المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولكن من شرح بالكفر صدرا



ابراهيم العليوي
2013-09-28, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأعضاء طلبة العلم هل يوجد اختلاف بين تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة الشوكاني رحمهما الله تعالى اختلاف في شرح معنى ( انشراح الصدر بالكفر )
قال الشوكاني في تفسيره ((ولكن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا))

(( أي: اعتقده وطابت به نفسه واطمأن إليه........... فكأنه قيل على هذا من كفر
بالله فعليهم غضب إلا من أكره ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب وإنما صح استثناء المكره من الكافر مع أنه ليس بكافر لأنه ظهر منه بعد الإيمان ما لا يظهر إلا من الكافر لولا الإكراه..))

ويقول شيخ الإسلام في تفسيره الآية (( قال الله تعالى: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضبمن الله ولهم عذاب عظيم} وهذه الآية مما يدل على فساد قول جهم ومن اتبعه فإنه جعل كل من تكلم بالكفر من أهل وعيد الكفار إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان. فإن قيل: فقد قال تعالى: {ولكن من شرح بالكفر صدرا} قيل: وهذا موافق لأولها فإنه من كفر من غير إكراه فقد شرح بالكفر صدرا وإلا ناقض أول الآية آخرها ولو كان المراد بمن كفر هو الشارح صدره وذلك يكون بلا إكراه لم يستثن المكره فقط بل كان يجب أن يستثنى المكره وغير المكره إذا لم يشرح صدره وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعا فقد شرح بها صدرا وهي كفر وقد دل على ذلك قوله تعالى: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون} {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون} {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}. فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنا تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له بل كنا نخوض ونلعب وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدره بهذا الكلام ولو كان الإيمان في قلبه منعه أن يتكلم بهذا الكلام.))

زياني
2013-09-28, 12:27 PM
كما أن الإيمان قول واعتقاد وعمل ، يزيد وينقص ، فكذلك القول في الكفر ، فمنه ما هو اعتقاد .... وهو كثير كالاعتقاد بالكفر والتثليث والشك في أركان الإيمان .... ومنه ما هو قول: وذلك كمن ينطق بكلمة الكفر من غير إكراه ولو من غير اعتقاد ، وأعظم ذلك كفرا هو سب الله تعالى ، ومن الكفر ما هو فعل كالسجود للأصنام ونحو ذلك ، وراجع في ذلك الصارم المسلول فإنه أشبع القول في هذه المسألة .

ابراهيم العليوي
2013-09-28, 02:38 PM
أخي زياني بارك الله فيك ...هل ماذكرته موضع اتفاق بين ابن تيمية والشوكاني ...اليوم كثيرا ممن كتب في موضوع التكفير تراه ينقل أحد القولين فيتبناه ويقول أنه هو قول أهل السنة والجماعة ...فهل شرح الصدر بالكفر اتفق عليه ابن تيمية والشوكاني وهو الإطمئنان بالكفر...فأقوال شيخ الإسلام لاتدل على هذا الوصف فلا أظن أحدا سنيا أو بدعيا لا يكفر من اطمئن للكفر ورضيت به نفسه !فالقضية تحتاج النظر الدقيق.

ابراهيم العليوي
2013-09-28, 11:32 PM
في الصارم المسلول على شاتم الرسول
[ فمن قال بلسانه كلمة الكفر من غير حاجة عامدا لها عالما بأنها كلمة كفر فإنه يكفر بذلك ظاهرا وباطنا ولا يجوز أن يقال: إنه في الباطن يجوز أن يكون مؤمنا ومن قال ذلك فقد مرق من الإسلام قال سبحانه: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلب فقط لأن ذلك لا يكره الرجل عليه وهو قد استثنى من أكره ولم يرد من قال واعتقد لأنه استثنى المكره وهو لا يكره على العقد والقول وإنما يكره على القول فقط فعُلم من ذلك أنه أراد: من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكن من شرح بالكفر صدرًا من المكرهين فإنه يكفر، فصار كل من تكلم بالكفر فإنه يكفر إلا من أكرِهَ، فقال بلسانه وقلبه مطئمن بالإيمان وقال تعالى في حق المستهزئين (قد كفرتم بعد إيمانكم) فبين أنهم كفار بالقول، مع أنهم لم يعتقدوا صحته .. ]
كلام الشيخ هنا لا يوافق كلام الشوكاني رحمهما الله تعالى ...ونرجو بيان قول الشوكاني هل هو قول أهل السنة والجماعة
فالكثير يحتج به على أن المسلم لا يكفر إلا بانشراح الصدر ولا اعتبار بصدور مكفِّر لم يُرد به فاعله الخروج من الإسلام إلى ملة الكفر !.....

زياني
2013-09-29, 03:21 AM
قد أجبت عن نفسك بنقل كلام الشيخ من الصارم، وله كلام كثير فيه يقرر ما قلت لك من أن الكفر قول وعمل واعتقاد، وأنه لا يشترط جمعها، بل من صدر منه واحد منها كالقول الكفري مثلا فإنه كافر ظاهرا وباطنا ولو لم يستحل أو يعتقد به، لأنه قد شرح بالكفر صدرا، بمعنى أنه قال كلمة الكفر عمدا من قلبه وليس مخطئا، لأن كل كافر أو قائل بلسانه فإنما يفكر بما سيقوله من عقله وهو القلب، فإذا خرجت الكلمة من لسانه ولم يمسكها بعقله فقد شرح بها وكفر بالله العظيم ولو لم يستحلها أو يعتقد بها، بل مجرد الكلمة كفر في نفسها وإن لم يعتقد صاحبها أو لم يعلم بالآثار الناتجة عنها ، من تكفير له وفسخ طلاق وعدم إرث... بل يكفي النطق بالكلمة لتنطبق عليه أحكام الكفار، ومن اشترط الاستحلال القلبي أو اعتقاد صحة ما ينطق به الكافر فهذا هو عين قول الجهمية االمرجئة لغالية المارقة عن دين الله والله المستعان

ابراهيم العليوي
2013-09-29, 07:06 AM
هل قول الشوكاني صحيح أم مخالف للصواب ؟ الكثير من السلفية وطلبة علم كبار معاصرون يستشهدون به.

ابراهيم العليوي
2014-09-29, 09:17 PM
هل من مجيب ؟ هل قول الشوكاني صحيح أم مخالف للصواب ؟ الكثير من السلفية وطلبة علم كبار معاصرون يستشهدون به.

ابراهيم العليوي
2014-10-03, 09:51 PM
عجيب !!!! لماذا لم يجبني أحد ؟ هل قول الشوكاني قول السلف ؟ هل هو موافق لكلام شيخ الاسلام أم مخالف ؟
أظن أن هذا العدد الكثير الذي مر على الموضوع الكثير منهم طلبة علم ، ألم يترجح عندهم شيء في هذه المسألة ؟
وهنا حوار علمي وليس شغب ! فمن كان له أو عنده ترجيح فليصرح به.

عبدالعزيز السميطي
2014-10-03, 10:18 PM
ارى مفهوم القولين متفقان مع بعضهما البعض
ولم افهم اين هي نقطة الاختلاف لديك بالضبط

ابراهيم العليوي
2014-10-03, 10:39 PM
أخي عبد العزيز
جزاك الله خيرا لعلهما كما قلت متفقان لكن هل قول الشوكاني هذا عن الكفر(( اعتقده وطابت به نفسه واطمأن إليه )) هو نفس ما يذكره شيخ الاسلام عن معنى انشراح الصدر بالكفر ؟
وهل يمكن أن يكفر الشخص والصدر غير منشرح ولا راض ولا مطمئن بالكفر؟

عبدالعزيز السميطي
2014-10-03, 10:57 PM
نعم اخي الكريم .. هو نفس ما يذكره شيخ الاسلام عن معنى انشراح الصدر بالكفر
وكفر الشخص يكون بعدة طرق حتى وان لم ينشرح صدره وطالما لا يجهله ، اما مانحن بصدده في هذا الموضوع : فلا .. لا يكفر طالما لا يرضى به وكان مُرغماً عليه ، لأنه لا ينشرح صدره وهو مُكره عليه في حينها
اما اذا استحب لاحقاً نتائج ما أرُغم عليه مسبقاً من كفر او تكفير الغير له بالإكراه : فنعم .. يكفر

ابراهيم العليوي
2014-10-04, 06:02 AM
أسعد الله أيامك وعيدك مبارك أخي عبد العزيز.
قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في (السيل الجرار : 4 /584) :
اعلم أن الحكم على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار ؛ فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة : ( أن من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) هكذا في الصحيح ، وفي لفظ آخر في الصحيحين وغيرهما : (من دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ) : أي رجع وفي لفظ في الصحيح : (فقد كفر أحدهما ) .
ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر وأكبر واعظ عن التسرع في التكفير وقد قال الله عز وجل : ( وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً )(النحل: من الآية106) ، فلابد من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به ، وسكون النفس إليه ، فلا اعتبار بما يقع من طوارق عقائد الشر لا سيما مع الجهل بمخالفتها لطريقة الإسلام ، ولا اعتبار بصدور فعل كفري لم يرد به فاعله الخروج عن الإسلام إلى ملة الكفر ، ولا اعتبار بلفظ تلفظ به المسلم يدل على الكفر وهو لا يعتقد معناه . أ ـ هـ

عبدالعزيز السميطي
2014-10-04, 08:47 AM
وعيدك سعيد اخي .. تقبل الله طاعتكم ومنا ومنك صالح الاعمال
هناك انواع من الكفر - اصغر و اكبر او مخرج من الملة وغير مخرج - وبالنسبة لهذا العصر فقد تطبق الكثير منهم باهل الاهواء والمسمين بالجواز مسلمين ، بل ولم يدخلوا في ملة الاسلام أصلاً كي يخرجوا منها والعياذ بالله : لم يصلي قط ويفتخر بالكبائر .. فكيف بالكبيرة حين يرتكبها المسلم وهو غير مؤمن في حينها ؟
http://www.youtube.com/watch?v=mnhq514DAAc

ابراهيم العليوي
2014-10-06, 10:21 PM
ملخص قول شيخ الإسلام (( ولكن من شرح بالكفر صدرًا من المكرهين فإنه يكفر، فصار كل من تكلم بالكفر فإنه يكفر إلا من أكرِهَ،............ وإذا تكلم بكلمة الكفر طوعا فقد شرح بها صدرا وهي كفر ))
فيكون انشراح الصدر تعبيرا عن قوله الكفر من غير اكراه .