره)
الخامس: لم تدرك أخي الفاضل: أن أفراد العبادة أعنى أفراد ما يتعبّد به الله سبحانه تختلف فيه الشرائع، ويجري فيه النسخ والتبديل، يل يجري في الشريعة الواحدة، ولهذا لم تحسن الفهم في استدلالي بالإجماع الذي نقله ابن الوزير اليماني في السجود.
والمقصود: أن أفراد العبادة يجري فيها النسخ والتبديل في الشرائع، وفي الشريعة الواحدة، وإذا ثبت في شريعة عبادة الله بفرد من الأفراد فصرف هذا الفرد إلى غير الله شرك وعبادة لغيره، فأفراد الشرك تابعة لأفراد العبادات، ومن ثمّ قد يكون شركا في شرعنا ما ليس شركا في بعض الشرائع
فافهم هذا !
الخلاصة:
أفراد الكفر والشرك والمتعبّد به يجري فيها النسخ والتبديل في الشرائع كنكاح الوثنيات المشركات، ونكاح بعض المحارم، والصلاة إلى بيت المقدس، والسجود لغير الله، فالكفر حكم شرعي يؤخذ من دليل الشرع لا من العقل، وليست مخالفة الضرورات العقلية كفراً، وقد يكون مخالفة الجائزات العقلية كفرا بالشرع لا بالعقل، فمن لم يفهم هذا صعب عليه هذا المقام.
محمدعبداللطيف
2016-11-26, 09:36 PM
وإليك التنبيه على بعض الأوهام في بحثك
الأول: لم أنف إطلاقا سجود إخوة يوسف ولا سجود الملائكة وهذه مشاركاتي فأت منها بما يدل على المدعّى.
قولك-
كلّ من سجد لغير الله
لأي غرض من الأغراض
فهو عابد لغير الله مشرك ففف
إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فأطلقت القول ولم تفرق بين سجود التحية والعبادة ويلزمك نفى سجود الملائكة وإلا دخل فى قولك
لأي غرض من الأغراض
قال شيخ الاسلام رحمه الله اما قولهم لا يجوز السجود لغير الله فيقال لهم ان قيلت هذه الكلمة على الجملة فهى كلمة عامة تنفهى بعمومها جواز السجود لادم فما نسبته اليك من باب لازم القول فقط والا فصحيح انك لم تنفى سجود الملائكة--
الثاني: أنفي قطعاً أن يقع في شرعنا سجود لغير الله اختيارا لا يكون شركا فأت ببرهان على هذه المسألة إن كان لديك!
كلمة شركا ان كنت تقصد الشرك الاكبر فقط فكلامك خطا وان كنت تقصد التفصيل السابق ذكره فلا إشكال--------------------------
وقد قال ابن الشاط في شرحه موضحا الفرق بينهما: الفرق بين السجود للصنم على وجه التذلل والتعظيم له، اتفق الناس على أنه كفر، وبين السجود للوالدين، والأولياء، والعلماء، تعظيما وتذللا، اتفقوا على أنه ليس بكفر: هو أن السجود للأصنام ليس لمجرد التذلل والتعظيم، بل له مع اعتقاد أنه آلهة، وأنهم شركاء لله تعالى، حتى اقتضى بذلك الجهل بالربوبية، بخلافه للوالدين، والأولياء، والعلماء، فإنه لما كان لمجرد التذلل والتعظيم، لا لاعتقاد أنهم آلهة وشركاء لله عز وجل، لم يكن كفرا، وإن كان ممنوعا سدا للذريعة، نعم، لو وقع مع الوالد، أو العالم، أو الولي على وجه اعتقاد أنه إله وشريك لله تعالى، لكان كفرا لا شك فيه ...
والوصف المفرق أن سجود من سجد للأصنام لم يسجد لها لمجرد التذلل والتعظيم، بل لذلك مع اعتقاد أنها آلهة، وأنها شركاء لله تعالى، ولو وقع مثل ذلك مع الوالد أو العالم، أو الولي، لكان ذلك كفرا لا شك فيه، وأما إذا وقع ذلك أو ما في معناه مع الوالد لمجرد التذلل والتعظيم لا لاعتقاد أنه إله وشريك لله عز وجل، فلا يكون كفرا وإن كان ممنوعا سدا للذريعة . .. اهـ.
ومثل السجود للأب تعظيما ما ورد من سجود في الأمم السابقة لآدم أو يوسف عليهما السلام، فليس السجود فيه سجود عبادة ولكنه سجود التحية، وهذا قد نسخ في شريعتنا وأصبح الانحناء للمخلوق محرما، ولكنه لا يعد كفرا إلا إذا قصد به سجود العبادة وتعظيم المخلوق كتعظيم الله تعالى.
الثالث: كلام هؤلاء الأشاعرة كالقرافي لا ينفعك في هذه المباحث لأن أصولهم فاسدة فمدرك الكفر عند القرافي عقلي وهو رأي أبي المعالي والآمدي والرازي ومن قلّدهم من متأخري الأشعرية،
والكفر عند جمهور الطوائف حتى المعتزلة حكم شرعي يؤخذ من الشرع لا من العقل، فلا تتأثّر بأصول أهل الكلام وأنت لا تشعر.فقولك فمدرك الكفر عند القرافى عقلى -صحيح وهو كلام اهل السنة ولكن الخلاف بينهم وبين قول الامام القرافى أن الخلاف الذي ذكرنا هل يكتفى في الإلزام بالتوحيد بنصب الأدلة ، أو لا بد من بعث الرسل لينذروا ؟ هو مبنى الخلاف المشهور عند أهل الأصول في أهل الفترة ، هل يدخلون النار بكفرهم ؟ وحكى القرافي عليه الإجماع وجزم به النووي في " شرح مسلم " ، أو يعذرون بالفترة وهو ظاهر الآيات التي ذكرناها ، وإلى هذا الخلاف أشار في " مراقي السعود " بقوله :
ذو فترة بالفرع لا يراع وفي الأصول بينهم نزاع --وقولك والكفر عند جمهور الطوائف حتى المعتزلة حكم شرعي يؤخذ من الشرع لا من العقل، فلا تتأثّر بأصول أهل الكلام وأنت لا تشعر.-هذا القول اخى الكريم ابو محمد المأربى هو أصول اهل الكلام من الاشاعرة والماتريدية وأنت لا تشعر -يقول ابن القيم رحمه الله-- منزعم أنه ليس في الأفعال ما يقتضي حسنها ولا قبحها وأنه يجوز أن يأمر الله بعين ما نهى عنه وينهى عن عين ما أمر به وأن ذلك جائز عليه وإنما الفرق بين المأمور والمنهي بمجرد الأمر والنهي لا بحسن هذا وقبح هذا وأنه لو نهى عن التوحيد والإيمان والشكر لكان قبيحا ولو أمر بالشرك والكفر والظلم والفواحش لكان حسنا وبينا أن هذا القول مخالف للعقول والفطر والقرآن والسنة وأن الصواب وجوبه بالسمع والعقلوإن اختلفت جهة الإيجاب فالعقل يوجبه بمعنى اقتضائه لفعله وذمه على تركه وتقبيحه لضدهوالسمع يوجبه بهذا المعنى ويزيد إثبات العقاب على تركه والإخبار عن مقت الرب تعالى لتاركه وبغضه لهوهذا قد يعلم بالعقل فإنه إذا تقرر قبح الشيء وفحشه بالعقل وعلم ثبوت كمال الرب جل جلاله بالعقل أيضا اقتضى
ثبوت هذين الأمرين علم العقل بمقت الرب تعالى لمرتكبهوأما تفاصيل العقاب وما يوجبه مقت الرب منه فإنما يعلم بالسمع.
واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل مستقرا في الفطر فلا وثوق بشيء من قضايا العقل فإن هذه القضية من أجل القضايا البديهيات وأوضح ما ركب الله في العقول والفطرولهذا يقول سبحانه عقيب تقرير ذلك افلا تعقلون أفلا تذكرون وينفي العقل عن أهل الشرك ويخبر عنهم بأنهم يعترفون في النار أنهم لم يكونوا يسمعون ولا يعقلون وأنهم خرجوا عن موجب السمع والعقلوأخبر عنهم أنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون ---فأنت اخى الكريم تقرر عقيدة الاشاعرة وأنت لا تدرى--
الخلاصة: أفراد الكفر والشرك والمتعبّد به يجري فيها النسخ والتبديل في الشرائع كنكاح الوثنيات المشركات، ونكاح بعض المحارم، والصلاة إلى بيت المقدس، والسجود لغير الله، فالكفر حكم شرعي يؤخذ من دليل الشرع لا من العقل، وليست مخالفة الضرورات العقلية كفراً، وقد يكون مخالفة الجائزات العقلية كفرا بالشرع لا بالعقل، فمن لم يفهم هذا صعب عليه هذا المقام.
هذا الكلام من كيسك وليس من كلام اهل العلم فى شئ وقد بيناه سابقا بما فيه الكفاية فقرة الكفر المخرج من الملة لا يدخله النسخ والتبديل -فارجع اليه-اما قولكفالكفر حكم شرعي يؤخذ من دليل الشرع لا من العقل، وليست مخالفة الضرورات العقلية كفراً، وقد يكون مخالفة الجائزات العقلية كفرا بالشرع لا بالعقل، فمن لم يفهم هذا صعب عليه هذا المقام.-- هذه عقيدة الاشاعرة بلا خلاف عند اهل العلم وانت تقررهذه العقيدة فى كثير من مواضيعك ولا تدرى ان ذلك معتقد الاشاعرةفى مسألة التحسين والتقبيح العقلى وقد نقلنا جزء من كلام ابن القيم يدلل على ذلك
أحمد القلي
2016-11-26, 10:21 PM
عدنا الى حيث بدأنا
ووصلنا في الأخير الى المكان الذي أنطلقنا منه
أبو محمد المأربي
2016-11-27, 12:26 AM
عفا الله عنك أخي محمد
- نسبتني إلى نفي سجود إخوة يوسف والملائكة لآدم صريحا ثم تعلقتَ أخيرا بإطلاق ورد في مشاركةٍ ولو أنصفت لقلت إطلاقك يوهم تكفير إخوة يوسف والملائكة؟
ولكان الجواب: إن الكلام في شرعنا لا في شرع غيرنا، وقد تنبه الأخ الطيبوني لذلك فنبّه بعض الإخوة على ذلك جزاه الله خيراً.
- أخي الكريم لا تخلط بين المسائل...
فإدراك العقل للقبح والحسن شيء، وحكم العقل على الشيء بأنه كفر شيء آخر، وإدراك العقل لكون القول كذبا أو صدقا شيء، وكون هذ الصدق أو الكذب سببا لعصمة الدم والمال، والنجاة من النيران، أو سببا لإهدار الدم والمال والخلود في النيران شيء آخر.
- الكفر حكم شرعي لا يتلقى إلا من الشرع ولا أعلم في ذلك خلافا بين أهل القبلة!
ومن قال: إنه يؤخذ من العقل فهو من أهل البدع الذين سبقهم الإجماع!
ولا يقول بعقلية المدرك إلا أبو المعالي الجويني وأتباعه كالرازي والآمدي والقرافي، فلا تبحث لخطأك مخرجا وتراجع إلى الحق فإنه خير وأبقى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنّ الكفر حكم شرعي متلقى عن صاحب الشريعة، والعقل قد يُعلم به صواب القول وخطؤه، وليس كلّ ما كان خطأ في العقل يكون كفرا في الشرع، كما أنه ليس كلّ ما كان صوابا في العقل تجب في الشرع معرفته.
ومن العجب قول من يقول من أهل الكلام: إن أصول الدين التي يكفّر مخالفها هي علم الكلام الذي يعرف بمجرد العقل.
وأما لا يعرف بمجرّد العقل فهي الشرعيات عندهم، وهذه طريقة المعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم كأتباع صاحب"الإرشاد"([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1)) وأمثالهم.
فيقال لهم: هذا الكلام تضمّن شيئين:
أحدهما: أن أصول الدين هي التي تعرف بالعقل المحض دون الشرع.
والثاني: أن المخالف لها كافر، وكلّ من المقدمتين وإن كانت باطلة
فالجمع بينهما متناقض؛ وذلك أنّ ما لا يعرف إلا بالعقل لا يعلم أنّ مخالفه كافر الكفر الشرعي؛ فإنه ليس في الشرع أن من خالف ما لا يعلم إلا بالعقل يكفر.
وإنما الكفر يكون بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، أو الامتناع عن متابعته مع العلم بصدقه، مثل كفر فرعون واليهود ونحوهم.
وفي الجملة فالكفر متعلِّق بما جاء به الرسول، وهذا ظاهر على قول من لا يوجب شيئا ولا يحرّمه إلا بالشرع؛ فإنه لو قدّر عدم الرسالة لم يكن كفر محرّم، ولا إيمان واجب عندهم.
ومن أثبت ذلك بالعقل فإنه لا ينازع أنه بعد مجيء الرسول تعلّق الكفر والإيمان بما جاء به، لا بمجرّد ما يعلم بالعقل، فكيف يجوز أن يكون الكفر معلّقا بأمور لا تعلم إلا بالعقل؟ إلا أن يدلّ الشرع على أن تلك الأمور التي لا تعلم إلا بالعقل كفر، فيكون حكم الشرع مقبولا.
لكن معلوم أنّ هذا لا يوجد في الشرع، بل الموجود في الشرع تعليق الكفر بما يتعلق به الإيمان، وكلاهما متعلق بالكتاب والرسالة، فلا إيمان مع تكذيب الرسول ومعاداته، ولا كفر مع تصديقه وطاعته"
- لا فائدة في الاسترواح إلى مسألة التحسين والتقبيح فقد نسب اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد: عدم وجوب الإيمان وحرمة الكفر بالعقل إلى أهل السنة والجماعة وإنما يعرف الوجوب في الإيمان وحرمة الكفر بالسمع لا بالعقل عندهم. فراجعه من المجلد الأول إن شئت.
وأما شيخ الإسلام فيقول: إن لأهل الحديث في المسألة قولين في عدة مواضع من كتبه.
- والغريب استشهادك بأقوال غلاة الجهمية في الكفر والإيمان كابن الشاط المالكي!
ألا تعلم أنّه يشترط الاعتقاد القلبي في المكفّرات لذاتها من الأقوال والأفعال! وذلك مبثوث في تعليقاته على الفروق للقرافي؟
- قضية التبديل والنسخ (ولا أريد إحراجك كما لا تريد إحراجي إن شاء الله) لا تقبل هذا الطرح بل المطلوب منك إبداء رأيك بالدليل، ثم الجواب عن المعارض بلا مواربة!
وعلى أيّ حال أقول: الخضوع والتذلل لله سبحانه بأمره تعريف ما يكون عبادة لله، وهي دائرة مع الأمر والنهي وجودا وعدماً، فيكون عبادة لله ما لم يكن كذلك إما في الكمّ أو الكيف، كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والعمرة، والوضوء والتيمّم... ونحوها من أنواع العبادة التي صارت عبادة لله بالأمر، وتنتفي بالتغيير والنسخ فالتوجّه إلى بيت المقدس كان عبادة لله ثم نسخ، وكانت الصلاة ركعتين ركعتين هو الفرض في أول الأمر ثم زيدت، والصوم من صلاة العشاء إلى الليلة القابلة كان عبادة، ثم نسخ، وصوم يوم عاشوراء على سبيل الوجوب كان عبادة ثم نسخ...
وبحث الفقهاء جواز نسخ جميع العبادات عن العباد سوى معرفة الله سبحانه وتعالى لأنه دور ممتنع إذ لا يمكن معرفة النسخ إلا بمعرفة الناسخ الذي هو الله سبحانه.
إذا عُلِم هذا فما صار عبادة لله في شرعنا فلا يصرف إلا إليه، ومن صرفه لغيره فليس بموحّدٍ بل مشرك، ومنه التحيّة بالسجود في شرعنا، والذبح لغير الله، والتيمّم، والوضوء للصنم، أو الدخول لحريمه، والطواف حول غير بيته..
ألا ترى دوران عبادة الله مع الأمر والنهي وجودا وعدماً؛ فكان عبادة ما لم يكن كذلك، وما كان عبادة لم يعد عبادة؟
هذا معنى قول العلماء العبادة توقيفية فلا يعبد الله سبحانه إلا بما شرع..
وكلامك في التبديل والنسخ في المشاركة لا ينبغي فانزل إلى الميدان وأجب عن الطرح بشجاعة تناسب الموضوع.
- ما حكم استحلال نكاح الوثنيات المشركات في شرعنا؟ وماذا كان قبل التحريم؟
- ما حكم استحلالك لقتل أبيك وأخيك وابنك المسلمين تقرّبا إلى الله وتوبة إليه في شرعنا؟ وما حكمه في شريعة موسى عليه السلام؟
ما حكم نكاح بعض المحارم في شرعنا؟ وحكمه في بعض شرائع الأنبياء؟
- ما حكم من عبد الله بالصلاة والتوجّه إلى بيت المقدس كما كان الأمر في صدر الإسلام بدون عذر؟
يا أخي لا تقبل المسألة هذا الجمود وإطلاق العبارات المجملة!
تفضّل بارك الله فيك
الخلاصة:
السجود لغير الله شرك وعبادة لغيره في شرعنا، فكل من سجد لغير الله فهو كافر مشرك إلا بمانع من التكفير.
هذه مسألتنا وما سواه فاستطرادات اقتضى المقام التنبيه عليها.
([2]) درء تعارض العقل والنقل (1/241-242).
أبو مالك المديني
2016-11-27, 12:55 AM
من العلماء من فصل ، ومنهم من لم يفصل :
قال النووي في المجموع وفي الروضة: ما يفعله كثير من الجهلة من السجود بين يدي المشايخ حرام قطعاً بكل حال سواء كان إلى القبلة أو غيرها، وسواء قصد السجود لله تعالى أو غفل، وفي بعض صوره ما يقتضي الكفر أو يقاربه. انتهى.
وعلق الشرواني على ذلك فقال: قال الشارح في الأعلام بعد نقله ما في الروضة: هذا يفهم أنه قد يكون كفراً بأن قصد به عبادة مخلوق أو التقرب إليه، وقد يكون حراماً بأن قصد به تعظيمة أي التذلل له أو أطلق، وكذا يقال في الوالد والعلماء. انتهى.
وقال الذهبي في معجم الشيوخ : 1 / 73 : ألا ترى الصحابة من فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ألا نسجد لك؟ فقال: لا، فلو أذن لهم لسجدوا سجود إجلال وتوقير لا سجود عبادة كما سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف، وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل لا يكفر به أصلا بل يكون عاصيا. فليعرف أن هذا منهي عنه وكذلك الصلاة إلى القبر. انتهـى.
ومن أهل العلم من لم يفصل بل أطلق الكفر.
قال السرخسي في المبسوط: السجود لغير الله تعالى على وجه التعظيم كفر. انتهى.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في منهج الطلاب في كتاب الردة: .. أو إلقاء مصحف بقاذورة أو سجود لمخلوق. انتهى.
وقال الجمل في حاشيته: أي ولو نبياً وإن أنكر الاستخفاف أو لم يطابق قلبه جوارحه لأن ظاهر حاله يخالفه... نعم إن دلت قرينة قوية على عدم دلالة الفعل على الاستخفاف كسجود أسير في دار الحرب بحضرة كافر خشية منه فلا كفر. انتهى.
وقال ابن حجر الهيتمي في تحفة المحتاج في كتب الردة: أو سجود لصنم أو شمس. أو مخلوق آخر وسحر فيه نحو عبادة كوكب، لأنه أثبت لله تعالى شريكاً، وزعم الجويني أن الفعل بمجرده لا يكون كفراً، رده ولده، نعم إن دلت قرينة قوية على عدم دلالة الفعل على الاستخفاف كأن كان الإلقاء لخشية أخذ كافر أو السجود من أسير في دار الحرب بحضرتهم فلا كفر. انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية: أجمع الفقهاء على أن السجود لغير صنم ونحوه، كأحد الجبابرة أو الملوك أو أي مخلوق آخر، هو من المحرمات وكبيرة من كبائر الذنوب، فإن أراد الساجد بسجوده عبادة ذلك المخلوق كفر وخرج عن الملة بإجماع العلماء، وإن لم يرد بها عبادة فقد اختلف الفقهاء فقال بعض الحنفية: يكفر مطلقاً سواء كانت له إرادة أو لم تكن له إرادة، وقال آخرون منهم: إذا أراد بها التحية لم يكفر بها، وإن لم تكن له إرادة كفر عند أكثر أهل العلم. انتهى.
أبو مالك المديني
2016-11-27, 12:56 AM
هل السجود والركوع على سبيل التحية من الشرك؟
ملخص الجوابالسؤال:
قرأت في أحد المواقع أن السجود لغير الله اذا كان على وجه التحية كفر وشرك ؛ لأن السجود عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فهل هذا صحيح ؟
تم النشر بتاريخ: 2016-04-26
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
السجود – ومثله الانحناء والركوع - نوعان :
الأول: سجود عبادة .
وهذا النوع من السجود يكون على وجه الخضوع والتذلل والتعبد ، ولا يكون إلا لله سبحانه وتعالى ، ومن سجد لغير الله على وجه العبادة : فقد وقع في الشرك الأكبر .
الثاني : سجود تحية .
وهذا النوع من السجود : يكون على سبيل التحية والتقدير والتكريم للشخص المسجود له.
وقد كان هذا السجود مباحاً في بعض الشرائع السابقة للإسلام ، ثم جاء الإسلام بتحريمه ومنعه.
فمن سجد لمخلوق على وجه التحية فقد فعل محرماً ، إلا أنه لم يقع في الشرك أو الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ : سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ ، وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/361).
وقال : " وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى: أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُحَرَّمٌ ". انتهى من " مجموع الفتاوى" (4/358).
وقال : " فإن نصوص السنة ، وإجماع الأمة : تُحرِّم السجودَ لغير الله في شريعتنا ، تحيةً أو عبادةً ، كنهيه لمعاذ بن جبل أن يسجد لما قدمَ من الشام وسجدَ له سجود تحية".
انتهى من "جامع المسائل" (1/25).
وقال القرطبي : " وَهَذَا السُّجُودُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ : قَدِ اتَّخَذَهُ جُهَّالُ الْمُتَصَوِّفَة ِ عَادَةً فِي سَمَاعِهِمْ، وَعِنْدَ دُخُولِهِمْ عَلَى مَشَايِخِهِمْ وَاسْتِغْفَارِه ِمْ ، فَيُرَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا أَخَذَهُ الْحَالُ ـ بِزَعْمِهِ ـ يَسْجُدُ لِلْأَقْدَامِ ، لِجَهْلِهِ ؛ سَوَاءٌ أَكَانَ لِلْقِبْلَةِ أَمْ غَيْرِهَا ، جَهَالَةً مِنْهُ ، ضَلَّ سَعْيُهُمْ وَخَابَ عَمَلُهُمْ". انتهى من "تفسير القرطبي" (1/294).
ثانياً :
وأما القول بأن السجود لغير الله شرك مطلقاً ، لأن مطلق السجود عبادة لا تصرف لغير الله ، فقول ضعيف ، ويدل على ذلك :
1-أن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم ، ولو كان مجرد السجود شركاً لما أمرهم الله بذلك .
قال الطبري : " ( فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) : سُجُودُ تَحِيَّةٍ وَتَكْرِمَةٍ ، لَا سُجُودَ عِبَادَةٍ".
انتهى من "جامع البيان" (14/65).
وقال ابن العربي : " اتَّفَقَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّ السُّجُودَ لِآدَمَ ، لَمْ يَكُنْ سُجُودَ عِبَادَةٍ".
انتهى من "أحكام القرآن" (1/27).
وقال ابن حزم الظاهري : " وَلَا خلاف بَين أحد من أهل الْإِسْلَام فِي أَن سجودهم لله تَعَالَى سُجُود عبَادَة ، ولآدم سُجُود تَحِيَّة وإكرام" انتهى من "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/129).
2- أن الله أخبرنا عن سجود يعقوب وبنيه ليوسف عليه السلام ، ولو كان شركاً لما فعله أنبياء الله .
ولا يقال هنا : إن هذا من شريعة من قبلنا ، فإن الشرك لم يبح في شريعة قط ، فالتوحيد لم تتغير تعاليمه وشرائعه منذ آدم إلى نبينا محمد عليهم الصلاة والسلام .
قال الطبري : " قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: ( وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا): ذَلِكَ السُّجُودُ تَشْرِفَة ، كَمَا سَجَدَتِ الْمَلَائِكَةُ لِآدَمَ تَشْرِفَةً ، لَيْسَ بِسُجُودِ عِبَادَةٍ.
وَإِنَّمَا عَنَى مَنْ ذَكَرَ بِقَوْلِهِ: إِنَّ السُّجُودَ كَانَ تَحِيَّةً بَيْنَهُمْ ، أَنَّ ذَلِكَ كَانَ مِنْهُمْ عَلَى الْخُلُقِ ، لَا عَلَى وَجْهِ الْعِبَادَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَزَلْ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ قَدِيمًا ، عَلَى غَيْرِ وَجْهِ الْعِبَادَةِ مِنْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:
فَلَمَّا أَتَانَا بُعَيْدَ الْكَرَى ** سَجَدْنَا لَهُ وَرَفَعْنَا الْعَمَارَا " انتهى من "جامع البيان" (13/356).
وقال ابن كثير : " وَقَدْ كَانَ هَذَا سَائِغًا فِي شَرَائِعِهِمْ ؛ إِذَا سلَّموا عَلَى الْكَبِيرِ يَسْجُدُونَ لَهُ ، وَلَمْ يَزَلْ هَذَا جَائِزًا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى شَرِيعَةِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَحُرِّمَ هَذَا فِي هَذِهِ الْمِلَّةِ ، وجُعل السُّجُودُ مُخْتَصًّا بِجَنَابِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" انتهى من "تفسير القرآن العظيم" (4/412).
وقال القاسمي: " الذي لا شك فيه أنه لم يكن سجود عبادة ولا تذلل ، وإنما كان سجود كرامة فقط ؛ بلا شك" انتهى من "محاسن التأويل" (6/250).
3-أن معاذاً سجد للنبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الشام، ولو كان شركا لبين له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وقصارى ما في الأمر أنه بين له عدم جواز السجود له .
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ ) ، قَالَ : أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِ مْ وَبَطَارِقَتِهِ مْ ، فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَلَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا) رواه ابن ماجه (1853) وحسنه الألباني.
قال شيخ الإسلام : " وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: لَوْ كُنْت آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَعْبُدَ".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/360).
وقال الذهبي : " أَلا ترى الصحابة في فرط حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا ألا نسجد لك ، فقال: لا ، فلو أذن لهم لسجدوا له سجود إجلال وتوقير ، لا سجود عبادة ، كما قد سجد إخوة يوسف عليه السلام ليوسف .
وكذلك القول في سجود المسلم لقبر النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التعظيم والتبجيل : لا يكفر به أصلاً ، بل يكون عاصياً ، فليعرَّفْ أن هذا منهي عنه ، وكذلك الصلاة إلى القبر".
انتهى من "معجم الشيوخ الكبير" (1/73).
4- أنه ثبت في بعض الأحاديث سجود بعض البهائم للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان مجرد السجود شركاً لما حصل هذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم .
قال شيخ الإسلام : " وَقَدْ كَانَتْ الْبَهَائِمُ تَسْجُدُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْبَهَائِمُ لَا تَعْبُدُ إلا اللَّهَ ، فَكَيْفَ يُقَالُ : يَلْزَمُ مِنْ السُّجُودِ لِشَيْءِ عِبَادَتُهُ ؟!" انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/360).
5-أن "السجود المجرد" من الأحكام التشريعية التي قد يتغير حكمها من شريعة لأخرى ، بخلاف أمور التوحيد التي تقوم بالقلب ؛ فهي ثابتة لا تتغير.
قال شيخ الإسلام : " أمَّا الْخُضُوعُ وَالْقُنُوتُ بِالْقُلُوبِ ، وَالِاعْتِرَافُ بِالرُّبُوبِيَّ ةِ وَالْعُبُودِيَّ ةِ : فَهَذَا لَا يَكُونُ عَلَى الْإِطْلَاقِ إلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحْدَهُ ، وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُمْتَنِعٌ بَاطِلٌ.
وَأَمَّا السُّجُودُ : فَشَرِيعَةٌ مِنْ الشَّرَائِعِ ؛ إذْ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنْ نَسْجُدَ لَهُ ، وَلَوْ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرِهِ : لَسَجَدْنَا لِذَلِكَ الْغَيْرِ ، طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إذْ أَحَبَّ أَنْ نُعَظِّمَ مَنْ سَجَدْنَا لَهُ،. وَلَوْ لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا السُّجُودَ لَمْ يَجِبْ أَلْبَتَّةَ فِعْلُهُ .
فَسُجُودُ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ : عِبَادَةٌ لِلَّهِ ، وَطَاعَةٌ لَهُ وَقُرْبَةٌ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إلَيْهِ ، وَهُوَ لِآدَمَ تَشْرِيفٌ وَتَكْرِيمٌ وَتَعْظِيمٌ.
وَسُجُودُ إخْوَةِ يُوسُفَ لَهُ : تَحِيَّةٌ وَسَلَامٌ ؛ أَلَا تَرَى أَنَّ يُوسُفَ لَوْ سَجَدَ لِأَبَوَيْهِ تَحِيَّةً ، لَمْ يُكْرَهْ لَهُ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/360).
6-أن التفريق بين سجود التحية وسجود العبادة هو ما عليه جمهور العلماء من مختلف المذاهب.
قال فخر الدين الزيلعي: " وَمَا يَفْعَلُونَ مِنْ تَقْبِيلِ الْأَرْضِ بَيْنَ يَدَيْ الْعُلَمَاءِ : فَحَرَامٌ ، وَالْفَاعِلُ وَالرَّاضِي بِهِ : آثِمَانِ ؛ لِأَنَّهُ يُشْبِهُ عِبَادَةَ الْوَثَنِ .
وَذَكَرَ الصَّدْرُ الشَّهِيدُ : أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِهَذَا السُّجُودِ ؛ لِأَنَّهُ يُرِيدُ بِهِ التَّحِيَّةَ " .
انتهى من "تبيين الحقائق" (6/25).
وقال ابن نجيم الحنفي : " وَالسُّجُودُ لِلْجَبَابِرَةِ : كُفْرٌ ، إنْ أَرَادَ بِهِ الْعِبَادَةَ ؛ لَا إِنْ أَرَادَ بِهِ التَّحِيَّةَ ، عَلَى قَوْلِ الْأَكْثَرِ" انتهى من "البحر الرائق" (5/134).
وقال النووي : " مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْجَهَلَةِ مِنْ السُّجُودِ بَيْنَ يَدَيْ الْمَشَايِخِ .. ذَلِكَ حَرَامٌ قَطْعًا ، بِكُلِّ حَالٍ ، سَوَاءٌ كَانَ إلَى الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِهَا ، وَسَوَاءٌ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ تَعَالَى ، أَوْ غَفَلَ ، وَفِي بَعْضِ صُوَرِهِ مَا يَقْتَضِي الْكُفْرَ ، أَوْ يُقَارِبُهُ ، عَافَانَا اللَّهُ الْكَرِيمُ ".
انتهى من "المجموع شرح المهذب" (4/69).
وقال شهاب الدين الرملي : " مُجَرَّد السُّجُودِ بَيْنَ يَدَيْ الْمَشَايِخِ : لَا يَقْتَضِي تَعْظِيمَ الشَّيْخِ كَتَعْظِيمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، بِحَيْثُ يَكُونُ مَعْبُودًا، وَالْكُفْرُ إنَّمَا يَكُونُ إذَا قَصَدَ ذَلِكَ " .
انتهى من "نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج" (1/122).
وقال الرحيباني : " السُّجُودُ لِلْحُكَّامِ وَالْمَوْتَى بِقَصْدِ الْعِبَادَةِ : كَفْرٌ ، قَوْلًا وَاحِدًا ، بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ .
وَالتَّحِيَّةُ لِمَخْلُوقٍ بِالسُّجُودِ لَهُ : كَبِيرَةٌ مِنْ الْكَبَائِرِ الْعِظَامِ" .
انتهى من "مطالب أولي النهى" (6/ 278) .
وقال الشوكاني : " فلا بد من تقييده بأن يكون سجوده هذا قاصدا لربوبية من سجد له ، فإنه بهذا السجود قد أشرك بالله عز وجل ، وأثبت معه إلهًا آخر .
وأما إذا لم يقصد إلا مجرد التعظيم ، كما يقع كثيرا لمن دخل على ملوك الأعاجم : أنه يقبل الأرض تعظيما له ، فليس هذا من الكفر في شيء ، وقد علم كل من كان من الأعلام ، أن التكفير بالإلزام ، من أعظم مزالق الأقدام ؛ فمن أراد المخاطرة بدينه ، فعلى نفسه تَجَنَّى".
انتهى من "السيل الجرار" (4/580).
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم : " الانحناء عند السلام حرام ، إذا قصد به التحية ، وأَما إن قصد به العبادة فكفر". انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (1/109).
وقال الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف : " فمن المعلوم أن سجود العبادة ، القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده : هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد .
ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما ، وقصده التحية والإكرام : فهذه من المحرمات التي دون الشرك ، أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك" .
انتهى من "نواقض الإيمان القولية والعملية" (ص: 278).
وينظر جواب السؤال : (8492 (https://islamqa.info/ar/8492)) .
وتلخيص جميع ما سبق: أن السجود لغير الله لا يكون كفرا إلا إذا فُعل على وجه العبادة ، وأما إذا كان على سبيل التحية فهو من كبائر الذنوب ، وليس كفراً .
والله أعلم .
https://islamqa.info/ar/229780
محمدعبداللطيف
2016-11-27, 02:25 AM
وفي الجملة فالكفر متعلِّق بما جاء به الرسول، وهذا ظاهر على قول من لا يوجب شيئا ولا يحرّمه إلا بالشرع؛ فإنه لو قدّر عدم الرسالة لم يكن كفر محرّم، ولا إيمان واجب عندهم.
ومن أثبت ذلك بالعقل فإنه لا ينازع أنه بعد مجيء الرسول تعلّق الكفر والإيمان بما جاء به، لا بمجرّد ما يعلم بالعقل، فكيف يجوز أن يكون الكفر معلّقا بأمور لا تعلم إلا بالعقل؟ إلا أن يدلّ الشرع على أن تلك الأمور التي لا تعلم إلا بالعقل كفر، فيكون حكم الشرع مقبولا.
لكن معلوم أنّ هذا لا يوجد في الشرع، بل الموجود في الشرع تعليق الكفر بما يتعلق به الإيمان، وكلاهما متعلق بالكتاب والرسالة، فلا إيمان مع تكذيب الرسول ومعاداته، ولا كفر مع تصديقه وطاعته"--------------
- ما حكم استحلال نكاح الوثنيات المشركات في شرعنا؟ وماذا كان قبل التحريم؟
- ما حكم استحلالك لقتل أبيك وأخيك وابنك المسلمين تقرّبا إلى الله وتوبة إليه في شرعنا؟ وما حكمه في شريعة موسى عليه السلام؟
اجابة الفقرة الاولى من كلام ابن القيم وشيخ الاسلام ابن تيمية-
قد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها في أسماء وجمع بينهما في أسماء و أحكام فعدم قيام الحجة لايغير الأسماء الشرعية مما سماه الشارع شركاً أوكفراً أو فسقاً وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة وتبلغه الدعوة فاسم المشرك ثبت قبل مجئ الرسول لأنه يشرك بربه ويعدل به غيره وكل حكم علق بأسماء الدين من إسلامٍ وإيمانٍ وكفرٍ نفاقٍ وردةٍ وتهودٍ وتنصرٍ إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبةُ لذلك.--------------ويقول ابن القيم رحمه الله--وَلَا يَخْلُو مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ مِنْ أَنْ يَكُونَ كَافِرًا، أَوْ غَيْرَ كَافِرٍ، فَإِنْ كَانَ كَافِرًا فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافِرِينَ، وَإِنْ كَانَ مَعْذُورًا بِأَنَّهُ لَمْ يَأْتِهِ رَسُولٌ فَكَيْفَ يُؤْمَرُ بِاقْتِحَامِ النَّارِ؟ " جَوَابُهُ مِنْ وُجُوهٍ:
أَحَدُهَا: أَنْ يُقَالَ هَؤُلَاءِ لَا يُحْكَمُ لَهُمْ بِكُفْرٍ وَلَا إِيمَانٍ، فَإِنَّ الْكُفْرَ هُوَ جُحُودُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَشَرْطُ تَحَقُّقِهِ بُلُوغُ الرِّسَالَةِ، وَالْإِيمَانُ هُوَ تَصْدِيقُ الرَّسُولِ فِيمَا أَخْبَرَ، وَطَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ، وَهَذَا أَيْضًا مَشْرُوطٌ بِبُلُوغِ الرِّسَالَةِ، وَلَا يَلْزَمُ مِنِ انْتِفَاءِ أَحَدِهِمَا وُجُودُ الْآخَرِ إِلَّا بَعْدَ قِيَامِ سَبَبِهِ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ فِي الدُّنْيَا كُفَّارًا، وَلَا مُؤْمِنِينَ كَانَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ حُكْمٌ آخَرُ غَيْرُ حُكْمِ الْفَرِيقَيْنِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَأَنْتُمْ تَحْكُمُونَ لَهُمْ بِأَحْكَامِ الْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا مِنَ التَّوَارُثِ، وَالْوِلَايَةِ، وَالْمُنَاكَحَة ِ، قِيلَ: إِنَّمَا نَحْكُمُ لَهُمْ بِذَلِكَ فِي أَحْكَامِ الدُّنْيَا لَا فِي الثَّوَابِ، وَالْعِقَابِ، كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ.-- فانظر الى كلام ابن القيم نحكم لهم باحكام الكفار فى الدنيا لانهم خالفوا الفطرة السليمة والعقل الصريح والادلة التى نصبها الله فى الافاق التى تدل على توحيد والتى تثبت بها اسماء الذم من الشرك والكفر ولكن الكفر المنفى هو كفر التعذيب ففرق بين الكفر المنفى والكفر المثبت قبل مجئ الرسول
اسم المشرك قبل مجئ الرسول لأنه يشرك بربه ويعدل به غيره وكل حكم علق بأسماء الدين من إسلامٍ وإيمانٍ وكفرٍ نفاقٍ وردةٍ وتهودٍ وتنصرٍ إنما يثبت لمن اتصف بالصفات الموجبةُ لذلك------------------------------------------------قولك-ما حكم استحلال نكاح الوثنيات المشركات في شرعنا؟ وماذا كان قبل التحريم؟ الاجابة حكم استحلال نكاح الوثنيات كفر اما نكاح الوثنيات مع إعتقاد التحريم يعنى بدون استحلال فمحرم وكبيرة من الكبائر والادلة على ذلك اكثر من ان تحصر-واماقبل التحريم فكان نكاح المشركات جائزافعندنا ثلاثة اشياء 1- استحلال وهذا كفر 2- النكاح مع اعتقاد التحريم وهذا كبيرة من الكبائر 3- النكاح قبل نزول التحريم وهذا كان جائزا ويمكن ان تطبق سجود التحية والاكرام على هذه الثلاث لان سجود التحية من الشرائع مثل النكاح--1-فكان جائز فى شرع من قبلنا2- ثم حرم فى شريعتنا 3- ومستحله يكون كمستحل المحرمات يكون كافرا------------------------------------------------------ما حكم استحلالك لقتل أبيك وأخيك وابنك المسلم تقرّبا إلى الله وتوبة إليه في شرعنا؟ وما حكمه في شريعة موسى عليه السلام؟ الاجابة نفس الاجابة السابقة - وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس--اما نكاح المحرمات فالخلاف بين اهل العلم فيه طويل -ترجع فيه الى تفسير قوله تعالى ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف- وحديث الرجل الذى تزوج امرأة ابيه-
أحمد القلي
2016-11-27, 03:14 AM
انتهينا الى حيث بدأنا ولا يزال الدوران
ألم يكفكم كلام العلامة ابن عبد الوهاب و ابن باز ؟
والعجيب أن من فرق بين السجودين ذكر أن سجود العبادة هو الشرك الأكبر
وأن سجود التعظيم هو معصية من الكبائر
ونسي أن السجود في حد ذاته عبادة
كما غفل عن أن التعظيم مع الخضوع هو العبادة
ولو سألته ما الدليل على أن سجود التعظيم كبيرة من الكبائر ما استطاع أن يستدل الا بالنهي العام عن السجود لغير الله تعالى
فليتريث المفرقون
ونسوا شيئا آخر أن سجود أخوة يوسف كان انحناء , وعلى أسوأ تقدير فالخلاف حاصل في نوع هذا السجود , فكيف يستدلون بشيء لا يعرفون حقيقته ؟
وليس هو الا خبر عن فعل وقع في الأمم السالفة
محمدعبداللطيف
2016-11-27, 01:34 PM
ألم يكفكم كلام العلامة ابن عبد الوهاب و ابن باز ؟
اخى الكريم كلام الشيخ ابن باز رحمه الله وكلام هيئة كبار العلماء صحيح لا غبار عليه لانهم يتكلمون على السجود من جهة الواقع فإنه قد استقر فى نفوس العامة والخاصة بعد مئات السنين وبعد النسخ على على دلالة واحدة وهى اختصاصه بالله تعالى فكلام ابن باز رحمه الله يتكلم عن السجود من جهة الواقع والدلالة اما نحن فنتكلم عن السجود من جهة التاصيل والتقسيم فلذلك كلام اهل العلم يعضد بعضه بعضامن جهة التقسيم والتاصيل وانظر الى الفتوى التى نقلها الاخ الكريم ابو مالك المدينى تجد فيها ما اقول فكلام اهل العلم من جهة التأصيل والتقسيم متفق اما من جهة الدلالة والواقع مختلف وهذا ظاهر فى الزمن الاول لحديثى العهد بالاسلام كما فى حديث معاذ رضى الله عنه فان الناس حديث عهد بالنسخ اما الان فالدلالة والواقع مختلف
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري نعم إن دلت قرينة قوية على عدم دلالة الفعل على الاستخفاف كسجود أسير في دار الحرب بحضرة كافر خشية منه فلا كفر. انتهى--قال النووي : " مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْجَهَلَةِ مِنْ السُّجُودِ بَيْنَ يَدَيْ الْمَشَايِخِ .. ذَلِكَ حَرَامٌ قَطْعًا ، بِكُلِّ حَالٍ ، سَوَاءٌ كَانَ إلَى الْقِبْلَةِ أَوْ غَيْرِهَا ، وَسَوَاءٌ قَصَدَ السُّجُودَ لِلَّهِ تَعَالَى ، أَوْ غَفَلَ ، وَفِي بَعْضِ صُوَرِهِ مَا يَقْتَضِي الْكُفْرَ ، أَوْ يُقَارِبُهُ ،--- والكلام ايضا على سد الذرائع والوسائل وحماية جناب التوحيد هو باب مهم ولكن بعد التأصيل والتقسيم والضوابط والاصول---------- من جهة التأصيل ايضا انه لا فرق فى الاحكام والتأصيل بين الانحناء والركوع والسجود فبالباب واحد من جهة العبادة والتحية------فقد ينحنى على وجهالتحية والتقدير والتكريم وقد ينحنى على وجه العبادة-والا فبماذا تجيب على حكم من انحنى لشخص من باب التحية كما يحدث من البعض للوافدين والزائرين ايكون كافرا ام يكون ممنوعا محرما ----وكذلك القيام منه ما هو عبادة ومنه ما هو تحيةونحن نقول بالمنع والتحريم اذا كانت الدلالة على التحية وبالكفر اذا كانت الدلالة على سجود العبادة او انحناء العبادة او قيام العباد او ركوع العبادة وان كان بعضهذه الاعمال ابلغ من بعض وهذا كلام شيخ الامام ابن باز رحمه الله يدل على ذلك--قال الشيخ محمد بن إبراهيم : " الانحناء عند السلام حرام ، إذا قصد به التحية ، وأَما إن قصد به العبادة فكفر". انتهى من "فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ" (1/109).--فالكلام فى الانحناء هومن نفس الباب من جهة التاصيل والتفصيل والدلالة كله باب واحد وان كان بعضها ابلغ من بعض-فهل لاحظت فرق بين الشيخ وتلميذه ابن باز---أن معاذاً سجد للنبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الشام، ولو كان شركا لبين له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، وقصارى ما في الأمر أنه بين له عدم جواز السجود له-أن "السجود المجرد" من الأحكام التشريعية التي قد يتغير حكمها من شريعة لأخرى ، بخلاف أمور التوحيد التي تقوم بالقلب ؛ فهي ثابتة لا تتغير.قال شيخ الإسلام : " أمَّا الْخُضُوعُ وَالْقُنُوتُ بِالْقُلُوبِ ، وَالِاعْتِرَافُ بِالرُّبُوبِيَّ ةِ وَالْعُبُودِيَّ ةِ : فَهَذَا لَا يَكُونُ عَلَى الْإِطْلَاقِ إلَّا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَحْدَهُ ، وَهُوَ فِي غَيْرِهِ مُمْتَنِعٌ بَاطِلٌ.
وَأَمَّا السُّجُودُ : فَشَرِيعَةٌ مِنْ الشَّرَائِعِ ؛ إذْ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنْ نَسْجُدَ لَهُ ، وَلَوْ أَمَرَنَا أَنْ نَسْجُدَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرِهِ : لَسَجَدْنَا لِذَلِكَ الْغَيْرِ ، طَاعَةً لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إذْ أَحَبَّ أَنْ نُعَظِّمَ مَنْ سَجَدْنَا لَهُ،. وَلَوْ لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا السُّجُودَ لَمْ يَجِبْ أَلْبَتَّةَ فِعْلُهُ .
فَسُجُودُ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ : عِبَادَةٌ لِلَّهِ ، وَطَاعَةٌ لَهُ وَقُرْبَةٌ يَتَقَرَّبُونَ بِهَا إلَيْهِ ، وَهُوَ لِآدَمَ تَشْرِيفٌ وَتَكْرِيمٌ وَتَعْظِيمٌ.
وَسُجُودُ إخْوَةِ يُوسُفَ لَهُ : تَحِيَّةٌ وَسَلَامٌ ؛ أَلَا تَرَى أَنَّ يُوسُفَ لَوْ سَجَدَ لِأَبَوَيْهِ تَحِيَّةً ، لَمْ يُكْرَهْ لَهُ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/360). هذا من جهة التأصيل والتقسيم اما من جهة الواقع فبعد مرور مئات السنين قد استقر الامر وصار السجود لا يدل الا على معنى واحد هذا من جهة الواقع --ولهذا لو أمر احد عباد القبور الذين يشركون بالله باكثر انواع العبادة لو امرت كثير منهم بالسجود للقبر لما فعل لانه مستقر فى نفسه ان هذا الفعل مختص بالله وان كان يشرك بالله بعبادات كثيرة اخرى غير السجود شركا اشد من شرك اهل الجاهلية الاولى هذا يرجع الى ما وضحناه آنفا واما من جهة التأصيل فالامر واضح والحمد لله- فكلام علماء الامة واضح جدا من جهة التأصيل والتفصيل قبل النسخ وبعده اما من جهة الدلالة والواقع فهذا امر إخر --فالمسألة كما قيل سابقا ثبت العرش ثم انقش وجزاكم الله خيرا وأسال الله لى ولكم العلم النافع والعمل الصالح
أبو مالك المديني
2016-11-27, 05:24 PM
وأما القول بأن السجود لغير الله شرك مطلقاً ، لأن مطلق السجود عبادة لا تصرف لغير الله ، فقول ضعيف ، ويدل على ذلك :
قال شيخ الإسلام : " وَقَدْ كَانَتْ الْبَهَائِمُ تَسْجُدُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْبَهَائِمُ لَا تَعْبُدُ إلا اللَّهَ ، فَكَيْفَ يُقَالُ : يَلْزَمُ مِنْ السُّجُودِ لِشَيْءِ عِبَادَتُهُ ؟!" انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/360).
6-أن التفريق بين سجود التحية وسجود العبادة هو ما عليه جمهور العلماء من مختلف المذاهب.
وقال الشيخ عبد العزيز عبد اللطيف : " فمن المعلوم أن سجود العبادة ، القائم على الخضوع والذل والتسليم والإجلال لله وحده : هو من التوحيد الذي اتفقت عليه دعوة الرسل، وإن صرف لغيره فهو شرك وتنديد .
ولكن لو سجد أحدهم لأب أو عالم ونحوهما ، وقصده التحية والإكرام : فهذه من المحرمات التي دون الشرك ، أما إن قصد الخضوع والقربة والذل له فهذا من الشرك" .
انتهى من "نواقض الإيمان القولية والعملية" (ص: 278).
لقائل أن يقول أيضا :
ألم يكفكم تلك النقول عن العلماء ، وهو مذهب الجماهير ، ألم يكفكم كلام شيخ الإسلام وغيره من الأعلام !!
ثم إننا ألمعنا : بأن من العلماء من فصل ومنهم من لا !
ثم نقلنا ذلك عنهم .
على أي حال يكفي ما ذكر من الطرفين ، وليلزم كل منا الرفق بصاحبه وأخيه ، وفقنا الله وإياكم لما فيه الفلاح في الدنيا والآخرة .
أحمد القلي
2016-11-28, 12:40 AM
آمين , ويارك الله فيكم
المسألة ليست مسألة حكاية الخلاف والاكتفاء به , بل معرفة الدليل الذي التزمته كل طائفة
وليس لمن فرق دليل يعتمد عليه لا يخلو من اشكال
وسأذكر هنا سؤالا يكون الجواب عنه فاصلا للنزاع
رجل دخل المسجد النبوي وخر ساجدا لقبر النبي عليه السلام ولم ينو الا التحية والتعظيم
وهذا يفعله كلما دخل
فهل ترون أن هذا الفعل شركا أم أنه معصية تزول بمجرد الاستغفار أو بدونه ان شاء الغفار ؟
فحسب التفريق السابق يلزمكم أن تقولوا أن هذا لم يقصد عبادة النبي عليه السلام ولا يكون شركا الا اذا نوى ما ينويه العابد
واذا لم يكن شركا في حق النبي عليه السلام , لم يكن في حق الوالدين ولا الأولياء الصالحين مادامت النية مقتصرة على النحية والاكرام والتعظيم
واذا كان النبي عليه السلام نهى في مرضه الذي توفي فيه أصحابه وأمته أن يتخذوا قبور الأنبياء مساجد
ولعن الله من اتخذ قبور الأنبياء مساجد , فان كان هذا الاتخاذ قد استحق اللعن مما يدل على أنه من الكبائر مع أن السجود في تلك الأماكن ليس لأجل القبر بل في المكان الذي فيه القبر , ونية الساجد والمصلي هي لله عزوجل
فدل هذا على أن من سجد للقبر متعمدا وليس لله يكون ذنبه أعظم من اللعن المذكور في الحديث
فأي شيء يكون أكبر من اللعن ؟
أما التفريق بناء على النية والقصد فلا يصلح في مثل هذا المقام الذي قصد الشارع سد كل ذريعة الى الشرك
فالعبادة منها هو فعل القلب
ومنها ما هو فعل الجوارح , وقد يجتمعان ويفترقان
و السجود في حد ذاته عبادة , قال الله تعالى (فاسجدوا لله واعبدوا)
نعم تتعلق الأعمال بالنيات والمقاصد , ولكن قد ينهى العبد عن فعل الشيء وان لم يقصد المعنلى المنهي عنه
مثل نهيهم عن القيام والامام قاعد وان لم يقصدوا التشبه بالأعاجم الذين يقومون على عظمائهم
قال شيخ الاسلام (ومعلوم أن المأموم إنما نوى أن يقوم لله لا لإمامه وهذا تشديد عظيم في النهي عن القيام للرجل القاعد،
ونهى أيضا عما يشبه ذلك، وإن لم يقصد به ذلك،
ولهذا نهى عن السجود لله بين يدي الرجل، وعن الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله، كالنار ونحوها.) انتهى
والعجيب أن من فرق بين السجودين قال ان الذي يسجد معصية انما يقصد الخضوع والتعظيم
والتعظيم والخضوع هو عين العبادة , والسجود هو منتهى الخضوع لأنه غاية الانخفاض بل غاية التذلل
والنية التي جعلوا بها السجود شركا تكفي وحدها لتحقق الشرك وان لم يصحبها سجود
فالشرك يكون بالأفعال تارة وبالمقاصد تارة أخرة وباجتماعهما أيضا
محمدعبداللطيف
2016-11-28, 02:15 AM
رجل دخل المسجد النبوي وخر ساجدا لقبر النبي عليه السلام ولم ينو الا التحية والتعظيم
وهذا يفعله كلما دخل
فهل ترون أن هذا الفعل شركا أم أنه معصية تزول بمجرد الاستغفار أو بدونه ان شاء الغفار ؟
فحسب التفريق السابق يلزمكم أن تقولوا أن هذا لم يقصد عبادة النبي عليه السلام ولا يكون شركا الا اذا نوى ما ينويه العابد
واذا لم يكن شركا في حق النبي عليه السلام , لم يكن في حق الوالدين ولا الأولياء الصالحين مادامت النية مقتصرة على النحية والاكرام والتعظيم
--------------------------------
والعجيب أن من فرق بين السجودين قال ان الذي يسجد معصية انما يقصد الخضوع والتعظيم
والتعظيم والخضوع هو عين العبادة؟؟ ؟؟؟؟؟,
قولك -فهل ترون أن هذا الفعل شركا أم أنه معصية تزول بمجرد الاستغفار أو بدونه ان شاء الغفار ؟ الاجابة يقول شيخ الاسلام-أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛------
· ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر فمثل هذا السجود لا يتأتىإلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي- ففرق بين ماهو مظنة العبادة كالقبر والشمس والقمر والاصنام وبين ما ليس كذلك كالاب والعالم ونحوهما -اتظن انفعل يوسف واخوته وفعل الملائكة كان عبادة ام كان تحية واكرام الفرق واضح بين السجودين-نعم لو وقع مع الوالد او العالم او غيره على وجه العبادة لكان كفرا ولا شك فى ذلك
·
· ------------قولك
· واذا لم يكن شركا في حق النبي عليه السلام , لم يكن في حق الوالدين ولا الأولياء الصالحين مادامت النية مقتصرة على النحية والاكرام والتعظيم
لا دخل للنية الا فى الامور المحتملة التى يجب فيها الاستفصال كلابس التميمة او الامور التى فيها نوع تعظيم ولكن ليس كتعظيم العبادةكما فى حديث عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ t أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَىَ رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةً مِنْ صُفْرٍ. فَقَالَ: «مَا هَذِهِ؟»--- هنا نوع تشريك وليس الشرك الاكبر -- كذلك الحلف عبادة لله والحلف بغير الله قد يكون شرك اكبر وقد يكون شرك اصغر والحلف فيه نوع تعظيم ولكن لا يصل الى تعظيم العبادة وكما يقول علماء التوحيد لو حلف بشئ يعبده لكان شركا اكبر لانه يتضمن تعظيم العبادة اما لو حلف بوالده اواى شئ آخر مما يحلف به غير الله فانه يكون شركا اصغر لان فيه نوع تعظيم ولكن ليس تعظيم العبادة وقس على الحلف السجود منه سجود التحية وهذا فيه نوع تعظيم ولكن ليس تعظيم العبادة فقولك اخى الكريم والتعظيم والخضوع هو عين العبادة هذا راجع لعدم التفرقة بين تعظيم العبادة وما يسميه العلماء فى كتب التوحيد نوع تعظيم ونوع تشريك وخضوع العبادة ونوع خضوع ومحبة العبادة وما دونها من محبة محرمةفهذا هو الفارق بين كلام اهل العلم وغيرهم فأهل العلم يضبطون المسائل وصور هذه المسائل بالضوابط والقيود والتعريفات التى تفرق بين الشرك الاكبر وما دونه حتى لا تتدخل بعض الصور فى بعض كما هو ظاهر فى كلامكم فيجب التفرقة بين التعظيم الذى هو من باب التحية والاكرام وهذا له دلالاته كما فى سجود الملائكة لادم وسجود اخوة يوسف-وسجود العبادةالذى قال عنه شيخ الاسلام بن تيميةأما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا للّه سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل
أحمد القلي
2016-11-28, 01:34 PM
ولكن لو سجد لشمس أو قمر أو قبر فمثل هذا السجود لا يتأتىإلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي- ففرق بين ماهو مظنة العبادة كالقبر والشمس والقمر والاصنام وبين ما ليس كذلك كالاب والعالم ونحوهما -اتظن انفعل يوسف واخوته وفعل الملائكة كان عبادة ام كان تحية واكرام الفرق واضح بين السجودين-نعم لو وقع مع الوالد او العالم او غيره على وجه العبادة لكان كفرا ولا شك فى ذلك
لم تجب عن السؤال ,
وانما رجعت تدكر الفرق ككل مرة بين سجود العبادة وسجود التحية
ولدلك دكرت لك أن الدي سجد لقبر النبي لم يقصد الا التحية والتعظيم الدي تتكلم أنت عنه ولم يخطر بباله عبادة محمد صلى الله عليه وسلم
وهو أيضا لم يقصد القبر المدفون فيه وانما قصد المدفون
وزمهما تهربت أخي من الاجابة فانه لا مناص من القول ان هدا السجود هو كفر
ولو بقيت على أصلك في التفريق لقلت كما قال الدهبي أن هدا الفعل لا يدخل في باب الشرك
ولا أدري ما هو الاشراك ان لم يكن هدا هو ؟
وفي كل مرة تعيد القياس على سجود الملائكة , وقد عرفتك من قبل أنه قياس باطل , لأنه لم يقع الا مرة واحدة وبأمر من الدي لا ينبغي السجود الا له
والفرق الثالث أنه وقع من الملائكة في الملأ في الأعلى , ونحن نتحدث عن سجود بني آدم المكلفين في الأرض
ولم يبق في يدك الا السجود ليوسف وقد عرفتك أكثر من مرة أنه مجرد انحناء لا ندري على أي وجه وقع
كما روي عن ابن عباس أنه ليس سجودا على الأرض بوضع الجباه
ولم نعلم وقوعه الا مرة واحدة , بصفة لا ندري حقيقتها في شريعة غير شريعتنا
ولا تعد لي كلام قتادة الدي نقله ابن كثير أن هدا كان جائزا في الأمم السابقة , فهده الدعوى العريضة لا تقبل بهدا الخبر , ولولا أن الله قد قص علينا حكاية دلك السجود لما عرفته ولا خطر على قلبك
وأضرب لك مثالا من قصة يوسف عليه السلام حتى لا تعود الى الكلام عن نسخ الشرائع والأحكام دون ما له علاقة بالعقائد
فمعلوم ان يوسف عليه السلام دخل في حكم الملك بطلب منه وصار على خزائن الأرض , وهدا دخول في دين الملك الكافر , ولا بد من أن يحكم في كثير من الأمور بحكمه كما أخبر الله تعالى أنه ما كان ليأخد أخاه في دين الملك الا أن يشاء الله
ولكن في شريعتنا لا يجوز الدخول تحت امرة الكفار ولا الخضوع لحكمهم وهدا فيه نوع من الموالاة
والواجب التبرأ منهم ومن أفعالهم فضلا عن الدخول تحت حكمهم والائتمار بشريعتهم
والولاءوالبراء من أوثق عرى الايمان
وليس الحكم على من تعمد السجود لبشر بالكفر معناه انزال هدا الحكم على المعين ادا فعله
ففرق بين الحكم العام وبين الحكم الخاص على المعين
محمدعبداللطيف
2016-11-28, 03:57 PM
لم تجب عن السؤال ,
وانما رجعت تدكر الفرق ككل مرة بين سجود العبادة وسجود التحية
ولدلك دكرت لك أن الدي سجد لقبر النبي لم يقصد الا التحية والتعظيم الدي تتكلم أنت عنه ولم يخطر بباله عبادة محمد صلى الله عليه وسلم
وهو أيضا لم يقصد القبر المدفون فيه وانما قصد المدفون
وزمهما تهربت أخي من الاجابة فانه لا مناص من القول ان هدا السجود هو كفر
ولو بقيت على أصلك في التفريق لقلت كما قال الدهبي أن هدا الفعل لا يدخل في باب الشرك
ولا أدري ما هو الاشراك ان لم يكن هدا هو ؟
وفي كل مرة تعيد القياس على سجود الملائكة , وقد عرفتك من قبل أنه قياس باطل , لأنه لم يقع الا مرة واحدة وبأمر من الدي لا ينبغي السجود الا له
والفرق الثالث أنه وقع من الملائكة في الملأ في الأعلى , ونحن نتحدث عن سجود بني آدم المكلفين في الأرض
ولم يبق في يدك الا السجود ليوسف وقد عرفتك أكثر من مرة أنه مجرد انحناء لا ندري على أي وجه وقع
كما روي عن ابن عباس أنه ليس سجودا على الأرض بوضع الجباه
ولم نعلم وقوعه الا مرة واحدة , بصفة لا ندري حقيقتها في شريعة غير شريعتنا
ولا تعد لي كلام قتادة الدي نقله ابن كثير أن هدا كان جائزا في الأمم السابقة , فهده الدعوى العريضة لا تقبل بهدا الخبر , ولولا أن الله قد قص علينا حكاية دلك السجود لما عرفته ولا خطر على قلبك
وأضرب لك مثالا من قصة يوسف عليه السلام حتى لا تعود الى الكلام عن نسخ الشرائع والأحكام دون ما له علاقة بالعقائد
فمعلوم ان يوسف عليه السلام دخل في حكم الملك بطلب منه وصار على خزائن الأرض , وهدا دخول في دين الملك الكافر , ولا بد من أن يحكم في كثير من الأمور بحكمه كما أخبر الله تعالى أنه ما كان ليأخد أخاه في دين الملك الا أن يشاء الله
ولكن في شريعتنا لا يجوز الدخول تحت امرة الكفار ولا الخضوع لحكمهم وهدا فيه نوع من الموالاة
والواجب التبرأ منهم ومن أفعالهم فضلا عن الدخول تحت حكمهم والائتمار بشريعتهم
والولاءوالبراء من أوثق عرى الايمان
وليس الحكم على من تعمد السجود لبشر بالكفر معناه انزال هدا الحكم على المعين ادا فعله
ففرق بين الحكم العام وبين الحكم الخاص على المعين قولك-لم تجب عن السؤال ,
وانما رجعت تدكر الفرق ككل مرة بين سجود العبادة وسجود التحية - نعم ولا زلت افرق لان هذا ليس تفريقى انا وانما هو تفريق علماء الامة وهم قدوة لنا وقبلتنا فى العلم---وقولك ولدلك دكرت لك أن الدي سجد لقبر النبي لم يقصد الا التحية والتعظيم الدي تتكلم أنت عنه ولم يخطر بباله عبادة محمد صلى الله عليه وسلم
وهو أيضا لم يقصد القبر المدفون فيه وانما قصد المدفون
وزمهما تهربت أخي من الاجابة فانه لا مناص من القول ان هدا السجود هو كفر-اخى الكريم انا لم اتهرب من الاجابة وقد اجبتك من قبل
ان السجود للقبر فمثل هذا السجود لا يتأتىإلا عن عبادة وخضوع وتقرب فهو سجود شركي ولا يقبل فية الشبهات والدعاوى التى يستدل بها القبوريين من السجود للمقبورين
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ فان شبهاتهم لا حصر لها - لانه يوجد فرق كبير بين الاحياء والاموات واليك مثال على هذا فانه يجوز طلب الدعاء من الحى الحاضر القادر على الشئ ولا يجوز طلب الدعاء من الاموات الفرق واضح والقياس باطل من هؤلاء القبوريين والصوفيين وعباد الاضرحة فالداء قديم فانهم يستدلون بمثل هذه الاقيسة والشبهات على شركهم من قبل ومن بعد ولا يزالون- حتى انهم يستدلون من القرآن على سجود التحية من سجود الملائكة واخوت يوسف عليه السلام على صحة دعواهم فى سجود العبادة بل الاكثر من ذلك انهم يستدلون بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية السابق ذكره فى الطعن على شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب فى تجريده للتوحيد وانكاره ما يفعله عباد القبور ويمكن اذا اردت اخى الكريم ان احيلك على روابط مواضيعهم فى المنتديات- ليظهر لك ما يستدلون به من شبهات على صحة ما يفعلونه من شرك وسجود لغير الله فهم لا ينتظرون كلامنا حتى يقيسوا هذا القياس الباطل بل قاسوا من قبل بما فى القران واستدلوا بكلام شيخ الاسلام على صحة ما يدعوه وما هى الا مجرد شبهات قام بكشفها علماء الدعوة النجدية وابطلوا هذه الشبهاتفَذَرْهُ مْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ
ولكن علماء الدعوةلم ينفوا التقسيم السابق لاجل شبهات هؤلاء القبوريين--------قولكوفي كل مرة تعيد القياس على سجود الملائكة , وقد عرفتك من قبل أنه قياس باطل , لأنه لم يقع الا مرة واحدة وبأمر من الدي لا ينبغي السجود الا له----لست انا من قام بالقياس وانما من قام بذلك علماء الامة والقياس هنا المقصود به ثبوت سجود التحية بين من فى السماء وثبوته فى الارض مع المنع من ذلك بعد النسخ وما الفرق اذا وقع مرة او آلاف المرات--------------------وقولكولو بقيت على أصلك في التفريق لقلت كما قال الدهبي أن هدا الفعل لا يدخل في باب الشرك -الامام الذهبى رحمه الله عنده خلل فى هذا الباب يقول الشيخ صالح ال الشيخ- الذهبي رحمه الله تعالى فهو في توحيد العبادة جيّد؛ على طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية وفي الأسماء والصفات، وعقائد السلف في الإيمان والقدر وغيره، هو كذلك على عقيدة السلف الصالح، وله في ذلك مؤلفات كثيرة كالعلو والأربعين وما أشبه ذلك، وأما في وسائل الشرك فإنه حصل له عدم تحرير فيها رحمه الله، خاصة في كتابه هذا الأخير "السِّيَر" الذي ألفه بعد وفاة شيخ الإسلام ابن تيمية؛ بعد وفاة وشيخ الإسلام بعشر سنين، فعنده بعض العبارات التي فيها تساهل بوسائل الشرك؛ كالدعاء عند القبور، والصلاة عندها، والتبرك برؤية الصالحين، أو التبرك بالدعاء عند القبور أو بالأماكن؛ المشاهد أوأشباه ذلك، فعنده تساهل في هذا راجع إلى عدم تحريره لمسألة الوسائل؛ وسائل الشرك.-----------------------وقولك الفرق الثالث أنه وقع من الملائكة في الملأ في الأعلى , ونحن نتحدث عن سجود بني آدم المكلفين في الأرض -لافرق بين وقوعه فى الارض او السماء فقد ثبت من الملائكة فى السماء واخوة يوسف فى الارض وامتنع عن السجود فى السماء ابليس عليه لعنت الله وانكار سجود التحية من الملائكة اشد من الامتناع عن السجود من احد الوجوه او بأحد الاعتبارات لان الامتناع قد كان مع الاقرار ولكن ابليس ابى واستكبر اما انكار سجود الملائكة فهو تكذيب للقران وقد وضح ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية سابقا ---------------قولكولا تعد لي كلام قتادة الدي نقله ابن كثير أن هدا كان جائزا في الأمم السابقة , فهده الدعوى العريضة لا تقبل بهدا الخبر-لم افهم المقصود بكلمة دعوى عريضه لا تقبل بهذا الخبر هذه الكلمة ظاهرها ان سجود التحية الذى كان جائزا في الأمم السابقة مجرد دعوى-----
محمدعبداللطيف
2016-11-28, 04:30 PM
وأضرب لك مثالا من قصة يوسف عليه السلام حتى لا تعود الى الكلام عن نسخ الشرائع والأحكام دون ما له علاقة بالعقائد
فمعلوم ان يوسف عليه السلام دخل في حكم الملك بطلب منه وصار على خزائن الأرض , وهدا دخول في دين الملك الكافر , ولا بد من أن يحكم في كثير من الأمور بحكمه كما أخبر الله تعالى أنه ما كان ليأخد أخاه في دين الملك الا أن يشاء الله
ولكن في شريعتنا لا يجوز الدخول تحت امرة الكفار ولا الخضوع لحكمهم وهدا فيه نوع من الموالاة
والواجب التبرأ منهم ومن أفعالهم فضلا عن الدخول تحت حكمهم والائتمار بشريعتهم
والولاءوالبراء من أوثق عرى الايمان
وليس الحكم على من تعمد السجود لبشر بالكفر معناه انزال هدا الحكم على المعين ادا فعله
ففرق بين الحكم العام وبين الحكم الخاص على المعين قولك- حتى لا تعود الى الكلام عن نسخ الشرائع والأحكام دون ما له علاقة بالعقائد -----ولا بد من أن يحكم في كثير من الأمور بحكمه----- -ولكن في شريعتنا لا يجوز الدخول تحت امرة الكفار ولا الخضوع لحكمهم وهدا فيه نوع من الموالاة --هذا الكلام فيه نظر قال شيخ الاسلام----
بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر ; فإنهم كانوا كفارا ، ولم يكن يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام ، فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان ، فلم يجيبوه .
قال تعالى عن مؤمن آل فرعون : ( ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا ) سورة غافر: 34 .
وكذلك النجاشي ، فهو وإن كان ملك النصارى ، فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام ، بل إنما دخل معه نفر منهم . ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه ، فصلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم – بالمدينة : خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا ، وصلى عليه ، وأخبرهم بموته يوم مات ، وقال : ( إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات ) .
وكثير من شرائع الإسلام ، أو أكثرها ، لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك ، ------------------. ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن .
فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه .
وبالجملة : لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر، وقد آمن وهو عاجز عن الهجرة، لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها، بل الوجوب بحسب الإمكان .
" منهاج السنة النبوية " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( 5 / 111- 125) -فالامر لا علاقة له بالنسخ او اختلاف الشرائع ولكن متعلق بمسألة العجز.-------- اما قولكوليس الحكم على من تعمد السجود لبشر بالكفر معناه انزال هدا الحكم على المعين ادا فعله
ففرق بين الحكم العام وبين الحكم الخاص على المعين -------------------مسألة تكفير المعين قد تكلم عليها علماء الدعوة النجدية وامامهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب فى كتابه مفيد المستفيد فى كفر تارك التوحيد بما لا مزيد عليه وقد وضح الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن هذه المسألة ايضا وبين حكم تكفير المعين وازال الالتباس والشبهات التى وقعت فيه فى زمنه ولا تزال هذه الشبهات الى عصرنا الحاضر وهى المسألة الموسومة بالعذر بالجهل وفرع القضية العامة ، قضية تكفير المعين وهل يلزم من ذلك قيام الحجة أم لا بد من فهم الحجة ولا يزال موضوعها حديث الساعة.-- ونحن بعون الله سنبين مشربنا ومعتقدنا ومعتقد سلفنا الصالح من علماء الدعوة النجدية فى هذه المسألة--فنقول-إن قضية التكفير والتضليل والتبديع قضية لها جذورها في تاريخ الطوائف الإسلامية ، وكانت سمة ظاهرة وعلامة بارزة للخوارج ومن نحا نحوهم ، ثم جعلت سبة فامتطى الكثير ذراها وتمسكوا بشعفها وتوسلوا بها للنيل ممن حقق التوحيد والمتابعة ليخلصوا من ذلك إلى توسيع دائرة الإسلام ولو جيء بالمكفرات الظاهرة ، -------- يقول الشيخ اسحاق بن عبد الرحمن بن حسن--فقد بلغنا وسمعنا من فريق يدعى العلم والدين وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي واستغاث به فقال له الرجل لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه وكان هذا وأجناسه لا يعبأون بمخالطة المشركين في الأسفار وفي ديارهم بل يطلبون العلم على من هو أكفر الناس من علماء المشركين وكانوا قد لفقوا لهم شبهات على دعواهم يأتي بعضها في أثناء الرسالة ـ إن شاء الله تعالى ـ وقد غروا بها بعض الرعاع من أتباعهم ومن لا معرفة عنده ومن لا يعرف حالهم ولا فرق عنده ولا فهم . متحيزون عن الإخوان بأجسامهم وعن المشايخ بقلوبهم ومداهنون لهم وقد استَوحشوا واستُوحِش منهم بما أظهروه من الشبه وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين وعند التحقيق لا يكفرون المشرك إلا بالعموم وفيما بينهم يتورعون عن ذلك ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجت على من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بها وعدم الخوف من الزيغ رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه - ورسائل بنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك ، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية ، فإن هذا الجواب من بعض أجوبة العراقي التي يرد عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في بعض رسائل الشيخ محمد - قدس الله روحه - على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبهه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن يعافيك ((من الحور بعد الكور )) ، وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل و لا يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل ما هذه كيف ذلك فقال الشيخ قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه فلما جاءت هذه السقطة عرفتها أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال ونحن نقول الحمد لله وله الثناء نسأله المعونة والسداد ولا نقول إلا كما قال مشايخنا الشيخ محمد في إفادة المستفيد وحفيده في رده على العراقي وكذلك هو قول أئمة الدين قبلهم ومما هو معلوم بالإضطرار من دين الإسلام أن المرجع في مسائل أصول الدين إلى الكتاب والسنة وإجماع الأمة المعتبر وهو ما كان عليه الصحابة وليس المرجع إلى عالم بعينه في ذلك فمن تقرر عنده الأصل تقريراً لا يدفعه شبهة وأخذ بشراشير قلبه هان عليه ما قد يراه من الكلام المشتبه في بعض مصنفات أئمته إذ لا معصوم إلا النبي ومسألتنا هذه وهي عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه وأن من عبد مع الله غيره فقد أشرك الشرك الأكبر الذي ينقل عن الملة هي أصل الأصول وبها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وقامت على الناس الحجة بالرسول وبالقرآن وهكذا تجد الجواب من أئمة الدين في ذلك الأصل عند تكفير من أشرك بالله فإنه يستتاب فإن تاب وإلاّ قتل لا يذكرون التعريف في مسائل الأصول إنما يذكرون التعريف في المسائل الخفية التي قد يخفى دليلها على بعض المسلمين كمسائل نازع بها بعض أهل البدع كالقدرية والمرجئة أو في مسألة خفية كالصرف والعطف وكيف يعرفون عباد القبور وهم ليسوا بمسلمين ولا يدخلون في مسمى الإسلام وهل يبقى مع الشرك عمل والله تعالى يقول : { لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } { إن الله لا يغفر أن يشرك به } { ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله } إلى غير ذلك من الآيات ولكن هذا المعتقد يلزم منه معتقد قبيح وهو أن الحجة لم تقم على هذه الأمة بالرسول والقرآن نعوذ بالله من سوء الفهم الذي أوجب لهم نسيان الكتاب والرسول بل أهل الفترة الذين لم تبلغهم الرسالة والقرآن وماتوا على الجاهلية لا يسمون مسلمين بالإجماع ولا يستغفر لهم وإنما اختلف أهل العلم في تعذيبهم في الآخرة وهذه الشبهة التي ذكرنا قد وقع مثلها أو دونها لأناس في زمن الشيخ محمد رحمه الله ولكن من وقعت له يراها شبهة ويطلب كشفها وأما من ذكرنا فإنهم يجعلونها أصلاً ويحكمون على عامة المشركين بالتعريف ويجهلون من خالفهم فلا يوفقون للصواب لأن لهم في ذلك هوى وهو مخالطة المشركين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الله أكبر ما أكثر المنحرفين وهم لا يشعرون
أحمد القلي
2016-11-28, 11:40 PM
أخي قد ذهبت بعيدا فالكلام في تكفير المعين لا يحتمله هذا الموضع ولا هو مقصود هذا الموضوع
وأتعجب من تمسكك بعلماء الدعوة النجدية ثم أنت تخالفهم في هذه المسألة بالذات
وقد سبق أن نقلت لك حرفيا فتوى اللجنة الدائمة في تكفير من ركع للوالدين , ولا شك أن هذا عندك هو سجود تحية وتعظيم
وكذلك كلام شيخ الدعوة ابن عبد الوهاب فانه ضد مذهبك كما سبق النقل عنه
وأتعجب أكثر من اتهامك لي أنني أنكر سجود الملائكة مما يجعلني أوقن أنك لم تقرأ كلامي الأول حول كلام شيخ الاسلام الذي رد على هذه الشبهة من سبعة أوجه
وكتبت لك هناك أن شيخ الاسلام قصد الرد على من أنكر سجود الملائكة وأوله بضروب من التأويلات البعيدة معتمدا في ذلك أن السجود لا يكون الا لله ومن سحد فلا يكون الا كافرا
فبين هو أن السجود الذي وقع منهم كان على وجه التحية بأمر ربهم , فهم متعبدون لله بهذا السجود , وهذا أيضا كلام العثيمين في احدى مقالاته
وأتعجب أيضا من كلامك هذا
اما انكار سجود الملائكة فهو تكذيب للقران وقد وضح ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية سابقا
من الذي أنكر سجود الملائكة هنا ؟
انما أنكرت من قاس سجود البشر للبشر في الأرض بأمر من ابليس على سجود الملائكة للنبي الكريم بأمر رب الخلق أجمع؟
وهذا أعجب قياس يمكن أن يكون على وجه الأرض
ولا أدري كيف غفلت على أعظم فارق يمكن أن ينسف هذا القياس من أصله
ذلك أن سجود الملائكة لآدم كان أمرا من الله تعالى , ومن لم يسجد فقد عصى وغوى واستحق اللعن من رب الورى
ولكن هذا السجود في الأرض الذي تتحدث عنه من فعله استحق الاثم وكان من أهل الفسوق والعصيان .
فحق القياس أن يكون الفرع له نفس حكم الأصل
فكيف يكون أحدهما واجبا محتما في أعلى درجات الوحوب واللزوم
والآخر محرما ممنوعا في أعلى درجات النهي والتحريم
أما سجود اخوة يوسف عليه السلام , فأعيد لك يا أخي ان هذا ليس سجودا , ومن قال انه كان جائزا في الأمم السابقة
نعم كان موجودا تفعله الأعاجم وهذا ليس حجة تتمسك بها في ادعاء التفريق
ولنفرض أنه سجود كسجودنا نحن , فقد نهى النبي عليه السلام السجود لمخلوق , وقرر أن السجود لا ينبغي لأحد الا لله الأحد
وأرى أن هذه المسألة قد أخذت أكثر من حقها
فلا أنا راجع عن قولي الذي أعتقده وأدين الله به وأرى أن كل سجود لغير الجبار لا ينبغي أن يكون الا شركا
ولا أنا رادك عن مقالنك ومذهبك في التفريق بين السجود الواحد لاختلاف النية
ولكل وجهة هو موليها ,
محمدعبداللطيف
2016-11-29, 12:21 AM
وكذلك كلام شيخ الدعوة ابن عبد الوهاب فانه ضد مذهبك كما سبق النقل عنه
وأتعجب أكثر من اتهامك لي أنني أنكر سجود الملائكة مما يجعلني أوقن أنك لم تقرأ كلامي الأول حول كلام شيخ الاسلام الذي رد على هذه الشبهة من سبعة أوجه
ولنفرض أنه سجود كسجودنا نحن , فقد نهى النبي عليه السلام السجود لمخلوق , وقرر أن السجود لا ينبغي لأحد الا لله الأحد
قولك -وكذلك كلام شيخ الدعوة ابن عبد الوهاب فانه ضد مذهبك كما سبق النقل عنه - كلام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب والشيخ بن باز صحيح ولا غبار عليه لانه يتكلم من جهة الواقع فانه بعد مرور مئات السنين استقر الامر على ان السجود المعتاد بالوجه على الارض معلوم عند الخاصة والعامة انه مختص بالله فى العبادة اما فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم كان الناس حديثى عهد بنسخ سجود التحية---- اخى الكريم احمد القلى انا لم اتهمك بانكار سجود الملائكة ولا يجوز لى ان اتهمك بهذا لانى قرات كلامك جيدا وأوقن انك قررت هذا الاصل وهو ثبوت سجود الملائكة فى المشاركات السابقة- اخى الكريم احمد القلى كل قول انسبه اليك كنت اقول كلمة- اما قولك وعندما أتيت الى انكار سجود الملائكة فقلت اما انكار سجود الملائكة فهو تكذيب للقران وقد وضح ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية- ولم أنسب هذا القول اليك وانما كان تتمه لكلام شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله فى رد شبهات من نفى السجود من جميع الاوجه فقمت بزيادة رد هذه الشبهه من كلام شيخ الاسلام استطرادا لاتمام الكلام------------------------------------------------------------------------------اما قولك-ولنفرض أنه سجود كسجودنا نحن , فقد نهى النبي عليه السلام السجود لمخلوق , وقرر أن السجود لا ينبغي لأحد الا لله الأحد -----------فهذا هو فصل الخطاب وهو تماما ما نتفق عليه وهو مِسك الخِتام وجزاك الله خيرا على المثابرة والصبر فى النقاش
أحمد القلي
2016-11-29, 02:02 AM
بارك الله فيك فالأمر فيه خير ان شاء الله ونحن نتعلم ونتدارس ويستفيد بعضنا من بعض
ووفقنا الله جميعا الى كل خير
أبو محمد المأربي
2016-12-02, 02:04 PM
وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى
هنا مسائل
الأولى: سبق أن الأخ الكريم كان ينفي كون الكفر شرعيا ويراه حكما عقليا!
ثم تراجع بعد التنبيه إلى الصواب ورأى أنه حكم شرعي. ولله الحمد.
الثانية: كان ينكر النسخ والتغيير في الكفر والشرك، ثم تراجع بعد التنبيه فأثبت النسخ والتغيير في استحلال نكاح الوثنيات، وفي التقرب إلى الله بقتل بعض المسلمين توبة، ثم صار استحلال ذلك في شرعة محمّدٍ عليه السلام كفرا وشركا.... إلى آخر القائمة.
الثالثة: لا ينبغي ترديد ما تمّ الكلام فيه من غير معارض ظاهر كسجود البهائم للنبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله سبحانه فإنه عبادة من البهائم لله رب العالمين فما دخل الشرك في ذلك؟ وكسجود الملائكة لآدم عليه السلام فإنه عبادة من الملائكة لله رب العالمين، والامتناع من السجود لآدم كان كفرا حيث كفر به إبليس اللعين!!
الرابعة: سجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت ولا يصح عند النقاد وإليكم البيان المختصر:
أولا: الروايات التي لم تذكر السجود هي:
- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه من طريق أبي ظبيان حصين بن جندب عن معاذ من طريق الأعمش عنه.
-حديث زيد بن أرقم من طريق قتادة بن دعامة السدوسي عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم به.
- رواية أيوب عن القاسم بن عوف من طريق معمر بن راشد به.
- حديث أيوب عن القاسم بن عوف من طريق إسماعيل بن علية به.
ثانيا: ذكر السجود في حديث القاسم على الأوجه التالية:
- هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن القاسم، واختلف على هشام فقيل: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن معاذ. وقيل: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه لما قدم معاذ من اليمن...
- حديث حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم من طريق (أزهر بن مروان وسليمان بن حرب ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعفان بن مسلم والتمار ويحيى بن آدم).وتابعهم وهيب بن خالد عن أيوب متابعة قاصرة.
- حديث النهاس بن قهم عن القاسم واختلف عنه فقيل: «ألا نسجد لك».وقيل: «فسجد».
ثالثا: الاضطراب من القاسم بن عوف الكوفي، وبيانه من وجهين:
الأول: أن الرجل ضعيف الحديث عند أهل الحديث؛ فقد تركه شعبة بن الحجاج.
وقال النسائي: «ضعيف الحديث»
وقال أبو حاتم الرازي: «مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق»
وقال ابن عدي: ممن يكتب حديثه.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي: «مختلف فيه».
وقال في أخرى: «مختلف في حاله»
وابن حجر في التقريب: «صدوق يغرب من الثالثة»
وهو حكم غير دقيق إذ لم يذكر في التهذيب توثيقا إلا ذكر البستي له في الثقات.
الثاني: تقرير الأئمة أن الاضطراب من القاسم بن عوف.
قال الإمام البزار رحمه الله:
«وأحسب الاختلاف من جهة القاسم لأن كل من رواه عنه ثقة».
وقال أبو حاتم الرازي في اختلاف هشام والنهاس وأيوب على القاسم: «يخالف أيوب في هذا الحديث؛ فقال هشام الدستوائي إسناداً سوى هذا.ورواه النهاس بن قهم عن القاسم بإسناد آخر.
والدستوائي حافظ متقن، والقاسم مضطرب الحديث، وأخاف أن يكون الاضطراب من القاسم».([1] (http://majles.alukah.net/#_ftn1))
وقال الإمام الدارقطني:
«والاضطراب فيه من القاسم بن عوف».([2] (http://majles.alukah.net/#_ftn2))
أما ترجيح أبي زرعة لحديث أيوب على حديث هشام الدستوائي بقوله «أيوب أحفظهم»([3] (http://majles.alukah.net/#_ftn3))
فليس بظاهر؛ لأن الرواة عن أيوب اختلفوا، كما اختلفوا على حماد بن زيد، ويصعب الترجيح بين الرواية الأولى عن حماد، وبين الثانية عنه؛ لتكافؤ الرواة، ولو لم يختلف على حماد، لم يتيسّر ترجيح حديثه على حديث ابن علية لأن الحفاظ اختلفوا في أيهما أحفظ لحديث أيوب فقيل: حماد، وقيل: إسماعيل، وإلا نضطر إلى القول بأن الشيخ نسي كما فعل يحيى بن معين مرة.
وخولف أيوب من قبل قتادة، وهشام الدستوائي كلاهما عن القاسم، والسند إليهما ثابت، كما خالفه النهاس بن قهم عن القاسم لكنه ضعيف،ولم يختلف على قتادة كما اختلف على أيوب.
ولهذا قال الشيخ حسن حيدر اليمني حفظه الله:
«والصواب قول الدارقطني؛ إذ الروايات عن أيوب لم تتحد، حتى يصار إلى قول أبي زرعة، فالحديث ضعيف كما قاله الدارقطني والاضطراب كائن بين الرواة عن أيوب وهشام وقتادة، أما النهاس فضعيف»([4] (http://majles.alukah.net/#_ftn4)).
رابعا: تبيّن لك بهذا أن حديث القاسم بن عوف في سجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم منكر مضطرب، وقد حكم الأئمة (البزار والرازي والدارقطني) ومن وافقهم من المعاصرين بالاضطراب.
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله:«ما رأيكم في سجود معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:هذا إن صحّ، وفي صحته نظر، أقول: في صحته نظر».([5] (http://majles.alukah.net/#_ftn5))
وضعفه الشيخ حسن حيدر اليماني([6] (http://majles.alukah.net/#_ftn6))
وأعلّه الشيخ شعيب وزملاؤه بالاضطراب أيضا ([7] (http://majles.alukah.net/#_ftn7)).
وكذلك صاحب «أنيس الساري» رقم (3157).
خامسا: الثابت أن معاذا رضي الله عنه لم يقدم من اليمن إلا بعد وفاة النبي عليه السلام، وهناك أحاديث تشير إلى أنه لا يعود إلا بعد وفاة الرسول عليه السلام، منها:
حديث عاصم بن حميد السكوني عن معاذ بن جبل قال:«لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته فلما فرغ، قال: يا معاذ إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا أو لعلك أن تمر بمسجدي هذا أو قبري فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم التفت نحو المدينة فقال: إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحتَ، وأيم الله، ليكفؤُنّ أمتي عن دينها كما يكفأ الإناء في البطحاء»([8] (http://majles.alukah.net/#_ftn8)).
ورواه أحمد أيضا (5/235)من وجه آخر عن يزيد بن قُطيب عن معاذ أنه كان يقول: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال لعلك أن تمر بقبري ومسجدي وقد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يعودون إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فانزل بين الحيين السكون والسكاسِكِ»([9] (http://majles.alukah.net/#_ftn9)).
وقال الحافظ يعقوب بن شيبة السدوسي: حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن لكعب بن مالك قال: «بعث رسول الله معاذا إلى اليمن أميرا، وكان أول من تجر في مال الله فمكث حتى أصاب مالا وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم معاذ على أبي بكر فقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيش به وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إنما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبره، ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني».([10] (http://majles.alukah.net/#_ftn10))
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله:
«وهذا الحديث فيه إشارة وظهور وإيماء إلى أن معاذا رضي الله عنه لا يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وكذلك وقع؛ فإنه أقام باليمن حتى كانت حجة الوداع، ثم كانت وفاته عليه الصلاة والسلام، بعد أحد وثمانين من يوم الحج الأكبر..»([11] (http://majles.alukah.net/#_ftn11))
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «اتفقوا على أنه لم يزل على اليمن إلى أن قدم في عهد أبي بكر، ثم توجّه إلى الشام فمات بها»([12] (http://majles.alukah.net/#_ftn12))
ولهذا؛ كلّ روايات التوقيت بقدوم معاذ من اليمن فمنكرة سندا ومتنا.
وقد أشار إلى بعض هذا ابن كثير رحمه الله في تعليل حديث أبي ظبيان عن رجل من الأنصار عن معاذ بن جبل «قد دار على رجل مبهم، ومثله لا يحتج به، لاسيما وقد خالفه غيره ممن يعتدّ به، فقالوا: لما قدم معاذ من الشام، كذلك رواه أحمد».([13] (http://majles.alukah.net/#_ftn13))
وأما تقييد السجود بقدومه من الشام فضعيف منكر إذ لم يأت ذلك إلا من طريق القاسم بن عوف الشيباني الكوفي، ولم يثبت أيضا بعث رسول الله له إلى الشام داعيا أو واليا، ويحتمل أن تكون بعثة لبعض الحاجة أو غزوة إلى الشام، وأما السجود له فلم يرد إلا من هذا المضطرب الحديث والله أعلم.
وبهذا تظهر نكارة الحديث سندا ومتنا.
سادسا: يبعد جدا أن يقدم معاذ وأمثاله من الصحابة رضوان الله عليهم إلى السجود من غير استئذان من الشارع لما استفاض عندهم من كراهته للقيام له إذا أقبَلَ، فكيف السجود له!
ولهذا ورد في أكثر من مقام استئذانهم لذلك؛ فقالوا:
«أفلا تأذن لنا في السجود لك؟» «لو أمرتنا أن نسجد لك كما يسجد للملوك».
«تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك».
«قالوا: يا رسول الله هذين فحلين لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد لك؟»
وفي كل الأحوال يجيب عليه السلام: «إن السجود ليس لي إلا للحي الذي لا يموت، ولو أني آمر أحدا من هذه الأمة بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» أو كما قال.
وبالجملة: أولى الروايات بالسلامة من النكارة حديث الثوري وأبي معاوية حيث جاء فيه: «أنّ معاذ بن جبل خرج في غزاة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثم رجع فرأى رجلا يسجد بعضهم لبعض فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها».
الخاتمة:
حديث سجود معاذ للنبي عليه السلام فيه عدة علل سبق بيانها بالتفصيل، وإيجازها في الخاتمة على النحو الآتي:
الأولى:
ضعف القاسم بن عوف الشَّيباني شبه المتفق عليه عند النقاد المتقدمين.
الثَّانية:
اضطرابه في الأسانيد كما ذكر الحفاظ البزار والرازي والدارقطني.
الثَّالثة:
الاختلاف في المتن وهو من القاسم أيضا.
الرابعة:
حديث: «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» مشهور ثابت، فإنه ورد من حديث أبي هريرة وبريدة وأنس وعبد الله بن أبي أوفي وزيد بن أرقم ومعاذ بن جبل، وجابر بن عبد الله وصهيب وقيس بن سعد وابن عباس وغيلان بن سلمة وعائشة وثعلبة بن أبي مالك ويعلى بن مرة وسراقة بن مالك وابن مسعود وعصمة بن مالك الخطمي([14] (http://majles.alukah.net/#_ftn14)).
النتيجة: أبو عبد الرحمن (معاذ) لم يسجد لغير الرحمن.
الخامسة:
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين": «ومن أنواع الشرك: سجود المريد للشيخ، فإنه شرك من الساجد والمسجود له.
والعجب أنهم يقولون:
ليس هذا سجود، وإنما هو وضع الرأس قدام الشيخ احتراماً وتواضعاً.
فيقال لهؤلاء ولو سميتموه ما سميتموه، فحقيقة السجود: وضع الرأس لمن يسجد له، وكذلك السجود للصنم، وللشمس، وللنجم، وللحجر، كله وضع الرأس قدامه».
لأن الدلائل عامة في جنس السجود، والعموم دلالته كليّة في أفراده؛ فكلّ فردٍ من أفراد السجود في الوجود داخل في القصر القرآني والنبوي.
وقال رحمه الله أيضا في كتاب البدائع:
«قلّما يتأتى السحر بدون نوع عبادة للشيطان، وتقرّب إليه؛ إما بذبحٍ باسمه، أو بذبح يُقصَد به هو، فيكون ذبحا لغير الله، وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق.والساحر وإن لم يسمّ هذا عبادةً للشيطان فهو عبادة له، وإن سمّاه بما سمّاه به، فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه، لا لاسمه ولفظه.
فمن سجد لمخلوق وقال: ليس هذا بسجود له، هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة كما أقبّلها بالنّعم، أو هذا إكرام، لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله فليسمّه بما شاء.
وكذلك من ذبح للشيطان ودعاه، واستعاذ به وتقرّب إليه بما يحبّ فقد عبده، وإن لم يُسمِّ ذلك عبادةً بل يسمّيه استخداما ما.. والمقصود أن هذا عبادة منه للشيطان وإن سمّاه استخداما قال تعالى:﴿ألم اعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوّ مبين﴾..».
وقال رحمه الله: «إذا عرف هذا فمن خصائص الإلهية: السجود، فمن سجد لغيره فقد شبّه المخلوق به.
ومنها التوكل، فمن توكّل على غيره فقد شبّهه به....»
«فالتوبة عبادة لا تنبغي إلا لله كالسجود والصيام»
«فالسجود، والعبادة، والتوكل، والإنابة والتقوى والخشية والتحسّب والتوبة والنذر والحلف، والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والاستغفار وحلق الرأس خضوعا وتعبدا والطواف بالبيت والدعاء=
كل ذلك محض حق الله الذي لا يصلح ولا ينبغي لسواه من ملك مقرّب ولا نبي مرسل»
السادسة:
آفة كلام الأخوين تنكشف في الجواب عن هذا السؤال:
هل السجود فعل واحد بالعين، أو فعل واحد بالنوع؟
وهل هو طاعة بذاته إذا كان لله، ومعصية في ذاته إذا كان للشيطان؟
أو لا يكون طاعة ولا معصية إلا بالقصد والنية؟
بعد الإجابة من السؤال يجري الكلام مع الأخوين في اتجاه صحيح أو معاكس.
وقبل ذلك فالكلام قد يدور في حلقة مفرغة والله المستعان.
([1])علل ابن أبي حاتم الرازي رقم (2250).
([2])علل الأحاديث النبوية (963)
([3])علل ابن أبي حاتم الرازي رقم (1282).
([4])نزهة الألباب في قول الترمذي وفي الباب (4/1857).
([5])شرح كشف الشبهات ص121.
([6]) نزهة الألباب (4/1857؛ 1862).
([7]) تحقيق المسند (19403-19404).
([8])أخرجه الإمام أحمد (5/235) وابن حبان في صحيحه (647) واللفظ له، وابن أبي عاصم في الآحاد (1837) والبزار (2647) والطبراني (2/ رقم 242) وفي الشاميين (991) وابن بشران في الأمالي (363) وأبو نعيم في الصحابة (5957) والبيهقي (10/86) وفي الدلائل (5/404) وإسناده صحيح.
([9])أخرجه الطبراني (20/رقم 171) والشاميين (983) والشاشي في مسنده (1397) والبيهقي (9/20) ورجاله ثقات إلا ابن قطيب لم يسمع من معاذ. انظر: مجمع الزوائد (10/55).
([10])ذكره ابن عبد البر في التمهيد (12/370) وأخرجه أيضا البيهقي في الدلائل (5/405-406)، ونحوه عن الأعمش عن شقيق عند أبي نعيم في الحلية (1/232).
([11]) البداية والنهاية (7/382).
([12])فتح الباري (3/358).
([13])البداية والنهاية (7/382).
([14]) راجع: إرواء الغليل للألباني (7/54 - 55)، أنيس الساري (3157).
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.