المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حــدّثني يا أبــــي !



إيمان الغامدي
2007-03-02, 12:45 AM
طفلة صغيرة .. مذ أقبلت إلى الحياة و في عينيها صورة رجل واحد ..

يغيب عنها كل النهار .. فتشتاق لمقدمه مساء من عمله ..

إذا لمحته عائدا ً و قد حان وقت الأصيل ، قالت في لهفة يعتريها شيء من الخجل : بابا .. بابا ..

يدعوها .. أن تعالي .. ، و يشير إلى خده .. أن قبّليني ..

تُغالب الخجل .. فتأتي .. و قد لا تأتي ..

تلاحقه أحيانا ً مثل ظله .. لا لشيء ، و إنما لتنال شرف قربه !!

يلاعبها حتى لكأنه طفل معها !

كم هي فريدة من نوعها هذه العلاقة ؟!


*****

كبرت الطفلة .. و كل فتاة بأبيها معجبة ..

تلك الصورة في عينيها ما زالت ..

بيد أنها صارت باللونين الأسود و الأبيض ..

أ هو ماض ٍ قد لا يعود .. أم زمان من حب ٍ لا يعيش ؟!

أم .. " نعيب زماننا و العيب فينا .. و ما لزماننا عيب سوانا " ؟!



كم كنتَ تُضحكني يا أبي .. و اليوم كثيرا ً ما تبكيني .. ! تسألني عن حالي ،، ما ينقصني ..؟ و اليوم أطلبك الحآجات ِ ..

لا أذكر آخر قُبلة جبين ٍ حانية ٍ .. أم آخر لمسة كفّ ٍ حانية ٍ ..

لا أدري أ ألوم الغلظة فيك .. أم بُعدك رغم القرب ؟!

لو تدري .. أني أحتاجك _ بعد الله _ أكثر من ذي قبل ..


أخشى للعقد أن يفرط ، أخشى للدرة أن تسقط ..



***********


أيها الأب الفاضل :

إن من الحقوق الشرعية لابنتك الحقوق المعنوية و أهمها : الرعاية ، التي تتضمّن : الحب و الحنان ، و الرحمة و حسن المصاحبة ، و الاحترام ، و الحرص على مصلحتها الدينية و الدنيوية ، و توفير الأمن و الاستقرار النفسي .


قال صلى الله عليه وسلم : " رويدك بالقوارير " أخرجه البخاري في صحيحه ( 5809 ) ، و مسلم في صحيحه ( 2323 ) .



عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت أحدا من الناس كان أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم كلاما و لا حديثا و لاجلسة من فاطمة رضي الله عنها . و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآها أقبلت رحّب بها ، ثم قام إليها فقبّلها ، ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يجلسها في مكانه ، و كان إذا أتاها النبي صلى الله عليه وسلم رحبت به ، ثم قامت إليه فقبلته . أخرجه النسائي في سننه الكبير (9236) وأبو داود في سننه (5217) والترمذي في جامعه (3872) .



روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ((من عَالَ جَارِيَتَيْنِ حتى تَبْلُغَا جاء يوم الْقِيَامَةِ أنا وهو)) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ . أخرجه مسلم في صحيحه (2631).



روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كان له ثلاث بنات يؤويهن و يكفيهن و يرحمهن فقد وجبت له الجنة البتّة " . فقال رجل من القوم : و ثنتين يا رسول الله ؟ قال : " وثنتين " ( رواه البخاري في الأدب المفرد و اللفظ له 78 ، و حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد 58 .




والحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأنام و المرسلين و على آله وصحبه و من والاه إلى يوم الدين .



بقلم : إيمان الغامدي .

آل عامر
2007-03-02, 05:10 PM
أحسنت احسن الله إليك .

ظــاعنة
2007-03-03, 12:21 AM
كثير من يظن أن إشباع الحاجات المادية وتلبية الرغبات للأبناء هو غاية ما يمكن فعله
تربيتنا تربية ( تسمين ) يا إيمان ..
ليت الأم حينما تلهث فى البحث لابنتها عن آخر صيحة فى عالم الأزياء ، وتقطع الأسواق طولا وعرضا فى التنسيق لزىّ ابنتها الحبيبة ، ليتها حينما تفعل ذلك تضيف إليه حديثا وديا مع ابنتها ، أو توجيها حانيا ..
مصيبتنا أننا نمعن فى الاهتمام بالشكل الظاهرى لأبنائنا ونراه أقصى ما يحتاجون إليه ، ثم نلومهم إذا ما شبوا عن الطوق ورأينا منهم جفوة أو عقوقا ..
الله المستعان ..

وسم المعاني
2007-03-07, 10:47 PM
أختي الكريمة إيمان

كلامك حساس جداً

هذه النقطة ربما تكون غفلة من الوالد

أو دوافع نفسية أخرى تمنعه من تدليل ابنته

اليوم كنت انظر لصورة والدي في جوالي, نظرت إليه وقد بدت عليه ملامح الكبر..

سبرت أعماق ملامحه , تذكرت عنائه وكده من أجلنا, فلم أتمالك نفسي !

لا أخفيك دائماً يخالجني شعورك هذا , ولكني ألتمس له العذر ..

قد يحتاج الوالد أيضاً لحنان ابنته , وقربه منها ..

لماذا إن رأت البنت من والدها الجفا وواضع الحواجز , لاتحاول هي كسرها, وتتقرب منه

بكل الطرق ؟!

ربما أبعده الخجل عنها ؛ لأن ابنته أصبحت شابة مثلاً ؟!

أو إنشغاله بأمور الحياة والمعيشة صرفه عن التفكير بقلب ابنته..

والأكثر في رأيي هو حياء الوالد , وجهله بكيفية التعامل والتربية الصحيحة كما ذكرتي

من الناحيتين المادية والمعنوية , فكل واحدة منهما لايستغنى بها عن الأخرى .