مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة البديعيات
عبد النبي
2013-09-14, 01:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا الحبيب وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
فنشرع في جمع البديعيات التي نقشت في مدح الجناب الشريف ، خدمة للحضرة النبوية ، واعتناء بتراثنا النفيس .
والبديعية هي : قصيدة طويلة ، في مدح الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، تكون على بحر البسيط ، وروي الميم المكسورة ، يتضمن كل بيت من أبياتها نوعا من أنواع البديع المئتين أو أكثر ، يكون هذا البيت شاهدا عليه .
وقد تنافس في هذا المضمار ، فطاحلة الأدباء المسلمين ، ومن أشهرهم :
1. بديعية ابي بكر ابن حجة الحموي
2. بديعية ابن معصوم المدني
3. البديعية في مدح خير البرية. تقي الدين الكفعمي.
4. نظم الشيخ محمد ابن الشيخ حمزة التستري الأهوازي
5. التشفيع في مدح الشفيع لابن الاعمي كمال الدين الدمشقي
6. صنايع الاسحار فى بدايع الاشعار, قوام الدين احمد بن ابى بكر قوامى گنجوى
7. بديعيه امين الدين على بن عثمان اربلى (م670ق).
8. بديعية ابن الخياط { المعاني اليتيمة والمباني الرخيمة }
9. الحلّة السيرافى مدح خير الورى, ابن جابر الاندلسى (بديعيّة العميان)
10. الفتح الإلي فى مطارحة الحلي, شهاب الدين احمد عطّار الدُنيسري مصرى (م794).
11. بديعيه عزّالدين على بن حسين موصلى (م789)
12. بديعيه شرف الدين عيسى بن حجّاج سعدى معروف بـ عويس عاليه (م807ق)
13. الجوهر الرفيع فى معرفة انواع البديع, الحبيب عبدالرحمن علوي (748ـ803ق).
14. بديعيّة الآثارى الوسطى, زين الدين شعبان بن محمد بن داود موصلى آثارى (765ـ 828هـ.ق)
15. العقد البديع فى مديح الشفيع, زين الدين شعبان آثارى, 400 بيت
16. بديع البديع فى مدح الشفيع, زين الدين شعبان آثارى, 169 بيت
17. الجواهر اللاّمعة فى تجنيس الفرائد الجامعة للمعانى الرائعة, اسماعيل بن ابى بكر اليمنى ابن المقرئ (755ـ
18. بديعيّه زين الدين ابوالفضل عبدالرحمن بن محمّد بن سليمان حموى (م840)
19. بديعيّه شمس الدين محمد مقرى حلبى معروف به ابن القباقيبي (م:849ق).
20. بديعية ابي شجاع الشافعي
21. بديعية ابن الخلوف الجزائري
22. بديعية بن عربشاه
23. بديعيه ابراهيم الحناكي
24. بديعيه بدرالدين حسن بن مخزوم الطحان, مخمّس بديعيه صفى الدين حلّى.23
25. نظم البديع فى مدح خير شفيع, جلال الدين السيوطى (849 ـ 911ق), 133 بيت
26. الفتح المبين فى مدح الامين, عايشه الباعونيه (م:922ق.), 144 بيت,
27. بديع البديع فى مدح الشفيع, عايشه الباعونيه (م:922ق.), 127 بيت أولها :
28. بديعيه احمد بن محمد مقرى تلمسانى (م:1041ق.).
29. بديعية احمد بن يوسف الرعيني
30. بديعيه محمد بن عبدالحميد المعروف بـ حكيم زاده (م:1301ق.)
31. اللمعة المحمديّه فى مدح خير البريّة, محمد بن عبدالحميد حكيم زاده (م:1301ق.)
32. بديعية عبد القادر الأدهمي "ترجمان الضمير في مدح الهادي البشير "
33. تلميح البديع بمديح الشفيع, زين الدين عبدالرحمن حميدى المصرى (م:1005ق.), 140
34. بديعيه شمس الدين محمد بن عبدالرحمن الحموي (م:1017ق.) وهي نونية مطلعها :
35. البديعية و شرحها, على بن محمد بن دقماق الحسينى (م:940ق), 170 بيت, 173 نوع
36. بديعيه زين الدين عبدالرحمن الحميدي مصرى (م:1005ق.) 2
37. عليّ الحجّة بتأخير ابى بكر بن حجّة, عبدالقادر بن محمد طبرى مكى شافعى (م:1032ق.).
38. بديعيه عبدالله زفتاوى (م:1059ق.), 132 بيت, 135 نوع بديعى.
39. بديع البديع فى مدح الشفيع, ابوسعيد محمد بن داود المصرى شاذلى (م: 1067ق.)36
40. بديع البديع فى مدح الشفيع, ابوعبدالله محمد بن داود بازلى الحموي (845 ـ
41. بديعية البلاطنسي الدمشقي
42. بديعية عبد الله اليوسفي الحلبي
43. بديعية الشيخ ناصر الدين القازاني
44. بديعيه عبدعلى بن ناصر حوزى, بحر بسيط, 28 بيت.
45. فتح المانح البديع يا الطراز البديع فى امتداح الشفيع, ابوالوفاء محمد بن عمر الحلبى
46. مليح البديع فى مدح الشفيع, عبدالغنى بن اسماعيل نابلسى (م: 1143ق.).
47. نسمات الاسحار فى مدح النبى المختار, عبدالغنى بن اسماعيل نابلسى (م: 1143ق.),
48. بديعيه السيد حسين بن رشيد الهندى (م: 1170ق.)
49. العقد البديع فى مدح النبى الشفيع, قاسم بن محمد بكره چى حلبى حنفى (م:1169ق.).
50. مفتاح الفرج فى مدح عالى الدرج, على بن محمد تاج الدين بن عبدالمحسن القلعي
51. بديعية محمد بن أسعد العظم
52. بديعية عبد الله الزفتاوي الخطيب
53. وسع الاطلاع فى بديع الاوضاع, على بن محمد تاج الدين القلعي (م:1172ق.).46
54. الانواع العجيبة الاختراع, على بن محمد تاج الدين القلعي(م:1172ق.).47
55. بديعيه عبدالله بن يوسف يوسفى حلبى (م: 1194ق.), 143 بيت, 145 نوع بديعى:
56. بديعيه محمود صفوت بن مصطفى آغا (1241ـ 1298ق.), 142 بيت, 150 نوع
57. بديعيه قاضى عماد الدين ابوالفداء اسماعيل الخزرجى شافعى.
58. طرفة الربيع فى نظم انواع البديع, سيد عبدالهادى نحوى مصرى ابيارى (م:1305ق.).
59. بديعيه غلام علي آزاد بن نوح الحسينى (1116ـ1194ق.),
60. عنوان الرضوان فى مدح سيد ولد عدنان, محمد رضوان بن محمد (م:1291ق.), 145
61. 184. ترجمان الضمير فى مدح الهادى البشير, عبدالقادر بن عبدالقادر حسينى ادهمى (م:
62. بديعية عبد الهادي بن رضوان نجا الابياري ( - 1305هـ)
63. البديع فى مدح الشفيع, سيد عبدالله بن مصباح الحسني المعروف بـ نديم
64. بديع التلخيص و تلخيص البديع, طاهر بن صالح الجزائرى (1268ـ 1338ق.)
65. بديعيه عبدالله محمد بن ابى بكر, 139 بيت.
66. بديعيه واردى المقرى, 145 بيت.:
67. بديعيه محمد صالح العلامه السمنانى (1297ـ1391ق.).
68. بديعيه ابن محرز تلميذ السيوطي (
69. بديعيه محمد بن محمد الرسام.71
70. بديعية عبد الباقي بن عبد الرحيم, النازلي
71. بديعية عبد الجليل بن مصطفى النابلسي
72. بديعيه ملا يوسف العمري
73. بديعيه محمد سعيد السمان
74. بديعية محمد الحلبي
75. بديعيه على بن عبدالرحيم الكندي (1081ـ 1145ق.), 250 بيت, 150 نوع
76. 199. بديعيه ابراهيم خبيكى الحلبى, تاريخ نظم: 1733م., 150 بيت, 150 نوع براعتى فى
77. رشحات صدح من يسبى العذار و نفحات, مصطفى بن كمال الدين بكرى
78. بديعية قاسم البكرجي الحلبي
79. بديعية إوريس بن موسى القرطبي جاء فيها [من الكامل] :
80. بديعيه عبدالمنعم بن محمد القلعي (م:1174ق.)
81. دموع على سفح, محمدرضا حكيمى, 40 بيت (ناتمام), شامل 41 نوع بديعى.:
82. بديعيه عز الدين على بن حسين الموصلي (م:789ق.). ــــ2
83. بديعيه عماد الدين بن القصار.78
84. بديعية السيد محمود حمزة الحسيني
85. نخبة البديع و انواعه فى مدح الجناب الرفيع و اتباعه, فرج بن احمد بن ابى بكر طهطائى
86. شفاء الكليم بمدح النبى الكريم, تاج الدين عبدالوهاب بن احمد (813 ـ901ق.)
87. بديعيه صلاح الدين بن محيى الدين الكوراني (م:1049ق.) و خود, آن را شرح كرده
88. بديعيه عبدالبر بن عبدالقادر الفيومي عوفى (م:1071ق.).:
89. بديعيه الشريف حسن بن احمد الحسيني اليمني (م:1079ق.), 73 بيت, 79 نوع بديعى.
90. بديعيه لمجهول
91. البديعية النوريّة فى مدح خير البريّة, محمد نوري باشا بن احمد (1252ـ1326ق:
92. بديعية محمد نوري باشا بن احمد (1252ـ1326ق:
93. بديعيه حسين بن محمد الجسر (1261ـ1327ق).87
94. بديعيه عبدالله فريج.88
95. بديعيه محمد سليم بن انيس القصاب .
96. بديعيه عماد الدين ابوالفداء اسماعيل, 137 بيت, حدود 138 نوع بديعى. آغاز:
97. بديعيه شاكر بن مغامس شقير (1266ـ1314ق).
98. منح الإله فى مدح رسول اللّه, محمد بن مصطفى بكرى (1143ـ1196ق), 137 سِر بى
99. البديعية العمريّة, محمد امين بن خيرالله عمرى (1151ـ1203ق). آغاز:
100. شدو العندليب فى مدح الحبيب, خليل وكيل بهنوي (قرن سيزدهم), پايان: 1239ق,
101. بديعيه محمد بن عبدالوهاب جندى المعري (1211ـ1264ق.).97
102. بديعيه مصطفى بن عبدالوهاب الصلاحي (م:1265ق.), 162 بيت, 165 نوع علّلت
103. بديعية محمد نسيب ابن حمزة الحسيني في المولد الشريف
104. بديعيه اسعد بن احمد الحموي (1236ـ1299ق).
105. بديعيه محمد نورى باشا بن احمد (1252ـ1326ق.).104
106. بديعيه عثمان بن محمد الراضي (1260ـ1331ق.).
107. بديعيه محمد سليم بن انيس مشهور بـ القصاب (1269ـ1334ق.), 130 بيت, 160 نوع
108. نورالربيع على نظم البديع, عبدالحميد بن محمد على قدس 197 بيت, 201 نوع بديعى.
109. بديعية محمد ناظم الملتقي وهي لامية
110. بديعية محمود صفوت الساعاتي
111. بديعية ضياء الدين فخري
112. بديعية علي أحمد باكثير
113. بديعية ابي الوفاء بن عمر بن العرضي " الطراز البديع في امتداح الشفيع "
114. بديعية محمود بن خليل دامات بياضي زاده .
115. بديعية عبد الله بن يوسف البني .
116. بديعية محمد رضوان بن محمد إسماعيل " عنوان الرضوان في مدح سيد ولد عدنان "
117. بديعية لمجهول : عج بالطلول وجز ربعا بقربهم ياحادي النوق لي حبّ بحيّهم
118. بدبعية لمجهول : حيا الحيا مربعا عن يمنة العلم وجاد صوب الحيا حيّا بذي سلم
119. بديعية ابْن القباقبي، الْمُقْرِئ الْقُدسِي
120. بديعيّة السيد أحمد البربير الحسيني، البيروتي (1160 - 1228 هـ)
121. بديعية زين الدين ابن الخراط الحموي 840
122. بديعية علي النجاري القباني
123. بديعية الشيخ محمد بن مصطفى الغلامي ( - 1186هـ)
124. بديعية وجيه الدين عبد الرحمن بن محمد اليسني ( - 900هـ) .
125. بديعية قَصَّاب حَسَن (1269 - 1334 هـ
عبد النبي
2013-09-14, 01:40 AM
( البديعيّة الأولى )
للشيخ ابن جابر الأندلسي رحمه الله
بِطَيبَةَ انزِل وَيَمِّم سَيِّدَ الأُمَمِ ** وَانشُر لَهُ المَدحَ وَاِنثُر أَطيَبَ الكَلِمِ
وَابذُل دُموعَكَ واعذُل كُلَّ مُصطَبِرٍ ** وَالحَق بِمَن سارَ وَالحَظ ما عَلى العَلَمِ
سَنا نَبيٍّ أَبى أَن يُضَيِّعَنا ** سَليلِ مَجدٍ سَليمِ العِرضِ مُحتَرَمِ
جَميلِ خَلقٍ عَلى حَقٍّ جَزيلِ نَدىً ** هَدى وَفاضَ نَدى كَفَّيهِ كالدِّيَمِ
كَفَّ العُداةَ وَكَدَّ الحادِثاتِ كَفى ** فَكَم جَرى مِن جَدا كَفَّيهِ مِن نِعَمِ
وَكَم حَبا وَعَلى المُستَضعَفينَ حَنا ** وَكَم صَفا وَضَفا جوداً لِجَبرِهِمِ
ما فاهَ في فَضحِهِ مَن فاءَ لَيسَ سِوى * عَذلٍ بِعَدلٍ وَنُصحٍ غَيرِ مُتَّهَمِ
حانٍ عَلى كُلِّ جانٍ حابٍ إن قَصَدوا ** حامٍ شَفى مِن شَقا جَهلٍ وَمِن عَدَمِ
لَيثُ الشَّرى إِذ سَرى مَولاهُ صارَ لَهُ ** جاراً فَجازَ وَنَيلاً مِنهُ لَم يَرُمِ
كافي الأَرامِلِ وَالأَيتامِ كافِلُهُم ** وافي النَدى لِمُوافي ذَلِكَ الحَرَمِ
أَجارَ مِن كُلِّ مَن قَد جارَ حِينَ أَتى ** حَتّى أَتاحَ لَنا عِزّاً فَلَم نُضَمِ
وَعامَ بَدرٍ أَعامَ الخَيلَ في دَمِهِم ** حَتّى أَباتَ أَبا جَهلٍ عَلى نَدَمِ
وَحاقَ إِذ جَحَدوا حَقَّ الرَّسولِ بِهِم ** كَبيرُ هَمٍّ أَراهُم نَزعَ هامِهِمِ
فَهدَّ آطامَ مَن قَد هادَ إِذ طَمِعوا ** في شَتِّهِ فَرَماهُم في شَتاتِهِمِ
وَجَلَّ عَن فَضحِ مَن أَخفى فَجامَلَهُم ** ما رَدَّ رائِدَ رِفدٍ مِن جُناتِهِمِ
مَن زارَهُ يَقِهِ أَوزَارَهُ وَنَوى ** لَهُ نَوافِلَ بَذلٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
كالغَيثِ فاضَ إِذ المَحلُ اِستَفاضَ تَلا ** أَنفالَ جودٍ تَلافى تالِفَ النَّسَمِ
سَل مِنهُمُ صِلَةً لِلصَّبِّ واصِلَةً ** والثَم أَنامِلَ أَقوامٍ أَنا بِهِمِ
أَقِم إِلى قَصدِهِم سوقَ السُرى وَأَقِم * بِدارِ عِزٍّ وَسوقَ الأَينُقِ التَثِمِ
وَالحَق بِمَن كاسَ واحتُث كاسَ كُلِّ سُرى ** فالدَّهرُ إِن جارَ راعى جارَ بَيتِهِمِ
عُج بي عَلَيهِم فَعُجبي مِن جَفاءِ فَتىً ** جازَ الدِّيارَ وَلَم يُلمِم بِرَبعِهِمِ
دَع عَنكَ سَلمى وَسَل ما بِالعَقيق جَرى ** وَأُمَّ سَلعاً وَسَل عَن أَهلِهِ القُدُمِ
مَن لي بِدارِ كِرامٍ في البِدارِ لَها ** عِزٌّ فَمَن قَد لَها عَن ذاكَ يُهتَضَمِ
بانوا فَهانَ دَمي وَجداً فَها نَدَمي ** فَقَد أَراقَ دَمي فيما أَرى قَدَمي
يُولونَ ما لَهُمُ مَن قَد لَجا لَهُمُ * فاِشدُد يَداً بِهِمِ وانزِل بِبابِهِمِ
يا بَردَ قَلبي إِذا بُردُ الوِصالِ ضَفا * *وَيا لَهيبَ فُؤادي بَعدَ بُعدِهِمِ
ما كانَ مَنعُ دَمي بُخلاً بِهِ لَهُمُ ** لَكِن تَخَوَّفتُ قَبلَ القُربِ مِن عَدَمِ
أَهلاً بِها مِن دِماءٍ فيهِم بُذِلَت ** وَحَبَّذا وِردُ ماءٍ مِن مياهِهِمِ
مَن نالَهُ جاهُهُم مِنّا لَهُ ثِقَةٌ * *أَن لا يُصابَ بِضَيمٍ تَحتَ جاهِهِمِ
بدارِ وَالحَق بِدارِ الهاشِميِّ بِنا * *قَبلَ المَماتِ وَمَهما اِسطَعتَ فاِغتَنِمِ
جَزمي لَئِن سارَ رَكبٌ لا أُرافِقُهُ ** فَلا أُفارِقُ مَزجي أَدمُعي بِدَمي
فَأيُّ كَربٍ لِرَكبٍ يُبصِرونَ سَنا ** بَرقٍ لِقَبرٍ مَتى تَبلُغهُ تُحتَرَم
مَتى أَحُلُّ حِمى قَومٍ يُحِبُّهُمُ ** قَلبي وَكَم هائِمٍ قَبلي بِحُبِّهِمِ
جارَ الزَمانُ فَكَفّوا جَورَهُ وَكَفوا ** وَهَل أُضامُ لَدى عُربٍ عَلى إِضَمِ
وَحَقِّهِم ما نَسينا عَهدَ حُبِّهِمِ ** وَلا طَلَبنا سِواهُم لا وَحَقِّهِمِ
لا يَنقَضي أَلَمي حَتّى أَرى بَلَداً * *فيهِ الَّذي ريقُهُ يَشفي مِنَ الأَلَمِ
وَقَد تَشَمَّرَ ثَوبُ النَقعِ عَن أُمَمٍ ** شَتّى يَؤمُّونَ طُرّاً سَيِّدَ الأُمَمِ
مَتى أُرى جارَ قَومٍ عَزَّ جارُهُم ** عَهدٌ عَلَيَّ السُرى حِفظاً لِعَهدِهِمِ
صَبُّ الدُموعِ كأَمثالِ العَقيقِ عَلى **وادي العَقيقِ اشتياقاً حَقُّ صَبِّهِمِ
أَبَحتُ فيهِم دَمي لِلشَوقِ يَمزُجُهُ ** بِماءِ دَمعي عَلى خَدّي وَقُلتُ دُمِ
وَلَيسَ يَكثُرُ إِن آثَرتُ نَضخَ دَمِي ** حَيثُ المُلوكُ تَغُضُّ الطَّرفَ كالخَدمِ
مِن سائِلِ الدَّمعِ سالٍ عَن مَعاهِدِهِ ** نَعيمُهُ أَن يُرى يَسري مَعَ النّعَمِ
لِلسَّيرِ مُبتَدِرٍ كالسَّيلِ مُحتَفِرٍ ** كالطَّيرِ مُشتَمِلٍ بالليلِ مُلتَئِمِ
قَصداً لِمُرتَقِبٍ لِلَّهِ مُنتَصِرٍ ** في الحَقِّ مُجتَهِدٍ لِلرُّسلِ مُختَتِمِ
مَن لي بِمُستَسلِمٍ لِلبيدِ مُعتَصِمٍ ** بِالعيسِ لا مُسئِمٍ يَوماً وَلا سَئِمِ
لِلبَرِّ مُقتَحِمٍ لِلبرِّ مُلتَزِمٍ ** لِلقُربِ مُغتَنِمٍ لِلتُّربِ مُلتَثِمِ
يَسري إِلى بَلَدٍ ما ضاقَ عَن أَحَدٍ * كَم حَلَّ مِن كَرَمٍ في ذَلِكَ الحَرَمِ
دارٌ شَفيعُ الوَرى فيها لِمُعتَصِمٍ ** جارٌ رَفيعُ الذّرا ناهٍ لِمُجتَرِمِ
فَهَجرُ رَبعي لِذاكَ الرَّبعِ مُغتَنَمي ** وَنَثرُ جَمعي لِذاكَ الجَمعِ مُعتَصَمي
وَمَيلُ سَمعي لِنَيلِ القُربِ مِن شِيَمي ** وَسَيلُ دَمعي بِذَيلِ التُّربِ كالدِّيَمِ
يَقولُ صَحبي وَسُفنُ العيسِ خائِضَةٌ * *بَحرَ السَّرابِ وَعَينُ القَيظِ لَم تَنَمِ
يَمِّم بِنا البَحرَ إِنَّ الرَكبَ في ظَمأٍ ** فَقُلتُ سيروا فَهَذا البَحرُ مِن أمَمِ
وافٍ كَريمٌ رَحيمٌ قَد وَفى وَوَقى ** وَعَمَّ نَفعاً فَكَم ضُرٍّ شَفى وَكَمِ
فَقُم بِنا فَلَكَم فَقرٍ كَفى كَرَماً * *وَجودُ تِلكَ الأَيادي قَد ضَفا فَقُمِ
ذو مِرَّةٍ فاِستَوى حَتّى دَنا فَرأى ** وَقيلَ سَل تُعطَ قَد خُيِّرتَ فاِحتَكِمِ
وَكانَ آدَمُ إِذ كانَت نُبَوَّتُه ** ما بَينَ ماءٍ وَطينٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
صافح ثَراهُ وَقُل إِن جِئتَ مُستَلِماً * *إِنّا مُحَيّوكَ مِن رَبعٍ لِمُستَلِمِ
قَد أَقسَمَ اللَّهُ في الذِّكرِ الحَكيمِ بِهِ ** فَقالَ وَالنَجمِ هَذا أَوفَرُ القَسَمِ
ما بَينَ مِنبَرِهِ السّامي وَحُجرَتِهِ ** رَوضٌ مِنَ الخُلدِ نَقلٌ غَيرُ مُتَّهَمِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ سُلَّ عَلى ** عِداه نورٌ بِهِ إِرشادُ كُلِّ عَمِ
إِنَّ الَّذي قالَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ ** لَو عاشَ أَبصَرَ ما قَد عَدَّ مِن شِيَمِ
تَلوحُ تَحتَ رِداءِ النَّقعِ غُرَّتُهُ ** كَأَنَّ يُوشَعَ رَدَّ الشَّمسَ في الظُّلَمِ
وَتَقرَعُ السَّمعَ عَن حَقٍّ زَواجِرُهُ * قَرعَ الرِّماحِ بِبَدرٍ ظَهرَ مُنهَزِمِ
قالَت عِداهُ لَنا ذِكرٌ فَقُلتُ عَلى ** لِسانِ داودَ ذِكرٌ غيرُ مُنصَرِمِ
إِنّي لأَرجو بِنَظمي في مَدائِحِهِ ** رَجاءَ كَعبٍ وَمَن يَمدَحهُ لَم يُضَمِ
وَإِنَّ لَيلِيَ إِلّا أَن أُوافِيَهُ ** لَيلُ امرئِ القَيسِ مِن طولٍ وَمِن سأَمِ
نامَ الخَليُّ وَلَم أَرقُد وَلي زَجَلٌ ** بِذِكرِهِ في ذرا الوَخّادَةِ الرُّسُمِ
أَقولُ يا لَكَ مِن لَيل وَأُنشِدُهُ ** بَيتَ ابن حُجرٍ وَفَجري غَيرُ مُبتَسِمِ
فَقُلتُ لِلرَّكبِ لَمّا أَن عَلا بِهِمُ ** تَلَفُّتُ الطَّرفِ بَينَ الضّالِ وَالسَّلَمِ
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ عَلى عَلَمٍ ** أَم نُورُ خَيرِ الوَرى مِن جانِبِ الخِيَمِ
أَغَرُّ أَكمَلُ مَن يَمشِي عَلَى قَدَمٍ ** حُسناً وَأَملَحُ مَن حاوَرت في كَلِمِ
يا حادِيَ الرَّكبِ إِن لاحَت مَنازِلُهُ ** فاِهتِف أَلا عِم صَباحاً وادنُ واِستَلِمِ
واسمَح بِنَفسِكَ وابذُل في زيارَتِهِ ** كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ
واسهَر إِذا نامَ سارٍ وامضِ حَيثُ وَنى ** وَاسمَح إِذا شَحَّ نَفساً واسرِ إِن يَقُمِ
بِواطئٍ فَوقَ خَدِّ الصُبحِ مُشتَهِرٍ ** وَطائِرٍ تَحتَ ذَيلِ اللَّيلِ مُكتَتِمِ
إِلى نَبيٍّ رأى ما لا رأى مَلَكٌ * *وَقامَ حَيثُ أَمينُ الوَحي لَم يَقُمِ
جَدّوا فَأَقدَمَ ذو عِزٍّ وَرامَ سُرى * *فَلَم تَجِدَّ وَلَم تُقدِم وَلَم تَرُمِ
فَسَوَّدَ العَجزُ مُبيَضَّ المُنى وَغَدا * *مُخضَرُّ عَيشِكَ مُغبَرّاً لِفَقدِهِمِ
في قَصدِهِم رافِقِ الإِلفَينِ أَبيَضَ ذا * بِشرٍ وَأَسوَدَ مَهما شابَ يَبتَسِمِ
قَد أَغرَقَ الدَّمعُ أَجفانِي وَأَدخَلَني * *نارَ الأَسى عَزمِيَ الوانِي فَوانَدَمِي
ما ابيَضَّ وَجهُ المُنى إِلّا لأَغبَرَ مِن ** خَوضِ الغُبارِ أَمامَ الكُومِ في الأَكَمِ
فَلُذ بِبَرٍّ رَحيمٍ بالبَريَّةِ إِن ** عَقَّتكَ شِدَّةُ دَهرٍ عاقَ واِعتَصِمِ
يُروى حَديثُ النَّدى وَالبِشر عَن يَدِهِ ** وَوَجهُهُ بَينَ مُنهَلٍّ وَمُبتَسِمِ
تَبكي ظُباهُ دَماً وَالسَّيفُ مُبتَسِمٌ * يَخُطُّ كالنونِ بَينَ اللامِ وَاللِّمَمِ
دَمعٌ بِلا مُقَلٍ ضِحكٌ بِغَيرِ فَمٍ ** كَتبٌ بِغَيرِ يَدٍ خَطٌّ بِلا قَلَمِ
جاوِرهُ يَمنَع وَلُذ يَشفَع وَسَلهُ يَهَب* * وَعُد يَعُد واِستَزِد يَفعَل وَدُم يَدُمِ
لَم يَخشَ قِرناً وَيَخشى القِرنُ صَولَتَهُ ** فَهوَ المَنيعُ المُبيحُ الأُسدَ لِلرَّخَمِ
وَالشَّمسُ رُدَّت وَبَدرُ الأُفقِ شُقَّ لَهُ * *والنَّجمُ أَينَعَ مِنهُ كُلُّ مُنحَطِمِ
وَإِذ دَعا السُّحبَ حالَ الصَّحو فاِنسَجَمَت * *وَمِن يَدَيهِ ادعُها إِن شِئتَ تَنسَجِمِ
سَقاهُمُ الغَيثُ ماءً إِذ سَقى ذَهَباً ** فَغَيرُ كَفَّيهِ إِن أَمحَلتَ لا تَشِمِ
قَد أَفصَحَ الضَّبُّ تَصديقاً لِبعثَتِهِ ** إِفصاحَ قُسٍّ وَسَمعُ القَومِ لَم يَهِمِ
الهاشِمُ الأُسدَ هَشمَ الزّادِ تَبذُلُهُ * *بَنانُ هاشِمٍ الوَهّاب لِلطُّعمِ
كَأَنَّما الشَّمسُ تَحتَ الغَيمِ غُرَّتُهُ ** في النَّقعِ حَيثُ وجوهُ الأُسدِ كالحُمَمِ
إِذا تَبَسَّمَ في حَربٍ وَصاحَ بِهِم ** يُبكي الأُسودَ وَيَرمي اللُّسنَ بِالبَكَمِ
قَلّوا بِبَدرٍ فَفَلُّوا غَربَ شانِئهِم * *بِهِ وَما قَلَّ جَمعٌ بِالرَّسولِ حمِي
فابيَضَّ بَعدَ سَوادٍ قَلبُ مُنتَصِرٍ ** واسوَدَّ بَعدَ بَياضٍ وَجهُ مُنهَزِمِ
فاِتبَع رِجالَ السُّرى في البيدِ واسرِ لَهُ * *سُرى الرِّجالِ ذَوي الأَلبابِ وَالهِمَمِ
خَيرُ اللَّيالي لَيالي الخَيرِ في إِضَمٍ ** وَالقَومُ قَد بَلَغوا أَقصى مُرادِهِمِ
بِعَزمِهِم بَلَغوا خَيرَ الأَنامِ فَقَد * فازوا وَما بَلَغوا إِلّا بِعَزمِهِمِ
يَقومُ بالأَلفِ صاعٌ حينَ يُطعِمُهُم * *وَالصّاعُ مِن غَيرِهِ بِاثنَينِ لَم يَقُمِ
مَنِ الغَزالَةُ قَد رُدَّت لِطاعَتِهِ ** لَو رامَ أَن لا تَزورَ الجَديَ لَم تَرُمِ
داني القُطوفِ جَميلُ العَفوِ مُقتَدِرٌ * *ما ضاقَ مِنهُ لِجانٍ واسِعُ الكَرَمِ
لا يَرفَعُ العَينَ لِلرّاجينَ يَمنَحُهُم * بَل يَخفِضُ الرّاسَ قَولاً هاكَ فاِحتَكِمِ
يا قاطِعَ البيدِ يَسريها عَلى قَدَمٍ ** شَوقاً إِلَيهِ لَقَد أَصبَحتَ ذا قَدَم
قَدِ اِعتَصَمتَ بِأَقوامٍ جُفونُهُمُ ** لا تَعرِفُ السَّيفَ خِلواً مِن خِضابِ دَمِ
جَوازِمُ الصَّبرِ عَن فِعلِ الجَوى مُنِعَت ** وَرَفعُهُ حالَ إِلّا حالَ قُربِهِمِ
في القَلبِ وَالطَّرفِ مِن أَهلِ الحِمى قَمَرٌ ** مَن يَعتَصِم بِحماهُ الرَّحبِ يُحتَرمِ
يا مُتهِمينَ عَسى أَن تُنجِدوا رَجُلاً ** لَم يَسلُ عَنكُم وَلَم يُصبِح بِمُتَّهَمِ
أَغارَ دَهرٌ رَمى بِالبُعدِ نازِحَنا ** فأَنجِدوا يا كِرامَ الذَّاتِ وَالشِيَمِ
إِنَّ الغَضى لَستُ أَنسى أَهلَهُ فَهُمُ ** شَبُّوهُ بَينَ ضُلوعِي يَومَ بَينِهِمِ
جَرى العَقيقُ بِقَلبي بَعدَما رَحَلوا ** وَلَو جَرى مِن دُموعِ العَينِ لَم أُلَمِ
حَيثُ الَّذي إِن بَدا في قَومِهِ وَحَبا ** عُفاتَهُ وَرَمى الأَعداءَ بِالنّقَمِ
فالبَدرُ في شُهبِهِ وَالغَيثُ جادَ لِذي ** مَحلٍ وَلَيثُ الشَّرى قَد صالَ في الغَنَمِ
وَإِن عَلا النَّقعُ في يَومِ الوَغى فَدَعا ** أَنصارَهُ وَأَجالَ الخَيلَ في اللُّجمِ
تَرى الثُّرَيا تَقودُ الشُّهبَ يُرسِلُها ** لَيثٌ هَدى الأُسدَ خَوضَ البَحرِ في الظُّلَمِ
أَخفوا في الإنجيلِ وَالتَّوراةِ بِعثَتَهُ * *فأَظهَرَ اللَّهُ ما أَخفَوا بِرَغمِهِمِ
قَد أَحرَزَ البأسَ وَالإِحسانَ في نَسَقٍ ** وَالعِلمَ وَالحِلمَ قَبلَ الدَّركِ لِلحُلُمِ
لا يَستَوي الغَيثُ مَع كَفَّيهِ نائِلُ ذا * *ماء وَنائِلُ ذا مال فَلا تَهِمِ
غَيثانِ أَمّا الَّذِي مِن فَيضِ أَنمُلِهِ ** فَدائِمٌ وَالَّذي لِلمُزنِ لَم يَدُمِ
جَلا قُلوباً وَأَحيا أَنفُساً وَهَدى **عُمياً وَأَسمَعَ آذاناً ذَوي صَمَمِ
يُرِيكَ بِاليَومِ مِثلَ الأَمسِ مِن كَرَمٍ ** وَلَيسَ في غَدِهِ هَذا بِمُنعَدِمِ
فَلُذ بِمَن كَفُّهُ وَالبَحرُ ما اِفتَرَقا * *إِلّا بِكَفٍّ وَبَحرٍ في كَلامِهِمِ
وَالمالُ وَالماءُ مِن كَفَّيهِ قَد جَرَيا ** هَذا لِراجٍ وَذا لِلجَيشِ حينَ ظمِي
فازَ المُجِدّانِ دانٍ أَو مُديمُ سُرىً * فَذاكَ ناجٍ وَذا راجٍ لجودِهم
مِن وَجهِ أَحمَدَ لي بَدرٌ وَمِن يَدِهِ ** بَحرٌ وَمِن فَمِهِ دُرٌّ لِمُنتَظِمِ
كَم قُلتُ يا نَفس ما أَنصَفتِ أَن رَحَلوا * *وَما رَحَلتِ وَقاموا ثُمَّ لَم تَقُم
يَمِّم نَبيّاً تُباري الرِّيحَ أَنمُلُهُ * وَالمُزنَ مِن كُلِّ هامِي الوَدقِ مُرتَكِمِ
لَو قابَلَ الشُّهبَ لَيلاً في مطالِعِها * خَرَّت حَياءً وَأَبدَت بِرَّ مُحتَرِمِ
تَكادُ تَشهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَرسَلَهُ ** إِلى الوَرى نُطَفُ الأَبناءِ في الرَّحِمِ
لَو عامَتِ الفُلكُ فيما فاضَ مِن يَدِهِ ** لَم تَلقَ أَعظَمَ بَحراً مِنهُ إِن تَعُمِ
تُحيطُ كَفّاهُ بِالبَحرِ المُحيطِ فَلُذ ** بِهِ وَدَع كُلَّ طامي المَوجِ مُلتَطِمِ
لَو لَم تُحِط كَفُّهُ بالبَحرِ ما شَمِلَت ** كُلَّ الأَنامِ وَأَروَت قَلبَ كُلِّ ظَمِي
لَم تَبرُقِ السُّحبُ إِلّا أَنَّها فَرِحَت ** إِذ ظَلَّلَتهُ فَأَبدَت وَجهَ مُبتَسِمِ
وَالماءُ لَو لَم يَفِض مِن بَينِ أَنمُلِهِ ** ما كانَ رِيُّ الظَّما في وردِهِ الشَّبِمِ
يَستَحسِنُ الفَقرَ ذو الدُّنيا لِيَسأَلَهُ * *فَيأمَنَ الفَقرَ مِمّا نالَ مِن نِعَمِ
وَالبَدرُ أَبقى بِمَرآهُ لِيُعلِمَنا ** بالانشِقاقِ لَهُ آثار مُنثَلِمِ
أَزالَ ضُرَّ البَعيرِ المُستَجيرِ كَما * بِهِ الغَزالَةُ قَد لاذَت فَلَم تُضَمِ
مِن أَعرَبِ العُربِ إِلّا أَنَّ نِسبَتَهُ ** إِلى قُرَيشٍ حُماةِ البَيتِ وَالحَرَمِ
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَن لا تَرى لَهُمُ ** ضَيفاً يَجوعُ وَلا جاراً بِمُهتَضَمِ
ما عابَ مِنهُم عَدُوٌّ غَيرَ أَنَّهُمُ ** لَم يَصرِفوا السَّيفَ يَوماً عَن عَدُوِّهِمِ
مَن غَضَّ مِن مَجدِهِم فالمَجدُ عَنهُ نأى ** لَكِنَّهُ غُصَّ إِذ سادوا عَلَى الأُمَمِ
لا خَيرَ في المَرءِ لَم يَعرِف حُقوقَهُمُ ** لَكِنَّهُ مِن ذَوي الأَهواءِ وَالتُّهَمِ
عِيبَت عِداهُم فَزانوهُم بِأَن تَرَكوا * سُيوفَهُم وَهيَ تِيجانٌ لِهامِهِمِ
تَجرِي دِماءُ الأَعادِي مِن سُيوفِهِم ** مِثلَ المَواهِبِ تَجري مِن أَكُفِّهِمِ
لَهُم أَحاديثُ مَجدٍ كالرِياضِ إِذا ** أَهدَت نَواسِمَ تُحيي بالِيَ النّسَمِ
تَرى الغَنِيَّ لَدَيهِم وَالفَقيرَ وَقَد ** عادا سَواءً فَلازِم بابَ قَصدِهِمِ
قُل لِلصَّباحِ إِذا ما لاحَ نُورُهُمُ ** إِن كانَ عِندَكَ هَذا النورُ فَابتَسِمِ
إِذا بَدا البَدرُ تَحتَ اللَّيلِ قُلتُ لَهُ ** أَأَنتَ يا بَدرُ أَم مَرأى وُجوهِهِمِ
كانوا غُيوثاً وَلَكِن لِلعُفاةِ كَما ** كانوا لُيوثاً وَلَكِن في عُداتِهِمِ
كَما قائِلٍ قالَ حازَ المَجدَ وارِثُهُ ** فَقُلتُ هُم وارِثوهُ عَن جُدودِهِمِ
قَد أَورَثَ المَجدَ عَبدَ اللَّهِ شَيبَةُ عَن ** عَمروِ بنِ عَبدِ مَنافٍ عَن قُصَيِّهِمِ
فَجاءَ فيهِم بِمَن جالَ السَّماءَ وَمَن * سَما عَلى النَّجمِ في سامي بُيوتِهِمِ
فالعُربُ خَيرُ أُناسٍ ثُمَّ خَيرُهُمُ ** قُرَيشُهُم وَهوَ فيهِم خَيرُ خَيرِهِمِ
قَومٌ إِذا قيلَ مَن قالوا نَبيُّكُمُ ** مِنّا فَهَل هَذِهِ تُلفى لِغَيرِهِمِ
إِن تَقرأِ النَّحلَ تُنحِل جِسمَ حاسِدِهِم ** وَفي بَراءةَ يَبدو وَجهُ جاهِهِمِ
قَومُ النَّبِيِّ فإن تَحفِل بِغَيرِهِمِ * بَينَ الوَرى فَقَدِ استَسمَنتَ ذا وَرَمِ
إِن تَجحَدِ العُجمُ فَضلَ العُربِ قُل لَهُمُ ** خَيرُ الوَرى مِنكُمُ أَم مِن صَميمِهِمِ
مَن فَضَّلَ العُجمُ فَضَّ اللَّهُ فاهُ وَلَو ** فاهوا لَغصّوا وَغَضّوا مِن نَبيِّهِمِ
بَدءاً وَخَتماً وَفيما بَينَ ذَلِكَ قَد ** دانَت لَهُ الرُّسلُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ
لَئِن خَدَمتُ بِحُسنِ المَدحِ حَضرَتَهُ ** فَذاكَ في حَقِّهِ مِن أَيسَرِ الخِدَمِ
وَإِن أَقَمتُ أَفانِينَ البَديعِ حُلىً ** لِمَدحِهِ فَبِبَعضِ البَعضِ لَم أَقُمِ
وَما مَحَلُّ فَمي وَالشِّعرِ حَيثُ أَتى ** مَدحٌ مِنَ اللَّهِ مَتلوٌّ بِكُلِّ فَمِ
لَكِنَّني حُمتُ ما حَولَ الحِمى طَمَعاً * مَن ذا الَّذي حَولَ ذاكَ الجودِ لَم يَحُمِ
يا أَعظَمَ الرُّسلِ حاشا أَن أَخيبَ وَإِن * صَغُرتُ قَدراً فَقَد أَمَّلتُ ذا عِظَمَ
لَعَلَّنِي مَعَ عِلّاتي سَتُغفَرُ لي * كُبرُ الكَبائِرِ وَالإِلمامُ بِاللَّمَمِ
أَنتَ الشَّفيعُ الرَّفيعُ المُستَجيبُ إِذا ** ما قالَ نَفسِيَ نَفسِي كُلُّ مُحتَرَمِ
مالي سِواكَ فآمالي مُحَقَّقَةٌ ** وَرأسُ مالِي سُؤالي خَيرَ مُعتَصَمِ
فَاشفَع لِعَبدِكَ وادفَع ضُرَّ ذي أَمَلٍ * يَرجو رِضاكَ عَسى يَنجُو مِنَ الأَلَمِ
حَسبي صِلاتُ صَلاةٍ سُحبُها شَمِلَت * آلاً وَصَحباً هُمُ رُكنِي وَمُلتَزَمِي
بِصِدقِ حُبّيَ في الصِّديقِ فُزتُ وَلا ** أُفارِقُ الحُبَّ لِلفاروقِ لَيثِهِمِ
وَقَد أَنارَ بِذي النُورَينِ صَدرِيَ هَل ** نَخافُ ناراً وَإِنّا أَهلُ حُبِّهِمِ
بِغَيثِهِم يَومَ إِحسانٍ أَبي حَسَنٍ ** غَوثِي وسِبطَيهِ سِمطي جيدِ مَجدِهِمِ
أُطفِي بِحَمزَةَ وَالعَبّاسِ جَمرَةَ ذي ** بأسٍ وَأَطوي زَمانِي في ضَمانِهِمِ
صَحبُ الرَّسولِ هُمُ سُولِي وَجودَهُمُ ** أَرجو وَأَنجو مِنَ البَلوى بِبالِهِمِ
أُحِبُّ مَن حَبَّهُم مِن أَجلِ مَن صَحِبوا ** أَجَل وَأُبغِضُ مَن يُعزَى لِبُغضِهِمِ
هُمُ مَآلي وَآمَالِي أَمِيلُ لَهُم ** وَلا يَمَلُّ لِسانِي مِن حَدِيثِهِمِ
لَكِن وَإِن طَالَ مَدحِي لا أَفِي أَبَداً ** فأَجعَلُ العُذرَ وَالإِقرارَ مُختَتَمِي
عبد النبي
2013-09-14, 01:46 AM
)البديعية الثانية )
للشيخ محمود صفوت السّاعاتي رحمه الله
سفح الدموع لِذِكر البانِ والعلمِ ..... أبدى البراعة في استهلاله بدمِ
وكم بكيت عقيقا والبكاء على ..... بدرٍ وتوريتي كانت لِبدرِهمِ
وذيّل الدّمّ دمع العين حين جرى ..... كما سرى لاحق الأنواء في الظُّلَمِ
تسيل عيني لتلميح البروق لها ..... بما جرى من حديث السّيل والعرمِ
ورُبّ ريمٍ كريم القوم طرّفني ..... بسهم لحظٍ وغير القلب لم يَرُمِ
فعِطْفه فاتنٌ للسّمر نِسبته ..... وطرفه فاتِكٌ للباتراتِ نُمي
من معشرٍ إن نضوا أسيافهم ورنوا ..... راعوا نظير المواضي من جفونِهِمِ
أقمار تِمٍّ تعالوا في منازلهم ..... فالصّبُّ مدمعُهُ صَبٌّ لبعدهِمِ
لا غاض إذ غاظ يوم البين شانئهم ..... دمعي ولا زان لفظي غير ذكرهمِ
أنا ابن أوسٍ بمدحي المعنويِّ لهم ..... فليت لي ابن عطاءٍ من خيالهمِ
أريد بالمدح فيهم نيل مكرمةٍ ..... لكي تجانس معنى حسن وصفهمِ
ويل اللوائم كم لجّوا فلمتهمُ ..... فاستدركوا لومهم لكن بلؤمهمِ
أَدْمَجْتُ في معرض المدح الهجاء لهم ..... وقلت أنتم ولا فخرٌ ذوو شَممِ
إني أنزّهُ قولي عن مذمّتهم ..... والجهر بالسّوء فاعلم ليس من شِيمي
قالوا تفنّنت في قولٍ بموجِبِهِ ..... قَلوْك قلت على نيرانِ حُبِّهِمِ
دعوا انتقاد كلامي إنّ حبّهُمُ ..... لو لم يكن مذهبي بالمدحِ لم أَهِمِ
قالوا اسْلُهُم قلت أشواقي تراجعني ..... قالوا ارتَقِب قلت إسعافاً بقربِهِمِ
إن رُمت تلفيق أعذاري وهان دمي ..... فلن يلاموا على قتلي وهان دمي
أغابر الناس في بُغض الحياة إذا ..... بانوا وأهوى حِمامي بعدَ بُعدِهِمِ
تركي بهم قول قاليهم يهون على ..... سمعي لتركيبه من مطلق الكلِمِ
لم يجلبِ الحُبّ إيجاب الصّدود بلى ..... قد يسلب النوم من عيني فلم أنَمِ
تخيروا لي الضّنى والسُّقْم إذ هجروا ..... فصِرت من حرِّ ما بي زائد الضّرَمِ
أن أحرقت نار وجدي في الهوى جَلَدي ..... على اسْتِعارةِ ثوب الصّبر لم اُلَمِ
ما حيلةُ العبد والأقدار جارية ..... إذا توارد دمعي بعدهم ودمي
يستطرد الدمع شوقي حين أذكرهم ..... طرد السّوابحِ في مضمار سَبقِهِمِ
قد طابقوا صِحّتي بالسُّقمِ حين نأوا ..... ولو دنوا لشفوا ما بي من الألمِ
كم اكتفيت بتصدير الدموع ولم ..... أبُح بِسرِّ غرامٍ في الفؤادِ كَمِ
لو لم يكن ذِكرهم يشفي العليل بما ..... يسليه ما طاب تعليلي بِذِكرِهِمِ
وعارفٌ كُنه حالي قد تجاهله ..... وقال لي بِك عِشقٌ أم ضنى سَقَمِ
ورُبّ لاحٍ عليهم لا التفات لهُ ..... لا درّ درّك دعني من أذى الكلمِ
أبهمت قولك للمضنى لترشِدهُ ..... قَد كِدْتَ لكنّهُ في حَيّز العَدَمِ
دعِ التّهكُّم وانصح ما استطعت وقُل ..... إني سأصغي لنصحٍ منك متَّهَمِ
واريت في اللوم عن عُذرٍ وإنَّك ذو ..... حَزْمٍ هُديت لِحُبٍّ فيك ملتَزِمِ
هازلتني بكلامٍ قد أرّدْتَ بِهِ ..... جِدّاً وقلت قتيل العشق لم يلمِ
سدّدت قولك أم سمعي إليك فدع ..... تسهيم لومك إني عنك في صمم
أوجز أطِل أرضِ أغضِب عادِ والِ أعِنْ ..... أُكتم أَّذِع وشِّ فوف إسع نُمْ لُمِ
فسوف تُفحم مثلي في مناقضةٍ ..... إن شِبت أو شَبّ ماء البحر بالضُّرمِ
عَدل المؤنِّبِ عَذلٌ حين صحّفه ..... نسخ تحريقه في الحُكمِ بالحِكَمِ
يا حاديَ العيس ذرها في ترادفها ..... واقصِد بها منزل التنزيل من أضَمِ
هلُمّ إنّ إماما ما نأمله ..... وعكسنا مستحيلٌ بعد أمّهمِ
وكيف يعكس من أهدى لِسادته ..... نظم البديع بديع النظم في الكلِمِ
عُجْ بي على دارهم علّي أنال يداً ..... فللعطاء اتّساع في ديارهِمِ
فإنهم وشعوا فينا مكارمهم ..... بِذاخر الوافرين الفضل والكرمِ
إذا تمكّن منك الخوف فادعُ بهم .....لكي تحِلّ من التأمين في الحرم
ولا يكون رجوعٌ حين نقصدهم ..... بلى يكون عن الأوزار والجُرُمِ
يا نفس حتى متى طال العتاب أما ..... قد آن ويحك إقلاعٌ عن اللمَمِ
لقد تفنّنت في اللذاتِ منطلقاً ..... لكنني الآن في قيدٍ من النّدَمِ
إن أوثقتني ذنوبي ليس يضمن لي ..... حسن التّخلّص إلا سيّد الأمَمِ
محمد ابن عبدالله ابن أبي ال ..... بطحاء غوث البرايا في اطّرادِهِمِ
إذا جنيت فجاوزتُ الرجاء عفى ..... عني فزاوجت فيه المدح للعِظَمِ
أرجو تعطّفه يوم المعادِ كما ..... ترجوه كل البرايا يوم حَشرِهِمِ
مؤمّلٌ مُنعمٌ يرجى فآمله ..... متى يصله يصله منه بالنعمِ
عمَّ العباد بمعروفٍ يوزِّعه ..... عليهم بالعطاء الواسعِ العمِمِ
برٌّ رؤوفٌ رحيم للإله دعى ..... تشريعه مستقيمٌ واضحُ اللقَمِ
لم ينْفِ عفواً بإيجاب العقاب ولم ..... يعاقب الفضل والإحسان بالندمِ
ألمصطفى صفوة الرحمن من لِسنا ..... أنواره انشق بدر التِّمّ في الظُّلَمِ
مُهذّبٌ ربُّهُ في المهد أدّبه ..... مذ كان طفلا وقد آواه في اليتُم
فالشمس طلعته والنور غرّته ..... ترشيحه في الضحى والليل كالعلمِ
في كفه لجج في وجه بلج ..... في ثغره فلجٌ تسميط منتظِمِ
شبّهت شيئين في الهادي بمثلهما ..... يمينه والنّدى كالبحر والدّيَمِ
مؤلفٌ معنييْ في سطا وعطا ..... فهو المنى والمنى في الحرب والسّلَمِ
ذلّت لِعزّته الأعداء حين رأوا ..... محو الصّحيفة عنواناً لمحوِهِمِ
لو أنهم فعلوا ما يوعظون به ..... في النور لاقتبسوا نور اهتدائهمِ
الظالمون النفس عدوانا وما ظُلِموا ..... والظلم للنفس تعريضٌ إلى النّقَمِ
أوهامهم خيّمت فيهم وقد زعموا ..... أن لا يحلّ الرّدى يوماً بِخيِّهِمِ
فجائهم بأسودٍ في سيوفهم ..... تصريع ما نظّموهُ من صفوفهِمِ
وكل طرفٍ إلى الغاياتِ حافِرُهُ ..... يسابق الطّرف منه في اتّباعهمِ
وأوجز القتل فيهم بعد ما ظلموا ..... بِحدّ منتهب الآجال مخترِمِ
كالقوس منه سهام الموت مرسلةٌ ..... له اختراعٌ بدا في هامِ كلّ كمي
يشكوا الصدي فيه ماءٌ لا يسيل وقد ..... عماه طول البكا من جفنه بدمِ
أدار فيهم كؤوس الموت مترعةٌ ..... فما اهتدوا لنجاةٍ في مجازِهِمِ
وكم لهم صفقةٌ في الشِّركِ خاسرةٌ ..... في الشّرك بالله لا في البيع والسّلَمِ
كم أوغلوا في السُّرى من بأسه فرقاً ..... وحدّهم كان حدّ الصّارِمِ الخذِمِ
لو أنهم بلغوا نسر السّماء سما ..... إليهمُ بعقابٍ صاحب العلّمِ
وكلّما حملت بالخيل طائفة ..... منهم تولّد منها حمل سبيهمِ
والضّرب يمشق نوناً فوق أعينهم ..... ونَكْتة الطّعن تتلو نَكْتة القلمِ
والسّيف كالسّيلِ في تفريق ما جمعوا ..... والخيل كالسّيل أودى جريها بِهِمِ
فكاد يغرق من أبقت صوارمه ..... لولا السّوابح بحرٌ من دمائِهِمِ
يُقَسِّم الجمع من أعداه يوم وغاً ..... فالهام للسّيف والأجسام للرّجَمِ
كم أمّهم بصناديدٍ صوارمهم ..... كالبرق في عارضٍ في الأُفق منسَجِمِ
كأنهم وهم لا شئ يشبههم ..... كواكبٌ حول بدرٍ في مسيرِهِمِ
والكلُّ مُتّسق الأقوال متّسِق ال ..... أفعال مستبق الأفضال ذو همَمِ
يطوي وينشر بالتجريد مقتضباً ..... للبيد والخيل والأسياف والقِمَمِ
يعلوا بذي شَطَبٍ للهاممقتضِبُ ..... تشطير مقتسمٍ بالعدل مُتّسِمِ
بيضٌ صوارمهم حمرٌ مدبّجةٌ ..... زرق الأسنّةِ سود النّقع واللممِ
ما قابلوا مقبلاً في عِزّ مقتحِمِ ..... إلا انثنى مُدبرا في ذُلِّ منهزِمِ
كم مثّلوا بالعِدا في كلّ معتركٍ ..... والأُسْد تفترسُ الأوعال في الأجُمِ
وقسّموا القتل في الأعداء حين بغوا ..... رمياً وطعناً وضرباً في رقابهمِ
وفرقوهم بأطراف الأسنّة إذ ..... ضلوا السبيل وداموا في اشتباههِمِ
واستعرضوا بالقنا والنّصر قائدهم ..... جيش الذين تصدوا لاعتراضِهِمِ
واستتبعوا بالمواضي من طغى فمحوا ..... ليل العجاجة محْوَ الظّلْمِ والظُّلَمِ
يجزون بالبغي من يبغي مشاكلة ..... من غير جورٍ عليه لاحتراسِهِمِ
عَرض بذمّ الأعادي في المديح لِمن ..... لا عيب فيهم سوى الإيثار في العَدَمِ
واجمع لمؤتلفٍ فيهم ومختلِفٍ ..... من البديع وزِد في مدح شيخِهِمِ
لم يحصر المدح ما تحوي شمائلهم ..... بل في المديح إشاراتٍ لفضلهِمِ
كُلٌّ صفيٌّ لِعزّ الدين مستبق ..... أحسن بتوجيه مدحي في تقيِّهِمِ
ما السّحب جادت بتفريع النّدى سحراً ..... على الرياض بأندى من أكفِّهِمِ
علوا محِلاً كما سادوا عُلاً وسموا ..... هام السِّماك وحلّوا عاطِل الهِمَمِ
والله أكمل إذ أوفوا العقود لهم ..... ديناً وأحسن بالتتميم للنِّعَمِ
والنّظم والنثر والآيات بينةٌ ..... ملئ المسامع في ترتيب مدحِهِمِ
لله منهم سيوف حين جرّدها ..... لنصرة الدين أفنت كل مجترِمِ
يرون صعب العلا سهلاً لأنهم ..... أنصار خير نبي ثابت القدَمِ
باكي السِّنان ضَحوك السِّن آمله ..... تُغْنيهِ كنيتُهُ عن إسمِهِ العَلَمِ
أردى البُغاة وأرضى المبتغين بما ..... أبدى وأبدع من حُكْمٍ ومن حِكَمِ
واستخدم الشُّهْب في الأعداء مُسرجةٍ ..... ترمي الشياطين ردّاً لاستراقِهِمِ
فالسابقات وبيض الباترات وســمـر الـخط جمعا له من جملةِ الخدَمًِ
قالوا هو الدّهر قلت الفرق متّضِحٌ ..... في الدهر غدرٌ وهذا حافظ الذِّمَمِ
ساوى النبيين تشريعاً وسادهُمُ ..... بمحكمٍ ناسخٍ أحكام شرعِهِمِ
ذو البيّنات التي تفسير معجزها ..... نور البصائر والكشّاف للغمَمِ
لا تطلبوا مثلاً في المرسلين له ..... هيهات ما الشمس في الإشراق كالنّجمِ
فهو العزيز على الله العزيز وفي الـ.....ــذكر العزيز له الترديد بالعِظَمِ
كم أودع الله من أسرار مِلّته ..... في غير أُمّته من سالفِ الأُمَمِ
وهو الذي لم يفه في حلّ مشكلةٍ ..... إلا وأوضح منها كلّ منبهِمِ
قد وافق الإسم منه وصف أُمّتهِ ..... فكلُّهُم شاهدٌ للهِ ذي القِدَمِ
لا مكّنتني المعاني من شوارِدها ..... إن لم أبرّ بمدح المصطفى قسمي
من لم يكن مدح خير الخلق هِمَّته ..... فجمْعُه القول لم ينسب إلى الهممِ
جمعت في مدح طه كلّ شاردةٍ ..... يبدي لها كلّ سمْعٍ ثغْر مبتسِمِ
أضربت عن كلّ ممدوحٍ بمدحيَ خيـ......ر الرُّسل بل خير خلق الله كُلِّهِمِ
أرجو بحسن بياني في مدائِحِهِ ..... تخلُّصاً من عذابٍ دائم الألمِ
عدَّدْتُ وصف نبيٍ لا شبيه له ..... في العزم والحزم والإقدامِ والقِدَمِ
كرّرت مدحاً له تحلو مذاقتُه ..... تحلو مذاقته في مسمعي وفمي
جاريت بالمدح فيه كلّ ملتزمٍ ..... مستعصمٍ ببديع النّظمِ معتزِمِ
وشَّحتُ نظمي بِدُرِّ المدحِ في قمرٍ ..... بالحُسنِ مشتملٍ بالنور مُلتَثِمِ
مُرصِّعٌ لبديع النطقِ مُحتشِمٌ ..... مشفّعٌ في جميع الخلق محتكِمِ
أهديت من كَلِمٍ كالدُّرِّ منتظمٍ ..... تسجيع ملتزمٍ للمدحِ مغتنِمِ
أوزان قولي ومعناه قد ائتلفا ..... كما تألّفت الأرواحُ في القِدَمِ
واللفظُ مُؤتلِفٌ باللفظ منتظم ..... من جوهر النطق في سلكٍ من الحِكَمِ
والوزن يألف ألفاظاً قد انسجمت ..... في مدح سيِّد أهل الحِلِّ والحرمِ
قولي وتطريزه والمدح منتظمٌ ..... في حسن مُنتَظَمٍ في حسن مُنْتَظِمِ
أنشأت من كلِمي ما شِئتُ من حِكمي ..... جزّأتُ منتظمي أنبأت عن لزمي
جزئيُّ مدحيَ بالكلِّيّ ملتحقٌ ..... في واحدٍ هو كل الخلق في العِظَمِ
لفظي ومعناه في مدحي له ائتلفا ..... من لؤلؤ الوصف في سمطٍِ من الشِّيَمِ
وما تغاليت في مدحٍ يكاد إذا ..... تلوتُهُ أن يقيني صولة العَدَمِ
أحكمت نظم القوافي وانتخبت لها ..... فرائداً تزدري في النظم باليتمِ
عمّت فواضِله جلّت فضائله ..... من ذا يُماثله في العُرْبِ والعَجَمِ
يا شامِل الجمع من جودٍ ومن كرمٍ ..... تفصيل مجمله بالوصف لم يُرَمِ
ذيّلت ما طال من مدحي إليك بما ..... أرجوه منك ومن يرجوك لم يُضَمِ
وإنّ مثلك تغنيه براعتُهُ ..... يا منتهى طلبي عن ذِكْرِه بفمي
وفي مديحك أدمجت المرام عسى ..... أرى بجاهك دهري ملتقى السّلَمِ
فابسط إلى أمل الفضل العميم يداً ..... تفيض بالجود فيض الوابل الرَّزِمِ
فما استهلَّ يإخلاصٍ براعتهُ ..... إلا وأمّل فيها حُسْنَ مُختَتَمِ
عبد النبي
2013-09-14, 02:20 AM
(( البديعية الثالثة ))
للشيخ محمد الغلامي الموصلي رحمه الله
براعة الاستهلال:
ما بين معترك الأشعار والنغم ... هذا البديع حلا تكراره بفمي
ومنها الجناس المطرف:
مدارس العلم يثني حسن منطقها ... على الذي جاء يحيى دارس العلم
ومنه تجاهل العارف والتضمين:
مالي أرى النظم يبدي لي جواهره ... (أمن تذكر جيران بذي سلم)
ومنها الإبداع:
مل اليراع ولف الطررس قلت له ... فانشر شذا المدح وانشر طيب الكلم
ومنها التوشيع:
مهد لهم عذر مشتاق وصف ولهاً ... مجانب الأفخرين النوم والحلم
ومنها الجناس الملفق:
متيم ما تصدى بالسلو لهم ... نعم ولو مات صداً يوم هجرهم
ومنها توارد الخاطر:
من الصبابات قد أهدى رسائله ... إذا الصبا بات يسري نحو حيهم
ومنها التكميل:
مع النسيم لمن راقت محاسنهم ... وصار شوقي لهم ناراً على علم
ومنها الاستعانة:
ما رنحت عذبات البان ريح صبا ... إلا وأهدى لقلبي طيب ذكرهم
وهذا ظاهر. ومنها اللف والنشر:
مدحي ووقتي ووصفي في محبتهم ... قد رق قد راق قد أربى على الكلم
ومنها الاستعارة:
مسك الثناء بدا يوم اللقاء ومن ... زجاجة الطبع أهدى خمرة الحكم
ومنها الاستطراد والجناس المحرف:
مباسم قد أبانت لي سلاف هدى ... كما أبان عصير الكرم عن كرم
ومنها إرسال المثل:
مطامعي فيهم أرسلتها مثلا ... والمفلسون التمني رأس مالهم
ومنها الجناس المعنوي:
ما كان رأي أبي المأمون إذ حكموا ... إلا وكنت برأيي ابن معتصم
ومنها مراعاة النظير:
من خالد الشوق كم يحيى الغرام ولا ... أرى فؤادي مسروراً بقربهم
ومنها حسن التخلص:
ما لي أرى مخلصا من حبهم أبداً ... إلا بمدحي أمينا زاكي الشيم
ومنها التكرار أيضا:
مدحي أكرره في الوافر الكرم ابن ال ... وافر الكرم ابن الوافر الكرم
ومنها الترديد:
مولى جليل يرى الله الجليل له ... عبد الجليل أباً باهى الورى بهم
ومنها مالا يستحيل بالانعكاس:
مدع أخا عدم إذ فيضه ذهب ... بهذه ضيف ذا مدع أخا عدم
ومنها رد العجز على الصدر:
من كل مغتنم للمدح مكتسب ... للمدح مكتسب من كل مغتنم
ومنها المراجعة والاستدراك والتفريق:
مدله قبل ذاك البحر قلت نعم ... لكن به نرتوي من سائغ شبم
ومنها الاستثناء والقول بالموجب:
محامد من علاه قط ما نسخت ... إلا بخطية في صدر كل كمي
ومنها ائتلاف المعنى مع المعنى:
مالت على خيلها الأبطال قد سكرت ... من بأسه بصليل السيف في نغم
ومنها التلميح والتمكين:
مولاي كم لأبيكم من يد عظمت ... على الحديباء صانتها من العجم
معاهد لا يفي بالشكر ساكنها ... نعم وفى بدعاء الخير في الظلم
محيتم عن عباد الله كل شقا ... شقا يحكم فيه السيف بالقمم
ومنها السميط:
مواطر مطرت بالفضل قد قطرت ... الدهر قد سطرت منها الفخار سمى
ومنها الاستخدام:
معادن الجود في يوم العطاء وكم ... ملوه للضيف إذ حر الهجير حمى
ومنها التورية:
منهم لنا حكم نرضى به أبداً ... إذا غدت تلعب الأنذال بالحكم
ومنها الالتفات:
مداحهم مذ ذوت أفكارها مللا ... مددتها يا أبا سلمان بالديم
ومنها التاريخ:
مذ طاب فيك بديعي أرخوه زكا ... أمين قد تم مدحي رايق الكلم
في سنة 1168 هـ .
عبد النبي
2013-09-14, 02:29 AM
((( البديعية الرابعة )))
لمؤلف مجهول
1- لي في مدائح أهـل البـان والسلـم ........... براعـة تستهـل الشـوق بالالـم
2- دع عنك سلمى وسل ماركبوا بحشا ........... حاشا الحشاء يرى اطلاق ذا السقـم
3- أروم تلفيق شوقي كي اراه معـي ........... هـذا أرى همعـي صحابـة السقـم
4- وذيل الغم غمر الدمع لي فأتى ........... كالغيث يلحق حيـث الارض فـي ضـرم
5- يا عز ماتم لي عـز يطرفنـي ........... فـي طرفهـم طرفـة والـذل لـم يلـم
6- هل من بلي فيلي مصحف العذل ........... أو من يحـرف لـي فـي القلـم للقلـم
7- قد طاح لفظي وتاح القلب إذ نظر ........... في لذع عـذل كريـه الكلـم والكلـم
8- مخمس البرج باب العلم كنت لهـم ........... يـا معنـوي فخوفنـي وقـل ولـم
9- استطرد الشوق نوق الدمع سابقة ........... ففـاق بحـرا علـو العـرب للعجـم
10- قد استعرت من الاحباب وصلهم ........... فأحرقوا كبـدي مـن نـار هجرهـم
11- فقلت مستخدما للعين يبحث عن ........... حال الحبيـب ففاضـت بالدمـا فشـم
12- ياعاذلا لامنـي بالجـد لا هـزلا ........... أراك فـي قلـة الإضـرار كالسلـم
13- تقابل الحسن والإحسان والنعما ........... بالقبـح والسـوء والإضـرار والنقـم
14- وما التفت الى العذال ذي الهزل ........... وقلـت انـت لـدى الحـذاق ذو شبـم
15- تشوقي وافتناني في وصالهـم ........... صـار العـزاء لموتـي بعـد بعدهـم
16- ما ضاع مني منى إلا وكنت له ........... مستدركـا عجـلا لكـن بـوا ندمـي
17- فالطى والنشر والتطويل والقصر ........... للسيـر والهـم والهجـران والقـدم
18- نحلت بالوصـل إذ جـادوا مطابقـة ........... بفرقـة بدلـوا أنسـي بوحشهـم
19- نزهت عذلي عن الإحسان والعظم ........... والفخر والحسن والإكـرام والكـرم
20- ومذ تخيرت أهل العذل في سندي ........... عدمت صحة جسمي صـرت ذا سقـم
21- يا عاذلا مبهما عنـي مقاصـده ........... ليـت الإلـه رمـى الإبهـام بالعـدم
22- مثلت يا عاذلي عذلي ببدر سما ........... فقلت يـا عاذلـي استسمنـت ذا ورم
23- تهكما قال لي أنـت الحبيـب فمـا ........... أجبـت إلا بقولـي أنـت ذو شيـم
24- راجعت إذ قلت إعلم قلت من جهل ........... قلت استمع قلت إني عنك في صمـم
25- أرضعتني بوفا وشحتنـي بصفـا ........... فـلا تدعنـي يومـا مثـل منفطـم
26- شابهت أطراف قولي في صفاتهم ........... هم يا عـذول يوصـف غيـر متهـم
27- يا رب غير كدورات الرقيب ففي ........... عذل الرقيـب بهـم إسمـاع ذكرهـم
28- ذيات شوقي بأذيال فما انعقدت ........... بالله يـا عاذلـي يكفيـك فـي القسـم
29- ته احتمل واحتكم اصبر وعز أهن ........... فوف اجد ابرق ارعد اضحك ابك لـم
30- جمع الكلام بـلا وعـظ ولا مـدح ........... ولا رشـاد فـذك الجمـع كالعـدم
31- أناقض العرب إن نلت المنى بهم ........... وابيض أسـود غربـان مـع الفحـم
32- يا عاذلي إنما أنت الحبيب فـلا ........... تـوارب السـر ذا الاحسـان والحكـم
33- وكم اصدر ما مولى بليت و لـو ........... ولـن يفيـد مقالـي ليـت أو وكـم
34- قالوا وعندهموا ذا القول موجبه ........... عين به قلـت أيضـا عـارض فشـم
35- في معرض المدح هجوي للعذول كما ........... أقول سدتم بجمع البخـل والتخـم
36- كل الأنام ولم استثن قـد عـذروا ........... الا العـذول عصانـي فـي ولائهـم
37- يا عاذلي لاترم إصغاء نصحك في ........... تشريع تركي لهم حسبي بهـم فهـم
38- قد ذل للبدر ذي اللمات يخضع له ........... بدر السمـاء مـع التتميـم للحكـم
39- تجاهل القلب بالعرفان فـي ثغـر ........... فقـال ثغـر بـدا أم بـارق الظلـم
40- بليت بالهجر حتى صرت مكتفيا ........... بالطيـف او بخيـال او بـورق حمـي
41- فراع أنت النظيـر الحـال لا تلمـا ........... ماقـط لام حبـاب ثغـر مبتسـم
42- أرسلت عذل عذولي لا يرى مثلا ........... إذ ذاك أشهر مـن نـار علـى علـم
43- أضفت نفسي الى العـذال دفعهمـوا ........... فنونونـي بتوجيـه الـى العـدم
44- فالنفس قد عتبت لم قد أضفت الى ........... مجهول حـال بـلا هـاد ولا علـم
45- لانلت من أربي ما فرجت كربي ........... إن لم أدعهم وجئت الحنث فـي القسـم
46- حسن التخلص بالتشبيب قد ذكرا ........... قبلي ولم أبـغ غيـر المفـرد العلـم
47- لم يطرد في سوى المختار من مضر ........... محمد المصطفى المهدى به قلمي
48- عين الوجود وجود العين أفضل من ........... في الأرض عكس مقال الكافر السقم
49- له الكمال على وجه الكمال وفي ........... عين الكمـال جـلا الترديـد بالهمـم
50- تكرار مدحي حلا في الواضح العلم ابن ........... الواضح العلم ابن الواضح العلم
51- ومذهبي وكلامـي أن مـا وجـدا ........... لـولاه ماكـان كالأفـلاك والقلـم
52- فالصبح من وجهه والليل من شعره ........... والجود ناسبه الغفران عن جرمـي
53- وشع الى من أبان الله معجـزه ........... بطاعـة الماضييـن السيـف والقلـم
54- زادت محاسنه فالـرب كملـه ........... فـلا يقابـل فـي الاحسـان والعظـم
55- إن قلت بدر فتفريـق ينازعنـي ........... فـذاك يخفـى وهـذا واضـح النعـم
56- وانشق ممتثـلا فـي امـره عجـلا ........... تشطيـر منتقـم تدميـر ملتـزم
57- والغيم ظلل كالمظلال حشمته ........... فالحمق يترك فـي التشبيـه ذي العقـم
58- أحسن بتلميح مختار من البشر ........... من صحبة هم نجوم في دجـى الظلـم
59- شيئان تشبيه شيئين انتبه لهما ........... فالبدر كالوجه قالـوا الفضـل كالديـم
60- يا عيني انسجمي دمعا لفرقة من ........... ربـي معظمـه فـي نـون والقلـم
61- صلى الآله بتفضيل النجوم على ........... محمـد مـا حـدى العشـاق بالنغـم
62- نوادر المدح فيه استصبحت سحرا ........... منها الصبا فأتت بالنور فـي الظلـم
63- بالغ وقل صار رمداء النجوم فذا ........... من كثرة النور او من عثيـر الدهـم
64- ان قال للبحر أغرق منكري شرفي ........... صارت جبـال وبـر عيـن ملتطـم
65- علا علـى سائـر الأمـلاك والبشـر ........... بـلا غلـو ولا شـك ولا تهـم
66- بحر وبر لـه بالمعنييـن بـدا ........... تالـف فـي العطـا والذيـن والنعـم
67- ايجابـه الخيـر لا ينفـي لـه ابـدا ........... ولا يؤاخـذ بالتعنيـف والوجـم
68- لي في مدائحه الإيغال حيث أتى ........... بالنور والهدي والإسـلام فـي الظلـم
69- فالـرب هذبـه طفـلا وأدبـه ........... فلـم يـزل فضلـه العالـي كالـديـم
70- بحر وذو ملح حلم وذو رحب ........... ألـم يستحـل بانعكـاس فهـو كالعلـم
71- وريت بالفرض عن نفل مؤانستي ........... بمغرب الشمس جزء الخلد في النعـم
72- مـن لايشاكـل بالعـدوان معتديـا ........... إلا لحكمتـه مـن خيـر منتـقـم
73- بلى يقسم جمع المعتـدي فرقـا ........... فالحـي للسيـف والأمـوات للرخـم
74- وعزمه السيف في تفريق جمعهم ........... والوجه كالنور يجلـو كرنـة الظلـم
75-ومن اشارته الأصحاب قد فهموا ........... معنى بـه فـاق كـل عالـي الهمـم
76- قالوا كثير رماد القدر قلت كذاك ........... النار تكنـي عـن الإحسـان والكـرم
77- آراؤه وعطايـاه ونقمتـه ........... جمـع فلـم تفتـرق كالـطـود والعـلـم
78- ايجابه لي لقاه ليـس يسلبـه ........... ويسلـب البعـد منـه سلـب محتشـم
79- قسمت عمري له فالحال قد صلحـا ........... بـه حياتـا وميتـا بالـي الرمـم
80- سل صاحي اوجز عن الممدوح ........... أول أبيات وسل طيبة يـا طيـب النغـم
81- بالنور خص فلاشيء يشاركه ........... نور الكتـاب المبيـن الواضـح العظـم
82- لازال بالعزمات الغـر والهمـم ........... يصـرع الضـد بالإلقـاء فـي النقـم
83- فلا اعتراض علينـا فـي محبتـه ........... مـن يرتجـه ارجـه بالله يعتصـم
84- مالي رجوع الى الأوطان والحشم ........... بلى رجوع الـى مـولاي ذي الكـرم
85- الوحش والجن والإنسان أجمعهم ........... حتى الملائك فـي الترتيـب كالخـدم
86- واشتق رب السماء من اسمه فغدا ........... محمد أحمد المحمـود فـي العلـم
87- واوصف مع اسمـه مـع اسـم صاهـره ........... محمـد وعلـي باتفاقهـم
88- المال ذل له والمثـل قـل لـه ........... ابـدع بأخلاقـه مـن خالـق الكـرم
89- فالحسن يخدمه والجود يحمـده ........... فـلا يماثـل فـي الأوصـاف والنعـم
90- فضل النبييـن محصـور بأفضلهـم ........... لأنهـم جـزء كلـي بـلا تهـم
91- فهم هذيك في جمع الفرائد من ........... خير الأنام هـو المختـار فـي القـدم
92- يس زادت على الأملاك عصمته ........... ترشيحه في الضحى مع تلوهـا فهـم
93- به التوسل نجى آدما فنجـى ........... عنوانـه فاهبطـوا يـا صاحـب العظـم
94- ذو النون سهم بالمختار دعوته ........... فالـرب نجـاه مـن يـم ومـن ظلـم
95- اني بتطريز مدحي فيه محتشم ........... في حسن محتشم فـي عيـن محتشـم
96- في الأنبيا مدحه والآل مع صحب ........... تنكيت مدحهموا فـي الفتـح والكـرم
97- جعلت حبهموا مرادفا مدحهموا ........... في موضع العلـم والألطـاف والحكـم
98- إيداعه الحسن فيما بين معترك ........... الأحداق يقتلنـي فـي الحـل والحـرم
99- يوهم العذل اني فـي محاسنـه ........... المجنـون ياليتهـم ماتـوا بوهمهـم
100- ما بعد حذف وتصحيف يرى كفم ........... لغز العذول أتـى فـي حلـه قلمـي
101- سلامتي في اختراعي وصف عاذلتي ........... فقدها النون والعينـان كالسلـم
102- الشمس والقمر والنور والأسـد ........... تفسيـر صديقهـم والتلـو كالعلـم
103- فلا بمستنكر جمع الكمال بهـم ........... همـوا الكمـال فأحسـن باتباعهـم
104- ليت المدائح تستوفي العلاء لو ........... تواردت لكـن المأمـول فـي العـدم
105- أوضح بذلتهـم طـرا وعزتهـم ........... للمؤمنيـن علـى الكفـار بالحكـم
106- ما البحر تفريعه يوما بأجود من ........... جوادهم مذ رأوا فـي حلبـة الكـرم
107- من ذا يناسقهم من ذا يقابلهم ........... من ذا يماثلهـم فـي العـزم والهمـم
108- تعديد أوصاف خير الخلق ممتنع ........... ذي العلم والعـدل والإيفـاء للذمـم
109- علل لاطيب ريح المسك إن ذكـرا ........... بأنـه كـان جـار المفـرد العلـم
110- تعطفا بمنائي ساكن الحرم ........... واعطف على حاسـدي بالصـارم الخـذم
111- وصحبه إستتبعوا بذل الجسوم ........... وببذل الروح فيـه وأولاد مـع الحشـم
112- طاعاتهم أعدمت عصيانهم فغدوا ........... مسبوك تبر صفا عن غشـه الدجـم
113- في معرض الذم مدحي واضح لهم ........... لاعيب فيهم سوى الإحسان والكرم
114- سهل وسمح وذو بسط الندى وهدى ........... أعني به من هو المختار في القدم
115- بان اتساع المعالي في صحابته ........... وخص ذو الغار في اللإحسان والعظم
116- وجمع مؤتلف فيهم ومختلف ........... لاسيمـا الناظـم الفـاروق ذو الشيـم
117- تعريض مدحي لذا النورين يحملني ........... بأن أقـول هـو الصبـار للنقـم
118- ترصيع قدر علا تركيب قدر غلا ........... في الليث ذي الكرم كالغيث في النعـم
119- سجعي ينازعني دمعي يمانعني ........... في ذكر ريحانتي مـولاي ذي العظـم
120- تمسيط ذي أدب تمديح ذي أرب ........... تحميد ذي غلب فـي حمـزة الشهـم
121- وصنوه مرتجائي وهو ملتزم ........... والحبر أرجو بـه والصحـب فالتزمـي
122- إذا تزاوج ذنبي واعتدى سقمي ........... أقـول يـا أهـل بـدر ادفعـوا ألـم
123- جزأي لي أربا فرجت لـي كربـا ........... دفعتنـي المـي رفعتنـي سقمـي
124- من وجه أحمد لي بدر ومن يده ........... بحر وجردت فيه المـدح فـي الكلـم
125- أحيى فؤادي مجازي في مدائحه ........... وكنت من قبل مدحـي بالـي الرمـم
126- تألف اللفظ والمعنى بمدحته ........... والعين عنـدي لغيـر العيـن لـم تقـم
127- والوصف واللفظ وزن به ولـه ........... عـدل يؤلـف بيـن الذئـب والغنـم
128- وألف اللفظ مـع لفـظ مدائحـه ........... فللمعانـي تـرى الألفـاظ كالخـدم
129- مذ مكنت اضلعـي لحبـه نسخـت ........... محبـة الأهـل والأولاد والحشـم
130- فمذ حذفت من الأضلاع شانئهم ........... أمنت من سـوء أعـداء فلـم أضـم
131- صفر الوجوه وخضر الظفر دبخهم ........... بيض الوجوه من الأعـداء بالحكـم
132- فأصبحوا لاترى الامساكنهـم ........... ولا اقتبـاس يـرى مـن هـذه الأطـم
133- سهل الهي طريقي في زيارة من ........... اخترته المصطفى في سالـف الأمـم
134- حتى أراه يرى نظمي يحسن لي ........... حسن البيان وأرجـو واسـع الكـرم
135- فلي ذنوب كموج البحر تدمجني ........... محمـد شافعـي والكاشـف الغمـم
136- فإن أقف غير مبغوض بروضطه ........... لم أحترس من ذنوبي ولا مـن نقـم
137- ولي براعة ما أرجوه من طلـب ........... فأنـت سيـد أهـل الجـود والنعـم
138- عقدت ذهني على أن أتقي الشبها ........... أعني بها حب غير المصطفى العلـم
139- أغرق الهي بجاه المصطفى زللي ........... ولـم تشـاو اضـاة بحـر ملتطـم
140- بحسن مدحي الهي خلصن عملي ........... بالمصطفى خلقي حسـن ومختتمـي
عبد النبي
2013-09-14, 02:34 AM
))البديعية الخامسة ))
الشيخ إسماعيل المقرئ اليمني رحمه الله
1. شارفت ذرعاً فذرعن مائها الشبم ... وجزت نملى فنم لا خوف في الحرم
2. قد كلمتني النوى وكل متني من وخدٍ هرى قدمي حتى هراق دمي
3. فدمعي السائل المحروم سائله ... وسائلي نحوكم يا جيرة العلم
4. ملا الملام فؤادي ويحكم وكفى ... لا تكثروا تكفروا في لومه بهمِ.
5. أكثرت يا شوق من سوق الهموم إلى ... قلب من الهم لا يخلو ولا الهمم
6. يا حاظر الوصل باد غير حاضره ... ما دائم سقمي إن كنت من قسمي
7. لو كان قلبي أبا سفيان وانقلبت ... هند أباه لأضحى قلب جدهم
8. هجرتني هجر عذالي منازلهم ... لشغلهم بي فلم أهدأ ولم أنم
9. إن لم أصغ ناظماً عقداً فرائده ... وسائط كلها من جوهر الكلمِ
10. قد بكى الجفن حزناً بعد بعدهم ... كضحك ثغري سروراً عند قربهمِ
11. أقر عيناً وأجراها ندى وأبا ... ها عسجداً وحكاها في دجى الظلمِ
12. ألان مني الهوى ما لا يلينه ... صرف الليالي وبأس السيف والقلمِ
13. سقمي دموعي نحولي خمرتي معه ... في اللحظ والعقد والأحشا وريق فمِ
14. بين تولى فولى القلب ناحية ... أخرى عدمتك من وال ومن حكمِ
15. قالوا مرضت فهل عادوا فقلت نعم ... لكن من العهد والإيفاء بالذممِ
16. ما مثلهم في العلى هيهات أين هم ... وأين منصبهم في القدر والعظم.
17. أحييت وجدي وأفنيت العزا وسا ... ء الود حزني وسر المعتدي سقمي.
18. طالت مسافة الليل لا منامة به ... ولا منام لمقروح على ألم.
19. بسقم عينيك اسقم كل جارحة ... فرب داء دفين صح بالسقم.
20. من لي بعيش حلا الزمان به ... وعاضني عنه زادا زاد في نهمي.
21. شكلان في حمق معلوم اجتما ... عادا لأصل وخيم غير ذي كرم.
22. ما أنت يا عاذلي والحب تنكره ... فخص بنا في حدود القول والكلم.
23. بالغت في النصح لا شك يداك فزد ... فكلما زدت نصحا زدت في التهم.
24. قالوا الأحبة شكوا في هواك نعم ... شكوا بلا شك أحشائي بلحظهم.
25. لم يلق أذنا على أذني ملامك لي ... وهبه يلقى فلي قلب أصم عمي.
26. والعاذلان على من قده غصن ... كالبان هزا متى ما ناضحا اتهم
27. فأعذل وجر واقتصر أو طل وعز وهن ... وانقص وزد وامض وارجع وانقطع ودم
28. لا يدرك الرتبة العلياء ذو دعة ... لا بد من تعب فيها ومن سأم.
29. واستخبرا هل سلا قلبي فقلت سلا ... غيري وهل ثم صبر قلت وسط فمي
30. هيهات أسلو بلى أن عشت وانقلبت ... صفا صفاتي أو أودعت في الرجم
31. جرى الفراق فراق الالتقا ووقى ... ملالة الوصل فأحمده ولا تذم
32. ألا يمين لكم يا لائمين لنا ... كم تركبون عظيم الحنث بالقسم
33. أهزلت مرعاي جدا إذ رعت هممي ... روض المنى والمنى ضرب من الحلم
34. جرى الفراق فراق الالتقا ووقى ... ملالة الوصل فاحمده ولا تذم
35. لا تذممن نوى أبقت عليه هوى .. به استبحت عناق الطيف في الحلم
36. بالوصل بعت دمي راض مناجمة ... يا بدر قد حل نجم المشتري لدمي
37. ما في عذولي بأس ذاك من فئة ... تغضي احتمالا وتشفي الكلم بالكلم
38. ألم أقل لك أن اللوم آلمني ... وزاد في لوعتي يوم النوى ألم
39. رم العزا من سوى قلبي فلي غرض ... رميت فيه وما غير العزاء رم (ي)
40. أهوى حياتي إلا حيث لم أرهم ... وأكره الموت إلا في جوارهم
41. قلبي الكليم بموسى اليأس من خضر ... هود بإسحاقه عيسا خليلهم
42. لا تطعني هند فالأنساب واحدة ... ونحن إن نفترق نرجع إلى حكم
43. هي اللواحظ أصمتني ولا عجب ... من يعترض للسهام الراميات رمي
44. أطلعته فحكى سري علانيتي ... جهلا فيا نفس عضي الكف من ندم
45. لا أسفرت لي وجوه المشكلات ولا ... حللت عقدة معنى غير منفهم
46. تزداد حسنا وتزهو كلما وضعت ... في جيد أوصاف خير الخلق كلهم
47. محمد المصطفى بن المصطفين إما ... من الأنبياء رسول الله في الأمم
48. أفدي ظباه فكم عظمن ذا صغر ... في الله قدرا وكم صغرن ذا عظم
49. جلت فتوحا وجلت معشرا كفرا ... طردا وجلت دياجي الأعصر الدهم
50. ففي السماحة غيث جاد من ديم ... وفي الحماسة ليث جال في أجم
51. قضى وولى وفاضت نفسه وعفا ... عدلا وليس بعافي الحكم والحكم
52. مستكثر من أياد يستقل بها ... فخرا ومن خلق زاك ومن شيم
53. فرد المطالب لاثان لعزمته ... شفع الرغائب دون الوتر لم ينم
54. وروت الأرض طرا من حديث دم ... جرى قديما فأغناها عن الديم
55. لولا غليل شفته الأرض من دمهم ... شربا لما جت ببحر منه ملتطم
56. عريض جاه لو أن الدهر طال مدى ... كجاهه آمن الدنيا من العدم
57. أين السحاب وأين البحر منه ندى ... البحر ملح وجود السحب لم يدم
58. أهل الفضائل سيماهم تبين ولا ... سيماهم وهي نور في وجوههم
59. وحاز حدا وجاز الحد حيث دنا ... كقاب قوسين أو أدنى ولم يرم
60. ساقي البرايا غدا ماء على قدم ... صدق فبورك من ساق على قدم
61. فلو ترى ما أقاسي لأبليت به ... هوى يهد الرواسي غير منصرم
62. هل من ينادي غدا رب النجاة كمن ... به ينادى اشفعن للعرب والعجم
63. ما راع جارا رعاه وجه حادثة ... ولا انثنى مازجا دمعا جرى بدم
64. قد كرر العبد مدحا كافيا وثنا ... هيهات لا مدحي تكفي ولا كلمي
65. لا تطعني هند فالأنساب واحدة ... ونحن أن نفترق نرجع إلى حكم
66. هل بين بدري وبين الأفق من نسب ... فالكل للجد سام قد عزي ونمي
67. صلى الإله ووالاها عليك كما ... صلت ظباك على القتلى ولم تضم
68. فرد أتى سابقا وهو الورى معه ... آي هي الدين والدنيا لمعتصم
69. كلتا يديه يمين بالندى انبسطت ... فاقبض يسارك يا أخا الندم
70. الرسل أحمد أوصافا وأحمدهم ... في الوصف أحمدنا فاشكر يد النعم
71. إن أنكروا الشمس منه فهي مقل = تعشي وفي مقل تجلو دجى الظلم
72. حوى الفضائل فالعليا لهمته ... والحسن للوجه والإحسان للشيم
73. فامدح عوارفه واعرف مدائحه ... وانظم محاسنه يا حسن منتظم
74. لم يقر في كتب مقرى كتابته ... فوائد الزاخرين العلم والكرم
75. نجب الرجال بحبل المصطفى اعتصموا ... من الشقاء ونالوا الفوز بالنعم
76. أذكى مصابيح أنوار الهدى فمشت ... في ظلمة الشرك مشي النار في الظلم
77. لقد سما في تضاعيف السما رتبا ... حديثها كان قبل الكون في القدم
78. يسطو بكف يد كفت يد العدم ... تجلو الخطوب وتمحو البؤس بالنعم
79. ما مل حرب أعادي الله صارمه ... ومل أحشاءهم في كل مضطرم
80. يضاعف الأجر والحسنى ويردع عن ... ظلم بظلم ويعفو عن كثيرهم
81. معط أخا كرم مرض أخا ندم ... مدن أخا ضرم مرك اخا طعم
82. في الله أعطى وهل أبقت يد سمحت ... بالنفس والمال والأهلين والحشم
83. محرم قعدة لا في ربيع ندى ... أصب ما فيه لم يخطر على الهمم
84. تراه في جيشه كالبدر في شهب ... بالبلق قد جال في الهيجاء بالدهم
85. بيض تركن وجوه الضاربين بها ... كمثلها وقنا أجرت قناة دم
86. في وجهه قمر في درعه زأر ... في كفه قدر فيه ضرى الضرم
87. كم سد بالفتح من ثغر وأضحكه ... فتح المدائن أعني لا ثغورهم
88. فما يجار على مولاه في طلب ... لكن يجير ولا يكمو عليه كمي
89. بالغيث والليث أزرى في عطا وسطى ... فالغيث يبكي حيا والليث في أجم
90. كأن الشمس الضحى من حسنه كسبت ... ورونق الحسن منه صيغ القدم
91. فصدره البحر بر القلب من كرم ... وقبله البر صدر البحر في عظم
92. شعري ونائله والخلق منسجم ... في أي منسجم في أي منسجم
93. المفرد العلم ابن المفرد العلم اب ... ن المفرد العلم ابن المفرد العلم
94. إن شئت تعجب من حب الإله له ... فاقر الضحى ثم فاقرأ سورة القلم
95. قد مس راحته من مس راحته ... فكم من المس أبرى كل ذي لمم.
96. مكرم الأب سامي الجد عم ندى ... يوفي العقود وكم قد حلها وكم.
97. ما ذاك عم عدد جم ولا عدد ... وهل يقال لفضل الله ذا بكم.
98. لا عيب فيه سوى أن العصاة به ... يلقون عفو كبير الإثم واللمم.
99. مثبت الجأش يحمي الجيش إذا فرقوا ... وباذل العفو إذ يردي لكل كمي.
100. واري الزناد ولا قدح ينال به ... بر يقصر عنه البحر في الكرم.
101. أقيم ضربا عليه الحد حال تقى ... وحين أسرف لم يضرب ولم يضم
102. يلقى المسيء بصدر حقده طلل ... يسر عاف نداه غير منصرم.
103. أوحى إليه بما أوحى وثبتته ... عند الخطاب فلم يصعق ولم يهم.
104. وكلهم خيرة الله اصطفاه فما ... فضل النبي عليهم ضائرا بهم.
105. بيض يقول الأعادي حين تطرفه ... لانت أسود في عيني من الظلم.
106. تطول إن عرضت في كل منهزم ... بها الموالي وينجو كل ملتزم.
107. إذا سعوا فاشتروا مدح النفوس سعى ... فابتاع مدحك بالغالي من القيم.
108. أبكى بها الدين جفن الكفر حين جفت ... أجفانها وابتغت غمدا من القمم.
109. ما المسك فتت أو فضت نوافجه ... عنه بأطيب من ذكراه في الكلم.
110. تبيض ما اسود يوم شبهه دهم ... وجها إذا احمر سمر فوق سمرهم.
111. بالجد والجد جد صارمه ... والعزم والحزم يوم الكر والكرم.
112. ونالوا عليا وما نالوا بمدحتها ... جهدا وفاض عليه فائض الكرم.
113. لو لم يكن أصله في طيب عنصره ... مسكا لما جا ختام الرسل كلهم.
114. المرسلون ندا المرسلون مدى ... الشافعون عطا الشافعون الأمم.
115. أفنى العداة كما أفنى النقاد ندى ... فماله والأعادي منه في نقم.
116. وبيض هند إذا ضلت مضاربها ... على طلى سجدت هام على القمم.
117. يسل منها بروقا قد كثرن حيا ... عند اللقا فهي تهمي من دمائهم.
118. غيث بواكره موجودة النعم ... ليث بوادره محذورة النقم.
119. سلت ظبي وثنت للكسر أغمدها ... والموت إن كسرت جفنا ولم نشم.
120. كم صاف في رمضي صيف وحر ظما ... من سامه رمضان الفطر لم يلم.
121. شديد حلم سديد حلمه يقظ ... يقضي ويمضي ويرضي غير متهم.
122. عسير حرب يسير الرعب ينصره ... شهرا بشير نذير طاهر الأرم.
123. كم مهجة وسما لما رقى وسما ... ما فوق سابع سما وخص بالكلم.
124. جنابه حرمي أبوابه أجمي ... كتابه حكمي أبابه عصمي.
125. أمضى من البرق يغشى الموت من خطفت ... يوم الكريهة قبل العلم بالألم.
126. مصدق صادق مدّفق غدق ... موافق أفق مغدودق الديم.
127. حتف المناوين ثبت القلب كاسره ... بقلبه شهبا في كل مصطدم.
128. وليس يثني ثنائي عنهم أحد ... إن رمت بالسعي أجري في مديحهم.
129. رضاعه كان في سعد ومولده ... فيه ومبعثه بالسعد للأمم.
130. مستقبل الصف ماضي الحد طلعته ال ... حياة والموت في حرب وفي سلم.
131. نجاك من عدم أولاك منع دم ... أغناك عن كرم فالفقر عنك رمي
132. يا احمد الرسل هذا احمد الخلفا ... في الملك هذا المسمى باسمك العلم
133. واحفظه في سربه وارفع له علماً ... في السابقين وسر بي في حمى العلم
134. والآل من فضل كل الآل عندهم ... كالآل لا الصحب ما يروي صدى لظمي
135. فجازه عن مديحي فهو باعثه ... وجازني في انتقاء الدر والحكم
136. والصحب من بذل ملء الأرض من ذهب ... من غيرهم لا يساوي نصف مدهم
137. لا تخش يا آملا من نهره سائلا ... في سيله العرم أمن من العدم
138. أجارني عنك بالإحسان في مدح ... فيك اقترحن بأمر منه منحتم
139. قد أصبح المر حالي فالحظوه عسى ... يحلو مذاقا فحالي غير منكتم.
140. لكن ذلك مجهودي أتيت به ... ومن يقصر وراء الجهد لم يلم.
عبد النبي
2013-09-14, 02:37 AM
))) البديعية السادسة )))
للإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله
1. من العقيق ومن تذكار ذي سلم ** براعة العين في استهلالها بدم
2. ومن أهيل النقى تمّ النقا وبدا ** تناقص الجسم من ضر ومن ضرم
3. وواهل واله قلبي ولبي من ** تطريف ما أوعوا في طي نشرهم
4. محرّف الطبع حيث القلب محترق ** مشوش الفكر من كلم ون كلم
5. ولاحق الدّمع من عيني تضارع من ** حيني بأخدود خدّي همع مكتتم
6. ورمت رفو اصطباري إذ تمزّع لا ** يلى على مستعار ودادهم
7. ولاجناح عليه في تلفته** صب له طيران من جناحهم
8. والعاذلون بإيجاب الملام غلوا ** وما غلوا قيمة من سلب ذوقهم
9. ما إن لهم عقول يهتدون بها ** ولا يبالون من إيجاب نفيهم
10. وكلّما نسجوا حوكا بوشيهم ** عنى لهم رشّحوه باختراعهم
11. أريد هجوا بتعريض المديح لهم ** لأنهم يحملون الضيم في التهم
12. وإن أصرح أجامل في مواربة ** لأنّهم من ذوي الأقدار والحشم
13. ممّا بما دون إبهام يشار لهم ** حتّى يقل أين جون العرض والشيم
14. إنّ النزاهة تأبى أن أقول لهم ** هجوا فحسبي إعراضي عن الكلم
15. تسليم أملاري لهم راموا وما نصحوا ** وهبه كان فما التسليم من شيمي
16. أعاذلي ضقت من تركيب عذلك لي ** ذرعا فذر عن ملامي واستفد حكمي
17. وعدّ عن عذل حر تلحقه ** على المدى وتفتّن في ضيا كلمي
18. تصحف العدل بالتلفيق من عدم ** وتمنع العذل بالإعنات منع دم
19. كفيت شرا فحاذر أن ترى مثلي ** إنّ العذول جدير بالبلاء قم
20. فوق أنل سدّ هون عدّ حل الطل ** أقصر أهن اعدل اعذر أمنع أعط لم
21. هازلتني إن مضى جدّي وفارقني ** سعدي وقلّت استفق من كلفة الهمم
22. لقد تهكمت في إبدالء نصحك لي ** يانصح خلّ يداوي القلب بالكلم
23. فمي أبان بسرّي فالعتاب على ** نفسي وتصدير لومي في حديث فمي
24. لاغيّب الله عذّالي وألهمهم ** تغاير القول كي أشقى بذكرهم
25. بالأمس كنت قرير العين من أمم ** والآن قابلني حزن لبعدهم
26. أبيت أسحب تذييل البكاء على ** ليل الوصال وليل الهجر لم يرم
27. تهيا السقم لمّا أن مضوا ولقد ** طالوا فراقا وما طلوا بوصلهم
28. طووا أوا نشروا واستحقوا واهتكوا ** بغضي ووصلي وسرّي ذمّتي حرمي
29. واستدجركوا بعد طول النأي عهدهم ** لكنّ بنقض عرى كانت من القدم
30. واستطردوا الدّمع حتّى جفّ منبعه ** جفاف عيني في أيّام قربهم
31. قالوا سيجري وهم يعنون مجترأً ** فقلت أسلوبكم جار على الحكم
32. قولي لهم موجب إذ قال أعدلهم ** عدلت قلت على مابي من السقم
33. ولم أقصر بتفريط الحقوق بلى ** قصّرت عند رجوعيي يوم سيرهم
34. قالوا استقم قلت هل منكم مراجعة ** قالوا اصطبر قلت صبري زاد في ألمي
35. أضنى الهوى جسدي ياغائبين ولم ** يستثن إلاّ دموعا مزجها بدمي
36. لقد تجاهلتموا ععنّي بمعرفة ** قلتم أطالب وصل أم قرى أزم
37. برئت من حسبي والعز من أربي ** إن لم يشابه هواهم أحرف القسم
38. ضيّعت في الحب أيّامي وما ظفرت** روحي بتسهيم تقريب فوا ندامي
39. لاخير في الحب فاسمع حكمتي ولك ** التخيير فيما حجلا فأتبعه واحتكم
40. إنّ اقتضاب مديح المصطفى أربى *** والمدح أعلى وأولى بازدواجهم
41. محمّد بن الذّبيح بن الخليل أبو *** البتول كهف اليتامى أطرادهم
42. وأحمد النّاس والمحود شقّ له ** من وصفه الحمد وصفا غير منهضم
43. يا خاتم الرّسل وهو المبتدا وغدا ** خير النّبيين في عنوان حشرهم
44. وهو المقدّم في فصل القضاء على** كلّ النبيين في عنوان حشرهم
45. ومذهبي أنّه لو لم يحز شرفا** عليهم ماتخلّوا عن كلامهم
46. والجنّ والإنس والأملاك في رتب ** والرسل تحت لواه يوم جمعهم
47. كرر أحاديث مدح السّابغ النّعم ** السّابغ النعم بن السّابغ النعم
48. هو الكريم على الله الكريم وفي*** الذكـــــــــــ ـر الكريم له الترديد في الكلم
49. أتقى الأئمة لاتبديل منه إمام ** المتّقين وماحي حندس الظلم
50. جزء هو العالم الكليّ في شرف ** أسنى الملوك لديه أصغر الخدم
51. ومجمل القول فيه أنّه جمعت ** فيه المحاسن من فرق إلى قدم
52. كم صرّح الذكر أنّ المجد متّشح ** به وعن اسمه يكنّى من العظم
53. علا طباق السموات العلا ودنا ** كقاب قوسين أو أدنى لمستنم
54. والرّوح أخدم والرحمن كلّم وال ** أملاك قدّم في حسن اتساقهم
55. حوى الجمال بمعناه وصورته ** وخاطبته الظبا والبدن بالكلم
56. وخصّه الله بالتمكين في الملأ ال ** أعلى فأملاكم من جملة الحشم
57. وردّ في العغار كيد المعتدين بنسـ ** ـج العنكبوت وتوليد بورقهم
58. إعانة الله أغنت عن مضاعفة** من الدروع وعن عال من الأطم
59. ومن تواضعه إرداف من سعدوا ** به هدى وهدوا للواضح الّقم
60. أطاعه صالحوا الكونين والملأ ال ** أعلى ومن يعصه يجزي وينتقم
61. واستخدم الغيث ينهاه ويأمره ** وكم وقاه إذ حرذ الهجير حمي
62. من قبل مولده توشيح بعثته ** مخيّرا للورى في سالف القدم
63. سهل رقيق رحيم ليّن رؤوف ** تألف الذلفظ في معناه بالحكم
64. طلق الأكف طويل الباع طود علا ** له اتساع المعالي في ذرى الكرم
65. والبسط والقبض من كفّيه متّضح ** ذا للصديق وذا للفاجر الخصم
66. وأمره نافذ ماض ومنطقه ** موّجه ونداه غير منجرم
67. في رأسه غسق في وجهه فلق ** في ثغره نسق تسميط درهم
68. شيئان قد أشبها شيئين في علا ** وجه شعر كمثل البدر في الظلّم
69. يجول في الوعظ يغالا يبيّنه ** كأنّه في الهدى نار على علم
70. بان الهدى وضح الإشكال محترزا ** من الردّى إذ قضى تشريع دينهم
71. صان الشّريعة في إبداعه سننا ** يظهرن أنوارها للنّاس في الظلم
72. والعكمر فيهم شطّره فيهم زوقدّره ** تشطير مغتنم للحق ملتزم
73. لذي البصائر إقبال له سعد ** والطرد والعكس لاشانية حيث عمي
74. عن كنه معناه كلّ المطنبون وقد ** أوتي البلاغة والإيجاز في الكلم
75. مرصّع بنظم في النطق في الحكم ** مرّقع بعظيم الخلق والحلم
76. مدن أخا كرم مرك اخا ندم ** مطذهر القلب حقا راسخ القدم
77. ما السحب تهمل أي زعمت بوارقها ** يوما بأفضل من يمناه في القسم
78. لو لم يكن كفه الوافي سحاب ندى ** لما استقوا منه تعليلا لوردهم
79. لايشبه البحر هذا مالح وندى ** كفّيه عذب بتفريق لمحتكم
80. تشابهت منه أطراف منّمقة ** كالبان والميز باد فيه للحكم
81. يقسّم الجزي في الكفار بعد وغى ** قتلا وسبيا وتشريدا المنهزم
82. فالسبي للملك والتقسيم ما جمعوا ** والرّوح للنّار والأجساد للرّخم
83. بالسيف الأبيض والعسال الأسمر ** والتدبيج الأحمر والكرّارة الدهم
84. والحق كالصبح كلّ الخلق شاهده ** والسّيف كالصبح في تفريق جمعهم
85. فأصبحوا لايرى إلاّ مساكنهم ** من اقتباس ذكا في الحرب مضطرم
86. رو الصّعيد بتفريع الدماء كما ** تبليغ دعوته روته بالديّم
87. دعا وقد عمّ جدب الأرض فانتشأت ** في الحال سحب بغيث أيّ منسجم
88. لوشاء إغراقهم في البحر مدّ لهم ** بحري دماء وما بالموج ملتطم
89. لم لاتكون معانيه مهذّبة ** والله أدّبه في المهد واليتم
90. وكم له معجزات لم يثن كسف ** شموسها لا كتشبيه بسحرهم
91. كالشّمس في في الصّحو لاتوهيم يوهنها ** والنّجم في عرفه الزّاكي لمنتسم
92. ولا يروم امرؤ فيها مناقضة ** ما لم يزل أو يزل أجبال ذي سلم
93. فرائد الحسن فيه عقد ناظمة ** حلّت كما حلّ من وافاه في حرم
94. طرّزت شعري بأوصاف به اتسّقت** ياحسن منتظم في حسن منتظم
95. جزّيات منتظمي وفيه ملتزمي *** أهديت من كلمي للغيث مغتنم
96. رجوت من حسن ما أبديت من كلمي ** حسن المجاز إلى تصريع عدّهم
97. وفي تناسب نظمي ما يقدمني ** على الفحولة في ميدان سبقهم
98. يا أكرم الرّسل يامن إشارته ** حوز المنى وسررو الواجم الوصم
99. ومن غدا في الورى توشيع ملّته ** يزهو على الزّاهرين الروض والنّجم
100. تعطفا لمحب فيك ليس له ** تعطف عنك معدود من الخدم
101. ياصاحب العلم الهادي لقاصده ** حسن البيان أجرني في حمى العلم
102. فمطلبي أنت أوفى بالنجاح له ** وأنت أدرى به يامسبغ النّعم
103. من كان فيما غدا تجريد مقصده** له رأى منه حبلا غير منفصم
104. ومن يلذ بحماه وهو ملجأنا ** فلا اعتراض بما يخشاه من نقم
105. عليه منا صلاة ما لها عدد ** تفصيل مجملها يربو على الديم
106. وآله الغرّ باستتباع عترته ** الباذلي النّفس بذل الزّاد في الأزم
107. عدّدصفاتهم العلياء من حسب ** والعلم والجود والإيفاء للذّمم
108. سادوا الورى طاولوا الأعلام مصرما** علوا أهملوا الأعداء كلّهم
109. روِّض ودم وأرح ردد وود وزر ** وأزر ووال دوا داء وزد ورم
110. من جاءهم مرتج عزّهم شرفا ** يولونه كرما يزهو بوصلهم
111. لهم مناقب تروى في مفاخرهم ** ولا معاند يلغى في وزائهم
112. ألّفت نظمي وأوزائي بمدحهم ** مؤملا سعة من وافر الكرم
113. إذا تزواج ذنبي والهوام فما ** تجلى مدحت علاهم فانجلت غممي
114. آثارهم عصمي وحبّهم لزمي ** في مدحهم كلمي سجعي و منتظمي
115. وصحبه خير صحب من حووا شرفا ** بغاية العلم و التكميل في الحلم
116. وكم لهم من أياد مع خصاصتهم ** قد تممّت مكرمات الخلق للأمم
117. لها إخاء ورحمى غير منكرة ** والذكر أنزل في تعريض سبقهم
118. تكفيك خاتمة الفتح التي جمعت ** بدائع الفضل في تنكيت مدحهم
119. من اعتدى شاكلوه الاعتداء ومن ** يدن يحل من التأمين في حرم
120. كالنّجم من يقتدي يهدى به فلذا ** حكّمت عقدي على حسن اتبّاعهم
121. أكّد بذم أعاديهم مديحك إذ ** لا عيب فيهم سوى تفريق جندهم
122. فامدح لمؤتلف فيهم ومختلف ** جمعا وزد في علا أوصاف شيخهم
123. والمح فضائله واذكر مناقبه ** من ذا يماثله في الغار والحرم
124. واسى النّبي بإنفاق ومنتصر ** ولا يساويه في التصديق من أرم
125. وفي ائتلاف المعاني والوزان تلا ** رتب الهدى عمر الفاروق ذو الشيّم
126. ثمّ الشهيد قتيل الدّار لاعجزا ** عن دفعهم باحتراس أو قتالهم
127. حلما وصفحا وإيثارا لما شهدت ** تفسير رؤياه في أيام حصرهم
128. والصهر من شارك الصدّيق في قدم **في سبق الإسلام لا في الفضل من قدم
129. ومن سميّ جدّه وصف لساعده ** فإنّه في هاشم حسب اتفاقهم
130. أولئك القوم كلّ القوم ما نبسطت ** نفسي وشنّف سمعي غير ذكرهم
131. ياربّ سهل سريعا بالّحوق بهم ** فضلا وأدمج محبّا في لوائهم
132. واكتب من العمر في الدنيا لنا حسنا ** حتّى أرى عند موتي حسن مختتمي
عبد النبي
2013-09-14, 08:30 AM
((( البديعية السابعة )))
للشيخ صفي الدين الحلي رحمه الله تعالى
براعة الاستهلال والتجنيس المركب والمشتبه
إنْ جئتَ سلعاً فسلْ عنْ جيرةِ العَلَمِ = واقْرَ السَّلامَ على عُرْبٍ بِذي سَلَمِ
الملفق
فقد ضمنتُ وجودَ الدّمْعِ من عَدَمِ = لهم، ولم أستطعْ مع ذاك مَنْعَ دِمي
المذيل واللاحق
أَبيتُ والدَّمْعُ هامٍ هملٌ سربٌ = والجسمُ في أَضَمٍ لحمٌ على وَضَمِ
التام والمطرف
مِن شأنهِ حملُ أعباءِ الهوى كمداً = إذا همى شأنُهُ بالدَّمعِ لمْ يُلَمِ
المصحف والمحرف
من لي بكلِّ غريرٍ من ظبائهمُ = غريرِ حسنٍ يداوي الكلمَ بالكَلِمِ
اللفظي والمقلوب
بكلِّ قَدٍّ نضيرٍ لا نظيرَ له = ما ينقضي أملي منه ولا ألمي
المعنوي
وكلِّ لحظٍ أتى باسمِ ابنِ ذي يزنٍ = في فتكِهِ بالمُعَنَّى أو أبي هَرِمِ
الطباق
قد طالَ ليلي وأجفاني به قَصرُتْ = عن الرّقادِ فلم أصبحْ ولم أنَمِ
الاستطراد
كأنَّ آناءَ ليلي في تطاولها = تسوفُ كاذبَ آمالي بقربهمِ
التوشيح
هم أرضعوني ثُدِيّ الوصل حافلة = فكيف يحسن منها حال منفطم
المقابلة
كان الرضى بدنوي من خواطرهم = فصار سخطي لبعدي عن جوارهمِ
اللف والنشر
وجدي حنيني أنيني فكرتي ولهي = منهم إليهم عليهم فيهمِ بهمِ
التذييل
لله لذةُ عيشٍ بالحبيب مضت = فلم تدم لي وغير الله لم يدم
الالتفات
وعاذل رام بالتعنيف يرشدني = عدمت رشدك هل أسمعت ذا صمم
التفويف
أقصر أطل إعذرِ اعذُل سل خل أغنْ = خُنْ هنّ عنّ ترفق كفَّ لجّ لمِ
الهزل الذي يراد به الجد
أشبعتَ نفسَكَ مِنْ دَمَّي فهاضك ما = تلقى وأكثرُ موتِ الناسِ بالتخم
عتاب المرء نفسه
أنا المفرِّطُ أطلعت العدوَّ على = سري، وأودعتُ نفسي كفَّ مخترمِ
رد العجز على الصدر
فمي تحدث عن سري فما ظهرت = سرائرُ القلبِ إلا من حديثِ فمي
المواربة
لأنت عندي أخص الناس منزلةً = إذ كنتَ أقدرهم عندي على السَّلَمِ
الهجاء في معرض المدح
من معشر يرخصُ الأعراضَ جوهرُهم = ويحملون الأذى من كلَّ مهتضِمِ
التهكم
محضتَ ليَ النصحَ إحساناً إليَّ بلا = غَشٍّ وقلدتني الإنعامَ فاحتكمِ
الإيهام
ليت المنيةَ حالتْ دون نُصْحِكَ لي = فنستريحَ كلانا من أذى التُّهَمِ
النزاهة
حسبي بذكرك لي ذَمَّاً ومنقصةً = فيما نطقت فلا تنقص ولا تَذُمِ
التسليم
سألتُ في الحُبِّ عذالي فما نصحوا = وَهَبْهُ كانَ فما نَفْعِي بِنُصْحِهِمِ
التخيير
عدمتُ صِحَّةَ جسمي مذ وثقتُ بهم = فما حصلتُ على شيءٍ سوى النَّدَمِ
القول بالموجب
قالوا: سلوتَ لِبُعْدِ العَهْدِ، قلتُ لهم: = سلوتُ عنْ صِحَّتِي والبُرْءِ من سقمي
الافتنان
ما كنتُ قبلَ ظُبى الألحاظِ قَطُّ أرى = سيفاً أراقَ دمي إلا على قدمي
المراجعة
قالوا: اصطبرْ، قلتُ لهم: صَبْرِي غَيرُ مُتَّسِعٍ = قالوا: اسْلُهُمْ، قلت: وُدِّي غيرُ مُنْصَرِمِ
المناقضة
وإنَّنِي سَوفَ أَسْلُوهُمْ إذا عُدِمَت = روحي، وأُحْييتُ بعدَ الموتِ والعدمِ
التغاير
فاللهُ يَكْلَأُ عُذَّالي ويُلْهِمُهُمْ = عَذْلِي فقدْ فرَّجُوا كَرْبِي بِذِكْرِهِمِ
الاكتفاء
قالوا: أَلَمْ تَدْرِ أَنَّ الحُب َّ غَايَتُهُ = سَلْبُ الخَوَاطِرِ والألبَابِ؟ قلتُ: لَمِ
تشابه الأطراف
لم أدرِ قبلَ هواهم والهوى حرمٌ = أَنَّ الظِّباءَ تُحِلُّ الصَّيدَ في الحَرَمِ
الاستدراك
رجوتُ أَنْ يرجعوا يوماً فقدْ رجعوا = عندَ العتابِ ولكنْ عنْ وفا ذِمَمِي
الاستثناء
فكلَّما سرَّ قلبي واستراحَ به = إلا الدموعَ عصاني بعدَ بُعْدِهِمِ
التشريع ويسمى التوأم
فلوا رأيتَ مُصَابي عِنْدَما رحلوا = رثَيت لي من عذابي يوم بينِهِمِ
التمثيل
يا غائبينَ لقد أَضْنَى الهوى جسدي = والغُصْنُ يَذْوِي لِفَقْدِ الوابل الرَّزِمِ
تجاهل العارف
يا ليتَ شِعْري أسِحْرَاً كانَ حُبُّكُمُ = أزالَ عَقْلِي أَمْ ضَرْبٌ منْ الَّلمَمِ
إرسال المثل
رجوتُكُمْ نُصَحَاءَ في الشَّدَائِدِ لي = لِضُعْفِ رُشْدِي واستسمنتُ ذا وَرَمِ
التتميم
وكمْ بَذَلْتُ طريفي والتليدَ لكم = طَوعَاً وأَرْضَيتُ عَنْكُمْ كُلَّ مُخْتَصِمِ
الكلام الجامع
منْ كانَ يَعْلَمُ أنَّ الشَّهْدَ رَاحَتُهُ = فلا يخافُ لِلَذْعِ النَّحْلِ منْ أَلَمِ
التوجيز
خِلْتُ الفَضَائِلَ بَيْنَ الَّناسِ ترفَعُنِي = بالابْتِدَاءِ فكانتْ أَحْرُفَ القَسَمِ
القسم
لا لَقَّبَتْنِي المَعَالِي بِابْنِ بَجْدَتِهَا = يومَ الفَخَارِ وَلا بَرَّ التُّقَى قَسَمِي
الاستعارة
إنْ لَمْ أَحُثّ مطايا العزْمِ مثقلةً = من القوافي تَؤُمُّ المَجْدَ عنْ أَمَمِ
مراعاة النظير
تِجارُ لفظي إلى سوق القبولِ بها = من لُجَّةِ الفِكْرِ تُهْدِي جَوهَرَ الكَلِمِ
براعة التخلص
من كُلِّ مُعْرَبَةِ الألْفاظِ مُعْجَمَةٍ = يزينُها مدحُ خيرِ العُرْبِ والعَجَمِ
الاطراد
مُحَمَّدُ المُصْطَفَى الهَادِي النَّبِيّ أَجَـــ = ــلُّ المُرْسَليِنَ ابْنُ عَبْدِ الله ذي الكَرَمِ
التكرار
الطَّاهِرُ الشِّيَمِ ابْنُ الطَّاهِرِ الشِّيَم ابْـــ = ــنِ الطَّاهِرِ الشِّيَم ابْنِ الطَّاهِرِ الشِّيَم
التورية
خيرُ النَّبِيينَ والبُرْهَانُ مُتَّضِحٌ = في الحَجرِ عَقلاً ونقلاً واضِحُ الَّلقَمِ
المذهب الكلامي
كمْ بينَ منْ أقسَمَ اللهُ العَليُّ به = وبينَ منْ جاءَ باسمِ اللهِ في القَسَمِ
التوشيع
أُمِّيُّ خَطٍّ أبَانَ اللهُ مُعْجِزَهُ = بِطَاعَةِ المَاضيينِ السَّيفِ والقَلَمِ
المناسبة اللفظية
مُؤَيَّدُ العَزْمِ والأبطالُ في قَلَقٍ = مُؤَمَّلُ الصَّفْحِ والهَيجَاءُ في ضَرَمِ
التكميل
نَفْسٌ مُؤَيَّدةٌ بالحَقِّ تَعْضِدُهَا = عِنَايَةٌ صَدَرَتْ عنْ بَارِئ النَّسَمِ
العكس
أبدى العجائبَ فالأعمى بنفثتهِ = غدا بصيراً وفي الحَرْبِ البصيرُ عمِي
الترديد
لهُ السَّلامُ من اللهِ السَّلامِ وفي = دار السَّلامِ تراهُ شافِعَ الأُمَمِ
المبالغة
كمْ قدْ جلتْ جنحَ ليلِ النَّقْعِ طلعتُهُ = الشُّهْبُ أحْلَكُ ألواناً منَ الدُّهُمِ
الإغراق
في معْرَكٍ لا تُثيرُ الخيلُ عِثْيَرَهُ = مما تروَّي المواضي تُرْبَهُ بِدَمِ
الغلو
عزيزُ جارٍ لو الَّليلُ اسْتَجَارَ بِهِ = منَ الصَّباحِ لعاشَ النَّاسُ في الظُّلَمِ
الإيغال
كأنَّ مَرْآهُ بَدْرٌ غَيْرُ مُسْتَتِرٍ = وطِيبَ رَيَّاهُ مِسْكٌ غَيْرُ مُكْتَتِمِ
نفي الشيء بإيجابه
لا يهْدِمُ المَنُّ مِنْهُ عُمْرَ مَكْرُمَةٍ = ولا يَسُوءُ أذَاهُ نفْسَ مؤتهِمِ
الإشارة
يولِي المُوالِينَ من جدْوى شفاعتِهِ = ملكاً كبيراً عدا ما في نفوسِهِمِ
النوادر
كأنما قلب معنٍ ملءُ فيه فلم = يقلْ لسائلِهِ يوماً سوى نَعَمِ
الترشيح
إنْ حَلَّ أَرْضَ أُناسٍ شَدَّ أَزْرَهُمُ = بما أناحَ لهُم منْ حَطِّ وِزْرِهِمِ
الجمع
آراؤهُ وعطاياهُ ونقمتُهُ = وعفْوُهُ رحمَةٌ للنَّاسِ كُلِّهِمِ
التفريق
فجُودُ كَفَّيهِ لم تُقْلِعْ سَحَائِبُهُ = عنِ العِبَادِ وجودُ السُّحبِ لم يُقِمِ
التقسيم
أفنى جُيوشَ العِدَى غَزْوَاً فَلَسْتَ ترى = سوى قتيلٍ ومأسورٍ ومنهَزِمِ
الجمع مع التفريق
سناهُ كالنَّارِ يجلو كُلَّ مظلمَةٍ = والبأسُ كالنَّارِ يُفني كُلَّ مُجْتَرِمِ
الجمع مع التقسيم
أبادَهُم فلبيتِ المالِ ما ملكوا = والرُّوحُ للسَّيفِ والأشلاءُ للرَّخَمِ
ائتلاف المعنى مع المعنى
من مفردٍ بغرارِ السَّيفِ منتثرٍ = ومزوجٍ بسنانِ الرِّمحِ منتظِمِ
الاشتراك
شيبُ المفارقِ يروي الضربَ من دمهم = ذوائبَ البيضِ بيضِ الهندِ لا اللَّمم
الإيجاز
واستخدَمَ الدَّهرَ ينهاهُ ويأمرهُ = بعزمٍ مُغْتَنِمٍ في زِيِّ مُغْتَرِمِ
المشاكلة
يجزي إساءةَ باغيهِم بسَيئَتهِ = ولم يكنْ عادِياً منهمْ على إرَمِ
ائتلاف اللفظ مع المعنى
كأنَّما حَلَقُ السَّعْدِيّ منتثِرٌ = على الثَّرَى بينَ منفضٍّ ومنفصِمِ
يتابع ...
عبد النبي
2013-09-14, 08:33 AM
التشبيه
حروفُ خَطٍّ على ِطِرْسٍ مُقَطَّعَةٍ = جاءتْ بها يدُ غَمْرٍ غيرِ مفتَهِمِ
الاشتقاق
لم يلقَ مرحبُ منهُ مرحباً ورأى = ضدَّ اسمهِ عندَ هدِّ الحصْنِ والأُطُمِ
التصريع
لاقاهمُ بكماةٍ عندَ كرِّهِمِ = على الجسومِ دروعٌ من قلوبهِمِ
التشطير
بكُلِّ منتصِرٍ للفَتْحِ منتظرٍ = وكُلِّ معتزِمٍ بالحقِّ ملتزِمِ
الترصيع
من حاسرٍ بغرار العضبِ ملتحفٍ = أو سافرٍ بغبارِ الحربِ ملتثمِ
الموازنة
مستقتلٍ قاتلٍ، مسترسلٍ عَجِلٍ = مستأصلٍ صائلٍ، مستفحلٍ خَصِمِ
التجزية
ببارقٍ خَذِمٍ في مأزِقٍ أمَمِ = أو سائقٍ عَرِمٍ في شاهقٍ عَلَمِ
التسجيع
فعالُ منتظمِ الأحوالِ مقتحمِ الــ = ــأهوالِ ملتزِمٍ باللهِ معتصمِ
المماثلة
سهلٌ خلائقهُ، صعبٌ عرائكهُ = جمٌّ عجائبهُ، في الحُكْمِ والحَكَمِ
التسميط
فالحقُّ في أُفُقٍ، والشّركُ في نفقٍ = والكُفْرُ في فَرَقٍ، والدِّينُ في حَرَمِ
التطريز
فالجيشُ والنقعُ تحتَ الجونِ مرتكِمٌ = في ظلِّ مرتكمٍ في ظلِّ مرتكمِ
الإرداف
بفتيةٍ أسكنوا أطرافَ سُمْرِهِمِ =منَ الكُمَاةِ مقرَّ الظَّعْنِ والأضَمِ
الكناية
كلُّ طويلٍ نجادِ السَّيفِ يُطْرِبُهُ = وقعُ الصَّوَارِمِ كالأوتارِ والنَّغَمِ
الالتزام
من كُلِّ مبتدِرٍ للموتِ مقتحمٍ = في مأزِقٍ بغُبارِ الحربِ ملتحِمِ
المواردة
تهوي الرقابُ مواضيهِم فيحسبُها = حديدُها كـأنَّ أغلالاً من القِدَمِ
التجريد
شُوس ٌترى منهمُ في كلِّ معترِكٍ = أُسْدَ العرينِ إذا حرُّ الوطيسِ حمي
المجاز
صالوا فنالوا الأماني من عُدَاتِهِمِ = ببارقٍ في سوى الهيجاءِ لم يُشَمِ
الترتيب
كالنارِ منهُ رياحُ الموتِ قد عصفت = لما روى ماؤهُ أرضَ الوغى بدمِ
الالغاز
حَرَّانُ ينقعُ حرُّ الكرِّ غُلَّتَهُ = حتى إذا ضمَّهُ بردُ المقيلِ ظَمي
الإيضاح
قادوا الشوازبَ كالأجيالِ حاملةً = أمثالَها ثَبْتَةً في كلِّ مضطَرِمِ
التوليد
من سُبَّقٍ لا يرى سوطٌ لها سملاً = ولا جديدٌ من الأرسانِ واللُّجَمِ
سلامة الاختراع
كادتْ حوافرُها تدمي جحافلَها = حتى تشابهت الأحجالُ بالرَّثَمِ
حسن الاتباع
يُكابرُ السمعُ فيها الطرفَ حينَ جرت = فيرجعانِ إلى الآثارِ في الأكَمِ
ائتلاف اللفظ مع اللفظ
خاضوا عُبابَ الوغى والخيلُ سابحةٌ = في بحرِ حرْبٍ بموجِ الموتِ ملتطِمِ
التوهيم
حتى إذا صدروا والخيلُ صائمةُ = من بعدِ ما صلَّتِ الأسيافِ في القِمَمِ
تشبيه شيئين بشيئين
تلاعبوا تحتَ ظلِّ السُّمْرِ من مَرَحٍ = كما تلاعبتِ الأشبالُ في الأجَمِ
ائتلاف اللفظ مع الوزن
في ظِلِّ أبلجَ منصورَ اللواءِ له = عدلٌ يؤلِّفُ بينَ الذئبِ والغنمِ
البسيط
سهلُ الخلائقِ سمحُ الكفِّ باسطُها = منزَّهٌ لفظهُ عن لا ولن ولمِ
السلب والإيجاب
أغرُّ لا يمنعُ الرَّاجين ما سألوا = ويمنعُ الجارَ من ضيمٍ ومن حرمِ
حصر الجزئي وإلحاقه بالكلي
شخصٌ هوَ العالمُ الجزْئِيُّ في سَرَفٍ = ونفسُهُ الجوهرُ الكلُّيُّ في عِظَمِ
الفرائد
ومَنْ لهُ خاطبَ الجزعُ اليبيسُ ومن = بكفِّهِ أورقتْ عجراءُ من سَلَمِ
العنوان
والعقبُ الحَبْرُ في نجرانَ لاحَ له = يومَ التباهلِ عُقْبَى زلَّةِ القَدَمِ
حسن النسق
والذِّئْبُ سَلَّمَ، والجنِّيُّ أسْلَمَ، والــ = ــثعبانُ كلَّمَ، والأمواتُ في الرَّجَمِ
التعريض
ومن أتى ساجداً لله ساعتهُ = وغيرهُ ساجدٌ في العُمْرِ للصَّنَمِ
الاتفاق
ومن غدا اسمُ أُمِّهِ نعتاً لآمنهِ = فتلكَ لآمنةٌ من سائرِ النَّقَمِ
ائتلاف المعنى مع الوزن
من مثلهُ وذِراعُ الشَّاةِ حدَّثَهُ = عنِ اسمهِ بلسانٍ صادقِ الرَّنمِ
المقلوب المستوي
هلْ منْ ينُمُّ بحُبِّ منْ ينُمُّ له = بما رموهُ كمنْ لم يدْرِ كيفَ رُمِي
التهذيب والتأديب
هُوَ النَّبِيُّ الذي آياتُهُ ظَهَرَتْ = منْ قبلِ مظهرهِ للنَّاسِ في القِدَمِ
التقييد بحرف الميم
مُحَمَّدُ المُصْطَفى المُخْتَارُ من خُتِمَتْ = بمجدهِ مُرْسَلو الرحمنِ للأُمَمِ
الانسجام
فذكرُهُ قدْ أتى في هلْ أتى وسبا = وفضلُهُ ظاهرٌ في النُّونِ والقَلَمِ
الإبداع
إذا رأتهُ الأعادي قال حازمهم: = حتَّامَ نَحْنُ نُساري النَّجْمَ في الظُّلَمِ
التمكين
بهِ استغاثَ خليلُ اللهِ حين دعا = ربَّ العبادِ فنال البرْدَ في الضَّرَمِ
التسهيم
كذاكَ يونسُ ناجى ربَّهُ فنجا = منْ بطنِ نونٍ له في اليمِّ ملتقِمِ
الاستعانة
دعْ ما يقولُ النصارى في مسيحهمِ = من التَّغالي وقلْ ما شئتَ واحتكِمِ
التفصيل
صلَّى عليهِ إلهُ العَرْشِ ما طلعتْ = شمسٌ وما لاحَ نجمٌ في دجى الظُّلَمِ
التنكيث
وآلهُ أمناءُ اللهِ من شهدتْ = لقدرهم سورةُ الأحزابِ بالعِظَمِ
الحذف
آلُ الرسولِ محلُّ العلْمِ ما حكموا = للهِ إلا وكانوا سادةَ الأُمَمِ
الاتساع
بيضُ المفارقِ لا عابٌ يدنِّسُهُمْ = شُمُّ الأُنُوفِ طوالُ الباعِ والأمَمِ
التفسير
همُ النُّجُومُ بهم يُهْدَى الأنامِ وينجا = بُ الظَّلامُ ويهْمِي صَيِّبُ الدِّيَمِ
التعليل
لهم أسام سوام غير خافيةٍ = من أجلها صار يُدعى الإسمُ بالعَلَمِ
التعطيف
وصحبهُ من لهم فضلٌ إذا افتخروا = ما إن يقصِّرُ عن غاياتِ فضلهمِ
جمع المؤتلف والمختلف
همُ همُ في جميع الفضل ما عدِموا = فضلَ الإخاءِ ونصَّ الذِّكْرِ والرَّحِمِ
الاستتباع
الباذِلو النفسِ بذلَ الزَّادِ يومَ قِرىً = والصَّائنو العِرْضِ صونَ الجارِ والحرَمِ
التدبيج
خضرُ المرابعِ حمرُ السّمْرِ يومَ وغىً = سودُ الوقائعِ بيضُ الفِعْلِ والشِّيَمِ
الإبداع
ذلّ النّضارُ كما عزَّ النَّظيرُ لهم = بالفضلِ والبذلِ في علمٍ وفي كرمِ
الاستخدام
من كل أبلجَ واري الزَّنْدِ يومَ ندىً = مشمِّرٍ عنه يومَ الحربِ مصطلمِ
الطاعة والعصيان
لهم تهلُّلُ وجهٍ بالحياءِ كما = مقصورُهُ مُسْتَهِلٌّ من أكفِّهِمِ
التفريغ
ما روضةُ وشَّعَ الوسميُّ بردتها = يوماً بأحسنَ من آثارِ سعيهِمِ
المدح في معرض الذم
لا عيبَ فيهم سوى أنَّ النَّزيل بهم = يسلو عن الأهلِ والأوطانِ والحشَمِ
التعديد
يا خاتمَ الرُّسْلِ يا منْ علمُهُعَلَمٌ = والعدلُ والفضلُ والإيفاءُ للذِّمَمِ
المزاوجة
ومن إذا خفت من حشري وكانَ لهُ = مدحي نجوتُ وكانَ المدحُ معتصمي
حسن البيان
وعدتني في منامي ما وثقت به = مع التقاضي بمدحٍ فيك منتظمِ
السهولة
فقلت: هذا قبولٌ جاءَني سلفاً = ما نالهُ أحدٌ قبلي من َ الأُمَمِ
الإدماج
لصدقِ قولكَ لو حبَّ امرؤٌ حجرا = لكانَ في الحشرِ عنْ مثواهُ لم يَرِمِ
الاحتراس
فوفِّني غير مأمورٍ وعودَكَ لي = فليس رؤياك أضغاثاً من الحُلُمِ
براعة الطلب
فقد علمتَ بما في النَّفْسِ من أرَبٍ = وأنتَ أكبرُ من ذكري له بفمي
الاعتراض
فإنَّ من أنفذَ الرحمنُ دعوته = وأنتَ ذاكَ لديه الجارُ لم يُضَمِ
المساواة
وقد مدحتُ بما تمَّ البديعُ به = مع حُسْنِ مُفْتَتَحٍ منهُ ومُخْتَتَمِ
العقد
ما شبَّ من خصلتي حرصي ومن أملي = سوى مديحكَ في شَيبي وفي هرمي
الاقتباس
هذي عصايَ التي فيها مآربُ لي = وقد أهشُّ بها طوراً على غَنَمِي
التلميح
إن أُلقِها تتلقفْ كلما صنعوا = إذا أُتيتُ بسِحْرٍ من كلامِهِمِ
الرجوع
أطلتها ضِمْنَ تقصيري فقام بها = عُذري وهيهاتَ إن العذرَ لم يقمِ
براعة الختام
فإنْ سعدتُ فمدحي فيكَ موجِبُهُ = وإنْ شقيتُ فذنبي مُوجِبُ النَّقَمِ
عبد النبي
2013-09-14, 08:44 AM
(( البديعية الثامنة ))
للإمام عبد الغني النابلسي رحمه الله
يا حسن مطلع من أهوى بذي سلم ** براعة الشوق في استهلالها المي
قلب تركب من اوصابه ولقد ** أوصى به الصبر يوم البين للعدم
وما تعدى بتلفيق السلوعلى ** قوم بهم مات عدا يوم بينهم
جسمي هو المعنوي الآن من كمد ** وخاطري صار من همّ ومنسقم
صب يطرفه يوم النوى وصب ** دمع تذيله الذكرى بهطل دم
يا قلب هم وعن السلوان مهف عسى ** يصير لاحق وجدي ساحق النقم
أخبار أحبار عذالي مصحفة ** وكل منهم عن التحريف كل فم
أطلقت فيهم لسان الذم فانطلقوا ** وظل لفظي وضل الصدق من كملي
ان تم لي السعد لم أسمعم لامتهم ** يا سعداني عن العذال في صمم
هجوت في معرض المدح العذول فلم ** يغتظ وذا طبعه ان بالهوان رمى
ويح المتيم كم رد البعاد له ** عجزا على الصدر من فرط الغرام كم
يا عاذلي أنت معذور بلوم كلي ** اني تنزهت عن أوصاف كالعقم
ذمي بمشبه مدحي فيك أكد *** ان لا تقى لك غير الغشو التهم
كم ذا التهكم لا أسلو عساك بما ** تقول توجدني من عالم العدم
فهمت تفسير ما تبدى موارية ** وأنت عقلا أجل الناسك لهم
عكس البليغ بليغ العكس في عذلي ** يا عاذلي فدع التبديل في الكلم
ان استعارة قلبي في الهوى حرقت ** ثوب السلو فعشقي ثابت القدم
واللف والنشر في صبري وفي شغفي ** والحمل والحفظ للهجران والذمم
بان اصطباري وقد يثنيه ساكنه ** تيها فيستخدم الاقمار في الظلم
والبين تسهيمه في مهجتي ولقد ** فقدت صبري به من شدة الالم
يا مقتني ذممي ما نعتني بدمي ** جزيتني فظمي قلبي السني وفمي
منعت نومي وعيني بالدموع سخت ** فطابق الجفن بين البخل والكرم
بنسمة قنع المشتاق ينشقها ** من نحو أرضك وهنا واكتفى بشم
وحرمة الود مالي عن هواك غني ** وحرمة الود حسبي منك في مسمى
أودعت قلبي تباريح الغرام وقد ** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
وجثتي أبهمتها صبوة عظمت ** يا ليت أحداهما في حيزالعدم
ذا من تجاهل حب جل عارفه ** أم عجل الله لي حظى من الضرم
حيث التفاتي أرى طيفا يواجهني ** كم ذا أعانيك اني منك ف يألم
نوادر الشوق يوم البين أوردها ** لسان دمعي ولم ينطق لسان فمي
لمن أعاتب ياذا النفس ويحكما ** أجدى التجلد هذا يوم بينهم
در الدموع بدا تسميطه فغدا ** يا لبين عقد ردى في جيدحبهم
تشريع دين الهوى قلبي الرسول به ** لمن براه النوى أيام هجرهم
والصبر في عدم والقلب في ألم ** والطير لم يتم بالسجع في النعم
تسليم قلبي لهم لو يعمل ونبه ** اذا لجادوا على ضعفي بوصلهم
رأس العذول يد الاعراض كم صقعت ** هزلا اذا ما أراد الجد بالكلم
أنسج ملامك فوف وش سل اعن ** كرر ترنم أعدا بسط أطل أدم
أكدت مدحي بشبه الذم لست أرى ** الا العفاف والا الحفظ للذمم
صبري اضمحل ولم يستدركوه وقد ** حظيت في حبهم لكن بهجرهم
وصار حالي بارسال الجفا مثلا ** في الناس ليس لجرح الميت من ألم
أحب حتى نجنيهم وجفوتهم ** فلا أغاير شياص مرادهم
فهل تناقض يا قلبي العهود نعم ** اذا فنيت وسقت الروح للعدم
عساكر الحب لما الصبر شاهدها ** راعت نظيري بحرب البين لم يقم
قلت اطلقوا القلب قالوا كم تراجعنا ** عنه فقلت ارفقوا قالوا فلا تهم
ومر صبري وحالي للهلاك أسى *** من بينهم رشحوه في انتقامهم
وقول من لا منى في الحب موجبه ** اني سلوت نعم عن حب غيرهم
من لم يجد بكلام جامع عظة ** فليس بنفع فيه مفرد الكلم
دع الملامة عن قلبي فانبه ** مدارجا أهيف فيها أجر أدم
أقابل الموت من شوقي اليه وقد ** ولت حياتي وما السلوان من شيمي
له ذخائر اسراريأوجهها ** وهو اختباري وأعلى مبتغىهممي
لما رنا بجفون جلم بدعها ** رمى سهام منون آموا وألمى
ذاب المتيم لولا حسن مخلصه ** بمدح خير البرايا سيد الامم
محمد المصطفى المختار مطرد ** الاوصاف طه بن عبد الله ذي الكرم
بالشمس ان شبهوا آياتها فترقت ** تنمو شروقا وتخفى الشمس في الظلم
مفاخر ناسيتها محفة وتقى ** مآثر أنت جنها شدة العصم
وهو الشفيع وللروح الشفيع وفيا لفضل ** الشفيع له الترديد في النعم
آياته وشعت دين الهدى ومحت ** عبادة الباطلين النار والصنم
والعزم والحزم والاحسان شيمته ** والجمع للحق والايفاء بالذمم
سطيح ما قاله عنوان بعثته ** وشق لكن لدى وافى الجحا فهم
على النبيين لاتخفى زيادته ** فضلا وتكميله من بين جمعهم
محض الكناية في الاقوال معجزة ** رحب النجاد جبان الكلب م نكرم
ولا رجوع له عما يرومنعم ** له رجوع وما بين العداة كمى
من ذا يشابهه من ذا يماثله ** والله أبدعه في أحسن الشيم
لولاه كم بشر عما يحاوله *** بمذهب من كلام الكافرينعمى
يستطرد الصافنات الجرد يوم وغى ** فيسبق القرم سبق السيف للغمم
وجمع مؤتلف وصفا ومختلف ** للرسل طرا وهذا زئد العظم
له احتراس من الاعدا بلارهب ** محض النوال يلامن ولاسأم
اخلاقه الغر بالتهذيب قدوصفت ** وهو الذي جاء بالتأديب فياليتم
تشبيه شيتين بالشيتين ملته ** محت دجا الشرك محو النور للظلم
وهو الحبيب الذي يوم الحساب غدا ** ولا اعتراض ينجينا من الضرم
تعلمت راحتاه عند كرته ** حذف العدا لفم الصمصامة الخذم
وماتت القوم توهيما وقدسمعوا ** به فصاروا من الاحياء فيرجم
حاوى الشرائع بل ضرغام أولها ** في الحرب يوم اشتقاق الغدغم الخصم
والحزم كالسيف في جمع العداة ردى *** والعزم كالسيف في التقريق للقمم
باتت أعاديه حتى لا اتساعلهم *** في الارض بل سقطوا في قبضة العدم
وان يروا آية لا يؤمنون بها ** لهم بذاك اقتباس من أصولهم
ان الجمادات خير من ذوي خطر ** في قصة الجذع تلميح بجهلهم
أوحى له الله ما أوحى وزاد فكم ** أبدت اشارته للبدر منحكم
له سيجية حلم في خواطرنا *** تنكيتها ان قرأنا والقلم
والجمع صار مع التقسيم شيمته ** في الوفد ذاك وذا في الشاء والغنم
جات مزاياه عن مدحي فصرت اذا ** رمت الغلو أراها عنه في شعم
لا تقى شيء من الاكرام عادته ** ولا بايجابه للخير في سأم
حسن بمنطقه والثغر ذونسق ** والطيب نكهته والكف كالديم
ماجت بحور نضار في أنامله ** فكاد يغرق راجيه من الكرم
بالامس واليوم ترتيب المديح وفي *** غدو ما بعده يشدو بذاك فمي
صفاته الغرلا تعديد يحصرها ** كالعدل والحلم والافضال والعصم
نعم لنا الله أهدى قبله نعما ** لكن به حل لتتميم للنعم
ومنتخيره يوم الحساب غدا ** مع الجرائم نجاه من الضرم
مدحي أكرره في العالي الهمم ابن *** العالي الهمم ابن العالي الهمم
من صار لفظي بلفظي فيه مؤتلفا *** حتى المعاني اطاعتني بلا سأم
ان قلت كالبدر في تشبيه طلعته ** رأيته جل فاستعفيت من كملي
فكري وتطريزه للمدح مبتسم ** في وجه مبتسم في وجه مبتسم
والمدح ترصيعه يخفيه غير كمي ** بالصدح ترجيعه يبديه طيرفمي
الفاظه بمعانيها قد ائتلفت ** كعقد در على اللبات منتظم
عبد النبي
2013-09-14, 08:47 AM
معنى بجزيه الكى ملتحق ** حصر المعاني وذات عالم النسم
ساوى البرية في أوصاف خلقتهم ** وفاقهم في العلا والفضل والعصم
هباته باتفاق المدح زوجته ** في الخلق عائشة والبخل فيعدم
راع الكماة فثوب الخوف وشحهم ** ولم يلح منهم يوم الهياج كمي
لكل قوم ترى فيهم شاكلة ** فان يجور وايجر فعل كفعلهم
دخوله البيت بالتقسيم جزأه ** لله والنفس والاهلين والرحم
من رام في مدحه يبدي مبالغة ** عليه في الدهر ضاقت ساحة الكلم
معنى الكمال بوزن العقلم ؤتلف ** فيه وفرط التقى بالجود والكرم
وحلمه المحض في الدارين راعبه ** أولى العناد افتنانا في دمارهم
من البرية ما استثنيت لي سندا ** الّا جناب رسول الله ذي العظم
ان ضاق بي الحال يوما فانت فى جلدي ** زاوجت فيه مديحي فانت فى ألمي
في وصفه ائتلف اللفظ المنيف مع الوزن ** اللطيف فكيف العقل لم يهم
وآله القادة الهادون من نظمت ** فرائد المجد في تقصارصدحهم
معنى التقى مع معنى الفضل مؤتلف ** فيهم ومدحي وحبي أي ملتئم
لما سمعت بهم طالوا نهض تالى *** ايجاز مستبرك بالمدح مغتنم
هم المجاز الى دار الجنانوهم ** موت الضلال واحياء الهدىالعمم
ما الدوح تنفث بالتقريع نفحته ** مع النسيم يا ذكي من صفاتهم
اطلت تذييل مدحي واغتنمت به ** أجرا ومن مدح الاشراف لم يضم
وكل من حرمات الله عظمها ** خير له فاعقد النيات تمثم
الحمد لله عز اليوم رب تقى ** في العالمين له تلويح مدحهم
وحبة السادة المستتبعين له ** من حصنوا دينه تحصين عرضهم
عوابس النصل بالاعدا اذا اجتمعوا ** وللسنا عندهم تصحيح مغترم
لهم تبدت شموس الدين ساطعة ** فاوغلوا نحوه ايغال منهزم
أهل الجلادة والموفون بالذمم ** مصرعون العدا في كل مزدحم
سيوفهم تحت غيم النقع بارقة ** جادت بغيث من الهامات منسجم
كم شطروا بالقنا يوم الوغى بدنا ** حيث العدا بهم لحم على وضم
من كل ذي طاعة لله يتبعها ** عصيان نفس بما تهواه لم تلم
لهم سلامة مدح لا اختراع به ** لانه شائع في العرب والعجم
همو اليوم الوغى بل أضربواعظما ** عن العدا بل نسوا كرات كل كمى
بحردوا من حبيك الزغف فيلجج ** أزد الشرى من قنا الخطى في أجم
سمر الرماح به والبيض قد ألفت ** سودا الوقائع حتى دبجت بدم
كم صفقة ريحت باعوا الكماة بها ** تحل ما ألغزوه يوم حربهم
بمدحهم حسن تعليلي لأنله ** حلاوة ما أحيلى طعمها بفمي
قد فسروا للعدا معنى الردى رهبا ** بالسمهرية والصمصامة الخذم
وأغمدوا البيض في حشو الدروع وغي ** وأردفوها مكان السمع والصمم
حظى المعمى رأي فضلا فاطمعه ** حتى تلاحى وقد طال المدى بهم
وما سلكت بتعريض المديح لهم ** سبل القشدق والاعجاب بالكلم
من العدا طهروا الدنيا لتورية ** والبيض صلت على الهامات والقمم
وبالقنا أوضحوا معنى النجاح لنا ** لما أبادوا من الاعداء كل كمى
وبالسيوف سيوف الهند قد خطفوا ** هام الكماة اشتراكا يوم حربهم
فازوا وقد تبعوا هدى النبي كما ** حسن اتباعي لهم فوز من الضرم
يا سيدي يا رسول الله ياسندي ** لقد تواردت البلوى على سقمي
وقد سلبت رجا ايجاب كلمنى ** عمن سواك وثوقا منك بالكرم
يا من اذا ادمج الشكوى لحضرته ** ذو حاجة أعجلتها حمية الشمم
ومن دعوناه للجلى اذاطرقت ** والامر تفصيله قد كل عنه فمى
بمدحك ارتفعت اقدارنا شرفا ** والمدح قد أرخوه جالب العظم
وليس توليده أسطيعأحصره ** ولو جعلت جميعي موضع الكلم
عمري تشابه أطرافا فان أرم ** أرم محاولا وان أرجو فللعدم
لزوم ما يقتضيه المجد عن شيمي ** والطبع لا يلزم المسترخص القيم
ما ضر ذا الدهر لو أبدا تعطفه ** ما ضر ايامه لو أجزات قسمي
براعة لك تغنى الناس عن طلب ** علما بانك أذكى الناس كلهم
أرجو الزيارة من قبل الممات وفي ** حسن البيان مديحي خير منتظم
لعل من لمحة حظي يمكنني ** يوما فأهنا بها في ذلك الحرم
يا رب عجل بجاه المصطفى فرجي ** وسهل الامر وانقذني من الغمم
بسطت كف الرجا أدعوك مبتهلا ** ولم أزل ثابتا دهري على قدمي
عبد الغني لقد أفنى الدجى مهرا ** يستشهد النجم في تنميق ذي الكلم
فهب له منك عفوا يستفيد به ** حسن الختام ويحظى منك بالنعم
عبد النبي
2013-09-14, 08:54 AM
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الابصار وضيائها وقوت الأرواح وغذائها وعلى آله وصحبه وسلم .
عبد النبي
2013-09-14, 08:57 AM
بارك الله فيكم يا إخواني على مروركم العابر ..مشكورين جداااا.
عبد النبي
2013-09-14, 09:00 AM
((البديعية التاسعة ))
للسيدة عائشة الباعونية رحمها الله
في حُسن مَطلَعِ أَقمار بِذي سَلَم ** أَصبَحتُ في زُمرَةِ العُشّاق كَالعَلَمِ
أَقول وَالدَّمعُ جارٍ جارِحٌ مُقَلي ** وَالجار جار بِعَذل فيهِ مُتّهِمي
يا لَلهَوى في الهَوى رُوحٌ سَمحتُ بِها ** وَلَم أَجد رُوحَ بُشرى مِنهُمُ بِهِمِ
وَفي بُكائي لحال حالَ مِنعَدَم ** لفّقتُ صَبراً فَما أَجدى لِمَنعِ دَمي
يا سَعدُ إِن أَبصَرَت عَيناكَ كاظِمَةً ** وَجئت سِلَعاً فَسَل عَن أَهلِها القدُمِ
فَثمّ أَقمارُ تَمّ طالِعين عَلى ** طُويلِعِ حَيّهم وَانزل بِحَيّهِمِ
أَحِبّةٌ لَم يَزالوا مُنتَهى أَمَلي ** وَإِن هُمو بِالتَّنائي أَوجَبواأَلَمي
عَلَوا كَمالاً جَلوا حُسناً سَبواأمَماً ** زادوا دَلالاً فَني صَبري فَيا سَقَمي
أَحسَنتُ ظَنّي وَإِن هُم حاوَلَوا تَلَفي ** وَثَمّ سرّ وَضَني فيهِ مِن شِيَمي
اليَحمَدِي وَأَبو تَمّام كلّشَج ** عانى الغَرام إِلى قَلبي لِأَجلِهِمِ
قيل اسلُهُم قُلتُ إِن هَبّت صَبا سَحَراً ** وَأَشرَق البَدرُ تَمّا سَلخَ شَهرِهِمِ
ما لي رُجوعٌ عَن الأَشجان في وَلَهي ** بَل عَن سُلُوّي رُجوعي صارَ مِن لزمي
رَجَوتُهُم يَعطفو فَضلاً وَقَدعَطَفوا ** لَكن عَلى تَلَفي مِن فَرط عِشقِهِمِ
هانَ السُّهادُ غَراماً فيهِ أَقلَقَني ** شَوقاً وَعَزّ الكَرى وَجداً فَلم أَنَمِ
وَعاذِلٍ رامَ سُلواني فَقُلتُ لَهُ ** مِن المُحال وُجودُ الصَّيد في الأَجَمِ
عَذلتَني وَاِدّعَيتَ النُّصحَ فيهِ فَلا * بَرِحتُ أَسعى بلا حَدّ إِلى النّعمِ
كَيفَ السلوّ وَنارُ الحُبّ موقَدَةٌ ** وسطَ الحَشا وَعُيونُ الدَّمعِ كَالدِّيَمِ
وَلي جُفونٌ بِغَيرِ السُّهدِ ما اِكتَحَلَت ** وَلي رُسومٌ بِغَير السُّقمِ لَم تُسَمِ
تهابُني الأُسدُ في آجامِها وَظُبا ** تِلكَ الظِبا قَد أَذلتني لِعِزّهِمِ
أَزروا بِشَمسِ الضُّحى وَالبَدرِ حينَ بَدوا ** وَأَومَضَ البَرقُ مِن تِلقاءِ مُبتسِمِ
يا نَفسُ ماذا الوَنى جِدّي فَإِن يَصِلوا *** فَالقَصدُ أَولى فَموتي مَوت مُحتَشِمِ
لِذِكرِهم صارَ سَمعي العَذل يُطرِبُني *** مِن اللَواحي وَيُلجيني لِشكرِهِمِ
بَلَغتُ في العشق مَرمى لَيسَ يُدرِكُهُ ** إِلّا خَليعٌ صَبا مِثلي إِلى العَدَمِ
كَتَمتُ حالي وَيَأبى كَتمَهُ شَجَني ** بِحُكمِيَ الفاضِحين الدَّمع وَالسَقَمِ
قالوا ارعَوِي قُلتُ قَلبي مايُطاوِعُني ** قالوا اِنثَنِي قُلتُ عَهدي غَيرُمُنفَصِمِ
قالوا سَلَوتَ فَقُلتُ الصَّبرُ في كَلفي ** قالوا يَئستَ فَقُلتُ البُرءُ في سَقَمي
يا عاذِلي أَنتَ مَعذورٌ فَسَوفَ تَرى ** إِذا بَدا الصَّبحُ ما غطّى غَشا الظُلَمِ
أَبرَمتَ عَذلاً وَيُخشى أَن تُجرّبه ** إِلى السُّلُوِّ وما السُّلوانُ مِن شِيَمي
أجرِ الأَمورَ عَلى إِذلالِها فَعَسى ** تَرى بِعَينيكَ وَجهَ النُّصحِ في كَلِمي
عَن ذمِّ مِثلِكَ تبياني أنزّهُهُ ** إِذ أَنتَ عِندِيَ مَعدودٌ مِن النعمِ
الجَهلُ أَغواكَ أَم في الطَّرف مِنكَ عَمي ** أغاب رُشدُكَ أَم ضَربٌ مِن اللَّمَمِ
أَتعبت نَفسكَ في عَذلي وَمَعذِرَةً ** مِني إِلَيكَ فَسَمعي عَنكَ فيصَمَمِ
اعذل وَعَنّف وَقُل ما اِسطَعتَ لاتَرَني ** إِلّا كَما شاءَ وَجدي حافِظاً ذِمَمي
تسومُني الصَّبرَ عَمّن لي حَلابِهمِ ** جَميعُ ما مَرّ مِن حالاتِ عِشقِهِمِ
لُم يا عَذَولي وَشاهِد حُسنَهُم فَإِذا ** شاهَدتهُ وَاِستَطَعت اللوم بَعدلُمِ
أَبِن أَنل عَرفن فرّع لَنا نَبأً ** مِن المَلامِ وَحشيهِ بِوَصفِهِمِ
وَاِمزُج مَلامَك بِالذِّكرى فَإِنبِها ** تَعَلّلا لِعَليلِ الشَّوقِ مِنأَلَمِ
كَرّر أَعِد أَطرِب ابسُط ثَنّ غَنّ أَجِب ** قُل سَلّ جُد تَرَنّم برّ منّ دُمِ
أَعِد حَديثَ أَحِبّائي فَهُم عَرَبٌ ** قَد أَعرَب الدَّمعُ فيهم كُلّ مُن عَجِمِ
وَاِستَوطَنوا السرَّ مِنّي فَهوَمَنزِلُهُم ** وَلَم أفوّهبِهِ يَوماًلِغَيرِهم ِ
بَدا الصُّدودُ بِبُعدي عَن جِوارِهم ** فَعادَ وَصلٌ بِقُربي مِن مَحَلّهِمِ
أَحِبّةٌ ما لِقَلبي غَيرُهُم أَرَبٌ ** وَحُبهم لَم يَزَل يَربو مِن القِدَمِ
لَزِمتُ صدقَ وَلاهُم وَالتَزَمت بِهِ ** فَلَست أَسلوهُ إِلّا عَن سُلُوّهِمِ
حلّوا بِقَلبي وَحلّى جود منَّتِهِم ** جِيدي وَشكر الأَيادي مَسمَعي وَفَمي
ما بَهجَةُ الشَّمسِ في الآفاقِ مُسفِرَةً ** يَوماً بِأَبهَجَ مِن لألاءِ حُسنِهِمِ
لا مَكّنتني المَعالي مِن سيادَتِها ** إِن لَم أَكُن لَهُمُ مِن جملَةِ الخَدَمِ
بِفَضلِهم غَمَروني مِن فَواضِلِهم ** بِما عَجِزتُ بِهِ عَن حَقّ شُكرهِمِ
وَأَقبَسونِيَ مُذ آنَستُ نارَهُمُ *** مِن طُور حَضرَتِهم نُوراً جَلا ظُلَمي
وَألبَسوني ثِيابَ الوَصل مُعلَمَةً ** بِقُربِهِم وَأَقَرّوا في العُلا عَلَمي
وَخَوّلونيَ مُلكاً فيهِ فُزتُ بِهم ** فَوزَ العُفاةِ بِوافي فَيضِ فَضلِهِمِ
لَهُم شَمائِلُ بِالإِحسان قَد شَملَت ** وَعَلّمت كَرَمَ الأَخلاقِ وَالشِّيَمِ
وَلي عَوائدُ مِنهُم بِالجَميل لَها ** بمنهم اِتصالٌ غَيرُ مُنحَسِمِ
قالوا الوَفا راقَ عَيشُ المُستَهامِ بِهم ** فَلا جَفا بَعدَما جادوا بِوَصلِهمِ
حلّوا بِقَلبي فَيا قَلبي تَهنّ بِهم ** وَاِفرح وَلا تَلتَفت عَنهم لِغَيرِهِمِ
قَد طالَ شَوقي وَقَلبي مَنزِلٌ لَهُم ** إِلى الطُلولِ الَّتي تَسمو بِإِسمِهِمِ
فَلَيتَ شِعري هَل حالي بِمُنتَظم ** قَبل الوَفاةِ وَهَل شَملي بِمُلتَئِمِ
نعم نعم حَدّثتني وَهيَ صادِقَةٌ ** ظُنونُ سرّي حَديثاً غَيرَمُتّهَمِ
عَن جُودِهم عَن نَداهُم عَن فَواضِلهم ** عَن منّهم عَن وَفاهُم نَيل برّهِمِ
سادوا فَجودهُم جمّ وَبَذلهُمُ ** حَتمٌ وَمَوردُهُم غُنمٌ لِكُلِّ ظَمي
يا سَعدُ إِن ساعَدَ الإِسعادُ وَاِجتَمَعَت ** لَكَ الأَماني وَجئت الحَيّ عَن أُمَمِ
عَرّج عَلى قاعة الوَعساءِ مُنعَطِفاً ** عَلى العَقيقِ عَلى الجَرعاءِ مِن إِضَمِ
وَاِقصِد مصلى بِهِ بابُ السَلامِ وَقف ** لَدى المَقامِ وَقَبّل مَوطِئَ القَدَمِ
فَلِي فُؤاد بِذاكَ الحَيِّ مُرتَهنٌ ** سَلا السُّلُوّ وَعانى وَجدَهُ بِهمِ
ناشَدتُهُ اللَّه وَالأَنوارمُشرِ قَة ** تَعلو المَعالم مِن سُكّانِها القُدُمِ
أَنتَ الكَليم وَهَذا طَورحَضرتهم ** أَقبل وَلا تَخف الواشين بِالكَلمِ
وَشاهدِ الحُسنَ وَالإِحسانَ جُزؤهُمُ ** وَلا تَدَع مِنكَ جُزءاً غَيرَمُقتَسمِ
وَلا يَصُدّكَ عَن بَذلِ الوُجوهِ لَهُم ** نُصحُ اللَّواحي وَما صاغوا بِنُطقِهِمِ
هُم المَفاليسُ ما ذاقوا الغَرامَ وَلا ** أَمّوا حمى خَيرِ خَلقِ اللَّهِ كُلِّهمِ
مُحَمّد المُصطَفى ابن الذّبيح أَبوالز ** زهراءِ جدّ أَميرَي فِتيَة الكَرَمِ
الوافر العظمِ ابن الوافر العظم اب ** نِ الوافر العظم ابن الوافرالعظمِ
المُرتَضى المُجتَبى المَخصوص أَحمدَ مَن ** اِختارَهُ اللَّهُ قَبلَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ
خَير النَبيّينَ وَالبُرهانُ مُتَضِحٌ ** عَقلاً وَنَقلاً فَلم نَرتَب وَلَم نَهِمِ
أَسناهُمُ نَسَباً أَزكاهُمُ حَسَباً ** أَعلاهُمُ قُرَباً مِن بارِئِ النَّسَمِ
طَهَ المُنادى بِأَلقابِ العُلا شَرَفاً ** وَغَيرُهُ بِالأَسامي ضِمنَ كُتبِهِمِ
عزّت جَلالتهُ جلّتمَكانَتُهُ ** عَمّت هِدايَتُهُ لِلخَلقِ بِالنِّعِمِ
أَعظِم بِهِ مِن نَبيّ مُرسل نَزلت ** في مَدحِهِ مُحكَمُ الآياتِ مِنحِكَمِ
ينبي مفصلها عَن عز مرتبة ** مِن قاب قَوسين لَم تُدرك وَلمترمِ
تَبارَكَ اللَّهُ مَن أَوحى إِلَيهِ بِما ** أَوحى وَخَصَّصَهُ بِالمُنتَهى العظَمِ
بِرُتبةِ القابِ بِالأَدنى بحظوَتِهِ ** بِرُؤية اللَّهِ بِالإِيناسِبِال كَلمِ
دَنا وَنالَ فَلا ثان يشاركه ** فيما حَواه مِن التَّخصيصِ وَالكَرَمِ
أَتى وَكانَ نَبياً عِندَ خالِقِهِ ** قِدماً وَآدم طيناً بَعد لَميَقُمِ
ذو الجاهِ حَيثُ يَضمُّ الخَلق مَحشرهم ** وَلا يُرى غَيرُهُ في الكَشفِ لِلغممِ
عبد النبي
2013-09-14, 09:01 AM
ذو المَجدِ حَيثُ أُهَيلُ المَجدِقاطِبةً ** تَسيرُ تَحتَ لِواهُ يَومَحَشرِهِمِ
ذو المُعجِزاتِ التي مِنها الكِتابُ فيا ** بُشرى لِمقتَبِس مِنهُ بِكُ لِّجَمِ
يُتلى وَيَحلو وَلا يبلى وَلَيسَ لَهُ ** مُبَدّلٌ وَهوَ حَبلُ اللَّهِ فَاِعتَصِمِ
قُل لِلّذي يَنتهي عَمّا يُحاولهُ ** من حَصرِ مُعجِزِ طَهَ الطّاهِرِالشِّي َمِ
كَم أَعقَبَت راحَةً بِاللّمسِ راحَتُهُ ** وَكَم مَحا مِحنَةً ريقٌ لَهُ بِفَمِ
وَالنَيّران أَطاعاهُ فَتِلكَ بَدَت ** بَعدَ الأُفولِ وَهَذا شُقَّ في الظُلَمِ
وَالماءُ مِن إصبعَيهِ فاضَ فَيضَ نَدا ** كَفّيهِ مَردود هَذا مُعدم العدمِ
فَريدُ حُسنٍ تَسامى عَن مُماثَلةٍ ** في الخَلقِ وَالخُلقِ وَالأَحكام وَالحِكمِ
بَدرُ الكَمالِ كَمالُ البَدرِمُكتَسَب ٌ ** مِن نُورِهِ وَضياءُ الشَّمسِ فَاِعتَلمِ
أَعظِم بِهِ مِن نَبيّ سَيّد سَنَد ** هادٍ سِراج مُنير صَفوَةِ القُدُمِ
بِالحَقِّ مُشتَغلٍ في الخلقِ مُكتَمِل ** بِالبرِّ مُلتَزِمٍ بِالبّر مُعتَصِمِ
لِلبَذلِ مُغتَنم بِالبشرِمُتسِم ** يَسمو بِمبتسم كَالدُرِّمُنتَظ ِمِ
مُمجدِ الذكرِ في الفُرقانِ بِالعظَمِ ** مُحّمدِ الأَمرِ في التبيان مِنحِكَمِ
جَمالُ صُورَتِهِ عُنوانُ سيرَتِهِ ** هَذا بَديعٌ وَهَذي آيةُ الأُمَمِ
وَلَو غَدا البَحرُ حبراً وَالفَضا وَرَقاً ** في حَصرِ أَوصافِهِ ضاقا بِبَعضِهِمِ
وَذِكرُهُ كادَ لَولا سُنّةٌ سَبَقَت *** إِذا تَكرّر يَحيي بالِيَ الرّمَمِ
عَلا عَنِ المِثلِ فَالتَّشبيهُ مُمتَنِعٌ *** في وَصفِهِ وَقُصورُ العَقلِ كَالعلمِ
إِذ كُلّ حُسنٍ مفاضٌ مِن مَحاسِنِهِ *** وَكُلُّ حُسنى فمن إِحسانِهِ العممِ
مُحَمّدٌ إِسمُهُ نَعتٌ لِجُملةِ ما ** في الذِّكر مِن مَدحِهِ في نُون وَالقَلَمِ
علاهُ كَالشَّمسِ لا يَخفى عَلى بَصَرٍ ** وَالوَجهُ كَالبَدرِ يَجلو حالِكَ الظُّلَمِ
وَلَو كانَ ثَمّ مَثيلٌ قُلتُ طَلعتُهُ ** كَالبَدرِ حاشا تَعالى كامِلَ العظمِ
قالوا هُوَ الغَيث قُلتُ الغَيثُ آوِنَةً ** يَهمِي وَغَيثُ نَداهُ لا يَزالُ هَمي
يُعطي العُفاةَ أَمانِيَهُم فَلَستَ تَرى ** في حُبِّهِ غَيرَ مَمنوحٍ وَمُغتَنِمِ
في النُورِ لاحَ عُلاهُ لا نَظيرَلَهُ ** نُورُ القُرآن قُرآناً مِن لَدُن حَكَمِ
حازَ الجَمالَ فَما في حُسنِ مُتّصفٍ ** بِشَطرِهِ بَعض ما في سَيّدِ الأُمَمِ
هُوَ الحَبيبُ مِن الرَّحمَنِ رَحمَتُهُ ** لِلعالَمينَ بِإِيجادٍ مِن العَدَمِ
غَوثُ الوَرى كَعبَةُ الآمالِ مُلتَزِمي ** في حُبِّهِ بِالتَّفاني صارَ من لزَمي
جَردتُ حجّي لَهُ مِن كُلّ مفسدَةٍ ** وَلَم تَزَل بِالصَّفا تَسعى لَهُ قَدَمي
بَحرُ الوَفاءِ دَعاني بِالوَفاءِ إِلى * نَيلِ الوَفاءِ وَرَوّاني مِن النَّغَمِ
بَلَغتُ ما رُمتُهُ مِنهُم فَلَم أرُمِ ** عَمّن جَلا غُمَمي بِالعَزمِ وَالهِمَمِ
وَأفرده المدح وَأَستَثني بِمَدح كمَن ** حازوا عُلا الفَضلِ مُذ فازوابِسَبقِهِم ِ
الباذلو النَّفس بَذلَ المالِ مِن يَدِهم ** وَالحافِظو الجار حِفظَ العَهدِوَالذِّم َمِ
لا يُسلَبون بِفَضلِ اللَّهِ ما وُهِبوا ** وَيَسلُبوا ضَرَرَ الإِملاق بِالكَرَمِ
سُودُ الوَقائِعِ حُمرُ البيضِ في حَربٍ ** خُضرُ المَرابع بِيضُ الفعلِ في سلَمِ
كَأَنَّهُم في عَجاجِ النَّقعِ حِينَ بَدوا ** بُدورُ تَمّ بَدَت في حندسِ الظُلَمِ
لِلجَمع فَلّوا وَما فَلّت عَزائمهم ** وَهيَ المَواضي عَلى استئصالِ كُلّ عَمِ
هُم النُّجومُ فَما أَسنى مَطالعهم ** في أُفقِ ملّتهِ البيضا بِهديهِمِ
لا يَمزجُ الشَّك مِنهُم صَفوَ مُعتَقَدٍ ** وَلا يَشين التُّقى بِاللمِّ وَاللَّمَمِ
بِالسَّبقِ فازوا بِتَخصيصِ تَقَدمهم ** فيهِ خَليفَته الصديق ذوالقدَمِ
لا عَيبَ فيهم سِوى أَن لا يُضامُلَهُم ** وَفدٌ وَلا يَبخَلوا بِالرّفدِ في العدمِ
طَه الَّذي إِن أَخف ذَنبي وَلُذتُ بِهِ ** آمنت خَوفي وَنجاني مِن النقمِ
وَلا طَمحت إِلى نَيلٍ مِن الكَرَمِ ** إِلّا وَبَلَّغَني فَوقَ الَّذي أرُمِ
ما هَبّتِ الرِّيحُ إِلا شمت بَرقَ وَفا ** لِي فيهِ وَبلُ عَطا مِن دِيمَةالنِّعَمِ
يا أَكرَمَ الرُّسلِ سُؤلي مِنكَ غَيرُخفِ ** وَأَنتَ أَكرَمُ مَدعوّ إِلى الكَرَمِ
حَسبي بِحُبك أَنّ المَرءَ يُحشَرُمَع ** أَحبابِهِ فَهَنائي غَيرمُنحَسِمِ
مَدَحتُ مَجدَكَ وَالإِخلاصُ مُلتَزمي ** فيهِ وُحُسنُ اِمتِداحي فيكَ مُختَتَمي
عبد النبي
2013-09-15, 12:05 AM
(( البديعيّة العاشرة ))
الطراز البديع في امتداح الشفيع
الشيخ ابي الوفاء بن عمر العُريضي رحمه الله
براعتي في ابتدا مدحي لذي سلم ** قد استهلت لدمع فاض كالعلم
قدركب الركب في الإطلاق للنعم ** سقمي فعج بي فعجبي من قلى نعمي
متيم ماتردى من صبابته ** لومات ردا فلقق جسم منعدم
قدتم وقد الهوى في حان من تلفي ** قد حان من صدهم طرف بوصلهم
دم لدمع من الأجفان ذيّله ** من حرّ ضر فجسمي لاحق العدم
قد جلّ خلّ بتصحيف ينبئني **عن حبّ حب سرى التحريف في الكلم
قد ضلّ قلب عذول ظلّ في جدل ** ما حال لاح برى لفظي من الجرم
جعلته المؤمن المؤمن الطائي وذا شرفي ** ما كان للمعنوي الطّائي في الكرم
أستطرد الفكر فيما لا أحصّله ** كما أروم خليلا صادق الذمم
أجناد صبري مع الهجران ثابتة ** بالاستعارة كي أحظى بوصلهم
واستخدموا العين في إنفاقها وجرت ** دمعا ومنهم غدت سافكات دمي
للحبّ هزل بجد إذ رأى لهبي ** وقال يطفي بدمع فاض كالدّيم
أبكيذ وأعرض عن واش يقابلني** بالابتسام فيبدو كلّ مكتتم
ماضرّهم بعدما جاروا إذ عدلوا ** بالالتفات فأنتم منهل الكرم
له افتتان بقتل العاشقين سدى ** لكن سلمت فإنّي صارم الهمم
لو أنّهم عذلوا لاستدركوا مهجا ** ماتت ولكن عن الإنصاف والذّمم
أحيوا أماتوا بوصل والصدود فلي ** طيّ ونشر تبدّى من فعالهم
ناموا بأمن وبات الصّب في قلق ** رضوا بإغضاب مضنى من طباقهم
من نار صد ومن سقم ومن ألم *** لقد تخيّرت إذ نادي توا ألمي
وأيهموا حين قالوا في محبّتنا ** كم راغب أن يدوم الحبّ فاقتهم
هبني أسأت حبيبي فاستمع مثلا ** يكبو الجواد ، وذا نار على علم
تهكمّا قال لي : أحسنت في أدب ** لكن أسأت أنا والذنب شيمي
راجعته قلت : وصلا ، قال ممتنع ** فقلت : لو في منام ، قال لم تنم
إن جددوا الآن ألطافا فلا عجب ** هم وشحوني ثياب الوصل من قدمي
شابهت أطراف نظمي حيثما أعم ** أعم ببحر فأبدي جوهر كلم
حمدا لبأساء صد من تغايرها ** للوصل أدركت منهم قيمة النّعم
وذيل الوصل من بعد الرّضا ورنا ** لنا الزمان وعين الدهر لم تنم
إقطع أنل ابغض احسد من جد ** ضع أهن فوّف أمت امنح امنع قرّ ب ابعد لم
نام الرّقيب له قلنا موارية **شفيت عوفيت زاد الحب في الظلم
وبات يبدي كلاما جامعا حسنا ** يشفي من الكلم لطف الحب بالكلم
إنّي أناقض أحبابي إذا هجروا ** واسترجعوا صفو أوقاتي بقربهم
بهم تزّين تصدير المحب على ** أهل الهوى كجمال قد رقى بهم
وموجب القول إذ قال الشّفيع : كلّمه ، قلت : بلحظ قد أباح دمي
في معرض المدح أهج النّاصحين فقل ** : ماقلتم الحق أنتم ظرفة الأمم
إنّي لأقبل قول النّاصحين ولا ** أستثني إلاّ لما يدعو لتركهم
عن الجوى ولتشريع الضنى سند ** يروى الهوى عن غرام جلّ في العظم
وكم خلوت بأحبابي أنادمهم ** في الّيل أجمع من تتميم قربهم
كناية قلت عنها حبّذا ظلم ** طاب السهاد بها والعين لم تنم
والعين ترنو طويلا في ملاحظه ** للصّب رمز إلى الأحسان والكرم
سارور ا صباحا فقلبي رمت رجعتهم ** لوحت بالكّف لكن غير منفهم
جلّ الجمال ويناديهم ولازمهم ** يومي إليهم بحسن غير منفصم
عمّ الخطاب فهل تلقى وتسمع من ** داناهم في جمال أو حسنهم
تجاهلا من حبيب عارف شغف ** يقول إليهم بحسن غير منفصم
عمّ الخطاب فهل تلقى وتسمع من** داناهم في جمال أو بحسنهم
تجاهلا من حبيب عارف شغف ** يقول :مابك سحر أم من السقم
قداكتفيت عن الغزلان من قمر ** له جمال بهي عنه العذول عمي
وبات يرعى نظيرا في دجى شعر ** على منازل قلب منه مضطرم
رؤياه روح حياتي إذ امثلتها ** جسم عن الرّوح يخلو فهو كالعدم
توجيه حالي لها تمييز إذا نصبت ** أدلة فأنا المرفوع كالعلم
عاتبتت نفسي على الدعوى فقلت لها ** ذوقي لدعواك مرّ الهجر والندم
لاكنت في أدب يوما جهينته ** ولا أبرتني العلياء في القسم
إن لم يكن طلبي حسن التخلّص من ** داء الهوى بامتداحي أشرف الأمم
محمّد نجل عبد الله ابن آمنة ** له اطراد كمال منبع الكرم
بدر الوجود وجود البدر نعمته ** وسعد طالعه عكس على الصنم
شريف وصف المجد له على ** شريف قدر بترديد الكمال سم
كرر نعوتا سمت بفائض الديم ** ابن الفاض الديم ابن الفائض الديّم
ومذهبي في كلامي أنّه سند** لذاك يشفع في عرب وفي عجم
قد اهتدى النّاس من توشيع سنّته ** بالمرشدين من الأفعال والكلم
به تكمّل دين المسلمين وقد ** دام الكمال بشرع غير منخرم
هداه كالشمس والتفريق بينهم ** يدوم ذاك وغابت تلك في الظلم
كلّ الجمال يرى في المصطفى ظهرا ** والشّطر من قدم ليوسف الكرم
مذ شبّهوا وجهه بالبدر مكتملا ** فغاب من خجل وانشّق من ألم
تلميح ريح الصبا في يوم نصرته ** تعلو الرخاء فأمر الشرك لم يقم
تشبيه شيئين من وجه ومن شعر ** منه بشيئين من شمس ومن ظلم
رؤياه تجلو صدى همي ومدحته** تخلو انسجاما بمنثور ومنتظم
حدّث عن البحر لاتحصي عجائبه ** تفصيلها عنه كلّت ألسن القلم
صار الحصى سمكا في بحر راحته ** فمن نوارده تسبيحه بفم
بالغ فكل جميل ذاته جمعت ** وفاض منها على الأملاك والأمم
لوشاء إغراق من عاداه أغرقهم ** نبع الأصابع لمّا فاض كالديم
علو مدحي له قد كاد من عظم ** يعيد لوشاء ماضي الأعصر القدم
جميل خلق عظيم الخلق وائتلفا ** بالمعنيين كريم الطّبع والشّيم
لم ينف ايجاب جود بعد مسألة ** ولايمن حاشاه من التّهم
إيغاله في سبيل العفو من كرم ** يعفو ويصفح عن جرم مع العظم
تهذيبه القول من تأديب سيّده ** لذاك أبدى جميل الفعل والشيم
املك أنل أدبا ابدا لنا كليما ** لم يستحل عكسه في مدح ذي الكرم
كم في المشاهد جاء النّصر تورية *** ونصر بدر بدا للعرب والعجم
والمشركون لقد جاروا مشاكلة *** عليهم جار بالأسياف والنّقم
جمع الكمال بتقسيم يفرقه ** يعفو عن الذنب يولي وابل النّعم
عبد النبي
2013-09-15, 12:10 AM
كالبدر وجها وقلبا في الجمال وفي ** شقّ يشير إلى تفريق جمعهم
كم من إشارات سعد قبل مولد** بدت من الجنذ والكهّان والصنّم
توليد طاعته في ليل مولده ** بدت من الجنّ والكهّان والصّنم
توليد طاعته في ليل مولده ** يوم السرور لأهل الدّين والكرم
علم وحلم وجود مع شجاعته ** جمع تقسّم فيه غير منفصم
لايسلب النّاس من إيجاب رحمته ** ويسلب الخلق ثوب الهّم والنّقم
تقسيم أوقته في الخير مشتهر ** في الغزو والنّصح والطّاعات والكرم
متى ألم ملّم فهو لي حرم ** يجيب سؤلي وإن أوجزت في كلم
أطنب بأوصافه في نعت مدحته ** ولا تقصّر وشمّر ساعد الهمم
فلايساويه في عليائه أحد ** مذ خصّه بعموم المكرمات سم
من بان قامته أنواره اشتركت ** في الحسن قصدي نور ناسخ الظلم
ماطلعة البدر في تم تفرّغ من ** شمس بأنور من وجه له وفم
فوجهه النّجم والبدر المنير دجى ** والشمس ترقية في النّور والعظم
ظباه قد صيّرت أبطال شركهم ** مصّرعين وقد خاضوا بحار دم
رجعت أندب عمرا ضاع في زلل ** وما رجعت عن الأوزار واندمي
قد اعترضت على نفسي أوّبخها ** لوكان يجدي بما أسرفت في القدم
ترتيب خلقته حسنا قد انتظمت ** في الوجه والثّغر والكفّين والقدم
له اتقاق من الرحمن تسمية ** باسم الرّحيمكما بالنّور ذاك سمي
مذكان خاتم رسل نال معجزة ** بخاتم الرّسل يبدو باتفاقهم
أبدع وأودع بعقد الحمد من مدح ** بنور تنزيل ما في نون والقلم
هل من يماثله أو من يناظره ** أو من يقارنه في المجد والكرم
سلت أطلب عند الموت رؤيته ** هب أنّني مت متّع أحقر الخدم
تزواج الشعر إن أبدى محاسنه ** أبدى القلائد في أجياد منتظمي
رمت اللقا قال من أسلوب حكمته ** اقنع بزاد التقى في حمية الندم
جزء وألحق به الكلي قد طويت ** فيه الملائك والأفلاك كالأمم
مهلا فشنّف صماخي من فرائده ** في حان ألحان مدح طيّب النّغم
ترشيح إهلاله في فتح مكّة قد ** أبدى لهم بدره من لاح في الظلم
إكمال عنوان نصر الل إذ سقطت** أصنامهم حين أومى شبه منهزم
تسهيم رحمته قدم الذنوب أتت ** لعلّ حظّي منها أوفر القسم
تطريز درّ نظامي في مدائحه ** ياحسن منسجم في حسن منسجم
تنسيق أوصافه بر رحيم هدى ** نور سراج منير شافع الأمم
توهيم جمع الهدى لمّا بكت وشكت ** ضحك الصوارم في الأجسام والقمم
ألغز بصيرا ضحوكا سال مدمعه ** مذ جرّدوه ولمّا ألبسوه عمي
مامثل قولي إذا حاجيت ذا أدب ** مشي بليل خفي يا أخا الكلم
أبو مساق الهوى في القلب تعمية ** بضم عهد نفاق حشو سرّهم
وآله سيّما قوم لقد قصدوا ** في آل عمران تنكيت بذي جرم
أولو التقى والنقا والمجد والهمم ** والعلم والحلم من تعديد وصفهم
تعليل إشراق بدر التم في غسق ** لأنّه سارق من شمس نورهم
مستتعبين بضرب البيض طعن قنا ** وباذلين ننفوسا بذل مالهم
شهب قد اخترعت من فلك أرض رمت ** بها الملائك رأس الجانب الهمم
وشيخ الإسلام فاق الصّحب قاطبة ** توضيحه من دعي الصّديق في القدم
تلاه من بعده الفاروق فسر من ** ماز الهوى عن أباطيل وعن تهم
جمعت مؤتلفا فيهم ومختلفا ** بجمع عثمان للقرآن ذي الحكم
إنّي أوالي عليا لاأقدّمه ** على الثلاثة تعريضا بذي جرم
حسن اتباع رسول حبهم **كالرّوح عادت لجسم لاحق العدم
تواردت في خيالي منهم درر** ألقاه طرفي ليلقى بعض أثرهم
حازوا مفاتيح ما في الصدر من حكم ** وأردفوها بوّد غير منصرم
أطاعه العرب لكن كم عصى عرب ** نبيّهم خير خلق الله كلّهم
في معرض الذم مدح خصّ أمته ** لاعيب فيهم سوى التقديم من قدم
في معرض المد ذمي من عقائدهم ** طابت فما عبدوا إلاّ لعجلهم
لما هدانا وفينا الدين أودعه ** بأفضل الرّسل كنّا أفضل الأمم
ياسيد الأمم سجعي من الكلم ** قد أظهرا حكمي في عقد منتظم
فرائد رصعت تيجان مدحهم ** فوائد جمعت عقيان نعتهم
سمط جواهره وانظم مفاخره ** وانثر مآثره واطرب بها وهم
أنا المقصر والتقصير من شيمي ** حسبي التزام جفوني فائض الديم
جزيت منتظمي رويت من كلمي ** رويت من قلمي في مدح ذي العظم
جردت من قلمي أقلام مدحته ** ومن فمي ألسنا تثني بكل فمم
به مجازي من الأهوال إن هلكت *** أهل المعاصي وباتت زلة القدم
تؤلف اللفظ والمعنى بلاغته ** جلّ الذي أنطق الإنسان بالحكم
واللفظ والوزن في مدحي له إتلفا ** بذاته يتجلى جوهر الكلم
وزن القصائد والمعنى إذ ائتلفا ** لاقا المديح بذاك المفرد العلم
واللفظ باللفظ يحكي الدّر مؤتلفا ** وعقد عقيان مدحي غير منفصم
تمكين توبة ما قد قدّمته يدي ** ترك الذنوب وعض الكف من ندم
حذفت من خلدي مذ خفت من سقر ** فلي شفيع عظيم وهو معتصمي
واحمّر وجهي من بيض الصّحائف إذ ** دبّجتها بسواد الوزر والجرم
محمّد الهاشمي صلّوا عليه ومن ** أنواره اقتبسوا في مرقد الظلم
سهّل حسابي ويسر لي الوصول إلى ** جنات عدن وكن لي يوم مزدحم
حسن البيان لقصد من شفاعته ** في جنة الخلد ألقى وجه ذي العظم
أدمجت قصدي فكعب من قصيدته ** منحته وكذا المدّاح بالنّعم
وحسن ظنّي بربّي قد كفى ثقتي ** قد احترست وحبّي أشرف النّسم
براعتي طلبي يا منتهى أربي ** أنت الخبير بها ياوابل الكرم
قد نال عقد العلا والله قال له** إشفع تشّفع وسل في موقف الأمم
بدأت فيه وفي أوطانه مدحا ** أرجو بمسك ختامي حسن مختتم
عبد النبي
2013-09-15, 12:24 AM
((البديعية الحادية عشر ))
لسيدي عبد الغني النابلسي (الثانية له )
يا منزل الركب بين البانِ فالعلمِ ** من سفح كاظمةٍ حبيت بالديمِ
ويا عربياً أرادوني أموت أساً ** في حبهم وأرى دوني رقى بهمِ
هجرانكم قد رمى لما ابتليت به ** في مهجتي قدر ما شئتم من النقمِ
شوقي إليكم أبو العباس حيث أبو ** إسحاق قلب المعنا وهو في ضرمِ
كفى من الدمع يوم البين ما وكفا ** وإنني صرت برق القرب لم أشمِ
يا قلب قلب هوى الأحباب منطرباً ** فشادن الحي شاد طيب النغم
باتت تؤرقني الورقاءُ صادحة ** سل في الهوى هل لها عهد بذي سلمِ
لم يبقَ للجسم رسم بعدهم فمتى ** يشفي غليل عليل زايد السقمِ
إن العقيق به دمعي العقيقي جرى ** فحي يا صاح عني الحي من اضمِ
زاد الجوى نقص الصبر القليل بنا ** لهجرهم ووجودي صار كالعدمِ
ولست أدري الكرى أم عقل عاذلتي ** أقل أم صبر قلبي بعد بعدهم
لي يوم بينهمِ جسم بلا رمقٍ ** أودى السقام به لي يوم بينهمِ
ومأملي مدمعي قلبي الشجي جلدي ** لم ينقض لم يقف لم يسلُ لم يدمِ
على الهوى قد لحاني لايمي سفهاً ** أقصر عدمتك إني عنك في ضمِ
لا أنت ممن عليه العتب يحسن بي ** ولا سماعي لما تبديه من شيمي
فإن من لامني لا خير فيه سوى ** وصفي له بأخس الناس كلهم
تعنيفك الغي والطغيان لومك لي ** يا ذا النصوح فابشر فزت بالنقم
تهدي لأهل الهوى لؤماً بظاهر ألـ ** ـفاظ وتعذرهم في باطن الكلمِ
والسمع في صمم عن جمع ذا الكلم ** والدمع كالديم من لمع برقهمِ
عشقي ولومك فلنترك أضرهما ** للنفس صلحاً بلا قاضٍ ولا حكمِ
يا جيرة الحي ما فيكن منقصة ** سوى التقى والنقى والرعي للذمم
من قال حل دمي يوم الفراق لكم **يوم الفراق لكم من قال حل دمي
ركبت خيل الشقى في حبكم وبها** شهدت حرب الهوى قامت على قدمِ
ومن يكن يسوى الأشواق متصفاً ***فإنه بعد لم يوجد من العدمِ
ما للمتيم صبر بعد فرقتكم ***وطعمه لم يزل من بعدكم يفي
إني وإن كنت في أهل الهوى فطناً*** لكم عرفت واما غيركم فلمِ
بالله يا قلب ما هذا الخفوق أرى** أمن تذكر جيران بذي سلمِ
يا جعفر الدمع ما أنت الرشيد فقف** كلا ولا أنت مأمون على حكمي
قالوا سمعنا بأن القلب منك سلا** فقلت عمن سواكم ذا من القدم
قالوا تقلبه عنا فقلت لهم **نعم أقلبه لكن على الضرم
لا والمنازل من شرقي كاظمة** ما هام قلبي الشجي في غير حبهم
وصرت أهوى عذولي حيث يذكرهم **عندي وأنعته بالحاذق الفهمِ
والقلب ليس بسالٍ عن محبتهم** ما لم أمت ويصح الصخر من صممِ
والصبر عنهم عفى سل لم نفوا جلدي*** يا عامر الشوق من قلبي وحيهم
قلت اتركوا الهجر قالوا ليس عادتنا** قلت ابذلوا الوصل قالوا الوصل لا ترم
ومهجتي في يديهم يعبثون بها **الطفل يلعب والعصفور في ألمِ
كأنما جلدي والصبر قد حلفا*** أن لا يقيما بقلبي بعد هجرهم
والجسم مضنى وما السلوان طوع يدي*** والقلب ذاب أساً والعين لم تنمِ
كم اشتكي ما لقلبي عنك مصطبر*** يا مالكي رجة حرب الغرام حمي
امنع أنل اسمح ابخل صل تجن أهن **عذب ترفق تباعد ادن سراقمِ
لا القلب يسلو ولا عيني سواك ترى** إذاً لأصبحت محسوباً من الرممِ
من ذا الذي في البلايا نفس أوقعني** حان المشيب إلى كم فرط حبهمِ
وليس لي اليوم شغل عندما رحلوا ** سوى بهم بل بمدحي أشرف الأممِ
طه النبي ابن عبد الله ابن أبي الـ** بطحاء ذا القرشي الهاشمي الحرمي
هادي الخلايق محمود الطرايق مأ ** مون البوايق خير الخلق كلهمِ
عليهِ سلمت الأحجار أبلغ من ما ** ء لموسى بضرب الصخر منسجمِ
وفاض من اصبعيهِ الماءُ معجزة ***حتى الجيوش ارتوت من سايغ شيمِ
برٌ رحيمٌ لهُ رفقٌ بامتهِ *****وهو الشفيع غدا ينجي من الغُدمِ
إن قيس بالبحر جوداً فالقياس خطا*** ذا ليس عذباً وذا عذب لكل ظي
نور الغياهب في يوم الوغا بطل ***جم المواهب بحر الجود والكرم
إذا دهى المرء خطب فاستجار به ***نجى فمنه استجار الليث في الأجم
وهو العظيم من الرب العظيم أتى ***يبدي العظيم من الآيات والحكمِ
مؤيد العزم يوم الحرب مدرع ***بهيبة الفاخرين العز والشمم
فاق البرية مولوداً ومنفطماً ***مراهقاً وكبيراً بالغ الحلمِ
وإنه جوهر الأجسام من شرف *** وشأنه عالم الاعراض من عظم
والحلم والجود فيه والعفاف وما*** تحوي الكرام من الأخلاق والشيم
لو لم يكن أفضل الرسل الكرام لما **دامت شريعته من دون شرعهم
تلألأ الكون إشراقاً بمولده **وزاد نوراً كصدر المسلم الفهمِ
وبردت قلبها نيران فارس مذ** كسرى بدا صفعه والتاج عنه رمي
كل النبيين والرسل الكرام لهم*** فضلٌ وذا فضلهُ أضعاف فضله
من قبله الناس قد كانوا جبابرة ****لا يعرفون سوى الهيجاء والصنم
دانت لعفته الدنيا فمال به*** تمنع طمع الأخرى ولم يهمِ
المفرد العلم ابن المفرد العلم** ابن المفرد العلم ابن المفرد العلمِ
آياته الشمس من فرط الظهور لنا** ووجههُ الشمس في الاشراق والعظمِ
دامي المناصل حتى ما لشفرته **غمد كثير رماد القدر من كرم
عبد النبي
2013-09-15, 12:26 AM
لا يحسب القوم إن قلوا وان كثروا ***ويحسب الطعن في الأجساد والقمم
طابت سرايره راقت مواردهُ *** جادت مجالسه بالعلم والحكمِ
لو لم تكن نسمات الفجر طيب ثنا **عليهِ ما مدحتها ساير النسم
طامي الندا للبرايا قايد الكرم **قامي العدا بالعطايا زايد الهممِ
يعلو ويشرق في يومي وغا وندا ** كأنه البدر في داج من الظلم
لا زال خير الانام الطايعين له **سامي المفاخر بين العرب والعجمِ
ندب جواد عطاه غير محتجب** عن امرء لا بلا منه ولا بلم
أنواره هي أرواح البرية في*** أجسادهم قدرت من سالف القدمِ
دعا إلى الله حتى جاء طايفةً ***صما فأسمعهم بالسيف والكرم
ذات على الخلق رب الخلق شرفها **قدراً والبسها ثوباً من العصمِ
ذو الجود والكرم والبأس والعظم **قد جاءَ بالحكم عن بارئ النسمِ
لفوق سبع سموات رقى فرأى **ورام ما لا يرى فينا ولم يرمِ
والبدر قد شق من بحر السماء له** عصاته اصبع لو كان عن أصمِ
أنواره شرف للخافقين وقد *** غص الزمان بها من شدة العظمِ
وجوده واليد العليا كانهما **غيث هي من سماءٍ جمةِ الديمِ
أقل أوصافه ما الحسن أحقرهُ **ودون افعاله ما جلَّ عن حكمِ
يكاد يسلم من ناداه ملتجياً **من سطوة القدر المحتوم للأممِ
ولم يزل بعلوم الوحي متصفاً** هذا الزمان وفي الآتي ومن قدمِ
محى الضلال بإثبات الهدا وحمى ** حمى شريعته بالسيف والقلمِ
وما له مشبه بين الورى ابداً **في العلم والحلم والاقدام والهممِ
كالطود في عظم كالبدر في شرفٍ*** كالليث في هيبة كالغيث في كرمِ
واحمت يداه الوغا يمناه قابضة ** على الحسام ويسراهُ على اللجمِ
ليوم بدر أتى والوجه مشتبه ** بذلك اليوم يجلو لو حندس الظلمِ
والخلق طراً قد انقادت لبعثته ** إلا الذي صم عن آياتهِ وعمي
والله أعطاهُ ما لم يعطهِ أحداً **من خلقهِ وحباهُ منه بالنعمِ
أطاعه السيف حتى كاد يسبقهُ **يوم الهياج إلى الهامات والقمم
وسل حنيناً وسل بدراً وسل أحداً ** تنبيك عن كل مقتول ومنم
من أجلهِ زال عنا المسخ تكرمة ** والله فضلنا طراً على الأممِ
ذو هيبة ووقارٍ عمَّ نايلهُ **وبعثهُ رحمة من واهب الحكمِ
يمشي بكل طويل الباع معتدل ** له لسان وتكليم بغير فمِ
يا عصبة الكفر ذا لو تؤمنون بهِ *** كنتم سلمتم من التعذيب بالضرمِ
طوبى لكم معشر الإسلام فيه ويا ** خسران من كفروا يا طول حزنهمِ
قوم إذا ظلموا فالله يظلمهم *** وإن يروموا علينا يعتدوا نرمِ
والله يدعو الى دار السلام ويهـــ** ـدي من يشاءُ فدعهم في ضلالهمِ
أردى أبا لهب نصف اسمه ابداً *** افعل أو له عن واضح اللقمِ
يا بارقاً من نواحي أرض كاظمة ***بالنور يحرق عنا حلة الظلمِ
بين المرام وبيني كل منخفضٍ ***ومشمعلٍ من القيعان والأكمِ
مهامهٌ قفرةٌ لا نوم تم لنا*** إن لم تم ونالت رفقهم أهم
ذا الذي كل من لم يتبعه ولا ***يرتاب ذو العقل في نار الجحيم رُمي
عم العدا حلمه والله الهمهُ ***كل الكمال وكل العلم والحكمِ
والفضل شوقي الثنا ذا غير منكتم **ذا غير منكتم ذا غير منكتمِ
كأنه البدر في أوج الكمال بدا*** وصحبه أنجم للاهتدا بهمِ
شم الأنوف يجولون الوطيس وهم ***من الحلاحل بالمرصاد للقممِ
ومن كل معتقل بالرمح مشتمل ** بالسيف منتقم في الجحفل اللهمِ
قوم فرايسهم أسد الشرى ولهم ***سمر الوشيج ستور طرّزت بدم
يبدون ذلا لمن راموا ومسكنة**** ليظفروا في الوغا بالنصر عن أممِ
مواكب الفخر يوم الحرب اوجههم*** كواكب البشر يوم النايل الرذمِ
لا يعرفون الأذا بدءا لأن لهم ***بالمصطفى ذمة محفوظة القسمِ
زين الورى أخذوا عنه فسار لهم** به التمدح بين الخلق كلهمِ
صحب كرام غدا الصديق افضلهم** على هدى كلهم أسمو بحبهمِ
أعداؤهم غير معروفين يوم وغا **من كثروة الطعن بين الراس والقدمِ
خرس الدروع وقد لاقوا العداة فلم ** يكلمو بغير الصارم الخذمِ
كم غارة بالقنا شنوا لمصطلمِ **والنصر يلمع في فزاهي وجوههمِ
وكم علوا سلهباً قيد الأوابد في ***يوم الوغا وحساماً للدماءِ ظمي
وآله الغر من عز الزمان بهم **والله قد بز عنهم حلة التهمِ
هم الشموس وغيداق السحاب إذا **تهللوا بالعطا في أوجه الخدمِ
وتطلع النجمَ أرضٌ يذكرون بها** نجم النباتات لا ما في سمايهم
أحبة الله بين الخلق صبرهم **معظمين كما الأعدا بضدهم
وما ارتشاف زلال الماء في ظمأ **يوماً باعذب من تكرار مدحهم
نجوم أفق الهدى بل هم أهلته **بل البدور التي تجلو دجا الظلمِ
بيض الوجوه غدت سوداً وقايعهم **حمر الصوارم خضر العيش والنعمِ
وحبهم قربة أرجو النجاة به*** يوم القيامة حيث الناس في غمِ
يا أشرفَ الرسل يا غوث الخلايق يا*** نور الوجود استجب يا سيد الأممِ
وإني دعوتك لما الدهر جار على ***ضعفي وقاسيت منه بأس منتقمِ
ولم أجد مسعفاً أشكو الزمان له*** بل وجدتك يا سؤلي ومعتصمي
وأنت ملجاؤنا في كل حادثة ** وكل خطب خطير ارفع مقتحمِ
وقد أشرت لما أرجو منك ولا ***يحتاج مثلك للألفاظ الكلمِ
وسيدي ان يكن لي بالقبول سخا ***سخا بفضل وجود للورى عممِ
نور الهدى يا حبيب الله كن سندي*** فإن حبل ودادي غير منفصمِ
أشكو إليك ذنوباً ثقلت قدمي ***وعيشة قد رماها الحظ بالعدمِ
وقد مدحتك أرجو منك طود تقى*** مشفعاً شافعاً في كل مزدحمِ
متى يزورك مشتاق أضر بهِ ***طولُ النوى فحكى لحماً على وضم
كم ليلة بات يرعى النجم من قلق ***عليك سهران لم يغمض ولم ينمِ
زر الرسول وقف قدام حضرته*** ولا تخف وابتهل لا خوف في حرمِ
صلي عليه فمن صلى عليه لهُ ***عشر بواحدة يا صاح واغتنمِ
عسى الزمان بقرب منه يسمح لي ***عسى الليالي به تحنو على سقمي
والعبد ناظمها عبد الغني له**** شمل على الرغم منه غير منتظمِ
ويح الزمان الذي قد جار ممتهناً*** كأنه صم عن أحوالنا وعمي
وسوء حظئي عن الأقران أخرني*** حتى وجودي غدا في الناس كالعدمِ
وقد تقطعت الأسباب واتصلت*** كل الجوانب بالأهوال والنقمِ
لعل لطفاً من الرحمن يدركني ***ورحمة منه تنجيني من الضرمِ
وقد نظمت عقود المدح مرتجياً*** قبولها مستمداً جوهر الحكمِ
وقلت للربع لما الفكر أرخها *** ياربع قد تم مدحي سيد الأممِ
عليه مني صلاة الله دايمة ***طول المدا ما ابتدا شكر الإله فمي
هذا مديحي فإن نلت القبول به ***سعدت أولا فحسبي موقف التهمِ
عبد النبي
2013-09-15, 12:36 AM
((البديعية الثانية عشر ))
لشهاب الدين ابن الخلوف القسنطيني رحمه الله
أمن هوى من ثوى بين البان = والعلم هلّت براعة مزن الدمع كالعنم
أم من فروق بروق الحي إذ لمعت = تمت مماثلة الأحشاء للضرّم
فاستوف مدّ نوال مدّ نائله = من من وادعه جامع الكلم
وصل ببدر تمام من محاسنهم = مضاه لليل تمام من شعورهم
وحيّ سلعا, وسل عن حال مختلف = واخضع لسلمى ركبت سقمي
وإن تشابه بتركيب لنفسك قل = لي مالها إن لها قلبي بحبهم
وعش بتعليق معروف الوصال ولا = تقل هان دمعي ياقوم فيا ندمي
وشابه السقم بالمفروق من جلد = فقدحاد بهم حادي ركابهم
وبالمشابه لفق القدر ما قطعوا = بناظر قد رمى أفلاذ حبهم
وإن رجوت فدع تفريق داهر ما = أبدوا وسل عن دم القتلى بحبهم
وكم بخير وجير صحّفوا كلمي = وحرّقوا بوقوع الحلم في الحلم
وكم بسخط وشحط صرّفوا نظرا = يا ما ملا القلب لما مال بالألم
ولو بتطريف عهد قد مضى ارتجعوا = لذيلوني بفرط عاطر الشيم
لكنّهم مرروا ندوى الفؤاد بما = قد جرّدوا الشوق من بلبال عهدهم
وبالمتوّج مل بي , واستمل فلقا = مال السبع أن بانوا وانطلق وهم
وبالموسط من دلّ الدلال نهوا = لترميل من تمّ تمام حسنهم
ولاحقوني بصدم الصّرع حين نأوا = بضارع النهي ندبى يوم نأيهم
وفي مجنحهم مازال العواذل من = أثاربالحب قابا غير منقسم
ياريوح ريح الصبا المعدّل حيّ بما = حيّا فما هام في لفظي مبتسمي
وسم بتجنس عاس الأيمين وسم = ممّنعا منعما بالمسم النّظم
وهاو مشتّق قلب قلّبوه عسى = أن يطلق البرء منه مطلق القسم
واخير مشوش عقل ضلّ أن يسموا = عن أشنب شرق, أو العس شيم
وكم أمام حنين أطلقوا وسبوا = يا معنويا اتجاه القدس في الحرم
وباستعارة أبدى الصبح قد عرفوا = أستار شعر الدجى عن وجه بدرهم
من لي بمن حجبوا البيضلا وقد حلّفوا = من ما [ ] وخلجى عن صيفهم
وإن تمثلت إن طلق الشعور فقد = عزا المسافر نور البدر في الظلم
أعندهم وعيون الله تحرسهم = من اعتراض حود لم يقل بهم
هم , هم العين حلّوها وماسفؤت = إلاّ للتصيرف في استخدام عبدهم
أبور أنّ منامي طائرا أبدا = حتّى يقص بما عانيت في الحلم
و [ ] فجروا إذ بروا جسدي = عمدا ,وقالوا لقد صحيت بالسقم
وبالتفات الهوى صادوا النفوس فهل = عاينت ياظبي أشراد التفاتهم
وما تخيلت أن الرّوض أوجههم = حتّى رأيت بها السوسان في الظلم
ولو طوى شعر قد زكا اتشّحوا = لانشق الجوّ عرّف طي نشرهم
ياليت طرفي تمنّى حسن رؤيتهم = لعلّ قلبي برجلي نيل وصلهم
دع ’ واجتنب ما به يخشى نظيرهم = واقصد بقول جميل حسن مائهم
وإن تعجّبت فاستقم هديت بهم = كيف الظباء تصيد الصّيد في الأكم
قالوا انتظينا جفونا فالظبا سقيت = فقلت مستدركا : لكن بسفك دمي
لم أرج تذييلهم كم يشتفي سقم = وكيف أرجوا الشفا من معضل السقم
وخالد الوجد عزّ يحسن الغرام روى = توجيه جعفر دمي عند فضلهم
وصحّ قلبي بتعليل النتّسيم لذا = تراه يسأله عن طيب عرفهم
برئت من مهجتي إن لم تسل أسفا = يا ناظري في هوى من برّ بالسقم
ولااكتفى مقلتي بالدمع قلت لها = كفى الجراء قالت : إنّه لحمي
لاذب للدمع بل للعين ترسله = بشرى وقد عاينت : تتمم حسنهم
وكم بأوصافهم شببت في غزل = حوى المديح فخر امتداحهم
وكم قبّلت بهم لماعلوا شرفا = رددت عن موردي في شأنهم فنونهم
وكم رددت على الأعجاز إذ نفروا = صدّوا عزّالهم قهرا , وكم وكم
بموجب القول قالوا دع فقلت لهم = نومي وصبري وسلواني ومكتتمي
في حلبة الخد خيل الدّمع قد وقفت = تستطرد السّبق بين الفرق والذيم
ياعاذلي كف فالسلم أجدر بي = وهب نصحت فسمعي عنك في صمم
وإن تناقض , فإني ق د رضيت إذا = بانوا وعنيت دموعي على إثر عيسهم
وإن أغالط بأسجال لترضيني = هب إن غالطها فأنعم بالرضى وهم
وإن أسّجل بما حسنت من شغف = بلا مغالطة يا عادلي فدم
قالوا ارتجع , قلت فاكفف عن مراجعتي = قالوا : استمع قلت : لا أصغي لغيرهم
وكم تهكّمت إذ قالوا اتخذ بدلا = وقلت أنت حليف الرّعي والذمم
وإن تخيرت صبري والسقام فقد = عدمت صحة ماترجوا فواعدمي
وإن توازي بشر العاذلين فقل : = هم ، هم النّاس والأبدال في الأمم
منزّهون عن العتبى فهم سحب = تروي ومن ريّها يا ظلّه النكم
في معرض المدح هجوي قال إذ سلبواا = صنتم وجدتم ببذل المال والحرم
وإن أنذر بتخويف ،وإذ نظروا = تدور أعينهم كالخائف الوحم
أسلوب أجمعهم أبدوا فقال لهم : = أبدى الفساد ، وأخفى صالح الحكم
يا معرضا كيف لم تستتر إذ غضبوا = إلاّ الرضى وقد اشتطوا بغيضهم
تجاهل العارف إن سبّوك وقل= أفعل بيض الظبا ، أم سحر لحظهم
والزم مغايرة الغرير وصف = عينيه ،أو دع وصف ساجي عيونهم
واحذر مراع ي نظير الزهر إذ سحبوا = عن لؤلؤ الثغر ، وعن جوهر الكلم
غب،ابد ن مر إنّه عزّ أهن = فرّق ، أقل حيّ لم جداعط هباتهم
وانسب بأطراف من لم يخش واجبه= وتخشه وهو صبح واضح اللّقم
وراع بالبدر أيام النّظير فقد = خلت الغزالة ترعى النجم في الأكم
عبد النبي
2013-09-15, 12:41 AM
واخفض جناحك وانصب راحتيك ولا = تعش ، تعش بارتفاع في طباقهم
وإن وثقت بإبهام الطباق فقل = سيضحك الصبح الباكين في الظلم
وانشر بطيء واهمل واحتلم وأرق = وجدي وصبري ودمعي والحشا ودمِ
وأبهم الأمر إن جاد الحيا ، وجرى= دمعي لتروي ظماء أحياء حبّهم
وإن تلوح فقل يا ماعلوت على = حيّ ،وإن ملآني غير محتشم
واعكس تصب طرد قصد واستتر بهم = زهر الرّياض ، رياض الزّهر في الشّمم
وإن تصّغره فعظّم حسنهن وقل = يا ما أحيلا نظيمي في حبلهم
حمّ الدجى عند تشريف الذوائب ، إذ = ظلّ الحجى ببدور من وجوههم
موائس في قصورهم إن تفرعهم = كوانس في خدور من شعورهم
أبدوا خدود التشكيك كزهر الدجى= أوعندم ، أو سنا ، أونار أو عنم
غير إذ ارتحلوا حلّوا عن جلدي = قد أقردوه ليعوا باقترانهم
بانوا فقلت لنفس أضرمت تلفا = يانفس ذوقي عتابي عند فقدهم
فشت بنسيب منه خلصت= بمدح أحمد خير العرب والعجم
بشر الذبيح ابن الفيّاض ابن هاشم = ابن المغيرة فاعجب باطرادهم
لم يعزز له يد التلفيق فاصنع وقل = ماكان طه أبا ابن من رجالهم
كنز ادخار علاه شمس مرتقبي = غوث اضطراري ، صباحي في دجى ظلم
بدا الجميل ، له الوصف ، الجميل فعن = ترديد حبٍّ جميل زد به ، وهم
وإن تشابه أطراف المديح به = به تبذدل بعد البؤس بالنّعم
كرّر حلاوة مدح الأشرف العلم = ابن الأشرف ، الأشرف العلم
واقصر عليه السنا حتما ، ومد به = عالي السناء وهم في مد قصرهم
ما الشمس إن رمت تشبيها بواضحة = إلاّ ككافورة في جوهر نظم
و لا الحسام إذا سلّت وغرّته= من بعد نفيك إلاّ البرق في الديم
سهل الرضى ، والّقا والجود ممتنع = إن بدلّت كلمات القادر المتكم
قد أعجز المتحدي قوله أو فمن = يأتي بما قد أتانا أفصح الأمم
كلامه جامع إن تصغ تلق هدى = من لم يصح لم يجد عن فتنة الصمم
بالله أوجز وسل عنه تجد مدحا = في سور النجم إو في نون والقلم
وبالغ المدح فيمن كان يرى = أبهى وأبهر مرسلا إلى كرم
وقل بأعراق مدح المادحين ولو = جاؤا بطوفان نوح في مديحهم
وزد غلوا فقد كان المديح به = يستوقف النّجم أن سار في الظلم
أيقال يسر مديحي غير منقطع = عنه وعقد ودادي غير منفصم
ومذهبي في كلامي أنّ أمّته = لو لم يكن لم تكن أسنى الأمم
تكميل إنعامه بالصّحب أيدّه = بأس أذلّ به من عزّ بالصنم
موّشح برداء العز متّشح = بحلّة الأحسنين الحلم و الكرم
النصر سربله والفخر توّجهه = والمجد ماثله في الخلق والشيم
كالدرّ في نسق والبدر في غسق = والشمس في شرف والزّهر في همم
لوجهه رفعة في الأرض حيث مشى = كما لبدر السما نور احتيالهم
غلب على القمرين الزهر واضحه= وباه بالعمرين الغرّ كلّ كم
تكامل الوجه عن تشبيهه قمرا = أبا عن مبسم كالعقد منتظم
شبّه بشيئين إن ترد فتجد = غيثا همى وحكى كاليث في الأجم
كنّته ألسنة العلياء ، نجم الدجى= الهيجا رفيع عماد البيت والهمم
عنوان تكميله ضب الفلاة غدا = مؤيدا بانشقاق البدر في الظلم
وارصد بدعوة إبراهيم حين نجا = من كيد نمروده في البرد في الضرم
واشهد بتمكين ذي النون الكريم وقد = نجّاه في اليم من أحشاء ملتقم
واعقد لعيسى لواء الفخر حيث أتى = مبّشرا برسول الله للأمم
في أمّة قد خلت من قبلها الأمم = يا سعد مقتبس من نور كتبهم
واختم به الأنبياء وحصرا بمنطقه = قد ألحق الجزء للكلي المعظم
وإن تعمم خطاب الحف فيه فقل = يامنشد المدح خصص جامع الكلم
هو المجاز إلى دار الخلود ومن = يرجوا أياديه يكفي زلة القدم
وفي الحقيقة أن الله صوّره = من نور فاغتدى إنسان عينهم
لايسب الحلم من إيجاب قدرته = و يسلب العفو من مزدانٍ بالصنم
و ليس ينفي التقى إيجاب صولته = و لا يشوب الرّضى بالسخط والنّقم
ألأعظم بأصل زكي أبداه مولده= مالبدر مالشمس ما توحيد حظهم
تهذيب كل كبير السّر محتنك = تأديبه ، و هو طفل غير منفطم
ألف بوزنك معنى حسنه فلقد = أراك شمس الضحى في بانة العلم
عبد النبي
2013-09-15, 01:16 AM
وألّف اللّفظ باللّفظ البدي وعم = في بحر نظم بموجب المدح ملتطم
وألف المعنيين الغرّ فيه ترى = نعما وبؤسا لمنزاد ومنتقم
وأودع المدح أوصافا به شرفت = وأحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وصن الوصف أسرار الميح وقل = محمّد خير خلق الله كلهم
ثمّ استعن بالمبدّى سيد الثّقلين = والفريقين : من عرب ومن عجم
وانسب إلى لفظه ما شئت من ملح = وانقل على عقله ما شئت من حكم
ورتّب المدح كي تحظى بنائله= حيّا وميّتا ومحشورا على قدم
وإن تعد سجاياه تجد شرفا = وعزّة وجلا واعتلا همم
فرّق إذا قيل إنّ الصبح واضحه = هذاك خاف وهذا واضح الّقم
واجمع على مفرد قد زان صورته = بالعلم ، والحلم والأقدار والكرم
وقل بتقسيم مدحي في محاسنه = نظما ونثرا تجد وافر القسم
أراؤه صبحه في تفريق ماجمعوا = ووجهه الصبح يمحو ليل شكهم
وجمع ماقلت فيه الله قسّمه = طفلا وكهلا وشيخا شائب الأمم
واجمع بتفريق تقسيمي مدائحه = فالنّظم للذات ، والمنثور للشيم
شاكل ببر لبر ، أوبصيغة من =أغنى بسبقته عن غمس مائهم
ووزع العمر طوعا على طاعتهم = تعين عقلي على تعظيم علمهم
واهج الوشاة ، وشبب بالمديح وهم = بصرف حبّك عن تمزيج حبهم
وحد عن الغزل إن قالوا : استمله وسل = ما للأحبّة أظنوا بانتقالهم
أثبت شيئك شيئا بعد نفيك عن = نحو ما نيل عزّ غير عزّهم
واعص الهوى طائعا مولاك وارج به = ممّده لتفرق حرّ فيضهم
وطهّر النفس بالتجريد إنّ لها = شيطان غي ،يدس السمّ في الدسم
واغسل بدمعك أدران الذنوب ، وقل = يادمع سح بأفق الخد ، وانسجم
رصّع تفد حكمة من حسن فعلهم = واسجع تجد لذّة في لحن قولهم
واسجع بملتزم الإكرام ، محتكم الأ =حكام ، مبتسم بالخير متّسم
وثق بتكميل ، وافخر بمؤتمل = وارفع بمنتصر ،وسل بمحترم
شطّر بمعتمد يالنّصر معتضد = بالسيف منتقم ، بالله معتصم
أنبأه بمنظره عن طيب مفخره = فانظم بجوهره تسميط عقدهم
جريت في كلم ، بينت في حكم = بريت في قسم ، وقيت في ذمم
بمدح من صيّر الآداب صارمه = يحلّ من حاسديه موضع الشمم
تحكيم محتكم ، تكريم محترم =تحتيم معتصم ، تعظيم ملتزم
حسن اختراع مديحي ففيه قد شرحت = أرواح معناه أحيت ميّت الكلم
أحيا البديع به ميّت البديع فسم = إبداع إبداعه بالحكم والحكم
بشرعة الحق ، سما الحق أنبته = فأنعم بفاطمة حسن اتفاقهم
ع من حديث السخا ، من فيض سارية= عن النّدى ، عن عطا إنعامه العمم
وارتح لراحة الكّف أظهرت عجبا = بالّمس ، والسمع والتفجير بالدّيم
أبدت إشارته للصحب إذ جعلوا= ما في الشّهادة من إكرام ربّهم
لاكيد للنّاس في إحصا فرائد من = هلّت من أياديه بالإنعام والنعم
ضمنت حسن الحلي تضمين مزدوج = في وةصف نظم الحلى وبدر بدرهم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو بن عبد مناف عن قصيّهم
ممّد أحكام الحكّام خير فتى = شفّى بتفلة فيه معضل السّقم
محمّد حسّن المخلوق خالقه = حباه بالخلق المنسوب للعظم
محمّد أحمد طه الذي ظهرت = عنه المحامد في بدء وفي ختم
محمّد أحمد أصل سما ورقى = مكانة لم يكن فيها بمتّهم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = فضل أبان عن سعدهم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو ، وتوالت به نعمى ابن عوفهم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو بن عبد مناف ، كافل الحرم
محمّد أحمد ، المختار من مضى = بخير صفوة الخلاّق في القدم
محمّد أحمد ، أصل زكى وعلا = فوق العلا ، وحباه الله بالنعم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = نور شهدت به مجدا عتيقهم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو الشجاع ، الهمام ، السيّد الحكم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو بن عبد مناف ، مظهرالحكم
محمّد أحمد أصل تفرّع عن = عمرو بن عبد مناف بن معدّهم
ما النّجم إن شبّ نبتا ، أو نما شرفا = عندي بأحسن من تفريع أصلهم
يامن ترّقيه من أرض إلى أفق = إلى سماء إلى محبوبه الكرم
كما تدّليه من علياء حضرته = إلى سماء ، إلى أرض إلى خرم
بديع تطريز نظمي فيك مرتسم = ياحسن مرتسم ، ياحسن مرتسم
عليك صلى إله العرش مااتضّحت = أي بتفصيل إجمال لمفتهم
وآلك الأشياح الطّاهرين ، ومن = في هل أتى تنكيت مدحهم
وصحبك الرحماء الأتقياء ، ومن = قد أرغموا الشرك في استتباع دينهم
لم يشهدوا ممنك بدرا في سما أحد = إلاّ لترشيحهم للخير في القدم
ولم يردّوا العدى عن نيل حزبهم = إلاّ لتصريف أبواب نيل حربهم
بطائر لايذوق الموت لذي لسن = أبان من غير نطق نفد حتفهم
حلّوا عقود الأماني باعترافهم لذا = علوا في المعالي بالتزامهم
عبد النبي
2013-09-15, 01:18 AM
قد أدمجوا النّصر في أفلاذ سمرهم = فأظهروا ما على أفواه بينهم
صفر الحنابيب ، حمر البيض خضر يد = بالشهب ، والسمر يدا سود زرقهم
صيدا إذا ازدوجوا بالبيض أو عتقلوا =الأرماح صالوا ، ونالوا من عدوهم
شمّ كماة رؤو سأعين سحب = زهر هداة الجور في اتساعهم
نجوم رشد أبانوا النّور إذ أسفروا = نور الكتاب فوّحد باشتراكهم
سحاب جود بلا فيض يمازجهم = منزّهون عن الفحشاء وبسطهم
في معرض الذّم مدحي قال إذ قصروا =لاعيب فيهم سوى الإقبال والكرم
همهم الزهر أبدوا في تعطفهم = جبر الكسير ، فراقب نور زهرهم
تنازع المعنيين اشتدّ إذ جلسوا = حالا مشى وهما طوعا لأمرهم
طريق نصره خطي باجتماعهم = قد ولدت لي نقيا باتباعهم
لا راعك الله كرر مدحهم كرما = وأهمل عداهم كما مالوا لعكسهم
زيذن بتشبيب شر فتنة فنيت = بحسن ظبي غضيض من تعطهم
واسمح بتزيين أل زين مادحهم = بقنّة لم تبن إلاّ بخيفهم
رقّط بحب ، وشق كي أزد تلف = بصبّ من عزّ لي في حيّ حبهم
وزر درى دارزوواره دررا = ودع زرارة ، واردع راق قطعهم
فصّل تجد عهد حبّي غير منتفض = فيهم كما عجبي غير منفصم
معكوسهم مستوفى حبّهم قلدا = كان أن يحيا يحي فيا نعم
أسلوبهم حكمة نالوا بها شرفا = فقلت يا ماحوى من أشرف الأمم
كمتتزاحم على قلبي مدائحهم = إن كان من حزبهم أومن عدوّهم
اجمع بمؤتلففيهم ومختلف = تقديم صديقهم في حلبة القدم
وإن تعرض بفضل بعده عمرا = وبعد عثمان والي في عليهم
واجرهم بتعليق شاذ شيخهم فلقد = أشاء إذا لم يكن فرضا بفعلهم
السّابقون وما أدراك يانظري = ما السّابقون بفخم بامتداحهم
وان بإيماء مدح رمت تلفحهم = فقد كسوا ماكسوا من سابغ النّعم
وصل بقول علي إذ نهى عمر = وبابن عبّاس إذ تبدّ ابن هندهم
واحذف بعين صاد كاف منقصة = تحظى بقاف ، وسين من عند مثلهم
هم النّجوم أرجوا النّجاة وأرى = رجم العدو وقوف تفسير أفقهم
ياخير من كشف التوهيم صارمه = إذ قيل أعداه عند الموت دون فم
دوأكثر ارّسل إن عدّت مراحمهم = بنظم در الحياة في لبّة الأكم
رحبت في منامي ، واعتمدت على = إيضاحه يوم يدعى باسم منتقم
ومابراعة مدحي أنت هو طلبي = من غير نطق يعم يا خير من كرم
يارب سهل إلى الجناب منقلبي = ونجنّي بامتداحي من لظى الهرم
واحسن ريحان رجا ابن الخلاوف وجد = بالعفو والجود ، ياذا الصفح والكرم
ولاتعسر مالي للرجوع يد = ياذا الجلال ، ويا ذا الإكرام والحرم
لأنشد المثل الأعلى لساكنه = من جاوز البحر لايسل عن الديم
وجازي باحترامي في مدائحه = من غير أمد ، واوصل وافر النّعم
واتمم مساواة برجيعي بدائعه = بحسن منتثر فيها ومنتظم
وبتداء المديح خلّص أهل ملّته = والديّ وهب لي حسن مختتم
عبد النبي
2013-09-15, 01:21 AM
((البديعية الثالثة عشر ))
لزين الدين شعبان الآثاري رحمه الله ( الصغرى )
إن جِئتَ بَدراً فَطِب وَاِنزِل بِذي سَلَمِ ** سَلِّم عَلى مَن سَبا بَدراً عَلى عَلَمِ
يا راجِياً سَلسَبيلاً عَيـنَ جَنَّتِـهِ **لِنَحوهِ سَل سَبيلاً يا أَخـا الهِمَـمِ
كَم كفَّ الأذى عَن سائِلٍ وَكَفـى ** ثَوابُهُ من ثَوى بِـهِ فَلَـم يضَـمِ
بدا فلاحَ فَلاحٌ فـي الأنـامِ بـهِ **من خافَ أوزارهُ أو زارَهُ يَهِـمِ
فَاِحمده وَامدَحهُ تَظفَر بِالأَمان فَكَم ** لأحمد المُصطَفى من حامدٍ بِفَـمِ
هذا نَبِـيٌّ نبيـهٌ عـن شَريعَتِـهِ **سَدّ الرَدى ثُمَّ سَنّ الشَرع لِلأُمـمِ
جبرُ القُلوبِ وَخيرُ الخَلقِ قاطِبـةً ** وَحائِزُ الفَضل في حُكمٍ وَفي حكَمِ
معين جارٍ وَراجٍ مـن مكارِمِـهِ **لا ضَنّ فيـه وَلا ظَـنٌّ لمتّهـمِ
بحرٌ صَفا وَضَفـا بـرٌّ بأمتـهِ ** وَما غَفى بَل عَفا عن صاحب الجُرمِ
في النادِ نادِ كَريماً من يَلوذُ بـهِ **حَوى حَواصِلَ من خيرٍ وَمن نِعَمِ
كافٍ مكاف جَميلٌ وَجهه قَمـرٌ ** وافٍ عَلى وافِرٍ من شكلِه الحَشمِ
ما لاِبنِ قارِبَ قُربٌ في صَحيفَةِ مَن **يَزورُ مولىً بِفعل الحمد منهُ سمي
بادر إلى حرمٍ كَم فيه من كَـرَمٍ ** لا تخشَ من نَدمٍ مَع ساكِن الحَرَمِ
محمّدٌ في نَعيـمٍ شامِـلِ النِعَـمِ **مؤَيّدٌ من كَريـمٍ كامِـلِ الكَـرَمِ
مُستَعظمٍ مالِـكٍ مُستَكبـرٍ مَلـكٍ **مُستكمل كاملٍ مُستَحكَـم حَكَـمِ
وَسامِـعٍ علـمٍ لِطامِـعٍ عَــدَمٍ **في نافِـعٍ عَمِـمٍ بِشافِـعٍ فَهِـمِ
فَالذّات في مَدَدٍ وَالوَصفُ في مَننٍ **وَالخَلقُ في شَرَفٍ وَالخُلقُ في عِظَمِ
جَبـرٌ لمنكسـرٍ ذخـرٌ لمفتَقـرٍ ** غَوثٌ لمنفصمٍ غـوثٌ لِمُنقَصِـمِ
كَالبَدرِ في ظُلم كَالبَحر في كَلـمٍ ** كَالسَيفِ في نِقَمٍ كَالبُرء في سَقَمِ
مِفتـاح مِلَّتـهِ إيضـاحُ سُنَّتـهِ ** مِصباح أُمَّتـهِ كشـافُ كربهـمِ
اللَـه كمَّلَـه وَالقـرب جمَّلَــه ** وَالحُبُّ فضَّلَهُ مِن سالِفِ القِـدَمِ
هُو العَظيمُ عَلى اللَهِ العَظيم وَفي ** اليَوم العَظيم تَراهُ صاحبَ العَلَـمِ
في قَولِهِ وَيَدَيـهِ وَالنَـدى نِعَـمٌ ** تَلوحُ في نِعَمٍ لِلخَلـقِ مـن نعَـمِ
الفائِضُ الكرم بن الفائِض الكرم ابـ ** ن الفائِض الكرم بن الفائض الكرم
مكمّـلٌ كامـلٌ مبـاركٌ حَكَـمٌ ** مُكَـرَّمٌ أكـرمُ الحُكّـامِ بِالحِكَـمِ
مجمـل حاكِـمٌ مبـدٍ دَلائِلــهُ ** رَسول فَرد حَبيبُ اللَهِ في الأُمَـمِ
مرجٍ أَبا ضَرمٍ مُقـرٍ أَبـا نَغَـمٍ ** مُغنٍ أَبا رَقَمٍ مُرضٍ أَبـا جـرَمِ
فِعلُ الجَميلِ جَميلُ الفِعلِ وَهو لهُ ** مَع كُلّ مَن زارَهُ في أشرَفِ الخِيَمِ
دواءُ دائي ورودي دارُ ذي أَدَبٍ ** وَدَع زروداً وَذَر زوراء ذي ارَمِ
مؤيـدٌ ظاهـرٌ بـرٌّ بزمرتــهِ ** شَريفُ سرٍّ كريمٌ عمّ كـلّ ظـمِ
عدوّهُ مهمَلٌ عـارٍ وَصـارَ لَـهُ ** عارٌ وَما لاحَ إلا وهـو كَالعَـدَمِ
زَيـنٌ تقـيٌّ نَقـيٌّ بَيِّـنٌ شَفِـقٌ ** غَيثٌ نَبِيٌّ نَجيبٌ فَيَض ضَيفِ فَمِ
أتَمُّ ظلٍّ نَعيـمٌ ضِمـنَ حُجرَتِـهِ ** نَبيّ عَدلٍ شَفيقٌ حلَّ فـي حَـرَمِ
أكرِم بهِ من نَبِيٍّ بِالحَياء زَكـي ** وَبِالحَيا من يَدَيـهِ جـادَ كَالدِيَـمِ
مُحمَّدُ المُصطَفى الهادِي لأمَّتِـهِ ** من زارَهُ فهو محمودٌ وَلَم يُضَـمِ
فَهِم بِحُبّ مَليـحٍ لا شَبيـه لَـهُ ** وَسِر إلَيهِ بِقَلـبٍ صـادِقٍ فَهـمِ
أهوى حِماهُ عَلى طولِ الحَياةِ وَفي ** وَحبّهُ في جَميعي ظاهرٌ وَكمـي
كَمينُ نَفسِيَ لمّـا بِالمَديـحِ بَـدا ** بَدا فَلاحي فَكَم من مِنَّـةٍ وَكـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** في مُرّة يَلتَقي الصِدّيـق بِالعَلَـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** فاروقهم يَلتَقي من طهر كَعبهـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** مِن صُلب عَبد مَنافٍ شاهدَ النِعَمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** من عمّه يَلتَقيه صاحِـب الهِمـمِ
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** مِن مرَّةٍ طلحـةٌ ثانـي عتيقهـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** يلقى الزُبير اجتِماعاً في قصيّهم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** سعدٌ باصل قصيٍّ كَاِبنِ عَوفهِـم
عبد النبي
2013-09-15, 01:33 AM
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** سَعيدهم كَاِبنِ خَطّـاب بكعبهِـم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** يَلقى اِبن عوفٍ بهِ أَصلاً كَسَعدِهِم
مُحَمَّدُ البَدرُ في أَصحابِـهِ مَعَـهُ ** أَبو عُبيدة في فهـرٍ فلُـذ بِهِـم
مُحَمَّدُ المُصطَفى في آلِهِ شَـرَفٌ ** عَمِّم عُلاهُ تُزهِّر حُسـن بَيتِهِـم
فَآلـه خيـرُ آلٍ بَيتُهُـم عَلَــمٌ ** بِفَضلِهِ وَالَّـذي يَشنـاه كَالعَـدمِ
آلٌ مُشَرّفـةٌ نِلنـا بِهِـم شَرَفـاً ** أَهلُ السِيادَةِ بِالقُربـى وَبِالرحـمِ
أَقوالُهُم في فُنونِ الفَضلِ كافِيَـةٌ ** كَما فِعالُهُم تُشفـي مـن الأَلَـمِ
وَصحبهِ خيرُ صَحبٍ في الأَنامِ وَهُم ** أَهلُ الثَنا وَالغنى في الحِلِّ وَالحَرَمِ
يَدعونَ لِلخَيرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ ** وَيَأمُرونَ الوَرى بِالعَدلِ وَالكَـرَمِ
لا يَصبِرونَ عَلى ضيمِ المُحب لَهُم ** وَيَصبِرونَ عَلى الإيفاءِ بِالذِّمَـمِ
فَلُذ بِمَن هو أمنُ الخائِفينَ وَمَـن ** بِهِم كُفيتَ الرَدى يا صاحِبَ الجُرَمِ
يا خائِفاً في نَهارِ الحَشـر زلَّتـهُ ** لا تَخشَ مَع حُبِّهم من زَلَّةِ القَـدَمِ
من رامَ يُثني ضُلوعَ الحُبِّ منكَ فَقُل ** دَع عَنكَ ذا كيف حالُ اللَحمِ في الوَضمِ
يا عاذِلاً في الهَوى كُن عادِلاً لفتى ** يَرى مقامَكَ عندَ القَلب من سـدمِ
أبشِر بِذُلِّكَ في دُنيـاكَ مُهتَضَـمٌ ** أَعمى وَتُحشَرُ مَضلولا وَأنتَ عَمي
مِثلي لِمثلِكَ في الدُنيـا يُعـزِّرُه ** في نُصحِهِ لِضَعيفٍ من يَدٍ وَفَـمِ
أتعبتَ نفسك يَكفي أن لومك لـي ** مَيلٌ بِوَيلٍ فَـلا تَعـذِل وَلا تَلُـمِ
تُب لِلإِله وَطب نَفسـاً بِنائِلِهِـم ** وَالمح فَفي التوبَة البُرهانُ كَالعلَمِ
قالَ العذولُ ثَنيتَ العَزمَ قلتُ نعم ** ثَنيت عزميَ عن مَيلي لِغَيرِهِـم
وَما قَنَعتُ بِطيفٍ عَن زِيارَتِهِـم ** وَلَو قَنَعتُ فَما شَوقي بِمُنصَـرِمِ
شَكَوتُ لَيلي لِمَن قَد لامَني فَشَكى ** هُزءاً وَزادَ عَلى شَكوايَ بِالنَـدَمِ
وَقالَ تَشكو بِهيمَ اللَيلِ قُلـتُ لَـهُ ** أشكو البَهيمَ الَّذي يُعزى لِبُغضِهِم
قال اختَصِر قُلتُ إن الشَّوقَ أقلَقَني ** قالَ اِسترح قُلتُ ما السلوان من شيَمي
وَرُبَّما اِشتَغَلت نَفسُ المحـبّ إِذا ** ماتَت وَشابَ غُرابٌ يَومَ بَينهِـم
لَولا العِنايَـةُ بِالمُختـارِ سابِقَـةٌ ** قِدماً لما كان من يَمشي على قدمِ
جَمالُهُ قَد بَدا بِالنـورِ ثُـمَّ سَبـا ** فَاِبذل لَهُ العين لا تَبخَل وَلا تَنـمِ
بَرٌّ بِنا بحرُ فَضلٍ يا لهُ عَجَـبٌ ** فَردٌ هو البَرُّ وَهو البَحر في الكَرمِ
وَالعُسرُ وَاليُسرُ مَصروفان مِن يَده ** ذا لِلمُحِبِّ وَذا لِلفاجِـر الخَصـمِ
يَقولُ سائِلُهُ عنـدَ العَطـاءِ لَـهُ ** يا قَومِ هَذا السَخا أَم عارِضُ الديمِ
ما قالَ لا قطّ لِلشاكي الضعيف وَلا **يَقول لِلجار وَالراجي سِوى نعـمِ
قَد زادَهُ اللَهُ تَعظيماً عَلى شَـرَفٍ ** فَصارَ أَشهَرَ من نارٍ عَلى عَلَـمِ
دَعا بهِ آدمٌ مِن قبـل وهـو أَبٌ ** منهُ الشَفيع لِخَلـقِ اللَـهِ كلهـم
لَو كانَ لِلبَحر عَينٌ لاستَحى خَجلاً **مِمّا جَرى من يدَيهِ حالَة العَـدَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لـهُ نُطَـفٌ ** بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلب ومن رَحِمِ
كَأَنَّما النَفسُ بحرٌ غيرُ مُنتَقِـصٍ ** وَالقَدرُ كَالشَمسِ في العلياءِ لَم يُرَمِ
نَزِّه لحاظَكَ في عَلياء حَضرَتِـهِ ** وَعن سواها فَفيها سيّـدُ الأُمَـمِ
فَردٌ هو الكَونُ في دارٍ مكرَّمـةٍ **هي الوجودُ لِباغي الجودِ وَالكَرَمِ
أسنى مُلوك الوَرى في بابِ حضرَتِهِ **يَغُضُّ طَرفاً وَيَحكي أَصغَر الخَدمِ
مِن فيه دُرٌّ وَفيهِ لِلـوَرى حكـمٌ **يا قَلبُ جَرِّد إلَيهِ العَزمَ وَاِغتَنِـمِ
من لَو أَتاهُ كَسيرٌ عـادَ منجبِـراً **وَكانَ في نَفعِهِ كَالبُـرءِ لِلسقَـمِ
لَو لَم يَكُن جودُهُ بَحراً لما شَملت ** نَداهُ لِلخَلقِ في الوجدان وَالعَـدمِ
مُحَمَّدٌ نَجلُ عَبدِ اللَهِ وارِث شـيـ ** بة بن عمرو أبو الأيتام وَالحُـرمِ
فَتى قَريش إمامُ العُـرب قاطِبَـةً **أَزكى النَبِيّين خيرُ الرُسلِ كُلّهـم
صلّى الإلهُ عَلَيـهِ مـع مَلائِكَـةٍ **مُسَلِّماً مَع أَهلِ الدينِ في الأُمَـمِ
يا نَفس مالِكِ عن مَولاكِ نائِمَـةٌ **سَهواً وَعَن شَهوات اللَهوِ لَم تَنَـمِ
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُ عَصى **وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ
بادِر أَفِد امدح احمَد جُدّ مدّ أَعِـد **شَنِّف أَجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ
قُم يا أخيَّ فَقَد فاتَ العُمَيرُ وَلَـم ** يَحظَ العَبيدُ قُبَيل الفَـوت بِالنِّعَـمِ
لا قَدَّمتني بنو الآدابِ فـي مَـلأٍ **وَلا دُعيتُ بِعَبدٍ صـادِقِ القَسَـمِ
إن لَم أُحَرِّر نَسيجاً في البَديعِ حكى **رَقماً عَلى بُردَةِ المَمدوحِ بِالعِظَمِ
أرجو التَخَلُّصَ من ذَنبي بِهِ واري **إنّي بِمَدح رَسولِ اللَهِ لَـم أُضَـمِ
ذو الفضل وَالفَضل في حُكم وَفي حكَمٍ **وَهو الوَفي لِشاكي الهَـمِّ بِالهِمَـمِ
لَولاهُ ما كانَ لا علمٌ وَلا عَمَـلٌ **وَلا جودٌ وَلا أَمـنٌ مِـن النِّقَـمِ
مُكَرَّمُ الذاتِ وَالأوصافُ في شَرَفٍ **مُوَفّقُ القَولِ وَالأفعالُ في حِكَـمِ
وَحُبُّهُ حلَّ في سَمعي وَفي بَصَري **وَفي فُؤادي وَمِن فرقي إلى قَدَمي
عبد النبي
2013-09-15, 01:36 AM
قَد أعجَزَ الخَلقَ أُميّ به عُرِفَـت **كُلُّ العُلوم وَلَم يلزَم عَلـى قَلَـمِ
مَشى أديمَ الثَرى صارَ التُرابُ يُرى **مُطَهِّراً لِلوَرى من وَطـأةِ القَـدَمِ
الفَضلُ وَاللُطفُ وَالخَيراتُ قَد جُمِعَت **فيهِ مع الحُسنِ وَالإحسانِ وَالحِكَمِ
إن قيلَ كَالبَدرِ قُلتُ الفَرق بَينَهُما **البَدرُ يُكسَفُ وَالمُختارُ لَم يُضَـمِ
وَقَد تَقَسَّمَ فيـه فَضـلُ باعِثِـهِ **بِالعِلمِ وَالحِلمِ وَالتَوفيقِ وَالعِصَـمِ
وَالنارُ وَالنورُ هَذا خَلق صورَتِـهِ **وَتِلكَ هِمَّتُه العليـاء فـي الهِمَـمِ
وَالماءُ وَالمالُ كُلٌّ من يَدَيهِ جَرى ** ذا لِلسَبيـلِ وَذا لِلسائِـلِ العَـدَمِ
عَزَّ المُحِبّان سار وَالقَريـبُ لَـهُ ** هذا يَرومُ وَهـذا حامِـدُ النِعَـمِ
ابنُ الصَفا وَمِنى وَهوَ المُنى وَلَهُ **فَضلٌ بِغار حِرا بادٍ عَلـى عَلَـمِ
ميلـادُهُ مكّـة الغَـرّا وَتُربَتُـهُ **بطيبة فَهو في الحالين في حَـرمِ
مِن زَمزَم اِشرَب وَطُف وَاِطرَب بكعبَتِه **قَد زَمزَم السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحرمِ
من أينَ لِلنّاسِ بَيتٌ يُستَطافُ بِـهِ **أَو يُستَجارُ بهِ مِـن زلـة القـدمِ
فَلُذ بحجرٍ عَظيم القَدرِ أَو حَجَـرٍ **كَالخالِ لائِمَهُ خـالٍ مـن النَـدَمِ
يا طائِفاً خائِفاً مُستَشفِعـاً فزعـاً ** هذا المقام وَهـذا رُكـنُ مُستَلـمِ
قِف بِالحطيم عَلى بابِ الكَريم وَلُذ ** بِالمُصطَفى فَالأماني عِندَ مُلتَـزِمِ
بِغار ثَورٍ ثَوى مَع صاحِبٍ فَحَوى **بِهِ الرَفيقُ شَريفَ الفَخرِ وَالعِظَمِ
قَد لاحَ كَالشَمسِ ما الأعداء تنكِرُه **من فَضل خير الوَرى وَالحَقُّ غير عَمي
حامَ الحَمامُ لهُ وَالعَنكَبوتُ عَلـى **ياسين دالٍ وَكانَت قبلُ لم تَحُـمِ
وَجاَء في الحجرِ حجرِ الذكر شاهِدُهُ ** فَالأنسُ وَالجِنُّ تحتَ الرَفع بِالقَسمِ
كَالغَيثِ وَاللَيثِ في حرب وَفي كرم ** وَالبَدرُ وَالشَمسُ في صُبحٍ وَفي غَشَمِ
إن زُرتَهُ من عَلى الصَفراء ذا ظَمَأٍ **صَدَرت عنها إلى الزَرقاءِ غَير ظَمي
كَنزٌ يَلوحُ الغنى من بابهِ كَرَمـاً ** قَبلَ الدُخولِ إلى ما شِئتَ من كَرمِ
هُنِّيتَ يا قَلب لم لا عِشتَ في حَرمٍ ** بِمُخجِلِ القَمَرَين الطاهِـرِ الشِّيَـمِ
في اللَوحِ آياتُهُ مَحفوظَةٌ كَرَمـاً ** وَمَدحُهُ قد أَتى في نـون وَالقَلَـمِ
يُروى النَدى عن سُيولِ الحيِّ عن ديمٍ ** يُروى عَن البَحرِ عن كَفَّيه في الكَرَمِ
مِن مُبتَدا الخَلق مَرفوعٌ وَكَم خَبَرٍ ** أَتى بِتَمييزِهِ عن غيـر مُنجَـزِمِ
صُبحُ الجبين وَلَيلُ الشعرِ في نَسَقٍ ** كَالبَدرِ في غَسقٍ من ذاتِ مُحتَرمِ
يا مَن هُوَ البَحرُ لِلرّاجي مَكارِمُهُ ** وَالبَحرُ رَحبٌ وَمَورودٌ لكُلِّ ظمي
أَنتَ المُرادُ فَما سُعدى وَجيرَتُهـا ** وَما سُعادُ وَما عُربٌ بذي سَلَـمِ
يا مَن دنى فَتَدَلّى رِفعَـةً وَعُـلا ** كَقابَ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى النِّعَـمِ
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلَع وقف أَدباً ** سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنَعلِ وَالقَدَمِ
كـل النَبِيّيـنَ أعلـامٌ وَفاقَهُــمُ ** بِالخمس وَالنَفس وَالإسراءِ وَالكَرَمِ
مَعناهُ كَالشَمسِ بَينَ الخلقِ في شَرَفٍ ** وَالذّاتِ في كَاللَيثِ فـي الأجـمِ
ما لِلوقيعِ سِوى أَهل البَقيعِ عَسى ** أَن تُنجِدوا راجِياً من صاحِبِ الحرمِ
أَنتم وَسيلَة مَلهـوف إِلـى كَـرَمٍ ** يَبدو من الغامِرَينِ البَحرِ وَالدِّيَـمِ
تَسقي الغَمامَةُ قَطراً وَهو يُخجِلُها ** إِذا سقى النَقد لِلمُحتاجِ في العَـدَمِ
لاذَت بهِ الأنبِيا وَالرُسلُ قاطِبَـة ** وَمن شَكى وَبَكى من مقلَة بـدمِ
حَوى مُحَيّاهُ حُسناً لا نَظيـرَ لَـهُ ** فَجَوهَرُ الحُسنِ فيهِ غَيرُ مُنقَسِـمِ
فاقَ النَبِيّينَ في خَلقٍ وَفي خُلُـقٍ ** وَلَم يُدانوهُ فـي عِلـمٍ وَلا كَـرَمِ
في أُمَّةٍ قَد خَلَت من قبلِهـا أُمَـمٌ ** وَهكَذا لابتِداءِ الخَلقِ فـي القِـدَمِ
كُلّ بِالاسم يُنادى وَالحَبيـبُ لَـهُ ** يُقالُ يا أَيُّهـا بِالرفـع وَالعِظَـمِ
كَالبَدرِ بَينَ نُجومٍ من صحابَتِـهِ ** عَلى سحابَتِهِ قَد لاحَ في الظُلَـمِ
مُحَمَّدٌ وَأبو بَكـر وَقُـل عُمَـرٌ ** عُثمان ثُمَّ عَليٌّ صاحِـبُ الهِمَـمِ
صِدقٌ وَصديق الفاروقُ ثالِثُهُـم ** ثُمَّ الشَهيدُ مَعَ المَنعـوت بِالكَـرَمِ
إِذا رَماني زَماني فـي مَخاوِفِـه ** أَيقَنت أَن أمانـي فـي مَديحِهِـم
بِالقَولِ وَالفِعلِ جادوا من فَضائِلِهِم ** لِلسائِلينَ فَاِغنَوا مـن يَـدٍ وَفَـمِ
ما أفخَر الدُرَّ مَع تَفريع نِسبَتهـم ** يَوماً بِأَنفَسَ من تَنويـعِ ذِكرِهِـم
ما أَقبَحَ العَيش يَمضي دونَ زَورَتهم ** ما أحسنَ العَيش عِندي تحتَ ظِلِّهِم
خُضرُ الحِمى حُمر بيضٍ سودُ معتركٍ ** في الزرق بِالسُمرِ كَم جادوا وَصُفرِهم
السَيفُ وَالضَيفُ وَالتَوفيق يَعرِفُهُم ** وَجارُهُم حازَ رُكناً غَير مُنهَـدِمِ
عَزّوا فَلا حَرجٌ عَلى المُحِبِّ سِوى ** إنفاقِه المال في المَسعى لحيِّهـم
أَمَّلتُ لِلعَينِ رُؤياهُم وَقد نَظَـرَت ** ما أَرتَجيهِ وَلكن كانَ في الحُلُـمِ
كُل الوَرى شارَكوني في مَحَبَّتِهم ** إلا الشَقِيُّ المُعادي فَضلَ خيرهم
لَهُم مَنازِلُ قِف وَاِنشِد بِها لك يا ** مَنازِلُ الامن مِن تَعريض مُنثَلـمِ
فَالمَح بِعَينِكَ وَاِسمَح في محبَّتِهِـم ** إن ملتَ لِلائم اِستَسمنـتَ ذا وَرمِ
وَلائِمٍ غَرَّ قَولٌ منـهُ قُلـتُ لَـهُ ** مَن لامَ مِثلي مَعدودٌ مِـنَ النعـمِ
لا تَلحني فَيمـا عَينَـيَّ جارِيَـةٌ ** قَد رَخَّمَت دَمعَ عَبدِ الحُبِّ بِالعَنمِ
عَبد العَزيزِ غَدا في الحَشر ذلّتـهُ ** إن كانَ ماتَ عَلى تَنقيصِ فَضلهم
هُم سادَتي وَرَجائي إِن أَموت عَلى ** ما عِشتُ فيه مِن الدُنيـا بِحُبِّهـم
تَوَسُّلـي لإلهـي سنَّـةٌ فبِــهِ ** تَوَصّلي لأَماني مـن أذى الأَلَـمِ
يا خاتمَ الرُسلِ يا مَن جودُهُ عَلَمٌ ** بِهِ الهُدى وَالنَدى لِلعُربِ وَالعَجـمِ
اشفَع لِعَبدٍ أَتى بِالمَدحِ فيكَ وَجُـد ** في حالِ مُحتَسِبٍ بِاللَهِ مُعتَصِـمِ
أَجادَ من غير دعوى فيكَ مِدحته ** وَبِاِسمِ شَهرِكَ مَشهورٌ مَعَ الخَـدَمِ
كتمتُ في النَفسِ حاجاتي وَفيكَ غنىً ** لِسائِرِ الخَلقِ من طفلٍ إلى هَـرَمِ
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآن مادِحَهُ ** وَهو الحَبيبُ فَبَسطَ العُذرِ من كلمي
هذا بَديعُ البَديعِ قَد سَمـا عَـدَداً ** في عامِ يَومٍ ضحى من مفرد الحُرمِ
قَد اجتَهَدتُ عَلى ضُعفي وَلي أَمَلٌ ** بِعِتقِ شيبَتي الغَبراء فـي اللِمَـمِ
ما قَصَّر الفِكرُ في نظم البَديعِ بَلى ** قَصَّرتُ عَن مَدحِ خير الخَلقِ كُلّهم
عَلَيهِ أَزكى صَلـاةٍ دائِمـاً أَبـداً ** وَالآلِ وَالصَحبِ في بَدءٍ وَمُختَتَمِ
أبوعاصم أحمد بلحة
2013-09-16, 02:28 AM
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الجهد الطيب. واصل.
عبد النبي
2013-09-16, 03:25 PM
(( البديعية الرابعة عشر))
لزين الدين شعبان الآثاري رحمه الله ( الوسطى )
دَع عَنكَ سلعاً وَسَل عن ساكِن الحرم = وَخَلِّ سَلمى وَسَل ما فيه من كَرَمِ
فَهو الَّذي فاقَ في خَلق وَفي خُلُقٍ = عَلى الأنامِ وفي حُكمٍ وَفي حكمِ
يَهدي الوُجود وَيَهدي الجود منهُ لِمَن = قَد حَلَّ في بابِهِ قُم حُل وَاِغتَنِمِ
جبر القُلوب وَخَيركُم لَهُ خبرٌ = في الفَضلِ يروى وَخيرُ العُرب وَالعجمِ
يُعطي الجَزيلَ يُغَطّي بِالجَميل وَما = شَحَّت أَياديهِ بَل سَحَّت عَلى الدِيَمِ
مُحمَّدٌ أحمدُ المَحمودُ مَبعَثُهُ = بِخَيرِ حَمدٍ بَدا من حامِدٍ بِفَمِ
إِن قالَ فهوَ يَقولُ القَولَ مُتَّصِلاً = بِالحَقِّ قُل عَنهُ مَهما قُلتَ من عِظَمِ
عن جودِه القُطرُ لَمّا جادَ في قصرٍ = هذا مُدامٌ وَقطرُ الغَيثِ لَم يَدُمِ
بادِر إِلى البَدرِ كَي تَحظى بِدارَته = وَاِنزِل بِدارٍ بِها ما شِئتَ مِن كَرمِ
ما مالَ مال لِنَقص حيثُ يُصرف في = ذاك المرام وَلا حملٌ أَتاهُ رُمي
سابِق إِلى حَيّ خير الخَلقِ حَيِّ عَلى = ذاكَ الفَلاح وَحَيِّ الحيَّ في الحرم
وجوه زُوّارِهِ في الخلقِ ناضِرَة = بِالحَقِّ ناظِره نوراً عَلى عَلَمِ
بَحرٌ وَرَحبٌ لَهُ بابٌ يَلوحُ بهِ = عَدلٌ فَكَم مَلَأَ الطاغينَ من أَلَمِ
بَدرٌ رَفيع شَفيع في القضاءِ كَما = أَغنى العُفاةَ نَدى كَفَّيهِ عن نَدَمِ
فَكَم وَقى وَعَفى عَمَّن جَنى وَجَفا = وَكم أَقالَ فَتى قد قامَ في جرمِ
فَاِمدَح وَصرح وَفرح قَلب عاشِقَه = وَاِنشُر نِظامَكَ وَاِنثُر منهُ قُل وَقُمِ
فَمن يَجوزُ حِماه أو يَجوزُ بِهِ = يَفوزُ قَبل يَفوتُ الفَوت بِالنعمِ
كَفى الهدى سدّ باب الشِرك حيثُ بدا = بِصِدق عَزم وَسَنَّ الشَرع لِلأممِ
قُم جُدّ في الخَيرِ وَاِجعَل جُلَّ سيرِكَ في = مَزار أَعلى الوَرى في القَدرِ وَالقِيَمِ
بِالغَزوِ في أحدٍ لَم يُبقِ من أَحدٍ = كَما تبوح تَبوكُ الشِرك بِالنقمِ
لا حيفَ في غَزائِره = مَعناهُ في الخَيلِ ذاتَ الخَيرِ وَالنِعَمِ
صارَ الَّذي زارَ تُربا لِلرَسولِ حَوى = مع مَن حمى ضاءَ فيمَن ضاعَ من قدمِ
بِالفَضلِ صَرّح وَسَرّح لِلفضول تَطِب = وَاعمر ضَميرك وَاعبُر صَلِّ ثُمَّ صُمِ
فَمن يَروح يَلوح وَمن = بِهِ يَفوه يَفوحُ المِسكُ في الكَلِمِ
إِن شَطَّ عَنكَ مزاراً في المَسيرِ لَهُ = فَاسأَله في الحَزمِ شَدَّ العَزمِ تَغتَنِمِ
من أرمل الشَوق يعدو بِالحَجيجِ لهُ = قُم ارمق الشَوق يَبدو من ضَجيجِهِم
وَيَتبَع البرّ حيثُ البِرّ منهُ يرى = في الوَقتِ ينبه عن شَوق وَلم يَنَمِ
يا لَيتَ شِعري أَرى بَيت الحَبيب وَهل = يَقول سَل تُعطَ ما تَرجوه من كَرَمي
في رُؤيَةِ العَينِ بَذل العَين قل فزد = وَاشرَب من العَينِ فَالزرقا لكل ظمي
أَصبَحت أَشكو = كَمَن يَسفّ النَوى قوتا مِن العَدَمِ
كَم بدرة أَنفقت من بَدرة لِتَرى = بَدراً وَتَشهَد بَدراً غَير مكتتمِ
سامٍ عَلى الخلقِ حامٍ من يَلوذُ بِهِ = من عَهدِ سامٍ وَحامٍ ثُمَّ في القَدم
لَئِن جَنى شَخص عَيني زَهر رَوضَتِهِ = فَما عَلَيَّ جنى نَوعٌ من الأَلَمِ
من زَمزَمَ اشرَب وَطف وَاِطرَب كبيعَتِهِ = قَد زَمزَم السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحرمِ
اعقل مَطِيَّكَ عن غَير المَسيرِ لَهُ = وَاِعقل لِقَولي فَلَيسَ الوَرد كَالرَتمِ
وَمَن يَشق الثَرى بِالقَلبِ من لَهَفٍ = فَما يَشقّ عَلَيهِ السَعيُ بِالقَدَمِ
كَم سائِرٍ زائِر أكرى السُرى وَغَدا= فَعاقَهُ المَوتُ في أَكرى فَلَم يَقُمِ
إن جارَ دَهرك كُن جار النَبِيِّ فَكَم = عَن جارِه كَف كَفّ الخَوف وَالنَدَمِ
مدّ الأَكفّ عَلى بابِ الكَريمِ فَفي = مدّ الغَنِيِّ الغنى عن صاع كل كَمي
أخفى يَعوق اسمُه قدماً وَحينَ بَدا = فَلَن يَعوق الرَدى عَن عابِد الصَنَمِ
عَلا بِفَضلٍ عَلى ظَهر البراق وَمن = عَلى البراق إِلى الغاياتِ في العظمِ
مَن عَن يَمين ضَريح حَلَّ فيهِ فَقِف = تجِد هُناكَ صَريح الطَيب عن أمَمِ
عَجِّل فَقَد حانَ أَن تُبنى القُبورُ لَنا = وَنَحنُ في الحانِ ما تُبنا عن الجرمِ
مَن حَجَّ أَو زارَهُ نالَ المُنى وَمَحى = أَوزارَهُ عَنهُ ذاكَ السَعي لِلحَرَمِ
تركي أراكَ الحِمى مع مَن سِواكَ بِهِ = حَتّى أراكَ وَما أَرجو سِواكَ فَمِ
إنّي أَرى قَدمي وَلَّت إِذا عَجزَت = عَن المَسيرِ وَطَرفي قَد أَراقَ دَمي
وَلائِمي بِمَقال المَكرمات أَسىً = فَلَو هَداني طَريقَ المَكرُماتِ حُمي
لَو رُمت مَنعَ دَمي يَوماً لَما بَخلت = عَيني لعلمي بما تجزيه من عدمي
أكرم بِروح إِلى المَحبوب ذاهِبَة = تَرومُ ذا هِبَة من فَضله العممِ
نَوالُهُ عَمَّ كُلَّ السائِلينَ فَمن = نَوى لَهُ السَعي يا بشراه بِالنِعَمِ
بِاللَّهِ مُشتَغل عانٍ بخدمتِهِ = وَلَم يَكُن قَط بِاللاهي عنِ الخِدَمِ
أَمِنتُ خَوفَ تَلاقي حَيثُ كنتُ لَهُ = جاراً وَحيثُ تَلا في المَدح فيهِ فَمي
فَمن أَدارَ فَماً في مَدحِهِ وَيداً = في حُبِّهِ فَهو منهُ وافِر القِسَمِ
وافي الجَزاء مُوافي الوارِدين لهُ = بكل ما أَمَّلوهُ فَوقَ قَصدِهِمِ
عبد النبي
2013-09-16, 03:29 PM
كَم جادَ ثُمَّ أَجادَ الفَضلَ مِن يَدِه = وَمنطِق بِصحاح الدُرِّ مُنتَظِمِ
حَشا حَشا قَلبَه غيبا زَكى مخشا يَكونُ يَوماً عَلى غَيبٍ بِمُتَّهَمِ
بَدرٌ بِوَجه كَسى شَمسَ الضُحى خَجلا = زاهٍ عَلى زاهِرٍ من قدِّهِ الحَشِمِ
وَقى وَقالَ ابشِروا فَالنار لَيسَ لَها = في أمتّي طمع تيهوا عَلى الأُمَمِ
عَوِّد إِلى بُقعة عَزَّ البَقيعُ بِها = وَالقَلبُ عَوِّدهُ بِالتِردادِ وَاِستَلمِ
يُقري وَيُقريكَ ما تَرجوهُ ساكِنها = دينا وَدنيا بِلا منٍّ وَلا سَأمِ
في فيهِ طَيِّبَةٌ من طيبهِ ظَهَرَت = في طَيبَةٍ قُم فَهذي طَيبَةُ الحرمِ
حِمى حماه مَنيعٌ إِن حللت بِه = أَمنت من كُلِّ سوءٍ يا أَخا النَدَمِ
زوى زَوايا المُصَلّى فَضل حجرته = مِن أَجلِ ذاكَ الزَوايا عنهُ لَم تَنَمِ
بادِر إِلى يَمِّ جود في يَدَيهِ وَقُم = يَمِّم بِنا فَهو بَحرُ الجودِ والكَرَمِ
يَعودُ مِن فَضلِهِ المَرضى فَيَرحمهم = كَيما يَعودونَ في برءٍ من الأَلَمَ
لا يُنكر الفَضل منهُ غَيرُ جاحده = أَو كافِرٍ كَبَهيم اللَيلِ لِلنِعَمِ
يَغارُ من قَدّه الغُصنُ الرَطيب إِذا = وَالشَمسُ وَالبَدرُ من وَجهٍ عَلَيهِ جمي
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتي شُغلي = لَهُ عَلَيهِ بِهِ في بابِهِ خِدَمي
كَالبَدرِ بَينَ نُجومٍ مِن صَحابَتِه = عَلى سَحابَتِهِ قَد لاحَ في الظُلَمِ
مُحَمّدٌ وَأَبو بَكرٍ وَقُل عُمَرٌ = عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ صاحِبُ الهِمَمِ
صِدقٌ وَصدّيق الفاروقُ ثالِثُهُم = ثُمَّ الشَهيدُ مَعَ المَنعوتِ بِالكَرَمِ
طَبيبي طَبيبي نَصيبي مَذهَبي حَسبي = هُمُ بِهِم فيهم منهُم بِتُربِهم
خَيرُ الكَلامِ كَلامُ الخَيرِ وَهو يُرى = في الذِكر أَو سُنَّة أَو في حَديثِهِم
قالوا اِصبِروا ايسِروا جودوا فَلَيسَ لَنا = مَيلٌ وَلا مَصرِفٌ عن حَدِّ أَمرِهِم
وَالرَفعُ فيهم وَتَمييزُ الجنابِ لِمن = فاقَ الوَرى خَبرا من مُبتَدا القِدَمِ
الفائِض الكَرم ابنُ الفائِض الكرمِ = ابنُ الفائِض الكَرم ابن الفائِض الكرم
مُحمد بنُ عَبدِ اللَهِ شيبَةُ جَدّهِ = ابنُ عَمرو زَكوا أَصلاً بفرعِهم
هو النَبِيُّ الزَكِيُّ الطاهِرُ الشِيم = هو الشَفيعُ الرَفيعُ القَدرِ وَالقِيَمِ
إن قامَ أقعد من ناواهُ عن عَمل = أَو قالَ أسكُت من ضاهاهُ في كَلِمِ
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ = لِمَن يَضِلُّ عَن الإِرشاد في اللُّقَمِ
وَيملُحُ البَحرُ إِن حاكى أَنامِلَه = وَيحسنُ النَهرُ في عَذبٍ من الدِيمِ
يا أَيُّها العاشِق المَندوب في شَغَفٍ = قُم وَاِقضِ فَرضاً بِذاكَ الحَيِّ وَاِغتَنمِ
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ = كَالبَدر يَعلو عَلى الأَكوان في الغَسَمِ
عَزَّت سَراياهُ من يُمن عَلى يَمَنٍ = فَاِسكُن تَعِزَّ بِأَرض الخَير وَالنِعَمِ
ما حالُ من سارَ عَن عَدنٍ إلى عَدَنٍ = وَصارَ أشهر من نارٍ عَلى عَلَمِ
وَكانَ يَخفي الهَوى من خَوف حاسِدِهِ = فَصِرتُ أبديهِ من ضَعفي وَمن سَقمي
دَمي تساقَط من عَيني فَنمَّ عَلى = حالي فَوا أَسَفا حَتّى الرَقيب دَمي
حَركتُ يَقظانَ أشواقي وَنائِمها = لَما بَكيتُ لضحك الشيب من هرمي
وَما حَماني في الثَغرِ المَنيعِ فَتىً = لكن من الثَغر ممَّن زادَ في ألمي
بَدر الدُجى قَمر الألبابِ شَمسُ ضحى = بِالظرفِ وَالظرفِ في الضاحي وَفي الشيمِ
يَكادُ يَحرق رَضوي في الهَوى نَفسي = من حرِّ نَفسي وَلو لَم أدن من ضَرَمِ
يا لَيل بَشِّر بِأحبابي وَخُذ حدقي = إن كُنتَ جِئتَ بِبُشري من دنوِّهمِ
بِاللَهِ يا سائِق الأظعانِ مُجتَهِداً = إن جِئتَ سلعاً فَسَل عَن جيرَة العَلَمِ
وَقف قَليلاً عَلى حَيٍّ بِهِ نَزَلوا = وَاقري السَلام عَلى عُربٍ بِذي سَلَمِ
فَلَو عَلمت بِما عِندي لِغَيبَتِهِم = مَزَجت دَمعاً جَرى من مُقلَةٍ بدَمِ
وَحَقّهم إنَّ عيشي بَعدهم كَدِرٌ = وَلم يَطب لي منامٌ لا وَحَقِّهم
ما نِمتُ إلا عَسى أنّي أرى لَهُمُ = طيفاً يُشَرِّف ضيفاً من عَبيدِهم
تَسعى العواذِلُ في قصري فَأنشدهم = إنَّ المُحبَّ عن العُذّالِ في صَمَمِ
من كانَ يَعلَم أنَّ الشَهد مطلبُهُ = فَلا يخافُ للذع النَحل من أَلَمِ
يا من يظنُّ نصوحاً في حواسِده = أخطَأتَ أَذنَبت مثلي عَدِّ واستَقِمِ
لَولا العَظيم عَلى اللَهِ العَظيم محى = ذَنبي العَظِمَ لَذقتُ الكُلَّ بِاللَمَمِ
لا يجبرونَ عَلى ما لا يُطاق لهُ = وَيجبرونَ الكَسير الشاكي الأَلمِ
خُضرُ الحمى حمر بيضٍ سودُ معتركٍ = في الزرق بِالسُمر كم جادوا وَصفرهم
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِ عندَهُمُ = فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبح في الغَنَمِ
كُلُّ الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم = إِلا العذولُ الشَقِيُّ الجالبُ النَدَمِ
فَقُم إِلى حيِّهم سَعياً عَلى القمم = وَقُل لَهُم يا مُحاة الذَنب بِالهِمَمِ
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحبكم = وَما غَوى وَكَفاكُم أوفَرُ القَسَمِ
بَدرٌ دَنا فَتَدَلّى رِفعَةً وَعُلا = كَقابِ قَوسَينِ أَو أَدنى إِلى النِعَمِ
حَبرٌ هو البَحرُ لكِن ذاكَ مَنظَرُهُ = غَمٌّ وَهذا حَقيقاً كاشِف الغمَمِ
في المَدحِ بالِغ فَلم تَلبُغ سِوى قِصرٍ = عَن مَدحِ من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كُلِّهِم
وَلِلمَلائِكِ مِن تَبيلغِ حَضرَتِهِ = أَزكى السَلامِ الرّضي من بارئ النَسَمِ
لَو رامَ أَن يُغرِقَ الدُنيا وَساكِنَها = نَدى يَدَيهِ لا نَجى شاكي العَدَمِ
عبد النبي
2013-09-16, 03:31 PM
وَلَو نَهى الشَمسَ أن تُبدو لما طَلعت = وَلا اِستَنارَت وَعاشَ الناسُ في الظُلَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ = بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ ومن رَحِمِ
كَم طارَ بِالخَوفِ في الأَقطارِ جاحِدُهُ = مِنَ الأَعادي مع الغربان وَالرَخَمِ
وَكانَ يُنكر قَول الوَحش عَن بُعُدٍ = فَصارَ يعرفُ فعلَ الطَيرِ مِن أُمَمِ
لَو اهتَدى ما اِعتَدى وَقَد يَشبّ إِذا = شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلى نَعَمِ
فَالكَونُ يَشهَدُ ما الأعداء تنكره = من فَضلِ خَيرِ الوَرى وَالحَقُّ غيرُ هَمِ
فَالضَبُّ سَلَّمَ وَالثعبانُ كَلَّمَهُ = وَكَلَّمَتهُ ذراعُ السُمِّ في الدَسمِ
وَشاعَ في الصَحبِ تَسبيحُ الطَعامِ لَهُ = مَع الحَصى وَاِنشِقاق البَدر في الظُلمِ
عَلَيهِ سَلَّمتِ الأحجار ثُمَّ دَعا = الأشجار جاءَت لهُ تَسعى بِلا قَدَمِ
وَأمنت حائِط العباس حينَ دَعا = وَاِسكُفَّةُ البابِ تَأميناً بِغَير فَمِ
وَأمُّ معبد دَرَّت شاتُها لبناً = إِذ مَسَّها وَغدت من أَطيبِ الغنمِ
وَشُرِّف الغار لما صارَ مُحتَوِياً = لِلجارِ فَهو بِهِ كَاللَيثِ في الأجَمِ
حامَ الحمام لَهُ وَالعَنكَبوت علا = عَلى الحَبيب وَكانَت قَبل لم تَحُمِ
وَرَدَّ عَينَ قَتادة الَّتي عميت = كَأَنَّهُ لَم يَكُن مِن قَبل ذاكَ عَمي
إِن سارَ في الرَملِ لا يُلقى لَهُ أَثَرٌ = عَلى الثَرى وَيَغوصُ الصَخر بِالقَدَمِ
لاذَ البَعيرُ بهِ وَالذِئبُ صَدَّقَه = كَم مُعجِزات لَهُ عَنها بَكِلُّ فَمي
فَمي وَيعجز لَم يبلغ لأَيسَرِها = وَلا طروسي وَلا حِبري وَلا قَلَمي
إِذا بَدا بِصُنوفِ البرّ من يده = تَقولُ هذا السَخا أَم عارِضُ الدِيَمِ
سَهل شَديد عَلى سلم وَفي حَرَبٍ = من مثله وَحوى التَكميل في الشِيَمِ
أَما رَأَيتَ النَدى قَد فاضَ مِنهُ أَما = سَمعتَ عَنهُ الهُدى في الفِعل وَالكَلِمِ
حَياؤُهُ وَجهُهُ جَدواهُ منطقه = كَالبكر وَالبَدر مَع بحر وَدُرِّ فَمِ
الفَضل وَاللُطف وَالخَيرات قَد جُمِعت = فيهِ مع الحسن وَالإِحسان وَالنِّعَمِ
في الحاجِبين وَعَينيهِ وَفي فَمِهِ = كَالنونِ وَالعَينِ ثُمَّ الميمِ في نَعَمِ
وَقَد تَقَسَّم فيهِ الفَضل أجمعه = بِالعِلمِ وَالجودِ وَالمقدار وَالعِصَمِ
وَالماء وَالمال كُلٌّ من يَدَيهِ جَرى = هذا لظامٍ وَهذا رِفدُ مُستَلِمِ
وَالنارُ وَالنورُ هَذا خلق صورَتِهِ = وَتِلكَ هِمَّتُهُ العَلياءُ في الهِمَمِ
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلّمت كَرَما = عَلَيهِ في الفَضلِ مثل الجدي فَاِحتَكِم
وَلَيسَ طائِفَةٌ بِالقُربِ طائِفَة = عَلى حماه كَمن لَم تَدنُ لِلجرمِ
نَزِّه لحاظِك في عَلياء حضرَتِهِ = وَعَن سِواها فَفيها سَيد الأُمَمِ
كَم سائِرٍ لِحَبيب الحَقِّ مُغتَنِم = كَم زائِرٍ بِطَبيبِ الخلقِ مُلتَزِمِ
في ذاتِهِ وَالأَيادي وَالنَدى نِعَمٌ = تَلوحُ في نِعَمٍ لِلخَلقِ من نِعَمِ
وَهابُ مرحمةٍ كَسّابُ تهنيةٍ = قَد فاقَ في كَرَم لِلعُربِ وَالعجمِ
مُعط أخا عَدَمِ مُرضٍ أَخا نَدَمِ = مُدنٍ أَخا ضَرَمٍ مُدعٍ أخا طُعُمِ
إمامُ ذي أَدَبٍ هُمامُ ذي أَربٍ = غمامُ ذي طَلبٍ في حالِ مُبتَسمِ
يهدي بِدَعوَتِه يهدي بِسُؤددهِ = نَكفي بِأَنعُمِه في الحُكم وَالحِكَمِ
جَبرٌ لِمُنكَسرٍ ذُخرٌ لِمُفتَقرٍ = بِالفَضلِ في عَدَمٍ وَالفَصل في كَلمِ
كَم قَد حَوى شَرفاً كَم قَد هدى فرقا = كَم قَد وَفى كرماً كَم قَد عَلا وَكمِ
أَرجو التَخلُص من خوفي بهِ وَأَرى = إنّي بمَدح رَسول اللَهِ لَم أُضَمِ
فَتى قُرَيشٍ إمامُ الرُسلِ قاطِبَة = أَزكى النَبِيّينَ خيرُ الخَلقِ كُلِّهِم
من لَفظِهِ واعِظ الإِيمان ينشدنا = تبارك اللَهُ منشي الدُرَّ في الكَلِمِ
وَكُلهم من رَسولِ اللَهِ ملتمسٌ = غَرفاً من البَحر أو رَشفاً من الدِيمِ
يَدعُونَ لِلخَيرِ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ = وَيَأمُرونَ الوَرى عَدلاً بِعُرفِهِم
في حُكم ذي رَشَدٍ في عَدل ذي قَدَرٍ = في فَضل ذي شَرَفٍ في جودِ ذي كَرَمِ
مُستَعطف عاطِفٌ مُستَحسنٌ حَسَنٌ = مُستَفتِح فاتِحٌ مُستَحكِم الحكمِ
وَفعله فاقَ أفعال الوَرى كَرماً = وَقَوله راجِح عَن وَزن قَولِهم
من كفّه وَمُحَيّاهُ وَمن فمه = بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زاكِيَ القِيَمِ
عبد النبي
2013-09-16, 03:34 PM
محمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أرسَلَه = بِالحَقِّ في هيكَل الإِنسانِ للأُمَمِ
وَاللَيثُ وَالغَيثُ في حَربٍ وَفي كَرَمٍ = مِنَ الوَرى دونَه وَاِسأَل عن الهِممِ
وَمُذ سَرى في الثَرى صارَ التُرابُ بهِ = مطهراً لِلوَرى من وَطأة القَدَمِ
واشتَقَّ من اِسم مَولاه اسمُهُ كرماً = فَقل محمدُ من محمود في العِظَمِ
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إن فاتَ واحدُها = يَبقى به أحدُ الأَعدادِ لِلفَهِم
لا خَيرَ يَشمل من وافى لِحَضرَتِهِ = إِن لَم يَكُن مُخلِصاً في الحُبِّ وَالخِدَمِ
فازَ القَريب بهِ فَوزاً وَنالَ هُدى = وَطابَ بِالقُربِ من آثار مُحتَرمِ
في رُؤيَة وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي = ذات وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ
بادِر أَفِد امدَح احمِد جِدَّ مُدَّ أَعِد = شَنِّف أجِد خُصَّ عَمِّم قُل أَدِر أَدِمِ
يا عاجِزاً عَن فُنونِ الخَيرِ سَوف غداً = تَقولُ بَعدَ فَواتِ العُمرِ وا نَدَمي
يا وَيلَتا لَيتَني لَم اتّخِذ كَسلا = يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أقمِ
دَع عَنكَ قَول النَصارى وَاليَهود وَما = يَقولُهُ الرافِضِيُّ الطرفُ وَهو عَمِ
فَلِلنَصارى اِعتِناءٌ في مَذاهِبِهم = بِزورِهم وَاِغتِناءٌ في مَسيحِهِم
وَلِليَهود اِفتِتانٌ حَرَّفوا كَذبوا = وَغَيَّروا وَاِفتنانٌ في عُزَيرِهِم
وَلِلمُشيحينَ في الأَصحابِ خُلفُ هدىً = وَبَدَّلوا حُبَّهم فيهِم بِبُغضِهِم
إِن هُم بِغَفلَتِهِم إِلا كَغَفلَتِهم = بَل هُم أَضلُّ من الأنعام وَالغَنَمِ
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُم لِضارِبِهم = أَشقّ مِمّا يَراهُ عائِبٌ بهِم
كَم عاذِلٍ منهُم لامَ المَشوقَ وَكم = قالَ اختَصِر قُلتُ سَمعي عَنكَ في صَممِ
تَبّاً لِباغِضِهِم يا وَيلَ جاحِدِهِم = لأنَّهم مَعدِنُ الإنصافِ وَالكَرَمِ
افنوا أَعادِيَهُم أَبقوا أيادِيَهُم = من حلَّ نادِيَهُم قَد حَلَّ في حَرمِ
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ = كانا سَواءً وَكَم اغنوا بِجودِهِم
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَنَّ المُحِبَّ لَهُم = يَلقى الهَنا وَالغِنى وَالفَوزُ بِالنِعَمِ
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِها كَرَماً = في حُبِّهِم مَن يَروم الوَصلَ لَم يَنَمِ
قالَ العَذولُ ثَنيتَ العَزم قُلتُ نَعم = ثَنيتُ عَزمي عَن مَيلي لِغَيرِهِم
وَحَيثُ زُرتُ حِماهُم ذَلَّ قُلتُ لَهُ = ذُق إِنَّك اليَومَ ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ
حكَمتَ بِالعَدلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فَيا = أَحمى الوَرى أَنتَ عِندي من أخصّهم
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعل العَفوِ مُحتَكِماً = في العَطفِ حُزتَ مقامَ القَلبِ من سُدُمِ
لأَنتَ وَاللائِمُ التَعبانُ في نَظَري = كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللخمِ
لا تَلحني فَدما عينَيَّ جارِيَةٌ = قَد رَخَّمت دَمعَ عبد الحُبِّ بِالعَنَمِ
يَحكي الهَواءُ مَقال العذل في أُذني = فَأَكفف حَماني الهَوى عن ذلِكَ النَغَم
يُحيي اللياليَ من يهوى فقالَ أنا = أُحيي الأَسى وأميتُ القلبَ بالسّدمِ
عَسى بهيم الدجى أَضناكَ قُلتُ لَه = أَشكو البَهيمَ الَّذي يَسعى لِغَيرِهِم
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعمهم = وَالمح فَفي التَوبَة استِظهار فَضلِهِم
أَصحابُ خير الوَرى إِن تَرجُ غَيرَهُمُ = عن خيرِهِم فَقَد اِستَسمنتَ ذا وَرَمِ
أَحبابُهُ وَالأَعادي قَطّ ما أَتلفا = هَيهاتَ لَيسَ البزاةُ الشهبُ كالرَخَمِ
من كانَ مُختَرِعاً جنس البَديعِ لَهُم = فَذا مُحِبٌّ رَعى مَعنى جَميلِهِم
إِذا رَماني زَماني في مَخاوِفِه = أَيقَنتُ أَن أَماني في مَديحِهِم
ما أَفخَرُ الدُرّ في أَبهى العقود عَلى = أَزهى الغَواني بأَغلى منهُ في القِيمِ
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالجَدوى وَفي شَرَفٍ = وَفي القَرابَةِ كلٌّ ثابتُ الرَحمِ
لَهُم مَنازِل قِف وَاِنشد بِها لَكِ يا = مَنازِلَ الامنِ مِن تَعريضِ مِثلهم
نعم المَقام بِوادٍ طابَ من نِعَمٍ = نعَم بِهِم وَبِما يُعطونَ مِن نعَمِ
عَلى الحَقيقَةِ لَيسَ القَولُ يَمدَحهُم = وَإِنَّما القَولُ مَمدوح بِذِكرِهِم
ما أَحسَن المَوتُ في حَيٍّ بِهِ نَزَلوا = ما أَقبَح المَوتُ عِندي قَبل وَصلِهِم
القَلبُ مُشتَغِلٌ وَالرَأسُ مُشتَعِلٌ = شيباً وَعيباً وَلم أظفَر بِرَبعِهم
أَطاعَني دَمع عَيني وَالمَنام عَصى = وَقامَ عُذري وَعزم السَعي لَم يَقُمِ
من جَدَّ في السَير شَدَّ السَير مُحتَزِماً = عَلى مَطِيٌّ دَعَتها العُربُ لِلعَجَمِ
بادِر قُبَيلَ تصاريف العُمير إِلى = تِلكَ العُريب وَاضرِب عَن كُليبهِم
فَاجهَر بِحُبِّكَ وَانهَر في العَذول بِهِم = وَاسهَر عَلَيهِ وَلا تَغفَل وَلا تَنمِ
إن رامَ يَثني ضُلوع الحُبّ مِنكَ فَقُل = دَع عَنكَ ذا كَيف حالُ اللَحم في الوَضَمِ
إِن قالَ أهلَكتُ نُصحي في هَواك فَما = سَمَحتَ قُل ما نَصَحت ارجِع عَنِ التُهَمِ
وَدَع لسانَيه مَع وَجهَيه في عَذَلي = فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِ وَالجَلَمِ
طالَت لَهُ قِصَّةٌ فينا مُعَقَّدَة = قُل كَالقَناة وَلكِن عِندَ مُنهَزِمِ
يَوم اللقا قُل لَهُ احصُد ما زَرَعت وَذُق = ما قَد كَنَزت فَهَذا موجب النِقَمِ
يا قَلب ماذا التَمادي في الضَلالِ وَيا = نَفس ارجِعي فَالتَواني جالِبُ الأضَمِ
رَجَعتُ عَن كُلِّ مَدح كُنتُ أنظمه = سِوى مَديح مَليح الذاتِ وَالشِيَمِ
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً = إلا مَدائِحُهُ جَلَّت بِكل فَمِ
فَمَدحه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى = مَدح الإله لَهُ في نون وَالقَلمِ
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ = أَثنى عَلَيهِ من الإِعزازِ بِالعظَمِ
بَحر الحَبا محسنٌ رحب الحِمى حَسَنٌ = حاوي المَحاسِنَ حامي الحل وَالحرمِ
في الفَضلِ مُكتَمِل في العَدل مُشتَمِل = في البَذلِ مُحتَمل لِلخَلقِ كُلِّهِم
غَمامُ كَفَّيهِ كَم عَمَّت وَكَم غَمَرَت = مِن غَيرِ سوءٍ عَلى من باتَ في غُمَمِ
محمدٌّ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = عَشرَةٌ فَخرهم من عِشرَةِ الكَرَمِ
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكر عَتيقهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَاِثني عَلى عُمر الثاني لعدّهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّا عَلَيِّهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَطَلحَة خامِسٌ إيفاء نِصفهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَسادِس القَومِ عَدا في زَبيرِهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَسابِع القَوم عَدّاً عندَ سَعدِهِم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَثامِنُ القَومِ عدا في سَعيدِهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَتاسِعُ القَومِ عَدّا في اِبنِ عَوفهم
مُحمَّدٌ بَدر تِمٍّ في كَواكِبِهِ = فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى بِخَتمِهِم
بَدرٌ سِوى أنهُ بَحرٌ لِطالِبه = لَيثٌ سِوى أنَّهُ غيثٌ لمُغتَنِمِ
يَروي النَدى عَن سُيولِ الحي عَن ديم = فاضَت عَن البَحرِ عن كَفَّيهِ في الكَرَمِ
فَاِشكُرهُ وَاذكُرهُ في سِرٍّ وَفي عَلَنِ = وَاحمَدهُ وَاِمدَحه في نَثرٍ وَمُنتَظمِ
أسنى مُلوك الوَرى في بابِ حَضرَتِهِ = يَغض طَرفاً وَيَحكي أَصغَر الخدمِ
مَلابِسَ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمن = عَرى مِن الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحَرَمِ
في الفَضلِ يُتبَع فَضلَ العِلمِ فَضل يَد = لِلطالِبينَ فَيَغنى من يَد وَفمِ
لَو لَم يَكُن جوده بَحراً لما شَمِلت = يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ
إِن قامَ أَو قالَ في خَطبٍ وَفي خطَبٍ = حَمى الحِمى وَرَمى في اللُسنِ بِالبكمِ
ثَبت الجنان وَقَد فاقَت مَحاسِنهُ = عَلى الجِنانِ الَّتي تَعلو عَلى إِرمِ
سَل الكَتائِب عَن أَحوالِ سيرَتِهِ = تَلقَ العَجائِبَ وَاكشِف نَصَّ كُتبِهِم
كُل الحُروف لِخَير الخَلقِ ناطِقَة = فَضلاً وَما خَط يَوماً قَط بِالقَلَمِ
زينٌ تَقِيٌّ نَقِيٌّ بَيِّنٌ شَفِقٌ = يُجيزُ يغني بثَّ في شِيَمِ
عَدُوُّهُ مهملٌ عارٍ وَصارَ لَهُ = عارٌ وَلاحَ لَهُ حالٌ مَعَ العَدَمِ
دَواء دائي وُرودي دارَه وَإِذا = وَردتُ زُرت وُروداً ذَلَّ ذا وَرَمِ
ذو الفَضلِ وَالفَضل في حُكم وَفي حِكَمٍ = كَم هَمَّ وَهو وَفِيُّ الفِعل بِالهِمَمِ
مُكَرَّمٌ جارُهُ دُنيا وَآخِرَةً = مُنَزَّهٌ لَفظُهُ عَن لا وَلَن وَلمِ
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُ بَدا = حَتّى غَدا كَنز عِلمٍ لِلهُدى عَلَمِ
ميلادُهُ مَكَّةُ الحسنا وَتُربَتُهُ = بِطيبَةٍ فَهوَ في الحالَينِ في حَرَمِ
عبد النبي
2013-09-16, 03:35 PM
وَعِندَهُ العُمران امدحهما كَرماً = هَذا وَذا القَمران أعجَب لِنورِهِم
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ = فَردٌ هُوَ البر وَهو البَحر للأُممِ
سُبحانَ خالِقَه سُبحان مُنشِئه = حازَ المَحاسِنَ في عُرب وَفي عجمِ
خَيرُ البَرِيَّة مَعناهُ وصورَتُهُ = شَيئانِ سيّانِ في فَخرٍ وَفي عِظَمِ
مُحَمَّدٌ في نَعيم شامِلِ النِعَمِ = مُؤَيَّدةٌ من كَريمٍ كامِلِ الكَرَمِ
يا أَكرَم الرُسل يا خَير الأَنامِ وَيا = مَن خصَّ بِالسَعدِ من مَولاهُ في القِدَمِ
أنتَ المُرادُ فَما سُعدى وَجيرتَها = وَما سُعاد وَما عُربٌ بِذي سَلَمِ
وَما حَوى أَحدٌ مدحاً وَفاقَ بهِ = إِلا وَمدحك أَزكى مِنهُ في القِيَمِ
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلَع وَقِف أَدبا = سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنِعل وَالقَدمِ
مُرادنا لِبِساط النورِ تكرمةٌ = بِتُربِ نَعليكَ يا اِبنَ البَيتِ وَالحرمِ
مُوسى وَعيسى وَكُل الرُسل أَجمعهم = في دينِ خيرِ البَرايا نسخُ دينهم
فَدينُهُ الجِنسُ لِلأَديانِ أَجمَعها = وَالكُل أَنواعُه في سائِر الأُممِ
كُلّ بالاِسم يُنادى وَالحَبيب لَهُ = يُقال بِالرَفعِ وَالعِظَمِ
وَالأَنبياء جَميعاً مَع جَلالَتِهِم = يَقومُ فيهِم مَقام البُرءِ في السَقَمِ
مكرَّم الذاتِ في يومي ندىً وَردىً = بِحَوزِهِ الجابِرين النصر وَالكَرمِ
ما أَطيَب العَيش في آثارِ حضرَتِهِ = لِطالب الغامِرَينِ البحرِ وَالدِيَمِ
لَهُم أَياد وَلكن فَضل خاتِمِهم = قَد فاقَهُم وَهو عنوانٌ لِختمهِم
يا مَن يُؤَمِّلُ أَن يَحظى بِوارِثِهِم = فَضلاً وَفَضلاً فَيمِّم ناصر الأُمَمِ
هَذا سَمِيُّ رَسولِ اللَهِ مالِكُنا = بعهدة الخادِمَين السيفِ وَالقَلَمِ
تَمكينُهُ في مَعالي المُلك متفق = بِطاعَة الفئتَين العربِ وَالعَجمِ
أَسنى المُلوكِ إِمامُ الكُلِّ أَحمدُهُم = الناصِرُ ابنُ المَليكِ الأَشرفِ العَلَمِ
في العلمِ وَالحُكم قَد فاقا وَالابنُ زَكا = فَهماً وَكُلّ سما في الفَضلِ وَالنِعَمِ
وَزادَهُ بسطَةً مَولاهُ فاقَ بِها = في العِلمِ وَالجِسمِ وَالاحكامِ وَالحكمِ
الصَفحُ وَالفَتحُ منهُ لِلجناة فَلم = تَرى الوَرى مثل هذا الحُلم في الحُلُمِ
قَوِّم بِأَلفِ مَليكٍ عَدل قامَته = وَاِحسِب سِواه بِربع الشَخص أَو فَنَمِ
يَنهي عَن المُنكر الفاني وَيَأمُرُنا = بِمَدح مَن هُوَ خيرُ خَلقِ اللَهِ كُلِّهم
بِأحمد الرُسلِ أضحى أحمدُ الخلفا = في عَصرِ نصر وَقَصر غير مُنهَدِم
يا رَبَّنا اجعَلهُ في خَيرٍ وَعافِيَة = وَانصُرهُ نَصراً عَزيزاً غيرَ مُنصَرِم
هَذا بَديعُ البَديعِ المح محاسِنهُ = وَفي مَديح الشَفيع اذكره تَغتَنِم
أَبياتُهُ الغُرّ لِلراجين حافِظةٌ = جَمعاً ثَلاثُ مئينٍ عِندَ عَدِّهِم
في لَيلَة النِصفِ من شَعبان قَد نجزت = في عام سَبعٍ وَأثمَن من مَئينهم
تَكونُ لِلبردة الحَسناءِ حاشِيَةً = تكُف عَنها الأَذى مِن كَفِّ مجتَرِمِ
يَرومُ يَستُرُ عَينَ الشَمسِ مِن حَسَدٍ = بِكَفِّهِ وَهو اعمى بَيِّنُ الصَمَمِ
فَاللَهُ يَرضى عَن الأَصحابِ كلّهم = رغما لأَنف الأَبيِّ المظهر الشَمَمِ
ذو المَين لَيسَ لَهُ قَولٌ وَلا عَمل = وَلَو حَوى السَبق في نَثرٍ وَمُنتَظم
عِندَ العَزيزِ غَداً في الحَشر ذِلَّتُهُ = لانَّهُ باءَ في الدُنيا بِرَفضِهِم
فَاللَهُ يَكفي البِلا دنيا وَآخِرَةً = في الدينِ وَالنَفسِ وَالأَهلين وَالنعمِ
يا رَبِّ عَبدٌ عَلى الأبوابِ مدَّ يَداً = بذلّة وَانكِسارٍ وَهو ذو أَلَمِ
أَرجو رِضاكَ بِدُنيائي وَآخِرَتي = مَعَ الشَفاعَة لي من فَضل مُحترمِ
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى = في حالِ مُحتَسِبٍ بِاللَهِ مُعتَصم
كَتَمتُ في النَفس حاجاتي وَفيهِ غِنى = بِعِلمِه عَن بَياني عِندها بِفَمي
أَضمَرتُ حالي وَآمالي مُحَقَّقَةٌ = بأَنَّ ما لي سِوى المَبعوث لِلأُمَمِ
لَعَلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَع لي = في مَوقِف بِجَميع الخَلقِ مُزدَحِم
كُلٌّ يُراقِب كُلاً لا مَفَرَّ وَهُم = ما بَينَ مُضطَربٍ فيهِ وَمُضطَرمِ
لَيتَ المُفرط لَم يُخلق فَما حَصلت = يَداهُ قَطُّ عَلى شَيءٍ سِوى النَدَمِ
يا سَيِّدي يا رَسول اللَهِ ما ظَمَئي = وَقد وَقَفت بِشاطي البَحر من أمَمِ
فَاِنظُر لِعَبدٍ شَكَت أَعضاؤُه أَلَماً = لَمّا أَتاها نَذيرُ الشَيبِ وَالهَرمِ
أتاكَ بِالجَوهَرِ المَكنونِ من صَدَفٍ = مَدحاً يُقدمه من أَطيب الكَلمِ
فإِن قبلتُ فَيا فَوزي وَيا شَرَفي = وَإِن رُدِدتُ بِها يا زَلَّةَ القَدَمِ
حاشاك حاشاك يا خيرَ البَرِيَّةِ من = رَدّي وإِن كُنت ذا ذَنبٍ وَذا جُرمِ
فَجازِني بِأَماني فَهو جائِزَتي = يا سَيِّداً يَألف الإيفاء بِالذِّممِ
ذَكَرتَني زِدتَني يا سَيِّدي شَرَفاً = وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ في الحُلُمِ
ليَ البِشارَةُ يا سَعدي وَيا فَرَحي = وَيا هَنائي وَيا فَوزي وَيا نعمي
نَعم أَنا المُسرف الجاني وَلي أَملٌ = بِعتقِ شيبَتي الغَبراء في اللِمَمِ
لأَنَّني خادِمُ الآثارِ مُرتَجِياً = بِخِدمَتي رحمة المَخدومِ لِلخَدَمِ
أَبرّ أجمل من يَبدو بطلعَتِهِ = أَغرُّ أَكملُ من يعدو عَلى قَدَمِ
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِ مادِحُهُ = فَلَيتَ شعري وَما شعري وَما حِكَمي
كُلّ المَدائِحِ وَالمُدّاح في قِصَرٍ = وَلَو أَطالوا لمالو نحو عَجزِهم
يَفنى المَديحُ وَيَبقى البَدرُ في شرفٍ = عَلى مَدى الدَهر في عزٍّ وَفي عِظَمِ
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماً أَبداً = عَلَيهِ في مُبتدا مَدحي وَمختَتمي
عبد النبي
2013-09-16, 05:44 PM
(((البديعية السادسة عشر)))
الشيخ عبد القادر الطبري رحمه الله
حسن ابتداء مديحي حي ذي سلم ... أبدى براعة الاستهلال في العلم
فأم سلعاً وسل عن أهله فهم ... قد ركبوا في الحشا ناراً ببعدهم
لفقت عزمي للقيام أفوز به ... لكن أرى قدمي سعياً أراق دمي
معنى ابن يتم أبي النعمان كنت لهم ... وذيل الصبر صبا بالغرام عمي
يا خير ما تم لي خير يلاحقني ... به ولم يرع شرع الحب كالعجم
عزيز دمعي غزير منذ صحف من ... تحريفه زاد منه الحكم بالحكمِ
قد غاض لفظي وغاظ القلب نقهته ... عن ربح حبر يتطرف فلم يلم
واستطرد الحب خيل الوصل سابقة ... بفضل ود كفضل الملك للخدمِ
خوافي الحب أورتها قوادمه ... من استعارة نار الهجر مع سدمِ
وحسن وصل وسلم القرب قابله ... بقبح هجر وحرب البعد للتهمِ
واستخدموا العين تجري مخافتها ... أنفقتها فيهم أوقفتها بهمِ
تبسموا مذ تفننت المديح لهم ... فلا يغرك منهم ثغر مبتسمِ
لفي ونشري اعتمادي لوعتي ولهي ... فيهم إليهم عليهم منهم بهمِ
قالوا وما التفتوا من بعند نفرتهم ... فلا تلمهم فما نفع بلومهمِ
واستدركوا الود منهم مخلصين به ... لكن لغير وما راعوا جزا خدمي
يبكي المحب وّذا المحبوب يضحك عن ... در فطابق منثورا بمنتظم.
كما لهم ظاهر إرسالهم مثلا ... يلوح أشهر من نار على علم.
فمذ تخيرت لي مما وثقت وقد ... أعريت قلبي نحولا زاد في المي.
نزهت قولي عن ذم فهم عرب ... بقال في حيهم يا غرابة الذمم.
أكثرت هزلك جدا لي فحسبك لا ... تكن كهيلة ذات العار في الغنم.
قالوا سلو الهوى قولا بموجبه ... يبري فقلت عظامي يوم بينهم.
لم يجد لي عذالهم نفعا أسلمه ... وهبه أجدى فماذا لي بنفعهم.
هم أشدا على الكفار والرحما ... ما بينهم اقتباس الود والسلم
تجن أصبر تدلل أرض عز أهن ... ته أحتمل مر أطع صل مفوفا ادم
من حام حول الحمى يا ذاك يوشك أن ... يرعى به أن ذا من جامع الكلم
قالوا مراجعة تهوى فقلت نعم ... قالوا اصطبر قلت صبري خان من قدم
وسوف أسلوهم إذ ناقضوه إذا ... شبنا وعاد شبابي مترف الأدم
وقيت يا عاذلي مني التغاير ما ... ذكرتهم لي إلا فرجت غممي
توشحوا الود وامتنوا علي به ... فكيف يحسن سعيي في فراقهم
تذييل جمعي بهم لم يصف لي زمنا ... من ذا الذي قد صفا دهرا ولم يضم
شابهت أطراف مدحي في صفاتهم ... صفاتهم ساميات المجد والشيم
تدرعوا الحسن تتميما وكم منحوا ... مآثراً أثمرت حمدا لمجدهم
في معرض المدح كم يهجون من ملأ ... ويحملون الأذى من كل مهتضم
لم ترعو النفس عتبا ويحك أتته عن ... تصدير غيك كيما نكتفي بلم
رفضت جانبهم مما جنوه فلم ... استثن إلا ذوي لطف بصبهم
راعي النظير طوى نشر العلى عملا ... رام التخلص للمختار في الأمم
قاد الجنائب أغراء موجهة ... لا صرف فيها ولا نصب لمنجزم
كانوا كليل شتاء كم قررت بهم ... عينا وتمثيلهم لي مونس النسم
لم ترعو النفس عتبا ويحك أتته عن ... تصدير غيك كيما يكتفى بلم
لا أسفر العلم لي عن وجه مشكلة ... إن لم أصغ قسما لفظي لمدحهم
راعي النظير طوى نشر العلى عملا ... رام التخلص بالمختار في الأمم
محمد نجل عبد الله نجل أبي ال ... عباس آبا كرام في اطرادهم
هو الجواد رسول للجواد بمض ... مار الجواد له الترديد بالنعم
أكرم به شرفا مناسبا ترفا ... أعظم به شغفا عفوا لمجترم
كل من الأنس والأملاك مندرج ... والجن تحت لواه يوم جمعهم
ولانسجام مديحي في فضائله ... بيان منزلة للغير لم ترم
بر رؤوف غدا بالمعنيين له ... تألف بالعطا والحلم ذو نعم
عبد النبي
2013-09-16, 05:45 PM
بالغ بما شئت مدحا فيه مجتنبا ... ما لا يليق بخير الخلق كلهم
بلا غلو لو الدهر استجار به ... من الفنا لم يكن يوما بمنعدم
فاق النبيين والتفريق يظهر من ... دوام معجزة للغير لم تدم
بمعجزات أتت كم أبهرت خصما ... كشاة خيبر تلميحا بعجزهم
رجم الشياطين من عنوان بعثته ... وحين أرسل دين الكفر لم يقم
وكل مقتحم في الحرب مبتدر ... لم يثنه ذاك عن تسهيم لحمهم
أليس لولاه ما كنا الخيار ولا ... بمذهب من كلام لاحق ملتزم
لم ينف إيجاب ما أعطاه آمله ... بالمن مستكثرا حاشاه من وصم
بلا رجوع فمدحي فيك قام بما ... يليق هيهات ذاك المدح لم يقم
خير الخلائق ذو جد يناصره ... وعمه للعدى ورى بغزوهم
سراة حسن بدوا قلنا سنا قمر ... تجاهلا أم سنا برق على أضم
لي منك عهد عسى أني أكون به ... أرعى بدون اعتراض من ذوي الخدم
جزئي هو العالم الكلي في رتب ... عليا فما فوقها مرقى لمستنم
ما ذاك باليمن محفوظ العناية من ... تهذيب تأديبه المرعي في اليتم
من اسم جد أبيه وصف ساعده ... وذاك هاشم الأعدا باتفاقهم
كالشمس في الجمع والتفريق ملته ... وفي الضيا وجهه يا حسرة الظلم
من ذا يماثله جلت فضائله ... والله مادحه في النون والقلم
عمت مواهبه ما وشعت يده ... أثرى ذوي المتعبين الهم والألم
حاز المكارم تكميلا وفاز بما ... لم يؤت ذو شرف من خير مستلم
فاق الأنام فلا تشبيه بينهما ... صغرى عزائمه تزكو على الهمم
محمد المصطفى المحمود في خلق ... أكرم بمشتق حمد مفرد علم
جازى بالإحسان إحسانا مشاكلة ... وألف اللفظ بالمعنى لملتئم
لم يستحل بانعكاس في مودته ... مسر أخا دهم مهد أخا رسم
تقسيم آياته كالضب كلمه ... والجذع حن ونبع الما لريهم
حوى فصائل لا حد يشار لها ... به فيفصح عنه واصف بفم
تشبيه شيئين بالشيئين فيه هما ... النور والفيض مثل البدر والديم
له الوسيلة أعني في الجنان بما ... قد خص نفيا لإبهام اشتراكهم
هو الكريم بإيغال فلست ترى ... أمد منه عطاء غير منحسم
نوادر المدح فاحت غير آونة ... ريح الصبا شممت أكرم بذي الشمم
كرر أحاديث نشر الناشر العلم اب ... ن الناشر العلم ابن الناشر العلم
يا خاتم الرسل يا من وصفه عدد ... ربا كعلم وحلم وعزم ذي همم.
تعطفا بي أرجو منك ليس له ... تعطف بك مني غي منصرم.
ترصيع ذكرى بوصف فيه محترم ... تصريع شعري بوصف فيه منتظم.
عم الورى بيد سحنا يرشحها ... عطاؤه ليس يخشى فاقة النهم.
على البراق سرى لربه نظرا ... ولات حين سرى في سمط سيرهم.
تؤلف الوزن والمعنى زيادته ... وزنا على الكل من عرب وعجم.
هذا نذير شفيع كم به ائتلفا ... لفظ به مع لفظ ألفة الرحم.
دعا تحدى بآيات محكمة ... إيجازها في حمى الإعجاز لم يظم.
أفاد من عدم وساد من حكم ... وحق ذو سدم سجعا بغير فم
والبدر شق له شطرين حق له ... تشطير ملتزم نصرا ومنتقم
ومطلبي أنت أدرى من براعته ... به فحالي منها غير منكتم.
فإن ظفرت به فالفضل معتمدي ... أولا فإن رجائي حسن مختتم .
عبد النبي
2013-09-16, 06:23 PM
((( البديعية السابعة عشر)))
للشيخ محمد ابن حمزة التستري الأهوازي رحمه الله
حسن الابتداء:
يا أيها البرق أعلم جيرة العلم **** ان الغرام غريم الوامق العلم
الجناس المركب والمطلق:
يولون منعا ومن عن وصل صبهم **** أقصاهم والحشى استقصوه بالسقم
الجناس الملفق:
انا الذي كان لج الحب مقتحمي **** وفيه أمقت اهل العذل مقت حمي
إرسال المثل:
في الحب قالوا حليف القوم منهم **** فيا لها تهمة من أحسن التهم
الجناس المصحف والمحرف:
حزت الثنا حين حزت النيرات علا **** فهن يشهدن لي بالحكم والحكم
الجناس التام والمطرف:
الرأس شاب وشاب الدمع فيض دم **** وبالغرام لعمر الله كم حكم
الجناس اللفظي والمقلوب:
ضل المؤنب لما ظل يعذلني **** والعذل مدن اليه قاصي الندم
الجناس المذيل واللاحق:
أمسي وليلي داج داجن أرقا **** سهران حيران من ضري ومن ألمي
الالتفات:
كم ذا يهددني دهري ببعدهم **** بلغت سؤلك يا دهري ببعدهم
التفويف:
اكتم ابن ارض اسخط أثبت انف امل **** قم خذ اترك تيقظ ثم تسل هم
الطباق:
ضيق الهوى سعة والذل فيه لنا **** عز وفيه وجودي ليس بالعدم
التهكم:
جلوت يا عاذلي عن مسمعي صدأ **** غداة قرطته في جوهر الكلم
رد الصدر على العجز:
رمى فؤادي يوم البين في نوب **** ينسفن ثهلان لو يوما بهن رمي
تشابه الأطراف:
رمى وما نال قصدا بالذين بهم **** اضحى حليف الجوى من فرط حبهم
الاكتفاء:
إني سمير الجوى من بعد هجرهم **** وانه كان لي يا للرجال سمي
اللف والنشر:
حبي هيامي عنائي ملجأي اربي **** لهم وفيهم ومنهم نحوهم بهم
الاستعارة:
أجياد ابكار أفكاري بذكرهم **** وشحتها بلآلي النظم والكلم
الافتتان:
لا أكتمن عن اللوام حبكم **** وليس عند العلا امري بمكتتم
التخيير:
نقمت يا وهب سقما ظل يؤلمني **** فظلت جذلان فيما نلت من سقم
الايهام:
يا قاتل الله أدهانا وأغلظنا **** قلبا وأخوننا للعهد والذمم
المراجعة:
قالوا اجتهد قلت في علمي بحبهم **** قالوا استند قلت للعلياء والكرم
الجناس المعنوي:
قد ألقحوها أبا صخر وقلبهم **** كان ابنه عند كل الناس باللؤم
المواربة:
دم في سرور ووفر يا هذيم فما **** سواك عندي حبيب حائز الشيم
عتاب المرء نفسه:
حتام يا نفس منك اللبث في عبث **** والمرء ان عاش ألفا فهو لم يدم
التذييل:
هذي ديارهم اللاتي بهم نعمت **** فيها أقمت ولولا ذاك لم أقم
التصغير:
فيا عصير أصيحاب الغوير أعد **** وصيلهم فأنيسي في وصيلهم تجاهل
عبد النبي
2013-09-16, 06:24 PM
العارف:
أطيب ريح الصبا في معطسي نفحت **** أم العبير ذكا من طيب ارضهم
التوشيح:
قد شيد بنيان حبي محكما لهم **** فلا يزال رفيعا غير منهدم مراعاة
النظير:
بنات فكري يهدين السرور إلى **** حبري ومحبرتي والطرس والقلم
التوجيه:
لهم رفعت عقيب المبتدأ خبري **** فنال خفضا وقالوا للحشى انجزم حسن
التخلص:
فمن ظلام الهوى استنقذت نفسي في **** ضياء مدح نبي العرب والعجم
المقابلة:
قد كان ليلي مبيضا بوصلهم **** فصار صبحي مسودا بهجرهم حسن
الختام:
جعلت خاتمة الأعمال مدحهم **** فثقل الله ميزاني بمدحهم الكلام
الجامع:
من استلان الهوى منه الجماح فلا **** يزال عن نصح اهل العذل في صمم
التكميل:
مؤيد من إله العرش في عظم **** مؤيد للذي والاه في الأمم
التعطف:
هم الكرام الألى جلت مراتبهم **** وانما جلت العليا بمدحهم
الانسجام:
قد خصهم ذو المعالي حين أنشأهم **** بالعلم والحلم والاحسان والكرم
الهجاء في معرض المدح:
تبغي اتباعا لأهليك الذين أرى **** عليك ظاهرة اثار جودهم
النزاهة:
قد آنستك المخازي مذ ألفت لها **** ونافرتك المعالي الغر من قدم
القول بالموجب:
قالوا الأحبة سنوا الهجر قلت لهم **** سنوا صوارهم عمدا لسفك دمي
المناسبة اللفظية:
فإنما المجد منه كان في دعة **** وانما الرشد منه كان في عظم
نفي الشئ بايجابه:
لم يخش من لاذ فيه بالمعاد اذى **** ولم يحاذر بدنياه من النقم
الإشارة:
كم كان في خلقه للخلق من حكم **** لم يحصها غير باري اللوح والقلم
التسميط:
فالدين في وزر والحق في ظفر **** والغي في خور والرشد في عصم
الفرائد:
أغيث ذو النون فيهم وابن نون له **** بنورهم ضاءت الصقعاء في القدم
البسط:
فما الم الدجى والصبح في أحد **** أجل منهم مقاما عند ربهم
كلمة متصلة وكلمة منفصلة:
ممض داء بقلبي راح يهلكني **** وان خصمي روى لما رأى سقمي
في الألغاز بالسيف: ووالد للردى ينجاب عن غسق **** كالصبح مبتسم مهما بكى بدم
الأحجية:
لم يبق الا كما تنبيك أحجية **** لها المثال مضاهي والد أمم
التوشيع:
عليه تقرأ اعظاما لهيبته **** رسائل الأشرفين اللوح والقلم
التشطير: أفزع لمعتمد يهدي إلى رشد **** بالحق معتصم للحمد مغتنم
الموازنة:
مؤازر رابح مستعصم ملك **** مصابر راجح مستخدم علم
الترقيط:
شاف لنا بهبات منه تمنحنا **** فوزا بأبلج حيانا بمنسجم
الصدر منفصل الحروف والعجز متصل الحروف:
أزال وزري آس وده وزر **** فيه نمت حكمي لما سمت هممي
عبد النبي
2013-09-16, 06:25 PM
التورية: قد صير الله منه الذكر في شرف **** والقدر منه برغم الخصم في عظم
التوزيع: ملكت ملكا عظيما منه نعمتي **** بنعمة جمة من مركز النعم
الترصيع:
شهم أبي نجيب طاهر الشيم **** قرم رضي حسيب وافر الكرم
التقطيع:
إذا أردت رواء راق وارده **** وردا ارده وزره واردا ورم
اتصال الحروف:
لقد غنيت بسيب منه منبعث **** فليس ينفك عني غير منحسم
التشريع: خير البرية طه ساد مفخره **** فيه المهيمن باهى اجمع الأمم
التطريز:
فبيته وهو والقرآن محترم **** في ضمن محترم في ضمن محترم
الترديد:
هو البديع علا عند البديع به **** راق البديع بمنثور ومنتظم
الحذف:
سماحه كهداه مسعد الأمم **** وعلمه كعلاه مهلك الألم
التوريد:
ظنت عداه نفت أسواءها فبغت **** على نبي لملك بين الحكم
المناصفة:
يجزي يفي يجتبي يغني يغيث يقي **** وما لحساده طرا سوى العدم
حصر الجزئي وألاقه بالكلي:
الدهر ميلاده وهو العوالم **** والفردوس معهده يا سعد بالعظم
الاشتقاق:
له النهي ينتهي والعرف يعرفه **** وهو العليم وعين المفرد العلم
تشبيه شيئين بشيئين:
فكيف لا يهتدي قلبي له وارى **** هداه في الخلق مثل النور في الظلم
الكناية:
يسبي العقول بمشحوذ فرائده **** تسبي الفريد ووضاح ومبتسم
الإيغال:
ان الاله اصطفاه يوم فطرته **** وخصه وارتضاه راعي الذمم
المواردة:
وكم بعثت وقد قاسيت مهلكة **** تبدي الخفي له في واضح الكلم
السلب والايجاب:
لا ينثني منه بالحرمان آمله **** وينثني منه بالاحسان والنعم
التلميح:
وللكليم اليد البيضاء قد قهرت **** به ذوي السحر بين الناس في القدم
التكرار:
المبدع الحكم ابن المبدع الحكم **** ابن المبدع الحكم ابن المبدع الحكم
العنعنة:
تروي الرياض الشذا والابتهاج لنا **** عن جنة الخلد عن أزهار خلقهم
العكس:
صعب القياد قياد الصعب في يده **** ذو مقول ذرب كالأنصل الخذم
الغلو:
تكاد فكرته من حر لفحتها **** تنسي ذوي النار ما بالنار من ضرم
الاغراق:
تخشى جميع البحار الفعم من غرق **** في موج صارمه يوم الوغى الأزم
الالتزام:
فيا لمولى عظيم الشأن محترم **** عداه في عمر بالخوف مخترم
المقلوب المستوي:
بحر الحبا هو وهاب حلا رحب **** منه الأنام استمدت أوفر النعم
الاقتباس:
والله يدعو إلى دار السلام به **** وهو الدليل على الرحمان للأمم
الاستعانة:
محمد المصطفى المختار من شرفت **** بوطء نعليه ارض القدس والحرم
الايداع:
أسماؤه الغر تنجي الذاكرين لها **** من كل هول من الأهوال
مقتحم القسم:
لا سار ذكري في عرب وفي عجم **** ان لست امدح غوث العرب والعجم
التدبيج:
تبيض سود ليالينا بمدحة من **** يخضر هذا الثرى في جوده العمم
التسجيع:
سما به علمي فالدهر من خدمي **** وكان معتصمي تجلى به غممي
الاستدراك:
وقائل مال أعداه فقلت له **** مالوا ولكن إلى التخسير والندم
المذنب الكلامي:
لو لم يكن دينه الحق المبين لما **** بدا كنار بدت ليلا على علم
الابداع:
نفيس نفس رأى الجود الوجود بها **** وكنز قدس به الغالون لم تلم
.............................. .. .............................. .........
هذا ما وجدته منها ، وأرجوا من كانت عنده أن يثبتها هنا .
عبد النبي
2013-09-18, 01:24 PM
(البديعية الكبرى) لزين الدين شعبان الآثاري رحمه الله
حسن البراعة حمد الله في الكلم=ومدح أحمد خير العرب والعجم
سام على الجنس حام تم في شرف=من عهد سام وحام ثم في القدم
هو الكريم الذي إن عاد ذا ألم=عاد الشفاء له من ذلك الألم
ما استوفت السحب ما في جود راحته=ولا وفت مثلها بالعهد والذمم
وأعجب الخلق أن الجذع أن له=وذاك من بعض ما أوتي من الحكم
إن جار وقتك كن جار النبي فكم=عن جاره كف كف الخوف والندم
مُدِّ الأَكفَّ عَلى بابِ الكَريمِ فَفي = مدِّ الغَنِيِّ الغِنى عَن صاعِ ذي العَدَمِ
أخفى يَعوقُ اسمُه قِدماً وَحين بَدا = فَلَن يَعوق الرَدى عَن عابِد الصنَمِ
عَلا بِفَضل عَلى ظَهر البُراقِ وَمن = عَلى البُراق إِلى الغاياتِ في العِظَمِ
وَاِنشَقَّ بَدرُ السما لما سما كَرَماً = وَكَم رَفيع لهُ من أَصغر الخَدَمِ
مُحمَّدٌ أحمَدُ المَحمودُ مَبعَثُهُ = بِخَير ذِكرٍ بَدا مِن حامِد بِفَمِ
إِن قالَ فَهوَ يَقولُ الحَقَّ مُتَّصِلاً = بِالوَحي قُل عَنهُ مَهما قُلتَ مِن نِعَمِ
اللَه كَمَّلَهُ حُسناً وَمَلَّكَهُ = ملكاً كَبيراً بِهِ يَسمو عَلى الأُمَمِ
كَم سائِلٍ كانَ مَحروماً وَحينَ أَتى = لبابِهِ صارَ مَرحوماً وَلم يُضَمِ
اللَهُ أَكبَرُ ما أَحلى شَمائِلَهُ = وَقَد تقدَّسَ عن قَلبٍ وَعن ثَلَمِ
يَمِّمهُ ما دُمتَ في قَيدِ الحَياةِ وَقُم = يا مُطلَقَ الدَمعِ طَلِّق لَذَّةَ الحُلُمِ
بادِر إِلى البَدرِ كَي تَحظى بِدارَته = وَانزِل بدارٍ بِها ما شِئتَ من كَرَمِ
واصِل وَصَلِّ عَلى خير الأَنامِ وَقِف = سَلِّم عَلى المُصطَفى تَسلم مِن الأَلَمِ
عَلِّم رِكابَكَ تَقريباً إِلى عَلَمٍ = هادي البَرِيَّةِ مِن تَحريفِ دينِهِم
فَهوَ الَّذي فاقَ في خَلق وَفي خُلق = عَلى الأَنامِ وَفي حُكمٍ وَفي حَكَمِ
يَهدي الأَنامَ كَما يُهدي الأَمانَ لِمَن = قَد حَلَّ في بابِه قُم حُلّ وَاغتَنِمِ
فَصِّل مَدائِح فَضلٍ فيهِ جُملَتُها = تُكفى الدَسائِسَ مِن تَصحيفِ قَولِهِم
جَبرٌ لِكَسر الوَرى كَم جاءَ مِن خبرٍ = في فَضلِهِ وَهو خيرُ الرُسل كُلِّهِم
يُعطي الجَزيلَ يُغطي بِالجَميلِ وَما = شَحَّت أَياديهِ بَل سَحَّت عَلى الدِيَمِ
يا لاحِقَ الخَيرِ جدِّ السيرَ وَادنُ إِلى = جُلِّ المُنى فَهوَ في تَصريفِ مُحترمِ
بَدرٌ رَفيعٌ شَفيعٌ في العُصاةِ كَما = أَغنى العُفاةَ نَدى كَفَّيهِ عَن نَدَمِ
فَكَم وَفى وَعَفا عَمَّن جَنى وَجَفا = وَمُذ أَجارَ أَجادَ الفِعلَ بِالهِمَمِ
مَن ذا يُضارِعُ من سَنَّ الهُدى وَسَعى = في سَدِّ باب الرَدى عن كُلِّ مُهتَضَمِ
عِلمٌ وَحِلمٌ فَبادِر بِالمسيرِ إِلى = نِعمَ المَصيرِ بِخَير الخَيلِ وَالنعَمِ
مَن زارَ صارَ يُناجي من حِمى وَحَوى = عزّاً وَفاحَ بِما قَد فاهَ مِن كَلمِ
يا ناظِراً ناضِراً يَزهو بِرَوضَتِهِ = تشابَهَ الحُسنُ وَالإِحسانُ في حَرمِ
فَلُذ بمحترمٍ كَم حازَ مِن كَرَمٍ = مُرَدِّدُ الطرفِ فيهِ باتَ في نِعَمِ
لا تَنسَ سَل حضرَةً يَحلو مُكَرَّرُها = من بَعدِ قطعٍ وَيَكفي في رَجا الكَرَمِ
وَقى وَقالَ ابشِروا فَالنارُ لَيسَ لَها = في أمتّي طَمعٌ تيهوا عَلى الأُمَمِ
فَمن أَدارَ فَماً في مَدحِه فَلَقَد أَفادَ جوهَره اللَفظيُّ في القِيَمِ
من حَجَّ أَو زارَ لا أَوزارَ تركَبُهُ وَباتَ في جَنَّةٍ في أَشرَفِ الخِيَمِ
زَيَّنتُ بِالحَمدِ أَقوالي مُنظَمّةً في المَدحِ إِذ كانَ أَقوى لي عَلى الخِدمِ
تَلفيقُ عُذري عَنِ التَوفيقِ أَقعَدَني سِر بي فَقَد ضاقَ بي سربي من الأَلَمِ
إِن فاضَ ريحٌ لِرفو العَيب قُم لِتَرى أَوفى ضَريحٍ لَدَيهِ مَنبَعُ الكَرَمِ
فَراسِخٌ عَذُبَت أَمّا الغَرامُ بِها = فَراسِخٌ وَفَمي راوٍ لكُلِّ فَمِ
عبد النبي
2013-09-18, 01:26 PM
كَم ناقِصٍ عَمَّهُ نَوالُهُ فَإِذا = نَوى لَهُ العَبدُ سَعياً فاضَ عَن أمَمِ
بَحرٌ إِذا زادَ عَمَّ البَحرُ أُمَّتَهُ = بِستره وَالوَفا جَبرٌ لِكَسرِهِم
كافٍ مُكافٍ لِراجيه وَمادِحه = وَكَم بِهِ صَحَّ طَرفٌ قَد وَهى وَعَمِ
كَم جادَ ثُمَّ أَجادَ الفَضلَ مِن يَدِه = وَمَنطِقٍ بِصحاح الدُرِّ مُنتَظِمِ
فَلُذ بِواسِطَة العِقدِ النَفيسِ فَكَم = حَمداً لَهُ جَلّ عَن حَدٍّ لَهُ بِفَمِ
وَظاهِرُ النيلِ وافٍ وافِرٌ كَرَماً = وَطاهِرُ الذَيلِ وَالأَفعالِ وَالشِيَمِ
ما حَلَّ أَرض عُفاةٍ وَهيَ جادِبَةٌ = إِلا وَحَلَّت أَيادي الوابِلِ الرَذِمِ
عَوّد إِلى بقعَةٍ عَزَّ البَقيعُ بِها = وَالقَلبَ عَوِّدهُ بِالتَردادِ وَاِستَلمِ
يُقري وَيُقريك ما تَرجوهُ من كَرَمٍ = ديناً وَدُنيا بِلا مَنٍ وَلا سَأَمِ
في مَنِّهِ طَيِّبَةٌ من طيبهِ ظَهَرت = في طَيبَةٍ قُم فَهَذي طيبَةُ الحرمِ
حَشى الحشا رَبُّهُ غَيباً زَكى فَحَشا = يَكونُ يَوماً عَلى غيبٍ بِمُتَّهَمِ
زوا زَوايا المُصَلّى فَضلُ حُجرَتِهِ = عَلى سِواها بِتَرفيلٍ مِن الكَرَمِ
إن عادَ عاداكَ بعد الصَفا كَدرٌ = فَاِنهَض لَهُ كَم غَريبٍ في حماهُ حُمي
وَكَم بِهِ صَحَّ مُعتَلٌّ وَلاحَ لَهُ = نورٌ وَنارٌ من التَوفيقِ وَالهِمَمِ
بَدرُ التَمامِ الَّذي أَحيا بِطَلعَتِهِ = لَيلَ التَمامِ مُضافَ اليَوم بِالخدمِ
تَكفي بَراعَتُهُ تَشفي بَلاغَتُهُ = مَسامِعاً حلَّها التَشويشُ بِالصَمَمِ
قَد رادَفَ السَهمُ كَفَّ الشَهم في حِكَمٍ = وَزاوَجَ الفَضلُ مِنهُ الفَضلَ في كَلِمِ
بادِر بِقَلبٍ إِلى بابٍ تُؤَمِّلُهُ = لَم يَستَحِل عَنكَ فيما رُمتَ مِن نِعَمَ
مُعطٍ أَبا عَدَمٍ مُدنٍ أَبا ضَرَمٍ = مُرضٍ أَبا نَدَمٍ مُدعٍ أَبا طُعُمِ
مُدنٍ إِلى فيض فَضل ضيفَ راحَتِهِ = فإِن سَرى أَو رَسا لَم يَخش من نَدَمِ
في الحَشرِ يَشفَعُ في العاصي وَيَعرِضُهُ = وَقَد حَماهُ عَلى حَوضٍ لَه شَبِمِ
عَلَيكَ بِالسَمعِ من أَخبارِهِ تَرِبَت = يَداكَ هَذا حَديثُ المُفرد العَلَمِ
مَن يَفتَحِ العَينَ في علم يَصيرُ بِهِ = بَينَ الوَرى عَلَماً يَجعَلهُ في الأمَمِ
مَعنى فَضيلَتِهِ في الحِجر مُشتَهرٌ = وَالعَقلُ يَشهَد أَنَّ القَدرَ في عِظَمِ
مِن وَصفِهِ لأَبي تَمّامَ مرتبةٌ = فيها أَبو الطَيِّبِ المَشهورُ لَم يَقُمِ
خَيرُ الكَلامِ كَلامُ الخَير فَاِرمِ بِهِ = عَكسَ الجَميل مَع التَبديلِ تَستَقِمِ
من يَفعَل الخَيرَ في قَولٍ يَفوهُ بِهِ = وَيُحسِنُ القَولَ في خَيرٍ فَلَم يُضَمِ
قَد يَجمعُ المالَ شَخصٌ غير آكلهِ = وَيَأكُلُ المالَ غَير الجامِعِ النَهِمِ
فَوَفِّ افدِ امدَح احمَد جُدَّ مُدَّ أَعِد = شَنِّف أَجِد خُصَّ عمِّم طِب أَقِل أَقمِ
بادِر وَزُر وَاِبتَهِج وَانزِل وَصَلِّ وَصُم = وَلُذ وَخُذ وَخُذ وَاغتَنِم وَاشكُر وَقُل وَقُم
واصِلهُ يَعطِف وَسَل يَشفَع وزُرهُ يَجُد = وَاطلُب يَزدكَ وَمل يَصفَح وَدُم يَدُمِ
عَفوٌ بِلا عَتَبٍ صَفوٌ بِلا كَدَرٍ = فَضلٌ بِلا مِنَنٍ عَدلٌ بِلا شَمَمِ
تَقَسَّم المَدحُ لِلمُدّاحِ فيهِ عَلى = قطعٍ وَوَصلٍ وَتَجريدٍ وَمُنعَجِمِ
دَواء دائِي ورودي دَار ذي أَدبٍ = وَدَع زروداً وذَر زَوراء ذي إِرَمِ
مؤيدٌ ظاهِرٌ لاحَت سَريرَتُهُ = عَن كُلِّ فَنٍّ غَريبٍ من بَديع فَمِ
بَحرٌ بِساحِلِهِ فيضٌ لِسائِله = فَسَل تَنَل خيرَ خَمسٍ تمسِ غير ظَمي
مُحمَّدٌ مُكملٌ بِخَير مُتَّصَفٍ = مُجَمّلٌ مُخبرٌ بِغير مُتَّهَمِ
بعِلمه نَقتَفي تَيسير منهجِهِ = بِحِلمِهِ نَكتَفي تَعسير مُغتَنمِ
عَدُوُّهُ مُهملٌ عارٍ وَصارَ لهُ = عارٌ وَما لاحَ إِلا وَهو كَالعَدَمِ
زَينٌ تَقِيٌّ بَيّنٌ شَفِقٌ = بِضَيفِ بَيتِ غنيٍّ بتّ في شِيَمِ
أَتَمُّ ظِلٍّ نَعيمٌ ضِمنَ حُجرَتِهِ == فَلُذ وَزُر ثُمَّ زِد تَربَح تُعَن وَنَمِ
نَجيبُ أَصلٍ شَفيقٌ حلَّ في حَرمٍ = في دارِ ذي هِمَمٍ في حالِ ذي كَرَمِ
كَنزٌ جَلا ضُرَّ غِشٍّ ذاكَ لي سَندٌ = فَثِق تُصِب حَظَّ خَطٍّ عِزَّةً وَهمِ
مُوَزَّعُ الفَضل وَالأَكوانُ شاهِدةٌ = بِالاتِّفاقِ لِمَعنىً خُصَّ بِالحِكَمِ
حَطَّ الإِلهُ بِهِ عَن آدَمٍ زَلَلاً = وَعاشَ بِالبرد إِبراهيمُ في الضَّرَمِ
مِن أَجلِه عامَ نوحٌ في سَفينَتِه = وَعادَ يونسُ من أَحشاءِ مُلتَقِمِ
دَنا بِه يوسفٌ من بَعد غُربَتِهِ = وَفازَ موسى بهِ في اليَمِّ من عَدَمِ
رَقى بِه الروحُ عيسى حَيثُ لاذَ بهِ = وَطابَ أَيّوبُ من ضُرٍّ وَمِن سَقَمِ
سَمَوتَ يا خَير خَلقِ اللَهِ قاطِبَة = بدءاً وَختماً بِما أوتيت من كَرَمِ
وَحَيثُ قيلَ لِموسى اخلع وَقف أَدَباً = سُئِلتَ شَرِّف وَدُس بِالنَعلِ وَالقَدَمِ
لَولاكَ ما كانَ مَخلوقٌ يَلوحُ وَلا = بَعث وَلا جَنة يا شافِع الأُممِ
أَنتَ المُرادُ فَما سعدى وَجيرَتُها = وَما سُعادُ وَما عُربٌ بِذي سَلَمِ
لَكَ الفخارُ الَّذي ما نالَهُ أَحدٌ = يا مَن مَعاليهِ لَم تُدرَك وَلم تُرَمِ
لاذَ البَعيرُ بِهِ وَالذِئبُ صَدَّقَهُ = وَكَلَّمَتهُ ذِراعُ السُمِّ في الدَسَمِ
عبد النبي
2013-09-18, 01:29 PM
هُوَ الَّذي شاعَ تَسبيحُ الطعامِ لَهُ = مع الحَصى وَانشِقاقُ البَدر في الظُلَمِ
صَلّى وَصامَ وَطافَ البَيتَ ثُمَّ طَوى = وَقامَ لِلَّهِ بِالتَقوى وَلم يَنَمِ
اللَّهُ شَرَّفَهُ اللَهُ عَظَّمَهُ = اللَهُ كَرَّمَهُ في الحِلِّ وَالحَرَمِ
عَلَيهِ سَلَّمتِ الأَحجارُ ناطِقَةً = وَالطَرفُ رُدَّ بهِ وَالطرف عَنهُ عَمي
وَسَلَّم الضَبُّ وَالثعبانُ كَلمَهُ = وَالجِنُّ بِالشرح حَتّى الميتُ في الرَجَمِ
وَالأَنبِياء جَميعاً مع جَلالَتِهِم == وَفَضلهم فاقَهُم كَالبُرء في السَقَمِ
كُلٌّ بِالاسمِ يُنادى وَالحَبيبُ لَهُ = عِزٌّ بِيا أَيُّها بِالرَفعِ وَالعِظَمِ
رَدَّ الشِفاءَ عَلى المَرضى بِدَعوَتِهِ = ظَلّوا بِخَيرٍ وَلَم يَشكوا مِنَ الأَلَمِ
مَشى أَديمَ الثَرى صارَ التُرابُ بِه = مُطَهِّراً لِلوَرى مِن وَطأةِ القَدَمِ
تَشريعُهُ تَمَّ في حِلٍّ وَفي حَرَمٍ = كَجودِه عَمَّ في عُربٍ وَفي عَجَمِ
بُرهانُ دينٍ قَويمٍ جامِعُ الحِكَمِ = وَنورُ رَبٍّ قَديمٍ دافِعُ النِقَمِ
مُحمَّدٌ في نَعيمٍ كامِل النِعَمِ = مُؤَيَّدٌ من كَريمٍ شامِل الكَرَمِ
تَصريعُ أَعدائِهِ في البُعدِ وَالأُممِ = حَتمٌ عَلى من هداهُ اللَهُ في الأُمَمِ
إِن كانَ مَدحٌ فَقُل في الظاهِر الشِيَمِ = أَكُلُّ لفظٍ يَفوقُ الدُرَّ في القِيَمِ
مَن رامَ أَن يغنَم العلياءَ من عَلَمٍ = وَأَن يَفوزَ فَبِالمَسعى إِلى عَلَمِ
يا أَيُّها العاشِقُ الساعي عَلى القَدَمِ = مُقَصِّراً كَيفَ لا تَسعى عَلى القِمَمِ
شَرط المَحَبَّةِ أَن تَسعى إِلى حَرَمٍ = في ضِمن طَيبَتِهِ ما شِئتَ من كَرَمِ
تَرصيعُ فَضل المَديحِ الظاهِرِ الحِكَمِ = تَنويعُ فَضل المَليحِ الطاهِر الحَكَمِ
بَدرٌ عَلى عَلَمِ بَحرٌ عَلى كَرَمٍ = فَخرٌ عَلى هِمَمٍ شُكرٌ عَلى نِعَمِ
في السجع ذو كَلمٍ كَالبُرءِ في سَقمٍ = أَو بَحر ذي كرم أَو دُرِّ ذي حِكَمِ
باهي السريرةِ وضّاح البَصيرَة بَس = سامُ المُنيرة يَجلو الدرَّ في الكَلِمِ
رَقى عَلى نَسَقٍ بِالحُسن في فَلقٍ = وَسارَ في أُفقٍ وَعادَ في غَسَمِ
نِعمَ المُلَمَّعُ في القياه من نعمٍ = نَعَم بهِ وَبِما يُبديهِ مِن نَعَمِ
تَوشيعُ أَفضالِهِ في الكَونِ مُشتَهِرٌ = بِطاعَةِ الفِئَتَينِ العُربِ وَالعَجَمِ
وَالرفعُ وَالنَصبُ وَالتَمييزُ خُصَّ بِمَن = تَرشيحُ أَخبارِهِ من مُبتَدا القِدَمِ
سَمِّط بِمُكتَملٍ بِالخَيرِ مُشتَمِلٍ = في البَذلِ مُحتَمِلٍ لِلخَلقِ كُلِّهم
مِفتاحُ مَرحمةٍ كَشّافُ مؤلمةٍ = تبيان تجزِئةٍ مِصباحُ ذي ظُلَمِ
ذو نائِلٍ عَمِمٍ لِسائِلٍ عَدِم = كَوابِلٍ رَذِمٍ في ماحلٍ غَمِمِ
وَفِعلُهُ فاقَ أَفعالَ الوَرى كرماً = وَقَولُهُ راجِحٌ عَن وَزن قَولِهِم
شَطِّر بِمُقتَدرٍ كَالسَيفِ مُشتَهرٍ = بِالصِدقِ في كَلمٍ وَالحَقِّ في حِكَمِ
مُستَفضَلٍ فاضِلٍ مُستَحسنٍ حَسَنٍ = مُستَكملٍ كاملٍ مُستَعظمٍ حَكَمِ
قَد جُلَّ خالِقُه عَمَّن يُماثِلُهُ = وَعَزَّ باعِثُه عَن مدرَكِ الفَهِمِ
مَحمودُ قَولٍ نَبيٍّ قَد حَمى وَكَفى = مَشكورُ فِعلٍ شَفيعٌ في ذَوي الجُرَمِ
وَأَكرَمُ الرُسل بَدرٌ قَد رَقى وَسَما = وَأَشرَفُ الأَنبِيا من قَبلِ خَلقِهِم
إِن ضاقَ صَدرُكَ من ذَنبٍ وَلُذتَ بِهِ = نِلتَ الرِضى وَالمُنى من بارِىء النَسَمِ
من زَمزَم اشرَب وَطُف وَاطرب بكعبتهِ = قَد زَمزَمَ السَعدُ لِلمَوصولِ بِالحَرَمِ
مِن أَينَ لِلنّاسِ بَيتٌ يُستَطافُ بِهِ = أَو يُستَجادُ بِهِ مِن زلَّةِ القَدَمِ
لم لا يُشَبَّبُ بِالآمالِ ذو فَرَحٍ = هُنِّيت يا قَلب هذا مَنزِلُ الكَرَمِ
وَالقُربُ قَد لاحَ وَالابعادُ مُنقَطِعٌ = وَالطَردُ وَالعَكسُ زالا عَنكَ فَاِغتَنِمِ
لكسوةِ البَيتِ تَطريزٌ بِمُحتَرمٍ = في سِلكِ مُحتَرَمٍ في ظِلِّ مَحتَرَمِ
لزومُ غَير حِمى المُغني لِسائِلِهِ = ما لَيسَ يَلزَمُ فَالزَم مورِدَ الحَكَمِ
كَم أُبدِعَت لِحَبيب الحَقِّ من كَلِمٍ = كَم نُوِّعَت لِطَبيب الخَلقِ من حِكَمِ
كَم رَدَّ يَوماً عَلى صَدرِ الوَغى عَجُزاً = كَم شَدَّ عَزماً بِسَيفٍ باترٍ وَكَم
فَمي يُخَبِّرُ وَالأَكوانُ شاهِدَةٌ = بِفَضلِهِ فَلِيَ البُشرى بِصِدقِ فَمي
حُمي من النارِ عَبدٌ في شَفاعَتِهِ = كَما عَلى ضِدِّه جَمرُ الجَحيمِ حُمي
تهدّمَت في الوَرى أَعداءُ مِلَّتِهِ = فَلَيسَ يُنظَرُ مِنهُم غَيرُ مُنهَدِمِ
جَرى دَمي بِاِمتِزاجِ الحُبّ في شَغَفي = بِمَدحِهِ فَالهَنا عِندي بِمَزج دَمي
في حُبِّهِ رُمِيَ القَلبُ المَشوقُ بِهِ = يا نَفسُ جُدّي وَمِن فيضِ الجَوادِ رُمي
بَحرٌ وَمادامَ لِلغَيثِ البَقا أَبداً = البَحرُ باقٍ وَقطرُ الغَيثِ لَم يَدُمِ
وَكَم بِه حازَتِ الراجونَ من نِعَم = وَكَم بهِ أَضحتِ الناجونَ في نِعَمِ
عَزَّت مَعانيهِ إِدراكاً عَلى فَهِمٍ = مِن الأَنامِ وَجَلَّت رِفعَةً فَهِمِ
وَلُذ بِمَن نالَ مِن مَولاه تسميةً = ما نالَها من نَبِيٍّ في الأَنامِ سُمي
مُحمَّدُ المُصطَفى شانيهِ في لَهَبٍ = عَمى مُعانِدُهُ وَالقَلبُ منهُ عَمِي
هُوَ الشَفوق الَّذي قالَ النَزيلُ بِهِ = نَعَم كَريمٌ وَلَم يَمنَعكَ مِن نَعَمِ
لا خَوفَ يُدرِكُ عَبداً باتَ مُحتَمِياً = بِحاكِمٍ عادِلٍ أَو شافِعٍ حَكَمِ
عبد النبي
2013-09-18, 01:36 PM
يا أَوحَدَ الخَلقِ يا مَن في فَرائِدِهِ = قَد حَصحَصَ الحَقُّ إِجمالاً عَلى الأمَمِ
أَنتَ الَّذي طَلَّقَ الدُنيا بِعِفَّتِهِ = وَما لَدَيهِ التِفاتٌ قَطُّ لِلعَدَمِ
يا مَن هُوَ الفاعِلُ المَرفوعُ مَرتَبَةً = أَنتَ المُرَجّى لِرَفعِ الكربِ وَالنِقَمِ
وَإِن أَتى الخَوفُ كنّا في شَفاعَتِهِ = وَمن غَوى فَهوَ هاديهِ إِلى اللَقَمِ
حَمى من النارِ يَومَ الحَشرِ أُمَّتَهُ = بُشرى لَنا قَد أَمِنّا حادِثَ الضَرَمِ
يا نَفسُ مَدحُك مَن عَمَّ الوَرى كَرَما == بِالفَضلِ حَقَّقَ ما أَمَّلتِ مِن كَرَمِ
أَنا المُقِرُّ بِتَقصيري وَبي أَلَمٌ = يا نَفسُ مِنكِ وَأَرجو فَضلَ مُحتَرَمِ
تَجريدُهُ كانَ عَن دنيا لآخرةٍ = وَفيهِ حُكمٌ أفادَ العَدلَ من حَكَمِ
من كَفِّهِ وَمُحَيّاهُ وَمن فَمِهِ = بَحرٌ وَبَدرٌ وَدُرٌّ زَكي القِيَمِ
يا قَلب ماذا التَمادي في هَواك وَيا = نَفس ارجعي فَالتَواني جالِبُ الأَضَمِ
ما الذَنبُ عِندي لِنَفسي في تَشاغُلِها = أَنتَ الَّذي ملتَ نَحو اللَهوِ فَاِستَقِمِ
لا روحَ في الحُبِّ تُهديها وَلا مُقَلٌ = فَليُسعِفِ الدَمعُ إِن لَم تَتَّعِظ بِفَمِ
عَمِّم خَطايا وَخَصِّص بِالمَديحِ لَهُ = تَفُز وَتَأمَن بهِ يا خائِفَ النَدَمِ
مَن لَو حَكى القَمَرانِ وَالكَواكِبُ ما = في وَجهِهِ غُلّبوا عَجزاً لِضَعفِهِم
تَجاهَل العارِفُ الداري بِدارتهِ = فَقالَ ذا الشَمسُ أَم ذا البَدرُ في العِظَمِ
فَقُلتُ نورُ الهدى تَبَّت يَدا بَشَرٍ = عَنهُ تَناأى وَعَن مَرأى الحَبيبِ عَمي
وَجَّهتُ وَجهي لِفَردٍ ظاهِرٍ عَلَمٍ = مُمَيَّزٍ سالِم الأَفعالِ وَالكَلمِ
يا مَن تَعَجَّبَ من أَنوارِ طَلعَتِهِ = ما أَحسَن البَدرَ في داجٍ من الظُلَمِ
قالوا حَوى الحِجرَ في أُسلوب حكمَتِهِ = فَقُلتُ مَرباهُ عِند البَيتِ وَالحَرَمِ
وَسائِلٍ عَن بَهيم حيثُ لاذَ بِهِ = فَقُلتُ أحياهُ في الدُنيا عَلى قَدَمِ
كَم آيَةٍ فيهِ تَصريحاً وَتَوريَةٍ = من الإلهِ مع التَجريدِ وَالهِمَمِ
في السَيرِ وَالخَيرِ هادٍ من جَلالَتِهِ = لِمَن يَضِلُّ عَنِ الإِرشادِ في اللقَمِ
يا باذِلَ العَينِ في وَصل الحَبيبِ لَقَد = أَحسَنتَ في الحُبِّ لَم تَبخَل وَلَم تَنَمِ
قُطوفُ رَوضَتِهِ الزَهراء دانِيَةٌ = تُرَشِّحُ الفَضلَ لِلجاني مِن الحَرَمِ
وَكَم بِهِ صارَ لِلجاني عَلى كِبَرٍ = عَفوٌ وَصَفحٌ عَن الزَلاتِ وَالجُرُمِ
نورٌ مبينٌ كَسا شَمسَ الضُحى شَرَفاً = بِهِ الغَزالَةُ تَعلو البَدرَ في الغَسَمِ
كَذا الغَزالَةُ مُذ لاذَت بهِ أَمِنَت = من صائِدٍ دار حَول الوَحشِ في الرَنَمِ
تَهَيّأت سُنَّةُ العُشّاقِ حَيثُ قَضَوا = فَرضاً من الحُبِّ بَعدَ النَدبِ وَالنَدَمِ
وَفي القِيامَةِ قُل تُحمى العُصاةُ بِهِ = إِن هاجَت النارُ مِن وَبلٍ وَمن ضَرَمِ
في القَلبِ وَالطَرفِ مِن أَحبابِه قَمرٌ = قَد حَلَّ في بُرج حُبٍّ غَيرَ مُنقَسِمِ
سَما عَلى الأَرضِ وَالأَفلاكِ في شَرَفٍ = كَالبَدرِ يَجلو صَدى التَوهيم في الظُلمِ
فَمَدحُه كَيفَ لا يَعلو وَفيهِ أَتى = مَدحُ الإِلهِ لَهُ في نون وَالقَلَمِ
وَفاقَ في الخَلقِ حَتّى أَنَّ خالِقَهُ = أَثنى عَلَيهِ مِن الإِعزازِ بِالعِظَمِ
إِنَّ الضَعيفَ المُعَمّى عَن زِيارَتِهِ = لِمَورِدِ البَحرِ يُعطى النَهر وَهوَ ظَمي
كَساجِدٍ يَخدم الباري بِدَمعَتِهِ = مُلازِمُ الخَمسِ يُعطى وَهو في عَدَمِ
تَوَسُّلي لإِلهي سِتَّةٌ فبِهِ = تَوَصُّلي لِلَّذي أَرجو من النِعَمِ
عَدُّ اسمِهِ أَربَعٌ إِن فاتَ واحِدُها = يَبقى بِهِ أَحَدُ الأَعدادِ في الكَلمِ
مُحَمَّدٌ هو نورُ اللَهِ أَرسَلَهُ = بِالحَقِّ في هَيكَل الإِنسانِ لِلأُمَمِ
يا داخِلاً بابَهُ نعم المجاز إِلى = بَحرِ الغِنى وَالمُنى وَاسأَل عَن الهِمَمِ
سَهلٌ شَديدٌ عَلى سِلمٍ وَفي حَرَبٍ = مِن مثله وَحَوى التَكميل في الشِيَمِ
وَالبَدرُ في حالَةِ التَتميم شُقَّ لَهُ = فَخراً وَمُعجزَةً في حالِك الظلَمِ
من كانَ مُختَرعاً جِنسَ البَديع له = فَذا مُحِبّ رَعا مَحبوبَهُ بِفَمِ
بَرٌّ بِنا بَحرُ فَضلٍ يا لَهُ عَجَبٌ = فَردٌ هو البَرُّ وَهو البَحرُ كَالعَلَمِ
بِمَذهَبٍ مِن كَلامِ اللَهِ خالِقِهِ = أَقامَ لِلشَرعِ رُكناً غَيرَ مُنهَدِمِ
لَو لَم يَكُن جودُهُ بَحراً لَما شَمَلَت = يَداهُ لِلخَلقِ في الوجدانِ وَالعَدَمِ
مِن حُسنِ تَعليلِهِم أَوصافَ سَيِّدِهِم = قالوا حكاها الحَيا فَاِعتاد بِالكَرَمِ
يَستَتبعُ الفَضلَ مِن لَفظٍ بِراحَتِهِ = لِلطالِبينَ فَيُغني من يَدٍ وَفَمِ
فَتى قُرَيشٍ إِمامُ العُربِ حَيثُ رَفوا = أَزكى النَبِيّين خيرُ الرسل كُلِّهم
لَهم أَيادٍ وَلكِن فضلُ خاتِمِهِم = قَد فاقَهُم وَهو عُنوانٌ لِخَتمِهِم
عبد النبي
2013-09-18, 01:41 PM
صَلّى وَسَلَّم رَبّي مَع مَلائِكة = عَلَيهِ مَع أُمَّةِ التَنزيلِ في الأُمَمِ
فازَ القَريبُ بِهِ فَوزاً وَنالَ هدى = وَحازَ بِالقُربِ تَرتيباً مع الخَدَمِ
في رُؤيَةٍ وَسَماعٍ وَالمَقال وَفي = ذاتٍ وَفي السَعي من فَرقٍ إِلى قَدَمِ
بَيني وَبَين الهَوى فيهِ مُراجعةٌ = قُلتُ اصطَبِر قالَ سَمعي عَنكَ في صَممِ
أَنتَ الَّذي قَصُرَت في الحُبِّ هِمَّتُهُ = نَعَم وَأَنتَ الَّذي قَد مِلتَ فاِستَقِمِ
يَستَطرِدُ الدَمعُ نومَ العَين في سَبَقٍ = مِن الغَرامِ نَحيل الشَوقِ وَالنعَمِ
في المَدح بالغ فَلَم تَبلُغ سِوى قِصَرٍ = عَن مَدح من هُوَ خَيرُ الخَلقِ كلّهم
وَلِلمَلائِك من تَبليغ حَضرَتِهِ = أَزكى السَلام الرضى من بارئِ النسَمِ
لَو رامَ أَن يغرقَ الدنيا وَساكِنَها = نَدي يَدَيهِ لأنجى شاكيَ العَدَمِ
غالي الصِفاتِ كَأَنَّ البَحرَ في يَدِهِ = يَجري وَلَو لَم يَمسَّ الماءَ من كَرَمِ
تَكادُ تَشهَدُ في الدُنيا لَهُ نُطَفٌ = بِالبَعثِ لِلخَلقِ من صُلبٍ وَمن رَحِمِ
كَم أَوغَلَت مَع بَناتِ النَعشِ هارِبَةً = مِنهُ العدى في الهَوى خَوفاً من النِقَمِ
وَكَم حَمى من حَبيبٍ في مُقابَلَةٍ = وَكَم رَمى من عَدُوٍّ طارَ كَالرَخَمِ
وَكانَ يُنكِرُ قَولَ الوَحشِ عَن بُعدٍ = فَصارَ يُعرَفُ فِعلَ الطَيرِ من أمَمِ
ما أَحسَنَ الصدق وَالإِحسان في بشرٍ = وَأَوحَشَ الكَذبَ وَالاضرارَ في الشِيَمِ
زَين الصِبا وَجَميلُ القَولِ داوَلَهُ = شَينُ المَشيبِ وَقُبح الفِعل وا نَدَمي
بُعدُ الحَبيبِ وَفَوتُ الوَصلِ أَوجَدَني = قُربَ العَدُوِّ وَنيلَ القَطعِ وَالعَدَمِ
فَاِرحَل وَجُد وَافتَرِق وَاصرِف وَصَلِّ وَقُم = وَانزِل وَخُذ وَاجتَمِع وَاجمَع وَصُم وَثمِ
قَد أَرسَلَ اللَهُ ذاتَ المُصطَفى مَثَلاً = فَصارَ أَشهرَ من نارٍ عَلى عَلَمِ
إِن قامَ أَقعد من يَرجو مُطابقَةً = أَو قال أسكتَ عَجزاً عَنهُ كُلَّ فَمِ
لا يظهرونَ أَعاديهِ عَلى فَرَجٍ = بَل يظهرونَ عَلى الخُسرانِ وَالنَدَمِ
كَم مَيِّتٍ هالِكٍ أَحيَته دَعوَتُهُ = وَكَم قَتيلٍ بِه قَد عاشَ في نِعَمِ
لا تَمدَحِ السُحبَ وَامدَح مَن أَنامِلُهُ = تغني عَن الغامِرَينِ البَحرِ وَالدِيَمِ
قَلَّت مَدائِحُ خَلقِ اللَهِ قاطِبَةً = إِلا مَدائِحُهُ جَلَّت مِن العِظَمِ
كَلامُهُ جامِعُ الخَيراتِ كَيفَ وَقَد = أُوتي جَوامِع فَضل اللَهِ في الكلِمِ
يُرعى النَظيرُ بِشَمس كانَ أَو قَمَرٍ = مِن نورِهِ مَع نَجمٍ في سُجودِهِم
مَلابِسُ الجودِ بِالتَفصيلِ منهُ لِمَن = عَرا من الضعفِ وَالأَيتامِ وَالحُرَمِ
إِيجابُ دَعوَتِهِ لِلخَيرِ يُجبِرُ مِن = كَسرٍ وَسَلبٍ وَلم يجبُر عَلى نَدَمِ
ما رُمتُ نَفيَ مَنامي في مَحَبَّتِهِ = إِلا وَفُزتُ بِإيجابٍ مِن النِعَمِ
ما كُنتُ أَقنَع بِالتَسليمِ مِن بُعُدٍ = وَلَو قَنعتُ فَما شَوقي بِمُنصَرمِ
لا خَيرَ يَشمَلُ من أنسا مَدائِحُهُ = إِن لَم يَكُن جاءَ في الإيضاحِ وَاللقَمِ
خَيرُ البَرِيَّةِ مَعناهُ وَصورَتُهُ = عَينُ المُساواةِ في عِزٍّ وَفي عِظَمِ
تَعديدُ أَفعالِهِ بِالجودِ زَيَّنَها = تَنزيهُ أَقوالِهِ عن لا وَلن وَلَمِ
لَهُ يَدٌ حَرَسَ اللَهُ الوُجودَ بِها = بَيضاءَ من غَيرِ سوءٍ غُرَّةَ الدُّهُمِ
يُصَرِّفُ القَولَ بِالمَعروفِ مِنهُ كَما = يُؤَلِّفُ اللَفظَ وَالمَعنى مِنَ الحِكَمِ
لَفظُ الكِتابِ وَلَفظُ الشارِع اِئتَلَفا = كَالشَمسِ وَالبَدرِ في صُبحٍ وَفي ظُلَمِ
تَأليفُ مَعنى بِمَعنى مِنهُ مُتَّضحٌ = كَالبَحرِ في العُربِ أَو كَالدُرِّ في العَجَمِ
يَدعو إِلى الخَيرِ بِالتكرارِ أُمَّتَهُ = وَيَأمُرُ الأَهلَ بِالمَعروفِ وَالهِمَمِ
الفائِضُ الكرم ابن الفائِض الكَرَمِ = ابن الفائِض الكرم ابن الفائِضِ الكرمِ
مُحمَّدٌ نَجلُ عبد اللّه صَفوَةُ شَي = بَةَ بن عمرو كرامٌ في اطِّرادِهِم
فَلا اعتِراض عَلى المُدّاح إِن عَجَزوا = إِنّي وَأَعجَزُ لَم أَبلُغ لِوَصفِهِم
قَد ألحق الجُزء بالكليِّ منحَصِراً = إِذ دينُهُ ناسِخُ الأديانِ في القِدَمِ
تَسهيمه في الأَعادي صائِبٌ أَبَداً = كَأَنَّ كُلاً عَلى الأَرصادِ حينَ رُمي
فَلا إِذا نَثَروا أَمراً بِمُنتَثر = وَلا إِذا نَظموا شَملا بِمُنتَظِمِ
مُوَشّحونَ بِطَعنٍ أَينَما ظَعَنوا = وَحَيثُ كانوا فَهُم في الناسِ كَالعَدَمِ
الجودُ وَالحُسن وَالخَيراتُ قَد جُمِعَت = فيهِ مَع اللُطفِ وَالإِحسانِ وَالهِمَمِ
وقَد تَقسم فيهِ الفَضلُ أَجمَعهُ = ذاتا وَمَعنى وَأَفعالاً مَع الكَلمِ
قالوا هُو البَدرُ وَالتَفريقُ بَينَهُما = البَدرُ يَكسف وَالمَحبوب لَم يُضمِ
عبد النبي
2013-09-18, 01:43 PM
أَفنى العدى فَلِقسمِ الفيءِ ما جَمَعوا = وَالنَفسُ لِلقَتلِ وَالأَبدانُ لِلرَّخَمِ
في ضِحكِهِ وَالبُكا يُبدي لِناظِرِهِ = كَاللُؤلُؤ الرَطب في حُزنٍ وَمُبتَسَمِ
وَالمالُ كَالماءِ في جَمعٍ يُفَرِّقُهُ = ذا لِلفَقيرِ وَذا يَجري لِكُلِّ ظمِ
جَمعٌ تَفَرَّقَ مع تَقسيمِ دَعوَتِهِ = مِنهُم شَقِيٌّ وَمِنهُم حامِدُ النِعَمِ
فَلِلشَقي جَحيمٌ غير راحمةٍ = وَلِلسَّعيد نَعيمٌ غَيرُ مُنصَرِمِ
جَمعٌ تَقسمَ مع جَمعٍ بِراحَتِهِ = ماءٌ جَرى أَنهراً كَالبَحرِ في القِسَمِ
تَسقي الغَمامَةُ قَطراً في مُشاكلَةٍ = إِذا سَقى النَقد لِلمُحتاجِ في العَدَمِ
يا وَيلَتا في عِتاب النَفسِ من كسلي = يا حَسرَتا في سَبيلِ اللَهِ لَم أَقُمِ
إِن عَزَّ بان الحمى فَالسَهلُ مُمتَنِعٌ = وَإِن دَنا الحَي فَالمُشتاقُ لَم يَنَمِ
ما بَينَ مُنسَجمٍ مني وَمُضطَرِمٍ = من الحشاشَةِ شَوقي غَيرُ مُنكَتِمِ
استَدرك النَفسَ كَي تَدنو وَقد قَربَت = عِندَ الملامِ وَلكِن من هوى نَدَمِ
في كُلِّ عُضو من المُشتاقِ ترجمةٌ = عن حالِهِ في اللَيالي وهو ذو أَلَمِ
ضَمَّنتُ شَوقي لِقَلبٍ أَستَعينُ بِهِ = عَلى الهَوى فَإِذا لَحمٌ عَلى وَضَمِ
لُمِ اللَيالي الَّتي أَخنَت عَلى جِدَتي = بِرقةِ الحالِ وَاعذُرني وَلا تَلُمِ
من اِستَعانَ بِغَيرِ اللَهِ في طَلَبٍ = فَإِنَّ ناصِرَهُ عَجزٌ وَلَم يَدُمِ
نَسَجت ثَوبَ الهَوى سِرّاً فَأظَهرهُ = ضَيفٌ أَلَمَّ بِرَأسي غَيرُ مُحتَشِمِ
عَصى عَلَيَّ فَما وَقَّرتُ حُرمَتَهُ = وَالسَيفُ أَحسَنُ فِعلاً مِنهُ بِاللِمَمِ
ذُخري شَفيعُ الوَرى من حَجَّ مُعتَمِراً = فَحقَّ قَولُ حَبيبٍ فيهِ في القِدَمِ
لَو يَعلَمُ الرُكنُ مَن قَد جاءَ يَلثِمُهُ = لَحَنَّ يَلثِمُ مِنهُ مَوطِئَ القَدَمِ
قَد أَودَعَ اللَهُ فيضاً في أَنامِله = لَو صابَ تُرباً لأَحيا سالِفَ الأُمَمِ
وَالمُستَعيرونَ أَرباباً لَهُم تُركوا = يَموجُ بَعضُهُم قبحاً بِبَعضِهِم
ذَلُّوا وَأَصنامُهُم خَرَّت لِمَظهَرِهِ = وَأهلِكوا بِلَظى ريح من العُقُمِ
كَم باطِلٍ عِندَهُم وَالحَق يَدمَغُهُ = في السِرِّ وَالجَهر بِالأَفعالِ وَالكَلِمِ
وَنارُ فارِسَ لَمّا أَن بَغَت خَمِدَت = بِسِرِّهِ وَتَرامي عابِد الصَنَمِ
وَالخَيرُ أَضرَبَ عَن كِسرى فَحلَّ بِه = كَسرٌ فَوا عَجَباً مِن ضعفِ عَقلِهِم
بِالهَمزِ وَالحاءِ قَد شُقَّت مَرائِرُهُم = وَالميمُ وَالدال مَعنى عِندَ قَصرِهِم
أَصحابه لاقتِباس الفَضل مِنهُ غَدَوا = مِثلَ النُجومِ وَأَهل الشرك لَم تَدُمِ
فَأَصبَحوا لا تَرى إِلا مَساكِنَهُم = وَهكَذا كُلُّ من يُعزى لِرَفضِهِم
يا سادَةً علمُهُم صَيدٌ وَمن عَجَبٍ = جَواز تَقييده لِلنّاسِ في الحَرَمِ
وَالنَجم ما ضَلَّ بَدرُ الحَيِّ صاحِبُكُم = وَما غَوى وَكَفاكُم أَوفَر القَسَمِ
بِالفَتحِ قَد عُقِدَت آياتُه فَحَوى = نَصراً عَزيزاً وَغُفراناً مع النِعَمِ
في قَولِهِ إِنَّما الأَعمالُ فائِدَةٌ = يَحوزُها العَبدُ بِالنِيّاتِ في الكَلمِ
وَفي مَقالِ عَلِيٍّ بَعدَهُ أَثَرٌ = ما لابنِ آدمَ وَالفَخرَ اعتبرتَهِم
الظُلمُ مِن شَهواتِ النَفسِ إِن بَعُدت = عَنهُ فَذاكَ لأَمر فيه مِن حِكَمِ
كُل الوَرى ساعَدوني في محبَّتِهِم = إِلا العَذول الَّذي اِستَثنى لِبَعضِهِم
قالوا كَلام العدى قَولٌ بِموجِبِهِ = يَضُرُّ قُلتُ عَذولي في مَديحِهِم
يحكي الهَواءَ مَديدُ العَذلِ في أذني = فَاقصر حَماني الهَوى عَن ذلِكَ النَغَمِ
زِدني هَوىً فَبِما عينيَّ جارِيَةٌ = قَد رَخَّمَت دَمعَ عَبدِ الحُبِّ بِالعَنَمِ
تَهكُّمي بِك يا مَن ذَلَّ قُلتُ لَهُ = ذُق انَّكَ اليَوم ذو عِزٍّ وَذو كَرَمِ
واربتَ بِالعَذلِ ضاءَ القَولُ مِنكَ فيا = أَحمى الوَرى أَنت عِندي مِن أَخصِّهِم
فَاِعطِف شُهِرتَ بِفِعلِ العَفوِ مُحتَكِماً = بشراك هَذا مقام القَلبِ من سُدُمِ
في مَعرِضِ المَدحِ يُهجى الموذيان هُما = كَالبانِ في البَرِّ أَو في البَحرِ كَاللَخَمِ
إِبليسُ وَالنَفسُ لِلإِنسانِ ما برِحا = في أَسوأ الحال بِالتَوليدِ فَاِستَقِمِ
تُب لِلإِله وَطب نَفساً بِأَنعُمِهِم = وَالمَح فَفي التَوبَة اِستِظهارُ فَضلِهِم
لَئِن تَخَيَّلتَ أَن تَغنَى بِغَيرِهِم = عَن خَيرِهِم فَقَدِ اِستَسمَنتَ ذا وَرَمِ
كَم شامتٍ بِك في يَوم المعادِ فَذُق = ما قَد كَنَزتَ فَهذا موجِبُ النِقَمِ
يُرادُ جد بِهَزلٍ من ملامِكَ لي = دَع عَنكَ ذا كَيفَ أَكل اللَحمِ بِالضَرَمِ
أُسلوبُ أَحمَق أَحياهُ فَقالَ أَنا = أحيي الأَسى وَأميتُ القَلبَ بِالسَّدَمِ
لَهُم مَنازِلُ قِف وَاِنشد بِها لَكَ يا = مَنازِل الأَمن مِن تَعريض مُنثَلِمِ
وَإِن أَتاهُم قَوِيٌّ مَع ضَعيف يَدٍ = عادا سواءً فَلا إِبهامَ في الدِّيمِ
عبد النبي
2013-09-18, 01:46 PM
بادِر قُبَيلَ تَصاريف العُمَيرِ إِلى = عُرَيب نَجدٍ وَصَغِّر من ضُدَيدهِم
خُضرُ الحمى حمرُ بيضٍ سودُ معتَركٍ = في الزُّرقِ بِالسُّمر دبّج أَو بِصُفرِهِم
لا أَبتَغي بَدَلاً عَن حُبِّهِم أَبَداً = وَلَيسَ قَصدي سوى المَسعى لِحَيِّهِم
في جَمعِ مُختَلف منهُم وَمُؤتَلفٍ = تَبدو سِيادَتُهُ مَع عُظمِ فَضلِهِم
البِرُّ وَالعَدلُ وَالإِحسانُ يَعرِفُهُم = في الاحتِذاءِ وَفي الأَحكامِ وَالحِكَمِ
في العَزمِ وَالعَهدِ وَالإِيثار مَع نَسبٍ = وَفي التَخَيُّرِ كُلٌّ ثابِتُ الرَحِمِ
أَطاعَني دَمعُ عَيني وَالمَنامُ عصى = وَقامَ عُذري وَعزمُ السَعي لَم يَقُمِ
وَما اِكتَفى الشَوقُ ضَعف الجِسمِ مِنهُ إِذا = حَتّى غَدا يَنحَلُ الأَعضاء وَهو كَمي
أَخا جَميلَين جُد إِن الكِرام إِذا = يا مَن بذاتٍ وَوَصف لاحَ فيه جَمي
يا ناسِخَ البُعد بَشِّرني وَخُذ حَدَقي = إِن كُنتَ جِئتَ بِبُشرى من دُنُوِّهِم
قَد اِنتَحَلتُ وَلَولا أَنَّ لي أَمَلاً = بِوَصلِ بَدرٍ ثَوى كَاللَيثِ في الأَجَمِ
حامَ الحمامُ لَهُ وَالعَنكَبوتُ علا = عَنهُ اختِياراً وَكانَت قَبلُ لَم تَحُمِ
وَأُمُّ مَعبَدَ دَرَّت شاتُها لَبَناً = إِذ مَسَّها وَهيَ ذاتُ السَلخِ في الغَنَمِ
كَأَنَّ مالَ اِبن عَبدِ اللّهِ مُغتَرَفٌ = لِلمُستَحِقّينَ من طفل إِلى هرمِ
قَد أَورَدَ اللَهُ فيهِ الحُسن أَجمَعَهُ = فَكانَ أَحسَن خَلقِ اللَهِ كُلِّهِم
بَدرٌ إِذا اعتَمَّ تَمَّ البَدرُ في شَرَفٍ = مُقارِنَ السَعدِ لَم يَبرَح عَلى عَلَمِ
وَزادَهُ بَسطَةً مَولاهُ فاقَ بِها = في العِلمِ وَالجِسمِ وَالأَحكامِ وَالحِكَمِ
مَعنى الصَحابَةِ وَالأَعداءَ مُختلفٌ = في الوَردِ لَيسَ البُزاةُ الشُهبُ كَالرَخَمِ
تَمثيلُهُم جاءَ كَالأَنعامِ مُذ غَفلوا = بَل هُم أَضَلُّ مِن الأَنعامِ وَالبُهُمِ
قَومٌ يَروا ما بَدا مِنهُم لِضارِبِهِم = أَشَقَّ من رُؤيَةِ الرائي لِمَسخِهِم
ما لِلصَحابَةِ مِن نِدٍّ يُطاعُ وَقَد = نَفاهُ إيجابُهُ عَنهُم لِبُغضِهِم
أَبدى مُناقَضَةً وَقَد يَشُبُّ إِذا = شابَ الغُرابُ بِهِ مَيلٌ إِلى نَعَمِ
فَالمَح بِعَينِكَ ثُمَّ اسمَح بِها كَرَماً = وَاِستَخدمِ العَيشَ في الدُنيا بِخَيرِهِم
كَالبَدرِ في جودةِ التَشبيهِ مُرتَفِعاً = وَصَحبُهُ كَنُجومِ الأُفقِ في الظُلَمِ
محمد وَأَبو بَكر وَقُل عمرٌ = عُثمانُ ثُمَّ عَلِيٌّ فُسِّرَت بِهِم
صِدقٌ وَصِدّيق الفاروق ثالِثُهُم = ثُمَّ الشَهيدُ اِتِّساعاً ثُمَّ ذو الكَرَمِ
نالَ الرَدى من غَدا بِالنَقصِ يذكرهم = كَالكَلبِ يَعوي فَيحوي ذِلَّةَ النِقَمِ
قَومٌ لَهُم أَدَواتٌ غَيرُ مُمكِنَةٍ = لِغَيرِهِم وَهُم الوافونَ في القِسَمِ
عُربٌ كِرامٌ لَهُم بِالمُصطَفى شَرَفٌ = فَيفضلوا العُربَ فَضل العُربِ لِلعَجَمِ
كَالبَحرِ أَحمَدُ وَالأَصحابُ في كَرَمٍ = كَالغَيثِ وَالكُلُّ مِثلُ الدَهرِ في الهِمَمِ
كَأَنَّما الحَربُ عيدُ النَحرِ عِندَهُمُ = فَذَبحُهُم في العدى كَالذَبحِ في الغَنَمِ
إمامُهُم في مَعالي الفَضلِ أَحمَدُهُم = كَم هَدَّ مِن جَبَلٍ في الحَربِ كَالأَكَمِ
وَصَيَّرَ العَقلَ فيها كَالجُنونِ بِها = مِن فِعل كَفِّ تُراب من أصيبَ عَمي
رَمى بِعَزمٍ لَهُ كَالنارِ في حَطبٍ = فَلَم يَذر مِنهُم من لا وَهى وَرُمي
في كَفِّهِ سَيفُ نَصرٍ كَالمنية في = قَطعِ الأَماني عَن الأَبدان وَالقِمَمِ
لِلَّهِ من بَشَرٍ في حَربِهِ أَسَدٌ = لكِنَّهُ فاقَهُ قَدراً وَعِطرَ فَمِ
فَوَجهُهُ في السَما كَالبَدرِ في أُفقٍ = وَذاتُهُ بَينَ أَهلِ الأَرضِ كَالعَلَمِ
أَقوالُ أَعدائِه زورٌ يَلوحُ كَما = أَعمالُهُم كَسَراب من أتاهُ ظَمي
لَهُم من اللَيلِ مَعنى لاحَ في صُوَرٍ = سَوداءَ قَد كُسِيَت من حالِكٍ دَهِمِ
فَدع لِسانَيكَ مَع وَجهَيكَ في عذلي = فَعاذِلي وَالهَوى كَالسَيفِ وَالجَلَمِ
إِنَّ العَواذِلَ من أَهلِ النِفاقِ كَمن = استَوقَدَ النارَ لكن باتَ في ظُلَمِ
فَاِجهَر بِحُبِّ مَليحٍ مُفرَدٍ عَلَمِ = بادٍ كإِنسانِ عين الدهر في الأُمَمِ
وَلُذ بِهِ وَاِستَزِد مِنهُ فَإِنَّ لَهُ = قَلباً كَبَحرٍ جَرى بِالعلمِ وَالحِكَمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = مُفَرَّعٌ عَنهُ أَصحابٌ ذَوو رَحِمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = قَدِّم بِذِكرِ أَبي بَكرٍ عَتيقِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَاثني عَلى عُمَرَ الثاني لِعَدِّهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = أَكرِم بِثالِثِهِم عُثمانَ ذي النِعَمِ
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَاِشكُر لِرابِعِم عَدّاً عَليِّهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَطَلحة خامِسٌ إِيفاءَ نِصفهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَسادِس الصحب يَأتي في زُبَيرِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَسابِعُ الزُهرِ يَبدو عِندَ سَعدِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَثامِنُ الغُرِّ آتٍ في سَعيدهم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَتاسِع القَوم بادٍ في ابن عوفِهِم
مُحَمَّدُ الأَصل بَدرٌ في كَواكِبِه = فَعامِرٌ عاشِرٌ وافى لِخَتمِهِم
ما أَفخَر الدرّ مع تَفريعِهِم أَبَداً = يَوماً بِأَزهَرَ مِن تَرتيبِ ذِكرِهِم
عبد النبي
2013-09-18, 01:53 PM
ما أَقبَحَ العَيش يَمضي في مُغايَرَةٍ = ما أَحسَن العَيش عِندي تَحتَ ظِلِّهِم
إِن رُمتَ في مَعرضِ الذمِّ المَديحَ فَقُل = لا عَيبَ فيهِم سِوى الإِيثار في العَدَمِ
إِنَّ المُفَرَّغَ عَقدٌ لَيسَ يَحفَظُهُ = لَيثٌ سِوى أنَّهُ غَيثٌ لِمُغتَنِمِ
مُهَذَّبٌ يَألَفُ التَأديبَ حَيثُ بَدا = حَتّى غَدا عَلَماً ناهيكَ من عَلَمِ
قَد اِصطَفاهُ إِله العَرشِ من عَرَبٍ = سادوا بِنَوعٍ عَلى أَبناءِ جِنسِهِم
تُروى أَحاديثُهُ فينا مُعَنعَنَةً = عَن الحَيا عَن أَياديهِ عَن الكَرَمِ
سَل الكَتائِبَ عَن أَحوالِ سيرَتِهِ = تَلقَ العَجائِبَ في إِيجازِ كُتبِهِم
قَد أَعجَزَ الخَلقَ أُميٌّ بِهِ عُرِفَت = كُلُّ العُلوم وَلم يَلزَم عَلى قَلَمِ
وَأَمَّنَت حائِطُ العَباس حينَ دَعا = وَاسكُفَّةٌ بِاِرتِجالِ النُطقِ دونَ فَمِ
نَزِّه لِحاظَكَ في عَلياء حَضرَتِهِ = وَعن سِواها فَفيها سَيِّدُ الأُمُمِ
لَيسَ الغَزالَةُ لَمّا سَلَّمت أَدباً = عَلَيهِ كَالجدي في التَشريكِ فَاِحتَكِمِ
تَنازَعا مَعنيا بَدرٍ بَدا وَقَضى = مُوَفَّقاً فَهو في الحالَين في حَرَمِ
يَفوحُ يَطعنُ في الأَعداءِ مادِحُهُ = وَمطربٌ فَهو عودٌ ظاهِرُ القِسَمِ
كَم لَفَّ شَملاً وَكم صوماً طَوى وَبذا = أَصحابُه كَم رَوَوا عَن طيبِ نَشرِهِم
حَمدي ثَنائي سُروري مُنيَتي شُغلي = لَهُم عَلَيهِم بِهِم في بابِهِم خِدَمي
طيبي طَبيبي مَذهَبي حَسَبي = هُمُ بِهِم فيهِم مِنهُم بِتُربِهِم
فَحلَّ عِقدكَ لَيسَ القَولُ يَمدَحُهُم = وَإِنَّما القَولُ مَمدوحٌ بِذِكرِهِم
أَرجو بِهِم مَخلَصاً مِن زِلَّتي فَبِهِم = حُسنُ التَخَلُّصِ لِلشاكي مِن الأَلَمِ
ها قَد شهرتُ لِساني بِالمَديحِ لَهُم = كَالسَيفِ عِندَ اِنتِباهٍ غَيرِ مُنثَلمِ
أَرومُ تَعليقَ شانيهم إِذا مُدِحوا = فَقد عَصى قائِلاً في أَهلِ مَدحِهِم
هَذي عَصايَ التي فيها مَآرِبُ لي = وَقد أَهشُّ بِها طَوراً عَلى غَنمي
إِن ألقِها تَتَلَقَّف كُلَّما صَنَعوا = إِذا أَتَيتُ بِسِحرٍ مِن كَلامِهِم
ما بَينَ سَيفٍ وَطرفٍ من مناسبَةٍ = إِنَّ العَصا في الثَرى وَالسَيف في القِمَمِ
أَما رَأَيت النَدى مِنهُم لِسائِلِهِم = أَما سَمِعت الهدى في الفِعلِ وَالكَلِمِ
أَتاكَ عِقدٌ بَديعٌ بِالمَحاسِن في = مَدح الشَفيعِ الَّذي بِالمَكرُمات سُمي
أَبياته الغُرُّ لِلراجينَ جامِعَةٌ = مِن المئين أَربعاً في عَدِّ عِقدِهِم
في لَيلَة النِصف مِن شَعبان قَد نَجِزَت = فَوافَقَت عام حَضٍّ من سنيِّهِم
فاقَت فُنوناً وَأَنواعاً أعِنتُ بِها = مِن فَتح مكَّة عِندَ البَيتِ وَالحَرَمِ
حَوَت غَريب المَعاني فَهيَ نادِرَةٌ = رَضيعُها عَن سَناها غَيرُ مُنفَطِمِ
تَشابَهَ الحُسنُ في أَطرافِها فَلَها = فَخرٌ بِحُسنِ اِمتِداح عِندَ كل فَمِ
فَمي حَواها وَرَبُّ العرس يَحفَظُها = مِن جاهِلٍ حاسِدٍ أَو عالِمٍ خَصِمِ
يا رَبِّ سَهَّلتَها فاقصِم مُعانِدَها = بِغَيرِ حَقٍّ وَمن يَدعوكَ لَم يُضَمِ
أَقَمتُها في مَقامِ الذَّيلِ مِن أَدَبٍ = مَع بردةِ المُصطَفى وَالفَضلُ لِلقُدُمِ
يا صاحِ إِنّي وَإِن أَطنَبتُ مُعتَذِرٌ = عَن فَضلِ ناظِمِها بِالعُشرِ لَم أَقُمِ
قَوِّمهُ أَلفاً مَعَ التَوجيهِ في لُغَةٍ = وَاحسِب سِواهُ بِرُبعِ الشَخصِ أَو فَنَمِ
جَعَلتُها لي ذُخراً في المعادِ غَداً = كنايَةً عَن ضَميري عِندَ مُستَلمي
وَما اِستَعَرتُ لَها ثَوباً يَليقُ سوى = مَنسوجِ مَدحِ المَليحِ المُفرَدِ العَلَمِ
أَضمَرتُ حالي وَآمالي مُحَقِّقَةٌ = بِأَنَّ ما لي سوى المَبعوثِ لِلأُمَمِ
لَعلَّ أَنجو بِما أَرجو وَيَشفَع لي = في مَوقِفٍ بِجَميع الخَلقِ مُزدَحمِ
لَيتَ المُفَرِّط لَم يُخلَق فَما حَصَلَت = مِنهُ الأَماني عَلى شَيءٍ سوى النَدَمِ
حُسنُ البَيانِ لِمَن عَنهُ المُرادُ خَفى = وَالرَبُّ أَدرى بِحالِ السائِلِ العَدِمِ
هُوَ الغَنِيُّ وَلَو أَحسَنتُ في طَلَبي = بِعِلمِه عَن بَياني عِندَهُ بِفَمي
لَولا العَظيمُ عَلى اللَهِ العَظيمِ = ذَنبي العَظيم جرا التَرديدُ في عَدَمي
أَدمَجتُ شَكوايَ في مَدحي لَهُ لِيَرى = في حالِ مُحتَسبٍ بِاللَهِ مُعتَصِمِ
أَرجو بِحُسنِ اتباعي راحَتَيهِ وَقَد = أَهديتُ من صَدَفي دُرّاً من الكَلِمِ
فَإِن قبِلتُ عَلى شَرطي فَيا شَرَفي = وَإِن حرمتُ الجَزا يا زلَّةَ القَدَمِ
حاشاكَ حاشاكَ يا خَير البَرِيَّةِ مِن = رَدِّي وَإِن كُنتُ ذا ذَنبٍ وَذا جُرَمِ
يا سَيِّداً نالَ تَمكيناً وَتَوسِعَةً = مِن الغِنى وَالمُنى في الحلِّ وَالحَرَمِ
حِكايَتي في الوَرى شاعَت بِذِكرِكَ لي = وَجُدتَ لي بِيَدٍ بَيضاءَ في الحُلُمِ
ليَ البشارَةُ يا مَن في إِشارَتِهِ = خَيرٌ عَظيمٌ لِراجي فَضلِهِ العَمِمِ
أَردَفتُ جَبري بِإِخلاصي وَلي أَمَلٌ = بِعِتقِ شَيبَتي الغَبراءَ في اللِّمَمِ
لأَنَّني خادِمُ الآثار لي نَسَبٌ = أَرجو بِهِ رَحمَةَ المَخدومِ لِلخَدَمِ
أَعَزُّ أَكملُ مَن يَبدو بِطَلعَتِهِ = أَبَرُّ أَفضَلُ من يَسعى عَلى قَدَمِ
مَن كانَ مَولاهُ في القُرآنِ مادِحُهُ = فَالعُذرُ مِنّي مَبسوطٌ وَلَم أُلَمِ
كُلُّ المَدائِحِ وَالمُداحِ في قِصَرٍ = وَلَو أَطالوا لمالوا نَحوَ عَجزِهِم
لا أَختَشي مقطَعا فَالفَضل مُتَّصِلٌ = بِمَدحِ أَحمدَ في نَثرٍ وَمُنتَظَمِ
صَلّى وَسَلَّم رَبّي دائِماً أَبَداً = عَلَيهِ في المُبتَدا مَع حُسنِ مُختَتمي
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.